حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

دراما رمضان التلفزيونية لعام 2013

سير

وحلقات

يومية

في

رمضان

الدنيا بخير

كتب الخبرماهر زهدي

بنت بحري زينات صدقي

( 21 )

منذ أن احترفت زينات صدقي التمثيل سيطر حلمان عليها كانت تتمنى تحقيقهما، الأول أن تقف كممثلة فوق خشبة مسرح {دار الأوبرا الملكية}، أمام صفوة البلد من باشاوات وبكوات، والثاني وهو الأهم، أن تجسد دور الحبيبة أمام نجيب الريحاني، أو بلغة أهل السينما والمسرح تؤدي دور {الفيديت}، وهو الدور الذي احتكرته لسنوات طويلة الشقيقتان زوزو وميمي شكيب، من دون منافسة من غيرهما.

فجأة وجدت زينات نفسها وجها لوجه مع حلمين انتظرتهما طويلاً، الأول وقوفها للمرة الأولى على خشبة دار الأوبرا الملكية، حسبما تم الاتفاق مع الريحاني. أما الحلم الثاني، فقد حققه لها الريحاني بعدما أسند إليها دور فتاة تعمل في مخزن الأدوية ويحبها {عباس} المستخدم في المخزن والذي يؤدى دوره الريحاني، غير أنها تعامله بجفاء وترفض حبه وتودده إليها لأنه يعمل لديها ولدى والدها. وما إن يرث {عباس} ثروة من عمه المهاجر إلى أميركا اللاتينية، ويعرف الثلاثي «حسن ومرقص وكوهين» بأمر الثروة قبل أن يعرف هو، يحيكون ضده مؤامرة لنهب جزء كبير من ميراثه، بأن يجعلوه يوقع على عقد عمل جديد في المخزن، بشرط جزائي بقيمة ثلث الثروة، في حال تراجع أي من الطرفين، غير أن الفتاة يرق قلبها تجاه عباس فتبصره بالمؤامرة التي تحاك ضده.

قدمت زينات الدور بشكل أدهش نجيب الريحاني نفسه قبل الجمهور، ما جعله فور إغلاق الستار، يقف ليقدم التحية لزينات أمام بقية أعضاء الفرقة وهم لا يزالون فوق خشبة المسرح... فصفق لها الجميع.

ما حدث لم يكن ليمر سهلاً على بعض أعضاء الفرقة، خصوصاً على الشقيقتين زوزو وميمي شكيب، ليس فحسب لأن زينات هي أول من قدم لها الريحاني تحية بهذا الشكل، لكن لأنها أيضاً قفزت إلى نوعية من الأدوار كانت حكراً عليهما، ليس لتفوقهما في التمثيل بل لطبيعة الشكل: القوام الرشيق، البشرة البيضاء، الشعر الأصفر الطويل، والعيون الملونة... كانت هذه الصفات كافة تؤهلهما للأدوار الأولى، أو بمعنى أدق لأدوار البطلة «الفيديت» أو الحبيبة. لكن ابنة حسن لم تكن تحتاج إلى مثل هذه المواصفات، باعتبارها فتاة عادية كأي فتاة مصرية.

دبت الغيرة في قلب زوزو شكيب تحديداً، وبدأت تعامل زينات بجفاء، غير أنها لم تعر ذلك اهتماماً، فكل ما كان يهمها هو رضا الريحاني وتوظيفها بشكل يتناسب مع موهبتها في الأعمال التي تقدمها الفرقة، فضلاً عن علاقتها الممتازة مع بقية أعضاء الفرقة، بمن فيهم زوزو شكيب نفسها قبل هذه المسرحية. غير أنها كانت غيرة مكتومة، فلم يجرؤ أي من أعضاء الفرقة على مراجعة الريحاني في دور أسنده إليه، سواء كان كبيراً أو صغيراً، فما كان يقره الريحاني كان الجميع يوافق عليه، لكن هذا لم يمنع بعض الغيرة غير الظاهرة، والتي كان يهمس بها البعض في ما بينهم من دون أن يصل ذلك للريحاني.

كانت زوزو تشعر أنها الملكة المتوجة على عرش الفرقة لكثرة الأعمال التي شاركت فيها وقدمت من خلالها دور البطولة، وإحساسها بأن السجادة يمكن أن تسحب من تحت قدميها، أشعل نار الغيرة في داخلها، وزاد من ذلك انضمام ممثلة جديدة إلى الفرقة اسمها نظيرة موسى شحاتة، يهودية من أب لبناني يهودي وأم يهودية أسبانية، ضمها الريحاني إلى الفرقة وأطلق عليها اسم فني «نجوى سالم». كانت تتمتع بقوام ممشوق، ملامحها تمزج بين الجمال الأوروبي والبشرة العربية، شعرها يقترب من شعر زوزو شكيب في الطول غير أنه أسود فاحم، ما جعل الريحاني يرشحها للقيام بدور «سمحة» ابنة كوهين اليهودي، وقدمته بشكل جيد نالت به رضا الريحاني قبل الجمهور.

كبرياء

وجدت زوزو شكيب أنه إذا كانت زينات قد أفلتت منها وتسربت إلى قمة الفرقة في غفلة منها، فإنه يجب ألا تترك الفتاة الجديدة نجوى سالم تسلك الطريق نفسه، وتبدأ بالأدوار الصغيرة ثم تتسلل صاعدة إلى الأدوار الأولى، وقتها لن يكون لها وجود، فأرادت أن تضع حداً لذلك منذ البداية، وتظهر نفوذها لهذه الفتاة حتى تعرف حجمها. كان لا بد من أن تختلق موقفاً يظهر قوتها ونفوذها أمام نجوى سالم التي لم تستطع التحمل وانهارت تبكي، ولم تجد سوى صدر زينات صدقي ترتمي فيه وتحتمي به:

* إيه مالك كفى الله الشر. بس بس أهدي.

= صدقيني يا مدام زينات. أنا معملتلهاش حاجة. بس أنا ماقدرش أعمل اللي هي بتقول عليه.

* هي مين دي وعايزه إيه منك؟

= مدام زوزو شكيب

* مالها زوزو. دي ظريفة وحبوبة. هي بس اللي يبان عليها أنها متكبرة شوية

= أنا ماقلتش حاجة. وأنا بحبها والله هي ومدام ميمي. بس أنا في حالي وهي في حالها... ومش ذنبي أن ربنا خالقني كدا.

* انت بتتكلمي بالألغاز ليه... في إيه؟

= مدام زوزو مسكتني من شعري وقالتلي: انت تقصي شعرك دا اللي انت فرحانة بيه. هي الروس هاتتساوى... مفيش هنا غير زوزو شكيب واحدة بس.

* هي قالتلك كدا؟

= أيوا ومش عارفة أعمل إيه... وكمان ماقدرش أقص شعري. لو عايزاني أمشي من الفرقة أمشي... بس كدا حرام.

* بس بلاش عياط. انت لا هتمشي ولا هتقصي شعرك. الفرقة دي اسمها فرقة الريحاني. هو صاحبها والفنان الأول فيها... خليك هنا ما تتحركيش شويه ورجعالك.

تركت زينات نجوى سالم في حجرتها وخرجت، غير أنها لم تذهب إلى زوزو تعاتبها، فربما كانت زوزو تنتظر ذلك لتفتعل مشكلة مع زينات، فهي كانت تعرف أن نجوى سالم التصقت بزينات منذ أن انضمت إلى الفرقة، وتقول لها كل أسرارها وتحكي لها عن مشاكلها، غير أن زينات اتجهت إلى غرفة الريحاني مباشرة:

= في إيه يا زينات؟ إيه الأسئلة الغريبة اللي بتسأليها دي؟

* يا أستاذ أنا بسأل وعارفه الإجابة. بس علشان فيه ناس لازم تعرف دا كويس... وتفهمه.

= انت عماله تهلفطي في الكلام ليه؟ ما تتكلمي على طول فيه إيه؟

* هو ينفع يا أستاذ أن مدام زوزو شكيب تمسك نجوى سالم وتقولها لازم تقصي شعرك... الروس مش هتتساوى ومش هيبقى فيه غير زوزو شكيب واحدة بس هنا؟!

= زوزو عملت كدا.

* أيوا...

= طب ليه؟

* ما هو دا اللي أنا مش عارفاه ولا قادرة أفهمه.

= طب وهي نجوى ما جتش تكلمني أنا ليه؟ ولا هي لازم توكل محامي عنها. علشان المحامي يدخل عليّ وهو لاوي بوزه قوم أنا أخاف وأعمل له حساب.

* لا والله يا أستاذ العفو... مش قصدي والله. بس البنت صعبت عليا أوي وهي نازلة هري في نفسها.

= لا يا ستي ما يصعبش عليك غالي... عموماً سيبيلي الموضوع دا وطمني الموكلة بتاعتك وقوللها ما تقصش شعرها ولا حاجة... وأنا هتصرف.

علمت زوزو شكيب بما قالته زينات صدقي للريحاني، فزاد إصرارها على افتعال المشاكل. غير أن زينات قررت قطع الطريق عليها، واعتذرت عن عدم السفر مع الفرقة إلى الإسكندرية لعرض المسرحية هناك، فظن الريحاني أن المشكلة لا تزال قائمة وأن زينات اعتذرت خوفاً من وقوع مشاكل مع زوزو، لكنها أكدت له أنها ارتبطت بالعمل في فيلم سينمائي جديد مع المخرج عمر جميعي، وسيكون من الصعب عليها الذهاب والعودة كل يوم من وإلى الإسكندرية ومتابعة التصوير خلال عرض المسرحية.

سافرت الفرقة وفوجئ الريحاني بأن زينات لم تعتذر بمفردها، بل اعتذرت أيضاً زوزو شكيب عن عدم السفر، وقبل أن يقوم بتفسير ذلك تفسيراً سيئاً، علم منها أنها أيضاً مرتبطة بالعمل في فيلم سينمائي جديد.

كانت المفاجأة أن زوزو ارتبطت بالفيلم نفسه الذي ارتبطت به زينات، وهو «نداء القلب» قصة وسيناريو عمر جميعي وحواره، وشاركهما في بطولة الفيلم كل من أمينة نور الدين، سميرة خلوصي، إبراهيم حمودة، إسماعيل ياسين، منى فهمي، حسن كامل، عبد الفتاح القصري، إسكندر منسي، وفكتوريا حبيقة.

دارت أحداث الفيلم حول هاني الموسيقي، شاب طموح يبحث عن فرصة، فيجد أن وزارة المعارف تعلن عن مسابقة لأجمل مقطوعة موسيقية عاطفية. يجد هاني أن  الفرصة سانحة ليتقدم إلى المسابقة وهو متأكد من الفوز، لو أنه استطاع أن يعبر عما في قلبه لفتاة أحلامه التي ترتسم في خياله، لكنه لم يعثر عليها بعد. وبدأ يؤلف اللحن قوياً مما نال إعجاب أستاذه والتقى بفتاة أحلامه {علية}، يتيمة الأبوين تكفل بالوصاية عليها عمها الذي وقع في حب راقصة كان يبدد عليها ثروته وجزءاً كبيراً من ثروة ابنة أخيه القاصر. فكر العم تلافياً لسوء العاقبة أن يزوج علية بابنه {حمادة} الأبله في الوقت الذي لم تشعر فيه بأي ميل نحوه، فقد كان قلبها يميل إلى هاني، والأخير وبعد أن نعم بحب علية خمدت فيه جذوة الفن ولم يتمكن من استكمال باقي اللحن الذي أطلق عليه اسم {نداء القلب}. حتى تشاء الأقدار أن يفترق الحبيبان بعدما ظن هاني أنها هجرته وتخلت عنه وهنا تشتعل ملكته الفنية من جديد، ويستكمل بقية مقطوعته الموسيقية ويفوز في المسابقة. ثم يكتشف في النهاية أن علية هي التي دبرت هذا الفراق بالاتفاق مع أستاذه، لإشعال جذوة الفن داخله واستعادة الإلهام الذي هجره، ليكمل اللحن، وعندما يكتشف الحقيقة يعود الحبيبان إلى بعضهما.

بين كشكش ورمسيس

خلال تصوير الفيلم استطاع إسماعيل ياسين أن يزيل الخلاف بين زوزو شكيب وزينات صدقي، وجمعهما معاً في وليمة سمك أقامها على شرف الصلح بينهما. وطلب جميع العاملين معه في الفيلم من زينات وزوزو أن تتخاصما مجدداً الأسبوع المقبل، ليقوم إسماعيل بالصلح بينهما على وليمة سمك من جديد.

لم تكن وليمة السمك هي التي جمعت بين زينات وزوزو، بل أمر آخر مهم وهو مرض نجيب الريحاني، الذي سقط مريضاً مجدداً على خشبة المسرح وتم نقله إلى المستشفى، وكان أول من وصل إليه زوزو وزينات.

بمرض نجيب الريحاني أغلق المسرح أبوابه مجدداً في 20 فبراير 1944، وتفرق أعضاء الفرقة بين بقية المسارح ودور السينما، وعادت زينات إلى المقر المسرحي الاحتياطي في «فرقة رمسيس» مع يوسف وهبي، الذي كان يرحب بها دائماً وقتما تعود إليه، بل إن عودتها إليه هذه المرة كانت الفائدة فيها مزدوجة، حيث التحقت بالفرقة المسرحية التي كانت تقدم «ريبرتواراً» لأعمال سبق أن قدمتها، وهو الأسلوب الذي يتبعه وهبي في المسرح عندما يكون مشغولاً بعمل سينمائي، وهي الفائدة الثانية التي استفادتها زينات بعودتها إلى فرقة رمسيس:

= زينات كويس أنك جيتي. أنا عايزك أقعدي.

* تحت أمرك يا يوسف بيه.

= خدي وقعي على العقد دا.

* حاضر.

= أما أنك غريبة أوي... طب مش تبصي تشوفي انت بتوقعي على إيه؟

* أنا أبص وراك يا يوسف بيه.

= أفرض خليتك تمضي على ورقة كدا ولا كدا... كان واجب تبصي.

* يعني إيه ورقة كدا ولا كدا... همضي على بيع العزبة... الحمد لله ما عنديش الأطيان مفيش... عقارات وخلافة مليزمونيش... العقد الوحيد اللي ممكن أتمنى أنك تمضيني عليه وهمضي عليه وأنا مغمضة هو عقد الجواز.

= (ضاحكاً) كدا... أنا عارف أنك مضربة عن الجواز. آه لو كنت أعرف انك موافقة. كنت حضرت المأذون والشهود. لكن يظهر أن مليش قسمة المرة دي... عموماً خلينا في الفيلم المرة دي وبعدين نبقى نشوف موضوع الجواز

* لحد هنا وما فيش إضراب... مع يوسف بيه الحقونا بالمأذون.

أصبح لزينات صدقي اسم مميز، ليس في المسرح فقط، بل الأهم في السينما، لدرجة أنها ترتبط للمرة الأولى بفيلمين جديدين في وقت واحد، ليصل جملة ما قدمته خلال عام 1943 إلى ثلاثة أفلام.

تعاقدت زينات مع آسيا التي أرادت أن تقدم ابنتها «منى» للسينما، في فيلم من هنري بركات، وكتب له القصة والسيناريو والحوار أبو السعود الإبياري، بعنوان «أما جنان» قامت ببطولته منى، وشاركها بطولته إسماعيل ياسين وعبد الفتاح القصري، وفؤاد شفيق وحسن فايق.

في الوقت الذي كانت تصور فيه فيلم «أما جنان» بدأت تصوير فيلم «تحيا الستات»، وضع فكرته وكتب له السيناريو والحوار المخرج توجو مزراحي، وأخرجه محمود ذو الفقار، وتدور أحداثه حول ثلاثة شبان يقررون مقاطعة خطيباتهم إثر خلاف بينهم، في محاولة للحياة من دون نساء، ظناً منهم أنهم بذلك يستطيعون أن يعيشوا حياة كلها حرية، والاستمتاع بكل شيء. غير أن هذه الحياة لا تستقيم وتتغلب الطبيعة البشرية على الشبان والفتيات، ويثبت عكس فكرتهم فيعود كل منهم إلى خطيبته.

شاركت زينات في بطولة الفيلم مع مديحة يسري، ليلى فوزي، محمد أمين، أنور وجدي، ماري منيب، ثريا حلمي، محسن سرحان، إسماعيل ياسين، ميمي شكيب، بشارة واكيم، وحسن فايق.

وصل أجر زينات صدقي إلى 400 جنيه في الفيلم الواحد، لتجد نفسها فجأة تمسك في يديها أكثر من ألف جنيه للمرة الأولى في حياتها، ولم تكن من محبي اقتناء المال وكنزه، بل تؤمن بأن وجوده فقط لإسعاد نفسها وكل من حولها من أهلها وأسرتها، ولم يكن حولها سوى والدتها، التي أصبحت لا تغادر المنزل إلا للذهاب إلى الطبيب، وفي أغلب الأوقات كان الطبيب يأتي إليها في المنزل، وتظل طوال الوقت على الكرسي المتحرك لا تغادره إلا للنوم، بالإضافة إلى شقيقتها وأولادها، وأولهم نادرة.

حرصت زينات على تجديد أثاث بيتها لتفرش شقتها من أرقى أنواع الأثاث والمفروشات، كذلك ألحقت نادرة بمدارس أبناء الطبقة الأرستقراطية، ثم راحت تغدق على والدتها بعدد ضخم من الملابس الفخمة غالية الثمن، وعدد مبالغ فيه من الأحذية، وهو ما رفضته والدتها، غير أن زينات أصرت عليه، بل حرصت على أن ترسل في طلب شقيقتها لتمضية عدة أيام معها.

البقية في الحلقة المقبلة

ألكساندرا بدران

في أول مارس 1944 بدأ يوسف وهبي التحضير لإخراج فيلمه الجديد “برلنتي” الذي كتب له القصة والسيناريو والحوار، وقام بالبطولة فيه أيضاً أمام الفتاة ألكساندرا بدران في التجربة الثانية لها معه، بعدما اكتشفها وأحضرها من حلب.

في إحدى زيارات وهبي لحلب لتقديم مسرحياته هناك، التقى الدكتور فؤاد رجائي، وهو طبيب أسنان وموسيقي يرعى الحركة الموسيقية في حلب. آنذاك، قدّم له ألكساندرا فأعجب بصوتها جداً. كانت تغني في الإذاعة، في الوقت الذي كان وهبي يبحث فيه عن بطلات لأفلامه الجديدة، وكان يفضل أن يختارهن من بين المطربات، خصوصاً أنه كان قد دخل مجال الإنتاج السينمائي، وسوق الفيلم الغنائي كان الأكثر رواجاً، فعرض عليها المجيء معه إلى مصر.

انتقلت ألكساندرا بدران إلى القاهرة مع يوسف وهبي ووقعت معه عقداً لمدة خمس سنوات ليقدمها من خلال السينما. اختار لها اسم “نور الهدى” وقدمها للمرة الأولى في عام 1943، في فيلم “جوهرة” وأدى أمامها دور البطولة، ليكون فيلم “برلنتي” التجربة الثانية لهما معاً، وهو دراما غنائية تدور أحداثها عقب موت والد الفتاة “برلنتي” فتضيق بها سبل الحياة، ويزداد الوضع صعوبة بعدما تسقط أمها فريسة المرض. تضطر “برلنتي” إلى العمل مطربة في الملاهي الليلية كي تتمكن من علاج أمها، غير أن القدر يرسل إليها “سامي”، محام شاب ناجح يقع في غرامها ويتزوجها، ومع توالي الأحداث ترى برلنتي أنها تقف حجرة عثرة في سبيل نجاح سامي، فتضحي بسمعتها في سبيل إسعاده حتى يهجرها. يصدق سامي أنها خائنة ويطردها ويتزوج من سميحة هانم، غير أن الأقدار لا تترك برلنتي وتتهم في جريمة قتل ظلماً ويكتشف سامي أن زوجته سميحة هانم هي القاتلة من خلال صديقتها، فلا يتردد في الاعتراف بذلك أمام المحكمة التي تبرئ برلنتي وتحكم على سميحة التي تصاب بصدمة فتموت على إثرها، ويعود سامي إلى برلنتي ليستأنفا حياتهما.

قبل أن ينتهي تصوير الفيلم، في نهاية مارس من العام نفسه كان الريحاني قد تماثل إلى الشفاء تماماً، غير أن الأطباء يمنعوه من الوقوف مجدداً فوق خشبة المسرح، لكنه يضرب عرض الحائط بكلام الأطباء ويعيد افتتاح مسرحية “حسن ومرقص وكوهين”، ليستمر عرضها حتى نهاية مايو من العام نفسه.

الجريدة الكويتية في

30/07/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2013)