بينما اعتبر أصدقاء وتلاميذ
المخرج يوسف شاهين الأسابيع الماضية هي الأسوأ علي مستوي الصعيد الشخصي،
بسبب
الهجوم الذي حصده فيلمه هي فوضي من قبل عدد من النقاد وبعض
الصحف التي قامت بإطلاق
هجمات ضارية ضده، واعتبرته بعضها مشوها لمصر واتهمه بعض الكتاب بأنه تنصل
من الفيلم
بوضع اسم خالد يوسف مخرجا للعمل جنبا إلي جنب اسمه، إذ حمل أول
أيام العام الجديد
بشري سارة للمخرج الكبير وذلك بعد أن كشفت إيرادات الفيلم بأنه تبوأ موقعا
متقدما
للأفلام التي عرضت خلال موسم عيد الأضحي.
ووصلت إيرادات هي فوضي عشرة ملايين
جنيه وهو رقم غير مسبوق بالنسبة لأفلام شاهين الذي يواجه منذ أعوام طويلة
حربا
ضروسا مع موزعي السينما الذين دأبوا علي رفض عرض أعماله في
موسم الصيف وكان تبريرهم
أن
أعماله للمثقفين فقط وبالتالي غير صالحة في المواسم التي تشهد رواجا
بالنسبة
للموزعين والمنتجين.
ولم يتمالك شاهين نفسه حينما أخبره تلاميذه أن إيرادات
فيلمه تجاوزت، مع نهاية آخر أيام العام 2007 حاجز العشرة
ملايين جنيه.
وقد اعتبر
أن
هذا الخبر الأكثر بهجة بالنسبة إليه علي مدار السنوات الأخيرة.
وأوعز بعض
النقاد النجاح الطاغي علي المستوي الجماهيري للفيلم بسبب حالة الاحتقان
التي تنتاب
الشارع تجاه النظام والفشل في ايجاد حلول جذرية للمشاكل المزمنة سواء
الاقتصادية
منها أو الاجتماعية ودعمه للأثرياء في مواجهة الفقراء. فضلا
عما نشر عن الفيلم علي
نطاق واسع من كونه عملا ينتقد الحكومة والحزب الحاكم بضراوة شديدة، كل ذلك
دفع
الجماهير للإقبال عليه.
وحسب مصادر شركات التوزيع فإن السواد الأعظم من
المشاهدين الذين تابعوا الفيلم كانوا من بين الشباب وقد اكتشف
العاملون بدور العرض
أن
الجماهير تصفق بشدة في المشهد الذي يتعرض فيه العسكري الذي يؤدي شخصيته
خالد
صالح كرمز السلطة للضرب.
وفُسر إقبال الجماهير للفيلم بسبب توجيهه النقد اللاذع
لمؤسسات الدولة النافدة في صنع القرار ولتسليطه الأضواء علي
صور من الفساد التي
أصبحت منتشرة في العاصمة المصرية.
وقد اعتبر شاهين الفيلم بمثابة الطالع الحسن
الذي يدع صاحبه لأن يمضي في عمله مجددا بعد أن كان قد بدأ يعد
العدة
للاعتزال.
ويعترف شاهين لتلاميذه الذين شاركوه الاحتفال بالسنة الجديدة
بأن شتان
ما بين
الحالة النفسية التي كان يعيشها قبل شهر والحالة التي يعيشها في الوقت
الراهن فقد أصبح الآن أكثر رغبة من ذي قبل للمضي قدما في عمله والبحث عن
عمل جديد
يعود به للبلاتوهات رغم الحالة الصحية الصعبة التي يواجهها
بسبب تردي أداء عضلة
القلب وكان شاهين قد خضع لعدة عمليات جراحية من قبل لاستبدال عدد من
الشرايين
التالفة.
جدير بالذكر أن الفنان أحمد السقا احتل فيلمه الجزيرة المركز
الأول
خلال موسم
العيد بينما احتل فيلم خارج علي القانون لكريم عبدالعزيز المركز الثاني
بينما جاء فيلم حين ميسرة للمخرج خالد يوسف في المركز الثـــالث
والأفـــلام
الثــــلاثة السابقة عرضت مع أول أيام عيد الأضحي بينما سبقها
بأسبوع فيلم
شاهين.
أما بالنسبة للأفلام التي لم تحقق نجاحا، منها فيلم جوبا
لمصطفي شعبان
وداليا البحيري حيث لم تتجاوز إيراداته سوي مليونين ونصف المليون جنيه،
تلاه فيلم
غادة عادل وباسم باخور خليج نعمة ، حيث لم يحقق سوي مليون جنيه، واحتل
المركز
الأخير فيلم شيكا مارا
.
القدس العربي في 4
يناير 2008
يوسف شاهين صاحب الفوضي وخالد صاحب النجاح!
القاهرة ـ
من كمال القاضي
فيلم هي فوضي الذي يعرض
حاليا بدور العرض السينمائية ويحقق أعلي الإيرادات بشباك التذاكر تم حذف
شخصية من
شخصياته الثانوية التي تؤثر بقوة في الاحداث برغم ضيق حيزها
الدرامي، الحذف جاء
بتوصية من وزارة الداخلية التي أوعزت للرقابة بأن هناك بعض التجاوزات
تستوجب الحذف،
وذلك حتي لا يتم التعامل مع شخصية أمين الشرطة كنموذج للشخصية البوليسية
فتوصم بقية
النماذج بالقسوة والعنف كما جاء في الفيلم.
شخصية حاتم أمين الشرطة التي أداها
الفنان خالد صالح أدت إلي صعود رصيده الجماهيري وتوالي الأدوار المشابهة من
بعض
المنتجين، حيث يري أغلبهم أن خالد أفضل من قدم هذا النمط من
الأدوار بعد الفنان
القدير الراحل أحمد زكي، ذلك الربط الذي يضع خالد صالح في مقارنة صعبة،
خاصة أن
أحمد زكي قدم دورا مماثلا لضابط أمن الدولة في فيلم زوجة رجل مهم مع النجمة
ميرفت
أمين قبل خمسة عشر عاما وجسد باقتدار كبرياء وصلف الشخصية التي
أسندت إليه، وكسر
رهبة الدور الذي لم يكن احدا يقترب منه قبل أن يلعبه النمر الاسود بكل
شجاعة
وإتقان.
يبقي الإشارة في سياق الحديث عن فوضي يوسف شاهين إلي الأصداء
التي خلفها
الفيلم بين أبطاله، حيث أكد البطل خالد صالح أن شاهين منحه فرصة العمل وحرر
شهادة
نجاحه من جديد، فيما صرحت هالة صدقي بأن هذه هي المرة الأخيرة التي تتعامل
فيها مع
المخرج خالد يوسف الذي شارك استاذه يوسف شاهين إخراج الفيلم،
ولم تعلن هالة عن
الأسباب الحقيقية التي دفعتها لهذا التصريح والتأكيد علي مقاطعتها لخالد
يوسف، علي
جانب آخر أكد يوسف شاهين نفسه أن هي فوضي هو تجربة خالد يوسف بالكامل ويحسب
له
النجاح الذي حققه الفيلم، وأردف أن تلميذه النجيب وضع اسمه علي
الأفيشات والتترات
من
باب الولاء وليس لأن يوسف شاهين هو المخرج!
القدس العربي في 4
يناير 2008
|