جاءت
الضجة المثارة حول مشاهد السحاق في فيلم "حين ميسرة" والتي تجمع بين بطلتيه
سمية الخشاب وغادة عبدالرازق لتفتح ملفاً شائكاً كثيراً ما أثار جدلاً علي
مدار السنوات الماضية في السينما المصرية!
الضجة حول
"حين ميسرة" انطلقت مع عرض الحملات الاعلانية الخاصة بالفيلم وتزايدت حدتها
مع العرض الجماهيري له.. خرجت حملة الهجوم من صفحات الجرائد إلي ساحات مجلس
الشعب ويقوم أكثر من نائب في البرلمان بتقديم طلبات احاطة واسئلة حول
الفيلم وما يدعو اليه؟!
المشهد
الأزمة في الفيلم مضمونه حوار ومداعبة جنسية صريحة بين البطلتين.. تظهر
فيها غادة عبدالرازق وهي تداعب سمية الخشاب وتضع يديها حول رقبتها وفي مشهد
آخر ومن خلال استعراض حواري تقول سمية الخشاب موجهة حديثها لغادة "هو انتو
مافيش حاجة تطمعوا فيها غير جسمي رجاله ونسوان" وترد عليها غادة "وهو انتي
حيلتك حاجة غيره ياروح أمك".
بعض الصحف
نشرت أحاديث لبعض رجال الدين يعلنون فيها رفضهم لمثل هذه الأعمال.
وكان
النائب البرلماني محسن راضي والذي ينتمي لجماعة الاخوان المسلمين قد صرح في
أحد البرامج التليفزيونية: أن استغراق الفيلم في وصف بعض الظواهر الشاذة
يزيد من الأزمة ووصف المجتمع دون الحفاظ علي القيم يجعلنا نخجل كعائلات من
الذهاب إلي السينما لمشاهدة بعض أفلامها وفي نفس البرنامج الذي عرضته قناة
مودرن الفضائية خرج نائب آخر هو "علي عطوة" وينتمي للحزب الوطني واتهم
الفيلم بانه يحتوي علي مشاهد عري واغراء واغتصاب ويتعرض لقضية حساسة مثل
قضية السحاق ويسعي للاساءة إلي سمعة مصر وان العالم كله يعاني من مشكلة
السحاق ولكن لا أحد يطرحها علناً.
اغتصاب
يسرا
واستشهد
النائب بمشهد الاغتصاب الذي قدمته يسرا في مسلسل "قضية رأي عام" ولم يكن به
ابتذال مثل الذي تم تقديمه في فيلم "حين ميسرة" دون استفزاز أو عري.. ووجه
النائب كلامه لمخرج الفيلم خالد يوسف وهو يقول له:
لو أنت
تقبل علي أطفالك هذا ها قبل أنا!!
المخرج
خالد يوسف رد علي نواب الشعب وقال: لو سألت أحدهم هل شاهدت الفيلم حتي
تنتقده علي هذا النحو؟! وهل يمكنني ان انتقد استجواباً لك في مجلس الشعب عن
السحاق دون ان أعرف ماذا تتضمنه هذا الاستجواب.
قال خالد:
أنا عندي أطفال أراعي ربنا فيهم وأوافق علي أن يشاهد أولادي فيلم "حين
ميسرة" فأنا جهزت الفيلم في عامين والنائب المحترم استخسر فيه ساعتين
ليشاهده قبل أن يحكم عليه.
وأضاف
خالد يوسف الفيلم لا يناقش قضية السحاق ولكنه يتعرض لقضية أهم وأخطر وهي
"العشوائيات" التي تتحكم في أمور حياتنا بشكل مخيف وكل الخوف ان تتحول إلي
قنبلة موقوتة حتي تنفجر في وجه المجتمع في أي لحظة.
ويؤكد
خالد يوسف: أرفض ان يزايد عليّ أحد في أمرين الأول "وطنيتي" والثاني "ديني"
ومن يقترب منهما ممكن أعمل حاجات كثيرة من أجلها والفيلم يكشف ان
العشوائيات بمثابة بيئة صالحة لكل الموبيقات مثل الإرهاب والدعارة
والمخدرات.
* تقول
سمية الخشاب: الفيلم لا يقدم اسفافاً قد يكون اعلان الفيلم جريئاً بعض
الشيء لكن هذا يعد ذكاء من المخرج الذي نجح في جذب الناس إلي الاعلان بهذه
الصورة لكن الفيلم خال من المشاهد الجنسية التي تخدش الحياء وأثناء تصوير
المشهد كنت أضحك مع غادة وصرخنا في نفس واحد "احنا هنعمل المشهد ده ازاي"!!
الملاطيلي
والسمكة
الغريب ان
مشاهد الشذوذ والسحاق ليست جديدة علي السينما المصرية التي تناولت تلك
المشاهد في مراحل مختلفة وعلي سنوات متباعدة ولم تثر تلك المشاهد ضجة أو
جدلاً مثلما أثار "حين ميسرة" ومن أشهر هذه الأفلام "حمام الملاطيلي"
للمخرج الراحل صلاح أبوسيف والذي قدم في الفيلم شخصية الفنان التشكيلي
الشاذ وجسد دوره الفنان يوسف شعبان. أيضا قدم المخرج سمير سيف هذا النموذج
في أكثر من عمل من أعماله في مقدمتها "قطة علي نار" والذي اشترك في بطولته
نور الشريف وبوسي وشوقي متي وفيلمه الثاني كان "ديل السمكة" والغريب ان
الممثل الذي أدي هذه الشخصية وهو رءوف مصطفي حصل علي جائزة أفضل ممثل دور
ثان من أكثر من مهرجان عن هذا العمل!
تناول
فيلم "عمارة يعقوبيان" أيضا هذه الشخصية من خلال شخصية حاتم رشيد التي
أداها الفنان خالد الصاوي وهو رئيس تحرير ناجح ولكن نشأته تدفعه إلي
"اللواط"!
أما
السحاق" تناولتها أفلام السينما أيضاً في أفلام مثل "الصعود إلي الهاوية"
من خلال شخصية عبلة التي أدتها الفنانة الراحلة مديحة كامل وشخصية عميلة
الموساد التي لعبتها الفنانة ايمان "ليز سركيسان" وأيضا فيلم "كشف المستور"
الذي قدم من خلال الحوار بين بطلتين نبيلة عبيد ونجوي فؤاد من الأساليب
التي تلجأ اليها الأجهزة الأمنية الحساسة للكشف عن الجرائم.
وقدمها
أيضا المخرج علي عبدالخالق في فيلمه "المزاج" الذي شهد معارك رقابية جديدة
والشخصية جسدتها الفنانة سناء يونس وانتهت الرقابة الي حذف مشاهد عديدة من
الفيلم قبل اجازته للعرض الجماهيري والعجيب ان جميع الفنانين الذين أدوا
الشخصيات الشاذة كرمتهم المهرجانات ومنحتهم جوائزها وكانت السبب وراء تزايد
شهرتهم ونجوميتهم!!
الجمهورية المصرية في 17
يناير 2008
|