تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

فيلم البق ((BUG)) ..

موضوعة المؤسســة الطاغيـة على الانســــان

صباح محسن مناتي

ولوج المخرج الامريكي وليم فريد كين المعروف عنه اخراجه لعدة افلام خاصة بالرعب، لكنه هذه المرة ذهب مغايرا لما هو سائد عنه، وباتجاه موضوع مركب، يحتوي عدة وجوه للتناول السينمائي منها ماهو ملغز ومنها ماهو مرعب وآخر له علاقة بتعاطي المؤسسات الكبرى ومنها العسكرية مع من ينتمون لها.

ان فكرة الفيلم مقتبسة من مسرحية بنفس العنوان BUG عرضت في المسارح الامريكية للكبار فقط، تتناول موضوعة علاقة المؤسسة العسكرية الامريكية بالمواطن واحداث التجارب عليه بعلمه او دونه! ليأخذ الفيلم مسارا آخر في تدشين الوقائع التي تصيب ابطاله.

تبدأ احداث الفيلم في بيت اغنيس والذي يشبه في اطاره العام فندقا او هوتيلا صغيرا،  لتدور احداث الفيلم تحت سقفه، فالبطلة اغنيس والتي تقوم بتأدية دور النجمة المتألقة اشلي جود تعمل في بار نادلة مع صديقتها آرسي والتي تجسد الدور فيه الممثلة لين كولينز وهي سحاقية ولها علاقة مع اغنيس في الوقت نفسه! واغنيس امرأة مطلقة من جيري غوس يجسد الدور الممثل هاري كونيك جونيور الخارج من السجن حديثا، وواضح من خلال تعامله، معها بالفتور والعنف احيانا كثيرة، فهو غليظ الطباع، سيء المعشر، بحيث تواجهه ببرود تام وبشكل مسترخ.

في هذه الاثناء تقدم صديقتها شابا هادئا وخلوقا اثناء دخولها لمنزل اغنيس وتلاحظ اثناء تأديته التحية لها كم هو وديع وهادئ، ولان حاجة اغنيس للتغيير قائمة خاصة انها تمر بحالة من الضياع بعد فقدانها ابنها لويد منذ ستة اعوام، مما سبب لها الرضوخ تحت تأثير المخدرات، والتقوقع على نفسها بين العمل بالبار كنادلة وحياتها الرتيبة والتي تقضيها بين التدخين والكحول بشكل تلقائي وممل! تبدأ الاحداث في مواجهة بين طليقها جيري غوس والشاب الجديد بيتر بعد مشادة بينهما تصل الى ان يقوم طليقها بلطمها على وجهها وتخر على الارض باكية خاصة وان الامر القضائي يؤكد على جيري بعدم الاقتراب منها كشرط لاطلاق السراح.. من هنا تبدأ عملية التعاطف من قبل بيتر واستجابتها لذلك النداء تطلب منه البقاء معها في البيت ولكن يطلب المغادرة بشكل مقلق ويخرج فعلا ، لكنه يعاود طرق الباب مرة اخرى وتسمح له بالدخول لطلب منها البقاء وممارسة الجنس معها لانه لم يمارس منذ زمن بعيد، وهذه اشارة مهمة ويقظة من المخرج، اذ تبدأ عملية الممارسة على فراش وثير، وينجح المخرج في التقاط زوايا الاتصال الجسدي بشكل مذهل من قبل البطلين خاصة وانهما على تكوينات مذهلة من الناحية الفيزيولوجية لتنتهي العملية باكتشاف بيتر لحشرة صغيرة تدب على جسده، لتبدأ الاحداث في مسار جديد وليكون البطل قد اشر على تغيير حياة اغنيس بشكل مغاير تماما، لتكون تلك الحشرة المبحث القادم لكل احداث الفيلم والذي بنى المخرج عليه ادواته بشكل بارع ليقوم البطلان بامتلاك اجهزة مختبرية لمتابعة مصدر الحشرة والتي بدأت تغزو جسد البطلين بعد اعياءهما بدبيب النحل المتكاثر! لتصل احداث الفيلم بشكل مذهل وتصوير قل وجوده في افلام متشابهة في الحبكة والسيناريو، فقد اجاد المخرج وليم فريد كين ادارة عمله كمخرج محنك خاصة وان له باع في هذا العمل وقد سبق وان اخرج فيلم التعويذة 1973 مما شكل رأيا بأن الرجل مختص بافلام الرعب، اذ لاننسى بأن فيلم التعويذة قد تناول فكرة الارواح والباراسيكولوجي بشكل مذهل، وان اعتماده على مسرحية تدور فكرتها على غزو الانسان او المواطن الضالع تحت رحمة المؤسسة العسكرية ومحاولة تلك المؤسسة لجعل ذلك المواطن فأر تجارب، ولاننسى ان المسرحية عرضت للكبار فقط وذلك لتناولها موضوع الجنس على المسرح وهو امر جديد على انتاج مسرحيات بهذا المستوى وقد اعتذرت اكثر من ممثلة عن اداء هذا الدور لما يتطلبه من تعري وممارسة الجنس بشكل علني، وحتى حين باشر المخرج بتناول الفكرة سينمائيا، اعتذرت اغلب الممثلات عن القيام بهذا الدور، رغم ان التايتل العام للفيلم كان يشير للفيلم بأنه فيلم رعب! وقد ارتضت الممثلة اشلي جود بالقيام بهذا الدور كونها قد قدمت مشاهد اكثر سخونة في افلامها السابقة.

الفيلم يقدم قراءة صوفية من نوع خاص، ولتطرح فكرة الخلاص من الآثام او الخطايا بطريقة اكثر ايذاء، ان قيام البطلين ببناء غرفة محصنة من كل اختراق لاي حشرة، كان عملا مذهلا، اذ بدأ ببناء عالم خاص بهم يوحي داخله وكأنه مختبر لاجراء البحوث، ليصل الذورة وهو الايمان الكامل من قبل اغنيس بعد ان ايقنت ان اختفاء ابنها لويد هو جزء من اللعبة التي تمارس عليها، ليقوما بالتعري وكأنهما ينويان ممارسة الجنس، ولكنهما يقومان بصب الزيت على جسديهما واشعال عود ثقاب بأكفهما المرتجفة لتأكل النار في آن واحد الغرفة وجسديهما المعبّآن بالزيت لينهيان وجودهما ووجود الحشرة الممتدة بشكل بشع في جسديهما، كدلالة على انهاء تأثير الآخر اي المؤسسة على بقائها، وكان مشهدا مطولا تخلله حوار طويل ومؤثر ومهم يكشف اسرار عالمهما وتأثير العالم الآخر عليهما بأسلوب مسرحي هائل. لقد استفاد المخرج من امكانية  الممثلين في اداء ادوارهما وذلك لتمتعهما بقدرات تمثيلية هائلة، الحشرة فيلم جدير بالمشاهدة لانه يتطرق لموضوع خطير وحساس في طريقة مذهلة وجديدة.

الإتحاد العراقية في

20/06/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)