·
عقدة
شارلي مع المراهقات بدأت عندما رفضت هيتي كيلي الزواج منه لأنه مغمور
·
قصص
حب سريعة سببت له الفضائح بعد زيجات فاشلة مع ميلدريد هاريس وليتاجراي
·
جوان
باري اتهمته بأنه أب لجنين في أحشائها واضطرته للاعتراف أمام القضاء
ودفع 75 ألف دولار كتعويض
·
أونا
ابنة يوجين أونيل أكبر وأطول قصة حب في حياته ووهبته الحنان وانجبت له
«القبيلة»
اليزابيث أنعمت عليه بلقب «سير» ووهبته فرنسا وسام «الليجون
رورنير» وعادت هوليوود لتعطيه الأوسكار منذ سنوات المراهقة، وركوب قطار
الشهرة، كان شارلي شابلن مفتونا بالنسوة الجميلات، وكما سبق لي أن رويت،
أول إحساس بالحب داعب قلب شارلي عندما تعرف بالفتاة هيتي كيلي ذات الستة
عشر ربيعا التي تعمل في أحد المسارح، والمجربة للحب والحياة وأقامت علاقتها
به علي سبيل اللهو لا أكثر وتلقت عرضه الزواج منها ساخرة متسائلة وأي مبرر
تجده للارتباط بممثل مغمور.. وكانت هيتي هي الوحيدة بين نساء العالم التي
رفضت الارتباط بشارلي وجعلته لا ينسي ذلك أبدا.. لقد ارتبط شارلي بعدد من
العلاقات الحميمة مع أوناير وفانس، وتزوج من ميلدريد هاريس. لكنه طلقها
بسبب فضائحها خلال إجازة قضتها في نيويورك، وارتبط بعلاقة حب سريعة
بالممثلة الألمانية بولانجري عند زيارته لبرلين رغم خطبتها لمصارع مشهور
للثيران..ليتا.. المرأة التي فضحته!علي الرغم من أنه بدأ يعتقد أنه خبير
بعواطف النساء، إلا أنه لم يلبث أن سقط في أسوأ علاقاته النسائية جميعا..
كان يبحث عن بطلة لفيلمه «البحث عن الذهب» عندما ركز اهتمامه حول ممثلة
صغيرة ـ وكل البطلات أمامه كن فتيات صغيرات ـ هي ليتا جراي التي كانت قد
ظهرت أمامه في دور صغير في فيلمه «الصبي».. كان شارلي في الخامسة والعشرين
وكانت ليتا في السادسة عشرة، وتلقت منه وعدا بالزواج، ووافقت علي أن تسافر
معه إلي المكسيك في رحلة غرامية، وإذا بأمها تكشر عن أنياب نمرة ثائرة،
وتفجر فضيحة هائلة اتهمته فيها باختطاف ابنتها، ودفعته الفضيحة التي
أثارتها الأم إلي أن يتزوج ليتا جراي علا. لكنه قرر أن ينتقم منها ومن
أمها: فأبعدها عن دور البطولة في فيلمه «البحث عن الذهب» وأعطي الدور
لممثلة أخري تدعي جلوريا هيلي مما اتسعت بسببه هوة الخلاف بينه وبين ليتا
جراي.. وعلي الرغم من أنها أنجبت له ولديه شارلي وسيدني، إلا أن النزاع
والصراع بينهما، استمر والحماة تصب عليه الوقود ليزداد اشتعالا، ولم يكن
هناك حل إلا أن يتفقا، شارلي وليتا علي الطلاق.غول الفتيات الصغيراتكان
طلاق شارلي شابلن وليتا جراي الذي تم عام 197 سببا في هجوم عنيف شنته ليتا
ـ وأمها من خلفها ـ عليه في صحف أمريكا.. وجهت العديد من الطعنات إلي
أخلاقه وتصرفاته كزوج وأب، وأصابه ذلك في الصميم، بعد أن أوقفت بعض دور
السينما عرض أفلامه، لكنه استطاع أن يبتلع المحنة، ومرت العاصفة بسلام، وإن
أصابت ليتا ذاتها بالكثير من الضرر، إذ سقطت فريسة لإدمان الخمر.ودأبت ليتا
جراي، بعد الطلاق علي رواية أقاصيص عجيبة عن شارلي، وراحت تتفنن في تحليل
شخصيته فيما تنشره الصحف علي لسانها عنه.. نعتت تصرفاته بالغرور وأطلقت
عليه الصفات مثل «نابليون العصر الذي يبحث عن الحب» و«غول الفتيات
الصغيرات» و«أبخل من بخيل موليير»، وكانت الصحف الأمريكية، وهي لا تنسي أنه
فنان مهاجر يعيش تحت سماء أمريكا، تنشر هذا كله مع المزيد من التحليلات
والقصص الخيالية.امرأتان.. لا واحدة فقطقد يبدو غريبا أن يكون شارلي شابلن،
هو المنقذ الذي مد يده لمساعدة مطلقته ليتا جراي.. من الإدمان فيما قبل
الحرب العالمية الثانية بسنوات.. وخلال استعداده لتقديم فيلم «الصفوة»
احتاج إلي ممثلة لدور صغير في الفيلم واختار صديقة لليتا جراي زوجته
السابقة تدعي ميرنا كنيدي.. صغيرة ورائعة الجمال لم تكمل أعوامها السبعة
عشر، وهي سن يعاقب القانون أي علاقة معها ويجرمه، ولهذا لم تدم علاقته
الغرامية بميرنا الجميلة لأكثر من الزمن الذي استغرقه تصوير الفيلم... وفي
العام الذي يليه، وخلال العمل في فيلم «أضواء المدينة» ارتبط بعلاقة غرامية
سريعة مع صديقة لصاحبته ميرنا كنيدي.. كانت الصديقة الجديدة تدعي فيكتوريا
شيريل ولم تكن علاقته بها تخضع لأي محظورات فقد كانت في العشرين من عمرها،
لكن هذه العلاقة لم تصل إلي حد أن تعشقه، فقد كانت تعشق كاري جرانت، وفعلت
المستحيل لترتبط به قبل أن تختفي من حياة شارلي.بوليت جودار.. الزوجة
الثانيةهدأت الضجة التي أثارتها حول شارلي.. زوجته الأولي ليتا جراي.. وفي
عام 1933 التقي شارلي في أحد مسارح هوليوود بفتاة فائقة الجمال اسمها بوليت
جودار.. كانت فتاة كورس في المسرح وكانت في الحادية والعشرين من عمرها،
تعبد الرقص وتمتلئ بحس كوميدي مرح، مما دفع شارلي إلي أن يعطيها بطولة فيلم
«العصور الحديثة» ولم يتخل شارلي عن عادته في أن يعشق بطلات أفلامه، وخلال
العمل في «العصور الحديثة» عشق بوليت جودار. ولم يكد العمل في الفيلم ينتهي
حتي كان قد تزوجها وكانت علي خلاف كل النساء اللواتي ارتبط بهن شارلي..
تتمتع إلي جانب جمالها وشبابها بذكاء وافر، ولا تثير أية مشاكل علي
الإطلاق.. تم زواج شارلي وبوليت سرا، وقد كان قد اصطحبها في رحلة إلي
سنغافورة علي ظهر يخت خاص يمتلكه.. وخلال زواجهما الذي لم يثمر أطفالا،
عانت بوليت جودار في صمت من انصرافه عنها وتفضيله لعمله أغلب الوقت، ومع
هذا ظلت تحتفظ بحبه، وتطيل من حياتهما الزوجية أكبر فترة ممكنة، وظلت
الزوجة الذكية الوفية، إلي أن انفصلا بالطلاق دون ضجة في أعقاب عرض فيلمه
«الدكتاتور».فضيحة بجلاجل اسمها جوان باريكان شارلي شابلن في منتصف
الأربعينيات يعيش فترة من فترات حياته، وقد بدأ الرأي العام الأمريكي يضيق
بنقده لأسلوب حياة المجتمع الأمريكي، وعندما دخلت الفتاة الجميلة الصغيرة
جوان باري بيته في بيفرلي هيلز، كانت قد جاءت ليتعاقد معها علي دور في
لفيلم جديد له، كانت فتاة قاصر إذ لم تتجاوز السادسة عشرة من عمرها، ولم
يكن يدري أنه يستقبل ليتا جراي أخري، بل أسوأ منها.. قادته في خبث إلي
علاقة جنسية، وبدأت تحكم قيودها حوله، ولم يكد يقف ويفكر في هذه العلاقة،
ويتراجع عنها شيئا فشيئا، حتي فوجئ بجوان باري تتقدم ضده بشكوي تتدعي فيها
أنه أغواها وأنها تحمل في أحشائها جنينا هو أبوه.وكأنما كانت صحف أمريكا
وأجهزتها الإعلامية كلها، خاصة صحف الفضائح، تنتظر القشة التي تقسم ظهر
شارلي شابلن.. وأحاطت به الفضيحة حتي أرهقته تماما، وخيوطها تتتابع وتكبر
شيئا فشئا، وتضطره إلي الوقوف أمام القضاء لكي يعترف بأبوته للجنين الذي
تحمله جوان باري في أحشائها، ودفع لها تعويضا ضخما قدره 75 ألف دولار.. لكن
هذا لم يكفها، بل دفعها إلي مطاردته. واصطحاب رجال البوليس في هجوم علي
بيته، بشكاوي لا تنتهي في محاولة دائبة لتشويه صورته وابتزازه.. وتسببت هذه
الفضيحة في أن تنظر إليه هوليوود بمزيد من الريبة، وتتحفظ كثيرا في تعاملها
معه.أونا.. حب حياته الأوحدلم تكد هوليوود تغلق عينيها وتصم أذنيها، علي
الفضائح التي أحاطت بها جوان باري شارلي.. ولم تكد تقنع بأنه عبقري السينما
الذي لا يجود الزمان بمثله، حتي عادت تفتح عيونها عن سعة وتصينح سمعها علي
أغرب قصة حب ارتبط بها شارلي شابلن.. كان قد أكمل عامه الرابع والخمسين..
وكان صديقا للكاتب المسرحي الشهير يوجين أونيل، وكانت ابنته أونا أونيل
لاتتجاوز الثامنة عشرة إلا بقليل عندما جمع لقاء في بيت الأسرة بينها وبين
شارلي.. ومنذ وقع بصرها عليه، أحست أنهاعلي أعتاب قصة الحب الوحيدة في
حياتها.. يقينا أيقظ هذا الإحساس كل ما ادخرته في نفسها من إعجاب بهذا
الرجل العبقري الذي يحيط العالم أجمع بالإكبار والاحترام لما حققه من شهرة
ومكانة في أركان العالم الواسع.. ولم تعبأ أونا بما يتردد عن تقلبه أو وصفه
بأنه «زير نساء» و«غول الفتيات الصغيرات»، ولم تستمع لآراء من نفروها منه
وحاولوا إبعادها عنه.. فقد كانت تشعر أنها بطلة قصة درامية مما تعج
بهامسرحيات والدها الكاتب الكبير يوجين أونيل.. وقررت أن تصل بقصة حبها
لشارلي إلي النهاية، وأن تتزوجه رغم فارق السن الكبير بينهما، ورغم
الاعتراضات الكثيرة المثارة ضد هذا الزواج.وفي حومة من الكراهية التي بدأ
المجتمع الأمريكي الرافض لانتقادات شارلي شابلن يحيط بها عبقري السينما،
تزوجت أونا أونيل شارلي شابلن وعاشت معه الملاحقات السياسية واستجوابات
الكونجرس الضاغطة التي تسعي إلي أن يرحل إلي موطنه الأصلي إنجلترا..
وبالفعل لم يجد شارلي وزوجته الشابة أونا أونيل بدا من الرحيل ليس إلي
إنجلترا بل إلي سويسرا يعيشان معا في قصر فاخر اشتراه علي شاطئ بحيرة
فيفي.. فتحت سويسرا قلبها لعبقري السينما في كل زمان، ومن أجله اتخذت قرارا
بألا تتجاوز الضرائب المحصلة علي أموال فنان مثل شارلي أكثر من اثنين في
المائة فقط.. وأصبح قصر شابلن علي شاطئ البحيرة مزارا لكل محبيه من أنحاء
العالم، يراقبون حياته اليومية، وتنقلاته في حديقة القصر في حرية.. بل إن
البلدة الصغيرة لم تلبث أن أقامت مهرجانا سينمائيا، عالميا يحمل اسم شارلي
للفيلم الكوميدي في العالم.لم تنطفئ جذوة حب شارلي وأونا أونيل، بل كانت
تزداد قوة وترابطا وتماسكا علي امتداد أربع وعشرين سنة كاملة.. كانت أجمل
وأقوي قصة حب عاشها شارلي شابلن في حياته.. وخلالها أنجبت له أونا
«القبيلة» كما كان يحلو له أن يسمي أولاده.. أنجبت له أونا أونيل أنباءه
جيرالدين وجوزفين وفيكتوريا وميشيل، وأحاطته بالحنان والحب وهو يدخل مراحل
الشخوخة.. أعطته دفء الحياة العائلية التي افتقدها منذ طفولته وحتي فارق
الحياة وهو في سن السابعة والسبعين كانت أونا أونيل هي المرفأ الأخير الذي
وجد فيه حنان الأم والحبيبة المعطاء في صمت.نفته هوليوود ثم استغفرتهمنذ
انتقل من أمريكا إلي منفاه الاختياري في سويسرا، نبذته هوليوود وبقيت
أفلامه مضطهدة في عروضها داخل أمريكا، رغم إقبال الناس عليها وجنونهم بها
لكنه كان يكسب احترام العالم يوما بعد يوم.. انعمت عليه الملكة اليزابيث
ملكة إنجلترا بلقب «سير» وتوجته فرنسا بوسام «الليجون رورنير» ولقب فارس..
وأصبح في دائرة الضوء التي يزداد بريقها، حتي عندما اعتزل الحياة والناس
ولا يظهر إلا لماما علي شواطئ بحيرة فيفي في سويسرا حيث يقع قصره.علي أن
هوليوود عادت في أوائل السبعينيات تستغفره بعد قطيعة، وتعترف له بأنه فارس
الإمتاع العبقري في السينما في عصرنا.. منحته هوليوود جائزة الأوسكار جزاء
ما أمتع به جماهير السينما في العالم.. لكن أكبر جوائز عبقري السينما في كل
زمان هي ذلك الخلود الدائم في قلوب جماهيره.
جريدة القاهرة في 8
يناير 2008
|