حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

فتحي عبدالوهاب: ليس لدي حساسية من المشاهد الساخنة

كتب غادة طلعت

نجح الفنان فتحي عبدالوهاب في أن يصنع لنفسه شكلاً مختلفًا من خلال الأدوار التي يقدمها والتي يختارها بعناية أكسبته ثقة الجميع لدرجة أن البعض قال عنه: إنه فنان عنيد يرفض ما هو عادي ويجري وراء الأدوار التي ترهقه لأنه يري أن الإنسان هو مجموعة من التقلبات مثل فصول السنة الأربعة لذلك يرفض الأدوار التي تسير في اتجاه واحد، التقينا به لنعرف منه أسرار تجربته الأخيرة في فيلم "عزبة آدم" الذي استطاع أن يلفت الأنظار بين أفلام موسم عيد الأضحي.. بجانب حصوله علي جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم "عصافير النيل" في الدورة الأخيرة لمهرجان القاهرة السينمائي.

·         في البداية حدثنا عن شعورك عقب الحصول علي جائزة أحسن ممثل في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الأخير؟

- هذه الجائزة من أغلي الجوائز التي حصلت عليها في حياتي لأسباب كثيرة أهمها أنها من مهرجان كبير مثل القاهرة السينمائي الذي يحظي بتصنيف مهم بين المهرجانات الدولية والسبب الثاني هو كارثة عدم وجود أفلام مصرية تشارك في هذا المهرجان باسم مصر لذلك من حسن حظي إنني شاركت بـ"عصافير النيل" عن رواية الكاتب إبراهيم أصلان للمخرج مجدي أحمد علي وشاركني البطولة عبير صبري ودلال عبدالعزيز ومحمود الجندي والحمد لله حقق نجاحا وكان له مذاق خاص ومع ذلك كنت أتمني أن تكون مشاركة الأفلام المصرية أكبر، خاصة أن الإنتاج السينمائي في عام 2009 من وجهة نظري علامة مميزة في تاريخ السينما.

·         ولكن أيهما يشعرك بالثقة، جائزة الجمهور أم جائزة يمنحها لك مجموعة نقاد في مهرجان؟

- في مهرجان القاهرة السينمائي لم يمنحني الجائزة مجموعة نقاد بل هم مجموعة مهمة من صناع السينما في العالم.. نجحت في أن أحصد شهادات من كل واحد منهم ولكن ليست هناك مقارنة بين جائزة الجمهور فالفنان في حاجة دائمة لها ليستطيع أن يعطي ما هو أفضل وهذا يجعلني أجد صعوبة في المقارنة بين قيمة كل جائزة.

·         ولكن في تقييمك الشخصي ماذا يعني أنك أفضل ممثل؟

- جائزة جميلة يصاحبها إحساس لطيف ولكن لدي الوعي الذي يجعلني أعرف أنها لا تعني أنني أفضل ممثل في مصر ولا أفضل ممثل في العالم كما أنني لست الأكثر براعة بين ممثلي جيلي ولكن هذا له علاقة فقط بأنني أفضل ممثل بين مجموعة ممثلين شاركوا في المسابقة علي اختلاف أعمالهم وجنسياتهم ولكنها فرحة جميلة جعلتني أحمل مسئولية أكبر تجاه فني وجمهوري.

·         كيف تلقيت ردود الأفعال حول فيلمك الذي يعرض حاليا "عزبة آدم"؟

- الحمد لله أشعر بسعادة لأن الفيلم استطاع أن يجذب جمهورا كبيرا وجد فيه نوعية مختلفة ولكن لا أخفي عليك أنني لست منشغلا بهذا النجاح لأن فرحة النجاح دائمًا لا تزيد عندي علي ربع ساعة عقب عرض الفيلم وأبدأ مباشرة في التفكير فيما هو قادم لأنه هو الأهم في نظري.

·         هناك من وصف الفيلم بأنه من أفلام العشوائيات التي لا تتنافس مع جمهور العيد، فما ردك؟

- أعترض علي هذا التصنيف لأنه ليس حقيقيا، خاصة أن فيلم "عزبة آدم" ليس عن العشوائيات ولكنه عن قرية أهلها فقراء يعملون في مهنة الصيد وقد يكون لكل واحد رؤيته المختلفة ولكن ما أستطيع قوله هو أنني عندما قرأت السيناريو لم أفهم أنه عن العشوائيات ولكنه عن الشر الموجود داخل الإنسان بالإضافة إلي أن فكرة الخير لا يصح أن تكون مجرد نية فالطريق إلي جهنم محفوف بالنوايا الحسنة.

·         البعض انتقد جرعة الشر الزائدة التي قدمتها في دور "حامد"؟

- أنا متفق أن حامد ظهر للجمهور كنموذج لقمة الشر ولكن صناع العمل كانت لهم رؤية محددة ليس من ضمنها الجانب المجتمعي أو الاجتماعي لهذه الشخصية ولكن البعد الأول والأساسي هو إظهار نموذج الشر، وربما أكون قد نجحت في توصيل ذلك للجمهور لأنني لم أتخذ موقفًا أخلاقيا من الشخصية مثلك ومثل كثير من الذين شاهدوا الفيلم فعندما أوافق علي تقديم شخصية مهما كانت منحرفة أو متطرفة فلابد ألا أحاصرها بحدود أخلاقية حتي لا يكون عندي موقف أخلاقي منها حتي لا أشير إلي جوانب سيئة لأحرض الجمهور علي كره هذه الشخصية وبذلك نقع في فخ المباشرة ولكن بعد عرض الفيلم وانتهاء التصوير ربما آخذ موقفًا أخلاقيا أكثر تطرفا من كثير من الشخصيات التي أقدمها.

·         ولكن لتحقيق المصداقية لابد أن يجد المشاهد جوانب إنسانية أو خيرة لدي هذا الرجل وفقا للطبيعة البشرية؟

- هذه نظرة صحيحة وربما كان حامد في حاجة لبعض الملامح الإنسانية التي لم تظهر للمشاهد ولكن أعتقد أن هناك مشهداً كان يبكي فيه مع نفسه بعيدًا عن الأنظار عندما فقد ابنه وهذا دليل علي وجود جوانب خيرة بداخله والدليل أنه يحب ويحتفظ بمكانة لابنه داخله.

·         استخدمت ملامح وجهك كثيرًا كأدوات للتعبير عن الشر فهل تعمدت ذلك؟

- في الحقيقة كان هذا مقصودا خاصة أن شخصية حامد لا تتطلب تمثيلاً كما أنه كان متصالحًا مع نفسه ويعرف أنه مجرم ومخرب فكان من الطبيعي أن يبدو أنه يتعامل بتلقائية ولا يستحيي مما يفعله حتي وإن بدا شكل وجهه مخيفًا.

·         قدمت مشاهد جريئة في فيلم "عزبة آدم" بجانب تجارب سابقة مما يجعلك الوحيد بين أبناء جيلك الذي يقدم هذه المشاهد؟

- أولا لست الفنان الوحيد الذي يقدم مشاهد جريئة، ثانيا أنا معترض علي لفظ جريئة لأنني لا أعرف ما يسمي بمشهد جريء وآخر جبان ولكن أعرف أن هناك فناً ودراما تتضمن كل المشاهد ليس فيها انتقاء ولذلك لا أرفض المشاهد الساخنة ما دامت ضمن الفن والدراما، وليست عندي حساسية تجاهها.

·         البعض وجد أن هناك تشابهًا بين دورك في "عزبة آدم" ودورك في فيلم البلياتشو؟

- للوهلة الأولي ربما يفكر البعض بهذا المضمون ولكن الحقيقة هناك كثير من الاختلافات في فيلم البلياتشو حيث كان لاعبا في السيرك يبحث عن الثراء حتي بطرق غير مشروعة ويري في "الفلوس" القوة ولكنه كان مهندمًا ووسيمًا بعكس "حامد" فهو ولد فقير ذاق العذاب في طفولته لذلك سلك طريق الإجرام لجمع الثروة ولم يتوان في إبراز شره وإجرامه للوصول للثروة حتي لا يصبح فقيرًا مثل الصيادين والهدف في هذا الفيلم أن نبرز أن هناك شرًا وهناك أيضا خيرًا ولكن يحتاج لعزيمة لتحقيقه.

·         هل تعاملك مع الفنان محمود ياسين كان له تأثير عليك في الكواليس وأثناء التصوير؟

- الفنان محمود ياسين له طابع وروح خاصة لا يمكن أي أصفها بما تستحق فهو صاحب بصمة قوية وأعمال مميزة ويكفي أن أقول لك: إنني كنت انتظر فترة الاستراحة بفارغ الصبر لأجري علي حجرته وأقول له "إحكيلي" كمان لدرجة أنني كنت أخشي أن يظن أنني مجنون ولكن عندي له آلاف الأسئلة وكنت أحاول أن أكتشف الكنوز الموجودة بداخله فكنت أسأله عن أشياء تدور في رأسي عن تجاربه مع فاتن حمامة وأفلام كثيرة عشقتها مثل الكثيرين.

·         بعيدًا عن الفيلم، ما آخر أخبار مسلسلك "سنوات الحب والملح"؟

- انتهينا مؤخرًا من التصوير بعد أن استغرق فترة طويلة جدا ولكن بالرغم من الإرهاق الشديد إلا إنني استمتعت بالعمل مع المخرج محمد فاضل وأقدم خلال الأحداث دور شاب اسمه "كرامة" يعيش حياة صعبة ضمن عمال كثيرين في عزبة أحد الأثرياء إلي أن يصل لمنصب عضو السفارة المصرية الدائم للمقر الأوروبي في الأمم المتحدة بعد فترة طويلة من التناقضات التي عاشها من قبل لأنه في الأساس ابن لرجل يعمل "سقا".

روز اليوسف اليومية في

08/12/2009

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)