مثلما فعل الفرنسي هنري لانجلوا وهو يشيّد السينماتيك الفرنسية بالتقاط نسخة من كل
فيلم يتم انتاجه في مختلف أنحاء العالم ليحتفظ بها في أرشيف السينماتيك لكي تكون
متاحة لكل باحث أو ناقد أو مجرد متفرج محب للسينما،
كذلك كان يفعل الصديق حسن حداد في تشييد موقعه السينمائي "سينماتك" (هل اختيار
الاسم محض مصادفة؟) على شبكة الانترنت. وحتى قبل الموقع، كان حداد يؤسس أرشيفه
السينمائي ورقةً ورقةً بدأب طائر يبني عشه قشةً قشةً.
بصبر وإرادة وحب كان يبحث عن المواد السينمائية التي تتصل بكل عناصر الفيلم من
مقالات نقدية، بحوث، حوارات، آراء، أخبار، مهرجانات. كان يتابع مختلف المجلات
والجرائد، ومن جوفها ينتزع ما يثير اهتمامه أكثر، ما يفتنه أكثر: أي كل ما يتصل
بالسينما.
تقدر أن تسميه عاشق السينما، أو مجنون السينما.
لن يغيّر ذلك شيئاً من طبيعة الولع الذي استبد به مبكراً وهو يشاهد الأفلام أولاً،
ثم يقع أسير فتنة لا فكاك منها، فيصرّ على أن يعرف كل شيء عن هذا العالم الآسر، كل
جوانبه وخفاياه، كل من يساهم في صنعه أو بنائه أو تشكيله أو زخرفته.. شغفه بالمعرفة
يدفعه إلى جمع القصاصات، لا يرميها بعد قراءتها بل يحتفظ بها. يؤسس أرشيفاً يتزايد
يوماً بعد يوم. ولأنه بعيد عن الأنانية، يعرض أرشيفه لمن يرغب في الاطلاع، في
الاستعلام، في البحث. ثم ينتقل من الأرشيف الورقي إلى الالكتروني، فيفتح شرفة واسعة
على فضاء لا حدّ له. وبسخاء يتيح مساحات من موقعه لأقلام نقدية جادة تنشر فيها
نتاجاتها بحرية ووقتما تشاء.
الآن، بعد سنوات من التأسيس وإثبات الحضور والتطور المستمر، نلمس الشغف ذاته، الدأب
ذاته، الحماس ذاته..
الموقع يكبر، يزداد رواده، تتسع رقعة المشاركات،
وحسن حداد لا يزال يؤثث موقعه بالجديد من الكتابة ومن الأخبار.. بحب لا حدّ له. |