تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

مقعد بين شاشتين

احكي يا شهر زاد

بقلم : ماجدة موريس

مقدمة برامج تليفزيونية ناجحة وقادرة علي تقديم موضوعات جيدة ومؤثرة للناس عبر برنامجها الذي يتعرض لقصص النساء. وزوجها صحفي شاطر يحلم بالصعود إلي أعلي موقع في المهنة يتحول زواجهما الحديث إلي "ترموتر" للحياة المهنية وليس العكس. ويصبح ما تقدمه في برنامجها مصدر إزعاج وتوتر له. خاصة حين "تسخن" القضايا ويحذره الكبار من أن برنامج المدام يغوص في السياسة.. وهذا أمر مضر بالنسبة إليه. ومن جانبها تحاول الابتعاد والبحث عن قضايا اجتماعية. خفيفة. لكنهما يكتشفان أيضا أنها تؤدي إلي الكلام في السياسة. وحين يفقد منصب رئيس التحرير ويذهب لغيره في حركة تغييرات صحفية. يقرر الانتقام منها بعنف.. وتذهب هي إلي الاستديو برغم "الشلفطة" وآثار الضرب لستضيف حكايتها ونفسها.. وهو مشهد مبتكر تماما ينهي به المخرج يسري نصر الله فيلمه الجديد "احكي يا شهر زاد" الذي يتعاون فيه للمرة الأولي مع الكاتب وحيد حامد. وكلاهما المخرج والكاتب فنان كبير في مهنته. وحالم كبير ايضًا. ومن هنا فإن للقائهما صوتا وصورة ورؤية تستحق التأمل والتقدير. بقدر ما تستحق النقاش أيضًا.. خاصة مع هذا الاختيار لاسم الفيلم المرتبط بالماضي "احكي يا شهر زاد" لأننا هنا بإزاء رؤية خاصة لواقع المرأة في اطار مجتمع اليوم وليس الأمس. رؤية تأخذ عمقها من قدرة كاتب السيناريو علي تجميع نماذج من النساء لا يجمع بينها أية روابط إلا النظرة إليها باعتبارها فريسة. وكيانا قابلا للاستغلال في أي وقت والاستحلال وهي رؤية تجمع بين الرجال في الفيلم الذين لا توجد بينهم أية تشابهات. بل اختلافات كبيرة ما بين الصحفي والموظف وعامل محل البويات والمليونير. كلهم يعتقد أن عليه تحقيق ما يريد علي "جثة" المرأة التي اختارها أو اختارته! وأنه الاولي بالتحقق وارضاء ذاته ورغباته بكل الوسائل والطرق. كلهم خريجو ثقافة لا تحترم النساء وإنما تعاملهن "وري" كالتعبير الشعبي. حتي تأخذ ما تريده منهن.. ويجدل الكاتب من الفكرة أربع قصص يضعها في سياق عمل بطلة الفيلم المذيعة "مني زكي" لتتوالي علينا أعترافات بطلاتها. المرأة التي تصبح في دار للرعاية ترعي غيرها وترفض الزواج بعد تجربة هربت من بدايتها من عريس أراد الاستيلاء علي كل ما تمتلكه حتي يمنحها لقب زوجة "سوسن بدر وحسين الامام". ثم قصة السجينة التي عاشت مع سجانتها العجوز بعد خروجها من السجن "رحاب الجمل" وكيف قتلت الشاب الذي ائتمنه والدها عليها وعلي شقيقاتها وترحل. فأقام علاقة مع الثلاثة سرا حتي اكتشفت البنات الأمر.. والقصة الثالثة لذلك المليونير الوسيم "محمود حميدة" الذي يطارد طبيبة اسنان بحبه ويحاصرها "فاطمة التونسية" ليتضح أن غرضه هو اقتناص ثروتها وتهديدها بفضيحة الحمل منه وهو عقيم. وأنه نصاب عوانس محترف.. أما القصة الرابعة فهي الأولي في الترتيب لانها قصة بطلة الفيلم وزوجها الصحفي "حسن الرداد" والتي كانت أولي برعاية الكاتب وأيضًا المخرج. فنحن نري الجميع من خلال عالمها كمذيعة ومقدمة برامج ناجحة. ولكنها ليست روبوت أو انسانا آليا كما تبدد أحيانا. بالاضافة لاقتطاعها من سياقها كإنسان. فلا أب أو ام أو أشقاء أو اصدقاء أو زملاء وزميلات. أو حتي لبيسة. أو مرافقة لمن كانت في موقعها. أمر ما يساعد في فهم افضل للشخصية. ولماذا أصبحت علي هذا النحو من الحساسية والإنسانية في تعاملاتها مع الناس "العاديين" برغم نجوميتها الطاغية وهو ما يدفعها الي مرافقة عاملة محل التجميل "سلمي" إلي بيتها في المنطقة العشوائية. وركوب الاتوبيس وسط كتلة متلاحمة من البشر مرتدية البوت الفضي والفستان السوبر واللوك في مشهد لا يمكن تصديقه برغم جمالياته العالية. لانه يفتقد المنطق. ولعل دراما البطلة وزوجها هي أكثر اجزاء الفيلم غموضا. لم يشأ الكاتب الخوض فيها كما ينبغي امام عالمين مليئين بالتفاصيل والصخب. فأخذ منهما القليل الذي اعطي للفيلم دفعة لحركة السيناريو تجاه الحكايات الأخري. فقط. وبينما تحولت علاقة البطلة وزوجها إلي الغاز استطاع يسري نصر الله خلق معادل بصري رائع لها بأسلوبه الفني المدهش وقدرته علي تجنب المكرر والنمطي في حركة الشخصية واسلوبها التعبيري. ولذلك كما نري هنا ممثلين نجوما كأنهم اكتشافات مثل مني زكي "مقدمة البرامج" ومحمود حميدة "المليونير النصاب" وسوسن بدر "العانس" وحسين الإمام "الموظف" ونري نجوما جديدة في مرحلة تأكيد علي موهبتهم مثل "حسن الرداد" الذي خرج فنيا من معطف مسلسل الدالي ورحاب الجمل والممثلتين اللتين قامتا بدور شقيقيتهما ومحمد رمضان وايضا فاطمة في دور الطبيبة والتي تثبت للمرة المليون ان الفن المصري شمس تسع كل موهبة عربية ثم ممثلة دور سلمي. فنحن امام مخرج مبدع في اختيار الممثل. وادارته علي نحو مختلف عن غيره تماما ولهذا تظل الصورة عنده مذاقا مختلفا خاصة مع مدير تطوير كبير مثل سمير نهران. وتألق عناصر الصورة والديكور والموسيقي عدا المونتاج الذي تذبذب فترهل الايقاع في حكاية البنات الثلاثة التي جاءت طويلة. بلا ملل. ولكنها اخرجتنا عن السياق الاساسي للسيناريو. وأكد هذا الانتقال المباغت منها الي قصة المليونير النصاب بايقاعها السريع جدا.

magdamaurice1@yahoo.com

الجمهورية المصرية في

25/06/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)