حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

الرواية العراقية والسينما

قحطان جاسم جواد

السينما العراقيــــــــة خلال سنوات عمرهــــــا الذي تجاوز الـ 63 عاماً ((اذا ماوضعنا في الاعتباران تاريخ اول فيلم هو 20/11/ 1946)) قدمت العديد من الاعمال الادبية المهمة التي تتناول حياة الشعب العراقي وكفاحه ضد الاستعماروالظلم والامراض الاجتماعية المختلفة... وسنحاول ان نتوقف عند ابرز تلك الافلام التي استلهمت اعمالاً ادبية منشورة على شكل روايات او قصص.

من ابرزتلك الاعمال رواية (العطش) لعبد الرزاق المطلبي التي تحولت الى فيلم سينمائي بعنوان(الظامئون) اخراج محمد شكري جميل المعروض في سينما النصر بتاريخ 25 ايلول1972وقام بكتابة السيناريو للفيلم الكاتب ثامر مهدي فيما كتب حوارالفيلم الفنان خليل شوقي وادار تصويره عبد اللطيف صالح والف موسيقاه التصويرية الموسيقارالراحل منير بشيروقام بمونتاج الفيلم المخرج الراحل صبيح عبد الكريم.. مثل بطولته مجموعة من الفنانين ابرزهم خليل شوقي وناهدة الرماح وسامي قفطان وفوزية عارف وطالب الفراتــــــــــي وسعدي يونس وسلمان الجوهر وآخرون. الفيلم اعتبره النقاد من الاعمال الســـــــينمائية المتقدمة تقنياً.. وهو يحكي قصة قرية تعاني من العطـــــــش والجفاف كما يصور اصرار اهل القرية على اكتشاف الماء والبحث عنه.. وقد ظفر الفيلم بجائزة مهرجان طاشقند في عام 1973 لانه فيلم تكاملت فيه جميع عناصر السينما الناجحة وهوماقاله واشاد به الكثير من النقاد والمخرجين في السينما العالمية امثال روسايني. من الافلام العراقيـــــة التي اخذت عن الادب العراقي، كما يشير الزميل مهدي عباس في كتيبه (دليل افلام السينما العراقية) الصادر عن دائرة السينما والمسرح، فيلم (المنعطــــــف) المعروض في بغداد بتاريخ 17/ 4/ 1975 في سينما بابل وهو مأخوذ من رواية (خمســــة اصوات) للروائي الراحل غائب طعمة فرمان وكتب له السيناريو (نجيب عربو) فيما كتب الحوار له الشــاعر (صادق الصائغ) وادار تصوير الفيلم المصور الراحل (نهاد علي) ومثل بطولته الفنانون يوســـف العاني وطعمة التميمي وسمر محمد وسامي عبد الحميد وسميرة احمد وسعاد عبد الله.. وقام باخراجه الفنان جعفر علي. يتحدث الفيلم عن خمس شخصيات رئيسية كل منها يمثل شخصية حقيقية بينها الاديب والسياسي والمعلم والكاسب البسيط والمـــــرأة... ويسلط الفيلم من خلال هذه الشخصيات الاضواء على الاوضــــــاع السياسية والاجتماعية في سنوات الخمسينيات من القرن العشرين وقد اعتبره النقاد من اقوى الافلام العراقية بحرفيته ونصه واداء ابطاله وصنعته السينمائية. من الافلام الاخرىفيلم (النهر) المأخوذ من رواية الاديب محمد شــــاكر السبع (النهر والرماد) وقد عرض الفيلم في بغداد بسينما بابل وبتاريخ 3 تموز 1978 وقام بأخراجه الفنان فيصل الياســــري الذي اسهم مع الكاتب (زهير الدجيلي) بكتابة السيناريو والحوار للفيلم. وهو الفيلم الثاني للفنان الياسري في السينما العراقية بعد فيلم (الرأس) عام 1977 ثم قدم بعد ذلك فيلمين اخرين هما (القناص) عن الحرب اللبنانية و (بابل حبيبتي) مع نجوم مصريين. فيلم (النهر) يتناول حياة الصيادين والاستغلال التي تجري فيها من قبل رئيس الصيادين او مافيا الصيادين الذي يجسد شخصيته باقتدارعال الفنان الرائد (اسعد عبد الرزاق) ذلك الرجل الجشع الذي لايتورع عن سرقة جهود الاخرين كي يزيد من ماله وارباحه الكبيرة... لكن الظلم لابد له من ان ينتهي في يـــــــوم ما بنظر احد الرجال ليبدأ بالثورة على الطغيان ومافيا الصيادين ويتعاون معه الكثير من ابناء المنطقة. شاركت في اداء ادوار البطولة في الفيلم مجموعة كبيرة من نجوم الفن العراقي منهم اسعد عبد الرزاق وهناء محمد وسامي قفطان وقائد النعماني الذي توفي مؤخراً وسوسن شكري وكريم عواد والمرحوم فوزي مهدي والراحل ياس علي الناصر وصادق علي شاهين وضياء البياتي.. ومثل فيه ايضاً بدور ضيف شرف نقيب الفنانين الاسبق حقي الشبلي... وقد اعتبر النقاد هذا الفيلم من الاعمال المهمة والجيدة في تاريخ السينما العراقية. من الافلام العراقية المهمة الاخرى التي صنعت من خلال الاعتماد على عمل ادبي فيلم (الاسوار) المأخوذ عن رواية الاديب (عبد الرحمن الربيعي) الموسومة (القمر والاسوار) وقد حاز الفيلم على جائزة دولية كبرى هي ذهبية مهرجان دمشق السينمائي الدولي في عام 1979 وعده النقاد من اهم الافلام السياسية في الوطن العربي وقد عرض الفيلم لاول مرة بسينما بابل ببغداد في تاريخ 18حزيران 1979 وقـــام بكتابة السيناريو للفيلم الكاتب المصري(صبري موسى) فيما كتب له الحوارالروائي العراقي الراحل(موفق خضر) في حين قام باخراجه وعمل المونتاج له الفنان الكبير (محمد شــــكري جميل) ومثلت بطولة الفيلم مجموعة من الفنانين ابرزهم سامي عبد الحميد وسعدية الزيدي وابراهيم جلال وغازي التكريتـي وفوزية عارف وسامي قفطان وغزوة الخالـــــــــــدي وفاطمة الربيعي وافراح عباس وطعمة التميمي وكريم عواد والمرحوم راسم الجميلي وفيصل حامد وشكري العقيدي وفاضل جاسم وسوسن شكري... الفيلم يتناول جانباً من نضال الشعب العراقي ضد الاســـــتعمارالبريطاني واذنابــــــــه العملاء والرجعية من خلال شخصية المواطن (محسن) الذي يواجه قوى اكثر مقدرة منه لكن عزيمته لاتهون لانه مقتنع بعدالة قضيته فيودع السجن لكنه لايتوقف عن حبه للحياة والحرية ويواصل اطلاق سخرياته التي ازعجت الســـــــــلطات الحاكمة فذبحته ليكون عبره لغيره.. لكن صديقة (عباس) يستكمل مسيرته ضد قوى الطغيـــــــان. والفيلم الاخر الذي اخذ عن الادب العراقـــــــــــي فيلم (فتى الصحراء) المأخوذ عن قصة (البطل الصغير) للكاتب الراحل محمد شمسي وسيناريو وحوار يوسف يوسف وهو اول فيلم عراقي للفتيان اخرجه الفنان عبد السلام الاعظمي وهو من الافلام الجيــــــــــــدة كصنعه وانتاج ومستلزمات فنية اخرى.. مثل بطولته علي الحربي وهناء محمد وسمر محمد وفائزة جاسم والمرحوم كنعان وصفي وهاني هاني وكريم رشيد وزهرة الربيعي وعزيزخيون. وفيلم (اللعبة) المعروض في بغداد بالمسرح الوطني بتاريخ 9/10/1989 للاديب الراحل (يوسف الصائغ) واخراج الفنــــــــــان محمد شكري جميل وقيل ان فكرته مسروقة من قصة اخرى ويتناول لعبة يقوم بها الزوج الدكتورمع زوجته من خلال الهاتف ليوهمها بانه على علاقة بأمرأة اخرى فتكتشف اللعبة لكنها تحتارفي تفسيرامرالزوج! مثل بطولة الفيلم مقداد عبد الرضا وسناء عبد الرحمن وطعمة التميمي وفاطمة الربيعـــــــــــي وفوزية حسن وقاسم الملاك والمرحوم عبد الجبار كاظم وسعدية الزيدي وهناء محمد. وكذلك فيلم(العاشق) المأخوذ من رواية (مكابدات عبد الله العاشق) للروائي (عبد الخالق الركابي) واخراج الفنان السوري المقيم في العراق آنذاك (محمد منير فنري) الذي اسهم في اخراج فيلمين آخرين احد همـــــــــــــا (العربة والحصان) بطولة سليم البصري وحمودي الحارثي.. كتب السيناريو والحوار لفيلم العاشـق (ثامر مهدي) وانتاج شركة بابل للانتاج الفني والسينمائي وعمل مديراً للتصوير عبد اللطيــــف صالح ومونتاج صبيح عبد الكريم، الفيلم من بطولة جواد الشكرجي وليلى محمد ومقداد عبد الرضا وســعدية الزيدي والمرحوم راسم الجميلي وابتسام فريد وخليل شوقي وبدري حسون فريد. الفيلم يتناول حكاية رجل يحب فتاة الى حد كبير فيدفعه هذا الحب للانتقام لكن حب الوطن يطهر من ذلك الحقد الذي يلهبه الانتقام. وهنا يلعب حب الوطن دوره الكبيرفي تغييراخلاقيات وصفات هذا الرجل الموهوم. كما أبرز العمل نضال العراقيين ضد الاقطاع. كما اخرج الفنان عبد الهادي مبارك فيلماً جميلاً بعنوان (الحب كان السبب) عن رواية الكاتب (علي خيون) الموسومة (العزف في مكان صاخب) وقام المؤلف ايضاً بكتابة السيناريووالحوارللفيلم وقام بتصويره رفعت عبد الحميد ومونتاج صاحب حداد وانتاج دائرة السينما والمسرح وبطولة سناء عبد الرحمن والمرحـــــــــوم عبد الخالق المختار في اول دورله في السينما العراقية وجواد الشكرجي وسمر محمد وفوزية عارف وعبد الجبار كاظم ومحسن العلي... الفيلم يحكي قصة حب بين شابين تتدخل فيها قوى السلطة لاجهاضهـــا... ويتناول الاوضاع السياسية في العراق خلال اربعينيات القرن العشرين.. وقد عرض الفيلم في بغداد بتاريخ 24/ 7/ 1991 ببغداد. واخرج المرحوم الفنان جعفر علي فيلمه (نرجس عروس كردستان) عن رواية او ملحمة مم وزيـــــــــــــن الاسطورية. ونستعيد هنا ايضا فيلم سعيد افندي المأخوذ عن قصة اخرى بعنوان (شجار) للقاص ادمون صبري واخراج كاميران حسني وبطولة يوسف العاني وزينب وجعفر السعدي وعبد الواحد طه ويكاد يكون الفيلم من اهم الافلام العراقية واجودها صنعة وقد عرض بعد ثورة 14 تموز 1958 وفيلم (ابو هيلة) المأخوذ عن مسرحية ليوسف العاني بعنوان(تؤمربيك) من اخراج محمد شكري جميل والذي عرض في بغداد في سينما النصر في 18 حزيران من عام 1962 بطولة زينب ويوســـــــــف العاني وناهدة الرماح وخليل شوقي وزكية الزيدي. وفيلم عروس مندلي عن رواية بنفس الاسم للروائي الراحل عادل عبد الجبار وكذلك فيلم ارحموني بطولة رضا علي مأخوذ عن مسرحية لسليم بطي بعنوان (المساكين) وفيلم (من المسؤول) اخراج عبد الجبار ولي عن قصة لادمون صبري وفيلم (صخب البحر) عن رواية بذات الاسم للروائي علي خيون.vvv

المدى العراقية في

11/11/2009

 

فيلم "السيد فيردو " لشارلي شابلن بين الإنكار والإعجاب

ترجمة: نجاح الجبيلي 

فجأة تحول أكبر مهرج محبوب في العالم إلى شخصية ملعونة جداً في الأرض التي اختارها للإقامة. وحين تطورت الحرب الباردة عام 1947 فإن المتسكع الصغير الذي خلقه شابلن أصبح هو "السيد فيردو" الضخم المتزوج من امرأتين والقاتل المحترف الذي يقيم أود عائلته بالزواج من عدد من الأرامل الغنيات ثم يقتلهن.

إن فيلم "مسيو فيردو" الذي عرض هذه السنة في منتدى الفيلم في أميركا على مدى أسبوع كان عنوانه الفرعي "كوميديا الجرائم" وكما لاحظ الناقد الفرنسي آندريه بازان فقد قلب عالم شابلن رأساً على عقب. والمتشرد السابق هو هنا موظف نزيه يعمل في البنك انساق إلى الجريمة بسبب انهيار سوق البورصة عام 1929. وبعد أن حكم عليه بالموت في نهاية الفيلم يعلن أن جرائمه لا تقل بشاعة عن الجرائم التي ارتكبتها الحضارة الغربية "إني قاتل مبتدئ بالمقارنة معها". عدّ شابلن فيلمه هذا، وهو الأول بعد الحرب العالمية الثانية، من النوع الذي له علاقة بالأحداث الجارية. وبينما وجه الهجاء إلى هتلر في فيلم "الدكتاتور العظيم"- 1940 فإنه في هذا الفيلم كان يعلق على المذبحة التي ارتكبها هتلر والدمار الشامل الذي يخشى أنه سيعقبها. إذ قال شابلن في مقابلة معه:" قال كلاوزفيتس أن الحرب هي الامتداد الطبيعي للدبلوماسية ويشعر فيردو بأن الجريمة هي الامتداد المنطقي للتجارة". لكن السيد فيردو هو أيضاً النتيجة المنطقية لأحاسيس شابلن عن الضحية كونه شخصاً مشهوراً وإنساناً. وعلى الرغم من الشعبية الواسعة لفيلم "الدكتاتور العظيم" إلا أنه أثار الجدل أيضاَ، فقد تم شجبه كونه دعاية للتدخل على أرضية مجلس الشيوخ. والاستقبال العاصف لفيلم "مسيو فيردو" عكس كلا من محتوى الفيلم وشخصية صانعه. وخلال الحرب كان شابلن موضع نقد بسبب أخلاقياته- المتخذة زي الأبوة الحسية- وعواطفه السياسية. وبالنسبة للبعض فإن الاثنين يتطابقان. اتهم جون إي رانكن النائب الديمقراطي من الميسيسيبي، شابلن كونه شيوعياً و " مشهوراً بإغوائه للفتيات البيضاوات". حتى أنه قبيل افتتاح فيلم "مسيو فيردو" في عام 1947 كتبت "هيدا هوبر"،وهي كاتبة عمود في هوليوود، إلى "ج. إدغار هوفر مدير "الأف بي آي" ترجوه منحها الفرصة لمهاجمة شابلن قائلة :" أنت تعطيني المادة وأنا أفجرها". وتردد هوفر وكان لديه ملف ضخم عن شابلن بضمنه تقرير حديث يربطه باللاجئ السياسي المتطرف "هانز إيسلر" وبرتولد بريخت لكن فيلم "مسيو فيردو" الذي تأثر بالتأكيد بأفكار بريخت في الهجاء الاجتماعي، كان يحمل كارثته الخاصة. ولتقديم فيلمه وهو الأول خلال سبع سنوات أصرّ شابلن على عقد سلسلة من المؤتمرات الصحفية، وقبل العرض الأول راح يتسلى بالأسئلة الودية من الصحفيين الأجانب. وكان العرض نفسه في مسرح برودواي في مانهاتن الذي أعيد تأهيله، أقل تأثيراً. وهرب شابلن من المشهد بعد أن أجفله استهجان الجمهور وهمهمتهم. وفي لقاء لاحق مع المراسلين في فندق "غوثام" واجه أيضاَ المزيد من الكراهية. فنصف الأسئلة تركز على سياساته أو ولائه الوطني. فقد أتهم بالتعاطف مع الشيوعية وتم استجوابه عن صداقته مع "أيسلر" الذي كان حينذاك الهدف الأول للجنة الأمريكية للتحقيق في النشاطات الشيوعية في هوليوود. وفي اليوم التالي تعرض فيلم "مسيو فيردو" لملاحظات سيئة عن سيرة شابلن وهوجم كونه غير مسلّ ويفتقد الذوق وصناعته رديئة ومريب أخلاقياً، وحسب صحيفة "هيرالد تريبيون" "إهانة للاستخبارات". لكن مراجعات الفيلم كانت مختلفة في العدوانية. فبعد أن شخصّه "بوسلي كروثر" من صحيفة "نيويورك تايمز" كونه خطيرا وقاس أساساً" إلا أنه حذر بأن "أولئك الذين توقعوا أن يضحكوا قد يجدون أنفسهم مستمرين في البكاء" وبالنسبة للبعض فإن الفيلم أصبح قضية. كتب "جيمس أغري" دفاعاً عنه من ثلاثة أجزاء في مجلة "ذا نيشن" - على الرغم من أنه لا يفيد كثيراً كون المراجعة الإيجابية غير الملتبسة جاءت في صحيفة "الديلي وركر" ("كوميديا لامعة سوف تثير رسالتها العميقة القلوب والعقول بالنسبة للناس المحبين للحرية في كل أنحاء العالم"). ظل فيلم "مسيو فيردو" يعرض أقل من شهر في برودواي ومباشرة بعد أن دعا مالكو المسرح المستقل في أوهايو إلى حظر وطني عليه، سحبت شركة "يونايتد أرتستس" الفيلم من العرض. وطالب النائب رانكن في منتصف حزيران بنفي شابلن؛ وبعد أن توقع شابلن أن يستدعى أمام لجنة مكافحة النشاطات ضد أمريكا ربط فيلمه بالتحريات المتوقعة. فأرسل برقية مفتوحة إلى رئيس اللجنة يقترح فيها بأن طرح الفيلم بسيط فقد كتب:" إنه ضد الحرب والمذبحة التافهة. إني غير شيوعي. أنا معزز للسلام". القلة من الأفلام كانت مثيرة لاختلاف الآراء. وفي اليوم الذي حثت فيه جماعة "جنود الحرب الكاثوليك" على استجواب فيدرالي لنشاطات شابلن السياسية صوتت "الهيئة الوطنية للمراجعات" على كون "مسيو فيردو" أفضل فيلم لعام 1947. غير أنه بالنسبة للمدافعين عنه من المثقفين فقد أحرز فيلم "مسيو فيردو" إيرادات قليلة تبلغ 162000 دولار في شباك التذاكر. وبسبب إهانته رفض شابلن أن يسمح بإعادة إحياء الفيلم. وفي الوقت الذي ظهر في مسرح بلازا في تموز عام 1964 وبعد أن استقر شابلن في سويسرا فقد كان أسطورة لمحبيه واستقبل بالإثارة المتوقعة من الجمهور الواسع. أعيد عرض الفيلم في غضون أشهر مع عرض الفارص الرؤيوية "د.سترينجلوف" وحملة السناتور باري غولدوتر المرشح الجمهوري فقد عزفت كوميديا شابلن السوداء على الوتر الحساس. و عزا أندرو ساريس الناقد من مجلة "فيلج فويس" هذا القبول المعاصر إلى شعبية السخرية المرة قائلاً "إذا كان جمهور عام 1947 كارها الضحك على القسوة في فيلم "مسيو فيردو" فإن جمهور اليوم قد يكون في غاية اللهفة لذلك". وبينما لا يتمتع فيلم "المسيود فيردو" بالوضع القانوني لفيلمي "البحث عن الذهب" و "أضواء المدينة" فإنه حاز تقديراً نقدياً على ادانة حرب طويلة غير مقبولة.ومنذ ذلك الحين تضاءلت حظوظ الفيلم،وبعد أن علم منظم برنامج بروكلين للفيلم جيكوب فيرلين بأن حقوق الفيلم الأمريكية قد انتهت قام بإعادة إجازتها. وقال السيد بيرلين ،32 سنة، بأنه قد اندهش من بصيرة الفيلم وهي تصف "السياسة العامة القاتلة" للحكومة والأرباح التي جنتها مؤسسات مثل هالبيرتون وبلاكستون. قد يكون عرض فيلم السيد فيردو جاء في الوقت المناسب مرة أخرى لكن جرأة طرحه تنبع من وقفة شابلن ضد البطولية أكثر مما تنبع من جدله ضد الحرب. لا يوجد نجم خاطر بشكل كبير بصورته الشعبية أو تحدى الجمهور بصورة مباشرة. فإذا كان شابلن يستخف بهتلر بتحويله إلى "متسكع صغير" فإنه عمل شيئاً بالغ الإزعاج في جعل "المتسكع الصغير" اجتماعياً. ولاحظ بازان " إن وجود فيردو بالذات يجعل من ذلك المجتمع مذنباً" قبل أن يلقى مصيره فإن القاتل المدان يعود برقة إلى مشية "المتسكع" المميزة. هل انحدرت الإنسانية إلى هذا؟ في المزحة الأخيرة من الفيلم يصبح من الواضح، كما كتب بازان، "بأنهم على وشك إعدام شابلن بالمقصلة!".

المدى العراقية في

11/11/2009

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)