حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

المخرجة والنساء الضائعات

ديما الحر ترسم بورتريه عبثي لثلاث نساء

ميدل ايست اونلاين/ باريس

مشهد بصري ملتاع تغذيه رؤية المخرجة نحو اقتناص معاني العبثي للتعبير سينمائياً عن لعنة الغياب.

تقدم اللبنانية الشابة ديما الحر في باكورة اعمالها السينمائية الطويلة "كل يوم عيد" بورتريه عبثيا واسود لثلاث نساء تجمعهن رحلة البحث عن رجالهن الغائبين في "سجن الرجال" الذي تمتد الطريق اليه على مدى 90 دقيقة يستغرقها الفيلم الذي يبدو كناية عن عبور داخل نفق مظلم او كابوس يتكرر في منامات تلك النساء ووعيهن.

وقالت ديما الحر بمناسبة عرض فيلمها في باريس مساء الاحد بعدما استغرق البحث عن انتاج له سنوات "انه عمل خاص مستوحى من قصة عائلية واعترف انه ليس للجمهور العريض. والمشاهد قد يتوقع منه شيئا آخر غير ما اقدمه".

وتقدم ديما الحر في اول تجربة لها رؤية خاصة لبلد يتعرف المشاهد على ملامحه من خلال نساء محرومات من ازواجهن في طريقهن للقائهم يوم عيد الاستقلال، داخل باص لا يقل غيرهن.

غير ان الحادثة التي يتعرضهن وتؤدي الى مقتل السائق في وقت مبكر من الفيلم تجعل النساء يشردن في المكان الخالي وتزيد من احساسهن بالضياع والفراغ والقلق لتنفرد الكاميرا بعد ذلك بثلاث منهن وتخرج الاخريات من المشهد.

ويضم الفيلم كلا من رايا حيدر في اول اطلالة سينمائية لها والفلسطينيتين منال خضر وهيام عباس وهن يتلاقين ويتعارفن ويحكين قصص حياتهن مع الرجل الغائب.

وحين لا تحكي المرأة في الفيلم تأتي الحكاية عن طريق كوابيس تلازم كل واحد منهن في النوم وفي الصحو ويختلط فيها الواقع بالحلم على نحو مستمر.

وتخرج الكوابيس في شريط "كل يوم عيد" مرتدية اثواب الواقع آتية من ماض لا يمضي ومن مرحلة ما قبل خروج الرجل من عالمهن. وحين تسعى المرأة للقائه تسقط في فراغات المكان وتعاني من اخطاره.

تظهر النساء كنقاط في المشهد الاجرد تتحرك على دروب خلت من سكان بقي ما يدل على وجودهم السابق او هم، باستثناء رجل ميليشيا غريب الاطوار يصادفنه، عبارة عن افواج من النازحين.

تحكي النساء عن انفسهن. فيرسم الفيلم بورتريه ثلاثيا لهن مصورا تلك العائدة من افريقيا التي لا تتكلم العربية ما يجعل جزءا من الفيلم يرد بالفرنسية او الاخرى الباحثة عن الطلاق من زوجها السجين من سنوات او الفلسطينية ابنة حيفا التي تحتفظ بلهجتها وتبحث هي الاخرى عن زوجها وتمسك بسلاحه بعدما غادر الى موته من دونه في ذلك اليوم.

تروي النساء داخل عالم غريب يعزلهن، الانتصار فيه بمفردهن او عبر استحضار الزوج في الحلم او عبر حجرة هاتف نصبت في المكان الخالي ما يضفي على المشهد سوريالية قصوى تحيله كله الى كابوس يفوق قدرتهن على التحمل.

ويمتاز "كل يوم عيد" بمشهد بصري عال تغذيه رؤية المخرجة التي تظهر لديها موهبة سينمائية صورية وبنزوع نحو اقتناص معاني العبثي او اعتماد الرمزي للتعبير فنيا عن لعنة اسمها الحرب تحكمت بجميع المصائر وسعت المخرجة لتصويرها على نحو تجريدي.

فالمشاهد يسمع القذائف والمدافع لكنه لا يراها وشخصيات العمل تشعر بما يجري من اعمال خطف وقتل حولها لكنها لا تكون ضحيتها في لحظة المشهد وانما قبل ذلك.

هذه البراعة المتمثلة بالجانب البصري الصوري للفيلم لا يجاريها السيناريو الذي ظل اضعف حين اراد قول ضياع وقلق المرأة في الحرب التي تأخذ الرجال كلهم الى سجن هو في النهاية مرادف للموت.

وكتبت ديما الحر سيناريو الفيلم بمشاركة الفنان ربيع مروة الذي سبق له العمل معها على فيلميها القصيرين.

اما انتاج الفيلم الفرنسي فتم بميزانية صغيرة وكلف مليون ومئتي الف يورو.

وانتج تييري لينوفيل من خلال شركته "سيني سود" الشريط الذي حظي بدعم المركز السينمائي الفرنسي بنسبة 35 %.

وقدم الفيلم مساء الاحد في باريس ضمن تظاهرة "الشرق الاوسط، ما الذي تستطيعه السينما؟" فيما سيقدم ضمن مسابقة "المهر العربي" في مهرجان دبي السينمائي الذي يفتتح في التاسع من كانون الاول/ديسمبر.

وكان الفيلم الذي سيعرض في الصالات الفرنسية في 27 كانون الثاني/يناير كما اوضح منتجه، شارك في مهرجاني روما وتورنتو السينمائيين الخريف الماضي.

وسبق لديما الحر خريجة القسم السينمائي في معهد شيكاغو في الولايات المتحدة ان انجزت فيلمين قصيرين بعنوان "الشارع" و"ام علي".

ميدل إيست أنلاين في

08/12/2009

 

المخرجة اللبنانية سابين الجميل

فيلم "نيلوفار" اللبناني-الإيراني: هل أنصف المرأة المسلمة؟ 

باريس- أثار فيلم "نيلوفار" للمخرجة اللبنانية سابين الجميل ردود فعل متباينة لدى عرضه في باريس وقد ذهب بعض الحضور في جلسة النقاش الى اعتبار أن قصة كهذه لم يعد لها وجود وأبدى غضبه من معالجة قضايا المرأة في الشرق الأوسط وفي البلاد المسلمة على هذا النحو.

ويقدم فيلم "نيلوفار" السينمائي نظرة نقدية ثاقبة تتناول وضع المرأة وظروفها في مكان ريفي منعزل يقع عند الحدود العراقية-الايرانية وتدور كل احداثه في الجانب العراقي حيث يتحكم الرجل والتقاليد بمصير المرأة.

إلا أن آخرين في القاعة وبغياب المخرجة دافعوا عن الشريط معتبرين أن الزواج المبكر وكذلك الحرمان من التعليم للفتيات منتشران في اليمن والسعودية. وأشار البعض الى ما يجري من جرائم شرف في الاردن مشددين على ان هذه القضايا لا تزال مطروحة في عدد من المجتمعات في الشرق الأوسط.

وكانت المخرجة سابين الجميل صرحت عقب عرض فيلمها في مهرجان برلين حيث حظي بجائزة إنها لا تنتقد الثقافة العربية وإنما تنتقد "الزواج القسري وحرمان الفتيات من التعليم والقتل بدافع الشرف".

وأشارت المخرجة وقتها الى أن "المنظمات الانسانية التي تقوم بعمليات توعية ساهمت في تراجع طفيف لحالات الزواج القسري والمبكر للفتيات في عدد من المجتمعات الاسلامية".

وكان الفيلم عرض العام الماضي في اطار "الليالي العربية" في مهرجان دبي.

وقدم الفيلم ذي الانتاج الفرنسي اللبناني الايراني المشترك مساء الاثنين في باريس في اطار تظاهرة "الشرق الاوسط، ما الذي تستطيعه السينما؟".

وشارك في الانتاج من الجانب الفرنسي المخرج والمنتج رشيد بوشارب الذي يصور حاليا في تونس الجزء الثاني من فيلمه عن حرب الجزائر بعد عمله "البلديون".

وفيلم "نيلوفار" يمتاز بالعديد من مكونات السينما الايرانية لناحية تصوير الاحداث باعتماد طريقة الواقعية السحرية التي تعيد انتاج واقع عائلتين في قرية زراعية نائية تحتفظ في حياتها بكل مكونات ومفاهيم وعادات المكان القديمة المستمرة.

ويتكلم سكان القرية كلاما تختلط فيه العربية بالفارسية. اما الفيلم فيروي قصة الطفلة نيلوفار التي يوافق والدها الفلاح الفقير على بيعها وتزويجها في الثانية عشرة لرجل كهل مقابل قطعة من الارض لا يملكها ويحلم بامتلاكها.

ويتم العقد بانتظار ان تبلغ الفتاة لتتوالى احداث الفيلم مظهرة علاقة المرأة بالتقاليد من خلال نماذج نسائية مختلفة تتباين في مواقفها وحرمان الفتيات من التعليم. وقد دفع هذا الواقع امرأة متعلمة اتت من ايران لتعيش في المكان الذي دفن فيه زوجها لتعليم نيلوفار وابنتها بالسر داخل المنزل.

وفي حين ترضخ الزوجة ام نيلوفار لمشيئة الاب، تعارضه الزوجة الثانية وتحاول اقناع افراد العشيرة بتغيير موقفهم في الشريط الذي يصور الوعي المبكر للفتاة التي تسعى بشتى السبل لتأخير اوان بلوغها دون نتيجة وترفض ان تعيش ما عاشته اخريات كثيرات في القرية في مثل سنها او اكبر قليلا.

وتبدأ رحلة الوعي والتمرد في الفيلم الذي يصور ايضا موقف الاخ القريب منها في السن وكيفية تحول علاقته باخته الى شيء آخر اكثر سلطوية حين تقنعه العشيرة بضرورة الثأر من اخته لهربها وتركها المنزل.

ويظهر الشريط الذي نال استحسان الكثير من جميعات الدفاع عن حقوق الانسان كيف ان الذكر في المجتمعات التقليدية لديه قابلية اكبر للخضوع لقانون العشيرة اما اخته فلا يكون لها خيار الا التمرد الذي يصبح موازيا لحياتها.

ويبدو التعليم درب تلك الطفلة البريئة الى التمرد فهي تقبل عليه بشغف لدى معلمتها التي تريد لها ان تقرر بنفسها ما تريده والا تجعل الآخرين يقررون مصيرها. اما جدتها التي تؤمن بالسحر فتقول لها ان المصائر مقررة سلفا.

ويحفل الفيلم بنقاشات مستمرة وانتقادات تتناول العلاقة بالله وتفرق بين مشيئة الانسان ومشيئة الله كما يناقش العمل بقوة والحاح الجانب الاتكالي لدى الاشخاص والذي يذهب احيانا الى حد تحميل الله ذنوب البشر جميعا والنابعة من تقاليدهم وتخليهم وضعفهم واستسلامهم لقوانين غير مكتوبة تملي عليهم تصرفاتهم.

ومثل زهرة النيلوفر التي تطفو على سطح المياه ومثل الحياة التي علمتها امها القابلة كيف تساعد على ولادتها في الماء لتطفو، تتمكن الفتاة من النجاة بنفسها منطلقة نحو تحقيق حلمها بان تصبح طبيبة.

وتؤدي رويا ناونهالي بجدارة دور الفتاة في الفيلم فيما تؤدي فاطمة معتمد دور المعلمة.

و"نيلوفار" هو العمل الروائي الأول لسابين الجميل التي كتبت السيناريو له بالتعاون مع فيريشتيه تايربور. وهي ولدت وترعرعت في ايران من اب لبناني وام فرنسية وتعيش حاليا في لوس انجلوس بالولايات المتحدة حيث درست السينما.

العرب أنلاين في

08/12/2009

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)