شعار الموقع (Our Logo)

 

 

خمسة وثمانون شمعة.. وستون عاما من التعدد الابداعي وعشق السينما.. هكذا احتفلت جمعية نقاد السينما المصريين عضو الاتحاد الدولي للصحافة السينمائية ـ بمخرج كبير له دور في تاريخ السينما المصرية هو المخرج وكاتب السيناريو والأغاني كمال عطية، الذي بدا رغم تعكزه على عصا، سعيدا بتكريم النقاد له، حيث تم عرض فيلمه الشوارع الخلفية الذي يعود الى العام 1974.

والذي أعيد عرضه ـ في تكريم آخر ـ في قصر السينما على فيلمين اخرين له: «قنديل أم هاشم» 1968 و«رسالة الى الله» 1961.

لم يكن قصد النقاد.. مجرد التكريم ـ ولكن كما أشار الدكتور حسن عطية رئيس جمعية النقاد المصريين في تقديمه محاولة قراءة جديدة لحركة تأسيس السينما المصرية، ودور مخرجيها وكتابها في رؤية متكاملة لما قدمته عبر تاريخها بغض النظر عن أي احكام مسبقة.

وهنا يأتي دور الباحث السينمائي والناقد الدكتور ناجي فوزي، الذي قدم سينما كمال عطية في كل من جمعية نقاد السينما المصريين، وقصر السينما، وكان قد بذل جهدا علميا في دراسة كل أفلام عطية، وتحليلها وتوثيقها من خلال ماكتب ونشر عنها. في كتاب نقدي وتذكاري وتوثيقي يعتبر مرجعا قيما عن كمال عطية صدر بمناسبة تكريمه في المهرجان القومي السادس للسينما المصرية عام 2000 .

وكان قد قسم بانوراما أفلام عطية في محطات ويرى في عرضه لبانوراما سينما كمال عطية محطات رئيسية تتمثل في: الفيلم الغنائي.. وفيلمه الوحيد الذي تجدر به هذه الصفقة هو «حبايبي كتير» 1950 ـ وهو الفيلم الأول الذي دخل به عالم الاخراج السينمائي كمحترف، ورغم شهرته في ذلك الوقت ككاتب أغان، فإنه اسند الى عبدالعزيز سلام تأليف الأغاني وكان الفيلم نفسه .

من انتاجه مع المطربة رجاء عبده بطلة الفيلم، ومعها كمال الشناوي واسماعيل يس، وماجدة وفريد شوقي، والمحطة الثانية هي أفلام الحركة والمغامرات ممثلة في أفلام «المجرم» 1954، بطولة محمود المليجي وسميرة أحمد وشكري سرحان، المتهم 1957، بطولة محمود المليجي وحسن رياض ومحمد عبدالمطلب، و«سوق السلاح» -1960 الذي يعتبره الكثير من النقاد أحد أهم أفلام الحركة في السينما المصرية.

بطولة فريد شوقي وهدى سلطان ومحمود المليجي وحسن يوسف، وعبيد الجسد 1962 باستغلال مجدد لنجاح الثلاثي هدى سلطان وفريد شوقي ومحمود المليجي، وسر الغائب 1962 انتاج وقصة وبطولة رشدي اباظة، ومعه تحية كاريوكا، وحسن يوسف وتوفيق الدقن، و«طريق الشيطان» 1963 انتاج رشدي اباظة أيضا وتمثيله مع سامية جمال وفريد شوقي وشويكار، أما فيلم «مدينة الصمت» 1973، فقد حاول فيه مؤلفا ومخرجا أن يجمع بين متعة الاثارة في أفلام الحركة والمغامرات وبين الرسالة الفكرية.

تشكل الافلام الفكاهية جانبا كبيرا من أفلام كمال عطية بدءا من فيلمه الأول «حبايبي كتير» وتتوالى في فيلم «مع الناس» 1964 الذي يواجه فيه تحديا لافتا للانتباه وهو خلوه من نجوم الفكاهة المعروفين حينئذ، اذ قام ببطولته عماد حمدي وسميرة أحمد وحسن يوسف. ويعتبر عام 1964 عام السينما الفكاهية في مسيرة كمال عطية حيث قدم ـ أيضا ـ فيلم «ثورة البنات» عن قصة وسيناريو وحوار له، بطولة نادية لطفي وحسن يوسف وميمي شكيب وأبوبكر عزت، يتناول فيه ثورة المرأة على الأوضاع التقليدية.

الدراما الاجتماعية عند عطية تتنوع بين الطابع البوليسي كما في أفلام «قتلت زوجتي» 1965 بطولة مديحة يسري وعماد حمدي وزهرة العلا وعمر الحريري، وعشاق الليل 1957 عن قصة وسيناريو وحوار حسين حلمي المهندس، بطولة يحيى شاهين وهند رستم وحسين رياض، و«نهاية الطريق» 1960 بطولة هدى سلطان ورشدي اباظة وعباس فارس، ومابعد الحب 1976 .

عن قصة وسيناريو وحوار فوميل لبيب بطولة حسين فهمي وميرفت أمين وسمير غانم، ويعتبر دراما اجتماعية ذات بعد نفسي. وتمثل الدراما الاجتماعية ذات الطابع الرومانسي في فيلمين «بنت 17» 1958 قصة وسيناريو وحوار حسين حلمي المهندس تمثيل زبيدة ثروت، وأحمد رمزي وزوزو ماضي ومحمود ذو الفقار، وفيلم اخر «من يعلم» 1959 عن قصة للكاتب الاميركي سومرست موم سيناريو شريف زالي مع المخرج داميانو دامياني ـ وهو من انتاج شركة مترو جولدن ماير التي تحتفظ بنسخته السالبة.

تمثيل سميرة أحمد وعماد حمدي وأحمد مظهر.تتمثل الدراما الاجتماعية ذات الطابع التربوي في فيلم رسالة الى الله 1967 ـ وهو سيناريو وحوار عبدالحميد جوده السحار وابراهيم زكي مراد تمثيل مريم فخر الدين وحسين رياض وأحمد خميس وأمينة رزق وطفلين، يعتبره بعض النقاد فيلما دينيا يناقش قضية ايمانية الا أن د.فوزي يراه نموذجا ممتازا للفيلم التربوي.

وتتمثل الدراما الاجتماعية ذات الطابع التعليمي في فيلم كمال عطية الأشهر. «قنديل أم هاشم» 1968، عن قصة يحيى حقي، سيناريو وحوار صبري موسى تمثيل سميرة أحمد وشكري سرحان وأمينة رزق، وهو فيلم يتوج جميع توجهات كمال عطية نحو البيئة الشعبية المصرية من خلال أشهر المعالجات السينمائية لاحد أشهر احياء القاهرة الشعبية .

وهو حي السيدة زينب، كما انه أول فيلم مصري يستعين بمصور وممثلة من ألمانيا الشرقية مع خدمات فنية، كما انه أول فيلم مصري يستعين بمستشار طبي للعيون. ويرى فيه البعض مواجهة بين العلم والايمان، والتوفيق بينهما في حين بعض آخر يرى فيه مواجهة بين القيم والعادات الشعبية ذات الطابع الخرافي، أو الصراع بين الجديد والقديم، والتناقض الحاد بين العلم وتقاليد الشرق الغيبية.

كما تتمثل الدراما الاجتماعية ذات الطابع الخيالي في فيلم البعض يعيش مرتين 1971 ـ عن قصة الأديب عادل كامل، تمثيل يحيى شاهين وماجدة الخطيب وسناء جميل وصلاح منصور، وتدور فكرته عن ان الحياة خلال الموت أعمق من ممارسة الحياة ـ وامتزج فيه الواقع بالخيال.

ونجد الدراما الاجتماعية ذات الطابع النفسي في فيلم «المعتوه» 1983، تمثيل محمود عبدالعزيز وعفاف شعيب وفريدة سيف النصر، حيث يدور الصراع بين إنسان سوي ومريض نفسي.

وكانت هناك وقفة مع الدراما الاجتماعية ذات الطابع السياسي من خلال الفيلم الذي نوقش في اللقاء مع جمعية النقاد، وقصر السينما وهو الشوارع الخلفية 1974، انتاج المؤسسة المصرية العامة للسينما..

وهو عن قصة عبدالرحمن الشرقاوي سيناريو وحوار عبدالمجيد أبوزيد وتمثيل ماجدة الخطيب ونور الشريف ومحمود المليجي وسناء جميل فقد تعرض عند عرضه لاعتراض الكاتب عبدالرحمن الشرقاوي باعتبار الفيلم جاء مختلفا تماما عن روايته الأدبية.

وانضم اليه كاتب السيناريو عبدالمجيد أبوزيد وهي قضية محسومة نقديا باعتبار الفيلم مسئولية المخرج ويشيد نقاد بتميزه بقيام المخرج بتحويل القصة الى حالة سينمائية خاصة تجمع بين الاتجاه الفكري للأديب واجتهاد الفنان السينمائي من خلال لغة سينمائية متفوقة، وذلك بالجمع بين التسلسل الزمني التقليدي وبين الاتجاه السينمائي الحديث في الكشف عن المشاعر المستبطنة، بوسائل سينمائية عديدة من أهمها التذكر ـ الرجوع الى الخلف، والتخيل بمصاحبة مؤثرات صوتية بدون حوار، واستخدام المنظر الكبير بما يحمله من فلسفة فنية خاصة، يحلل الباحث ـ المشاهد بلقطاتها ـ وهو متخصص في التصوير السينمائي درجة الدكتوراه من أكاديمية الفنون المصرية. وينقل عن بعض النقاد اشادتهم بنجاح الفيلم في رسم الأبعاد الاجتماعية والعاطفية للطبقة الوسطى، والصراع بين الفئات الوطنية والاستعمار في الثلاثينات.

يسرد لنا كمال عطية نفسه ذكرياته من خلال كتابه السيرة أطول من العمر الصادر عن آفاق السينما المصرية (ديسمبر 2001) بأسلوب طريف يميل الى الفكاهة، ويقول: أنا من مواليد 7 فبراير ـ ابن سبعة أشهر ـ وانتمي الى الفن السابع، هذه السبعات من الأرجح ان تكون قد قدرت عمدا لا تصادف ويستطرد ولم يكن القدر نفسه سينمائيا فابتكار المصادفة وتركيبها هو السيناريو، والقاء الضوء عليها هو التصوير.. وتحريك الحياة فيها هو الاخراج.

اضطر وهو مازال صبيا الى العمل بعد وفاة والده ـ ودرس في مدرسة ليوناردو دافنشي الايطالية فنون الرسم وزخرفة المباني.. تكشفت موهبته في كتابة الازجال والأغاني والقصص القصيرة جدا في سن العشرين نشر ازجاله في المجلتين الفكاهيتين البعكوكة والمطرقة وجرؤ ان يطرق صالات عماد الدين وروض الفرج حيث كان يبيع الاغنية مقابل مئة وخمسين قرشا تساعده في المعيشة وكانت الاغنية طريقه الى السينما حينما رشحته عقيلة راتب في فيلم دايما في قلبي وهو الأول لصلاح أبوسيف ليكتب اغانيها.

وبعدها عمل معه مساعد مخرج ومن أشهر أغانيه التي ذاعت الغاوي ينقط بطاقيته التي غنتها صباح من تلحين محمد الموجي في فيلم جوز مراتي اخراج نيازي مصطفى ,1967. وأغانيه هذه دفعت المطربة رجاء عبده ان ترشحه لاخراج أول أفلامه حبايبي كتير 1950 وهكذا بعد ثمانية أفلام عمل فيها مساعد مخرج أصبح مخرجا..

بين هذا العام 1950 حتى 1990 اخرج كمال عطية 24 فيلما.. كان اخرها ليس لعصابتنا فرع اخر الى جانب ثمانية أفلام قصيرة وتسجيلية وقد حصل على جائزة الرواد في العيد الستين للسينما المصرية ـ وكرمه مهرجان الاسكندرية والمهرجان القومي للسينما المصرية.. الا أنه يؤكد ان لقاءه بالنقاد والجمهور المتذوقين واحتفالهم به كان نيشانا يتوج أعماله.

البيان الإماراتية في  6 أبريل 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

مي المصري.. اطفال المخيمات اصبحوا يحلمون بالحب والسينما

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

بعد 85 شمعة و24 فيلماً في 60 عاماً 

إعادة قراءة لأعمال المخرج كمال عطية

فوزي سليمان