تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

اختتام عروض سينمائية تضامنية مع قطاع غزة

عمان - ناجح حسن

اختتمت في الهيئة الملكية الاردنية للافلام اول امس عروض الدفعة الثانية من الافلام السينمائية التي تتناول مأساة مدينة غزة تحت الاحتلال الاسرائيلي والتي جاءت تضامنا مع اهالي قطاع غزة وما تعرضوا له من عدوان اسرائيلي وحشي . اشتملت العروض على الفيلمين الروائيين الطويلين    حتى اشعار اخر    للمخرج رشيد مشهراوي و    حكاية الجواهر الثلاث    للمخرج ميشيل خليفي بالاضافة الى فيلمين قصيرين من النوع التسجيلي وجميعها تتناول ما يتعرض له قطاع غزة تحت الاحتلال الاسرائيلي وممارساته العدوانية اضافة الى قصص وحكايات من قلب الحصار لعائلات وافراد داخل احداث تسري في تفاصيل الحياة اليومية . واوضحت تلك الاعمال على نحو جلي في ابداع جمالي وفكري مبتكر تلك الظروف الصعبة والقاسية التي تعيشها سائر شرائح المجتمع في قطاع غزة المحتل من خلال عيون اطفال ونساء وشيوخ واجهوا عمليات القتل والتدمير والتجريف اليومية بفعل الة الحرب العسكرية الاسرائيلية والتي لا تقيم وزنا للقواعد والاسس التي تنظم حياة البشر في ايلاء الناس هناك الحفاظ على كرامتهم وحقوقهم الانسانية البسيطة في الطعام والشراب والعيش الامن والتعلم والتنقل.

في فيلم حكاية الجواهر الثلاث للمخرج ميشيل خليفي اجد ابرز صناع السينما الفلسطينية اليوم والذي قدم مجموعة من الافلام اللافتة: عرس الجليل ومشاهد من الذاكرة الخصبة يتأكد للمتلقي اهمية ذلك الموروث الشعبي الذي يمسك به قطاع غزة في سبيل الحفاظ على ذاكرة ممتلئة بالخيال الرحب التي تقود الى التحرر والانعتاق من خلال عيني الفتى يوسف الذي يعيش في عالم اليوم لكن فطنته تحمله على خوض مغامرة مع فتاة من جيله الى افاق رحبة.

تنطلق رحلة الفتى هروبا من العنف المحيط به إلى المناطق الريفية في اطراف غزة حيث يلتقي هناك بفتاة تراقب ما يجري حولها من ظلم الاحتلال المتواصل على الناس في القطاع برع المخرج خليفي في صوغ قصة العلاقة التي تجمع بين الاثنين على خلفية من الموروث الحكائي الشفوي المستمدة من اقصى العالم لتتطابق مع الواقع الانساني والحياتي لاهالي قطاع غزة المكبلين بقيود الاحتلال دون ان يغفل طرح فسحة من الامل تشير الى بدايات الانعتاق والتحرر من سطوة المحتل وجرائمه البشعة .

كما انه جرى اختيار فيلمين من النوع القصير ليعرضا بمصاحبة الفليمين الروائيين الاول بعنوان    طريقي الى القدس    لنورس ابو صالح عن نكبة 1948 و    الحرمان لا يدوم    لخلود ابو رعبة عن اللاجئين الفلسطينيين وحقهم في العودة .

يشار الى ان الهيئة عرضت في بداية العدوان الاسرائيلي على غزة دفعة من الافلام القصيرة ضمن فعالية    صور من غزة    التي تصور معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة وصمودهم البطولي في مواجهة العدوان الاسرائيلي الغاشم المتواصل منذ عقود .

الرأي الأردنية في 22 يناير 2009

 

«افلام من غزة» تفضح التفاصيل الصغيرة والموجعة للاحتلال

عمان – الدستور 

ضمن برنامج"افلام من غزة" الذي انطلق في الهيئة الملكية للافلام مع بداية العدوان الاسرائيلي على القطاع عرض مساء اول من امس في مقر الهيئة بجبل عمان فيلمين الاول روائي طويل بعنوان"حكاية الجواهر الثلاث" للمخرج ميشيل خليفي وتدور احداثه في قطاع غزة زمن الاحتلال الصهيوني المباشر والثاني فيلم "الحرمان لن يدوم" للمخرجة خلود ابو رعية.

ويزخر الفيلم بخطابه الإنساني العميق ، والأحلام المفقودة ، التي تتأسس على أمنيات مجموعة من الأطفال الذين يعيشون تحت ظلال الاحتلال الإسرائيلي ، والابرز في العمل هما الطفلان يوسف وعايدة حيث يمران مرحلة البلوغ ، أي إنهما في مرحلة رجراجة بين التعاطي مع الآخرين ككبار وبين عالم الطفولة الذي يجب عليهما توديعه.

يوسف يتحمل مخاطر كثيرة وهو ينقل الطعام لمجموعة فدائية بقيادة أخيه ، وهو المسؤول عن توفير المال في غياب الأب المسجون ، ولكنه في الوقت نفسه يمارس صيد الطيور حين يذهب لتوصيل الطعام للمجموعة الفدائية ، وهو لا يحب الذهاب مع أمه لزيارة أبيه في السجون الإسرائيلية ، لأنه أساساً لا يعرفه ، فحين ولد يوسف كان الأب في المعتقلات الإسرائيلية انه يدرك المحيط الذي حوله ، من حصار ، وقتل يومي ، وتوديع الشهداء ، واندلاع ثورة الحجارة ، ولكنه يبقى مهووسا بموضوع السفر فقط دون الاهتمام بالأمور الأخرى المتعلقة بالسفر مثل أن يكون لديه جواز سفر ، وتذكرة ، وتحديد المنطقة التي ينوي السفر إليها ، أن كل ما يعرفه هو أن يسافر إلى أمريكا الجنوبية من أجل إحضار الجواهر المفقودة. حتى انه حين فتح كتاب الخرائط تفاجأ بحجم الحدود التي تفصل دول العالم. لذلك فحين يدرك ذلك تخطر في باله فكرة مساعدة العم أبو أيمان الضرير الذي صار له أكثر من ثلاثين عاماً وهو يسأل ساعي البريد عن رسالة من أبنائه الذين هاجروا إلى كندا. فيقوم مع صديقه صلاح بكتابة رسالة وهمية ، ويختمونها بالطوابع ويقرؤونها عليه.

يتحلى الفيلم بكاميرا رشيقة في رصد مظاهر الطفولة في وجه كل من يوسف وعايدة وصلاح ، أمام عالم موسوم بالحدود والمتاريس والغموض والموت الذي لا تفهمه الطفولة ، فحين يقتل يوسف من قبل دورية إسرائيلية ، ينهض من موته لأنه سمع صوت طائر الحسون الذي حررته الأم من القفص ليبحث عن أبنائها.

أن فيلم ميشيل خليفي يحكي عن الأرض التي يحدها: الزمان والمكان والجسد. ثلاث قطرات من دم في كف طفل تأخذه أمنياته للموت ، والسفر ، والبحث عن السلام الداخلي والعام ، في عالم متأجج بالعنف والقتل.

والجدير بالذكر ان المخرج الفلسطيني ميشال خليفي هاجر إلى بلجيكا عام 1970 ودرس المسرح ثم توجه لدراسة السينما في العاصمة بروكسل. وقدم أول أفلامه بعنوان "الذاكرة الخصبة" تبعه بفيلم "معلولة". ثم اخرج أول أفلامه الروائية الطويلة بعنوان "عرس الجليل" عام 1987 وهو الفيلم الذي حقق له شهرة واسعة عربيا وعالميا. وفي العام 1990 قدم خليفي فيلم "نشيد الحجر" حيث عكس فيه صورة الانتفاضة الفلسطينية حين مزج بين الأحداث الفادحة على واقع الأرض وقصة حب شاعرية لامرأة فلسطينية تبحث عن حبيبها الذي كان قد اعتقل لأسباب نضالية. وفي العام م1995 ، قدم رائعته الهامة "حكاية الجواهر الثلاث" ، الذي كتب له السيناريو إضافة إلى الإخراج. ومن تمثيل: محمد النحال ـ بشرى قرمان ـ محمد بكري ـ مكرم خوري ـ محمد الشيخ ـ غسان أبولبدة ـ هناء نعمة.

اما الفيلم الثاني فمدته ثلاث عشرة دقيقة وهو بعنوان"الحرمان لن يدوم"للمخرجة خلود ابو رعية فيعرض النظرة المستقبلية لقضية اللاجئين الفلسطينيين إذا ما استمر الصمت عليها. يوضح الفيلم ما يعانيه الشعب الفلسطيني بعد تشتيته وتوقه للعوده إلى بلاده ويترك فسحة للأمل والتفاؤل.

الدستور الأردنية في 22 يناير 2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)