تنتمي الممثلة السورية يارا صبري إلى عائلة فنية معروفة، حيث
والدها الممثل سليم صبري، ووالدتها الممثلة ثناء دبسي، كما أنها اقترنت
بزوج من الوسط الفني السوري وهو الممثل ماهر صليبي وأنجبت منه طفلين. وفي
موسم الدراما الأخير قدمت يارا العديد من الأدوار والشخصيات طغى على معظمها
الأدوار الاجتماعية باستثناء دورها في مسلسل «الحصرم الشامي» مع المخرج سيف
الدين سبيعي، حيث قدمت شخصية «فهدية» الندّابة التي تتعرض لعملية اغتصاب من
قبل مجموعة من الرحل أمام زوجها، حيث يتحدث المسلسل عن المجتمع الدمشقي في
القرن الثامن عشر وفي عهد الوالي سليمان باشا وأسعد باشا، ومعاناة الناس
وبخاصة النساء في تلك المرحلة. كما قدمت يارا شخصية «رباب» في مسلسل أشياء
تشبه الحب للمخرج عبد الغني بلاط، حيث يتحدث العمل عن أسرة متوسطة الحال
وتوجه أفرادها بشكل متناقض، حيث رباب تحافظ على قيم وأخلاق وأفكار والدها
في حين يتجه بعض أفراد الأسرة نحو ثقافة العصر المادية. وقدمت في مسلسل
«على حد الهاوية» للمخرج المثنى صبح شخصية فتاة عازبة تعيش لوحدها في شقة
وتتعرض لمضايقات كثيرة، كما شاركت في مسلسل «ممرات ضيقة» للمخرج محمد شيخ
نجيب الذي يتحدث عن سجن النساء وقدمت فيه شخصية المرأة التي تتعرض لخيانة
زوجية وتطلب الانفصال من زوجها حتى ترتبط بشخص آخر لا يخونها. كما شاركت
يارا في مسلسلي «أهل الغرام» و«سيرة الحب وأفلام»، وحول ذلك تتحدث يارا
صبري من دمشق لـ«الشرق الأوسط» في الحوار التالي....
·
لعبت العديد من الأدوار الاجتماعية في
المسلسلات الأخيرة ولكن يلاحظ أنك لم تقدمي أدواراً فيها إثارة كما تفعل
العديد من الممثلات الشابات؟
ـ أنا لدي خطوط حمراء في هذا المجال وخاصة في موضوع أدوار
الإثارة وما يتطلبه من لباس مثير على شاشة التلفزيون رغم أنني لست ضد هذه
الأدوار في حال وظفت بشكل صحيح لصالح فكرة العمل ومنها مثلاً تقديم فتاة
تتعرض للاغتصاب بسبب لباسها المثير، فهنا عليها أن تؤدي الدور كما هو وهذا
لخدمة الفكرة التي تقول إن اللباس المثير سيعرض صاحبته لمشاكل قد تصل حتى
الاغتصاب ولكن إذا كان الهدف منها هو تسويق العمل فأنا ضد هذه المشاهد
المثيرة. وفي حال كان دوري يحتاج للإثارة فيحل بالإيحاء ويمكن أن يصل
للمشاهد ويقنعه.
·
ولكن بعض المخرجين والمنتجين يفرضون مثل هذه
المشاهد على الممثلات الشابات؟
ـ أنا لا أحترم الممثلة التي تنقاد نحو هذه الرغبات التسويقية،
خاصة أن التلفزيون حساس ويدخل البيوت بدون استئذان وبالتالي علينا مراعاة
مشاعر وعادات مجتمعاتنا وهو بعكس السينما التي يمكن للمشاهد اختيار الفيلم
الذي يناسبه. كما أنني ضد تقديم مشاهد الإثارة المجانية ليس فقط في الأعمال
التلفزيونية ولكن حتى في تلك القنوات التي تقدم المطربات في أغاني الفيديو
كليب بشكل فاضح ومثير... أشعر هنا وكأننا عدنا لعصر الجواري والمتاجرة
بالنساء؟.
·
ولكن أديت دور المرأة التي تتعرض للاغتصاب في
مسلسل «الحصرم الشامي» هل اضطررت للتخلي عن خطوطك الحمراء لأداء الدور
بشكله المقنع؟
ـ لا مطلقاً لأن تركيبتي الداخلية ونفسيتي وتربيتي تمنعني من
تلك الأدوار ولكن تم توليف المشهد بشكل مقنع ويوحي للجمهور بأن عملية
اغتصاب حصلت من خلال الشخص المغتصب علي فهدية وحصول قطع بالمشهد.
·
ما رأيك بموجة انتقال الممثلين السوريين
للعمل مع الدراما المصرية وهل هناك فعلاً مؤامرة على الفنان السوري
والدراما السورية ـ كما أشيع؟
ـ بالنسبة لي ليس لدي الطموح للعمل في الدراما المصرية ولا أجد
أن هناك مؤامرة على الممثل والدراما السورية ولكن إذا كان حقاً ما يشاع عن
وجود مؤامرة من قبل شركات إنتاج وأصحاب رؤوس أموال ومعنيين في الدراما
المصرية والخليجية فأقول (برافو عليهم) فكم نحن هشون وضعيفون حتى يتآمروا
علينا رغم قناعاتي بعدم وجود مؤامرة مطلقاً.
·
ولكن تعرض الفنانون السوريون الذين عملوا في
الدراما المصرية لانتقادات لاذعة من بعض الفنانين المصريين واتهموهم بالفشل
وعدم مقدرتهم على الوقوف أمام الممثل المصري ومنافسته؟
ـ هذا غير صحيح فمثلاً الممثل جمال سليمان يتمتع بشعبية كبيرة
في مصر وأنا شاهدت كم تأتيه رسائل الإعجاب على جهازه الخليوي من قبل معجبين
مصريين.
·
زواجك من الوسط الفني واستمراره منذ سنوات
ونجاحه بدليل استقراره إلى ماذا تعيدينه من أسباب مع فشل العديد من الزيجات
الفنية؟
ـ هناك تجارب نجحت وأخرى فشلت وبرأيي أسباب النجاح هي التفاهم
بين الزوجين على أن الممثلة والممثل لا يمكنهما ممارسة الحياة الزوجية
بشكلها الروتيني ـ وجبات الطعام الثلاث والمطبخ والتفرغ الكامل للمنزل
والأطفال, وباعتقادي أن الزواج للممثلة ضمان لها من عاديات الزمن خاصة أننا
نعمل بظروف صعبة ومستقبل غير مضمون، إذ عندما تكبر الممثلة لدينا في العمر
يتخلى عنها المخرجون والمنتجون بسهولة وقد تبقى وحيدة، فنحن لنا ظروف عمل
مختلفة عندما يفهمها الطرفان تنجح العلاقة الزوجية وهذا ما حصل معي ومع
ماهر.
·
ألا يغار من نجاحك الفني أو تغارين من نجاحه
الفني؟
ـ أبداً فنحن متفقان على كل شيء، خاصة أن لكل واحد منا مشروعه
الفني. فأنا مثلاً متفرغة للعمل التلفزيوني في حين أن ماهر لديه مشروع
الإخراج السينمائي والعمل المسرحي.
الشرق الأوسط في 11
يناير 2008
|