تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

سينمائيات المذيع المجنون

مصطفي درويش

لست أقصد بهذا الوصف مذيعا ما من فضائياتنا التي انتشرت انتشار عش الغراب.

ماقصدته هو في حقيقة الامر، مذيع أمريكي، او بمعني اصح، مقدم برنامج ذاع صيته، بحكم عمله في شبكة تليفزيون، قبل ثلث قرن من عمر الزمان.

وذلك المذيع، والحق يقال، من صنع الخيال، وتحديدا خيال كاتب السيناريو، »بادي شايفسكي«.

فعنه الف سيناريو »شبكة التليفزيون«.. الذي قام المخرج اللامع »سيدني لوميت« بترجمته إلي لغة السينما.

وكلاهما »شايفسكي« و»لوميت« بدأ مشواره مع الاطياف، في واحدة من شبكات التليفزيون الكبري بمدينة نيويورك، عاصمة المال والأعمال، حيث حقق نجاحا اهله لشد الرحال إلي ساحل امريكا الغربي، حيث مصنع الأحلام ومن هنا، صدق كل ماجاء في الفيلم، عما يدور من احداث داخل دهاليز التليفزيون، ومتاهاته، وذلك رغم جنوح كاتب السيناريو بعض الشيء إلي المبالغة، للتدليل علي خطورة الدور الذي يلعبه، وتأثيره بالسلب علي حياة مئات الملايين من ضحاياه، في مشارق الارض ومغاربها، وبالذات في بلاد العم سام.

ومن هذا المنطلق، فالفيلم صرخة مدوية ضد ذلك الجهاز الاعلامي الخطير، المخدر لعقول الجماهير، بحكم ان مهمته الرئيسية ليس، كما يشاع، نشر الوعي، والحرص عليه، وانما هي في حقيقة الأمر، حجب الحقائق، ومنع الرؤية الصحيحة للأشياء.

بحيث يصبح المشاهد بعد ادمان الجلوس امام الشاشة الصغيرة، انسان، بلا وعي، وبلا حرية، وبلا حكم سليم.

ولانني بفضل ما سمعته عن الفيلم وقرأته، كنت علي يقين، او ما يقرب علي اليقين، من ان رقابتنا اذا ما اتيح لها ان تري الفيلم، لابد ان تقع فريسة ذعر شديد، يحول بينها وبين الترخيص له بالعرض العام.

فقد عقدت العزم علي مشاهدته في أول فرصة، تتاح لي خارج البلاد.

وفعلا تحقق الحلم.. وأين؟

في باريس، حيث شاهدته، وانا في غاية الاستمتاع.

ووقتها، كان حديث الناس، حيثما تصان حرية التعبير.

لانه كان قد أعلن عن ترشيحه لتسع جوائز اوسكار، من بينها جائزتا أفضل فيلم ومخرج ولم تسمر سوي بضعة اسابيع الا وكان فائزا باربع جوائز أوسكار.

أفضل سيناريو مبتكر، أفضل ممثل وممثلة رئيسيين »بيتر فينش« ، »فاي داناوي«.

وأفضل ممثلة مساعدة »بياترتيس ستريت« ولايفوتني هنا ان اشير إلي واقعة ولا يفوتني هنا ان أشير إلي واقعة غياب الفائز بجائزة أفضل ممثل رئيسي عن دنيانا، قبل ليلة اعلان الأسماء الفائزة بجوائز أوسكار.

وهذا الفوز غير المسبوق، اي الفوز بعد الوفاة، بقي استثناء، لم يكتب له أي تكرار، علي امتداد ثلاثة وثلاثين عاما.

فقط، حدث مرة ثانية، قبل بضعة اشهر، عندما اعلن فوز »هيث ليدجر« الممثل الاسترالي الراحل عن دنيانا، وهو في عز الشباب، وقبل أكثر من عام (يناير ٨٠٠٢).

الفرق الوحيد بين الاثنين هو ان »بيتر فينش« قد جري ترشيحه لجائزة أوسكار قبل ان يجيئه الموت، في حين ان ترشيح »هيث ليدجر« جري بعد ان جاءه الموت، باكثر من عام.

وأعود إلي »شبكة التليفزيون« لا قول ان موضوعه يدور وجودا وعدما حول مقدم برنامج شهير »هوارد بيل«.. ويؤدي دوره بجدارة »بيتر فينش«..

والاحداث تبدأ به، وقد أفل نجمه، بدليل هبوط تقديراته علي نحو يقطع بعدم اقبال الجمهور علي مشاهدة برنامجه وتبعا لذلك اخطرته ادارة شبكة التليفزيون، حيث يعمل، بالاستغناء عن خدماته، وهنا حدث امر لم يكن في الحسبان اعلن »هوارد بيل« جهارا، نهارا، من علي الشاشة الصغيرة، انه سينتحر امام جمهور المشاهدين، اثناء تقديم برنامجه الاخير.

وبفضل هذا الاعلان الغريب، عادت شعبيته فارتفعت ارتفاعا صاروخيا.

وسرعان ما استغلت »ديانا كريستنس« - وتؤدي دورها »فاي داناوي« - المسئول عن بعض البرامج، والمرأة الطموح.

اقول سرعان ما استغلت، شعبيته هذه، فجعلت منه نبيا مجنونا، يهذي بافكار لها فعل السحر في عقول وقلوب الملايين.

ولن احكي كيف استغل هذيان النبي المجنون، إلي ان توقف مفعوله بعد حين. ولا كيف فكر في التخلص منه كبار المسئولين.

ولا كيف تفتق ذهنهم عن خطه جهنمية يشيب من هولها الوالدن.

فذلك شيء يطول، وانما اكتفي بان اقول بانه مثلما رفع اولو الامر في الشبكة من شأن »هوارد بيل« حتي جعلوه نبيا، مسموع الكلمة، حتي ولو كان مايقوله محض هراء هبطوا به، بمجرد افول نجمه مرة اخري، إلي اسفل سافلين، وبئس المصير!!

Moustafa@Sarwat.De

أخبار النجوم المصرية في

02/07/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)