تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

يعرض الآن في الكويت

هاري بوتر والأمير الهجين

نموذج للإنتاج القوي لصناعة السينما

كتب د.جمال حسين

كل صيف تذكرنا هوليوود بمؤثراتها البصرية الخاصة الجديدة التي أشرف عليها هذه المرة تيم بورك ونيك دودمان، وتعطينا بعض الجنون والحماسة والغضب وحتى الهورمونات، رغم أن الجزء السادس من «هاري بوتر» يعتبر أقل بهرجة، والسحر فيه أكثر بكثير مما نحتاجه وإن يعده الجمهور المخصص له مقبولا، لاسيما وأن القصة برمتها تقوم على قضية متخيلة، فيها بعض الحب والقلوب المكسورة والقلق والمواقف السيئة والأفكار الهادئة الدائرة حول أشياء الحياة العادية، أما السحر فإن الأكثر جمالا فيه أنه غير مرئي ولا يظهر بوضوح.

وما يحرج الكتابة الجادة عن سلسلة افلام لا تريد مؤسستها نهاية لها، أنها فعلا لا تنتهي، فالجزء القادم سيظهر عام 2010 ويليه الثامن في 2011، وكانت هذه مهمة سيناريو ستيف كلوفيس الذي عانى من قسوة تشذيب النص الروائي ولكنه لم يستطع ملء بعض اللحظات العميقة حينما كان هاري (دانيال رادكليف) يحاول وصف قبلته الأولى إلى رون ويسلي (روبرت غرينت)، فجاءت تعبيراته ناقصة، لأنه كان بحاجة إلى كلمات.

هدوء الإخراج وبراعة الإنتاج

ولم تكن مهمة المخرج ديفيد يايتس أكثر من تأثيث وتأطير وإيصال السلسلة المثيرة للقصة الأكثر شعبية في العالم، ولم يتطلب منه الوضع إعداد جيوش من الزومبي ليسكنوا الرعب لدى الناس، كما كان يفعل في أفلامه المبكرة.

وهو ماهر في تشكيل لحظات القصة وهادئ في انتقالاته، ساعدته تصميمات إنتاج ستيورات كريغ الرائعة الذي يعد مفخرة صناعة السينما في جمالياته وقدرته على عرض النوبات المائجة بصبر وسهولة بدعم من موسيقى نيكولاس هوبير. وتعامل يايتس مع الألوان كان دقيقا، واصبح واضحا قرب النهاية في مشهد الكهف حينما أعطى انطباعا أنه يصوره بالأسود والأبيض، وكذلك عند تصوير نظرة هاري السعيدة اللامعة مع حجارة السحر.

الواضحون والغامضون

سينهي هاري عطلته الصيفية لينزل على عالمه السري في لندن وسينتظره أستاذ مدرسة السحر جيم برودبنت (هوراس سلوغورن)، وبينما يدردش في مقهى بسيط مع بنت لطيفة سيتفرقع آلبوس دومبلدر (مايكل غامبون) في المشهد أمام إعلان لأحد صنوف العطور كخلفية وتمهيد للمشهد الذي يليه، حيث ينبغي على هاري إيقاف هذا الشرير الذي يريد التأثير على العالم.

وهاري كما اعتاد، يميل الى مساعدة صديقيه المفضلين: هيرميون (إيما واطسون) ورون ويسلي، ولكنهما لديهما مشاكلهما أيضا، فهيرميون عاشقة لرون وهو ليس لديه علم بذلك وقد اصبح نجما يجذب الانتباه والتودد، وستكلفهما هذه المشكلة غير الصغيرة بعض المتاعب فيما بعد.

في «الأمير الهجين» هناك أوغاد واضحون مثل بيلاتركس (هيلينا بنوهام كارتر) وأوغاد غامضون ومحتملون، وهناك التشكيلة العادية للزملاء مثل لونا ايفانا ولنتش لوفيغود اللذين ظهرا كأنهما خارجين من العصر الفيكتوري.

الإضافة إلى الرواية

إن روايات هاري بوتر ظهرت ككتب أطفال بطفرة من جي كي رولنغ وتطورت بشكل رشيق إلى قصص للشباب، وتعد من أكثر مسلسلات الكتب استعارة ومباشرة لأجواء الرعب بإضافات عاطفية، فيما أصبح الممثلون شبانا واغلبهم مرتاح في الأداء مع تعاقب كل جزء ويتماشون مع موضوعه.

ويعالج يايتس أكثر مشاهد الفيلم أهمية حينما يستدعي دومبلدر، هاري الى غرفته في مدرسة السحر ويتكلم معه عن مهمته القادمة، ويعرض عليه كل الذكريات الرئيسية لماضي برودبنت ويناقشه في السحر المحرّم، بينما كان فيه أعداء هاري يتكاثرون، حيث سيظهر له جانبيا دراكو (توم فيلتون) حاملا رغبة انتقام قديمة لهزيمة أبيه وسنابي (ألن ريكمان) الذي ربط نفسه بقسم لا يستطيع التراجع عنه لفولدمورت وحتى يجد في طريقه مشاكل شقيقة رون الصغرى جيني (بوني رايت).

في الوقت نفسه كان يدفعه إلى أن تكون له حبيبة لتمنحه بعض السرور قبل المصاعب والمسؤوليات الكبرى التي تنتظره، لكن هاري لا يرى في هيرميون أكثر من صديقة.

في أيد أمينة

ومن الواضح أن أفلام مؤسسة «هاري بوتر» وضعت في «أيد أمينة»، ذلك لأن يايتس يفهم خطورة ودقة العمل في عدد من الأجزاء مع ممثلين يكبرون ويتطورون، فدانيال أو هاري لم يعد ذلك الطفل بعمر 10 سنوات كما بدأ في «غرفة الأسرار» وأشعل «قدح النار».

ويمكن تصور فداحة مسؤولية يايتس وهو يخرج قصة منشورة على نطاق شعبي واسع، لذلك لا يملك أي عنصر للمفاجأة، وهذا عبء فظيع يتطلب منه أن يبقي صورته طائرة وعلى كاميرات مدير التصوير برونو ديلبونيل أن تتحرك في الروح وأن يقدم كل شيء آخر عما نعرفه، طوال 153 دقيقة هي طول الشريط، وربما تغفر نصف الساعة النهائية للطبيعة المتعرجة للساعتين التي سبقتها وخاصة لمن لم يتعود على هذا الطراز من الروايات التي تتطلب الصبر قبل بلوغ الذروة. 

رقم قياسي

قالت شركة «وورنر بروس» للانتاج السينمائي ان «هاري بوتر والامير الهجين» (هاري بوتر اند ذي هاف بلاد برنس) حقق 104 ملايين دولار في مبيعات التذاكر في كل انحاء العالم في أول يوم كامل من طرحه، مسجلا بذلك رقما قياسيا.

والفيلم وهو السادس في هذه السلسلة التي تستند الى روايات المؤلفة البريطانية جي. كي. رولينغ بتحقيقه 45.85 مليون دولار في مبيعات التذاكر على المستوى الدولي و 58.18 مليون دولار في أميركا الشمالية.

وتتضمن هذه الارقام رقما قياسيا 22.2 مليون دولار في عروض منتصف الليل بالولايات المتحدة. وقال الان هورن رئيس وورنر بروس ومدير التشغيل في بيان «ببساطة تامة، نحن مدينون بهذا الافتتاح القياسي للمعجبين الرائعين الذين وقفوا بجانبنا والذين وقفوا في طابور ليكونوا بين الاوائل لرؤية «هاري بوتر والامير الهجين».

وقال بول درجارابديان محلل مبيعات التذاكر بموقع هوليوود دوت كوم «هذا افتتاح ضخم. هذا من بين الاكبر في مبيعات التذاكر». أما الارقام القياسية السابقة لعرض أول لفيلم في منتصف الليل فحققها الجزء الثالث من باتمان «ذي دارك نايت» (18 مليون دولار) والجزء الثالث من فيلم «ستار وورز» (17 مليون دولار).

وكان الفيلم السابق لهاري بوتر «هاري بوتر اند ذي اوردر اوف ذي فينيكس» (هاري بوتر وجماعة العنقاء) حقق في عرضه الاول في الصالات في عام 2007، 12 مليون دولار.

القبس الكويتية في

22/07/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)