قلما
يتحدث
النجم السوري فراس إبراهيم عن مشروع مسلسل «أسمهان» رغم انه
عرّابه. ولو أحصينا ما
نقل من تصريحات تتعلق بالمسلسل المتعثر الولادة، لما امكن التقاط أكثر من
تصريحين
أو
ثلاثة له. وما عدا ذلك «كنت أقرأه يوميا كما يقرأه الآخرون»، كما يقول هو
نفسه
في حواره هذا مع «السفير». متسائلاً عن السبب في « كل هذا
الضجيج والملاحظات
والاتهامات؟!» في اشارة الى كثافة المقالات والتحليلات التي تناولت صعوبات
المسلسل
والصراع حوله.
إلا أن
تأجيل العمل المتتالي وتغيير مخرجيه وتعاقب أكثر من كاتب
للنص بدا مثيراً للسؤال. لذلك اتفقنا على الحديث بهدوء عن العمل، ولا سيما
أن ظروفه
الإنتاجية والفنية قد توافرت الآن. وحدد الأول من آذار بدء
عمليات التصوير الفعلية
بعد انتظار دام نحو ثلاث سنوات.
الملامح
النهائية للمساهمين في مسلسل «أسمهان»
ستكون كالتالي اذا: أربعة أسماء تتعلق بالنص «مؤلفا المسلسل هما قمر الزمان
علوش
وممدوح الأطرش، كتابة السيناريو والحوار للمخرج والكاتب نبيل المالح،
والمعالجة
الدرامية بما يتعلق بالبيئة المصرية للمصري بسيوني عثمان. أما
الإخراج فسيكون
للتونسي شوقي الماجري، الذي تابعنا له العام الماضي مسلسلين: «الاجتياح» عن
اجتياح
اسرائيل لمخيم جنين في فلسطين المحتلة، و«نمر بن عدوان» عن شخصية شاعر
بدوي. اما
شخصية «أسمهان» فسوف تجسدها الممثلة السورية سلاف فواخرجي، في
حين يلعب الفنان «عابد
فهد» دور «الأمير حسن الأطرش»، وفراس ابراهيم دور «الأمير فؤاد». وحالياً،
البحث جار عن ممثل مصري لشخصية فريد الأطرش وعن ممثلة لبنانية أو سورية
لأداء دور
أم «أسمهان» علياء المنذر. أما الجهة المنتجة فهي في الحقيقة
جهات أربع «مؤسسة فراس
إبراهيم»، وشركة «فرح ميديا» للمنتج إسماعيل كتكت، و«مدينة الإنتاج
الإعلامي»
المصرية، و«محطة خليجية ستتولى العرض الحصري، ولن يعلن عن اسمها إلا بعد
انتهاء
التعاقد معها»، كما قال ابراهيم لـ«السفير». وتقدر ميزانية العمل بين ثلاثة
وأربعة
ملايين دولار، وستتم عمليات التصوير بين سوريا ومصر وتركيا
والأردن.
وفي
تفاصيل
ما بدا انه تسوية حصلت حول المسلسل، يقول الفنان إبراهيم «تم
شراء النص من المخرج
ممدوح الأطرش، الذي كان متعاوناً مع الكاتب قمر الزمان علوش في كتابته. وهو
نص
مكتوب بشكل شيق، ولكن من وجهة نظري بدا كلاسيكياً. وكنت أرى أن المرحلة
التاريخية
والتنوع الجغرافي وشخصية أسمهان تستحق جميعها أن يكتب النص
بشكل مختلف. لذلك، قدمت
هذا النص لنبيل المالح لإخراجه، الذي أبدى تحفظات على الطريقة التي طرح بها
الموضوع، والذي لا يتناسب مع رؤيته لتقديم الشخصية، فقرر كتابة سيناريو
وحوار جديد
له، بعد موافقة خطية من كاتبيه الأصليين الأطرش وعلوش». ويضيف
ابراهيم «استغرقت
الكتابة الجديدة عاماً ونصف العام، بعدها أخذت النص إلى مدينة الإنتاج
الإعلامي في
مصر، وعملت اتفاقا معهم لتنفيذ العمل. لكننا آثرنا تأجيل إنتاج العمل
لعامين
متتالين. هذا العام طلبت التعاون مع إسماعيل كتكت منتج مسلسل
«الملك فاروق» كوني
احتاج لجهة تتعاون معي في مصر، وعندما عرض كتكت النص على مستشاريه، طُلب
منا إجراء
تعديلات فيه لها علاقة ببنية الحياة المصرية التي لا يستطيع أي منا
التقاطها في
سوريا، فتم إعطاء العمل للكاتب بسيوني عثمان ليعمل له نوعاً من
المعالجة الدرامية،
مع
الحفاظ على روح وجوهر النص المكتوب». وحول تعاقب أكثر من مخرج على العمل
قال
إبراهيم «أول من طرح عليه إخراج العمل هو المخرج نبيل المالح، إلا انه
اعتذر بعد
عامين مفضلاً السينما على التلفزيون. والتزم بمساعدتي في البحث
عن مخرج جديد،
اتفقنا بعدها مع المخرج بسام سعد. ومع تغير جهات الإنتاج معي، لم استطع أن
أدافع عن
خياري بسام سعد، فقد كانت الجهات الإنتاجية التي أخاطبها توجه لي دوماً
سؤالين: من
مخرج العمل ومن سيجسد شخصية أسمهان؟ واتفقنا أخيراً على أن
تكون الفنانة سلاف
فواخرجي هي من تجسد شخصية «أسمهان»، وان يكون مخرج العمل باسل الخطيب. خلال
هذا
الوقت أتيحت فرصة أخرى للمخرج الخطيب فارتبط بمسلسل عن الرئيس الراحل جمال
عبد
الناصر، وعندها أوكلت مهمة الإخراج للتونسي شوقي الماجري».
وعن أسباب
التأجيل
المتعاقب للعمل، قال إبراهيم «عندما درست السوق في العام الاول،
رأيتها غير مناسبة.
فقد أنتج مسلسل عن عبد الحليم حافظ، و ما أحببت الخوض بمنافسة معه، لاسيما
أن ظروف
إنتاجه كانت مواتية لتستقطب الناس. فآثرت تأجيل «أسمهان» للعام الذي يليه
وفيه تم
إنتاج «الملك فاروق»، وبالتالي تم التأجيل إلى هذا العام».
نسأله
«لكن هذا
العام أيضاً هناك مسلسل عن جمال عبد الناصر ونعتقد أن سحر
متابعته يتجاوز عبد
الحليم والملك فاروق»، فأجاب: «الفارق أن معي هذه المرة محطة ستقوم بعرض
العمل،
بينما كنا في الفترات السابقة سننتج المسلسل ونقوم بتوزيعه، وكانت جميع
المحطات
شريكة في إنتاج مشاريع أخرى ومن الطبيعي إنها كانت ستفضل
مشاريعها».
وعن سر
تمسكه بالعمل بعد كل هذه العقبات قال الفنان إبراهيم إن
«المشروع هام كونه يسبر
حياة مجتمع بأكمله وفترة تاريخية مدهشة، فضلاً عن أن دفاعي عنه دفاع عن
نفسي،
مادياً ومعنوياً، فأنا غير قادر على تحمل خسارة كل ما دفعته حتى الآن».
السفير اللبنانية في 18
يناير 2008
|