الحوار الأخير للراحل لطفى لبيب..
مشوار من الفن والوطنية والإنسانية.. فيديو
حوار: نهال رأفت
رحل عن عالمنا اليوم الأربعاء الفنان
القدير لطفي لبيب،
بعد تعرضه لوعكة صحية، أبرزها جلطة دماغية أثرت على الجانب الأيسر من جسده،
ما اضطره لاتخاذ واحد من أصعب قرارات حياته "الاعتزال".
لطفي لبيب لم يكن مجرد ممثل، بل كان بطلًا من أبطال حرب
أكتوبر المجيدة، وترك بصمة إنسانية وفنية عميقة في نفوس زملائه وجمهوره،
وكان له دور بارز في مشوار عدد من النجوم، أبرزهم محمد هنيدي وأحمد السقا
ومي عز الدين.
في حوار نادر لتلفزيون اليوم السابع، كشف الراحل عن العديد
من الأسرار والمفاجآت المتعلقة بعبور أكتوبر، مشيرًا إلى أن الفن كان عشقه
الأول، وأنه نشأ في صعيد مصر، ثم انتقل إلى الإسكندرية حبًا في الفن
والعلم، حيث حصل على شهادته الدراسية وتُوّج بتكريمات عديدة، أبرزها من
مهرجان الإسكندرية السينمائي.
تحدث لبيب بتأثر شديد عن مشاركته في حرب أكتوبر، قائلًا:
كنت ضمن سلاح المشاة، والحرب لا تُنسى، الطلقة ممكن تيجي من
أي اتجاه، ومن عاش الأجواء فقط يفهم معنى حديثي”.
وعن أصعب لحظاته في الحرب، استرجع ذكريات الحصار قبل
العبور، أجاب قائلًا: "تعرضنا للحصار ومنع عنا الطعام والماء لأكثر من 130
يومًا، وفي عيد 7 يناير، جاءني الشيخ عبد الفتاح صقر، إمام مسجد من
البحيرة، حاملاً لي جركن مياه 20 لتر وقال لي: استحمّ واعيّد.. تلك اللحظة
لا تُنسى، ومصر دائمًا فيها خير ووحدة وطنية حتى في أقسى الظروف".
وأكد لطفي لبيب أنه وثّق بطولات سلاح المشاة في كتاب
“الكتيبة 26”، متمنيًا أن تُترجم هذه البطولات إلى أعمال فنية تخلّدها
للأجيال القادمة، مشيرًا إلى أنه خدم في الجبهة لمدة 6 سنوات.
وعن تجربته مع الفنان عادل إمام في فيلم “السفارة في
العمارة”، قال: "قدمت دور السفير الإسرائيلي، رغم قلة المشاهد، لكنه كان
دورًا محوريًا جغرافيًا وليس دراميًا، والزعيم عادل إمام كان سببًا في نقلة
كبيرة بمشواري الفني".
وعن الأدوار التي قدّمها، أوضح: لم أندم على أي دور، حتى لو
لم يكن قويًا، فقد يكون أنقذني من أزمة اقتصادية. أما عن دور الشيخ النصاب،
فقد رفضته تمامًا، لأن هناك أدوارًا لا تليق، ولا يمكن تقديمها تحت أي ظرف".
أما عن فلسفته في الحياة والسعادة، فقد لخّصها في جملة
بسيطة: سامح، وحب، واغفر، واصفح.”
وأضاف: “عمري ما قلت على حد دخل حياتي إنه مستحيل يكمل
معايا، لأن ممكن هو بنفسه ينسحب. وأصدقائي ما تركونيش في أزمتي، ومحمود
حميدة اتصل معتذرًا عن عدم حضور تكريمي بالإسكندرية.”
وكشف لبيب عن موقف إنساني جمعه بالفنان محمد هنيدي قائلًا:
في بداية مرضي هنيدي اتصل بيا، وبعدها جه المستشفى، إحنا عشرة عمر،
واشتغلنا سوا في أفلام كتير منها (جاءنا البيان التالي، صاحب صاحبه، يانا
يا خالتي)، وكمان عملنا مسرح، وعمري ما أزعل منه.”
وتحدث عن علاقته بالفنانة نجوى فؤاد قائلًا: ست جميلة
وطيبة، تعاملت معاها في الإنتاج، واتفقت معاها على مسلسل، وحوّلته لفيلم،
وأعطتني عربون كنت في أمس الحاجة إليه، ولما المشروع فشل، رفضت تاخده تاني.
وعن شائعة زواجنا، فهي كانت بتهزر في لقاء، لما قالت “أنت ليه طلقتني؟”،
نجوى فنانة قيمة وإنسانة عظيمة، وكانت معايا لحظة بلحظة رغم مرضها لما
اتكرمنا سوا في بيروت".
وهكذا، يترجّل فارس الفن الهادئ… الذي أحب التمثيل بصدق،
وعاش نقيًا بسيطًا، فنانًا وإنسانًا.
رحل لطفي لبيب جسدًا، لكنه باقٍ في قلوب محبيه، في كل مشهد
أبدع فيه، وفي كل ابتسامة زرعها على وجه جمهوره.
وداعًا لطفي لبيب… الفنان النبيل، والجندي الصادق، والإنسان
العابر للضغائن |