حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

نـجوم الفن:

محاكمة مبارك أكبر دليل على نـجاح الثورة

مروة علاء الدين

أعرب عدد كبير من الفنانين عن سعادتهم بإذاعة محاكمة الرئيس السابق مبارك وولديه ووزير داخليته حبيب العادلى على الهواء مباشرة، مؤكدين أن إذاعة جلسات المحاكمة تضع حدا للشائعات التى تناثرت فى الفترة الأخيرة وتبين للجميع أن الثورة تتجه فى الطريق الصحيح، فيما لم يخف بعضهم تعاطفه مع الرئيس المخلوع، وقال أحدهم إنه لا يخشى وضعه فى القائمة السوداء لأنها تحولت من لعنة إلى مصدر للشهرة، بدليل أن معظم فنانى القائمة السوداء هم نجوم أعمال رمضان هذا العام، وإليكم ما قالوه بالتفصيل..

* فى البداية أكد الفنان الكبير يوسف شعبان على ثقته فى نزاهة القضاء المصرى، مطالبا الجميع بالهدوء التام لنحقق كل مطالبنا بالقانون، مناشدا رجال القضاء بألا تأخذهم رحمة بالرئيس السابق حتى يبرد دم الشهداء، مؤكدا أن حكم الإعدام هو القصاص العادل.. وأضاف «يوسف» أن محاكمة الرئيس المخلوع ردت كرامة كل المصريين الذين أهدرت حقوقهم وكرامتهم على مدى ثلاثين عاما، مشيرا إلى أنه لم يكن يتوقع على الإطلاق أن يأتى هذا اليوم الذى يمثل فيه مبارك وأبناؤه أمام العدالة.

* أما المخرج محمد فاضل فأعرب عن سعادته بالمحاكمة، واعتبرها خطوة إيجابية لكى يطمئن الشعب المصرى.

* من جانبه أكد الفنان عزت العلايلى أنه فخور بمحاكمة مبارك التى تمت بشكل حضارى، وأرست دولة القانون التى يجب أن نرفع لها القبعة لالتزامها بالعدل أمام الجميع. وأضاف أن المحاكمة رفعت قيمة مصر أمام العالم أجمع الذى تابع سير المحاكمة،موضحا أن محاكمة رؤوس الفساد خطوة إيجابية، متمنيا لها الاستمرار لتبقى مصر وشبابها بخير.. مضيفاً أن مصر قدمت نموذجاً محترما فى المنظومة الفكرية والسياسية ونموذجا حضاريا يسعد الأمة العربية.

* وقال المخرج عمرو فهمى إن جلسة محاكمة الرئيس المخلوع هى جلسة تاريخية وأقسم أن دموعه سالت فرحا بأولى مراحل الانتصار الحقيقى على الطاغية، مشيرا إلى أن الشعب المصرى لن يهدأ إلا برؤية كل المتهمين على حبل المشنقة، وأن أكثر ما استفزه فى المحاكمة هى نظرة البراءة فى عيون حبيب العادلى والرئيس المخلوع ومحاولة كسب التعاطف وإنكارهم لكل التهم.

* وقالت الفنانة تيسير فهمى إنها سعيدة للغاية بمحاكمة مبارك، ورأت أن دخول مبارك قفص الاتهام سيساهم فى تهدئة نيران الغضب فى الشارع المصرى؛ ليس فقط بين أهالى الشهداء، بل الـ 85 مليون مصرى الذين ذبحهم مبارك، وتضيف: أعرف أن مبارك بالتأكيد قاوم كثيرًا حتى لا يحضر الجلسة، لكن حضوره بمثابة إرساء لدولة القانون التى ننادى بها، ولتصمت الألسنة التى تنادى بالتعاطف مع القاتل.

* وقال الفنان أحمد عيد إن محاكمة مبارك هى بشرى خير وخطوة إيجابية، وواحد من أهم مكاسب الثورة، وأنا أنتظرالجلسة الثانية من المحاكمة التى حُدِّد لها 15 أغسطس الجارى حتى أرى كيف ستتضح الأمور.

* أما نقيب الممثلين أشرف عبد?الغفور فوصف محاكمة مبارك بالشىء المشرف، وقال إن التاريخ المصرى سيذكر هذه النقطة المضيئة، مطالبا جموع الشعب بعدم التعجل والهدوء وترك الأمور فى يد القضاء الذى أثبت اليوم حزمه رغم صعوبة الموقف. وأوضح عبد?الغفور أنه لم يشك لحظة فى مثول مبارك للمحاكمة؛ لكون المجلس العسكرى يعلم جيدًا أنه إذا لم يحدث ذلك سوف تقع أمور غير محمودة العواقب.

* أما الفنان الشاب سيد ممدوح فقال إنه بكى عندما رأى الرئيس المخلوع فى القفص، مؤكدا أنه من أشد مؤيدى العفو عن مبارك ويكفى ما حدث له، فالشعب المصرى نسى كل شىء وأصبح كل همه هو الشماتة فى الرئيس، مشيرا إلى أنه لا يخشى وضعه بهذا الكلام ضمن القائمة السوداء للفنانين أعداء الثورة، مؤكدا أن القائمة السوداء أصبحت مصدرا لشهرة الفنانين، والدليل على ذلك غادة عبد الرازق والتى حصلت على أعلى أجر هذا العام عن مسلسلها «سمارة»، وكذلك الفنانان حسن يوسف وعفاف شعيب، فلهما عملان فى رمضان، ولا يوجد أحد ضمن القائمة السوداء لم يعمل هذاالعام!. 

خبيرة إعلام:

إهداء محاكمة مبارك للفضائيات إهدار للمال العام

انتقدت الدكتورة انشراح الشال الأستاذ غير المتفرغ بكلية الإعلام جامعة القاهرة إهداء وزير الإعلام تسجيل المحاكمة للقنوات المصرية الخاصة مجانا.. وأكدت أن الجميع فوجئ بأن المحاكمة تبث وقائعها على عدد من القنوات الخاصة، بعد أن قررت شركة صوت القاهرة التى تمتلك حق بث المحاكمات، باعتبارها تمتلك حقوق جميع المواد التليفزيونية التابعة لقطاع الأخبار إذاعة المحاكمة على عدد من الفضائيات مجانا، رغم أن تسويق هذه المحاكمة كان من الممكن أن يوفر ملايين الجنيهات لاتحاد الإذاعة والتليفزيون الذى يعانى أساسا من قلة الموارد المادية، معتبرة التفريط فى هذا الحق نوعا من الإهدار للمال العام.

وقالت د.انشراح إن اتحاد التليفزيون مديون وكثير من العاملين فيه يشكون من عدم حصولهم على رواتبهم، وكانت المحاكمات فرصة جيدة للحصول على أموال كثيرة نظير بيع حق بث المحاكمة للقنوات الفضائية الخاصة والغريب أن ذلك لم يحدث. أما عن سير المحاكمة.. فأشارت إلى أن المحكمة يراها مشاهدون من مختلف دول العالم، لذلك يجب مراعاة عدم وجود أخطاء تسىء لحضارة مصر، وعبرت عن حزنها من عدم دخول بعض أهالى الشهداء إلى المحكمة بالرغم من وجود أماكن خالية فى القاعة، مما كان سببا فى حدوث شغب خارج الأكاديمية وحدوث إصابات، موضحة أن القاعة من الممكن أن تتسع لألف شخص.

وأشادت الدكتورة انشراح الشال بالمستشار أحمد رفعت رئيس المحكمة وطريقة إدارته للجلسة، مطالبة التليفزيون بأن يركز على أسماء المستشارين على المنصة، وكذلك وكلاء النيابة فهم أهم بكثير جدا من أسماء المحامين، مشيرة إلى أنه كانت هناك لقطة لـ «السرير» الذى حضر عليه الرئيس السابق المحاكمة، وهو خال وكان من المفترض أن يشير المذيع إلى أن الرئيس المخلوع ذهب إلى الحمام، أو أنه اختلى بالمحامين، أو?بأبنائه، خصوصا أنه استمر لفترة غير قصيرة، كما أن وقوف علاء وجمال أمام والدهما لحجب الكاميرا عنه كان من الممكن التغلب عليه بوضع كرسيين لكل منهما بجوار والدهما، مؤكدة أنه خطأ يجب تداركه فى الجلسات القادمة.

أكتوبر المصرية في

14/08/2011

 

بلطـجـيـة الـضـحـك و كوميديا غز السكين!

محمد رفعت 

شعار البرامج الكوميدية هذا العام..هو الضحك بالبلطجة..بمعنى أنك تشعر كأن مقدم البرنامج يثبتك بسكين يغزه فى بطنك حتى يجبرك على الضحك دون فائدة، وخصوصا برنامج «سيد أبو حفيظة» الذين لا يملون من الإعلان عنه بمشهد يلعب فيه فى أنفه بطريقة تثير الغثيان أكثر بكثير مما تثير الضحك، ولا يقل عنه فى ثقل الظل والغلظة الممثل الكوميدى أحمد آدم، الذى يقدم هذا العام الجزء الثانى من برنامجه «آدم شو» فى تركيا، وكل ما يفعله هو أن يمر على الأسواق والمحاكم والسوبر ماركت والمؤسسات التركية ويعقد مقارنات ساذجة ومباشرة بيننا وبينهم، لا تخلو من قدر مبالغ فيه من الإحساس بالدونية وجلد الذات، على طريقة «شفتوا همه إيه واحنا إيه»، دون أن يقدم لنا معلومة حقيقية مفيدة أو فكرة مبتكرة تنفعنا فى مشوارنا للتقدم بعد الثورة، وهو لا يختلف كثيرا عن المشهد المدهش فى فيلم «لعبة الست» لعبقرى الكوميديا الراحل نجيب الريحانى ومعه العمالقة عبدالفتاح القصرى ومارى منيب وتحية كاريوكا، والذى كانوا يعايرونه فيه «بالتفاح والفواكه اللى قد كده فى بيروت، فأشار إلى البطيخة وقال ده بقى العنب بتاعنا»!. أما برامج «المقالب» التى يضحك بها نجوم ونجمات التمثيل على ذقوننا ويستعرضون فيها مواهبهم فى الخداع والتمثيل، ويتبارون فى مجاملة بعضهم البعض من خلال الظهور فى تلك البرامج..على طريقة «شيلنى واشيلك»، أو أنت تظهر فى برنامجى هذا العام، وأنا أجاملك فى برنامجك العام المقبل، فقد فقدت قدرتها على جذب الناس من كثرة استهلاك أفكارها وتوقع المشاهد لما سوف يسفر عنه «المقلب»، وهو ما يبدو بشدة من خلال برنامجين يتشابهان إلى حد بعيد فى فكرتيهما وهما «الأسانسير» و «رامز قلب الأسد». أما على مستوى مسلسلات السيت كوم، فيبدو أن انسحاب الفنان الكوميدى سامح حسين من مسلسل «راجل وست ستات» قد أفقده الكثير من القدرة على الجذب والاضحاك التى كان يتمتع بها فى الأجزاء السابقة، وقد أحسن صناع المسلسل صنعا بقرارالاكتفاء بهذا الجزء ليكون الثامن والأخير، خاصة فى ظل إصرار بطلة المسلسل لقاء الخميسى على ارتداء ملابس لا تتناسب على الاطلاق مع عرض العمل فى الشهر الكريم. والحقيقة أن «سامح» نجح كبطل مطلق فى «الزناتى مجاهد»، وتعويض ما فشل فيه العام الماضى من خلال أول بطولاته المطلقة فى مسلسل «القبطان»، وذلك لأن العمل مكتوب هذه المرة بحرفية عالية، وأداء سامح لشخصية الجاسوس هريدى فيها قدرلا بأس به من التفرد والابتكار،والاستفادة من قدرته على تصدير الاحساس بالسذاجة للمشاهد، فى حين لم يؤثر غياب عميد مدرسة «آسفين يا ريس» الفنية طعت زكريا عن مسلسل «جوز ماما» على مستوى العمل «الواقع» أصلا من الجزء الأول، ويبدو أن إصرار هالة صدقى على تصنيف نفسها على أنها كوميديانة، رغم أنها كانت محسوبة على جيل «الفيديتات» ليلى علوى وإلهام شاهين قد جعلها تخسر كثيرا من وهجها وإمكاناتها كممثلة وتحاول التشبث بالتواجد فى منطقة تمثيلية لا تملك أدواتها، وتنافس ممثلات كوميديات من العيار الثقيل مثل هالة فاخر وماجدة زكى دون جدوى.

أكتوبر المصرية في

14/08/2011

 

هانى حسن الأسمر: والدى لم يمت مكتئباً!

شيماء مكاوي 

صرح المطرب الشاب هانى حسن الاسمر بأن آخر مشروعات والده المطرب الشعبى الراحل قبل وفاته، هو ألبوم غنائى مشترك كان من المفترض أن يقدما من خلاله أشهر أغنيات المطرب الراحل، وخصوصا «كتاب حياتى يا عين»، بعد أن سبق وأن قدما سويا أكثر من أغنية «دويتو» ناجحة، لكن القدر لم يمهله لإتمام هذا المشروع، بعد وفاته المفاجئة الاسبوع الماضى.

ونفى هانى ما تردد عن إصابة والده بالاكتئاب خلال الفترة الماضية بسبب ابتعاد المنتجين عن الاستعانة به كممثل فى الأعمال الفنية الجديدة، فضلا عن خفوت وهجه وانطفاء نجوميته كمطرب بعد ظهور كثير من نجوم الغناء الشعبى الجدد.. وقال إن والده كان يخطط لأكثر من مشروع فنى جديد منها الألبوم الغنائى المشترك معه، بالاضافة الى اتفاقه على تصوير أكثر من مسلسل تليفزيونى، ولو كان قد خفت نجمه كما يدعى البعض لما استعانت به شركة الاتصالات الأشهر فى مصر لتقديم إعلان للشركة تقاضى عنه مبلغا كبيرا، وكان آخر ما قدمه على الشاشة قبل وفاته. وأضاف هانى الأسمر أنه يفكر فى إعادة غناء أشهر أغنيات والده الراحل بصوته، بعد أن حصل على موافقته على ذلك أيضا قبل وفاته بأيام، ويضم الألبوم العديد من الأغنيات المشهورة للمطرب الراحل مثل كتاب حياتى، توهان، اتخدعنا، سمارة، أنا هو، وغيرها من الأغنيات المشهورة والناجحة للمطرب الراحل حسن الأسمر.

هانى بدأ الغناء فى سن صغيرة للغاية، وكان أول أعماله الغنائية على مستوى الاحتراف ألبوم له بعنوان «الصياد» حيث شارك معه فى الكليب والده.

ويذكر أن المطرب حسن الأسمر توفى إثر أزمة قلبية فى مستشفى كليوباترا وتردد فى الفترة الأخيرة من أقاربه أنه كان يمر بحالة اكتئاب شديدة نتيجة عدم مقدرته على نزول السوق الفنى مجددا، بعد أن أبدى «الأسمر» عدم رضاه عن مستوى الأغانى الشعبية المبتذلة والتى ظهرت موخرا مثل «حجرين على الشيشة» وغيرها، واختفى فترة عن الساحة الفنية حتى عاد بحملة إعلانية بدأ عرضها مع بداية شهر رمضان الجارى لإحدى شركات الاتصالات على لحن أغنيته الشهيرة «كتاب حياتى» وعقبها وافته المنية عن عمر يناهز 52?عاما..

وقد اشترك الأسمر كممثل فى عدد من الأفلام السينمائية، منها «بوابة إبليس»، و«عيون الصقر»، و«درب الرهبة»، و«امبراطورية الشر»، و«امرأة وخمسة رجال»، و«ليلة ساخنة»، و«زيارة السيد الرئيس» كما شارك فى بعض المسرحيات، أشهرها «باللو» و«حمرى جمرى»، وفى التليفزيون شارك فى مسلسلات أشهرها «أرابيسك».

أكتوبر المصرية في

14/08/2011

 

السينمائي والواقع

الثورة فيروس فتّــاك والحرب بين السكّان الأصلييـن والمهاجرين

زياد عبدالله 

هناك معادل سينمائي لكل ما يحمله الواقع، الحقيقة صارخة في هذا الخصوص، ولعلها كذلك عندما نمضي مع الخيال بوصفه ابناً شرعياً للواقع، وربما العكس صحيح، فالمخيلة في قفزاتها إلى الأمام تتكئ على معطيات واقعية وبقفزاتها تلك تمهد الطريق لتطور ما يمكن له أن يكون خيالياً في ما مضى، لكنه سرعان ما يمسي واقعياً ومفرط الواقعية، مثلما هو الصعود إلى القمر الذي كان مادة خصبة لأفلام الخيال العلمي قبل تحققه، وليصبح الآن مادة وثائقية إن صح الوصف.

لكن ووفق ما أسعى لتتبعه هنا، فإن أفلاماً خيالية أخرى عن مصاصي الدماء والأوبئة الفتاكة التي تجتاح البشر، وتحولهم إلى وحوش مسعورة سيجد ما يوازيه على الأرض الآن، خصوصاً مع ما يشهده العالم من انتفاضات وثورات، لا بل إن ما يمر به هذا الكون أشبه بنقطة انعطاف استثنائية تتخطى الثورات إلى المجاعات والانهيارات الاقتصادية وعلى شيء مما يجعل هذا العالم على أعتاب انقلابات جذرية.

لكن وبالعودة إلى الانتفاضات التي اندلعت في عالمنا العربي، وانتقلت إلى بقاع أخرى من العالم فإننا لن نتبع فيلماً مثل «البارجة بوتمكين» ليمنحنا مجازاً لمسببات الثورات، وإن كان الفيلم عن ثورة أكتوبر الروسية، وقد سبق أن كتبت عنه في هذا السياق تحت عنوان «ثورة تبدأ من صحن حساء»، لكن سيكون الأمر أكثر انحيازا للمخيلة في إحالة ما نشهده في هذا العالم إلى فيلم لم يخطر بمن شاهده بأنه صالح للاتكاء عليه للإضاءة على وقائع نشهدها الآن، ألا وهو فيلم داني بويل 28 Days Later «بعد 28 يوماً» والذي اتبع بفيلم آخر يستكمله بعنوان 28 weeks later «بعد 28 أسبوعاً» من إخراج جوان كارلوس فرسناديلو، والذي يحكي عن اصابة سكان لندن بفيروس فتاك يحولهم إلى وحوش بشرية تفتك ببعضها، ولتنجح القوات الأميركية في توفير مساحة معزولة في لندن تكون خالية منه ومن المصابين به، لكن هذا الفيروس سرعان ما يتسرب إلى تلك الرقعة التي تكون بمثابة آخر أمل.

يكفي لمن لم يشاهد هذين الفيلمين أن يتتبع ما سبق ذكره لنقل ذلك إلى الواقع الذي نعيشه، بمعنى أن هذا الفيروس هو تماماً ما تلجأ إليه الأنظمة في تفسيرها لما تجابهه من انتفاضات، بمعنى أن الحديث عن حبوب الهلوسة هو تماماً مماثل لهذا الفيروس، وبالتالي نقل ما له أن يكون مطالب محقة لشعوب تعاني الظلم والفقر والاضطهاد إلى مساحة تسعى لنزع الصفات الانسانية عن الجموع وتحويلها، كما في الفيلمين سابقي الذكر، إلى مجرد جموع هائجة أصيبت بفيروس فتاك جعلها متمردة ومخربة تنهش كل ما تقع عليه، وهي ليست إلا عصابات إجرامية، وبالتالي تحضر هنا شرعنة قتلها كما في «بعد 28 أسبوعاً»، حيث الدعوة إلى إبادة جميع من أصيبوا بهذا الفيروس، الأمر الذي نصادق عليه كمشاهدين حين تبدو تلك الجموع ميؤوس من شفائها وهي ليست بأكثر من وحوش يجب إبادتها لتعود الحياة إلى طبيعتها، والحفاظ فقط على من يعيشون ضمن المحمية الخالية من ذلك الفيروس.

هذا تماما ما نشاهده الآن في بلدان عربية لها أن تعتبر شعبها مصاباً بلوثة أو وباء، ومن ينادون بالحرية ليسوا إلا عصابات يجب قمعها وقتلها والتخلص منها بشتى الوسائل، وهناك مجموعة من العبارات والتوصيفات تم تداولها، ونقلها من بلد إلى آخر، كلها تتمركز حوله هو تحويل الشعوب المتمردة على عسف حكامها إلى مصابين بفيروس فتاك، ذلك أن تمركز الحاكم على نفسه والتصاقه بكرسي لا يفارقه سيجعلهم كذلك في نظره، دون أن يلتفت إلى ما هو عليه، خصوصا أنه سيكون قد مضى زمن طويل في حالتنا العربية لم يعرف فيه شعبه إلا قطيعاً مروضاً لا يخرج عن طوعه هو الراعي الذي لا يشق له غبار.

وبالانتقال إلى لندن يمسي ما تقدم وارداً تماماً على ألسنة المسؤولين الانجليز، وعلى رأسهم رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، حيث الاضطرابات التي شهدتها لندن وانتقلت إلى مدن انجليزية أخرى ليست إلا من أفعال عصابات إجرامية وتجار مخدرات وغير ذلك، وإن كانت مجابهتها مختلفة عما تشهده بلدان عربية لا تؤمن إلا بالقتل والرصاص الحي، لكنها في النهاية تلتقي عند المنطق نفسه من النكران وتأطير المحتجين في توصيفات مسبقة الصنع لنزع الشرعية عن مطالبهم، وتحويلهم إلى جموع مصابة بفيروس التمرد الفتاك، ولعل ما شهدته لندن تخطى كل ما قام به المتظاهرون في بلدان كسورية واليمن.. إلخ، حيث النزعة للتخريب كانت كبيرة جداً، ومجابهته كانت تحت مظلة القانون، ومع ذلك تمضي حكومات البلدان التي تقتل شعبها في التركيز على أحداث لندن كما لو أنها تقول «انظروا حتى الحكومات الديمقراطية تقوم بقمع المتظاهرين»، خصوصاً مع تأكيد كاميرون أنه قد يستعين بالجيش لإحلال الأمن، ولكي نبقى منصفين فإن مقارنة بين حكومة تجابه التظاهرات بالرصاص الحي، وأخرى استدعى استخدام العصي وخراطيم المياه جدلاً برلمانياً ستكون غير عادلة.

اللافت أن الفيلمين سابقي الذكر تجري أحداثهما في لندن، الأمر الذي يقودني إلى فيلم ثالث له أن يجد في العاصمة البريطانية مساحة لأحداثه، وهنا سيكون الفيلم (أطفال الرجال 2007) بمثابة رؤية لما يحدث الآن وإن كان يمضي خلف الخيال حتى آخره، ففي هذا الفيلم شاهدنا لندن مدمرة وقد اجتاحتها ثورة شعبية عارمة سرعان ما تحولت إلى حرب أهلية بين السكان الأصليين والمهاجرين، وليبقى السؤال ألم تكن الشرارة الأولى لأحداث لندن الأخيرة قادمة من مقتل شاب زنجي على يد الشرطة، وكل المخاوف الآن أن تأخذ الأحداث منحى عنصرياً، ونحن نشهد مقتل ثلاثة شبان مسلمين على يد شاب دهسهم بسيارته، والخوف كل الخوف الآن أن تتحول الأحداث إلى أحداث عنصرية دامية، الأمر الذي يمتد إلى كامل القارة الأوروبية وأسابيع قليلة تفصلنا عن تفجيرات أوسلو.

الإمارات اليوم في

14/08/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)