كيفين سبيسي مدى ديناميكي قد جعله واحداً من أبرز الممثلون الشّعبيون العامليون اليوم. منذ فوزه بأوسكار عن دوره المحوري في فيلم (المشبوهين العاديين The Usual Suspects)، بدأ سبيسي يهتم باختيار أدواره بتميز، مثل دوره كمخبر في فيلم (سري في لوس أنجلوس L.A. Confidential)، ودور القاتل المبهم في فيلم (سبعة Seven)، وضابط في فيلم (المفاوض The Negotiator). كما أنه قد واصل عمله في المسرح، مثل أحدث مسرحياته (The Iceman Cometh)، والتي رشّح عنها لجائزة "توني". وفي فيلم "جمال أمريكي"، يقوم سبيسي بدور ليستر بورنهام، رجل على حافة التّغييرات الكبيرة. "دوغ توماس" من (أمازون.com)، قابل "كيفين سبيسي" وأجرى معه هذا اللقاء.


q كيف عملت في هذا الفيلم؟

كيفين سبيسي: كنت في لندن اعمل في مسرحيّة، وسمعت بأن سام ميندز سيقوم بإخراج فيلم ويريدني أن أقرأ السيناريو. وكنت قد تعرفت على عمل سام في المسرح منذ سّنوات، وبالفعل قرأت السيناريو، الذي جعلني أسرع في مقابلة سام قبل أن يعطيه لأحد آخر.

q ما الذي كان يدور هذا السيناريو، الذي جعلك مهتماً به لهذه الدرجة؟

كيفين سبيسي: حسناً، أحسست فقط بأنه فيلم مهم عن الإدراك الحسي. شعرت في ذلك الوقت بأنه من المحتمل أن يصبح فيلماً متقدماً على زمنه. أما الآن وقد شاهدته، فأعتقد بإنه مناسب تماماً لزمنه. وجدته رفيع المستوى في أسلوبه. أعتقد أيضا، بأنه مضحك جدا، وهو يتناول الحياة البسيطة مع الإحساس المرح والذي هو المفضل عندي ومولع به.

q لذا سأعتبر ذلك، بأنه لم يكن لديك تردد تماماً بالعمل مع مخرج في أول أفلامه؟ فالموهوب موهوب؟

كيفين سبيسي: بالتأكيد. فقد كنت محظوظ جدا في مشواري مع مخرج في أول أفلامه أو في ثاني أفلامه. أعتقد بأنّ ذلك يعتمد على مسألة الإحساس. فإذا جلست مع شخص ما وبدأ يهذي على المنضدة، حينئذ تكتشف بوضوح بأنه من المفترض أن لا تعمل في ذلك الفيلم. لكن عندما تتواجه مع أحد واضح ومحدد الأفكار السّينمائية، مثل ما كان سام في هذا الفيلم، ستعرف بأنّ هذه الأفكار ستكون عملية جداً. وما لن تعرفه، وتلك مقامرة، سواء سيكونون قادرين أن يجسدوا تلك الأفكار على الشّاشة وسواء سيكونون قادرين أن يخدموا ما حاول الكاتب قوله. لقد كنت مندهشاً فقط لما استطاع سام أن يعمله في فيلمه، سينمائياً وبصرياً.

q ما هي الإختلافات بين العمل في السينما والعمل في المسرح؟

كيفين سبيسي: أعتقد بأن هناك تخمين أكثر بكثير في صناعة الفيلم. يصبح لديك زمن أقل للتخلص من الأشياء التي لا تصلح أو لإكتشاف الأشياء التي لا تصلح، وهذا بسبب وجود عملية إعادة التصوير. لقد كان لدينا أسبوعان ونصف لإعادة التصوير، والتي كانت بالفعل فترة جيدة جدا. حيث يمكنك تقدير الأشياء. فأنت لست متأكد بالكامل. لهذا فالمخرج مهم جدا، لأنك ستقرر إختيارات يحتمل أن تكون مضحكة في تجربة الإداء أو لربما تعمل في غرفة مع الشّخص الآخر، لكن لسبب ما تكون وراء تلك العدسة وفجأة تكتشف بإنها لا يعمل. والذي حدث في الحقيقة في مشهد أو مشهدين من هذا الفيلم، حيث أنني وسام شعرنا فقط بأن المشهد لا يصلح. وإضطررنا للتوقف، والتفكير ملياً في الأمر، ليس لساعة أو ما شابه، ونتناقش فيه. فإذا كنت محظوظاً، فإنك ستعمل مع مخرج قوي بما فيه الكفاية ويمكنه أن يعرف كيف يتخطى مثل تلك العقبات.

q أنت تتحدث عن مخرجين للمرة الأولى، فقد خضت هذه التجربة بنفسك في فيلم (تمساح أبرص Albino Alligator). هل يوجد لديك أي شك في أن تخوض هذه التجربة مرة ثانية؟

كيفين سبيسي: أعتقد بأن الإخراج ربما يكون أعظم عمل.

q لقد قدمت كراوي مؤخراً أفلاماً وثائقية عن "ألفريد هيتشكوك" (هيتشكوك: ظل عبقري) وستيف ماكويين (ستيف ماكويين: ملك الهدوء). ما ذكرياتك بعد مشاهدة تلك الأفلام؟

كيفين سبيسي: لا اعرف إذا كنت أستطيع أن أضيف أي شئ لمشاعري حول هيتشكوك لم يقله غيري وببلاغة أكثر. فقط أعتقد بأنّه سينمائياًً كان هو السّيد. لذا عندما طرح عليّ أن أكون جزء من هذا العمل، وافقت فورا. أم "ماكويين" فقد كان واحداً من المفضلين دائما لدي، وأعتقد بشدة، وبشدة أقدره كممثل. كنت فقط أعتقد بأنه قدم بعض الأعمال الرائعة، وربما يكون "بوليت" من أفضل أفلامه عندي.

q لقد عملت في بعض الأفلام التي تقدير أدبي وفني جيد لكنها في نفس الوقت لم تحصل على نفس النجاح في شباك تذاكر. هل ذلك يؤثّر عليك؟

كيفين سبيسي: أنا لا أحاول أن أعمل أفلام لكي تجلب لي الكثير من الفلوس. فأنا بصراحة، لا أعتفد بأن نظرية "عمل الكثير من الأفلام سيجلب الكثير من الفلوس" هي نظرية ناجحة، لكنها علامتي الشّخصية الخاصة. وأنا لا اقيس النجاح بهذه الطريقة، وإنه في الحقيقة ليست حتى معادلة هامة للتفكير فيها.

q مثل "ليستر"، هل كيفين سبيسي لديه خبرة في الأكل الجاهز؟

كيفين سبيسي: [ يضحك ] لا، ليس عندي خبرة في الأكل الجاهز. عملت في مطعم مرة كنادل، لكنهم طردوني سريعاً. فقد كنت نادلاً سيئاً حقا.
 

أصبح المخرج سام ميندز واحداً من المخرجين البارزين على الساحة الفنية السينمائية، مع أن فيلم "جمال أمريكي" هو أول أفلامه كمخرج سينمائي... أما بالنسبة للنجاحات التي حققتها أعمال ميندز، كانت أولها في لندن، مع المسرحية الغنائية (Cabaret)، والتي قدمها فيما بعد على مسارح برودواي، والتي حصلت على أربع من جوائز توني. ثم قدم مسرحية (The Blue Room) على مسارح برودواي، من بطولة نيكول كيدمان. كما أنه أخرج المسرحية الناجحة (The Rise and Fall of Little Voice).
ولد سام ميندز في إنجلترا، ودرس في جامعة كامبريدج، ومن ثم إلتحق بمسرح كريستوفر بعد تخرجه مباشرة في عام 1987. بعد ذلك بفترة قصيرة قام بإخراج (Dame Judi Dench) والتي فاز عنها بجائزة أفضل مخرج جديد. بعدها إلتحق بمسرح شيكسبير الملكي في عام 1990، حيث قام بإخراج (Troilus and Cressida) مع رالف فينيس، و(Richard III)، و(The Tempest). وفي عام 1992 أصبح سام ميندز المخرج الفني في مسرح "دومر" في لندن.

لقاء مع المخرج

"دوغ توماس" من (أمازون.com)، قابل "سام ميندز" وأجرى معه هذا اللقاء.


q كيف جئت من بروادواي إلى هوليود؟ هل كان عندك أحد ساعدك للعمل في الأفلام قبل "جمال أمريكي"؟

سام ميندز: بدأ الناس يطلبون مني العمل في الأفلام منذ حوالي ثلاث أو أربع سنوات، أعتقد لأنه كان هناك خط تحويل مع مخرجين مثل نيكولاس هيتنير (جنون الملك جورج). فالمسرح الإنجليزي أصبح أرضاً خصبة لمخرجي السينما، حيث أصبح الناس مدركين للإمكانيات. فأنا غالباً ما كنت أقلب الأفلام التي تعرض علي في إنجلترا لأنها كانت مسرحيات. أردت أن أعمل شيء ما معاصر، وأردت أن أعمل شيء ما أصلي.

q فدخلت أستوديو "دريموركس".

سام ميندز: نعم، بعد أن عملت (ملهى Cabaret) على مسارح بروادواي، شاهدها ستيفن سبيلبيرج، وكذلك المنتجون، دان جينكس وبروس كوهين، وهم جميعا شعروا بأنه أمر جيد أن يبعثوا لي بمخطوطة الفيلم.

q يتحدّث الجميع عن نوعية مخطوطة "ألن بول". هل صحيح بأن الفيلم قد كان بدون إعادة كتابة؟

سام ميندز: ظهر الفيلم على الشّاشة مع تّدخل قليل. وتلك كانت وصيّة "دريموركس" كأستوديو. فالفيلم الذي على الشّاشة الآن مختلف في بعض المناطق جوهريا عن الفيلم في الورق، لكن ذلك حدث في غرفة المونتاج، وهو المكان الصّحّي لحدوث ذلك، عندما يكون كل شيء مصور جاهز أمامك.

q الفيلم أمريكي جدا. ما الذي جلبه المخرج البريطاني إلى الفيلم؟

سام ميندز: إنه من الحظ أن لا أكون أمريكي وأنظر كمراقب. أحيانا يعطيك هذا الشيء مسافة ووضوح حول ما تنظر إليه. فلو كنت أعمل فيلماً حول شبابي في الضّواحي الإنكليزية، فلن أكون قادراً على ذلك، لأنني قريب جدا من هذه الحكاية. اطلعت على بعض الأفلام التي قدمت من قبل مخرجين غير أمريكيين حول أمريكا والتي اعتقد بأنها كانت ناجحة، خصوصا: (راعي بقر منتصف الليل Midnight Cowboy)، (الحي الصيني Chinatown)، وحتى (معرض ترومان The Truman Show). كما أعتقد أيضا بأنه من الممتع بأن بعض الأفلام المهمة عن إنجلترا قدمت من قبل "جيمس إيفوري". ففيلم (بقية اليوم Remains of the Day) كان فيلماً جميلاً عن إنجلترا، لكنه أمريكي.

q كم كان صعباً الانتقال من المسرح إلى السينما؟

سام ميندز: هناك الكثير من الاختلافات بين السينما والمسرح أكثر من التشابهات. لنفترض بأن هناك مسرحية تتحدث عن منزل ما، في المسرح عليك أن تشير إلى هذا البيت في الديكور، ربما من خلال نافذة أو حائط. أما إذا أردت منزلاً في مشهد سينمائي، فإنك تطلب من قسم الديكور منزلاً فيبنون لك منزلاً، ويمكن أن تدخل من الباب الأمامي وتجلس في الغرف. فالوضع هنا مطلق.

q وأيضاً اختلافات في العمل؟

سام ميندز: ما يحدث في المسرحيّة يظهر مرة واحدة خارج غرفة البروفات، كأنه نوع من العمل العضوي. الفيلم مثل الفسيفساء. تقوم بعمل قطعة صغيرة جدا كل ساعة، ثم تحاول أن تجعلها بأفضل جودة ممكنة، وبعد ذلك تضعها جانبا في صندوق، ولا تقوم بإخراج هذا الصّندوق إلا بعد ثلاثة أو أربعة شهور.... شيء آخر: في غرفة البروفات إذا قلت: "أنني لا اعرف عن ماذا يدور هذا المشهد، دعونا نتحدّث عنه"، ذلك يمكن أن يكون أفضل وأكثر متعة في العمل. أما إذا قلت: "أنني لا اعرف" للعاملين في أي فيلم، فأنت هنا ميت. فيجب عليك أن تبدي تصوّرات كاملة عن الفيلم من البداية حتى النهاية قبل البدء في العمل. ويمكنك دائما أن تغيّر عندما تكون في موقع العمل. ولكن لابد أن يكون لديك تصور سابق، لهذا السبب علي أن أخطط للفيلم بالكامل. أتذكّر سبيلبيرج يقول بأنّه عندما كان يعمل في فيلم (قائمة شيندلر Schindler's List) لم يكن يخطط للفيلم، لكنك تعرف، بأن ذلك بمثابة 15 فيلم تحت المستوى.

q هل كان كيفين وأنيت من اختيارك منذ البداية؟

سام ميندز: "كيفين" كان في رأسي منذ البداية. ولم أكن متأكد تماما بالنسبة لـ "أنيت" عندما قرأت الفيلم، لكنني رجعت بعد ذلك وطرحت الأمر على الأستوديو. لقد كنت في فندق وكنت مستمل بعد الظهر وبدأت مراقبة فيلم (هجمات المريخ Mars Attacks)! اعتقدت بأنها كانت مرحة فيه. ولم يكن عندي فكرة بأن لديها ذلك النوع من البريق الهزلي.. النوع المشذّب للرّصيد.

q ماذا عن "بتولا ثورا" و"ويس بنتلي"؟

سام ميندز: شاهدت فوق المائة طفل مراهق، ذكر وأنثى، لتلك الأجزاء. كان هناك 10 أو 15 ممثل كانوا على مستوى عالي بشكل لا يصدق. التمثيل روح بقدر ما هو نظرات، وثورا فهمت البنت جيدا. كانت حاذقة وشديدة العاطفة. أما "ويس" فقد جاء في الدّقيقة الأخيرة. لم يكن عنده صورة محترفة لنفسه؛ فقط دخل مع بولارويد. عمل ثلاثة خطوط في فيلم (المحبوب Beloved) وهذا كل ما لديه، فهو بالتالي مائة بالمائة جديد. وكان مفاجأة بالنسبة لي بنفس القدر بالنسبة للجمهور، لأنه كما أعتقد استثنائي تماما.

q في فيلمك الأول، عملت انقلاب فني مع مدير التصوير كونراد هول.

سام ميندز: إنه عبقري، فنان كامل، وقاتلت كثيراً لكي يكون معي. فالإضاءة لديه رائعة، لكنه لا يفرض نفسه على الأفلام بدقّة بحيث يبدو بأنه يخبرك كيف يأخذ اللقطة. كما أنه إنسان عظيم أن يكون معك. وهو الآن في بداية السبعين، لكنك لا تصدق ذلك. بعد نهاية 16 ساعة عمل في اليوم، بإمكانه العمل على لقطة وبشكل حرفي يقفز فوق وأسفل، ويستمتع كثيراً إلى أن ينفذ اللقطة. إنه إبداع حقاً من واحد خبير ومجرب كان وما زال يعمل في السينما لما يقارب الخمسين عاماً، ولديه كل هذا الحماس الشفاف كما لو أنه بدأ العمل في السينما بالأمس.

q كيف تقول في تصوير الشيء الأكثر جمالا في العالم؟

سام ميندز: لن أخبرك! [ يقولها وهو يضحك ] إنه سر. كل الذي أستطيع أن أخبرك به هو أنه أخذ وقتاً طويلاً، صورناه ثلاث مرات، ونجحنا في المرة الرابعة، ذلك كل ما يمكن أن أقول لك، يجب عليك أن تخمن.

q حسناً، هل تنوي الإقامة في لوس أنجلوس، والعمل في أفلام أخرى؟ أو إنك ستعود للمسرح؟

سام ميندز: سأذهب إلى نيويورك للبدء بالعمل في سونديم موسيقي جديد يدعى (أشخاص حكماء Wise Guys) مع "ناثان لاين" و"فيكتور غاربير". ثم لا اعرف بعد ذلك. من المحتمل أن أعمل في فيلم آخر.

q خلال العام الماضي كنت مشغولاً جداً في العمل بأمريكا، هل جلبت عائلتك معك؟

سام ميندز: لا، والداي في لندن. لقد كنت هنا لوحدي. وقد كانت مغامرة.

q ليس هناك زوجة وأولاد لسام ميندز؟

سام ميندز: كلا، وأنا سعيد بأن أخبركم ذلك.


حــقـــوق نــــشــــر 1999 (Dreamworks SKG ) جـمـيـع الحـــقـوق محـفـوظـة