شوقي الماجري يُبهر النقاد في مغامرة إنتاجية رغم عزوف
مؤسسات الإنتاج الدرامي عن تناول القضايا العربية المعاصرة.
عمَّان ـ شهد عام 2007 إنتاجاً درامياً متميزاً على المستوى
العربي حمل توقيع شركة "المركز العربي للخدمات السمعية
البصرية" ـ الأردن، وتنوع
هذا الإنتاج بين أعمال الدراما الاجتماعية والبدوية والتاريخية، التي حققت
رواجاً
ومتابعة واسعتين، أضافت إلى رصيد هذه الشركة الذي امتد خمسة وعشرين عاماً
في مجال
الإنتاج الدرامي.
وتصدرت هذه الأعمال على مستوى الإخراج والتصوير والموسيقى
التصويرية استطلاعات
الرأي التي أجرتها مؤسسات ومجلات ثقافية تحظى باحترام النقاد والمتابعين
لما تتمتع
به
من مصداقية، وتصدر نجوم هذه الأعمال قائمة نجوم العام، محققين نقلة نوعية
على
الصعيد الشخصي والمهني، فكان أن حجزت نجمة مسلسلي "الاجتياح"
و"نمر بن عدوان"
الأردنية صبا مبارك مرتبة الصدارة، ووقف إلى جانبها النجم الأردني منذر
رياحنة الذي
أبدع في تجسيد دور البطولة في مسلسل "الاجتياح".
وكان تصدي "المركز العربي" لإنتاج مسلسل "الاجتياح" الذي تناول
تفاصيل عملية
"الدرع
الواقي" عام 2002 مغامرة إنتاجية كبيرة نظراً لعزوف مؤسسات الإنتاج الدرامي
عن تناول القضايا العربية المعاصرة عموماً، وقضية الإنسان
الفلسطيني المعاصر موضوع
العمل خصوصاً، فكان أن حوصر "الاجتياح"، ولم يتصدى لعرضه في الموسم
الرمضاني سوى
محطة واحدة هي الفضائية اللبنانية للإرسال "إل بي سي".
ورغم هذه التحديات، برهن مسلسل "الاجتياح" للمخرج التونسي شوقي
الماجري عن تفوقه
على غيره من الأعمال الدرامية هذا العام، وذهب بعض النقاد والفنانين
المرموقين
للقول ان هذا العمل هو أفضل ما جادت به الساحة الدرامية العربية على
الإطلاق.
وحصد العمل الذي استغرق الإعداد له عامين كاملين، شهادة أفضل
إخراج وأفضل موسيقى
تصويرية لملحن العمل وليد الهشيم، بينما ذهبت شهادة أفضل تصوير لمدير تصوير
العمل
البولوني زغينيف برجينسكي بحسب أحد الاستطلاعات التي نشرتها مجلة "سيدتي"
العربية.
ومن جهة أخرى، نقل "المركز العربي" الدراما البدوية إلى ذرى
جديدة، هذا العام،
من
خلال تقديمه لسيرة الشاعر والفارس نمر بن عدوان في عمل تلفزيوني لقي متابعة
واسعة وحقق نسبة مشاهدة مرتفعة، واستطاع العمل أن يضيء على جوانب مهمة من
حياة هذه
الشخصية صاحبة الإسهام التأسيسي في الثقافة الوطنية الأردنية
بعد أن كانت الأعمال
البدوية تقتصر على تناول قصص من التراث الشعبي.
وينتظر أن تشكل هذه النقلة، مدخلاً لتأسيس ارتباط وثيق بين
أعمال الدراما
والواقع الاجتماعي الأردني، حيث يتجه "المركز العربي" إلى تقديم عدد من
أعمال
السيرة المرتبطة بالواقع الاجتماعي الأردني المعاصر وقضاياه
الراهنة، ضمن خطته
الإنتاجية هذا العام، وسيقدم في هذا الإطار سيرة عودة أبو تايه أحد أبرز
رجالات
الأردن الحديث، بالإضافة إلى عمل تاريخي حديث يحمل عنوان "الملك فيصل"
ويتناول سيرة
الملك
فيصل بن الحسين آخر ملوك العراق.
وتعتبر إنجازات "المركز العربي" عام 2007 تراكم لما سبقها من
نجاحات حققتها هذه
الشركة من خلال تقديمها لمجموعة من أبرز الأعمال الدرامية على المستوى
العربي، مثل
مسلسل "أبناء الرشيد: الأمين والمأمون" و"الطريق الوعر" و"الحجاج" و"دعاة
على أبواب
جهنم" و"شهرزاد: الحكاية الأخيرة" وأعمال أخرى كثيرة.
ميدل إيست أنلاين في 2
يناير 2008
|