تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

ماذا يحدث بالمركز القومي للسينما الآن؟

كتب‏-‏أحمد عاطف‏

طوال سنوات طويلة ونحن نتمني ان يلعب المركز القومي للسينما بمصر دوره المأمول في تطوير الواقع السينمائي واحداث تغير ايجابي حقيقي في مجالات هذا الفن‏.‏

ولقد اجتهد الرؤساء السابقون للمركز واصابوا احيانا وأخطأوا احيانا أخري وكانت لنا دائما ملاحظات علي الأداء ونقص التطوير المناسب وقد أتيحت لي منذ أيام مشاهدة‏12‏ فيلما أنتجها المركز خلال فترة التسعة أشهر الماضية منذ ترأسه د‏.‏ خالد عبدالجليل ومنذ البداية تحمسنا انا ومجموعة من السينمائيين الشباب للرئيس الجديد لكونه من جيلنا ومليئا بالحماس ولديه خطة طموحة ولكننا أبقينا علي حماسنا معلقا الي أن نري ماستئول اليه التجربة بعد فترة معقولة من الوقت شاهدت الافلام الأثني عشر وأصابتني دهشة وسعادة بالغتان‏..‏ سعادة سببها المستوي الراقي لاغلب الافلام ودهشة سببها التعجب من قدرة الجهاز الحكومي علي صنع أعمال سينمائية راقية إذا توافر الفكر والجدية وراء الجهد‏.‏ أهم الافلام التي أسرتني‏.‏

*‏ فيلم‏(‏ ايام الراديو‏)‏ للمخرج المخضرم سمير عوف ومدير التصوير الكبير سعيد شيمي وهو فيلم تسجيلي أشبه بالقصيدة معتمد علي أربعة صور غنائية من مختارات الاذاعة المصرية في الخمسينات هي عوف الاصيل لأنور المشري وخوفو وملامح النيل والسيرة العطرة للمخرج عبدالوهاب يوسف الذي اهدي له سمير عوف فيلمه باعتباره من رواد الفن الأصيل ويعود المخرج بالفيلم الي طفولته عام‏1950‏ بحي القلعة وهو في الثامنة من عمره يسمع الاوبريتات والكاميرا كأنها عينه تتجول باحياء القاهرة التاريخية والخديوية بمافيها من جمال معماري وتصميمي متفوق ويبدع سعيد شيمي باستاذيته في اختيار زوايا كاميرا من أسفل لا تظهر عشوائية الشارع المصري الآن وتحقق تأملا روحيا عميقا بحركته البانورامية البطيئة بالاضافة لجو لوني وضوئي صاف ودافء يحقق الشفافية المبتغاة ثم ينطلق بنا الي ربوع مصر وعلي الاخص الاقصر عند سماع الاوبريت الخاص بالفراعنة ويستخدم نفس الأسلوب البصري الذي يجعلنا نتذكر الماضي في اجلال بدون جملة واحدة مباشرة وبدون اللجوء لاي اسلوب من اساليب الفيلم التسجيلي التقليدية حتي بدون هجاء حاد لهذا العصر

*‏ الفيلم الثاني الرائع هو الروائي القصير‏(‏ ربيع‏89)‏ للمخرجة الواعدة أيتن أيمن الذي أظهر موهبتها الكبيرة والتي لم تظهر قط في فيلمها الأول راجلها لكنها هنا تباغتنا برقة مفحمة وأسلوب سينمائي ناضج والسيناريو للمحترفة وسام سليمان يقدم مشاعر مراهقتين بالمدرسة الثانوي في فصل الربيع عام‏89‏ حيث تتفتح مشاعرهما البكر كالزهور علي شاب يزور مدرستهما وتتناوبان علي عشقه في عالمي الوهم والواقع اختيار الربيع للحديث عن مشاعر فتاتين معادل موضوعي ذائق وصورة شعرية معبرة بدقة عن الحدوتة ونجده في فيلم ايتن برقة وعمق وبالفيلم ممثلة واعدة هي سلمي سعيد من عالم الربيع وأزهاره اليانعة ايضا وتبرز موهبة المخرجة في القدرة علي السرد البصري باختيار احجام اللقطات باحكام وحسن التنقل من لقطة لاخري ومن مشهد لآخر بالاضافة للقدرة علي نقل تفاصيل عام‏89‏ بدقة باختيار حالة ايحاء ومصداقية تامة باستخدام واع لشريط الصوت والاكسسوار والملابس‏.‏


*‏ من ايحاءات السينما الصامته يأتي فيلم‏(‏ فردة حذاء تكفي لشخص واحد‏)‏ للمخرج هاني مصطفي وهي سابقة أولي جريئة من نوعها ان يصنع جهاز حكومي فيلما تجريبيا كهذا شبيه بافلام شابلن الأولي من ناحية الفكرة والاسلوب يسخر فيه من مشاكل اليوم من بطالة وتأنيث لكل المهن وحياة زوجته فاشلة وتبدو كل ملامح الفيلم في حالة لونية صاخبة لتعبر عن فوضي المشاعر التي يشعر بها البطل في محيطه‏.‏

الغريب ان الافلام الثلاثة تعبر عن حالة نوستاجيا وحنين للماضي كنقد غير مباشر لحالة فشل الحاضر

*‏ ومعهما نضم فيلما رابعا مهما هو جنة النحاتين لابراهيم عبلة عن سمبوزيوم النحت التي تقيمه وزارة الثقافة مع محافظة أسوان منذ‏1996‏ وبرغم تغطية احداث السمبوزيوم بالعديد من وسائل الاعلام لكنني شعرت لأول مرة بالمغزي من اقامة هذا الحدث وأهمها حالة تمثل الفن المصري القديم من مجييء فنان عالمي يصنع تصميما لتمثال ليصنعه عمال نوبيون وصعايدة من أحفاد الفراعنة بحق‏.‏ ثم وضع التماثيل بعد نهاية الملتقي في متحف مفتوح فوق ربوة مرتفعة تحتضنها الشمس لتصنع مع التماثيل حالة ضوئية وتوحد‏.‏

باقي الافلام هي ستة افلام رسوم متحركة أهمها ديالوج لانجي محمود ولوحة لمحمد ناصر الدين وفيلم عرائس متحركة جميل هو خليك قاعد للمياء رجائي وفيلم روائي قصير اخري هو أقل من ساعة لمحمد ممدوح البارز في الانتاج اكثر من عنصر ايجابي أولها ان كل تلك الافلام تم تصويرها بأحدث تقنيات العصر بعد ان اشتري المركز كاميرا ووحدة مونتاج هاي ديفينيشان لكي تكون الصورة علي أعلي مستوي ـ العنصر الثاني هو الاهتمام بالانفاق الواعي واحيانا السخي علي الافلام العنصر الثالث هو اعطاء الفرصة للمواهب الحقيقية بغض النظر عن كونها خريجة معهد السينما ام لا فأيتن أمين ومحمد ممدوح من شباب الديجيتال الواعدين من سنوات يعملون هنا مع مديرون تصوير واعدون ايضا من خريجي المعهد هم حسين عسر وثابت مدكور ومحمود لطفي ويحدث التمازج المطلوب بين المواهب وفوق ذلك ان كل تلك الافلام قابلة للتسويق والعرض بالفضائيات وبذلك تتحقق الفوائد الاقتصادية والثقافية وتشجيع المواهب في جهد متناسق وفعال لابد ان نهنئ د‏.‏ حالد عبدالجليل علي جهده الكبير وفكره المتطور ومعه فريقه الانتاجي صفاء الليثي وسميح منسي ومحمد غانم أما الخبر الذي يجعل تفاؤلنا في محله فهو اقامة المركز لعروض لافلام الديجيتال التي صنعها الشباب بمركز الابداع بالاوبرا من‏13‏ الي‏16‏ يوليو الحالي والجوائز للفائزين هي تصدي المركز لانتاج افلامهم القادمة‏.‏

الأهرام اليومي في

08/07/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)