فجأة، وبدون مقدمات.. مات عاطف الطيب.. ورحل عن عالمنا، فارس من بين أهم فرسان
السينما المصرية الجديدة.. فارس، أخذ على عاتقه ـ مع قلة من رفاقه ـ تحرير السينما
المصرية من قوالب التقاليد البالية، والخروج الى آفاق فنية رحبة.
كانت فعلاً.. حقيقة صعبة من أن نكتشف فجأة، بأننا فقدنا فناناً كبيراً كعاطف الطيب،
فالكل أجمع بأنها خسارة فادحة للسينما المصرية وللفن الجيد والجاد في كل مكان.
إذن.. لندع الذاكرة تعود بنا الى الوراء، ونتذكر أول مشاهدة لنا لفيلمه (سواق
الأتوبيس)، هذا الفيلم الذي كان بحق مفاجأة للجميع.. حيث كان بمثابة البشارة الأولى
لوجود فن قادر على محاربة الإستهلاك في السينما المصرية، وبالتالي إعتباره
الإنطلاقة الجماهيرية الحقيقية التي أعلنت للجميع عن وجود سينما مغايرة، وعرَّفت
بالسينما المصرية الجديدة، هذه السينما التي قامت على أكتاف سينمائيين مغامرين،
أمثال محمد خان وخيري بشارة وداود عبد السيد وغيرهم، إضافة الى عاطف الطيب.
وكأن الطيب يعرف بأنه لا يملك من العمر إلا القليل، لذلك كان أغزر مخرجي جيله..
وقدم، في أقل من خمسة عشر عاماً، واحداً وعشرين فيلماً سينمائياً.. وجميعها أفلام
تسعى الى الصدق الفني وتتطرق الى الواقع، وتهتم بالمواضيع التي تعبر عن الإنسان
البسيط، وتناقش ذلك الواقع الصعب الذي يحيط بهذا الإنسان....
إقرأ المزيد |