بعرض ستة أفلام دفعة واحدة في موسم عيد الأضحى تنهى
السينما المصرية عام 2007 وقد قدمت للجمهور أربعين فيلماً على
مدى 12 شهرا، منها 28
فيلماَ عرضوا في مواسم الصيف والعيدين، أي أن 12 فيلماً تمرد منتجوها على
المواسم
التقليدية وعرضوا أفلامهم في الأسابيع الميتة كما يطلق عليها الموزعون، وهو
تمرد
إجباري إضطر إليه المنتجون بعدما زاد الانتاج السينمائي المصري
بشكل مطرد في
السنوات الخمس الأخيرة، بحيث لم تعد المواسم التقليدية كافية لعرض كل
الأفلام.
وشهد العام نفسه انتاج أفلام أخرى لا يقل عددها عن 10 تأجل
عرضها لمطلع 2008 وبعضها لا يعرف هل سيجد فرصة أم يظل في العلب
إلى أجل غير مسمي،
مع
الوضع في الاعتبار أن الخلاف بين قطبي التوزيع "العربية" و"ثلاثي المتحدون"
الذي
بدأ نهاية 2006 فرض نفسه على الحركة السينمائية طوال عام 2007
وأصبح الجمهور يسأل
قبل أن يخرج من منزله هل الفيلم تابع للشركة العربية أم للثلاثي، بناءاً
عليه يتوقع
الشاشات التي ستعرض هذا الفيلم أو ذاك، وأدى ذلك لعدم زيادة نسخ أي فيلم عن
50 إلا
في حالات نادرة.
على مستوي شباك التذاكر ثبت أحمد حلمي أقدامه هذا العام
بعد عرض فيلمين له هما "مطب صناعي" و"كدة رضا" وحقق أكثر من 35
مليون جنيه من كلا
الفيلمين جعلاه الحصان الرابح في شباك التذاكر، يليه مباشرة عادل إمام
النجم
المخضرم الذي لم يترك مكانه في المقدمة على مدى ثلاثين عاما
وحقق فيلمه "مرجان أحمد
مرجان" ايرادات قاربت العشرين مليون جنيه، فيما دخل السباق بقوة أحمد السقا
بفيلمه
"تيمور وشفيقة" ويضيف لرصيده حالياً المزيد بفيلم "الجزيرة"،
وكذلك تامر حسني بفيلم
"عمر
وسلمى"، وكريم عبد العزيز بفيلم "خارج عن القانون".
لكن مفاجأة الايرادات هذا العام كانت من نصيب يوسف شاهين
وخالد يوسف، حيث فوجئ الجميع بأن "هي فوضى" وصل إلى المليون
الثاني عشر في أقل من
شهر، ليتفوق على كل أفلام يوسف شاهين بلا استثناء، ولم يقتصر نجاح خالد
يوسف على
وجوده شريكاً في "هي فوضى" بل حقق فيلمه الجديد "حين ميسرة" الذي يدور في
عالم
العشوائيات إيرادات قياسية في الأيام الاخيرة من 2007.
وعلى الرغم من أن محمد سعد برر تراجع ايرادات فيلمه "كركر"
بالانخفاض
العام في الدخل السينمائي نتيجة زيادة الانتاج ورغم أن الفيلم كسر حاجز
الثلاثة عشر مليون جنيه، لكنه كان رسالة تحذير قوية لنجم الايرادات الأول
على مدة
خمس سنوات بأن عليه مراجعة حساباته في المواسم المقبلة، فيما
لم تفلح دعاية روتانا
المبالغ فيها لفيلم "عندليب الدقي" في اعادة محمد هنيدي لنادي أصحاب العشرة
ملايين
وظل في المنطقة الدافئة علماً بأن الفيلم هو الأول الذي يعد
انتاجاً خالصاً للشركة
السعودية.
أما أزمات وأحداث ومفارقات العام السينمائية فكانت كثيرة،
أبرزها، قضية ضد أفيش فيلم "عمر وسلمى " واتهام أبطاله
بالإباحية، لكن الفيلم مر
سريعاً من الأزمة، علماً بانه تصويره استمر عاماً ونصف بسبب دخول تامر حسني
للسجن
في
القضية الشهيرة، كما أطل في 2007 هيثم أحمد زكي كبطل مطلق في فيلم "البلياتشو"
وهو ثاني أفلامه بعد "حليم" لكن الفيلم حقق سقوطاً مدوياً،
واختفي هيثم من وقتها
ولم يعلن عن أي مشروعات جديدة.
فيما ثبت أحمد عيد أقدامه كبطل للأفيشات في "أنا مش معاهم"
لكنه لم
يكرر النجاح في "خليك في حالك"، وتراجع ظهور المطربين كأبطال في 2007، فيما
عدا أصحاب التجارب السابقة مثل مصطفى قمر وتامر حسني وحمادة هلال، وعرض
فيلم قمر
"عصابة الدكتور عمر" في موسم عيد الفطر، وهو الموسم الذي شهد
الدفع بسبعة أفلام مرة
واحدة حققت جميعها خسائر كبيرة بسبب ضعف اقبال الجماهير وارتفاع تكلفة
الأفلام مثل
"أسد
وأربع قطط" و"الشياطين" الذي شهد خلافا بين شريف منير والمنتجة إسعاد يونس
أدى
لتجميد مشروعات جديدة للتعاون بينهما، أبرزها فيلم "لسة فاكر" الذي وافقت
المطربة
أنغام على بطولته.
أما علاقة الرقابة بالسينمائيين في 2007 فخلت من الأزمات
إلى حد كبير، واكتفي علي أبو شادي رئيس الرقابة بملاحظات بسيطة
لالتصريح بعرض عدة
أفلام مثيرة منها "هي فوضى" الذي أضاف علامة إستفهام للأفيش وحذف 50 ثانية
من مشهد
الخلاف بين وكيل النيابة و ضابط الشرطة، وفي "حين ميسرة" حذف
بعض الجمل من شريط
الصوت التي تقلل من هيبة الشرطة، وهو ما تكرر مع "أسد وأربع قطط" حيث حذفت
كلمة
"ضابط"، ورغم ذلك شهدت نهاية العام أربع أفلام دفعة واحدة توجه
انتقادات حادة لرجال
الأمن في ظاهرة فريدة على السينما المصرية .
وجاء مشاركة فيلم "هي فوضى" في المسابقة الرسمية لمهرجان
فينيسا
لتعيد البريق للسينما المصرية من جديد، فيما مثل مصر في معظم مهرجانات 2007
فيلمي "شقة مصر الجديدة" و"قص ولزق"، بينما انطلق مهرجان الاسكندرية
السينمائي بدون
فيلم مصري واحد، وخرجت الأفلام الأربعة التي شاركت في مهرجان القاهرة
بشهادة تقدير
واحدة لفيلم "ألوان السما السابعة".
ومنحت السينما المصرية 12 مخرجا جديدا الفرصة في 2007،
وقدموا 15 فيلما وهم محمد جمعة "أحلام حقيقية" وعماد البهات "استغماية"
و"البلياتشو"
وأحمد مدحت "التوربيني" وأحمد الجندي "حوش اللي وقع منك" وأيمن مكرم "خليك
في حالك" و"شيكامارا" وخالد مرعي "تيمور وشفيقة" وطارق عبد العاطي "عجميستا"
وأمير
رمسيس "كشف حساب" و"آخر الدنيا" وأحمد سمير فرج "كود 36" و"جوبا" وأحمد
فهمي "مجانين
نص كوم" وأحمد يسري "45 يوم" وأحمد أبو زيد "الشياطين".
والملاحظ أن 8 مخرجين قدموا 16 فيلما من جملة 40 هم خالد
يوسف "حين ميسرة" و"هي فوضى" وعلي إدريس "مرجان أحمد مرجان"
و"عصابة الدكتور عمر"
وأيمن مكرم "خليك في حالك" و"شيكامارا" وأمير رمسيس "كشف حساب" و"آخر
الدنيا" وأحمد
سمير فرج "كود 36" و"جوبا" وأحمد جلال "كده رضا" و"خارج على القانون" وأكرم
فريد
"عمر
وسلمى" و"الحب كده" وسامح عبد العزيز "أسد وأربع قطط" و"أحلام الفتى
الطائش".
عن جريدة
البديل
المصرية اليومية
سينما إيزيس في 8
يناير 2008
|