تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

يحذر من ضياع القليل الباقي

فى «دكان شحاتة».. أصبحنا نشحت الحب من ندرته!

فارس سعد

الذين اعترضوا على فيلم "دكان شحاتة"، خاصة مشهد النهاية وبعض مشاهد العنف والقتل الأخرى التى أتت خلال أحداثه سواء من الأجهزة الأمنية، أو من الرقابة ـ البعض يعتبر الرقابة أحد الأجهزة الأمنية ـ أو من بعض الجهات الدينية، هم بأعينهم أحد الأسباب القوية التى سوف تؤدى إلى مشاهد الفوضى والدمار والخراب التى اعترضوا عليها، وقدمها الفيلم ليحذر من وقوعها، ويدعو للعمل من الآن ـ لأننا تأخرنا كثيرا ـ على تجنبها لأنها مرعبة، ونتائجها كارثية على المجتمع المصرى ـ كما صورها بحق الفيلم ـ إذا وقعت لا قدر الله. 

هذه الجهات، وغيرها من مؤسسات السلطة، التى كانت ومازالت تؤدى بممارساتها إلى ما تعانى منه مصر الآن من ويلات ومشاكل، هى نفسها التى تصر على لعب الدور المدمر إلى آخره، وتريد أن تمنع أى شيء يمكن أن يلوح منه بادرة لمواجهة مشاكلنا التى صنعوها بأيديهم، وتقف أمام أى محاولة من أجل استنهاض الروح المكلومة. 

فيلم "دكان شحاتة" من إخراج خالد يوسف، وتأليف ناصر عبد الرحمن، وبطولة عمرو سعد، هيفاء وهبى، محمود حميدة، غادة عبد الرازق، عمرو عبد الجليل. 

يلقى الضوء على 32 سنة من تاريخ مصر المعاصر، بداية من عام 1981 بعد اغتيال الرئيس محمد أنور السادات، مستعرضا فى شكل تسجيلى لأهم الأحداث التى وقعت فى مصر فى السنوات التالية، بل إن هناك 4 سنوات من هذه السنوات الـ 32، هى لسنوات مصر القادمة حتى عام 2013، حيث تنتهى أحداث الفيلم، على مشاهد مرعبة فى حياة المجتمع المصرى، يجرى خلالها القتل من أجل الحصول على رغيف خبز، و محاولة علاج جريح، وظهور لجماعات التطرف الدينى، وغيرها من صور مأساوية وقاسية وبشعة، يهدف صناع الفيلم إلى تحذيرنا من حدوثها فى مصر ـ وندعو الله ألا تحدث ـ خلال الأربع سنوات القادمة، مع رصد دقيق وأمين لبداياتها الحالية، وبالطبع فإن السلطة الحاكمة، هى المقصود الأول بهذه الرسالة التحذيرية شديدة الرعب، إذا كان مازال هناك بعض العقلاء، والأمناء على مستقبل هذا البلد، وخاصة من السلطة السياسية أجهزتها الأمنية، ومعها السلطة الدينية، وهما أقوى سلطتين فى المجتمع المصري. 

وقبل أن تصل مصر إلى الحالة التى قال عنها " فولتير " فى فرنسا إبان الثورة الفرنسية، تمنيت لو أتيت بأمعاء آخر رجل سياسة لأشنق بها آخر رجل دين. 

أصبحنا نشحت الحب والأمان من ندرتهما، هذه هى الرسالة الإنسانية الأبرز التى يقدمها الفيلم عن المجتمع المصرى حاليا، من شدة وكثرة مايجرى فيه من أحداث عنف. 

وهذا أيضا هو المعنى الذى يقدمه بطل الفيلم، واسمه الذى يرمز لهذا المعنى وهو "شحاتة " الذى يمثل الحب والخير والسلام، إبن الجناينى الصعيدى (محمود حميدة) الذى يعمل فى القاهرة وعنده 3 ولاد وينجب طفلا رابعا (شحاتة ـ عمرو سعد)، عندما يكبر هذا الطفل ويصبح شابا يعانى من معاملة اخوته السيئة له وتنتهى هذه العلاقة بين شحاتة وأخوته بمأساة حيث يتم قتله بيد أحدهم. 

الفيلم يحذرنا على المستوى الاجتماعى الإنسانى من ضياع وقتل الحب على ندرته بيننا، لأنه ساعتها لن يحل محله غير الحقد والكراهية والقتل، أما أسباب ضياع هذا الحب والعدل والأمان، فيرصدها الفيلم سياسيا، وأمنيا، واقتصاديا، ودينيا. 

نجح ناصر عبد الرحمن فى رصد مشاكل المجتمع المصرى حاليا، وتأثيراتها على الناس، كذلك نجح خالد يوسف من خلال إيقاع الفيلم، أن ينقل هذا التوتر والعنف للمشاهدين، بالإضافة إلى مشاهده بما تتضمنه من حركة كاميرا، وحجم لقطات وتحريك ممثلين، فى إبراز معانى كل مشهد. 

وإن كان يؤخذ على الفيلم الدعاية لشخصية عبد الناصر بشكل مباشر، ومبالغ فيه، وتحميل عهد السادات وحده السبب فى كل الكوارث التى نعانى منها الآن. 

والفيلم يعد ميلادا جديدا وقويا للنجم عمرو سعد، وحضورا طاغيا طوال مشاهد الفيلم.  

كذلك نجحت هيفاء وهبى فى دور "بيسة" وتعاطف الجمهور مع هذه الشخصية التى أجادت هيفاء فى تقديم ملامحها إلى جانب خفة دم وإغراء دون افتعال. 

ونجحت غادة عبد الرازق فى مشاهد لهفتها على أخوها " شحاتة " ووقوفها إلى جانبه فى مواجهة أخوته الأشرار. 

أما عمرو عبد الجليل فللأسف الشديد حاول استثمار نجاح الشخصية التى قدمها فى فيلم حين ميسرة، خاصة ما يتعلق منها بالجمل الساذجة التى كان يرددها طوال الفيلم، وبالرغم من نجاحه الذى شهد له به الكثيرون فى هذه الشخصية فى حين ميسرة، إلا أنه حاول تكرارها بالمبالغة فى الكوميديا، والارتجال فى العديد من الجمل خاصة الأمثال الشعبية، مما حول الشخصية فى كثير من المشاهد إلى شخصية كوميدية نشاز فى أحداث الفيلم وبين شخصياته. 

العربي المصرية في

23/06/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)