تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

الممثل الأميركي توم هانكس:

نقاد السينما يفتقدون الإحساس بالرواية

الترجمة من الفرنسية: تيسير أبو شومر

يتعين على النجم السينمائي الأميركي توم هانكس، والمخرج المتميز رون هوارد، أن يعلما أن الرواية الأدبية مهما لقيت من الثناء، أو وصلت مبيعاتها في الأسواق بالملايين، أو نالت صفة الأكثر مبيعاً وفقاً للتصنيف العالمي، فإن هذا لا يعني أن الفيلم المأخوذ عنها سيحقق النجاح الذي نالته، أو أنها ستمنحهما بوصفهما سينمائيين محترفين تمثيلاً وإخراجاً، صكَّ نجاح مسبقاً.

قبل ثلاثة أعوام، قدم كل من هوارد وهانكس فيلم شيفرة دافنشي اقتباساً عن رواية الكاتب دان براون ، لكن الفيلم قوبل باستياء وعُدَّ عملاً فاشلاً برأي النقاد والمشاهدين على السواء. فالرواية الأدبية شيء، والعمل السينمائي شيء آخر، خصوصاً في مواضيع اختص بها كاتب ما.

هنا يشار إلى دان براون ، الذي اشتهر بغموض أعماله الأدبية، وتحميلها بكثير من الرموز والأسرار، وإلى ما حدث مع هانكس ، الذي أدى دور البطولة في أفلام مميزة: النوم في سياتك ، فيلادلفيا ، فورست غامب ، إنقاذ الجندي ريان ؛ و رون هاورد ، الذي أبدع في أفلام من أخراجه من بينها: أبوللو 13 ، والفدية . وهذه ليست المرة الأولى التي يواجَه بها فيلم ينجزه فريق سينمائي كبير ومحترف، بهذا القدر من عدم الرضا.

لكنّ الموقف نفسه تكرّس بعدما تابع النقاد والجمهور فيلم ملائكة وشياطين للمخرج هاورد، وأداء هانكس، مستندَين أيضاً إلى رواية دان براون التي تحمل العنوان نفسه. فقد بدا أن الفيلم الجديد لم يستخلص العبر، ولم يتفادَ أسباب الفشل الذريع الذي لقيه الفيلم السابق. لذلك توقف كثير من النقاد للاستفسار عن دوافع إنجاز عمل سينمائي حمل أسباب الفشل السابقة نفسها.

في زيارة قام بها هانكس وهاورد إلى فرنسا، وافق كلاهما على إجراء حوار حول مجزرة سينمائية قاما بها للمرة الثانية، على حد تعبير نقاد سينمائيين فرنسيين. وتالياً نص الحوار مع هانكس..

·     ها أنت ثانية.. وبعد ثلاثة أعوام من شيفرة دافنشي الذي قوبل بقسوة من نقاد السينما، وبحدة أكثر من المشاهدين، وتحديداً من معجبيك.

- باعتقادي أن ما حدث أمر طبيعي، فنحن أمام ظاهرة روايات الكاتب دان براون . جميعنا يعرف الإيرادات، وحجم الإقبال على رواياته، حيث بلغ عدد قرائها بالملايين، هذا فقط في الولايات المتحدة، فما بالك في أوروبا وبقية دول العالم.

أما موقف النقاد من الفيلم، فسأوضحه لك ببساطة، كون النقاد كتبوا عن الفيلم بعد أن شاهدوه، من دون أن يكونوا قد قرأوا الرواية التي ارتكز عليها فيلمانا (هوارد وأنا)، فنقاد السينما هم نقاد سينما فقط، وليسوا نقاد أدب.

عندما وقعت شيفرة دافنشي بين يدي، انكببت على قراءتها بشغف وإعجاب، وهذا ما حدث أيضاً مع رواية ملائكة وشياطين ، وأود أن أضيف أنني بعد قراءتي للروايتين قمت بقراءة سيناريو الروايتين، وقد وجدت أنهما لا يقلان أهمية عن الروايتين.

·         ألهذا الحد، أولستَ تبالغ..؟

- تقريباً.. تقريباً، فالكتاب -أي كتاب- سهل المنال، ولو عدنا ل شيفرة دافنشي فإنك لا تستطيع أن تلخّصه للناس الذين تراهم مثلاً خلال زيارة إلى معرض رسومات ل دافنشي . هناك من سيقول: الجانب الأيسر من اللوحة يتحدث عن كذا.. وكذا.. وكذا، والجانب الأيمن يتحدث عن كذا.. وكذا.. . وهناك أيضاً أشخاص يتحدثون عن جانب آخر من اللوحة قائلين: إنه يتحدث عن ترانيم قدّاس يؤديها فيبوناتشي ، وغيرهم يرى غير ذلك، بقوله: هذا الجانب معبّر عنه برمزية تخفي حقيقة آلام السيد المسيح ، وهناك من يرى أن اللوحة لا يلفها الغموض، بل إن هنالك جزءاً صغيراً جداً جداً يلفه الغموض. وتجد هؤلاء يقولون: اللوحة بمعظم جوانبها تتحدث عن الرسل، والحواريين.. والمبشرين الدينيين .

أؤكد بكل صراحة أنني لم أحاول تصحيح بعض الأخطاء البسيطة التي تسللت إلى السيناريو إبان تصوير الفيلم، وكان الطاقم الفني للفيلم والشركة المنتجة لديهما إيمان مطلق بنجاح الفيلم، لمجرد أنه ارتكز على رواية دان براون .

وهنا أعترف بأن المخرج رون هوارد وأنا، قد انزلقنا، وفلتت كثير من الخيوط من أيدينا، وأضعنا الإيقاع الذي كان في بالنا في كثير من مشاهد الفيلم. والمسؤولية -إن صح التعبير- لا يتحملها المخرج هوارد والممثل هانكس ، بل إن هناك العديد من صانعي الفيلم كان لهم دور في ذلك بشكل أو بآخر، خصوصاً وأولاً، أن الشركة المنتجة قد ارتكبت خطأ كبيراً في تقديرها للميزانية التي خصصتها للفيلم، فقد تكلّف الفيلم الكثير من المال.. وأنا شخصياً وجدته ممتعاً، رغم قناعتي بأنه ليس بالفيلم المهم، ولم يكن في تصوري خلال العمل فيه أن ينافس فيلم التايتانك مثلاً!.

عندما يقوم مخرج بحجم رون هوارد بإخراج فيلم، وعند عرضه يكون مصيره الفشل، فهذا لا يؤثر أو يُلغي تاريخ هذا المخرج المبدع، فالأمور وفي كل مناحي الحياة تسير على هذه الشاكلة، وهذا ينطبق عليَّ أنا أيضاً، لذلك أرجو أن لا تقوموا بإعطاء الأمور أكثر من حجمها، أنتم أيها النقاد.

·         لماذا هذا الهجوم على النقاد؟ لم نكن نعلم أنك تحمل كل هذا البُغض تجاههم، وبهذا التعميم.

- كلا.. كلا.. أنا فنان أحترم النقاد، ولي علاقات صداقة شديدة مع الكثير منهم في أميركا وعدد من البلدان الأوروبية. عند عرض شيفرة دافنشي -العرض الخاص- علَّق أحد المسؤولين الكبار للشركة المنتجة للفيلم قائلاً: حسناً، إن هذا الفيلم يستحق أن ينال جائزة أوسكار لأسوأ فيلم هذا العام ، وهناك من ذهب أبعد من ذلك في انتقاد الفيلم قبل مشاهدته، لكنني بدأت ألمس عدم الالتفات من قِبَل المشاهدين وجمهور السينما إلى ما يكتبه النقاد، بعد تجربة شيفرة دافنشي ، وهذا ما شجع منتجي الفيلم على شراء حقوق رواية ملائكة وشياطين بكل ثقة وسرعة، ونقلها إلى الشاشة بعد أن عقدوا اجتماعات عديدة وتبادلوا الآراء في تكرار التجربة، وهذا ما حدث بالطبع مع هوارد وأنا، واتفق الجميع على تفادي الأخطاء التي شابت شيفرة دافنشي .

·         هل ترددت في قبول الدور نفسه، وأداء الشخصية نفسها التي أديتها في شيفرة دافنشي ، وهي شخصية د.روبرت؟

- أبداً، عندما كُنا نصوّر شيفرة دافنشي ، اتفقت مع المخرج على تقديم عمل مختلف، مبتعدين عن الرواية التي كُتبت قبل وقت طويل، وقبل وجود جوجول . فاليوم يستطيع د.لانغدون الحصول على ما يريد من معلومات من خلال الإنترنت، بدلاً من عناء البحث عنها في مكتبة الفاتيكان.

·         هذه المرّة الأولى التي تؤدي فيها الشخصية نفسها في عملين، كيف وجدتَ ذلك؟.

- إحدى مميزات مهنتي كممثل، استدعاء ماضي الشخصية التي سأجسدها على الشاشة، والارتكاز على التحوّلات المفصليّة لها. لذلك أنا دائم النقاش مع مخرجي أفلامي، وأطرح تساؤلات دقيقة، من قبيل: من أين جاءت هذه الشخصية؟ ماضيها، طفولتها، صفاتها، والتغيرات التي تصيبها في كل مرحلة عمرية. ماذا تحب.. ماذا تكره.. ما هي الأشياء الموجودة في المكان الذي تقيم فيه.

·         هل تستطيع أن تذكر لنا أرقاماً حول مبيعات الروايتين قبل نقلهما إلى السينما، وبعد عرضهما؟.

- داني براون هو الذي قاد القُراء إليَّ، فليس من المعقول أن أقول: منذ 500 عام عاش الناس هكذا، وهكذا. هذا كلام أجده بلا معنى من دون التفاصيل الصغيرة. لقد قمت قبل التصوير بقراءة أدب العصور الوسطى وتربُّع الكنيسة كقوة لا تضاهيها قوة. ومن وقت لآخر كنت أشعر أن داني براون يؤمن بنظرية المؤامرة، وأحياناً لا أجده مؤمناً بها. أنا شخصياً لا أؤمن بهذه النظرية، إلا أن الأسباب والعوائق والعراقيل التي حالت دون التقاء الكنيسة والعلم كانت صحيحة ومقنعة.

الرأي الأردنية في

17/07/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)