شعار الموقع (Our Logo)

 

 

كل منهن قدمت الإغراء في بداياتها الفنية وكل منهن أيضا ترفع الآن شعار “الإغراء كان تجربة وعدّت”، ويرفضن بشدة تكرارها مرة أخرى مهما كانت المغريات. وفي قائمة النجمات التائبات عن أدوار الإغراء كثيرات أبرزهن حنان ترك ومنة شلبي وهند صبري ووفاء عامر وغادة عبدالرازق وغيرهن.. ويبقى السؤال: لماذا قررت هؤلاء النجمات الهروب من أدوار الإغراء رغم أنهن قدمنها في بداياتهن؟

رغم أن حنان ترك قدمت مشاهد مثيرة في فيلمي “المهاجر” و”الآخر” مع المخرج يوسف شاهين لكنها بعدهما اتخذت قرارا برفض أدوار الإغراء تماما حتى أنها اعتذرت عن دور في فيلم يوسف شاهين “الغضب” لوجود مشاهد ساخنة به وعن هذا التحول تقول “حنان ترك”: الحكاية ببساطة أنني شعرت أن هذه الأدوار لا تناسبني فأنا بتكويني الجسدي لا أصلح لأداء الأدوار التي فيها مشاهد إغراء وليس عيبا أبدا أن يعدل الفنان من قناعاته لأن الحياة تجارب ولا بد أن نستفيد من كل تجربة نمر بها، وليس معنى كلامي أنني نادمة على ما قدمته من مشاهد يصنفها البعض على أن بها سخونة وإثارة لأنني قدمتها مع مخرج كبير مثل يوسف شاهين، ولم يكن الهدف منها مغازلة الجمهور لأن يوسف شاهين لا يفعل هذا، لكنها كانت ضرورية للأحداث في الفيلمين، وكذلك كما قلت لم أعد أرى نفسي مناسبة لهذه المشاهد وهناك من هي افضل مني في أدائها، ورغم أن يوسف شاهين غضب مني ولكنني أعلم أن وراء غضبه حبا لي، لكنني الآن موجودة وناجحة ولي أفلامي دون أن اضطر إلى أداء مشاهد لا أكون مقتنعة بها تماما.

إغراء تجاري

حنان ترك ليست الوحيدة التي بدأت بالإغراء ثم تحولت عنه.. كثيرات حدث معهن نفس الشيء لكن الأسباب مختلفة فالفنانة التونسية “هند صبري” عندما جاءت إلى القاهرة قدمت مشاهد مثيرة في أول فليمين لها هما “مذكرات مراهقة” مع المخرجة إيناس الدغيدي و”مواطن ومخبر وحرامي” مع المخرج داود عبدالسيد حتى أن البعض وصفها بصاروخ الإغراء القادم.. لكن هند بعد الفيلمين ابتعدت تماما عن أدوار الإغراء والمشاهد المثيرة وقدمت أفلاما تم تصنيفها تحت شعار “السينما النظيفة” الذي ترفعه بعض النجمات الشابات الآن وآخر هذه الأفلام “عايز حقي” مع هاني رمزي الذي عرض الموسم الماضي.. وعن تغيير موقفها من الإغراء تقول هند:

هناك سببان وراء رفضي تجسيد هذه النوعية من الأدوار الآن، الأول أنني فوجئت بأن كل ما يعرضه عليّ المخرجون والمنتجون في مصر من أدوار يدور في تلك النوعية فقط وهي نوعية الإغراء والمشاهد المثيرة، وإذا كانت إيناس الدغيدي وداود عبدالسيد يعرفان كيف يوظفان هذه المشاهد لخدمة القضية التي يناقشها أي فيلم لهما فإن ما عرض عليّ بعد ذلك كان هدفه الوحيد الجذب الجماهيري أي انه كان إغراء تجاريا لا علاقة له بالفن، ولهذا رفضت هذه الأدوار لأنني لا أريد أن أسجن نفسي فيها، أما السبب الثاني فهو الهجوم الشديد عليّ ليس في مصر فقط ولكن في تونس أيضا بسبب ما قدمته من مشاهد في فيلميّ “مذكرات مراهقة” و”مواطن ومخبر وحرامي” حتى أن هناك صحافيا تونسيا كتب نقدا جارحا عني بعنوان “اللحم الأبيض المتوسط” وبصراحة هذا الهجوم جعلني أعيد حساباتي فيما يتعلق بأدوار الإغراء وبالفعل بدأت اختار أدوارا مختلفة ونجحت فيها. وأثبت للجميع أنني ممثلة تجيد كل الأدوار و ليس الإغراء فقط.

خوف ومغامرة

منة شلبي أيضا حدث معها نفس الشيء ففي اول أفلامها “الساحر” مع النجم محمود عبدالعزيز والمخرج الراحل رضوان الكاشف قدمت الإغراء بشكل مثير حتى انها تعرضت لنقد لاذع من الكثيرين وبعدها فوجئ الجميع بأن منة تغير من أدوارها وتهرب من الإغراء الذي ظن كثيرون أنها ستتخذه خطا لها تسير عليه نحو النجومية، وقدمت منة شلبي أفلاما مثل “فيلم هندي” و”كلم ماما” و”اوعى وشك” ولم يكن في أي منها مشهد إغراء واحد وتعترف منه قائلة: ما قدمته في “الساحر” كان به بالفعل بعض المبالغة خاصة في المشاهد التي كانت تجمعني ب”ساري النجار” ولكنني كنت في بداياتي ونفذت ما طلبه مني المخرج لكنني اعترف انه بعد أن شاهدت نفسي على الشاشة شعرت أن الهدف من هذه المشاهد كان يمكن أن يصل للجمهور دون المبالغة التي حدثت فيها، وبسبب تلك المشاهد تعرضت لانتقادات شديدة حتى من داخل بيتي خاصة من والدي.. لكن بصراحة شديدة تلك الانتقادات لم تكن السبب الحقيقي لقراري بالابتعاد ولو قليلا عن أدوار الإغراء وإنما السبب الحقيقي رغبتي في تغيير نوعية أدواري، وقد كان بداخلي خوف ألا يتقبلني الناس في أدوار مختلفة بعد النجاح الذي حققته في “الساحر” لكن كان لا بد من المغامرة، وانا الآن لا ارفض الإغراء ولكن ارفض العري المبالغ فيه وأنا عموما لا اعتبر نفسي ممثلة إغراء.

الصدمة

وفاء عامر واحدة من اشهر نجمات جيلها في تقديم أدوار الإغراء لكن وفاء فجأة رفعت نفس الشعار “الإغراء تجربة وعدّت” فما السبب سألناها فقالت:

نعم أصبحت الآن ارفع هذا الشعار، فبعد صدمة رحيل والدي وشقيقتي في شهر واحد أصبحت اكثر تأملا بل واعترف أنني شعرت بأنني كنت سطحية من قبل ولكن بعد تلك الصدمة زاد اهتمامي بمعرفة كل شيء من حولي سواء كان سياسة أو أمور دين، وقررت أن ابتعد عن أدوار الإغراء التي اشتهرت بها ووجدت صعوبة لأن الجمهور اعتاد أن يراني اقدم الإغراء وأرتدي ملابس ساخنة لكنني بذلت جهدا كبيرا حتى يتقبل الجمهور مني هذا التغيير في أدواري.. وأظن أنني بدأت انجح بالفعل وزاد من إصراري على الابتعاد عن أدوار الإغراء أن ابني عمر بدأ يكبر ولا أريد أن يجرحه أحد يوما ما في مدرسته ويقولون له إن والدتك فنانة إغراء خاصة أن بداخلي فنانة تجيد كل الأدوار والشخصيات فلماذا اسجن نفسي في الإغراء فقط. أنا الآن راضية وسعيدة بما فعلت.

مفهوم مختلف

ما فعلته وفاء عامر فعلته أيضا غادة عبدالرازق لكن بمفهوم مختلف! فغادة تؤكد أنها ترفض تصنيفها كنجمة إغراء وانها ترفض اداء أي مشاهد مثيرة رغم انها في آخر مسلسل تلفزيوني لها وهو “مسألة مبدأ” تعرضت لانتقادات بسبب ملابسها المثيرة، وعن مفهومها للإغراء الذي ودعته تقول غادة: هناك فرق كبير بين الإغراء والعري فأنا ارفض بشدة تقديم مشاهد العري لكن الإغراء الذي أوافق على تقديمه يمكن أن يكون بالصوت أو حركة العين أو طريقة المشي وما فعلته في مسلسل “مسألة مبدأ” كان إغراء دون عري لأنني جسدت شخصية راقصة وكان لا بد أن يكون الإغراء جزءا من شخصيتها، لكن أعود واكرر أي إغراء قدمته لم يكن فيه بالطبع عري أو مشاهد تجمعني بممثل، ولكن كان فيه فقط صدق في اداء شخصية الراقصة سواء في ملابسها أو حركاتها وهذا ليس ضد قناعتي برفض أدوار العري والابتذال.

ثقة زوجي

أما سمية الخشاب والتي قدمت دور فتاة ليل في اول بطولة مطلقة لها في فيلم “راندفو” فقد قررت بعده رفع نفس الشعار وعن ذلك تقول: برغم انني قدمت بالفعل شخصية فتاة ليل في “راندفو” مع المخرج علي عبدالخالق لكن الفيلم لم يكن به أي مشهد زائد على الحد وان كنت قد اصبحت الآن ادقق اكثر في اختياراتي الفنية لأنني ارفض بالفعل تجسيد أدوار الإغراء خاصة انني زوجة يثق فيها زوجها ولا يتدخل في اختياراتها الفنية ويجب أن اكون عند حسن ظن زوجي بي، كما أن الجمهور نفسه لم يعد يقبل على افلام الإغراء فأفلام كثيرة تحقق الملايين دون أن يكون بها مشهد إغراء واحد، فالإغراء لم يعد عنصر جذب جماهيري الآن.

اتهام

بثينة رشوان فعلت نفس الشيء ايضا فالبداية كانت إغراء صريحا قدمته في فيلم “ليه يا بنفسج” مع اشرف عبدالباقي وفاروق الفيشاوي وبعدها اعلنت التوبة عن هذه النوعية من الأدوار حتى أن البعض اتهمها بأنها ابتعدت عنه بعد أن حققت الشهرة منه، وعن ذلك تقول بثينة رشوان: بعد “ليه يا بنفسج” جاءتني أدوار سينمائية كثيرة كلها تريدني أن اكون نجمة إغراء وكان لا بد أن ارفضها لأنني عندما اتجهت للتمثيل لم يكن هدفي أن أكون نجمة إغراء وعندما رفضت هذه الأفلام توقف المنتجون عن ترشيحي لأفلامهم فاتجهت للتلفزيون وحققت فيه نجاحات كثيرة كما عملت في المسرح ورغم أن كثيرات ممن قدمن الإغراء حققن شهرة ومكاسب مادية اكبر مني لكنني لم اشعر بالغيرة أو الندم بالعكس كنت دائما مقتنعة بموقفي خاصة انني زوجة وأم.

الخليج الإماراتية في 5 مايو 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

حوار صريح مع المخرج السينمائي المصري محمد خان

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

نجمات يرفعن الشعار والأسباب مختلفة

الإغراء.. تجربة وانتهت