كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

محمد خان... عاشق المدن

أسامة فاروق

عن رحيل

محمد خان..

ملك الشخصيات والتفاصيل الصغيرة

   
 
 
 
 

"كلما اقترب قطار العمر من المحطة الأخيرة، كلما ظهرت معالم التوجسات وإعادة الحسابات وتحولت الرحلة إلى رحلة ذكريات مارة بأحداث ولحظات وشخصيات وتجارب وتساؤلات، وفى حالتي بالطبع تتطرق لأفلام ربما في حاجة إلى إعادة تقييمها على الرغم من أنها أصبحت بمثابة هويتي الشخصية".

محمد خان

توقف قطار خان، وانتهت رحلته فجأة وبلا مقدمات، رحيل مفاجئ يشبه صاحبه في عفويته ونزقه، خسارة كبيرة للسينما برحيل واحد من أعمدتها الرئيسة، وخسارة للإنسانية التي فقدت أحد محبي الحياة وعشاقها الكبار.

وقع محمد خان في غرام القاهرة وأصبحت شوارعها وميادينها وتحركات سكانها إلهاما للسينما التي طمح إلى تقديمها. لكن رحلته مع هذا العالم بدأت في بيروت، التي وصلها على متن باخرة إيطالية في يوم ماطر، حاملاً قلباً يخفق ورؤية ضبابية لمستقبل مجهول. وقتها، كان قد استقال من لجنة القراءة والسيناريو بالشركة العامة للإنتاج السينمائي التي كان يرأسها المخرج صلاح أبو سيف، تنازل خان عن راتب العشرين جنيهاً وكان قد بلغ الثانية والعشرين من عمره، اعتبر بعضهم قراره طائشا وقتها، لكنها ملامح شخصية خان التي لم تتغير حتى رحيله المؤلم فجر اليوم.

بيروت كانت أولى مغامرات خان مع السينما والمدن، بدأها كمساعد مخرج في فيلم "الليالي الحلوة" مع المخرج جمال فارس، ثم "الرهينة" مع يوسف معلوف، و"إنتربول فى بيروت" إخراج كوستانوف، و"مغامرات فلفلة" إخراج فاروق عجرمة، لكنها لم تكن السينما التي يطمح إليها ويحلم بتقديمها، فوصفها بعد فترة طويلة بـ"سينما التسالي". كانت مجرد سينما فارغة من أي أحلام ومرصعة بالتفاهات، بينما التسلية الحقيقية وجدها خان في قزقزة اللب وتقشير الفستق ومغازلة فتيات بيروت الجميلات.

كانت بيروت في مرحلة نقاهة من الحرب وقت وصلها خان، يصفها وقت وصوله فيقول إن الصليب أو الهلال أصبح إعلاناً لهوية كل لبناني إما لتزيين سيارته أو كقلادة على صدره، ولم يكن مستبعداً وجود مسدس في "تابلوه" كل سيارة. هذا التوتر ما بعد بركان التعصب الديني، سينفجر مرة أخرى بعد سنوات، لكن سنوات الهدوء بعد العاصفة ظلت منتعشة، فنياً على الأقل، حتى اعتبرها خان جنة لعشاق السينما: "ساحة البرج محاطة بالسينمات، ريفولي على رأسها، وأمبير وسيتي بالاس، ودنيا، ومتروبول، وأوبرا، وراديو سيتي، وروكسي، وستاركو، وبيجال، والجندول، وأحدثها بيبلوس، كلها للعروض الأولى، غير سينمات عرض فيلمين في نفس الوقت كعروض ثانية، حوالي عشرين دار عرض في محيط واحد".

ترك خان القاهرة المتوترة فوجد بيروت أكثر توتراً. التوتر كان سمة عامة للمنطقة في تلك الفترة. عاش خان في بيروت من 1964 وحتى 1966. سنتان من الاكتشاف والتسكع والانطلاق، لكن الأهم كان اكتشافه لنوع السينما التي يريد والتي لم تكن لها أي علاقة بالأفلام الأربعة التي شارك فيها.

عاد خان إلى بيروت مجدداً كزائر، قبل أعوام، لكنه وجد بيروت أخرى غير التي قضى فيها سنتين من أهم مراحل عمره: "شارع الحمرا لا يزال يعتنق اسمه، لكن كافيهاته المتعددة والممتدة للأرصفة وذات النكهة الأوروبية تحولت إلى أفرع لمنشآت عالمية من دون خصوصية البلد الذي توجد فيه".

أفزع خان التحول الكبير الذي طاول المدينة، اختفى الكثير من السينمات، وتجمعت الشاشات في المولات، وتحولت شواطئ بيروت إلى حمامات سباحة، تذكر كيف كان يسبح حراً في بحر الروشة بجوار صخرتها الشهيرة، مراقبا قرص الشمس يغوص في بحرها. وهو التحول نفسه الذي أصاب الإسكندرية، إحدى المدن الأثيرة عند خان، المدينة التي عرفها منفتحة على العالم بلا عقد، لا تفرق بين الأجناس أو الأديان، "إسكندرية تطل على الدنيا بلا خجل" حفرت في ذهنه منذ رحلات الطفولة حيث كان يقضى بها أيام الصيف وحيداً مع أمه، يتركهما الوالد ليباشر أعماله في القاهرة. علمته أمه السباحة، وعلمته المدينة الانفتاح على الدنيا، ورصد خان كعادته، التحول الذي أصابها من خلال السينما، حيث يرى أن السينما المصرية قدمت صورة عفوية وصادقه عن الإسكندرية مهما كان القالب الذي احتوته. فالإسكندرية كانت، في فترة وجيزة من تاريخها، قلب صناعة السينما قبل أن تختطفها القاهرة. وفي أفلامه، كما رأى الناقد محمد المصري، تكون دائماً مقابلة للقاهرة، أثرها في سكانها ليس عنيفاً ولا قاسياً، بل على العكس، تبدو رمزاً لدفعهم للأمام، وهى رؤية منبعها ربما قاهرية خان الشديدة وبالتالي فالخروج منها دائماً يكون لمكان أفضل.

يقول خان دائما إنه ابن القاهرة "وسط البلد" بالتحديد، ولد في غمرة 1942، ودرس في حدائق القبة، نشأ وتسكع في أرض شريف بالعتبة ومصر الجديدة والمعادي، المدينة بأكملها كانت الوعاء الذي استقى منه خان مشاهد أفلامه، وأحلامه التي حاول تحقيقها على الشاشة، فقلب المدينة كان دائماً مصدر إلهام للشخصيات التي هي نقطة انطلاق كل فيلم. لذا فأغلب أفلام خان وبيوت أبطاله تكون في وسط البلد لأنه وببساطة يصوّر في أماكن يعرفها.

مجدداً يرصد خان في أفلامه تحولات مدينة أخرى، مدينته الأثيرة هذه المرة. فبعد سنوات الدراسة في لندن والتجوال في العالم، عاد ليجد قاهرة أخرى غير التي ترك، مدينة مزدحمة تتلامس فيها الأكتاف على الأرصفة وتختنق شوارعها بالسيارات. إيقاع متسارع لاهث جديد على المدينة العتيقة الموغلة في القدم، هذا التحول لم يغب عن أفلامه. فكما رصد المصري أيضاً، القاهرة دائما تقتل في أفلام خان، هي مكان خطير في "ضربة شمس" تختطف في شوارعها زوجة المهندس أحمد وتغتصب، في "الثأر" ضاغطة جداً على علاقة "فارس" بـ"عصمت"، في "طائر على الطريق" مدينة قاسية

وربما لذلك فضل خان الخروج بفيلم "خرج ولم يعد" إلى الريف باعتباره الجنة، وكان الخروج من القاهرة هو القرار الأنسب. لم يكن صدفة أو نشازاً عما يعبّر عنه خان في أفلامه، بل مكمّلاً له، وهو ما استمر بعد ذلك في أفلامه التالية: صعوبة العيش والحياة على الهامش المنسي في "أحلام هند وكاميليا".. التفاوت الطبقي وتقزّم الطبقة الوسطى في "سوبر ماركت" وهي مدينة سوداوية للغاية في "فارس المدينة".

أخرج محمد خان حوالى 25 فيلماً، منها: ضربة شمس، الرغبة، الثأر، موعد على العشاء، الحريف، خرج ولم يعد، عودة مواطن، زوجة رجل مهم، أحلام هند وكاميليا، مستر كراتيه، يوم حار جداً، أيام السادات، كليفتي، بنات وسط البلد، في شقة مصر الجديدة، فتاة المصنع، وقبل زحمة الصيف.

أفلام أرّخت لمصر وتحولاتها، أفلام تصرخ بمصريتها وبمصرية صاحبها، ورغم ذلك ضنت عليه مصر بجنسيتها لمجرد أن والده باكستاني. وهذا فيلم سخيف، انتهت تفاصيله منذ عامين تقريبا، في فترة الرئيس المؤقت عدلي منصور

رحل محمد خان المصري، وودعت القاهرة عاشقها القديم...

محمد خان... رحيل سينمائي "الواقعية الجديدة"

المدن - ثقافة

توفي المخرج المصري محمد خان عن 73 عاما إثر تعرضه لأزمة صحية مفاجئة. ولد خان في 26 تشرين الأول 1942 لأب باكستاني وأم مصرية ودرس السينما في إنكلترا حتى العام 1963، وعاد الى القاهرة، حيث بدأ مشواره السينمائي، إلا أنه لم يستطع الاستمرار كثيرا في مصر فغادر إلى لبنان ليعمل كمساعد مخرج قبل أن يعود إلى القاهرة مرة أخرى العام 77 ويستكمل مشواره في مصر بفيلم "ضربة شمس"... وعن هذا الفيلم يقول خان ان نادية شكري في لندن، هي التي أقنعته بالعودة لإخراج "ضربة شمس" 1978. كان خان مصممًا على أن ينتج بنفسه فيلمه الأول "بتحويشة العمر"، لكن الفنان الراحل نور الشريف تحمس لكي يتحمل المخاطرة الإنتاجية بدلًا من خان، وحقق الفيلم نجاحًا ساحقًا عند عرضه، ومن هنا بدأ المشوار.

ومن الفيلم الأول وحتى الفيلم الأخير "قبل زحمة الصيف" تشكلت ملامح وأسلوبية سينما خان التي دشنت ما اصطلح على تسميته بـ"تيار الواقعية الجديدة" التي انتشرت في جيله من السينمائيين نهاية السبعينيات وطوال ثمانينيات القرن الماضي، وكانت أعماله تتناول الواقع السياسي والاجتماعي المصري وتقدم صورة واضحة للفترات التي عاصرها إلى درجة تجعل منها وثائق تاريخية تسجل أحوال المجتمع المصري منذ أواخر السبعينات وحتى الآن.

ورغم تقديمه أفلاماً جسدت الواقع السياسي والاجتماعي المصري على مدى عقود وتكريم الدولة له العام 2001 عن فيلم "أيام السادات"، إلا أنه لم يحصل على الجنسية المصرية سوى في العام 2014. وجاءت هذه الخطوة بعد مناشدات من خان، صرّح ببعضها عبر وسائل الإعلام، وتولى كتابة البعض الآخر عبر حسابه الرسمي في "فايسبوك". وكانت آخر المناشدات التي أطلقها، وقت حكومة الدكتور حازم الببلاوي، حينما قال: "هل من الممكن لحكومة الدكتور الببلاوي أن تمنحني الجنسية وأنا في العقد السابع من عمري قبل فوات الأوان؟".

خان الذي يشيع، اليوم الثلاثاء، في المعادي، ورثاه عبر وسائل التواصل الاجتماعي العديد من الفنانين، بينهم الممثلة بتول الحداد التي عملت معه في "فتاة المصنع"، وكتبت في حسابها في "إنستغرام": "وداعا الأستاذ والفنان وأجمل ضحكة، الخبر كان صدمة بشعة". وكان مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بصدد إعداد كتيب عنه بعنوان "سينما محمد خان"، لإصداره في دورته المقبلة في تشرين الثاني بمناسبة تكريمه في المهرجان. كما أن له مساهمة في النقد عبر كتابين؛ أحدهما عن السينما المصرية والآخر عن السينما التشيكية.

المدن الإلكترونية في

26.07.2016

 
 

رحيل "الحرّيف": وداعاً محمد خان

القاهرة - العربي الجديد

توفي فجر اليوم، في القاهرة، المخرج السينمائي المصري، محمد خان، بعد فترة مرض قصيرة، عن عمر يناهز 74 عاماً، حيث ولد في العام 1942. وقالت أسرة المخرج الراحل، إنه سيتم تشييع جنازته، بعد ظهر اليوم، لتدفن في مدافن الأسرة في مصر.

وُلد خان بحي غمرة، بالقاهرة، وحصل على الجنسية المصرية، في بداية الألفية الجديدة، إذ أن والده باكستاني، وأمه مصرية.

عاش فترة طويلة في لندن، دامت سبع سنوات، حيث أنهى دراسته في معهد السينما عام 1963، ثم عاد إلى القاهرة وعمل في الشركة العامة للإنتاج السينمائي العربي. سافر بعدها إلى لبنان ليعمل مساعداً للإخراج. وبعد عامين، سافر مرة أخرى إلى إنكلترا، حيث هزته هناك أحداث حرب 1967. أنشأ دار نشر وأصدر كتابين، الأول عن السينما المصرية والثاني عن السينما التشيكية، وكان يكتب مقالات عن السينما.

محمد خان.. نهاية "مشوار عمر" سينمائي

القاهرة - العربي الجديد

رحل المخرج المصري محمد خان فجر اليوم، في القاهرة، بعد فترة مرض قصيرة، عن 74 عاماً. مع عاطف الطيب وداود عبد السيد وغيرهما، كان خان واحداً من أهم أسماء المدرسة التي يصفها النقاد، بـ "الواقعية الجديدة". 

في حي غمرة، في القاهرة، وُلد خان عام 1942 لأب باكستاني وأم مصرية، لذلك لم يحصل على الجنسية المصرية إلا في بداية الألفية الجديدة. 

عاش صاحب "عودة مواطن" سبع سنوات في لندن؛ حيث أنهى دراسته في معهد السينما عام 1963، رغم أنه سافر إليها لدراسة الهندسة، ثم عاد إلى القاهرة وعمل في الشركة العامة للإنتاج السينمائي العربي، تحت إدارة المخرج صلاح أبو سيف، في قسم القراءة والسيناريو مع رأفت الميهي ومصطفى محرم وأحمد راشد وهاشم النحاس.

ولم يستطع خان الاستمرار في العمل في هذا القسم أكثر من عام واحد، سافر بعدها إلى لبنان ليعمل مساعداً للإخراج مع يوسف معلوف ووديع فارس وكوستا وفاروق عجرمة. وبعد عامين، سافر مرّة أخرى إلى إنكلترا، بعد أن هزّته حرب 1967، حيث أنشأ دار نشر وأصدر كتابين، الأول عن السينما المصرية والثاني عن السينما التشيكية، وكان يكتب مقالات عن السينما. وفي عام 1977 عاد إلى مصر وأخرج فيلماً قصيراً.

"في كل مرحلة كان يعتمد على دفعات جديدة من الممثلين"

في القاهرة، بدأ مشواره السينمائي بفيلم "ضربة شمس" عام 1978، أولى تجاربه الروائية الطويلة. وضمن موجة صعود المخرجين الجدد في بداية الثمانينيات، تتالت أعماله بمعدّل فيلم في كل عام، أعمال مثل "الرغبة" (1980) و"الثأر" (1980) ، و"طائر على الطريق" (1982)، و"الحريف" (1983)، و"مشوار عمر" (1985)، و"زوجة رجل مهم"(1988).

في الفترة اللاحقة، واكبت أعمال خان تحوّلات الذائقة السينمائية المصرية؛ إذ مالت أعماله نحو الخفّة، وإن لم تخل من نزعتها النقدية كما في "سوبرماركت" (1990) و"مستر كاراتيه" (1992).

في النصف الثاني من عقد التسعينيات، توقّف خان عن الإخراج، قبل أن يعود في 2001 بعمل تاريخي سياسي كان واحداً من أكثر الأفلام المصرية إثارة للجدل "أيام السادات"، عملٌ عهد البطولة فيه إلى الممثل الراحل أحمد زكي والذي أدّى قبل سنوات قليلة دور جمال عبد الناصر في "ناصر 56" لـ محمد فاضل.

بعد "أيام السادات"، عاد خان إلى الأعمال الاجتماعية مصوّراً الراهن المصري للألفية الجديدة، وقد اعتمد في كل أفلامه الأخيرة من "بنات وسط البلد" (2005) إلى "قبل زحمة الصيف" (2015) على دفعات جديدة من الممثلين.

هذه الأعمال وإن اختلفت كثيراً عما قدّمه في ثمانينيات القرن الماضي، إلا أنها تظل منغرسة في رؤية "الواقعية الجديدة"، ولعله أحسّ بأنها كي تعيش عليها أن تغيّر مفرداتها من زمن إلى آخر.

رحيل محمد خان: خيبة البسطاء في الحب

محمود منير

صاغت مصر الوجدان العربي وذائقته، طوال عقود مضت، عبر الغناء والسينما بشكل أساسي. ومن دونهما، لم تكن لتلك المركزية المصرية أن تتكرّس وتنتشر كهوى أو عقيدة في البلدان العربية من خلال الأدبيات السياسية للأنظمة الحاكمة في القاهرة، وإن تعلّق كثيرون بالحقبة الناصرية.

انتمى محمد خان (1942 - 2016) إلى مفهوم "المصرية" هذا بوصفه حالة ثقافية وسياسية وعاطفية يمكن أن ينتسب إليها 300 مليون عربي، وربما غيرهم. وقد تبدو مفارقة أن خان نفسه، ذا الأصول الباكستانية، لم ينل الجنسية المصرية إلاً عام 2014، رغم أنه أنتج عشرات الأفلام المصرية خلال أربعين عاماً وأكثر.

التصق صاحب "الرغبة" (1980) مع غالبية أبناء جيله (عاطف الطيّب وداود عبد السيد وخيري بشارة وآخرون) بأحلام ثورة يوليو 1952، واشتركوا جميعهم بتوق إلى التحرّر بمستوياته المركّبة؛ التحرّر من كليشهات السينما السائدة بأفكارها البدائية حول الصراع الاجتماعي أو تفاصيل البشر الصغيرة في الحب والعيش، والتحرّر من تراتبية مجتمعية تصنّف المواطنين بحسب أصولهم وطبقاتهم وثرواتهم، وبالطبع كان التحرّر يتشكّل أحلاماً أكبر تتصل بمعنى الوجود كلّه.

"تاق مع أبناء جيله إلى التحرّر من كليشهات السينما السائدة"

بدت نكسة حزيران 1967 محطّة مفصلية في الثقافة المصرية، والعربية، ولن يبدو غريباً أن ينحاز خان إلى ما يمكن تسميته "نقاء" الثورة، معترضاً على سياسات من خطفوها ممثّلين بحكْم السادات، واستنكاره اشتداد قبضتهم الأمنية في تحالفهم/ تقاسمهم النفوذ مع طبقة رجال الأعمال الجدد المستفيدين من الانفتاح الاقتصادي أواخر السبعينيات، وهو ما عكسه في جملة أفلام انتقد فيها عصراً بأكمله.

"ضروري أطلّعه ضابط.. الضبّاط همّا اللي بيحكموا العالم، إمبارح والنهاردة وبكرة"، مقولة لن تُمحى في ذاكرة السينما العربية، جاءت على لسان أحمد زكي، ضابط المخابرات في فيلمه "زوجة رجل مهم" (1987)، وهو يخاطب زوجته الحامل في انتظار مولودهما، والتي كانت طالبة جامعية مأسورة بقيم الحب والعدالة والحرية، وجدت نفسها أمام زوج لا مكان في قلبه وعقله إلا للسلطة.

هنا، يظهر بُعد آخر طفولي للنقاء الذي انساق إليه خان، المحكوم إلى عوامل موضوعية تتمثّل في انكشاف عورات النظام بعد موت عبد الناصر عام 1970، وبأخرى ذاتية ذات صلة بتعلّقات جيل كامل بصورة "الأب". وبذلك نكون أمام وثيقة بصرية يؤمن صاحبها بأن صراعاً بين "انتهازيين" استولوا على السلطة وبين "مثاليين" انتهوا إلى خارجها، وهي خلاصة تصوّره عن تلك الفترة، متجنّباً أية انتقادات لعهد عبد الناصر، أو حتى للمثاليين فيه، سواء كانوا مسؤولين أو مواطنين عاديين.

بحسب هذه الرؤية، وعودة إلى الغناء توأم السينما في تأسيس وجدان الجماهير العربية، فإن صاحب "الثأر" اختار عبد الحليم حافظ صوتاً للزمن الذي يحنّ للعودة إليه في كثير من أعماله، ولم تغب أغاني العندليب الأسمر من معظمها، وكأنها تؤشّر على مواجهة خاسرة بين زمنين ورجالاتهما.

مواجهة لم تثن خان عن إخراجه فيلم "أيام السادات" (2001) لقناعته بأهمية موضوعه ومرحلته، قناعة شاركها فيها بطله أحمد زكي أيضاً، لكن ذلك لم يمنع من أن يختلفا إلى حد كاد أن يلغي فكرة الفيلم برمّته لأن الأول نظر إليه بواقعيته المعهودة تجاه شخصية لم يكنّ لها الودّ يوماً لكنه يقرّ بثرائها درامياً، بينما كان الثاني يحلم بتخليقها سينمائياً، لاعتقاده أنه أحد أهم زعيمين حكما مصر، وهو الذي قام بدور عبد الناصر في فيلم "ناصر 56". لذلك لم يكن مستغرباً اعتراف خان بأنه أتمّ العمل رغبة منه في تحقيق حلم أحد أعزّ أصدقائه.

على أن هذه العلاقة المعقّدة بين خان وزكي، لا يمكن تجاوزها عند التعليق على مسيرة صاحب "خرج ولم يعد" (1984)، إذ رأى كل منهما في الآخر ذروة إبداعه؛ لحظة اكتمال تصاغ على غفلة من الوقت، ويعجز كلاهما في تكرارها، فتتجسّد على نحو مختلف كل مرة. غير أن هذه الحالة لم تصنّع خارج جنونهما واختلافاتهما التي لا تنتهي، حيث يلتقيان ثم يختصمان على فيض عابر من شتائم متبادلة، ويعودان على تقدير ثابت لموهبة كل منهما.

"اختار عبد الحليم حافظ صوتاً لزمن يحنّ للعودة إليه"

الجدلية التي حكمت تعاونهما ذات صلة بجوهر تكوينهما: مخرج لا ينام في كوادر تصويره أياماً طويلة، ولا تفلت من بين يده أدق تفصيلات الممثل أو التقنيات الفنية، مؤمن بأنه الصانع الوحيد الذي يمسك كل خيوط اللعبة، في مقابل ممثّل أجاد الوقوف أمام كاميرات صنّاع مستبّدين (منهم صلاح أبو سيف، وعاطف الطيب، وعلي بدرخان)، وأراد أن ينتزع مكانته في أعمال عديدة سينسبها مشاهدون كثر إليه، متناسين توقيع مخرجيها.

اتّجه خان، الذي لمع اسمه في الثمانينيات من خلال أفلام انتقد فيها التحوّلات الاقتصادية والاجتماعية الكبرى في بلده، إلى التركيز على انشغالات صغيرة جداً في حيوات أفراد لا تُسلَّط عليهم الأضواء، منذ العقد الأول من الألفية الجديدة، حيث قدّم "بنات وسط البلد" (2005)، و"في شقة مصر الجديدة" (2007)، و"فتاة المصنع" (2014)، و"قبل زحمة الصيف" (2015).

لم تعجب الأفلام الأخيرة جزءاً كبيراً من متابعيه، الذين لم ينتبهوا إلى أن خان خبّأ حلمه إلى زمن قادم نتيجة انهيارات كبرى لم يعد بمقدوره احتمالها إلاً بالبحث عن سر خيبة البسطاء في الحب.
_________
ثأر سينمائي

واقعية محمد خان قادته إلى الثأر من شخوص وأفكار ومراحل بتصفيتها "عن سابق إصرار وترصّد"، فقد اختار لبطلة فيلمه "موعد على العشاء" أن تقتل زوجها الظالم بالسمّ، لكنها بدلاً من أن تهرب مع عشيقها تناولت الطعام معه. ربما تكون النهاية الأقسى هي تلك التي في فيلمه "زوجة رجل مهمّ" حين قرّر ضابط المخابرات، رمز السلطة، بعد طول عزلة وفصام عن الواقع، إنهاء وجوده بإطلاق النار على نفسه.

10 أفلام مميزة في مسيرة المخرج محمد خان

محمد جابر

قد يكون المخرج محمد خان في المرتبة الثانية بعد يوسف شاهين، من حيث المسيرة وقائمة الأفلام العظيمة في تاريخ السينما المصرية. عالم وتفاصيل وحكايات يدور كل منها في مكان وفي زمن مختلف، ولكن تجمعها بصمة واحدة فريدة.

تلك قائمة بأفضل 10 أفلام لـ"خان". وعلى الأغلب، أي محب لسينما المخرج الكبير سيستغرب عدم وجود "أحلام هند وكاميليا" داخلها. وربما لو طالت القائمة لكان الفيلم الحادي عشر، ولكن في تلك القائمة.. هذه هي الأفلام العشرة:

(10) خرج ولم يعد - 1984

بطولة: يحيى الفخراني وفريد شوقي وليلى علوي

الفيلم الكوميدي الوحيد لمحمد خان، قال عنه إنه أقرب لـ"قطعة الشوكولاتة"، لا يحاول فيه أن يكون جدياً أو يصنع مقارنة حقيقية بين الريف والمدينة، بقدر ما يحكي قصة بسيطة بها احتفاء بالحياة الخضراء وصوت الطبيعة وبالطبع الطعام الذي يعتبر بطلاً أساسياً في حياة خان وفي فيلمه هذا، ومع كيمياء رائعة وخفة دم كل الممثلين الرئيسيين فإن هذا الفيلم له مكانته القوية بين أفلام الرجل.

(9) عودة مواطن – 1985

بطولة: يحيى الفخراني وميرفت أمين

أخ كبير عائد من إحدى الدول الخليجية ليجد أخوته الأربعة في أحوال مختلفة، أحدهم محبط والآخر سياسي وثوري وأخت ثالثة تنضم لعالم الانفتاح الاقتصادي والأموال ورابعة تحاول المعافرة الاجتماعية وسط ظروف صعبة، من خلال الخمسة نماذج يحاول "خان" برفقة كاتب السينما عاصم توفيق، صنع رؤية بانورامية للوضع الاجتماعي لتلك اللحظة في مصر، وينجح إلى حد كبير في تجاوز "رمزية" الشخصيات بسبب التفاصيل الغنية عند كل منها.

(8) مشوار عمر – 1986

بطولة: فاروق الفيشاوي ومديحة كامل وممدوح عبد العليم

"السيارة" دائماً عنصر ثابت ومهم في أفلام محمد خان، وهي هنا بطله الأول الموجود في كل مشهد من رحلة الأبطال الثلاثة سوياً، "فيلم طريق" مختلف عن أي عمل آخر في تاريخ السينما المصرية، جريء بشخصيات فريدة وخلق عالم مختلف وغريب ومع ذلك صادق وقريب من المشاهد جداً.

(7) نص أرنب – 1983

بطولة: محمود عبد العزيز ويحيى الفخراني وسعيد صالح

هناك أسطورة عن هذا الفيلم، أن أحد الأشخاص قابل "خان" في "الأسانسير"، وأخبره أنه يريد أن ينتج سينما، فأخذ منه الميزانية المحدودة. وأنتج هذا العمل بممثلين ليسوا نجوماً، في تلك اللحظة، معتمداً على خدعته المفضلة: التصوير في الشارع، لتكون النتيجة هي فيلم حركة وعصابات مختلف ومهم جداً، أقرب لسينما الموجة الفرنسية الجديدة، وبمشاهد مطاردة خارجية من أفضل ما قدمته الأفلام في مصر.

(6) سوبر ماركت – 1989

بطولة: نجلاء فتحي وممدوح عبد العليم

قصة هذا الفيلم رمزية جداً، وربما ليست قوية حتى، مرة أخرى عن تغيرات المجتمع بعد الانفتاح، والسطوة والنفوذ اللذين يملكهما أصحاب المال، سواء الرجل العائد من الخليج أو الطبيب الناجح في المستشفيات الاستثمارية أمام عازف بيانو وسيدة لا تريد الاستسلام لسطوة اللحظة، ولكن ما يجعله بتلك القوة التي خرج عليها هي تفاصيل وشخصيات خان، شعورهم بالخذلان والضعف والهزيمة والذي يتم التعبير عنه بأكثر الأشكال صدقاً.

(5) موعد على العشاء – 1982

بطولة: سعاد حسني وحسين فهمي وأحمد زكي

هذا الفيلم هو سينما خالصة، علاقة حب ثلاثية، رجلان يحبان نفس المرأة، أحدهما متسلحاً بالنفوذ، والآخر متسلحاً فقط بالمحبة والحرية، تذهب ناحية الأخير ولكن الأول يدمر حياتهما، مع نهاية تطهرية لا تنسى من أعظم قفلات الأفلام في تاريخ السينما المصرية، وحين تقول "نوال" جملتها "لا أنا ولا انتَ نستحق نعيش يا عزت" ويختتم الفيلم بموسيقى كمال بكير ودقات البيانو يبقى الفيلم في الذاكرة للأبد.

(4) فارس المدينة – 1991

بطولة: محمود حميدة ولوسي وحسن حسني

هذا الفيلم، الذي أنتجه خان بنفسه، يبدو ختاماً لمرحلة، وقفلاً لقوس الرحلة، يقوم فيه بجمع أغلب شخصيات أفلامه القديمة: فارس وزوجته وابنه (الحريف) عمر (مشوار عمر) المهندس شاكر (عودة مواطن) أحلام (أحلام هند وكاميليا)، يجمعهم كلهم وينظر إلى مصائرهم ضمن رحلة بطل الفيلم وكأنهم شخصيات حقيقية، وكأن الفيلم هو تتويج للخمسة عشر سنة الأولى من مسيرة مخرجه السينمائية، قبل أن تبدأ رحلة معاناته مع الإنتاج.

(3) ضربة شمس – 1978

بطولة: نور الشريف ونورا وليلى فوزي

إحدى اللحظات الثورية الكبرى في تاريخ السينما هي خروج "ضربة شمس" إلى النور، تقول الحكاية إن "نور الشريف" حين شاهده في العرض الخاص، قبل إضافة المؤثرات الصوتية والموسيقى، خرج دون كلمة واحدة وكان منتظراً لفشل ضخم. ولكن الفيلم حقق نجاحاً عريضاً. وأكد أن الجمهور بحاجة إلى "سينما مختلفة"، وفتح الباب لجيل كامل من صناع الأفلام ينزل بالكاميرا إلى الشارع ويحاول التقاط "الحقيقة" كما هي. وفي النهاية، فإن الفيلم نفسه، بعد 40 عاماً تقريباً على عرضه، هو مرثية كبرى لعلاقة شخص بمدينته القاهرية.

(2) زوجة رجل مهم – 1987

بطولة: أحمد زكي وميرفت أمين

من الصعب وضع أي قائمة لأفضل 10 أفلام في تاريخ السينما المصرية وتجاوز هذا الفيلم. كل شيء هنا يبدو كاملاً. العمل الذي يبدأ بحكاية رومانسية بين فتاة مراهقة تحب عبد الحليم حافظ ورجل يعمل في الشرطة، يكون هناك "حب"، وعبر ساعتين تقريباً من الأحداث يتتتبع السيناريو وكاميرا "خان" بدقة وقرب كي تتغير الشخصيات (في دراسة سلوكية فريدة) وكيف في النهاية ينهار هذا الحب تحت وطأة نهاية مأساوية، في أعظم أداءات أحمد زكي وميرفت أمين للسينما وواحدة من أكبر تجليات "خان".

(1) الحريف – 1984

بطولة: عادل إمام وفردوس عبد الحميد وعبد الله فرغلي

يُقال أن عادل إمام لا يحب هذا الفيلم، فشل في دور السينما في وقته، ولم ينل احتفاء نقدياً كبيراً، ولكن مع الزمن، بعد 20 عاماً أو يزيد، تحوّل العمل إلى أيقونة "خان" الأكثر تذكراً وقرباً من القلب، خصوصاً لجيل جديد أعاد اكتشاف الفيلم ومشاهدته مراراً، وأصبح مرتبطاً عندهم بكل ما له علاقة بالأمل والمحاولة والنفس اللاهث والرهانات الخاطئة، وحين ينتهي الفيلم بجملته الخالدة "زمن اللعب راح يا بكر" نشعر جميعاً أننا قد خسرنا، هي لحظة "الهزيمة" في أفلام خان. لحظة النهاية، حين يتوقف الناس عن "اللعب" ويرضخون لمنطق الواقع، هي اللحظة الملهمة والناطقة بالحياة في فيلم كل لحظة فيها تمتلك أيقونيتها ونبضها ونطقها للحياة. 

العربي الجديد اللندنية في

26.07.2016

 
 

وفاة المخرج محمد خان عن عمر يناهز 73 عاما

دينا دهب

توفي المخرج محمد خان فجر الثلاثاء 26 يوليو، عن عمر يناهز 73 عاما.

وكان خان تعرض لوعكة صحية دخل على إثرها إلي مستشفي الأندلس بالمعادي، وتصاعدت أنفاس خان الأخيرة إلي السماء قرابة الواحدة صباحا.

وكانت أخر أعمال محمد خان الفيلم السينمائي "قبل زحمة الصيف"، من بطولة هنا شيحة، وماجد الكدواني، وتم عرضه في 2016، وشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان دبي السينمائي الدولي وتم عرضه سينمائياً في الدور العرض المصرية.

ومن المقرر أن تقام صلاة الجنازة عقب صلاة ظهر الثلاثاء 26 يوليو، في جامع الكويتي بزهراء المعادي.

خان ولد في حي السكاكيني الشعبي بالقاهرة في 26 أكتوبر عام 1942 لأب باكستاني وأم مصرية، واحتل مكانة بارزة بين رواد المدرسة الواقعية، التي سيطرت على السينما أواخر السبعينات لتوثيق حياة المصريين البسطاء ومناقشة معاناتهم.

وكانت أعماله تتناول الواقع السياسي والاجتماعي المصري وتقدم صورة واضحة للفترات التي عاصرها إلى درجة تجعل منها وثائق تاريخية تسجل أحوال المجتمع المصري منذ أواخر السبيعات وحتى الآن.

وخاض المخرج القديم معركة كبيرة للحصول على جنسيته المصرية نظرا لجنسية والدته، ورُفض طلبه أكثر من مرة حتى حصل عليها في 2014 على يد الرئيس عدلي منصور(التفاصيل)

تعرف على حلم محمد خان الذي منعه القدر من تحقيقه

خاص FilFan |

كان المخرج الراحل محمد خان لديه العديد من المشروعات السينمائية والأفلام التي كان يحلم بتحقيقها، بعضها أسقطها من حساباته بسبب ظروف إنتاجية، لكن هناك حلما فنيا طالما راود خان وكان قريبا من تحقيقه قبل أن يرحل عن عالمنا صباح اليوم الثلاثاء.

القدر شاء أن يرحل محمد خان قبل أن يصور فيلمه "بنات روز" الذي كان اختار غادة عادل لبطولته، ووافقت عليه الأخيرة والتي كانت تألقت معه في فيلمه "في شقة مصر الجديدة".

الفيلم كان يحمل في البداية عنوان "عزيز الأستاذ حسن"، لكن تم تغيير اسم الفيلم ليصبح "بنات روز" بدلا من الاسم الأول، وكان محمد خان أعلن عنه منذ حوالي 4 سنوات، لكنه لم يخرج للنور لأسباب مختلفة، وعندما شرع المخرج في التحضير له مرة أخرى قبل دخول مرحلة التصوير رحل عن عالمنا صباح اليوم الثلاثاء.

وكانت أخر أعمال محمد خان الفيلم السينمائي "قبل زحمة الصيف"، من بطولة هنا شيحة، وماجد الكدواني، وتم عرضه في 2016، وشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان دبي السينمائي الدولي وتم عرضه سينمائياً في الدور العرض المصرية.

ومن المقرر أن تقام صلاة الجنازة عقب صلاة ظهر الثلاثاء 26 يوليو، في جامع الكويتي بزهراء المعادي.

عادل إمام لـ "في الفن": رحيل محمد خان أحزني بشدة ولا أنسى ذكرياتي معه في "الحريف"

خاص FilFan |

نعى الفنان عادل إمام رحيل المخرج محمد خان، حيث قال في تصريح خاص لـ FilFan.com إنه يشعر بحزن شديد لفراق محمد خان الذي سبق أن تعاون معه في فيلم "الحريف".

وقال خان إن محمد خان مخرج لن يتم تعويضه، فهو صاحب مدرسة خاصة ومخرج عبقري الله يرحمه، مشيرا إلى أن لديه الكثير من الذكريات مع محمد خان أثناء تصوير "الحريف".

وفيلم الحريف من بطولة عادل إمام وفردوس عبد الحميد وعبدالله فرغلي وعبدالله محمود ونجاح الموجي وزيزي مصطفى، وقصة وإخراج محمد خان وسيناريو وحوار بشير الديك، وتم إنتاجه عام 1983.

توفي المخرج محمد خان فجر الثلاثاء 26 يوليو، عن عمر يناهز 73 عاما.

وكان خان تعرض لوعكة صحية دخل على إثرها إلي مستشفى الأندلس بالمعادي، وتصاعدت أنفاس خان الأخيرة إلي السماء قرابة الواحدة صباحا.

وكانت أخر أعمال محمد خان الفيلم السينمائي "قبل زحمة الصيف"، من بطولة هنا شيحة، وماجد الكدواني، وتم عرضه في 2016، وشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان دبي السينمائي الدولي وتم عرضه سينمائياً في الدور العرض المصرية.

صدمة ليلى علوي في رحيل محمد خان

محرر FilFan |

نعت ليلى علوي رحيل المخرج محمد خان الذي توفي صباح اليوم الثلاثاء، حيث كتبت عبر صفحتها بموقع Facebook: مش عارفة أقول عنك أيه لأني لحد دلوقتي مصدومة ومش مصدقة، حقيقي كلنا راحلون ولكن أسوء ما في الرحيل هو المفاجاة .. وبغيابك سافتقد الكثير وأيضا السينما المصرية خسرت مخرج كبير وموهوب، الله يصبر أهلك ومحبيك ويصبرني علي فراقك يا من تعلمت علي يده وتشرفت بأنني كنت وما زلت تلميذة في مدرسته ..عزائي لزوجته العزيزة وأبنته الغالية ..البقاء لله.. وداعا صديقي الغالي

توفي المخرج محمد خان فجر الثلاثاء 26 يوليو، عن عمر يناهز 73 عاما.

وكان خان تعرض لوعكة صحية دخل على إثرها إلي مستشفي الأندلس بالمعادي، وتصاعدت أنفاس خان الأخيرة إلي السماء قرابة الواحدة صباحا.

وكانت أخر أعمال محمد خان الفيلم السينمائي "قبل زحمة الصيف"، من بطولة هنا شيحة، وماجد الكدواني، وتم عرضه في 2016، وشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان دبي السينمائي الدولي وتم عرضه سينمائياً في الدور العرض المصرية.

فردوس عبد الحميد تحكي لـ "في الفن" ذكرياتها مع محمد خان: كان يمتلك محل ملابس في لندن وأطلقنا عليه "الديكتاتور"

خاص FilFan |

تحتفظ فردوس عبد الحميد بالكثير من الذكريات مع المخرج الراحل محمد خان، الذي رحل عن عالمنا صباح اليوم الثلاثاء، وتعتز بفيلميها معه والذين قدمها فيهما بشكل مختلف.

فردوس عبد الحميد أعربت لـ FilFan.com عن حزنها وألمها الشديد منذ أن علمت بخبر وفاة محمد خان، وقالت: عملت معه في فيلمين الأول "طائر على الطريق"، مع النجم الكبير الراحل أحمد زكى، والثانى فيلم "الحريف".

وأوضحت فردوس أنها قابلت محمد خان في لندن قبل أن يكون مخرجا سينمائيا، مشيرة إلى أن أول لقاء جمع بينهما كان في انجلترا حيث قابلته مع إحدى أصدقائها وكان يمتلك محل ملابس "جينز" فى ذلك الوقت، ولم أتوقع أبدا أنه سيكون مخرجا فى يوم من الأيام إلى أن إكتشف أنه بعد عامين آتى إلى مصر ودرس الإخراج وكان حلمه أن يخرج ويدخل عالم السينما لذلك قرر أن يصفى كل أعماله فى لندن ويخرج أفلام سينمائية فى مصر.

وأضافت فردوس: الله يرحمه لن أنسى له أنه حارب من أجلي وأقنع أحد المنتجين بالاستعانة بي فى فيلم "طائر على الطريق" ومعي الراحل أحمد زكى رغم أنني وزكي في ذلك الوقت كنا ما زلنا وجوها جديدة، لكن خان كان فنان ديكتاتور يؤمن بأفكاره وجعلنا أبطالا.

وأكدت عبد الحميد أن أسرة فيلم "الحريف"، كانوا يلقبونه بالديكتاتور بسبب إلتزامه الشديد وإصراره على التصوير بالشكل الذى يراه ولا يسمح لأحد بالتدخل على الإطلاق.

المخرج محمد خان.. انتصر للمرأة المظلومة وعشق القاهرة الظالمة.. عاش 71 عاما أجنبيا ورحل بعد الاعتراف رسميا بأنه مصري

خاص FilFan |

في الوقت الذي كان يحضر فيه لمشروعه السينمائي الجديد رحل عن عالمنا المخرج محمد خان، تاركا فيلمه "بنات روز" يواجه مصيرا غامضا، لكن ترك مع ذلك أيضا مجموعة متميزة من الأفلام السينمائية التي تنتصر للمرأة دون ضجيج وصوت عالي، كما تعلن عشقها للقاهرة رغم أنها تظلم شخوص أفلامه كثيرا.

يُعرف محمد خان بأنه واحدا من رواد سينما الواقعية الجديدة التي شقت طريقها في الثمانينات من القرن الماضي، وسط تحديات كثيرة أبرزها إثبات موهبتهم وحجز مكانا لهم وسط المخرجين الذين سبقوهم، خصوصا أن هذا الجيل الذي سمي بـ "جيل الواقعية الجديدة" جاء إلى الشاشة الكبيرة بمفاهيم ووجهة نظر مختلفة، فهم أرادوا تصوير الواقع ونقله إلى الشاشة، في وقت كانت البلاد تشهد فيه موجة تحول شديدة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي.

المميز في هذا الجيل أنهم جميعا انطلقوا من زاوية واحدة وهي الواقعية، لكنهم اختلفوا في ذلك التناول، فهم ليسوا نسخا متشابهة أو مكررة من بعضهم البعض، وتميز محمد خان بأنه ركز في العدد الأكبر من أفلامه على قضايا المرأة بدون ضجيج أو افتعال، ويبدو أنه كان يعرف تماما مما تعاني المرأة ومشاكلها ومشاعرها الداخلية وهواجسها أيضا.

ضربة شمس

ويعد فيلم "ضربة شمس" أول عمل سينمائي لمحمد خان يحمل توقيعه كمخرج، وهو من بطولة وإنتاج نور الشريف الذي تحمس له، لتتوالى بعد ذلك سلسلة الأفلام الواقعية التي صنع من خلالها خان نجومية من شاركوا بها ولم تصنع هي نجوميته، فنجوميته لم تكن في حاجة إلى من يصنعها، حيث وهبه الخالق موهبة لم تكن لغيره من المخرجين وعين ترى اشياء في المجتمع يصنع من خلالها تحفة فنية.

قدم خان أفلام سينمائية باتت علامة في السينما المصرية والعربية منها "موعد على العشاء"، "زوجة رجل مهم"، "خرج ولم يعد"، "أحلام هند وكاميليا"، "مستر كاراتيه"، "أيام السادات"، لينتقل بعد ذلك في بداية الألفية الثالثة وتحديدا منذ عام 2005 إلى تقديم نوع مختلف من الأفلام نوع قريب للغاية من قلوب عامة الشعب البسيط الغير متكلف، وذلك منذ تقديمه فيلم "بنات وسط البلد"، ليتبعه بفيلم "في شقة مصر الجديدة" وهي أفلام رغم بساطتها إلا أنها تأخذ إلى عالم أخر مختلف عالم البينات البسيطة الغير متكلفة والتي تتسم أحلامها بالبساطة الشديدة أيضا فتدخل على قلبك دون استئذان.

غادة عادل وياسمين رئيس وشكل مختلف للنجمات

وكان من اللافت للنظر أن النجمات مع محمد خان يختلف أمرهن تماما، حيث كان يقدمهن بصورة جديدة، فنحن نرى غادة عادل في فيلم "في شقة مصر الجديدة" فنانة مكتملة الموهبة تخطف الأنظار، لتتألق معه العديد من الفنانات، ويكون بمثابة تميمة الحظ – بدون أي تدخل للحظ- لهم، ويبدو أن خان كان عاشقا للشخصيات النسائية في أفلامه، وهو ما أكده بنفسه في الحوار الأخير له مع FilFan.com حيث قال: أنا أفضل جميع النماذج النسائية التي قمت بتقديمها في جميع أفلامي بلا أستثناء، لكن تثيرني الفتاة الواضحة بعيداً عن طبقتها الإجتماعية.

لينتقل خان بعدها إلى طبقة أقل قليلا في المستوى، طبقة غالبا لم يتطرق لها أحد من المخرجين بهذه الطريقة وتلك التفاصيل الخاصة التي يبرع خان في تقديمها وهو فيلم "فتاة المصنع" والذي أعطى بطولته للفنانة الشابة ياسمين رئيس في أول بطولة لها وهو ما فعله خان من قبل عندما يؤمن بموهبة فنان لا يهتم إذا كان حصل على دور البطولة مسبقا أم لا، وكان رهانه ناجحا، حيث حصلت ياسمين رئيس على 5 جوائز من مهرجانات مختلفة عن دورها بالفيلم أخرها جائزة أفضل ممثلة من مهرجان طريق الحرير السينمائي، في دبلن بأيرلندا.

وجمع الفيلم 15 جائزة سينمائية من أنحاء العالم، بداية من مهرجان دبي السينمائي الدولي في ديسمبر 2013 الذي شهد عرضه العالمي الأول ضمن مسابقة المهر العربي للأفلام الروائية الطويلة، حيث نال الفيلم جائزة الاتحاد الدولي لنقاد السينما (فيبريسكي) للأفلام العربية الروائية الطويلة، إضافة إلى فوز بطلته ياسمين رئيس بـجائزة أفضل ممثلة، ثم حصل الفيلم في يوليو 2014 على شهادة تقدير خاصة من مهرجان "ميد فيلم" في روما، حيث كان فتاة المصنع هو فيلم افتتاح المهرجان، والعديد من الجوائز الأخرى.

الجنسية مصري

ورغم ميلاد خان ونشأته في مصر إلا انه عانى كثيرا حتى يحصل على الجنسية المصرية التي كان يعتز بها كثيرا لأنه كان يعشق تراب هذا البلد، حيث انه مولود لأب باكستاني وأم مصرية، إلا أن القدر شاء أن يحصل عليها قبل وفاته بعامين ونصف العام فقط، حيث حصل عليها بقرار جمهوري في شهر ديسمبر عام 2013 ليحق أهم وأغلى أحلامه قبل رحيل ويفارق الحياة وهو مصريا قلبا وقالبا.

خان كان مولعا بالقاهرة، ويعشقها بشدة فهي حاضرة في معظم أفلامه، بمشاكلها وزحامها وأزماتها، وهي العاصمة التي تظلم شخوص أفلامه لنرى ""أحلام هند وكاميليا" و"فتاة المصنع" و"مستر كاراتية" و"الحريف" والعديد من أفلام خان، نجد القاهرة حاضرة بكل ما فيها، لكنه أبدا لا يكرهها، فالمخرج الذي ولد في مصر لأب باكستاني وأم مصرية كان يعشق الأرض التي تربى فيها، ولم يصدق نفسه عندما منحته الحكومة المصرية الجنسية قبل عامين، بعد مشوار حافل من العطاء، حيث كان يعامل طوال حوالي 71 عاما على أنه أجنبيا.

هذا ما قاله أحمد زكي عن الراحل محمد خان

دينا دهب

في أحد اللقاءات النادرة للراحل أحمد زكي، تحدث عن موهبة المخرج محمد خان بعد تعاونه معه في 6 أفلام سينمائية.

قال زكي: "محمد خان رجل متميز، ولي رصيد معه من الأفلام وأكن له كل الحب والاحترام، وكنا نختلف كثيرا ولكن في النهاية العمل الذي يخرج، وهذا الرجل مخرج رائع وأخرج أفلام رائعة".
يذكر أن أحمد زكي تعاون مع محمد خان في 6 أعمال وهي "أيام السادات"، و"مستر كارتيه"، و"أحلام هند وكاميليا"، و"زوجة رجل مهم"، و"موعد على العشاء"، و"طائر على الطريق
" .

المخرج محمد خان وافته المنية في الساعة الأولى من صباح الثلاثاء 26 يولية 2016، داخل مستشفي الأندلس بالمعادي عن عمر يناهز الـ73، وذلك بعد أن أصيب بوعكة صحية دخل على إثرها المستشفى، ولم يستطع الأطباء إسعافه .

وشعيت جنازته من مسجد الكويتي بشارع زهراء المعادي، ويقام العزاء الجمعة بمسجد عمر مكرم.

بالفيديو - 5 محطات فى حياة المخرج محمد خان

محمود عبد الحكيم

جزء كبير من الجمهور يهتم بكل تفاصيل الأعمال التى يشاهدها، لا يكتفي بمعرفة أسماء الأبطال الأساسيين فقط، بل يهتم بكل فريق العمل، المخرج والمؤلف والمنتج وحتى مؤلف الموسيقى التصويرية، ولكن جزء أكبر لا يهتم بصناع العمل، أو قد ينسى أسماء صناعه كثيرا، ولا يتذكر سوى البطل الذي شاهد صورته على الشاشة فقط، ولكنه قد يتفاجأ عندما يعلم أن هناك أسماء كبيرة أخرى عملت فى هذا العمل وراء الكاميرا، وأحد هؤلاء هو المخرج محمد خان الذي رحل صباح الثلاثاء 26 يوليو 2016، تاركا وراءه 27 فيلما من إخراجه.

ومن ضمن هذه الأفلام التي أخرجها المخرج الراحل كان هناك مجموعة من الأفلام التي لن ينساها الجمهور، ربما لأنها الأفضل وربما لأنها أثارت أزمة كبيرة، وفى هذه السطور نتذكرها معا.

أيام السادات ليس واحدا من أفضل الأفلام التي أخرجها خان فقط، ولكنه واحدا من أفضل الأفلام فى تاريخ السينما المصرية، فقد تكاملت فيه كل عوامل الإبداع، الإخراج، الإنتاج، الديكور، القصة وكل شيء، أضف إلى كل ذلك براعة أحمد زكي فى تجسيد شخصية الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وقد حصد الفيلم وقت عرضه في بداية الألفية الجديدة أكثر من 11 مليون جنيها، وهو رقم كبير فى ذلك الوقت.

فتاة المصنعفيلم أخر يعتبر محطة كبيرة فى حياة المخرج الراحل، وهو فيلمه قبل الأخير، الذي حقق به نجاحا كبيرا فى العديد من المهرجانات الدولية وحصد به العديد من الجوائز، الفيلم الذي تم إنتاجه عام 2013 وعرضه عام 2014، يناقش العديد من المشاكل التى تواجهها المرأة في المجتمع، وتم عرضه فى العديد من المهرجانات الكبيرة منها على سبيل المثال مهرجان "مالمو"، "دبي" و"دبلن"، وحصد 15 جائزة، ومثل السينما المصرية في النسخة الـ 87 من جوائز الأوسكار ضمن فئة أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية.

قبل زحمة الصيففيلم أخر يعتبر مهما في مسيرة المخرج الراحل، وهو الفيلم الأخير له الذي أخرجه العام الماضي، ونال الفيلم الكثير من الهجوم بمجرد عرض التريلر الخاص به، بعدما ظهرت هنا شيحة بطلة الفيلم بالمايوه، وتم تصنيف الفيلم "للكبار فقط" بعد حملة هجوم شرسة ضده، وبالرغم من كل ذلك لم يحقق الفيلم النجاح المنتظر وبلغت إيراداته ما يقرب 66 ألف جنيها فقط.

زوجة رجل مهمعودة إلى الثمانينيات مع هذا الفيلم العبقري الذي أظهر من خلاله محمد خان مدى تسلط بعض أصحاب النفوذ ممن يجمعون بين السلطة والمال، من خلال شخصية ضابط المباحث المتسلط الذي تنخدع فيه زوجته وتكتشف حقيقته بعد الزواج، وهو فيلم يناقش فى مضمونه العديد من المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تخص تلك الفترة، والتي لامست الواقع بشدة، وهو فيلم يعتبر من أهم الأفلام فى تاريخ أحمد زكي وميرفت أمين.

مستر كاراتيهبعدها بسنوات قليلة ومع بداية التسعينيات، وأيضا في وجود أحمد زكي، يقوم المخرج محمد خان بإخراج فيلم أخر يعتبر من أهم المحطات فى حياته، وهو الفيلم الذي حقق نجاحا كبيرا وقت عرضه، حيث كان الفيلم شعبيا جدا وقصته تلمس واقع أبناء الطبقات الدنيا والمتوسطة، بعدما كان بطل العمل يعمل فى جراح بعدما كان بطل فى لعبة الكاراتيه، وينجح فى معاونة الشرطة للقبض على أحد العصابات الخطرة.

موقع (في الفن) المصري في

26.07.2016

 
 

محمد خان..

”فارس المدينة”..”الحريف” الذي رحل “قبل زحمة الصيف

جمال النشار

رحل عن عالمنا وواقعنا الردئ صباح اليوم عبقري الإخراج “المصري” جداً (محمد خان)، رحل دون تفاصيل بعكس ما ترك لنا من إرث للتفاصيل. أتذكر حكاية أبي العامل الذي حكى لي كواليس تصوير (الحريف) في شارع “القبلية” في “كلوت بك” وكانت ورشة جدي وميراث أبي أمام موقع التصوير مباشرة..وكيف فَضل الأستاذ عادل إمام الراحة في سيارته بين المَشاهد على أن يقبل عزومة أبي بالاستراحة بداخل الورشة في الظل، بينما سحب “خان” كُرسياً قرب باب الورشة وجلس يدخن ببساطة وهو يبتسم للمارة ..وكيف كانت واجهة ورشة “أحذية النشار” التي مرت لرُبع ثانية في كادر من الفيلم مَصدراً للتَندر بَين أبي وبيننا..أتذكر تفاصيل روح الرجل الجامحة ومرحه وانطلاقه في حفل توقيع كتابه الأخير “مخرج على الطريق”، وعشقه الشديد للتفاصيل البسيطة حتى السُباب المصري التقليدي –راجع كم “يا جحش” في أفلامه-..وللمرأة .. وبطولتها في الحياة، أو على الشاشة أو خلف عربة الخضار في سوق ما…رحل ولم أستطع أن استشف منه سر اسم “فارس” الذي تكرر في أفلامه 3 مرات..

أتذكر تفاصيل مشاهد (نجاح الموجي) في الحريف..ومشاهد السطح القاتمة..أتذكر “فارس” وكُرته وطموحه..أتذكر أول مرة رأيت فيها أحلام هند وكاميليا، وكيف شعرت بالتعاطف الشديد – مع ملاحظة كوني طفل- مع “هند” (الشقيانة)..و(كاميليا) البائسة.. أتذكر المغامرة المثيرة “فرنسية” الأجواء مع (شمس المصوراتي) حيث أول فيلم مصري حركة أنظر له باحترام بعد فقاعات (حسام الدين مصطفى) سريعة التبخر.  بتفاصيله، ودراجته البخارية، وصديقته الفاتنة، و حتى مجلات “تان تان” بجوار فراشه..أتذكر هيامى بمنة شلبي في بنات وسط البلد آداء “محمود حميدة” في “فارس المدينة” الذي لم يكن ليظهر في أوجه إلا أمام كاميرا “خان”..وأتذكر كرهي الشديد – حقيقة- للضابط هشام أبو الوفا في زوجة رجل مهم…وأتذكر حتى أقل ما يمكن أن يقال عن “مستر كاراتيه”..الحلم العاجز الذي يتسلسل إلى روح القروي الأصيل..هل تستطيع انكار فلسفة “خرج ولم يعد” التي تنساب من بين زوايا التصوير؟

هل أنسى “نجوى” الملائكية ومُغامرتها الرومانسية؟ أم “هيام” ورقصة النصر الأخيرة في “فتاة المصنع” ؟ حتى خفة ظله الفائقة كممثل في “بيبو وبشير”..و”عشم” ..تفاصيل قاتلة تُشع من كل كادر يبدعه “خان”…ملامح السندريلا وخلجاتها في “موعد على العشاء”..السُمرة المصرية في بشرة “أحمد زكي”..حتى وجبة الوطنية قدمها خان في “أيام السادات” بابداع لم يصدقه من يعرفونه جيداً..بدا لى في أغلب الأوقات أنه يُخرج لسانه للبيروقراطية التي حرمته من “مصريته الأصيلة” لفترة طويلة قاربت الخمسين عاماً..وكأنه يقول بخفة ظله وانطلاقه (أنا مصري أكتر منكم يا ولاد الهرمة)..لم يفهمه الكثيرون..ولكن عشقه الكثيرون، لمس الأرض والتراب أكثر من أي مُخرج آخر بعد الرائع (عاطف الطيب) وبابتسامة بائسة أخبر العالم أنه لا يأبه لتكريم سوى الحب الشديد، وبطاقة مصرية أخرجها لنفسه، وبنفسه دون الحاجة لتوقيع مسئول، أو قرار رئاسي..وداعا يا عم خان.. أسطورة أخرى تخسرها السينما المصرية.

موقع (قل) المصري في

26.07.2016

 
 

"بنات روز".. آخر أفلام "خان" يواجه "المجهول"

كتب: خالد فرج

يواجه فيلم "بنات روز" مصيرا مجهولا بعد وفاة مخرجه محمد خان،  الذي انتهت زوجته المؤلفة وسام سليمان من كتابة السيناريو، خاصة أنه كان يعتزم إنتاجه أيضا.

وأكد مصدر مقرب من زوجة المخرج الراحل، لـ"الوطن"، أن هناك اتجاها بعدم خروج الفيلم للنور باعتباره أحد أحلام الراحل، مضيفا "زوجة خان لم تتخذ قرارا بعد في ظل حالة الصدمة التي تسيطر عليها بعد وفاة زوجها".

وأوضح المصدر أن هناك جلسات عمل جمعت خان بالفنانة غادة عادل، التي رشحها لدور البطولة، إلا أنه تعرض لكسر في قدمه خلال وجوده في شقة ابنته "نادين"، ما جعله يُرجئ عقد هذه الجلسات لحين تعافيه من الإصابة، مشيراً إلى أن الأخير كان متحمسا بشدة لهذا الفيلم.

وتوفي المخرج الكبير محمد خان، فجر اليوم، عن عمر ناهز 74 عاما، إثر تعرضه لأزمة صحية، وشُيع جثمانه عقب صلاة الظهر من المسجد الكويتي بزهراء المعادي؛ ودفنه بمقابر الأسرة في المعادي.

بالفيديو| "البطيخة".. فيلم قصير لـ محمد خان عن حياة الموظفين عام 1972

كتب: حسن معروف

احتفى مهرجان الإسماعيلية للسينما التسجيلية في العام 2012 بمجموعة من الأفلام التسجيلية القديمة، التي أعادها إلى الكادر مرة أخرى قبل أن يطويها النسيان إلى الأبد، باعتبارها تجارب فريدة في بدايات مخرجين أصبحوا على قمة هرم السينما في ما بعد.

من ضمن هذه الأفلام كان فيلم "البطيخة" للمخرج محمد خان، الذي رحل عن عالمنا اليوم الثلاثاء عن عمر ناهز 74 عاما، بعد أزمة قلبية.

فيلم "البطيخة" من إنتاج 1972، أبيض وأسود، يتناول رحلة موظف حكومي من العمل إلى البيت، ويفتتح الفيلم بتداخل أصوات مكتبية مع طلبات منزلية توصيه بها زوجته، مع لقطات تركز على سلع منسية مثل الأحذية، وأدوات متهالكة مثل مروحة المكتب، لرسم صورة المستوى الاجتماعي التي يدور في خلفيتها الأصوات المتداخلة السابقة.

ويستمر تتابع الصور اليومية من رحلة الموظف حتى يصل إلى منزله حاملا "بطيخة" في أحد الأيام الحارة، التي تلقى احتفاء أسريا بها من الاستقبال حتى التجهيز ثم التبريد في الثلاجة حتى بعد تناول الغداء وتبدأ الأسرة في التهامها بأسلوب راق وكأنها "ديك رومي".

"جوه الكادر"... محمد خان "ممثلا" في 7 أعمال

كتب:سارة سعيد

التمثيل أحد الأوجه التي ظهر بها المخرج الكبير محمد خان خلال مشواره الفني، فرغم براعته في مجال الإخراج وتتدرجه داخله حتى أصبح أحد رواد مدرسة السينما الواقعية، لم يركن وقرر أن يجرب حظه في التمثيل.

ومثل خان في 7 أعمال خلال مشواره الفني، منها 6 أفلام سينمائية، وفيلم قصير ومسلسل، يمكنك معرفتها من خلال هذا التقرير التفاعلي:

فيلم "العوامة رقم 70" عام 1982

فيلم "واحدة بواحدة" عام 1984

فيلم "ملك وكتابة" عام 2006

فيلم "بيبو وبشير" عام 2011

فيلم "عشم" عام 2012

الفيلم "القصير بهية" عام 2013

مسلسل "إمبراطورية مين" عام 2014

وليد فواز ناعيا "خان": أتمنى أن ألقاك في الجنة

كتب: خالد فرج

نعى الفنان وليد فواز المخرج الراحل محمد خان، الذي وافته المنية فجر اليوم، عن عمر ناهز 74 عاما، وغير صورته عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بصورة المخرج الراحل.

وروي وليد حكايته مع المخرج الراحل التي بدأت في 2003 قائلا: "في عام 2003/2004 ذهبت لأجري كاستنج في فيلم (بنات وسط البلد) في مكتب المنتج محمد زين الله يرحمه، لمجرد أن الفيلم إخراج محمد خان، جلست أمام الأستاذ وعملت كاستنج على مشهد، ولم يبدو عليه أنه أقتنع".

وأضاف "وصلت بيتي وأنا أحلم بالعمل مع الأستاذ محمد خان، ما لا يعرفه أحد أن محمد خان كان سببا في تشكيل حلمي في أن أصبح ممثلا بعدما شاهدت (فارس المدينة) لمحمود حميدة في سينما سلمي بالزقازيق، أحببت أحمد زكي في (زوجة رجل مهم)، الفخراني أصبح عشق في (عودة مواطن) و(خرج ولم يعد)، نظرة مختلفة للفيشاوي في (مشوار عمر)، احترام متزايد لموهبة غادة عادل وخالد أبوالنجا في (شقة مصر الجديدة)".

وتابع: "في عام 2008/2009 تلقيت أهم مكالمة تليفونية، وهي وقوع اختيار الأستاذ محمد خان لي لأداء دور مهم في فيلم (المسطول والقنبلة)، ذهبت لمدينة السينما وأنا أطير من السعادة، وقابلت الأستاذ الذي قال لي: (انت ممثل كويس وعجبتني مع خيري)، يقصد خيري بشارة".

واستطرد: "لا تتصوروا مدى فرحتي وسعادتي، كنت أرى الحياة وردية، شاء الله سبحانه وتعالى أن يتوقف الفيلم، وحزنت فترة لكن رجعت للحياة، مرغما أو بإرادتي، لتستمر بأدائي الأدوار، ومقابلة الأستاذ أحيانا، وكانت تصلني عبارات إشادته بموهبتي في غيابي، لكن حلمي لم يتحقق بالعمل معه.. اليوم في غاية حزني أن جزءا من أحلامي لم يتحقق".

واختتم وليد روايته قائلا: "رحل من أحببني في الشاشة الفضية ونجومها، رحل محمد خان، رحمة الله عليك يا أستاذ خان، وأتمنى أن ألقاك في الجنة".

من كتاب "مخرج على الطريق".. "خان" يكشف "كليفتي"

كتب: ميسر ياسين

"مخرج على الطريق".. هكذا أراد المخرج الراحل محمد خان، أن يقدم عصارة مشواره المهني، في 600 صفحة، عبارة عن مقالات تحكي مواقف، وأسباب دفعته إلى كتابة سيناريو إرث كبير من الأفلام الناجحة.

يروي خان في كتابه سبب تسميته لفيلم "كليفتي" الذي أنتج عام 2004، بطولة باسم سمرة، بهذا الاسم: "أصول الكلمة يونانية، مصدر معلوماتي كان عن طريق صديق، حينما تساءلت عن مصدر الكلمة، وأفتى هو بالمعلومة، هذا حتى إنني فوجئت منذ بضعة أيام بشخص آخر يؤكد لي أن أصل الكلمة إنجليزي وليس يوناني، وقد انتشر خاصة أثناء الاحتلال الإنجليزي في مصر وعلى لسان الجنود، وفي قلق قررت البحث شخصيًا عن المصدر، وبعد التوغل في قواميس عديدة وصلت في النهاية إلى أن أصل الكلمة إنجليزي من دون أدنى شك، وهي كلمة kalepht أي كليفتي بمعنى لص، وهذا الوصف ذاته يأتي من كلمة علمية المصدر ألا وهي kleptomania "كلبتومينيا" وتعني مرض السرقة".

وتابع خان في كتابه: "ربما يتسائل القارئ مادخل أصول الكلمة بسيناريو الفيلم، والرد على ذلك هو أنه من دون ثقتي في المعلومة وبالتالي في الكلمة كيف يتوالد داخلي ثقة في السيناريو ذاته".

في أقل من يومين.. وفاة محمد خان وذكرى رحيل يوسف شاهين

كتب: حسن معروف

يومان لن يمرا في ما بعد مر الكرام على مصر والعالم العربي ومحبي السينما في العالم، فقدنا في أحدهما (27 يوليو 2008) قبل 8 سنوات الحدوتة المصرية يوسف شاهين، واليوم الثاني (26 يوليو 2016) شهد غروب شمس فارس السينما محمد خان.

رحل يوسف جبرائيل شاهين صباح الأحد 27 يوليو 2008 بعد أن فقد الوعي ونقل إلى المستشفى يوم الأحد 15 يونيو 2008، مصابا بغيبوبة كاملة نتيجة نزيف في المخ، وفي اليوم التالي غادر إلى فرنسا للعلاج بعد أن وصف الأطباء حالته بأنها خطيرة. وبعد نحو شهر من مكوثه في باريس أعيد شاهين إلى مصر ليدخل مستشفى للقوات المسلحة بالقاهرة وقال الأطباء إنه دخل مرحلة الغيبوبة الكاملة، وظل بها حتى وافته المنية.

وفي ليلة ليست أقل حزنا من ليلة رحيل يوسف شاهين، ودعت مصر مخرج "الحريف" محمد خان إلى مثواه الأخير في 27 يوليو 2016، بعد أزمة قلبية دخل على أثرها أحد مستشفيات المعادي وتوفي هناك.

رسخ يوسف شاهين سينما الواقعية كامتداد أكثر وعيا لصلاح أبو سيف (10 مايو 1915 ـ 23 يونيو 1996)، بدأها بـ "باب الحديد" وظهر نضجه الواقعي في "الأرض" واستمر وعيه في الثراء حتى وصل إلى "العصفور" و"عودة الابن الضال".

أما خان فقاد موجة "الواقعية الجدية" بفيلم "ضربة شمس"، وكانت كاميرته "الحية" ترصد جدران البيوت وغبار الشوارع والحارات وتحفظ الوجوه المصرية التي تحكي من تلقاء نفسها معاناة هذه الفترة، وأثر القضايا الاجتماعية المعقدة على الإنسان وعلى شوارع المدينة نفسها.

حكاية الفيديو الكليب الوحيد لمحمد خان.. أخرجه ردا للجميل

كتب: ميسر ياسين

روى المخرج الراحل محمد خان في كتابه "مخرج على الطريق"، حكاية الفيديو الكليب الوحيد الذي أخرجه طوال مسيرته الفنية.

وقال خان في كتابه: "يعتقد الكثيرون أنني من محترفي إخراج الفيديو كليب، على الرغم من أنني لم أخرج إلا أغنية واحدة وهي (عدى الهوى) للمطربة حنان ماضي، وذلك إهداء لزوجها الملحن ياسر عبدالرحمن، رد جميل لتبرعه بموسيقى تصويرية فيلمي (يوم حار جدًا) التي غنَّت زوجته الأغنية المرافقة لعناوين الفيلم، بعد أن رفض محمد فؤاد أن يغنيها متدخلًا في كلمات الشاعر مدحت العدل، ما دفعني إلى استبداله".

وأضاف: "منذ عدة سنوات وقبل انتشار الفيديو كليب اتفق معي إيمان البحر درويش على تقديم شريط فيديو ساعة لبعض من أغانيه منها (كوني نار) و(ضميني) و(طير في السما)، وعلى الرغم من دراسة كل الأغاني واختيار أماكن تصوير كل منها، وتحديد رؤية كل أغنية فإنَّه تراجع في آخر لحظة عن التجربة أو المغامرة، خوفًا من الناحية الاقتصادية البحتة، بعد عدة سنوات كانت هناك محاولة مع أغنية علي الحجّار، التي لم تكن قد صدرت بعد تحت عنوان (ولا أنت اللي) للشاعر سيد حجاب ونالت نفس المصير".

الوطن المصرية في

26.07.2016

 
 

مهرجان القاهرة السينمائي يمنح محمد خان جائزة تقديرية

القاهرة - أحمد الريدي

بعد رحيل المخرج #محمد_خان عن العالم صباح اليوم الثلاثاء عن عمر يناهز الـ74 عاما، إثر أزمة صحية ألمت به، أعلنت إدارة #مهرجان_القاهرة السينمائي الدولي عن تكريمه في الدورة المقبلة.

وفي تصريحات خاصة لـ"العربية.نت"، أكدت رئيسة المهرجان الدكتورة #ماجدة_واصف أن التكريم لم يكن بسبب وفاة المخرج محمد خان، لكن قرار منحه #جائزة_فاتن_حمامة التقديرية جاء منذ وقت طويل، وكان الراحل على علم به من وقتها.

وأوضحت رئيسة #مهرجان #القاهرة أنهم تواصلوا مع المخرج الراحل بشأن التكريم، خاصة أنه سيكون هناك قسم خاص يحمل اسم محمد خان بالدورة المقبلة، على أن تعرض مجموعة من أفلامه، مشيرةً إلى أن خان كانت له ملاحظات على الأمر، وطلب عرض #أفلام معينة خاصة أنها لم تحصل على حقها في العرض الجيد للجمهور، لذلك تمنى أن تحصل على هذا الأمر وقت عرضها بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

كما أشارت ماجدة واصف إلى أن هناك كتابا أوشك الكاتب الصحافي محمود عبدالشكور على الانتهاء من إعداده يحمل اسم "سينما محمد خان"، يتحدث عما قدمه الراحل من أعمال أثرت في #السينما المصرية، معربة عن حزنها لرحيل خان، خاصة أنها كانت تتمنى أن يكون متواجدا من أجل الحصول على درع التكريم في حفل افتتاح الدورة المقبلة.

وتنطلق الدورة الـ38 من مهرجان القاهرة السينمائي منتصف شهر تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، حيث يحصل أحمد حلمي على جائزة فاتن حمامة للتميز بينما يحصل خان على جائزة فاتن حمامة التقديرية.

العربية نت في

26.07.2016

 
 

شيّعت جنازته من قبل مئات المواطنين والفنانين المصريين

رحيل المخرج المصري محمد خان عن عمر 74 عاما

الجزائر: ح.ع/ الوكالات

ووري، أمس، التراب بمقبرة المعادي بالقاهرة، المخرج المصري الكبير محمد خان، الذي توفي، أول أمس، عن عمر ناهز 74 عاما إثر تعرضه لأزمة صحية. ويعد خان من أبرز مخرجي السينما الواقعية في مصر، تناولت أعماله الواقع السياسي والاجتماعي. ومن أبرز أفلامه “زوجة رجل مهم”، و«أيام السادات”، و«ضربة شمس”، و«فتاة المصنع”.

تم دفن محمد خانفي منطقة زهراء المعادي، بمقابر الأسرة في المعادي، وسط حزن وبكاء شديد من المتواجدين بفقدانهم مخرجا عظيما ومهما أثر في السينما المصرية بأفلامه. وحرص على حضور الجنازة كل من الفنان خالد النبوي، وسيد رجب، وسامح الصريطي، والمنتج محمد حفظي، والإعلامي محمود سعد، والمخرج يسرى نصر الله، والمنتج جايي خوري، والمخرجة كاملة أبو ذكرى، والفنانة ابتهال الصريطي، سلوى محمد على، أشرف زكى نقيب الممثلين، ومدير التصوير سعيد شيمى، ونقيب السينمائيين مسعد فودة.

ولد خان في حي السكاكيني الشعبي بالقاهرة في 26 أكتوبر عام 1942 لأب باكستاني وأم مصرية، سافر خان في عام 1956 إلى لندن لدراسة الهندسة المعمارية، ولكن مسار حياته تغير هناك عندما التقى بشاب سويسري يدرس السينما، وأصبحا صديقين، وترك خان مجال الهندسة، والتحق بمعهد السينما في لندن، وقد أقام في العاصمة البريطانية سبع سنوات، تمكن خلالها من التعرف على مختلف تيارات السينما السائدة آنذاك في أوروبا.

عاد خان إلى مصر في 1963 حيث عمل في شركة إنتاج سينمائي، تحت رعاية المخرج صلاح أبو سيف، في قسم السيناريو. ثم سافر إلى لبنان وعمل هناك مساعد مخرج مع عدد من المخرجين اللبنانيين، منهم يوسف معلوف، ووديع فارس، وكوستا، وفاروق عجرمة. وعقب حدوث نكسة 1967 توجه محمد خان إلى لندن مرة أخرى، ثم عاد إلى مصر في عام 1977، ليبدأ رحلته مع الإخراج.

اشتهر محمد خان بفيلم “ضربة شمس” في عام 1978، ثم بفيلم “طائر على الطريق” 1981، و«خرج ولم يعد” 1984، و«زوجة رجل مهم” 1988، و«أحلام هند وكاميليا” 1988، و«سوبر ماركت” 1990، و«أيام السادات” 2001، و«في شقة مصر الجديدة” سنة 2007. كما كتب خان عدة سيناريوهات منها “سواق الأتوبيس” الذي أخرجه عاطف الطيب في 1982
وقال خان لبي بي سي عندما حصل على الجنسية المصرية، منذ سنتين بقرار جمهوري في 2014 إن “أصعب لحظة أواجهها هي تقديم جواز السفر البريطاني في مطار القاهرة، فساعتها يسألني موظف المطار عن جنسيتي، فلا أدري ماذا أقول وأظل أستنكر بداخلي هذا السؤال، فأنا مصري وُلدت وتربيت في شوارع القاهرة وأحيائها الشعبية
”.

ويؤمن خان بأن “الفن هو وسيلة تعبير الفنان عن وجهة نظره في كل شيء، ويمكن للفنان أن يقول ما يريد من خلال أعماله، وهنا تكون الرسالة أوضح.”

وحصلت أفلام خان على جوائز من مهرجانات عالمية، من بينها جائزة التانيت الفضي، وجائزة أفضل ممثل ليحيى الفخراني عن فيلم “خرج ولم يعد” من مهرجان قرطاج السينمائي الدولي 1984، وجائزة السيف الفضي وجائزة أفضل ممثل لأحمد زكي عن دوره في فيلم “زوجة رجل مهم”، من مهرجان دمشق السينمائي الدولي 1987. وحصل فيلمه “أحلام هند وكاميليا” على جائزة أفضل ممثلة لنجلاء فتحي في مهرجان طشقند الدولي بالاتحاد السوفييتي 1988. كما حصل فيلمه “فتاة المصنع” على جائزة الصحافة الدولية لأفضل فيلم روائي طويل من مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته العاشرة.

الخبر الجزائرية في

26.07.2016

 
 

محمد خان.. رحيل أحد نجوم السينما الواقعية

تاريخ ومكان الميلاد: 26 أكتوبر 1942 - القاهرة

المهنة: مخرج سينمائي

الوفاة: 26 يوليو 2016

الدولة: باكستان ,مصر

محمد خان مخرج سينمائي باكستاني حصل على الجنسية المصرية عام 2014، يعتبر من رواد المدرسة الواقعية في السينما، قدم أفلاما متميزة حصل بفضلها على جوائز كثيرة، وجمعته بالراحل أحمد زكي مسيرة فنية توجت بأفلام بارزة بينها "زوجة رجل مهم". 

المولد والنشأة

ولد محمد خان في مصر بحي السكاكيني الشعبي في القاهرة يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول 1942 لأب باكستاني وأم مصرية، ولم يحصل على الجنسية المصرية إلا قبل وفاته بسنتين، وبالضبط عام 2014 بقرار رئاسي.

الدراسة والتكوين

سافر محمد خان إلى إنجلترا عام 1956 لدراسة الهندسة المعمارية، لكنه التقى هناك بصديق سويسري يدرس السينما، فأثر على محمد خان الذي ترك الهندسة وانطلق يدرس السينما، وأنهى دراسته عام 1963.

المسيرة الفنية

رجع محمد خان إلى القاهرة ودخل في تجارب سينمائية حيث عمل بقسم السيناريو في شركة إنتاج سينمائي تحت إشراف المخرج صلاح أبو سيف، ثم ما لبث أن غادر إلى لبنان وعمل مساعد مخرج.

غير أنه مرة أخرى فضل العودة إلى إنجلترا وأنشأ دار نشر وأصدر كتابين عن السينما المصرية والتشيكية. وفي 1977 عاد إلى القاهرة وقدم فيلم "ضربة شمس" عام 1978.

أنجز محمد خان 24 فيلما طويلا شكلت علامة فارقة في تاريخ السينما المصرية، ومن بينها فيلم "زوجة رجل مهم" رفقة أحمد زكي وميرفت أمين، حيث يحكي قصة ضابط أمن لا يترك فرصة تمر دون أن ينتهك فيها حقوق الإنسان، مما شكل معاناة لزوجته ومحيطه، قبل أن تنقلب الأوضاع ويقال من منصبه ويعيش المأساة.

وبرفقة أحمد زكي أيضا قدم فيلم "أيام السادات" الذي يحكي قصة حياة الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات منذ أيامه الأولى وحتى حادثة اغتياله عام 1981 في المنصة أثناء الاحتفالات بنصر 6 أكتوبر.

وقد جمع فيلم آخر بين رفيقي درب الفن السابع محمد خان وأحمد زكي، هو "مستر كاراتيه".

كما قدم خان أفلاما بينها "الحريف"، و"فتاة المصنع"، و"خرج ولم يعد"، و"طائر على الطريق"، و"أحلام هند وكاميليا".

وكان آخر أفلامه قبل وفاته "قبل زحمة الصيف". وظهر كممثل في مشاهد قليلة ببعض الأفلام المصرية، مثل "ملك وكتابة" من إخراج كاملة أبو ذكري، و"بيبو وبشير" من إخراج مريم أبو عوف.

وبفضل تنوع المواضيع التي عالجها في أفلامه وقربها من هموم المواطن البسيط، اعتبر محمد خان من رواد الواقعية في السينما.

ظل خان يشرح أن "الفن وسيلة تعبير الفنان عن وجهة نظره في كل شيء، ويمكن للفنان أن يقول ما يريده من خلال أعماله، وهنا تكون الرسالة أوضح".

الجوائز والأوسمة

فاز محمد خان خلال مسيرته الفنية الطويلة بعدة جوائز، بينها جائزة الاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين في مهرجان دبيالسينمائي الدولي عام 2013، وذلك عن فيلم "فتاة المصنع".

وكان مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يعد لإصدار كتيب عن "سينما محمد خان" لإصداره بمناسبة تكريمه في دورة نوفمبر/تشرين الثاني 2016.

وشارك محمد خان كعضو لجنة تحكيم في كثير من المهرجانات الدولية، كما تم تكريمه عام 2008 من طرف المهرجان المصري القومي 14 للسينما.

الوفاة
توفي محمد خان في فجر الثلاثاء 26 يوليو/تموز 2016 جراء أزمة قلبية مفاجئة نقل على إثرها إلى المستشفى.

المصدر : الجزيرة,مواقع إلكترونية

الجزيرة نت في

26.07.2016

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)