تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

..كل هذا الضجيج حول «دكان شحاتة»

منى الغازي

فى فيلم (دكان شحاتة) تدور الأحداث فى الدكان حول احد أهل الصعيد الذين نزحوا منذ منتصف القرن الماضى إلى القاهرة، بحثًا عن الرزق، ويسكن فى فيلا احد المناضلين الاشتراكيين الذى يكتب جزءا من الفيلا للأب وأبنائه الصغار ويسمح لهم باقامة دكان يسميه الاب دكان شحاتة وهو اسم الأخ الاصغر مما يوقع بالضغائن بين الاشقاء ليعانى شحاتة من كراهية اخوته فى حياة الاب وحتى يموت لتنشأ بين الأبناء الثلاثة غير الأشقاء حالة من التوتر تبدأ بالضرب والطرد وتنتهى بسجن الأصغر بتهمة تزوير خاتم والده الراحل ثم زواج أخيه من خطيبته عنوة ويخرج شحاتة من السجن باحثا عن إخوته الذين يهربون منه بعدما سرقوا ميراثه وحبيبته وخوفا من انتقامه ولكنه يصل اليهم ليسرق أحدهما حياته برصاصات غاضبة فى نهاية الأحداث. 

دكان شحاتة من تاليف ناصر عبد الرحمن واخراج خالد يوسف ويقوم ببطولة الفيلم محمود حميدة "الأب" وعمرو سعد وصبرى فواز ومحمد كريم وغادة عبد الرازق "الأبناء"، وهيفاء وهبى "الحبيبة" وعمرو عبد الجليل "شقيقها" وطارق عبد العزيز "زوج الأخت" وعبد العزيز مخيون "المناضل" الذى يأوى العائلة فى منزله. 

السيناريو الثالث لناصر عبد الرحمن مع خالد يوسف بعد (هى فوضي) و(حين ميسرة) فى امتداد يجعل منهم ثلاث حلقات من مسلسل واحد ولكنه هذه المرة اقل حرفية بلا جدال تبدأ الاحداث مع مرحلة انتقالية بين عصر واخر و بتوالى الاحداث يستعرض الفيلم على مدار تسع وعشرين عاما الاحداث الاجتماعية بشكل مقحم على الدراما دون ان تتاثر بها احداث أو تؤثر فيها هذا إلى جوار التفكك الدرامى الذى يضعنا امام قصة يوسف وإخوته ثم ينحرف بالحدوتة إلى "الكونت دى مونت كريستو" ويعود منها على نسخة مشوهة من الهروب. 

بعد شد وجذب استمر قرابة الأسابيع الأربعة أجازت الفيلم الرقابة على المصنفات الفنية وذلك بعد موافقة خالد يوسف على تخفيف حدة مشهد النهاية.. خالد يوسف استجاب أيضاً لطلب الرقابة بحذف بعض الشتائم التى ترد على ألسنة أبطال الفيلم عمرو سعد وغادة عبدالرازق وعمرو عبدالجليل والطريف أن الرقابة لم تعترض على أى مشهد لهيفاء وهبى وأيضاً لم تطالب بحذف اى عبارة من العبارات التى وردت على لسانها طيلة أحداث الفيلم. 

الفيلم وصلت ميزانية انتاجه إلى 20 مليون جنيه كان نصيب هيفاء منها 5 ملايين والباقون كلهم باقل من اجرها وتم حشد الباقى للتنفيذ ورغم توافر كل الامكانات الانتاجية مع المخرج خالد يوسف الا أنه لم يكن فى الفورمة. 

اثار الفيلم ضجة منذ عرضه الخاص وتزايدت الدعاوى القضائية التى تطالب بوقف عرض الفيلم فورا، وناشد بعضها عددا من كبار المسئولين بضرورة التدخل لوقف عرض الفيلم، وفى مؤازرة ذلك دشن عدد من الجمهور عددا من المواقع والمدونات هاجموا فيها الفيلم بشراسة وطالبوا بضرورة محاكمة أبطاله ومخرجه، حيث طالبت جبهة علماء الأزهر فى بيان لها بعنوان "نداء إلى سيادة الرئيس بوقف عرض الفيلم، بسبب المشاهد التى تظهر فيها هيفاء وهبى فى مسجد الحسين، وهو الأمر الذى وصفته الجبهة بأنه "إهانة للمقدسات الإسلامية"ووجهت الجبهة فى بيانها انتقادات حادة للفيلم بدعوى أنه "هتك شرف الأمة واستباح حرمة مساجد مصر بعد الأزهر للرقص الداعر" واستشهد البيان بعبارة جاءت على لسان هيفاء فى أحد مشاهد الفيلم قالت فيها "يلعن أبوه شافعى ومالكى وأبوحنيفة"، وهو الأمر الذى اعتبرته الجبهة سباً لأئمة وعلماء المسلمين وطالب بيان الجبهة الرئيس مبارك بالتدخل "بشكل عاجل" لوقف عرض الفيلم صرفاً "للغضب الإلهى على الأمة، وثأراً لشرف مؤسساتها"، وكانت مشيخة الطرق الصوفية فى مصر اتهمت قبل أيام قليلة هيفاء وهبى فى بلاغ للنائب العام فى مصر المستشار عبد المجيد محمود، بالإساءة للمتصوفة فى أحد مشاهد الفيلم، كما تقدم المحامى نبيه الوحش مع بداية عرض الفيلم ببلاغ إلى النائب العام اتهم فيه هيفاء بالإساءة لبعض الأئمة فى أحد المشاهد، واعتبر فيه مخرج الفيلم خالد يوسف بأنه يدافع عن الجياع ولكن بوجبات الجنس، كما اعتبر أن الفيلم حوى مشاهد مخلة لهيفاء تسيء بشكل مباشر للدين الإسلامى، وأن خالد صار يتحدى مقص رقيب المصنفات الفنية الذى طلب منه حذف المشاهد الممنوعة والمحجوبة، إلا أنه رفض حذف أى مشهد، وطالب فى بلاغه بسرعة استدعاء المشكو فى حقهم والتحقيق معهم بتهمة إشاعة الفاحشة والتحريض على الفسق والفجور، مع ضرورة وقف عرض الفيلم إلى حين تصحيح ما فيه من مغالطات وتجاوزات. 

وفى مقابل ذلك لا يزال المخرج خالد يوسف يدافع فى العديد من الحوارات الصحفية والبرامج الفضائية عن المشاهد الساخنة والجريئة فى فيلمه الحالى وفى أفلامه السابقة، ورفض اتهامه بإقحام هذه المشاهد على الفيلم و نحن ان كنا مع حرية الابداع إلا أننا نسجل اعتراضنا على بعض ما حواه الفيلم. 

وإذا كان الممثل ليس مسئولا بشكل مباشر عن التفكير فى الأفكار السياسية المطروحة فى العمل الذى يشارك فيه، وإنما تلك مسئولية المخرج والمؤلف اللذين يختارانه للدور، وهما المسئولان عن الطرح الدرامى بينما هو يؤدى دوره فقط ولا يسمح له بالتدخل فى التفاصيل خارج حدود هذا الدور الا ان الممثل يملك حرية اختيار الدور أو رفضه وهو ما يعاب على نجمنا الكبير محمود حميدة فى دور تليفزيونى بأداء ساذج. 

اما النجم الصاعد بقوة عمرو سعد فقد كان مقلدا بارعا فامسك بذيل خالد النبوى فى النصف الاول من الفيلم ولم يلحق حتى بذيل العظيم أحمد زكى الذى حاول تقليد مشيته وارتدى ملابسه فى الهروب. 

التباين الشديد جاء فى الآراء حول اداء هيفاء، فمنهم من يرى أن هيفاء قد حققت نجاحا كممثلة والبعض يرى أنها يجب ألاّ تتجاوز منطقتها كمطربة وانا ارى ان الافضل لها ولنا ان تتزوج وتعتزل الاثنين. 

وتبقى فى الفيلم حسنة وحيدة الا وهى اعطاء فرصة للممثل صبرى فواز للخروج إلى النور كممثل بحق وحقيق. 

العربي المصرية في

16/06/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)