ملفات خاصة

 
 
 

زحمة أسماء كبيرة في "موسترا" البندقية: متى نشاهد كلّ هذه الأفلام؟

"النهار" في تغطية خاصة للدورة  الـ82 من مهرجان البندقية السينمائي.

هوفيك حبشيان

مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي الثاني والثمانون

   
 
 
 
 
 
 

"موسترا" البندقية (27 آب - 6 أيلول)، أعرق المهرجانات السينمائية، التي تنطلق مساء غد، وللمرة الـ82، حافلة بالأفلام واللقاءات والنشاطات المتداخلة والمتزامنة، إلى درجة ان القلق يدهمك منذ لحظة وصولك إلى الليدو، الجزيرة الهادئة التي ستعانق أهل السينما لنحو اسبوعين، شاهدةً على سجالاتنا وحبّنا و“كرهنا“ ولامبالاتنا. الأسماء الكبيرة المشاركة تفرض عليك مفاضلات قاسية: مَن تشاهد؟ ومتى؟ وكيف تحتفظ بذهنٍ صافٍ عندما تشاهد فيلماً تلو آخر؟ انها معضلة المهرجانات الأبدية وجمالها في آن. صحيح ان العقل البشري لا يقوى على استيعاب أكثر من خمسة أفلام دفعة واحدة، والمهرجانات ليست دائماً الأمكنة المثلى لمعاينة الأعمال السينمائية بدقّة، لكن في المقابل، بعض ممّا نكتبه تحت الضغط يولد أكثر حرارة وصدقاً من النصوص التي يُتاح لها متّسع من التأمل. من دون اغفال مهمّات أخرى: مراسلة الجريدة، إجراء مقابلات، التزامات لوجستية... باختصار: عمل منهك لكنه مصدر نشوة ومتعة، لكونه يلامس جوهر الصحافة الثقافية. الكتابة من قلب الحدث لقراء سينيفيليين يتعطّشون لما نرصده، هي من أثمن ما في هذه المهنة. وفي زمن باتت فيه أصداء كلماتنا تُدوّي بلا حدود بفعل الفضاء الافتراضي، يبقى هذا النوع من الصحافة، رغم ما يواجهه من تحديات، لا بديل منه في مقاربة الفنّ السابع.

نحن على أعتاب دورة استثنائية قد تتفوّق على الدورة الأخيرة من مهرجان كانّ من حيث عدد الأسماء البارزة المشاركة: باولو سورنتينو، أوليفييه أساياس، كاثرين بيغلو، جيم جارموش، يورغوس لانثيموس، لازلو نمش، لوكريسيا مارتل، فرنسوا أوزون، بارك تشان ووك، جيانفرانكو روزي، لوكا غوادانينو، جوليان شنايبل، غاس فان سانت، صوفيا كوبولا، فرنر هرتزوغ، ألكسندر سوكوروف، تساي مينغ ليانغ، ماركو بيللوكيو، تشارلي كوفمان... وغيرهم ممّن ننتظر أعمالهم استناداً إلى منجزهم السينمائي وتاريخهم، مدركين دائماً أن الرهان على الابداع لا يخلو من المفاجآت: قد يصيب وقد يخيب، وهذه هي طبيعة الفنّ والحياة معاً.

لكن، إلى جانب الأسماء الراسخة والمكرسة، يبقى باب الاكتشاف مفتوحاً على مصراعيه. فالمواهب الجديدة، التي نلتقي بها للمرة الأولى، هي من يصنع في الحقيقة مجد المهرجانات. كلّ الأسماء الكبيرة التي ذكرتها، مرت من هنا يوماً ما، وكانت في بداياتها اكتشافاً، تماماً كما سنخرج من هذه الدورة بأسماء جديدة ستشكّل مستقبل السينما.

إن صحّ أن بعض الأعمال التي سنشاهدها سيكون مميزاً، فعلينا في المقابل ألا ننخدع. فالمعايير التي تُدخل فيلماً إلى المسابقة تتجاوز المستوى الفنّي البحت، لتشمل حضور النجوم، أو معالجة قضايا آنية، أو تمثيلاً جغرافياً متوازناً، فضلاً عن "الكوتا" النسائية. وحده "الصواب السياسي" يبدو أن مهرجان البندقية استطاع، إلى حدّ ما، أن يحصّن نفسه من الوقوع في فخّه المتكرر، بفضل مديره الفنّي ألبرتو باربيرا، الذي يدخل عامه الرابع عشر على رأس التظاهرة، ويُقال إنه لم يتردد في "ضرب يده على الطاولة" للدفاع عن خياراته.

مساء غد سنكتشف "النعمة" للمخرج الإيطالي باولو سورنتينو، الذي يعود إلى المهرجان بعدما عرض فيه "كانت يد الله" قبل أربع سنوات. العمل يتناول الأيام الأخيرة لرئيس إيطالي متخيّل، وهو بطولة توني سرفيللو الممثّل الأحبّ إلى قلب مخرج "الجمال العظيم". المسابقة الرسمية تضم 21 فيلماً تمثّل بعضاً من أبرز الإنتاجات السينمائية في العالم، وتناقش مواضيع من الحاضر والماضي، مع حضور بارز لسينمائيين كبار، ثلاثة منهم سبق أن نالوا "الأسد". هناك المكسيكي غييرمو دل تورو بفيلمه "فرنكنشتاين" الذي يعيد تقديم الشخصية الأيقونية بحبّه للوحوش، والمخرج اليوناني يورغوس لانثيموس بـ"بوغونيا" مواصلاً عمله مع إيما ستون، فيما يخوض المخرج الفرنسي فرنسوا أوزون مغامرة جريئة عبر اقتباس رواية "الغريب" لألبر كامو بالأبيض والأسود، في محاولة لكسر "لعنة" الأفلام المبنية على روايات. السينما الإيطالية حاضرة بقوة عبر أربعة أفلام نأمل أن تكون على المستوى المطلوب، من بينها "تحت الغيوم" لجيانفرانكو روزي و"إليزا" لليوناردو دي كوستانزو و"دوزيه" لبييترو مارتشيللو، بالإضافة إلى "فيلم مصنوع بإتقان" لفرانكو ماريسكو.

الحصّة الأميركية في مسابقة هذا العام: خمسة أفلام. جيم جارموش وبني صَفْدي ونوا بومباك وكاثرين بيلغو، بالاضافة إلى فيلم دل تورو الأميركي من حيث الإنتاج. ننتظر أيضاً على أحر من الجمر: "يتيم" للمجري لازلو نمش ومواطنته إيلديكو إنييدي التي تحضر بـ"صديق صامت". فيلمان من المجر في مسابقة مهرجان كبير لا بد ان يقولا شيئاً عن حال السينما في هذه البلاد. وفي حين تأتي السينما الآسيوية ممثلةً بـ"لا خيار آخر" لأحد معلّميها  الكوري الجنوبي بارك تشان ووك، لم يصل من العالم العربي إلى مسابقة هذا العام سوى "صوت هند رجب" للتونسية كوثر بن هنية. أخيراً، يحتفي المهرجان بقامات كبيرة مثل فرنر هرتزوغ وجاين كامبيون وكيم نوفاك، أما لجنة التحكيم فيترأسها المخرج الأميركي ألكسندر باين، الذي سيختار مع أعضاء لجنته الفائز بـ"الأسد الذهب" خلفاً لألمودوفار، وذلك وسط منافسة شرسة تنتهي بعد 11 يوم مشاهدة أشبه بماراثون سينمائي.

 

النهار اللبنانية في

26.08.2025

 
 
 
 
 

البندقية 82: وعودٌ كثيرة بالدهشة كم منها سيرى النور؟!

هوفيك حبشيان

لطالما شكّل انطلاق «موسترا» البندقية السينمائي بالنسبة إليّ إعلانًا صريحًا لنهاية الصيف وبداية موسم العمل والانخراط في الجدية مجددًا. قد تكون هذه نظرة شخصية، لكنها لا تختلف كثيراً عن السائد: فهذه الفترة من السنة تتزامن مع اختتام العطل وتراجع الزخم السياحي، وإن كانت البندقية لا تعرف موسمًا خاليًا من الزوار. شهران من الحياة البوهيمية يجدان خاتمتهما في جزيرة الليدو، حيث نمضي أسبوعين من العمل في مشهد طبيعي أخّاذ، قد يحسدنا عليه كثيرون، رغم ان قلّة تدرك أن مجرّد تنظيم جدول مشاهداتنا يشكّل تحدياً لا يُستهان به، أشبه بلعبة شطرنج ذهنية معقّدة، خصوصاً هذا العام، حيث ستُعرض باقة من أكثر الأفلام المنتظرة منذ الأيام الأولى للمهرجان. كم يتمنّى الواحد منّا لو امتدّ اليوم إلى 48 ساعة بدلًا من 24. تخيّل أن يومك الأول في الـ«موسترا» سيبدأ مع باولو سورنتينو، ثم تمضي إلى لازلو نمش، وتختمه مع فرنر هرتزوغ.

بعد أن افتُتِحت دورة العام قبل الماضي بفيلم «الكومندانتي»، ها هو فيلم إيطالي آخر يتصدّر افتتاح الحدث السينمائي الأبرز (27 أغسطس – 6 سبتمبر) في بلاد فيلليني: «النعمة»، الذي نأمل أن يكون اسمه على مسمّاه، في الدورة الثانية والثمانين من «موسترا» البندقية. الفيلم هو أحدث أعمال المخرج النابوليتاني باولو سورنتينو (55 عامًا)، الذي بدأ مسيرته في البندقية مطلع الألفية، من خلال باكورته «الرجل الزائد» الذي عُرض في أحد أقسام المهرجان. لكن بعد ذلك، اختار سورنتينو كانّ لعرض أفلامه الستة اللاحقة، قبل أن يعود إلى تظاهرة بلاده بـ«كانت يد الله»، وها هو يعود اليوم إلى البندقية مجددًا مع «النعمة». مثل مواطنه ناني موريتي، يُعدّ سورنتينو من أولئك السينمائيين الإيطاليين الذين منحهم كانّ منصّة انطلاق مثالية إلى العالمية. فمن خلال دزينة من الأفلام، استطاع أن يفرض أسلوبًا بصريًا يجمع بين التباهي الجمالي والمبالغة والتفخيم، ما أكسبه معجبين مخلصين كما خصومًا شرسين، وكان محط سجال مستمر حول ما إذا كان «نصّابًا» أو فنّانًا أصيلًا يمتلك رؤية سينمائية، ولا تزال تأثيرات هذا الجدال فاعلة حتى اليوم.

في «النعمة»، يعود سورنتينو للتعاون مع ممثّله الأثير توني سرفيللو، الذي رافقه منذ فيلمه الأول، في عمل يدور حول الأيام الأخيرة لرئيس إيطالي متخيّل. ويبدو أن فكرة إنجاز فيلم عن الحبّ من بطولة سرفيللو كانت حلمًا قديمًا يراود مخرج «الجمال العظيم». وها هو هذا الحلم يرى النور في عمل يُركّز على الرقّة والعاطفة، من دون أن يتخلّى عن ذلك الغموض المبطّن الذي أصبح من سماته المميزة. فيلم نأمل منه أن يرفع مستوى افتتاحيات المهرجانات السينمائية الكبرى، وهو عادةً موضع تذمّر مشروع من جانب النقّاد والمتابعين. الفيلم يُعرض ضمن المسابقة التي تضم 21 فيلمًا يُفترض أن تمثّل «زبدة» الإنتاج العالمي في الموسم الحالي.

كالعادة، تشكّل المسابقة الرسمية مساحة لقاء متجدّد بين سينمائيين مخضرمين اعتادوا المرور من هنا، وآخرين يخطون أولى خطواتهم على سجادة البندقية. هي مساحة تلاقٍ لثقافات وأساليب وسينمات من شتى أنحاء العالم. المخرج المكسيكي غييرمو دل تورو، الفائز السابق بـ«الأسد الذهب»، يعود هذا العام مع فيلمه المنتظر «فرنكنشتاين»، حيث يُعيد تقديم الشخصية الأيقونية انطلاقًا من عشقه القديم للمخلوقات الغريبة والوحوش التي تشبه البشر أكثر ممّا نعتقد. وفي الوقت نفسه، يُطلّ علينا المخرج اليوناني يورغوس لانثيموس – هو أيضًا سبق أن فاز بـ«الأسد» – بـ«بوغونيا»، جزء جديد من تعاونه المتكرر مع الممثّلة إيما ستون. الفيلم يتناول قصّة شابين مهووسين بنظريات المؤامرة، يختطفان مديرة تنفيذية لإحدى الشركات العملاقة، ظنّاً منهما أنها كائن فضائي يخطط لتدمير الأرض

مخرجٌ ثالث سبق له نيل «الأسد الذهب» أيضًا، هو الإيطالي جيانفرانكو روزي، أحد أبرز أعلام السينما الوثائقية المعاصرة. في فيلمه الجديد «تحت الغيوم»، يأخذنا في رحلة إلى قلب نابولي، حيث تتقاطع الحياة اليومية مع التاريخ المدفون. يُنصت روزي إلى السكّان والعلماء والسيّاح، واضعًا كاميراه في خدمتهم لرواية قصّة مكان تهزّه الزلازل وتغمره الآثار في آن واحد.

جيم جارموش، المخرج الأميركي الذي ارتبط اسمه طويلًا بمهرجان كانّ، يفاجئنا هذا العام بحضوره في مسابقة البندقية بفيلمه الجديد «أب أم أخت شقيق». يتألّف الفيلم من ثلاث حكايات تدور حول العلاقات العائلية وتجري أحداثها في ثلاث دول مختلفة. يقدّم العمل، بحسب وصف المهرجان، «بأسلوب هادئ وتأمّلي يمزج بين الكوميديا والحزن». لكننا، بصراحة، نأمل أن يرتقي الفيلم إلى ما هو أبعد من وعود المهرجان، وأن يكون خطوة إلى الأمام بعد سلسلة من الأعمال الأخيرة التي لم ترقَ إلى مستوى جارموش المعروف.

التحدّي الأكبر في مسابقة هذا العام، يبدو أنه في عهدة المخرج الفرنسي فرنسوا أوزون، الذي يخوض مغامرة سينمائية جريئة: اقتباس رواية ألبر كامو الأيقونية «الغريب» في نسخة جديدة، بالأبيض والأسود. المشروع أثار فضولًا واسعًا منذ إعلانه، لا سيما أن هناك مَن سبق وسعى إلى أفلمة هذه الرواية، وفي مقدّمهم لوكينو فيسكونتي. بعض مَن سُنحت لهم فرصة مشاهدته مبكرًا، تحدّثوا عن عمل بالغ الأهمية

من بين أكثر الأفلام ترقّبًا في هذه الدورة: «يتيم» للمخرج المجري لازلو نمش، الذي يعود بعد غياب أعقب فيلمه السابق «غروب» (2017)، العمل البديع الذي لم يُنصَف كما ينبغي رغم قيمته الفنية الكبيرة. في «يتيم»، يعود نمش إلى بودابست، وهذه المرة إلى الخمسينات، ليروي حكاية فتى تهتزّ حياته بالكامل عقب الثورة ضد النظام الشيوعي، عندما يظهر فجأةً رجل قاسٍ يدّعي أنه والده، مهدّدًا الصورة المثالية التي كوّنتها له والدته طوال حياته. مواطنته المخرجة المخضرمة إيلديكو إنييدي، تسعى إلى استعادة بريقها بفيلم جديد في عنوان «صديق صامت»، بعد تعثر تجربتها السابقة. تدور أحداث الفيلم في حديقة جامعية ألمانية، حيث تنمو شجرة جنكو عتيقة، وتتشابك حيوات ثلاث شخصيات من عصور مختلفة عبر قرن من الزمن، لتكشف كيف يمكن الطبيعة أن تمسّنا، وأن تمنحنا شعورًا عميقاً بالانتماء والإنسانية.

أفلام الحقبة، على غرار «يتيم»، تحضر بقوة هذا العام، إذ نجد ضمن المسابقة «وصية آن لي» للمخرجة النروجية مونا فاتسفولد، التي تعيدنا إلى القرن الثامن عشر، لتروي سيرة آن لي، المرأة التي أسّست حركة دينية مثيرة للجدال. وإذا كان الدين لا يزال مادة سينمائية دسمة، فالسياسة بدورها تواصل استقطاب السينمائيين، كما يتجلّى في فيلمين بارزين: الأول هو «منزل ديناميت» للمخرجة الأميركية القديرة كاثرين بيغلو، الذي ينطلق من حادثة إطلاق صاروخ نحو الولايات المتحدة، الأمر الذي يثير سباقًا محمومًا لتحديد هوية المسؤول، وكيفية الردّ على الهجوم. أما الفيلم الثاني، فهو «ساحر الكرملين» للمخرج الفرنسي أوليفييه أساياس، الذي اشتغل السيناريو بالتعاون مع الكاتب إيمانويل كارير، مقتبسين رواية جوليانو دا إمبولي بالعنوان نفسه. يتناول الفيلم صعود فاديم بارانوف (يؤدي دوره بول دانو)، من فنان مغمور إلى مهندس دعاية، ثم العقل المدبّر وراء صعود بوتين، قبل أن يبدأ في كشف أسرار النظام الذي ساهم في بنائه. أساياس ليس الفرنسي الوحيد في مسابقة هذا العام، إذ هناك أحدث أعمال المخرجة فاليريا دونزيللي بعنوان «خلال العمل»، يروي قصّة مصوّر ناجح يتخلّى عن كلّ شيء ليتفرّغ للكتابة، مكتشفًا الفقر في رحلة جريئة نحو الحرية.

السينما الأميركية حاضرة بقوة، ليس فقط من خلال كوكبة النجوم المتوقّع أن يتوالوا على السجّادة الحمراء، إنما أيضًا عبر مواضيعها الشائكة. فإلى جانب جيم جارموش وكاثرين بيغلو، يُعرض أيضًا أحدث أفلام بني صَفْدي «آلة التحطيم»، الذي يتناول سيرة نجم الفنون القتالية مارك كَر، بينما يقدّم نوا بومباك «جاي كيلي»، الذي يتتبّع قصّة ممثّل شهير ومديره المخلص خلال رحلة عبر أوروبا، يتأملان فيها قرارات الماضي وعلاقاتهما المعقّدة، ويتصارعان مع إرث شخصي سيتركانه وراءهما. فيلم بومباك بطولة جورج كلوني الذي سبق أن شارك في أكثر من عشر دورات من «الموسترا»، وهو معروف بعشقه لإيطاليا التي يصفها ببيته الثاني.

السينما الإيطالية، كالعادة، لها حضورها اللافت في المسابقة، هذه المرة من خلال أربعة أفلام نأمل أن تكون على قدر التطّلعات. إلى جانب جيانفرانكو روزي، نجد «إليزا» للمخرج ليوناردو دي كوستانزو. هذا الفيلم عن امرأة تبدأ باستعادة ذكريات جريمة ارتكبتها في مواجهة مؤلمة مع الذنب، وذلك بعد عشر سنوات قضتها في السجن بتهمة قتل شقيقتها. الفيلم الإيطالي الثالث، «دوزيه»، يحمل توقيع بييترو مارتشيللو، مخرج «مارتن إيدن»، ويقدّم فيه سيرة الممثّلة إليونورا دوز وعودتها المتأخّرة إلى المسرح لمواجهة قسوة الزمن، مسلحةً فقط بفنّها، في عمل تأملي عن الهوية والعزيمة، يؤكّد أن الإنسان قد يتخلّى عن الحياة، لكن لا عن جوهره. أما الإيطالي الرابع فهو «فيلم مصنوع بإتقان» لفرنكو ماريسكو، وتدور حبكته حول اختفاء مفاجئ للمخرج بعد توقّف تصوير فيلمه عن كارميلو بيني، بفعل مشاكل إنتاجية، لتتحوّل القصّة إلى رحلة تحقيق يجريها صديقه، يجمع فيها شهادات لاستكشاف شخصية ماريسكو الحقيقية

ثلاثة أفلام تحضر من آسيا هذا العام، تتصدّرها عودة أحد أبرز أعلام السينما الكورية: بارك تشان ووك، بفيلمه الجديد «لا خيار آخر». تدور القصّة حول مان سو، الرجل الذي يجد نفسه مطرودًا من عمله بعد 25 عامًا من الخدمة، فيواجه تحديًا وجوديًا للعثور على وظيفة جديدة. لكن، بدلًا من الاستسلام، يقرر أن يخلق لنفسه فرصة عندما توصد الأبواب أمامه. الفيلم الآسيوي الثاني هو «الشمس تشرق علينا جميعًا» للمخرج الصيني كاي شانغجون، الذي لا نعرف عنه الكثير، سوى ما ورد في الملخّص الرسمي للفيلم: رجل يضحّي بحياته من أجل الحبّ، ويتحمّل مسؤولية جريمة لم يرتكبها. الفيلم الآسيوي الثالث والأخير هو «فتاة»، أولى تجارب الممثّلة التايوانية شو كي في الإخراج. تحكي القصّة عن شابة تجد في صديقتها التي تشاركها الاسم نفسه، ملاذاً لأحلامها المكبوتة، قبل أن يعيدها ماضي والدتها إلى دوامة من الألم والصراع الداخلي.

على مستوى السينما العربية، يشارك فيلم وحيد في المسابقة هو «صوت هند رجب» للمخرجة التونسية كوثر بن هنية. يستند الفيلم إلى واقعة مؤلمة حقيقية جرت في شباط 2024، عندما تلقّى متطوعو الهلال الأحمر نداءً من طفلة تبلغ ست سنوات، محاصَرة داخل سيارة تتعرّض للقصف الإسرائيلي في غزة. تتوسّل الطفلة النجدة عبر الهاتف، في وقت يحاول المسعفون إبقاءها على الخط وإرسال المساعدة. كانت تُدعى هند رجب (2018 – 2024). مجموعة من الأفلام العربية الأخرى تشارك في أقسام موازية: «نجوم الأمل والألم» للبناني سيريل عريس، «هجرة» للسعودية شهد أمين، «رقية» للجزائري يانيس كوسيم، و«بابا والقذافي» لليبية جيهان ك

يحتفي المهرجان هذا العام بالمخرج الألماني الاسطورة فرنر هرتزوغ والمخرجة النيوزيلاندية جاين كامبيون والممثّلة الأميركية الهيتشكوكية كيم نوفاك، إلى جانب منح جوائز تكريمية لكلّ من الأميركيين جوليان شنايبل وغاس فان سانت، تقديرًا لمسيرتهما السينمائية الطويلة والغنية. هذا كله وسيترأس لجنة التحكيم المخرج الأميركي ألكسندر باين، الذي سيكون هو وأعضاء لجنته على موعد مع اختيار فيلم يفوز بـ«الأسد الذهب»، خلفًا للفائز في الدورة السابقة، «الغرفة المجاورة» لبدرو ألمودوفار. باختصار، وعودٌ كثيرة تزهو بالدهشة السينمائية… فكم منها سيرى النور حقّاً؟ الجواب بعد 11 يومًا

 

####

 

مؤسسة البحر الأحمر تشارك في مهرجان فينيسيا بـ5 أفلام

فاصلة

تعود مؤسسة البحر الأحمر السينمائي هذا العام إلى مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي (27 أغسطس – 6 سبتمبر) بخمسة أفلام مدعومة من المؤسسة تُعرض ضمن أقسام «فينيسيا سبوتلايت» و«أيام المؤلفين» و«أسبوع النقّاد» في مهرجان البندقية، إلى جانب مشاركة مشاريع طوّرتها معامل البحر الأحمر وسوق البحر الأحمر في «سوق التمويل التكميلي» و«فاينال كت».

ومن أبرز المشاركات فيلم «هجرة» للمخرجة السعودية شهد أمين التي رسّخت مكانتها كواحدة من أبرز الأصوات الصاعدة في المملكة بفضل أسلوبها الشعري الفريد. ويحظى الفيلم بدعم من صندوق البحر الأحمر، ويُعرض ضمن برنامج «فينيسيا سبوتلايت»، ليشكّل عودتها إلى المهرجان بعد العرض الأول لفيلمها الروائي الشهير «سيدة البحر» عام 2019 على جزيرة ليدو التي تستضيف هذا الحدث.

كما يُعرض فيلم «نجوم الأمل والألم» للمخرج اللبناني سيريل عريس، وهو عمل درامي جرى تطويره بدعم من معامل البحر الأحمر وصندوق البحر الأحمر وسوق البحر الأحمر.

ويشارك أيضًا في «أسبوع النقّاد» فيلم «رقية» للمخرج الجزائري ينيس كوسيم، وفيلم «ملكة القطن» للمخرجة السودانية سوزانا ميرغني، حيث يقدمان سرديات تكشف عن أبعاد الهوية العربية وتحولاتها المعاصرة. وتكتمل القائمة مع فيلم «ذاكرة الأميرة مومبي» للمخرج داميان هاوزر، المدعوم من صندوق البحر الأحمر وسوق البحر الأحمر، والذي اختير للعرض في «أيام المؤلفين»، والذي يستحضر قضايا الإرث والذاكرة.

وفي هذا السياق، عبّر فيصل بالطيور، الرئيس التنفيذي لمؤسسة البحر الأحمر السينمائي، عن فخره قائلًا: «تعتز أسرة المؤسسة بحضور خمسة من أفلامها المدعومة عبر برامجها السنوية، معامل البحر الأحمر، وسوق البحر الأحمر، وصندوق البحر الأحمر؛ ضمن أقسام متعددة من مهرجان البندقية السينمائي العريق. ويُعد هذا التكريم إقرارًا بفضل صنّاع الأفلام ذوي الرؤى الإبداعية الذين حظينا بشرف التعاون معهم. هذا إلى جانب اختيار مشروعين إضافيّين ضمن أبرز برامج الصناعة في مهرجان البندقية، مما يعكس عمق الشراكة وقوة الحضور الذي رسخته المؤسسة. لقد ظل مهرجان البندقية رمزًا للتميّز الفني، ويسعدنا أن نكون جزءًا من إرثه هذا العام عبر إبراز أصواتٍ سينمائيةٍ من المملكة العربية السعودية، والعالم العربي، وإفريقيا وآسيا، وذلك بالتزامن مع احتفال مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بذكراه الخامسة».

وإلى جانب العروض الرسمية، سيكون للمؤسسة حضور في البرامج المتخصصة للمهرجان. فقد اُختير فيلم «طرفاية» للمخرجة المغربية الفرنسية صوفيا علوي، الذي طُوّر في «لودج معامل البحر الأحمر 2024»، للمشاركة في «سوق التمويل التكميلي» (Gap Financing Market). وفي الوقت ذاته، يواصل فيلم «ماي سيمبا» للمخرج هوغو سلفاتيرا، الذي عُرض لأول مرة في سوق البحر الأحمر 2023، مسيرته في برنامج «فاينال كت». ويوفّر هذا البرنامج، الذي تشارك المؤسسة فيه كشريك، فرصة لعرض أفلام لا تزال في مرحلة الإنتاج أمام محترفي السينما العالميين، بهدف تسهيل الوصول إلى خدمات ما بعد الإنتاج وأسواق التوزيع. وتواصل المؤسسة شراكتها مع البرنامج للسنة الرابعة على التوالي، حيث تمنح جائزة نقدية لدعم أحد الأفلام في مرحلة ما بعد الإنتاج.

وعلى مدار الدورات الماضية، قدّم مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي أكثر من 520 فيلمًا من 85 دولة، وسلّط الضوء على أكثر من 130 فيلمًا سعوديّا.

ومن المقرر أن تُقام الدورة المقبلة لمهرجان البحر الأحمر في الفترة من 4 إلى 13 ديسمبر 2025 في قلب مدينة جدة التاريخية (البلد).

 

####

 

ليبيا تعود بعد غياب والمخرجات يتصدرن المشهد العربي في فينيسيا 82

فاصلة

تبدأ الدورة الثانية والثمانين من مهرجان فينيسيا هذا العام بوجود عربي لافت، إذ تعود دول غابت عن المهرجان سنوات طالت، وتستمر المخرجات العربيات في تألقهن وحضورهن في المهرجانات الكبرى، ليقدن الحضور العربي في فينيسيا هذا العام

تتواصل دورة هذا العام بين يومي السابع والعشرين من أغسطس والسادس من سبتمبر المقبل، ويعرض خلالها أفلام عربية تتنوع بين الروائي والوثائقي، الطويل منهما والقصير، محمّلة جميعها بأسئلة طالما ألحت على المخرجات العربيات حول الهوية والذاكرة والحرية

كوثر بن هنية.. «صوت هند رجب» في المسابقة الرسمية

مثلت جريمة قتل الطفلة الفلسطينية هند رجب في قطاع غزة، واحدة من أكثر الجرائم التي تشهدها الحرب الحالية على قطاع غزة إيلامًا. صُدم العالم كله ببشاعة جريمة اغتيال طفلة لا يتخطى عمرها ستة أعوام بين جثامين أسرتها في سيارة كانت تقلهم نحو ما ظنوه النجاة. مكالمتها التي ترجو فيها ألَّا تترك وحدها أدمت قلوب العالم بأسره، وتوقفت عندها المخرجة التونسية المخضرمة كوثر بن هنية، لتصنع فيلمًا عنها بعنوان «صوت هند رجب»، هو الفيلم العربي الوحيد في المسابقة الرسمية هذا العام. ممثلا واحدًا من أقوى المشاركات العربية في الدورة الحالية

كوثر بن هنية اختارت أن تبني فيلمها على التسجيل الصوتي الأصلي للمكالمة، واستعانت بشهادات والدة هند، وعدد من المسعفين والناجين، ونسجت من خلالها سردًا بصريًا يتناول ما وصفته المخرجة بـ”اللا مرئي في هذه التجربة” من خوف وترقب وصمت وخذلان.

 وتقول بن هنية عن الفيلم: “في قلب هذا الفيلم شيء بسيط جدًا وصعب جدًا أن نحتمله: لا أستطيع تقبّل عالم ينادي فيه طفل طلبًا للمساعدة ولا يجيبه أحد. السينما تحفظ الذاكرة، وتقاوم النسيان. فلنسمع صوت هند رجب”.

يضم طاقم التمثيل سجى كيلاني، معتز ملحيس، كلارا خوري، وعامر حليحل. والفيلم من إنتاج تونسي مشترك مع شركاء دوليين وعرب، من بينهم MBC Studios.

 كوثر بن هنية ليست غريبة على فينيسيا، إذ سبق أن فاز فيلمها «الرجل الذي باع ظهره» بجائزتين في الدورته 77. كما حصد آخر أفلامها «بنات ألفة»، جائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان جوثام الدولي، ورُشّح رسميًا لجوائز الأوسكار 96 ضمن فئتي أفضل فيلم وثائقي وأفضل فيلم دولي، بجانب مشاركته في مهرجان كان السينمائي.

شهد أمين.. «هِجرة» سعودية

بعد ست سنوات من مشاركة فيلمها الأول «سيدة البحر» في فينيسيا، تعود المخرجة السعودية شهد أمين إلى المهرجان مرة أخرى بفيلمها الجديد «هِجرة» الذي يشارك ضمن قسم «دائرة الضوء Venice Spotlight». 

يروي الفيلم قصة جدة تنطلق في رحلة من جنوب السعودية إلى مكة برفقة حفيدتيها، قبل أن تفقد إحداهما في حادث غامض، مما يدفعها لخوض رحلة عكسية بحثًا عن الطفلة. وخلال رحلتها تلك تنكشف أسرار عائلية وصراعات نفسية ممتدة.

الفيلم يلامس قضايا فقدان الذات والانتماء، كما يعكس تنوع المملكة الجغرافي والبشري من خلال تصويره في ثماني مدن سعودية.\

يشارك في بطولته خيرية نظمي، لمار فدان، ونواف الظفيري، ويظهر براء عالم في دور ثانوي. الفيلم إنتاج مشترك بين عدد من الشركات السعودية والعربية والعالمية، بدعم من فيلم العلا وهيئة الأفلام، ومهرجان البحر الأحمر السينمائي، ونيوم.

شهد أمين خاضت تجربتها الأولى في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي عام 2019، حين قدمت فيلمها الروائي الطويل الأول «سيدة البحر» ضمن برنامج أسبوع النقاد. ولاقى العمل وقتئذ إشادة نقدية واسعة، وتُوِّج بجائزة نادي فيرونا السينمائي لأكثر الأفلام إبداعًا، قبل أن يواصل رحلته المتميزة ويحصد جوائز من مهرجانات سينمائية مرموقة مثل قرطاج والرباط وسنغافورة.

مسيرة شهد الإخراجية بدأت بعدد من الأفلام القصيرة التي لفتت الانتباه إلى صوتها السينمائي الخاص، من بينها «موسيقانا» و«نافذة ليلى». لكن فيلمها القصير الأبرز كان «حورية وعين» الذي نال استحسانًا واسعًا وتوّج بعدة جوائز في مهرجانات دولية، منها أبوظبي وتورونتو وستوكهولم، بالإضافة إلى جائزة «النخلة الفضية» من مهرجان أفلام السعودية.

جيهان الكيخيا.. «بابا والقذافي» يكسر سنوات الغياب الليبي

خارج المسابقات، تعود ليبيا إلى فينيسيا بعد ثلاثة عشر عامًا من الغياب، عبر فيلم وثائقي يعتمد على التجربة الذاتية، بعنوان «بابا والقذافي» للمخرجة الليبية جيهان الكيخيا.

الفيلم، الذي يُعرض لأول مرة عالميًا، هو رحلة ذاتية تبحث فيها منصور المقيمة بين كندا والولايات المتحدة، عن والدها المعارض الليبي البارز منصور رشيد الكيخيا، وزير الخارجية الأسبق، الذي اختفى في القاهرة عام 1993، وظهر لاحقًا مقتولًا في ليبيا بعد سنوات من الاختفاء.

تسعى المخرجة من خلال الفيلم إلى ملء الفراغ الذي تركه والدها في حياتها الشخصية، وتعيد بناء صورته من خلال ذاكرة والدتها، ولقاءات مع شخصيات عاصرته، وأرشيف محلي ودولي

يمثل الفيلم أولى تجارب جيهان الإخراجية، وهي باحثة وناشطة في قضايا حقوق الإنسان والهوية، درست الفلسفة والقانون الدولي، وتملك خلفية في التربية الفنية.

مريم توزاني.. «شارع مالقا» يواصل التجريب الشخصي

تعود المخرجة المغربية مريم توزاني إلى فينيسيا للمرة الثالثة بفيلمها الجديد «شارع مالقا Calle Malaga»، الذي يُعرض ضمن قسم «دائرة الضوء Venice Spotlight». الفيلم من إنتاج نبيل عيوش، ويضم في بطولته الممثلة الإسبانية كارمن مورا. وتواصل من خلاله توزاني استكشاف العلاقات الإنسانية المعقدة والتجارب العاطفية الداخلية بلغة سينمائية شاعرية، كما في فيلميها السابقين «آدم» و«القفطان الأزرق».

وضعت توزاني بصمتها الخاصة عالميًا بتجارب نجحت في لفت الأنظار إليها في كبرى المهرجانات، حيث حصد فيلمها «القفطان الأزرق» إشادات نقدية واسعة منذ عرضه الدولي الأول ضمن قسم «نظرة ما» في الدورة الـ75 من مهرجان «كانّ» عام 2022. كما نال جائزة الاتحاد الدولي للنقاد (فيبريسي). وتوّج لاحقًا بجائزة لجنة التحكيم في الدورة الـ19 من «المهرجان الدولي للفيلم بمراكش» ونجح في الوصول إلى القائمة الطويلة لترشيحات جائزة الأوسكار لأفضل فيلم دولي. وقبله حقق فيلمها الأول «آدم» عام 2019 نجاحًا شبيهًا، لتثبت نفسها واحدةً من أهم الأصوات السينمائية العربية.

سوزانا ميرغني.. «ملكة القطن» والذاكرة السودانية

تشارك المخرجة السودانية سوزانا ميرغني في قسم «أسبوع النقاد» بفيلمها الروائي الطويل الأول «ملكة القطن»، بعد أن حازت اهتمامًا عالميًا من خلال فيلمها القصير «الست». 

الفيلم الجديد يتناول حكاية فتاة مراهقة تعيش وسط مزارع القطن وتواجه صراعًا صامتًا مع السلطة الأبوية، والإرث الطبقي، وتحولات الأرض.

يمزج العمل بين الرمزية والتجريب البصري، ويُعد مساهمة نوعية في السينما السودانية التي تشهد صحوة بارزة خلال الأعوام الأخيرة. الفيلم مدعوم من صندوق البحر الأحمر، ومؤسسة الدوحة للأفلام.

يانيس كوسيم.. «رقية» يجمع بين الرعب والذاكرة الجزائرية

وفي “أسبوع النقاد” أيضًا، يشارك المخرج الجزائري يانيس كوسيم بفيلم «رقية»، الذي يغوص في أجواء الرعب النفسي، ويتناول قصة شابة تعود إلى منزل أسرتها في الجزائر خلال حقبة التسعينيات، لتجد نفسها محاصرة بقوى غامضة تستحضر مآسي الحرب والذاكرة.

الفيلم مدعوم من صندوق البحر الأحمر، ومؤسسة الدوحة للأفلام.

سعيد زاغة.. «مهدد بالانقراض» من فلسطين إلى آفاق

في قسم «آفاق» للأفلام القصيرة، يُعرض فيلم «مهدد بالانقراض» للمخرج الفلسطيني سعيد زاغة، والذي يعرف أيضًا باسم «ذئاب».

صُوّر الفيلم بين الأردن وفلسطين بدعم إنتاجي من فرنسا والمملكة المتحدة. وهو من بطولة ماريا زريق، علي سليمان، يمنى مروان، جمال مري، وإسلام العوضي. وتدور أحداثه خلال ليلة واحدة، في دراما مكثفة محتشدة بالتوتر، تتقاطع فيها مصائر شخصيات عربية داخل بيئة غامضة مشبعة بالقلق النفسي القابل للانفجار.

سيريل عريس.. «نجوم الأمل والألم» حكاية عن تحولات لبنان

يشارك المخرج اللبناني سيريل عريس في فينيسيا هذا العام بفيلمه الروائي الجديد «نجوم الأمل والألم»، الذي يُعرض ضمن فعاليات «أيام المؤلفين». 

الفيلم إنتاج مشترك بين لبنان والولايات المتحدة، وألمانيا، والسعودية وقطر، وتمتد حداثه على مدار ثلاثة عقود من تاريخ بيروت، عبر قصة حب تواجه تقلبات الزمن، والحروب، والانهيارات، في انعكاس لحالة التمزق والمقاومة في الواقع اللبناني الحديث.

الفيلم من بطولة مونيا عقل، حسن عقيل، كميل سلامة، جوليا قصار، تينو كرم، ونادين شلهوب. ومدعوم من صندوق البحر الأحمر، ومؤسسة الدوحة للأفلام.

لانا ضاهر.. «هدوء نسبي» واستعادة الذاكرة اللبنانية

الفيلم الثاني من لبنان للمخرجة لانا ضاهر التي تحضر إلى فينيسيا بفيلمها الوثائقي «هدوء نسبي» الذي يعرض أيضًا في قسم “أيام المؤلفين”.

الفيلم هو عمل أرشيفي مركب، يستعيد سبعة عقود من الذاكرة السمعية والبصرية اللبنانية، من خلال مقاطع مأخوذة من السينما، والتلفزيون، والأفلام المنزلية، وبعض إنتاجات الثقافة الشعبية.

يوظف الفيلم الأرشيف كمادة فنية وتأملية، في محاولة لرصد المزاج اللبناني العام المتقلب بين الفرح والحزن، في ظل غياب سردية وطنية رسمية. يقدّم «هدوء نسبي» تجربة بصرية وصوتية تحتفي بالفعل الإبداعي كوسيلة مقاومة، وبدعم من مؤسسات عربية ودولية، بينها معهد الدوحة للأفلام، الجزيرة الوثائقية، الصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق)، وصندوق الفيلم اللبناني.

 

موقع "فاصلة" السعودي في

26.08.2025

 
 
 
 
 

نجوم عالميون يزينون السجادة الحمراء

غدا انطلاق الدورة 82 لمهرجان البندقية السينمائي

طارق البحار:

تنطلق غدا فعاليات الدورة 82 لمهرجان البندقية السينمائي الدولي، والتي تستضيفها جزيرة ليدو من 27 أغسطس إلى 6 سبتمبر.

يشهد برنامج المسابقة الرئيسي هذا العام منافسة قوية بخمسة أفلام إيطالية، وهي: "Grace" للمخرج باولو سورينتينو، و"Elisa" لليوناردو دي كوستانزو، و"Duse" لبيترو مارتشيلو، و"Bravo Bene!" لفرانكو ماريسكو، و"Below The Clouds" لجيانفرانكو روسي. كما ينتظر الجمهور بفارغ الصبر فيلم "Jay Kelly" للمخرج نوا بومباك، الذي تم تصوير جزء منه في إيطاليا، وبطولة النجمين جورج كلوني وآدم ساندلر.

بالإضافة إلى المسابقة الرئيسية، يقدم المهرجان برنامج "Fuori Concorso" الغني، والذي يضم أفلامًا روائية ووثائقية، وعروضًا خاصة للسينما والموسيقى، بالإضافة إلى مسلسلات وأفلام قصيرة. ومن أبرز الأعمال المنتظرة في هذا القسم: "My Tennis Maestro" لأندريا دي ستيفانو، و"Orfeo" لفيرجيليو فيلوريسي، و"The Holy Boy" لباولو ستريبولي.

ويحتفي قسم "Orizzonti" مرة أخرى بالأصوات السينمائية الجديدة، ويعرض أعمالاً مميزة مثل "The Kidnapping of Arabella" لكارولينا كافالي، و"Un Anno Di Scuola" للورا ساماني.

تستعد السجادة الحمراء لاستقبال كوكبة من النجوم العالميين، حيث تحضر جوليا روبرتس مع فيلم لوكا غواداغنينو "After the Hunt"، وينضم جورج كلوني إلى فريق عمل "Jay Kelly"، بينما يتصدر آدم درايفر وكيت بلانشيت فيلم جيم جارموش "Father Mother Sister Brother"

 

####

 

غال غادوت تغيب عن مهرجان البندقية السينمائي

طارق البحار:

لن تحضر الممثلة غال غادوت مهرجان البندقية السينمائي بعد مطالبة مجموعة "Venice4Palestine" بإلغاء دعوتها.

طالبت المجموعة بإلغاء دعوة الممثلين الذين اتهمتهم بتقديم تصريحات علنية تدعم الحكومة الإسرائيلية.

ويأتي الإعلان عن غياب غادوت في ظل توقيع 1500 محترف سينمائي إيطالي -من بينهم مخرجون وممثلون وفنانون أعضاء في المجموعة- على رسالة مفتوحة في نهاية الأسبوع الماضي، دعوا فيها إدارة المهرجان إلى اتخاذ موقف واضح بشأن الصراع في الشرق الأوسط.

 

####

 

بخمسة أفلام مدعومة

مؤسسة البحر الأحمر السينمائي تتألق في مهرجان البندقية

البلاد/ مسافات

تعود مؤسسة البحر الأحمر السينمائي هذا العام إلى مهرجان البندقية السينمائي الدولي بمجموعة قوية من الأفلام والأنشطة المتخصصة، مؤكدةً على دورها كمنصة رائدة لدعم الأصوات السينمائية الصاعدة من المملكة العربية السعودية، والعالم العربي، وقارتي إفريقيا وآسيا.

ومن أبرز المشاركات فيلم "هجرة" للمخرجة السعودية شهد أمين التي رسّخت مكانتها كواحدة من أبرز الأصوات الصاعدة في المملكة، بفضل أسلوبها الشعري الفريد. ويحظى الفيلم بدعم من صندوق البحر الأحمر، ويُعرض ضمن برنامج "فينيسيا سبوتلايت"، "ليشكّل عودتها إلى المهرجان بعد العرض الأول لفيلمها الروائي الشهير "سعَف" في العام 2019 على جزيرة ليدو التي تستضيف هذا الحدث.

ويُعرض كذلك فيلم "نجوم الأمل والألم" للمخرج اللبناني سيريل عريس، وهو عمل دراما جرى تطويره بدعم من معامل البحر الأحمر وصندوق البحر الأحمر وسوق البحر الأحمر. ويجسّد اختياره للعرض في أيام المؤلفين التزام المؤسسة بدعم الأصوات الإقليمية الصاعدة، منذ المراحل الأولى، وحتى وصولها إلى المنصات العالمية.

أما فيلم "رقية" للمخرج الجزائري ينيس كوسيم، وفيلم "ملكة القطن" للمخرجة السودانية سوزانا ميرغني، فيُعرضان ضمن برنامج أسبوع النقّاد المرموق، ليتم من خلالهما تقديم سرديات آسرة تحمل رسائل قوية، وتكشف عن أبعاد الهوية العربية وتحولاتها المعاصرة. وتكتمل القائمة مع فيلم "ذاكرة الأميرة مومبي" للمخرج داميان هاوزر، المدعوم من صندوق البحر الأحمر وسوق البحر الأحمر، حيث وقع الاختيار عليه لعرضه في أيام المؤلفين، ومن المنتظر أن يرفد المشهد السينمائي بصوت إفريقي مؤثر يستحضر قضايا الإرث والذاكرة.

من جانبه، كشف فيصل بالطيور، الرئيس التنفيذي لمؤسسة البحر الأحمر السينمائي، عن اعتزازه وفخره معلقًا: "تعتز أسرة المؤسسة بحضور خمسة من أفلامها المدعومة عبر برامجها السنوية، معامل البحر الأحمر، وسوق البحر الأحمر، وصندوق البحر الأحمر؛ ضمن أقسام متعددة من مهرجان البندقية السينمائي العريق.

ويُعد هذا التكريم إقرارًا بفضل صنّاع الأفلام ذوي الرؤى الإبداعية الذين حظينا بشرف التعاون معهم. هذا إلى جانب اختيار مشروعين إضافيّين ضمن أبرز برامج الصناعة في مهرجان البندقية، مما يعكس عمق الشراكة وقوة الحضور الذي رسخته المؤسسة. لقد ظل مهرجان البندقية رمزًا للتميّز الفني، ويسعدنا أن نكون جزءًا من إرثه هذا العام عبر إبراز أصواتٍ سينمائيةٍ من المملكة العربية السعودية، والعالم العربي، وإفريقيا وآسيا، وذلك بالتزامن مع احتفال مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بذكراه الخامسة."

وإلى جانب العروض الرسمية، سيكون للمؤسسة حضورًا في البرامج المتخصصة للمهرجان. فقد اُخْتِير فيلم "طرفاية" للمخرجة المغربية الفرنسية صوفيا علوي، الذي طُوِّر في "لودج معامل البحر الأحمر 2024"، للمشاركة في "سوق التمويل التكميلي" Gap Financing Market. وفي الوقت ذاته، يواصل فيلم "ماي سيمبا" للمخرج هوغو سلفاتيرا الذي عُرض لأول مرة في سوق البحر الأحمر 2023، مسيرته في برنامج "فاينال كت". ويوفّر هذا البرنامج الذي تشارك المؤسسة فيه كشريك، فرصة لعرض أفلام لا تزال في مرحلة الإنتاج أمام محترفي السينما العالميين، بهدف تسهيل الوصول إلى خدمات ما بعد الإنتاج وأسواق التوزيع. وتواصل المؤسسة شراكتها مع البرنامج للسنة الرابعة على التوالي، حيث تمنح جائزة نقدية لدعم أحد الأفلام في مرحلة ما بعد الإنتاج.

على مدار الدورات الماضية؛ قدّم مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي أكثر من 520 فيلماً من 85 دولة، وسلّط الضوء على أكثر من 130 فيلماً سعودياً، مؤكداً دوره في رعاية الأصوات المحلية وتعزيز التبادل الثقافي العالمي. ومن المقرر أن تُقام الدورة المقبلة في الفترة من 4 إلى 13 ديسمبر 2025 في قلب مدينة جدة التاريخية (البلد).

 

البلاد البحرينية في

26.08.2025

 
 
 
 
 

كل ما تحتاج معرفته عن مهرجان البندقية السينمائي 2025

البندقية/ العربي الجديد

يتوجّه عدد من أبرز نجوم هوليوود إلى مدينة البندقية الإيطالية للمشاركة في الدورة الـ82 من مهرجان البندقية السينمائي الدولي (Venice Film Festival)، الذي ينطلق يوم الأربعاء.

ما هو مهرجان البندقية السينمائي الدولي؟

يُعدّ واحداً من أعرق المهرجانات السينمائية في العالم، لا يسبقه من حيث الأهمية سوى مهرجان كان (Cannes)، وهو أيضاً الأقدم تاريخياً. يشتهر المهرجان بجمع أبرز الأعمال السينمائية العالمية، كما يُعتبر محطة رئيسية في سباق جوائز الأوسكار.

أُسّس المهرجان عام 1932 بواسطة "لا بينالي دي فينيسيا (La Biennale di Venezia)"، وكان حينها غير تنافسي، وعرض أفلاماً مثل "غراند هوتيل" (Grand Hotel) و"إت هابند ون نايت" (It Happened One Night). وبحلول عام 1935 تقرر تنظيمه سنوياً. لكن الشكوك حول خضوعه للتأثيرات الفاشية بعد دورة 1938 دفعت إلى تأسيس مهرجان كان (Cannes) بديلا.

أما جائزة "غولدن لايون" (Golden Lion) بشكلها الحالي، فلم تُقدَّم إلا عام 1949، وفاز بها فيلم "راشومون" (Rashômon) في 1951. ومن أبرز الفائزين عبر التاريخ: "بيل دو جور" (Belle de Jour) (1967)، "أو ريفوار ليز أونفان" (Au revoir les enfants) (1987)، "بروكباك ماونتن" (Brokeback Mountain) (2005)، "ساموير" (Somewhere) (2010)، "بور ثينغز" (Poor Things) (2023)، و"ذا روم نيكست دور" (The Room Next Door) العام الماضي.

متى يُقام المهرجان؟

ينطلق مهرجان البندقية السينمائي يوم الأربعاء ويستمر حتى السادس من سبتمبر/أيلول، حيث ستُعلن الجوائز. فيلم الافتتاح هو "لا غراتسيا" (La Grazia) للمخرج باولو سورينتينو.

من سيحضر هذا العام؟

من المتوقع أن يتألق على السجادة الحمراء كل منجوليا روبرتس، جورج كلوني، إيما ستون، دواين جونسون، آدم ساندلر  وإدريس إلبا. وتُعد هذه المشاركة الأولى لكل من روبرتس، التي تلعب دور البطولة في الدراما "آفتر ذا هانت" (After the Hunt) المستوحاة من حركة "مي تو" (#MeToo)، وجونسون الذي تحوّل جسدياً لتجسيد شخصية مقاتل الفنون القتالية المختلطة مارك كير في فيلم "ذا سماشينغ ماشين" (The Smashing Machine).

ومن بين الأسماء الأخرى: أوسكار آيزاك، جاكوب إلوردي، جيسي بليمونز، كيت بلانشيت، آدم درايفر، أندرو غارفيلد، آيو إديبيري، بيل سكارسغارد، كولمان دومينغو، أماندا سيفريد، كالوم تيرنر وجود لو. كما سيُمنح هذا العام جائزة الإنجاز مدى الحياة لكل من نجمة فيلم "فيرتيغو" (Vertigo) كيم نوفاك والمخرج فيرنر هرتزوغ .

أبرز الأفلام المنتظرة

تعود "نتفليكس" (Netflix) بقوة بعد غياب عام، بثلاثة أعمال رئيسية في المسابقة الرسمية: "فرانكنشتاين" (Frankenstein) لغييرمو ديل تورو، والإثارة السياسية "إيه هاوس أوف دايناميت" (A House of Dynamite) لكاثرين بيغلو، والدراما الكوميدية "جاي كيلي" (Jay Kelly) لنوح بومباخ.

ومن الأفلام المتنافسة أيضاً: "ذا فويس أوف هند رجب" (The Voice of Hind Rajab) للمخرجة كوثر بن هنية، "بوغونيا" (Bugonia) ليوغوس لانثيموس مع إيما ستون، "ذا سماشينغ ماشين" (The Smashing Machine) لبيني سافدي، الفيلم الأنطولوجي "فاذر ماذر سيستر براذر" (Father Mother Sister Brother) لجيم جارموش، العمل الموسيقي "ذا تيستامنت أوف آن لي" (The Testament of Ann Lee) لمونا فاستفولد، "نو أذر تشويس" (No Other Choice) لبارك تشان-ووك، و"ذا ويزارد أوف ذا كريملن" (The Wizard of the Kremlin) لأوليفييه أساياس.

أما خارج المسابقة، فهناك ترقب لأعمال مثل: "آفتر ذا هانت" (After the Hunt) للوكا غوادانينو، "ديد مانز واير" (Dead Man’s Wire) لغاس فان سانت، "إن ذا هاند أوف دانتي" (In the Hand of Dante) لجوليان شنابل، وفيلم "مارك باي صوفيا" (Marc by Sofia) الوثائقي لصوفيا كوبولا عن المصمم مارك جاكوبس (Marc Jacobs).

كيف يرتبط المهرجان بالأوسكار؟

يرى مدير مهرجان البندقية السينمائي، ألبرتو باربيرا، أن علاقة البندقية بسباق "الأوسكار" ترسخت منذ عام 2012، حين استضاف المهرجان العرض الأول لفيلم "غرافيتي" (Gravity) الذي فاز بسبع جوائز أوسكار في مارس/آذار التالي، ومنذ ذلك الحين أصبح المهرجان منصة لإطلاق الحملات السينمائية. ومع اتساع الطابع الدولي لعضوية الأكاديمية، ازدادت أهمية المهرجان. فمنذ 2014، استضاف المهرجان أربعة أفلام فازت لاحقاً بجائزة أفضل فيلم: "بيردمان" (Birdman)، "سبوتلايت" (Spotlight)، "ذا شيب أوف ووتر" (The Shape of Water)، و"نومادلاند" (Nomadland).

وفي العام الماضي، ضم مهرجان البندقية أفلاماً حصدت لاحقاً جوائز أوسكار، منها "ذا بروتاليست" (The Brutalist) لبرادي كوربيت الذي فاز بثلاث جوائز بينها أفضل ممثل لأدريان برودي، وفيلم "آيم ستيل هير" (I’m Still Here) لوالتر ساليس الفائز بجائزة أفضل فيلم دولي، وفيلم التحريك القصير "إن ذا شادو أوف ذا سايبرس" (In the Shadow of the Cypress).

 

العربي الجديد اللندنية في

26.08.2025

 
 
 
 
 

الحرب في غزة تهيمن على مهرجان فينيسيا السينمائي

مهرجانات أجنبية

من المتوقع أن تتصدر الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة جدول أعمال الدورة الـ82 من مهرجان فينيسيا السينمائي بعد أن أعلنت مئات المجموعات السياسية والشعبية المحلية يوم الاثنين انضمامها إلى مسيرة احتجاجية على معاملة إسرائيل للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، ستسير في شارع سانتا ماريا إليزابيثا الرئيسي في جزيرة الليدو حيث يقام المهرجان العريق- يوم 30 أغسطس.

وقالت هذه المجموعات في بيان: “في الوقت الذي تتجه فيه أنظار العالم نحو فينيسيا ومهرجان الفيلم، من واجبنا إيصال أصوات كل من يشعر بالغضب والتمرد: فلنُسلّط الضوء على فلسطين في المهرجان”.

وأضاف البيان: ” إن الإبادة الجماعية ظاهرة للعيان. الجيش الإسرائيلي في غزة يرتكب مجازر بحق المدنيين الفلسطينيين، ويستهدف المستشفيات ومخيمات اللاجئين ونقاط توزيع الغذاء والماء والمدارس والجامعات والكنائس والمساجد”.

إن حرمان إسرائيل للفلسطينيين من المساعدات الإنسانية والماء والغذاء هو استراتيجية إبادة جماعية، تُنفذ بتواطؤ من حكومات الولايات المتحدة والحكومات الأوروبية، بما فيها الحكومة الإيطالية، التي تواصل دعم إسرائيل اقتصاديًا وسياسيًا ودبلوماسيًا، وتواصل توريد الأسلحة والحفاظ على الاتفاقيات التجارية”.

ينطلق مهرجان فينيسيا السينمائي في 27 أغسطس، قبل ستة أسابيع من الذكرى السنوية الثانية لهجمات حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، والتي أسفرت عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة.

وقد لقي ما لا يقل عن 61 ألف شخص يعيشون في قطاع غزة حتفهم في الحملة العسكرية الإسرائيلية اللاحقة التي تهدف إلى القضاء على حماس واستعادة الرهائن.

وأعلنت منظمة الأمم المتحدة لمراقبة الجوع، التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، الأسبوع الماضي أن 500 ألف شخص في قطاع غزة يواجهون رسميًا مجاعة “من صنع الإنسان”، مع توقع معاناة 132 ألف طفل على الأقل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد. وقالت إسرائيل إن اتهامات الإبادة الجماعية “لا أساس لها” لأن البلاد لا تتصرف “بقصد”.

وردّت منظمتا بتسيلم وأطباء لحقوق الإنسان، الرائدتان في مجال حقوق الإنسان ومقرهما إسرائيل، على هذا الادعاء، فقالتا إن إسرائيل تشن “هجومًا واضحًا ومتعمدًا على المدنيين بهدف تدمير جماعة”.

يأتي إعلان يوم الاثنين عقب رسالة مفتوحة وُقّعت خلال عطلة نهاية الأسبوع من قِبل مئات من محترفي السينما الإيطاليين، تجمعوا تحت لواء “فينيسيا من أجل فلسطين” (V4P). ودعت المنظمتان مهرجان فينيسيا السينمائي، وهيئته الأم، البينالي، والأقسام الموازية المستقلة مثل “أيام فينيسيا” وأسبوع النقاد الدولي، إلى “أن يكونوا أكثر شجاعة ووضوحًا في إدانة الإبادة الجماعية المستمرة في غزة والتطهير العرقي في جميع أنحاء فلسطين الذي تنفذه الحكومة والجيش الإسرائيلي”.

كما أدان البيان مقتل ما يقرب من 250 إعلاميًا فلسطينيًا منذ بدء الحملة العسكرية الإسرائيلية، بالإضافة إلى الاعتداءات على الصحفيين في الضفة الغربية. تزامن بيان يوم الاثنين الصادر عن هيئات فينيتو الشعبية مع مقتل أربعة صحفيين آخرين في غزة في وقت سابق من اليوم.

وردّ كلٌّ من البينالي ومهرجان فينيسيا السينمائي على الرسالة في بيان مكتوب، قائلين إنهما كانا طوال تاريخهما “مكانين للنقاش المفتوح والحساسية فيما يتعلق بجميع القضايا الأكثر إلحاحًا التي تواجه المجتمع والعالم”. وأشار المهرجان إلى اختياره للمسابقة الرئيسية هذا العام فيلم “صوت هند رجب” للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، والذي يتناول مقتل فتاة تبلغ من العمر ست سنوات أثناء فرار عائلتها من مدينة غزة في يناير 2024، بالإضافة إلى فيلم “عن الكلاب والرجال” للمخرج الإسرائيلي داني روزنبرغ، الذي يصور عواقب 7 أكتوبر 2023، لعرضه في شريط “أوريزونتي” الجانبي في عام 2024.

وفي بيان لاحق، قالت منظمة V4P إنها “رحبت بحرارة” برسائل التضامن من تظاهرتي “أيام فينيسيا” و”أسبوع النقاد”، لكنها “شعرت بخيبة أمل من رد” البينالي ومهرجان فينيسيا السينمائي، قائلةً إنه فشل في معالجة جوهر رسالتهما. وقد تجاوز عدد التوقيعات على رسالتنا المفتوحة 1500 توقيع في غضون أيام قليلة: من نوادي السينما والمهرجانات والجمعيات المهنية والنقابات والمنظمات الثقافية، بالإضافة إلى المخرجين والممثلين وكتاب السيناريو وجميع العاملين في مختلف قطاعات السينما والفن والثقافة والتعليم والإعلام. جزء كبير ومتداخل من صناعتنا. إذا استغرق الأمر بضع ساعات فقط لجمع هذا العدد الكبير، فهذا يعني أن السينما الإيطالية قد اختارت أخيرًا الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني – الذي تعرض للهجوم والمجازر لعقود – ولم تعد تعترف بأنصاف الكلمات والحياد الزائف.. ومع ذلك، فإن البيان الرسمي للبينالي لا يزال يتجاهل فلسطين والإبادة الجماعية المستمرة، ودولة إسرائيل التي ترتكبها. وإذا أراد البينالي حقًا أن يكون “مكانًا للحوار المفتوح والحساس، فإن هذا الفضاء يجب أن يكون في المقام الأول فضاءً للحقيقة”.

وأضافت المجموعة أنها تُقدّر اختيار أفلام مثل “صوت هند رجب” للمسابقة، لكنها تساءلت عن سبب مشاركة النجمين جيرارد بتلر وغال غادوت، داعيةً إلى سحب الدعوات.

ويظهر الممثلان في فيلم جوليان شنابل “في يد دانتي”، إلى جانب أوسكار إسحاق، وآل باتشينو، وجون مالكوفيتش، ومارتن سكورسيزي، وجيسون موموا، ولويس كانسيلمي، وفرانكو نيرو، والذي يُعرض عالميًا لأول مرة في فينيسيا هذا العام.

ومع ذلك، صرّح ممثل عن غادوت لموقع “ديدلاين” أن الممثلة “لم تتمكن قط من حضور مهرجان فينيسيا السينمائي، ولم يُؤكد حضورها”. وانتقدت الممثلة الإسرائيلية غادوت حماس ودعمت الرهائن الإسرائيليين، لكنها دعت أيضًا إلى حل دبلوماسي للصراع بين غزة وإسرائيل، وأعربت عن موقف مناهض للحرب. بعد أن تعرضت لانتقادات طويلة من قبل الجماعات المؤيدة للفلسطينيين، وهاجمتها أيضًا وسائل الإعلام اليمينية الإسرائيلية في يوليو بسبب دعوتها لإنهاء الحرب في غزة خلال خطاب قبولها جائزة فخرية في مهرجان القدس السينمائي.

أما الممثل بتلر فقد لفت الأنظار سابقًا لحضوره حفلًا خيريًا لجمعية أصدقاء المنطقة الغربية لجيش الدفاع الإسرائيلي في لوس أنجلوس عام ٢٠١٨، والذي جمع ٦٠ مليون دولار لبرامج الجيش الإسرائيلي، لكنه لم يُعلّق علنًا على الأحداث في إسرائيل وغزة عقب أحداث السابع من أكتوبر.

 

موقع "عين على السينما" في

26.08.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004