تبدأ،
مساء اليوم،
العروض السينمائية الخاصّة بفقرة «سينما متحرّكة»، ضمن إطار
النشاط البصري الذي
يُنظّمه «معهد سرفانتس» بالتعاون مع «معهد الدراسات المسرحية والسمعية
البصرية» في
«جامعة
القدّيس يوسف» لغاية السابع عشر من كانون الثاني الجاري، في صالة «مسرح
بيريت» التابعة للمعهد (طريق الشام)، علماً بأن عروضاً أخرى أقيمت بدءاً من
الثامن
من الشهر الجاري، بعنوان «سينما قيد البناء»، في دورة رابعة
تشهدها بيروت، علماً
بأن هذه التظاهرة الأخيرة مستلّة من الملتقى المشترك بين «لقاءات سينما
أميركا
اللاتينية في تولوز» و«مهرجان سان سيباستيان السينمائي الدولي» في إسبانيا،
بهدف
«تسهيل إنجاز أفلام لسينمائيين مستقلّين من أميركا اللاتينية وإسبانيا».
بالإضافة
إلى عروض أفلام مغاربية منتجة بتعاون دول ومؤسّسات أوروبية بدءاً من
مساء اليوم، تُعقد «طاولة مستديرة» السابعة مساء الثلاثاء المقبل في الخامس
عشر من
الشهر الجاري في الصالة نفسها، بعنوان «معضلة إنتاج الأفلام
القليلة الميزانية
وتوزيعها»، بمشاركة المخرجين الأرجنتيني إدغاردو كوزارنسكي (عُرض فيلمه
«جولة
ليلية» مساء أمس) والجزائري عبد الكريم بهلول، الذي يُعرض فيلمه «الشمس
المُغتالة»
(الجزائر/فرنسا/بلجيكا، 83 ,2002 د.، بالفرنسية مع ترجمة إسبانية) السابعة
مساء غد
الأحد،
واللبناني غسان سلهب. أما الأفلام المختارة، فهي (بالإضافة إلى فيلم بهلول):
«طرفاية»
(المغرب/فرنسا، 97 ,2004 د.، بالفرنسية مع ترجمة إسبانية) لداوود أولاد
سيد (السابعة مساء اليوم)، «نغم الناعورة» (تونس/فرنسا، 107 ,2002 د.،
بالفرنسية مع
ترجمة إسبانية) لعبد اللطيف بن عمّار (السابعة مساء الأربعاء
16/1) و«ألف شهر» (المغرب/فرنسا/بلجيكا،
124 ,2004 د.، بالعربية مع ترجمة إسبانية) لفوزي بن سعيدي
(السابعة
مساء الخميس 17/1).
يكتسب
فيلم «الشمس المغتالة» لعبد الكريم بهلول
أهمية بالغة في هذه الفترة تحديداً (من دون إلغاء أهميته الفنية والدرامية
والجمالية المتواضعة)، لأن الجزائريين استعادوا حالياً ذكرى الشاعر الفرنسي
جان
سيناك، الذي أقام في الجزائر رافضاً العودة إلى فرنسا ودافع عن
الجزائريين أثناء
الاستعمار الفرنسي وناضل من أجل التحرّر في الحياة والمجتمع والثقافة
والإبداع.
فبعد أعوام طويلة على اغتياله على يدي «مجهول» بحسب الرواية الرسمية، إثر
نزاع مرير
خاضه ضد السلطات الجزائرية الحاكمة المتواطئة ضمناً والسلطة
الدينية المحافظة،
استعاد سيناك حضوره الثقافي والنضالي من خلال ترجمات واحتفالات عدّة. ولعلّ
عبد
الكريم بهلول يبقى واحداً من قلّة «تذكّرت» الشاعر الذي أعلن عن مثليته
الجنسية
(يُقال إن مثليته الجنسية هذه سببٌ أساسي في تصفيته الجسدية)، بإنجازه
«الشمس
المغتالة»
قبل نحو ستة أعوام. يروي الفيلم علاقة سيناك بالطالبين المسرحيين حميدو
وبلقاسم، اللذين رُفض عملهما في «مهرجان المسرح الجزائري» لأنه قُدِّم
باللغة
الفرنسية.
بالنسبة
إلى «طرفاية»، فإنه يسرد وقائع الحياة اليومية لفتاة مغربية
في
الثامنة والعشرين من عمرها، تصل إلى قرية مغربية في الشمال بهدف الهجرة غير
الشرعية إلى إسبانيا، فتخوض تجارب إنسانية ومعيشية متنوّعة في
تلك القرية الريفية.
في «نغم
الناعورة»، يتابع المشاهدون حكاية فتاة تونسية في الثلاثين من عمرها، سعيدة
بطلاقها ظنّاً منها أن الطلاق دربٌ إلى الحرية. لكنها، برفقة محمد وعلي،
تقوم برحلة
في الجغرافيا والروح والذات المثقلة بألف همّ وحلم ومتاهة. من
جهته، يرسم فوزي بن
سعيدي في «ألف شهر» لوحة بديعة من الألوان والتفاصيل الإنسانية والحكايات
الدرامية،
من
خلال قصة الصبي مهدي الذي يقيم عند جدّه بعد دخول والده السجن، علماً بأن
الصبيّ
لا يعرف حقيقة ما جرى لوالده.
السفير اللبنانية في 13
يناير 2008
|