مختصون يدعون إلى دعم صناعة السينما في الأردن والعمل على
تطويرها والترويج لها في العالم العربي.
دعا
مشاركون في
ندوة حول السينما والدراما في الاردن الى ايجاد مظلة رسمية
تعنى بالسينما وتعمل على
تطويرها والترويج لها ليكون لها مكانا على الساحة الثقافية والفنية العربية.
واقترح
المشاركون في الندوة التي استضافتها وكالة الانباء الاردنية (بترا) ان
تكون المظلة اما وزارة الثقافة او الهيئة الملكية الاردنية للافلام. ودعوا
الى
انشاء صندوق للسينما والاستفادة من صندوق دعم الثقافة لدعم
انتاج افلام سينمائية
اردنية دون انقطاع.
واكدوا
على ضرورة ان تلتفت الدولة للسينما كما اهتمت في المسرح والفنون الاخرى
وتشجيع القطاع الخاص على دعم صناعة السينما والاعمال الدرامية والتنسيق مع
الجهات
المعنية لتقوم بدورها في هذا المجال.
وقال مدير
عام وكالة الانباء الاردنية رمضان الرواشدة ان اقامة هذه الندوة ياتي
ضمن نهج الوكالة للاهتمام بالجانب الثقافي في مختلف المجالات ومنها السينما
والدراما.
واوضح ان
الهيئة الملكية الاردنية للافلام عملت على تشجيع وترويج هذا الحقل
الابداعي وايضا بما يمكن الاستفادة منه في تعزيز صناعة الافلام من خلال
مؤسسة
الاذاعة والتلفزيون ونقابة الفنانين ووزارة الثقافة والمؤسسات
الانتاجية الاخرى
العاملة في مجالات الدراما التلفزيونية.
وقال
الرواشدة انه سبق للاردن ان حقق اعمالا سينمائية في العقود الماضية لكنها
ظلت قليلة قبل ان تتوقف لاسباب عديدة مؤكدا ان لدى الاردن الامكانيات
البشرية وتوفر
الاعمال الادبية من روايات وقصص تصلح لتحويلها الى افلام
سينمائية.
واعرب
الرواشدة عن امله في ان تعود صناعة الافلام والدراما عموما الى حيويتها
وان تتطور قدرات طاقات صانعي الافلام بغية وضع الاردن على خريطة المشهد
السينمائي
العالمي.
واشارت
مديرة التلفزيون الاردني هالة زريقات الى حاجة السينما والدراما الى
مؤسسات وافراد تعنى برعاية المواهب وتشجيعها وتنمية ذائقتهم السمعية
والبصرية مبينة
دور الجامعات والمدارس وتوفر عنصر التمويل دون الاكتفاء بدور
وزارة الثقافة وحدها
او
التلفزيون او الهيئة الملكية للافلام وانما المسؤولية جماعية وهم وطني.
وقالت ان
هناك الكثير من الجهود المبعثرة التي تحتاج الى تكاتف، لافتة الى اهمية
الحفاظ على الارشيف باستصلاح الافلام السينمائية ونقلها على فيديو ومن ثم
ديجتال
حيث عملنا من خلال مشروع على مدى اربع سنوات على المحافظة على
الارشيف السينمائي
الاردني الموجود في التلفزيون.
واضافت
زريقات انه يجري الان في التلفزيون التحضير لانجاز برامج وافلام ومشاريع
لافلام بالتعاون مع القطاع الخاص والعديد من المبدعين الاردنيين.
واكدت
صعوبة الانتاج السينمائي من خلال التلفزيون الاردني لكن ذلك لا يمنع من
دراسة ذلك مستقبلا. وايدت ايجاد مظلة لرعاية الانتاج السينمائي وخاصة ان
القرار
الرسمي اصبح موجودا داعية الى انتاج فيلمين سنويا.
واكدت
اهمية التمويل الذي يحتاج الى جهد وطني اضافة الى اهمية نشر الوعي
السينمائي والثقافة السينمائية.
ودعت الى
اقامة الورش الفنية والدورات التدريبية التي تجمع بين الخبرات الفنية
الاردنية وجيل الشباب بهدف تدعيم الافكار وتبادل الخبرات لايجاد صناعة
سينمائية
اردنية متطورة. من جهته قال مدير الهيئات الثقافية في وزارة
الثقافة غسان طنش ان
السينما الاردنية لم يكن لها انجازات في مجال السينما كما في المسرح
والاغنية
والدراما التي ازدهرت في فترة معينة من القرن الماضي وانما كانت هناك
محاولات كان
يمكن ان تتطور الى الافضل "لان السينما هم وطني يحتاج الى جهود
جماعية".
وتساءل عن
دور كليات الفنون ونقابة الفنانين الاردنيين في تخصيص ودعم انتاج
سينمائي مبينا ان وزارة الثقافة حاولت الدخول في مشاريع انتاجية في مجال
الدراما
ودعمت مسلسل "الانباط" خلال احتفالات عمان عاصمة للثقافة
العربية 2002 ولم يعرض
لاسباب ليس لنا علاقة بها. اضافة الى انتاج 15 فيلما وثائقيا بعنوان "سيرة
مبدع".
وقال كان
لوزارة الثقافة مبادرة بدعم انشاء الهيئة العليا للانتاج السينمائي
وانهيناها بعد تاسيس الهيئة الملكية الاردنية للافلام لتكثيف الجهود
السينمائية في
اطار مؤسسة ,لكنه في الوقت ذاته قال" ان الوزارة تنتظر أي
مبادرة لدعمها خاصة بوجود
موازنة لدعم المشاريع الثقافية". واشار الى تاسيس صندوق دعم الثقافة الذي
سيخرج
قريبا ضمن قانون يحدد ماهية الدعم والجهات الداعمة حيث خصص له
10 ملايين دينار على
مدى عامين مؤكدا ان الصندوق استثماري وتنموي ويمكن للفنانين الاقتراض منه
لتنفيذ
مشاريع درامية وسينمائية.
واكد ان
تشجيع الانتاج السينمائي ليس مهمة وزارة الثقافة وحدها بل يحتاج الى
جهود جماعية اذ يمكن لهيئات ثقافية ان تؤسس لصناعة سينمائية كما تعمل بعض
الهيئات
المسرحية التي تستضيف مهرجانات مسرحية مع "ان بعضها ليس لديه
مكتب للعمل".
واشار الى
مشروع التفرغ الابداعي الذي تدعم من خلاله الوزارة 10 مشاريع ابداعية
قائلا ان مشاريع العام الماضي "لم يتقدم فيها اي مبدع بمشروع سينمائي".
وقال
الناقد السينمائي والاعلامي محمود الزواوي ان عنصر الدعم المالي اساس العمل
السينمائي وليس قطعيا مؤكدا ان هناك استثناءات لم تعتمد التمويل المالي في
عملها
مشيرا الى تجربة السينما الايرانية اذ قام مخرجون بمبادرات
بانتاج افلام باقل
التكاليف وشاركوا في مهرجانات عالمية وفازت افلامهم بالكثير من الجوائز.
واكد ان
المواهب في الاردن كثيرة وهي اكثر ما تحتاج الى التنظيم والعمل بروح
الفريق الواحد لان صناعة الافلام تحتاج الى الية عمل وتنسيق داعيا الى
الانطلاق
وعدم النظر الى الوراء والوقوف امام العثرات التي واجهتها
السينما الاردنية والبحث
في
الاسباب لنستفيد من التجربة كي لا تتكرر.
واشار الى
وجود تجارب اردنية مبشرة بالخير مثل افلام "كابتن ابو رائد" لامين
مطالقة و"اعادة تدوير" لمحمود مساد الذي يشارك في مهرجان سن
داسن الذي يعقد اواخر
الشهر الحالي وهو اهم مهرجان اميركي وعالمي للسينما المستقلة.
واكد
الزواوي اهمية صقل المواهب الفنية من خلال مؤسسة تعنى بهم واقامة ورش عمل
في
مجالات تتعلق بالسينما.
وقالت ندى
دوماني من الهيئة الملكية للافلام ان تاسيس الهيئة الملكية جاء لايجاد
صناعة سينمائية اردنية متطورة وتشجيع التجارب الشبابية. واعتبرت ان عجلة
الانتاج في
الاردن بدأت رغم عدم وجود معامل للسينما لافتة الى سعي الهيئة
لاقامة معمل للسينما
قريبا ليتزامن مع الحراك السينمائي الحالي. وبينت وجود قرار من الهيئة ليس
بدعم
الشباب فقط وانما تستعين بجميع الفئات اضافة الى استقدام خبراء عرب
وعالميين لتدريب
الكوادر البشرية وتسهيل انتاج الافلام في الاردن من اجل العمل
على ايجاد ونشر
الثقافة السينمائية وتعميمها بين المختصين والمهتمين وافراد المجتمع.
وقال
المخرج جلال طعمه انه كان لدى التلفزيون معمل للسينما وان الحاجة ماسة الى
ايجاد بنية تحتية لتواكب النشاط السينمائي المحلي. وتمنى على الهيئة
الملكية انتاج
اعمال سينمائية وليست افلام فيديو داعيا الجهات المسؤولة الى
الاهتمام بصناعة
الافلام.
وطالب
المخرج يحيى العبد الله بتشجيع الشباب الاردني واصحاب المواهب السينمائية
في
ايجاد التمويل اللازم لاعمالهم وتعزيز مشاركاتهم في صناعة الافلام وترويج
اعمالهم من خلال الافلام المشتركة وايجاد اسواق سينمائية
للافلام الاردنية من خلال
الافلام المشتركة. كما طالب بدراسة بعض التجارب الناجحة في مجال دعم
السينما مثل
فرنسا التي تخصص 10 بالمائة من حصيلة الافلام التي تعرض فيها لصالح الانتاج
السينمائي الفرنسي. ودعا وزارة الثقافة الى عدم تحديد العمر في
شروطها لمشروع
التفرغ الابداعي الذي يشترط للمتقدمين العمر 40 عاما.
واكد مدير
القدرات في الهيئة الملكية الاردنية للافلام مهند البكري ان الهيئة
ليست شركة انتاج وانما تعمل على تسويق الاردن لدى صناع السينما العالمية
وجذب
استثمارات في الفن السابع الى الاردن اضافة الى ترويج الثقافة
السينمائية لدى شرائح
المجتمع المحلي ودعم طاقات الشباب في المبادرات السينمائية. واعتبر ان
تشجيع انتاج
افلام قصيرة للشباب هي بداية لتطوير اعمال نوعية مؤكدا وجود
توجه ايجابي لصناعة
السينما في الاردن.
ميدل إيست أنلاين في 17
يناير 2008
|