لايسعني بمناسبة الاحتفال بمرور 15 عاما على تأسيس موقع سينماتك حسن حداد الضروري
إلا أن أسجل هنا عدة ملاحظات
أن الموقع لعب دورا كبيرا وحاسما في عمليات التوثيق الواعي لثقافة السينما في
بلادنا، وهو الدور المنوط بنقاد السينما من نوع هذا الدرويش النادر المتصوف
والانسان الجميل أولا، الناقد البحريني حسن حداد، الذي خطفته جنية السينما الجميلة
التي استحوذت ومنذ زمن طويل على أرواحنا..
وحيث أن هذا الدور، يقينا، من خلال التوثيق لتاريخنا وذاكرتنا، لن تستطيع ولن يكون
بوسع مؤسسات السينما الرسمية البيروقراطية المتخلفة في بلادنا أن تقوم به، بعد ان
ثبت أن الهم الوحيد المشغولة به تلك مؤسسات هو نهب السينما، وجعلها وسيلة للكسب
والتجارة و الشطارة والفهلوة، في زمن التردي العام والفساد الاداري الفاضح..
حتى يمكن الآن القول بأن صناعة السينما المصرية والعربية صنعت خلال العشر سنوات
الأخيرة "طبقة" جديدة من التجار الشطار الجدد مخرجين ورجال أعمال ومقاولين وممثلين
وكتاب سيناريو، بمفاهيم ومواصفات جديدة، لماهية السينما، مواصفات هي أبعد ماتكون عن
ربط السينما بمشاكل شعب، وهموم عصر وبلد..
وهناك ثانيا وثالثا بالطبع بمناسبة الاحتفال البهيج، بعد أن أصبح سينماتيك حسن
حداد الحاسم "ضرورة" في حياتنا الثقافية العربية، من ذلك انفتاح الموقع على سينمات
العالم من خلال المتابعات التي يقدمها للمهرجانات السينمائية العالمية التي تحكي
من خلال أفلامها عن تناقضات مجتمعاتنا الانسانية، وتربط السينما بهموم الناس و
العالم، وهي تطرح تساؤلات الوجود الكبرى، وتنشغل بحلم "هند" أخرى أكثر حبا وعدالة
وتسامحا خلف التلال..
شكرا لحسن حداد على أرشيفه الضروري، وحلم السينما العظيم، "حضارة السلوك الكبري"
كما أحب أن أسميها..