على مدار تاريخ السينما
المصرية تم انتاج نحو اثنين وسبعين فيلما
(1)
سينمائيا عن طريق التعاون المشترك مع دول عربية وأجنبية. تنوعت هذه الأفلام
ما بين روائي طويل, وروائي قصير, وتسجيلي. أُنتج منها نحو اثنى عشر فيلماً
بالتعاون مع دول عربية, وستين فيلماً مع دول أجنبية. احتلت فرنسا الترتيب
الأول وصل إلى أربعة وثلاثين فيلماً. وحدث ذلك أيضاً فيما يتعلق بالدول
العربية حيث جاءت مساهمات فرنسا في الإنتاج السينمائي المشترك في المقدمة.
أما في مصر فكان لشركة
"أفلام مصر العالمية" نصيب الأسد في مجال الإنتاج السينمائي المشترك. فلم
تُوجد شركة في مصر أو في الوطن العربي استطاعت إنجاز ما حققته تلك الشركة
من خلال التعاون السينمائي الأجنبي المشترك، إذ أنتجت ستة وثلاثين فيلماً
مشتركاً مع دول أوروبية وعربية, أي بنسبة 50% من إجمالي الإنتاج المصري
المشترك منذ عام 1946 وحتى عام 2006 . كان من بينها ثلاثة وثلاثين فيلماً
مع دول أوروبية, وأربعة أفلام
(2)
روائية طويلة بالتعاون مع دول عربية. من بين هذه الأفلام عشرون فيلماً
روائياً طويلاً, وثلاثة أفلام روائية قصيرة ، وثلاثة عشر فيلماً تسجيلياً.
بدأت جمع بيانات هذه
الفيلموجرافيا عام 1998 وانتهيت منها عام 2007. كانت البداية بإعداد مجموعة
حلقات تليفزيونية عن الإنتاج السينمائي المشترك . وأثناء البحث تطورت
الفكرة لتُصبح مشروع كتاب، ثم تبلورت رؤيتي للموضوع أكثر فقررت التقدم به
كدراسة للحصول على درجة الماجستير تحت عنوان "التوجهات الإعلامية للإنتاج
السينمائي المشترك في مصر"، دراسة تاريخية تحليلية، 1946 – 2004.
أثناء قيامي بكتابة رسالة
الماجستير قمت بعمل مواز لها ، وهو إعداد فيلموجرافيا لأفلام الإنتاج
المشترك في مصر والوطن العربي 1946 – 2006 . كنت أحلم بإعداد فيلموجرافيا
تتضمن تفريغ كامل لتترات الشريط السينمائي لسببين. الأول توثيقي، ذلك أن
بعض المخرجين والمنتجين المهمين وكذلك الممثلين في بعض الأفلام عملوا خلف
الكاميرا كـ"كلاكيت" أو في مجال العلاقات العامة. فمثلاً المخرج "عاطف
حتاتة" ذُكر اسمه ككلاكيت في فيلم "إسكندرية كمان وكمان" للمخرج "يوسف
شاهين"، والمنتجة "ماريان خوري" ذكر اسمها ككلاكيت في فيلم "سرقات صيفية"،
والممثل "سيف عبد الرحمن" عمل في مجال العلاقات العامة في كثير من أفلام
"يوسف شاهين"، وغيرهم كثيرون. السبب الآخر أنني عندما كنت أتابع التترات
خصوصاً مع أفلام "يوسف شاهين" وتلاميذه وجدتهم يُسجلون أسماء جميع أفراد
طاقم العمل بما فيهم عامل البوفيه والنجارين وسائقي الشاحنات، تقديراً
لجهودهم، فشعرت أن من واجبي أنا أيضاً أن أحترم هذا التقدير وأقوم بتوثيقه.
وقد نجحت في تحقيق هذا مع الأفلام المصرية.
كانت المصادر التي استندت
إليها هى شرائط هذه الأفلام السينمائية والتي ساعدني في الحصول عليها :
السيدة ماريان خوري، المخرج عاطف حتاتة، المخرجة أسماء البكري، الناقد
السينمئي محمد عبد الفتاح. كما لجأت إلى أرشيف المركز الكاثوليكي المصري
للسينما والتليفزيون للحصول على بيانات الأفلام "المفقودة"، أي التي لا
تُوجد لها أشرطة سينمائية داخل مصر. واستعنت بأرشيف دار الكتب والوثائق
المصرية، وملفات الرقابة على المصنفات الفنية حيث أتاح لي الأستاذ "علي أبو
شادي" رئيس الرقابة على المصنفات الفنية فرصة الإطلاع عليها. إلى جانب ذلك
أفادتني بعض الموسوعات والمراجع العربية والفرنسية، وبعض المواقع
السينمائية باللغة الإنجليزية على الإنترنت خصوصاً فيما يتعلق بأفلام الدول
العربية.
أمل الجمل
|