اضغط للتعرف على صاحب "سينماتك" والإطلاع على كتبه في السينما وكل ما كتبه في الصحافة Our Logo
 

    حول الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار   

رحيل العملاق يوسف شاهين

 

وداعاً شاهين

 

خاص

بـ"سينماتك"

كتبوا في السينما

أخبار ومحطات

سينماتك

ملتيميديا

إبحث

في سينماتك

إحصائيات

استخدام الموقع

 

يوسف شاهين العملاق الذي لم يغادر

محمدعزالدين امام

 
     
  

لم يحظ فنان مصري بجدل، مثلما حظي به المبدع يوسف شاهين، كان لا ينتمي فقط الي جيل العباقرة، ولكنه ايضا ابن من ابناء الشعب، لم ينفصل يوما عنه، ولم يعش في برج عاجي، كعادة الطفرات البشرية..

في رايي ان في داخل المخرج جو، ممثل متمرد، ولكنه اصر علي حبسه، كنوع من انواع التجرد وحب الناس اكثر من حبه لنفسه، ففضل ان يصنع المجد للآخرين، علي ان يصنعه لنفسه ..

كان هو صانع نجوم، فعمر الشريف لم يكن لينطلق الي العالمية ولا ليتبوأ تلك المكانة في السينما العربية، لولا تبني جو له، فلنتوقف عند مشهد ثورة عمر علي ابنة عمه فاتن في درة من درر السينما المصرية "صراع في الميناء" وحشرجة صوته ورفعه ليده ليضربها قبل ان تهرب منه اليه لترتمي في احضانه، هذا المشهد الذي يسمي بلغة السينما "ماستر سين" يحصل علي الاوسكار بلا منازع، لولا تدخل السياسة لحرمان مصر عبدالناصر من اي جائزة دولية .. وهو ما يتم الان مع السينما الايرانية ايضا رغم تميزها ..

جمعه لعمالقة مثل رشدي اباظه ومارلين مونرو والفاتنة هند رستم، وبالطبع ابنه السينمائي - حينئذ - عمر الشريف، في فيلم صراع في النيل، وتلك الرحلة الممتعة التي لا نمل من رؤيتها عشرات المرات لنستمتع بتلك الروح المصرية الاصيلة وهي تحكي لنا عن اروع واجمل ما كان فيكي يا مصر ..

لا يهمل يوسف اي تفصيل، وكل فرد مهما صغر حجم دوره هو بطل في موقعه، حتي الحمار الصغير، كان يتحرك كما يريد جو.. اما الاغنية فكانت من الاغاني التي لا تنسي ابدا مع رقص هند مع ركاكته ( لم تكن تحسن الرقص ابدا ) ..

قبل ان يموت الحلم العربي مع موت الزعيم ناصر، كان فيلم الارض، لينقل لنا رؤية مستقبلية عن عودة الاقطاع والاستعمار، وقد ابدع فيه الجميع، حتي ارضنا العطشانة من يومها والي اليوم، عطشي لرجل مثل جمال في زمن عز فيه الرجال ..

يليه اول فيلم ينفصل فيه يوسف عن الطرح التقليدي، ليحلق في سماء كنسر مصري يراقب ويرصد ثم ينقض علي مواقع الخلل في المجتمــــع المصري فكان "الاختيار" كان واخر تعــامل بينه وبين النجــــــــم عزت العلايلي، ورغم ان العلايلي قدم اروع ادواره علي الاطـلاق، الا انه اختار التمرد علي جـــــو، لاسباب بررها بانها دينـــية، بمعني انه يشير إلي ان جو ملحد وان تدين عزت يمنعـــــه من الترويج لافكار يوســـف شاهين، ولكن الفيلم الفضيحة الذي مثله عزت مع ناهد شريف في الكويت بعنوان "ذئاب لا تاكل اللحم" ينفي ذلك السبب تماما، وفي ظني ان عزت لم يترك شاهين، بل شاهين هو الذي لم يقتـــنع به، فعــــــزت رغم تمكنه من الاداء، الا انه تقليدي، واعتقــد ان هذا هو حال سعاد ايضا، انها اختارت الاستمرار في التقليدية، علي الخضوع لشرنقة يوسف شاهين.

فشاهين يلف ممثليه في شرنقة من خيط الحرير، ليخرجوا منها كفراشات تحلق ..

لم يضعف شاهين ابدا ولم يتنازل امام التغير الذي كان يصيب المحروسة، فلا جري وراء موضة سينمائية ولا هادن سلطة، كان لاذع في نقده لكل شيء، محتميا فقط في جمهوره ..

شاهين هو المخرج العربي الوحيد الذي يدخل له الناس افلامه بسبب اسمه هو لا اسماء ابطال الفيلم، وهو هنا مثل اوليفر ستون، فديريكو فلليني.

كان جو المخرج الوحيد الذي يهمش الادوار النســـائية، فدور الرجل هو المحوري دائما، ولم يعتمد علي ابهار الجسد الانثوي ابدا، رغم وجود ايقونات انثوية خالدة من هدي سلطان الي هند رستم مرورا بسعاد حسني وانتهاء بمنّة شلبي في افلامه.

لا نقول وداعا يا جو

فانت تعيش معنا بما قدمته من افلام خالدة للفن السابع.

* باحث في العلوم الانسانية

القدس العربي في 2 أغسطس 2008

 
     
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2008)