الخلاصة:
قصّة صداقةِ مستحيلةِ تتطَوّرَ بين امرأتين رّائعتانِ: جاكي (سوزان
ساراندون)، وهي مُطَلَّقة و أمّ لطفيلن، وإيزابيل ( جوليا روبرتس)، حبيبة
لوك زوج جاكي السّابق (إد هاريس)، والتي تصطدم بشكل مستمر مع أطفال جاكي
ولوك. لكن عندما يشترك جاكي وإيزابيل في واجباتَ الأمومةَ، تُجبران على
تناسي عداوتهما المتبادلةِ لأجلِ العائلة.
رؤية نقدية:
فيلم (زوجة الأب STEPMOM) هو بكّاء مدوي ومؤذي عن مطلّقة تحتضر (سوزان
ساراندون) والتي تحقد على المرأةِ الأخرىِ (جوليا روبرتس)، كما تُدركُ بأن
أطفالها يَجِبُ أَنْ يَعتمدوا على هذه المرأةِ كأمِّ ثانية، هذه الصّورةِ
واضحةُ جداً في مؤامراتها العاطفيةِ، حيث أن ساراندون لم تقضي صباح عيد
الميلاد الماضي مع عائلتها ككل، لكن مع كل طفلِ على حدة، فقط لتستدر العطف
والشفقة.
إن (زوجة الأب) كان أفضل مما تَوقّعتُ، وذلك بسبب الأداء التمثيلي الفعّال
والجيد مِن قِبل ساراندون وإد هاريس، في دور زوجها السّابق، ومِن قِبل جينا
مالون (جودي فوستر وهي صّغيرة في فيلم "إتصال") في دور إبنتهم بعمر الثانية
عشرة سنة.
ساراندون وروبرتس تبدآن عداوة عميقة، جوليا روبرتس تَلْعبُ دور هادمة البيتَ
التقليدي القديمَ والتي تُعاملَ بطاقات عطفِ الزوجِ عن طريق حقد ساراندون
التّأنيبي. لكن خلال الفيلمَ كل شخصِية تُصبحُ عاجزة في مشهدين، لتَذُوبُ
هذه العداوةِ الجليديةِ تدريجياً تَكُونُ مُتَبادَلة في العائلةِ.
بعض هذه اللّحظاتِ تُلزمُ (روبرتس تُساعدُ بشكل ماكر في تخليص إبنة زوجها
المراهقة من الكراهية) واللحظات الأخرى كلها بغضاء (المخرج كولومبوس بنفس
أسلوب فيلم "بارد ضخم" يقدم أغاني الستينات)، لكن معظمهم مصنوع ومجَدولَ
كما لو أنه جزء من طقم "إعملها بنفسك مدرة للدموع"، وهذا يعتمد على
الممثلين في تجسيد الدور.
ومع المخرج كولومبوس وراء الكاميراَ، لم يكن هناك إحتمالات كثيرة لإثارة
المشاعر وكان بإمكانه التلميح حتى للرقة، مثل أفلام (شاهد، السيدة دوبتفير،
تسعة شهور) وهذا الفيلم مكتظ بكليشيهات الفيلم الأولّيةِ (ثلج = سحر)، لكن
في هذه الفسحةِ عادةِ المخرج السّيئةِ في السّيطرةِ المحكمة على ممثليه
الذين عَملوا في الفيلم. ساراندون وهاريس قدما قدرات أدائية جميلة. إضافة
الى مالون التي جسدت بالتأكيد عمقَ المشاعرِ بداخل شخصياتهم. (ومع تساهل
المخرج، الذي َسْمح لساراندون أن تؤدي انغماسها في العلاج بالماريغوانا).
على أية حال، جوليا روبرتس والطفل "ليام أكين"، والذي لعب دور أخ مالون
الصغير، قام بالدور بشكل جيد. ولم يكن لجوليا روبرتس مصداقيةُ في شخصية
مصورة أزياءِ (وهي حتى لا تعرف كيف تَحْملَ الكاميرا)، وقد تورطت في دورِ
كَانَ يمكنُ أَنْ يُلْعَبَ مِن قِبل أي واحدة مثل وينونا ريدر أو كاميرون
دياز أو ميرا سورفينو أو شارون ستون وبنفس التّأثير الأدائي. الولدَ الصغير
كان لطيفاً، وبالطبع، يجب أن يكون لدى المخرج كولومبوس مزرعةُ للمواهب في
مكان ما لكي يجلب هؤلاء الأطفال الموهوبين، لكنه غالباً ما يَعتمدُ عليهم
للاستراحة الهزليةِ.
لكن عموماً، الفيلم عبارة عن معالجة بارعة لرسالة الكاتب ("الأطفال في
الحقيقة يُمكنُ أَنْ يقبلونا معاً ونَكُونَ الأفضل لهم"، ساراندون تقول
لروبرتس)، لا يُمكنني أَنْ أنتقد فيلم "زوجة الأب" كما كنت أريد، لأن فيه
جهد جيد في التمثيل والأداء القوي. فالتمثيل هو الذي صنع هذا الفيلم.
إذا ذهبت للبكاءِ ولم تخجل من دموعكَ, فمن المحتمل من أن فيلم "زوجة الأب"
سيجعل قاربك يَعُومَُ من الدموع. فقط لا تَجْلبُ معك أحداً مثلي لأن صوتَ
بكائي سيكون مزعجاً. |