بدأ مسلسل «ناصر» الذي كتبه يسري الجندي، ويروي سيرة جمال عبد
الناصر، يواجه العقبات نفسها التي شهدها «الملك فاروق». إذ فشلت جهود
الشركة المنتجة في إقناع الجهات الرسمية باستخدام المواقع الحقيقية
للتصوير، سواء القصور الملكية التي تحوّلت إلى رئاسية، أو مجلس قيادة
الثورة، أو حتى منزل جمال عبد الناصر في منشية البكري. وهذا المكان تحوّل
قبل أيام إلى مشروع متحف، ما جعل البيت مغلقاً بسبب ورشة عمل لجنة تأسيس
المتحف الذي من المفترض أن يخرج إلى النور قريباً. إلّا أن المنتج محمد
فوزي استوعب سريعاً صدمة رفض الجهات الرسمية تسهيل مهمة المخرج السوري باسل
الخطيب، فأسند مهمة تنفيذ الديكورات إلى عادل المغربي الذي خاض التجربة
نفسها مع «فاروق». لكن المغربي أكد في اتصال مع «الأخبار» أن المهمة مع
«ناصر» ستكون أصعب لأسباب عدة، أبرزها تعدد مواقع التصوير، بين محافظات
مصرية مختلفة، ومواقع عديدة داخل القاهرة. وأشار إلى أنه طلب عقد جلسات مع
هدى عبد الناصر لمعرفة الكثير عن تفاصيل بيت الرئيس الذي تحلّ ذكرى ميلاده
التاسعة والثمانين يوم الثلاثاء المقبل. علماً أن المغربي سيستعين بالعديد
من الصور والأفلام التسجيلية التي صوّرت داخل البيت الشهير. أما بالنسبة
إلى مجلس قيادة الثورة وقصر عابدين، فسيعمل على بناء ديكور مماثل لهما في
داخل مدينة الإنتاج الإعلامي. كما سيضطر إلى بناء ديكور خارجي لمجلس قيادة
الثورة أيضاً، لأن ملامح المكان تغيّرت بشدة بعد نصف قرن.
وتمتدّ الصعوبة إلى ديكورات أخرى مثل المعسكرات الحربية حيث كان يتدرب
الزعيم قبل الثورة. وحتى لو وافقت القوات المسلحة على التصوير، فإن المكان
تغير تماماً. لذا، اختار المغربي بيت مسنين في الطريق الصحراوي يتميز
بتصميمه العريق والأسوار المحيطة به، ليكون معسكراً حربياً. كذلك لن يستطيع
التصوير في حي الحسين حيث أقام ناصر وهو طالب، بسبب الزحام الذي يعيشه
الحي.
...
و«مبارك»على الطريق
هل يُمكن تقديم سيرة رئيس جمهورية على الشاشة، وهو لا يزال في
سدّة الحكم؟ حتى الآن لم تطبّق هذه القاعدة في العالم العربي، إذ يفضل
كثيرون تقديم الشخصيات السياسية بعد سنوات من رحيلها، حتى يتمكن الكاتب من
مراعاة كل وجهات النظر، والابتعاد عن العاطفة أثناء تحويل سيرة سياسي شهير
إلى الشاشة. وليد يوسف، أعلن أخيراً، أنه يفكر في كتابة مسلسل يروي قصة
حياة الرئيس حسني مبارك منذ كان طياراً في القوات المسلحة، حتى اليوم.
وأشار إلى سببين دفعاه إلى التخطيط للمشروع: أولهما نور الشريف الذي طرح
عليه الفكرة، وخصوصاً أن الشريف كان سيجسد دور مبارك في فيلم «الضربة
الجوية» الذي لم يخرج إلى النور بعد. أمّا السبب الثاني، فهو أن للرئيس
مبارك حضوراً كبيراً في سيناريو مسلسل «السادات» الذي سيبدأ يوسف كتابته
فور الانتهاء من التحضير للجزء الثاني من «الدالي». وهو أشار في اتصال مع
«الأخبار»، إلى أنه سيتقدم بطلب رسمي للحصول على الموافقة، وأنه في هذه
الحالة قد يؤجل مشروع السادات.
يأتي طرح وليد يوسف للفكرة مع اقتراب عرض فيلم «طباخ الرئيس»
لطلعت زكريا. وفيه، يجسد خالد زكي شخصية رئيس يحاول الاقتراب من الشعب
بعيداً من الحاشية الفاسدة. وكان الرئيس مبارك قد ظهر لثوان في العديد من
الأفلام. كما استخدمت تقنية «الغرافيك» لظهوره في فيلم «جواز بقرار
جمهوري». فيما أطل من الخلف في فيلمين هما «معالي الوزير» مع أحمد زكي،
و«أمير الظلام» مع عادل إمام. ويذكر أن مهمة إخراج فيلم إمام الجديد «حسن
ومرقص» انتقلت إلى مخرج «أمير الظلام»، رامي عادل إمام، بعد نشوء خلافات
بين المؤلف يوسف معاطي والمخرج شريف عرفة.
الأخبار اللبنانية في 11
يناير 2008
|