استضافت
الهيئة الملكية الاردنية للافلام مساء اول امس المخرج الياباني ماكوتو
تشينكاي صاحب التجارب البصرية الابداعية في مجال رسوم الكارتون والذي يشرف
على ورشة عمل في هذا النوع من الفنون في مقر الهيئة بمشاركة مجموعة من
الشباب الاردنيين الراغبين في تنويع تجاربهم بافلام الرسوم المتحركة.
وقبيل عرض
فيلمه المعنون اصوات النجوم البعيدة تحدث تشينكاي للحضور الكثيف عن
تجربته في صنع هذا النوع من الافلام واهمية وجودها كصنف ابداعي جديد لثقافة
الصورة والخطوات التي تدرجت فيها تجربته التي قادته ليكون واحدا من ابرز
العاملين والخبراء في تقنيات الرسوم التي يستحضرها غالبا من معايشته
للانسان في هذا العالم المعاصر وما يحيط به من تحديات علمية وخيال علمي
فائض الاحاسيس والمشاعر الذي يتواصل من خلاله مع ثقافات وحضارات متنوعة .
لفت
ماكوتو تشينكاي عشاق الرسوم المتحركة العام 2002 حين كان عمره 29 عاما
بفيلمه أصوات النجوم البعيدة الذي كتب قصته بنفسه بالاضافة الى قيامه
بالاخراج وسائر الاعمال التقنية الجذابة بخلفياتها وايقاعاتها المتمكنة من
الابعاد واعماق الصورة وكانه يحمل كاميرا تصوير تلتقط لقطاتها بادراك عين
ذات شغف بتكوينات وزاويا الصورة باسلوب فني رشيق بحيث ادهش الحضور في جميع
المناسبات التي عرض فيها الفيلم وتناولته اقلام النقاد بالتحليل والاعجاب
نظرا لفرادته ومهنيته العالية المستوى التي بلغها عبر توظيفه لجهاز كمبيوتر
واحد. برع المخرج في عمل سائر عناصر الفيلم لوحده باستثناء التأليف
الموسيقي وهندسة الصوت حتى انه لعب دور ممثل الاصوات و كما يذكر في موقعه
على الانترنت لقد مررت بمحنة انتاج فيلم مستقل ذي جودة عالية
بالتكنولوجيا الرقمية و بما ان صناعة الرسوم الكارتونية تتطلب الكثير من
التكاتف والعمل الجماعي فان فيلمه اصوات النجوم البعيدة اعتبر بحق من
بين الافلام التي تتكئ على الجهد الذاتي لمخرجه وجرى دراسة تجربته باهتمام
شديد والغوص في مضامينه الانسانية الطافحة بالجماليات من خلال قصة حب بين
اثنين على مسافة بعيدة في الفضاء الخارجي الامر الذي قاده الى خوض منافسات
شديدة في العديد من المهرجانات العالمية وفاز باكثر من جائزة رفيعة من
بينها جائزة أفضل مشارك جديد في مهرجان طوكيو الدولي لافلام الرسوم
المتحركة العام 2002. كما وغدا الفيلم من اكثر الافلام رائجة في الاسواق
العالمية .
تاتي
زيارة المخرج الشاب تشينكاي ضمن جهود الهيئة الملكية الاردنية للأفلام و
السفارة اليابانية بعمان ومؤسسات اخرى تعنى بهذا النوع من الفن من اجل
المشاركة في ورشة عمل من المستوى المتوسط لمدة اسبوع خاصة بالعاملين في
مجال الفنون المرئية والتي تشتمل ايضا على عرض لعدد من من افلامه وافلام
لمخرجين يابانيين من ذات النوع في المركز الثقافي الملكي . يشار الى انه
بعد نجاح فيلم تشينكاي الاول أطلق فيلمه التالي المكان الذي وعدنا به في
أيامنا تلك العام 2004الحائز على جوائز في مهرجانات دولية مثل مهرجان
كندا لافلام الفنتازيا بالاضافة الى جوائز عديدة في اليابان.
واعتبرالمخرج ماكوتو تشنكاي فيلمه الثالث 5 سنتيمتر في الثانية الذي
سيعرض يوم السادس والعشرين من الشهر الجاري بعمان .. انه ليس حول الكون و
الفضاء والروبوتات العملاقة بل قصة انسانية دافئة عن مصائر اولئك البسطاء
الذين يعيشون في اليابان حاليا وهو ما زال يعرض بنجاح منذ بدء عروضه اوائل
العام الماضي في صالات السينما باليابان .
الرأي الأردنية في 19
يناير 2008
|