حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

يسرا اللوزي‏:‏

أرفض نظرية النجم الأوحد أميرة أنور عبدربه

من فيلم إلي آخر تثبت الممثلة الشابة يسرا اللوزي موهبتها الفنية لتؤكد للجميع ان اختيار المخرج يوسف شاهين لها لتشارك في بطولة فيلم إسكندرية نيويورك كأول عمل في السينما كان في محله. وتعيش يسرا حاليا حالة فنية خاصة تعتبرها بمثابة نقلة حقيقية حيث تلعب دورا جريئا ومختلفا في فيلم ساعة ونصف إخراج وائل إحسان كما يعرض لها حاليا فيلما إذاعة حب مع منة شلبي وشريف سلامة والمركب للمخرج عثمان أبو لبن. فماذا تقول عن هذا النشاط الفني؟!

·         لعبت في فيلم إذاعة حب دور مذيعة مختلفة في الشكل والاداء عن ادوارك السابقة, فما الذي جذبك لتقديم تلك الشخصية؟

أولا: انا سعيدة بالعمل في هذا الفيلم وسعيدة بهذه الشخصية لأنها جديدة ومختلفة وهو ماجعلني اشعر بالخوف والتوتر بعض الشيء منها وهو ماجعل مخرج العمل أحمد سمير فرج يعقد جلسات عمل كثيرة حتي تخرج الشخصية بهذا الشكل فهي مذيعة ولكنك تجدينها مختلفة في طريقة الشكل وارتدائها الملابس.

·         تخشي من عدم تقبل الجمهور هذه النوعية الجديدة عليك؟

انا بالفعل اشعر بالحيرة الشديدة فإذا لم أقدم هذه الشخصيات يقال انني ممثلة افلام مهرجانات وعندما اسعي لتقديم أقدم ادوارا مختلفة ينتقدونني.. فماذا افعل؟ وتضيف يسرا: بالنسبة لي اقدم الدور الذي يجذبني من حيث السيناريو الجيد والمخرج الذي اثق بالتعامل معه بالاضافة إلي وجود شركة إنتاج جيدة.

·         إذاعة حب احداثه تدور في اطار كوميدي خفيف.. ألا ترين أن توقيت عرضه غير مناسب مع الأحداث التي تمر بها مصر حاليا؟

اعتقد ان الجمهور يريد مشاهدة جميع الأفلام التراجيدية والكوميدية والأكشن, ونظرية ان الجمهور يحتاج في تلك الفترة إلي أفلام أكثر جدية أمر غير مقبول لأنه ليس من حق أي إنسان ان يقرر مايحتاجه الجمهور في تلك المرحلة, كما ان هناك جمهورا تعجبه هذه النوعية من الأفلام وآخر لاتعجبه لذلك فأري ضرورة إنتاج جميع أنواع الأفلام, وعلي الجمهور ان يحدد مايريده أما ان احدد انا مايحتاجه الجمهور فهذا شيء صعب.

·         ولكن وضع الكثيرون الأمل علي ثورة 25 يناير لكي تثور علي كل ماهو ردئ؟

انا معك ان هناك نوعية من الأفلام التافهة التي لابد ان يتجنب الجمهور مشاهدتها والتي تتضمن افيهات مبتذلة فتلك الأفلام لايحب احد مشاهدتها واعتقد أن الجمهور سيعرف من مشاهدتها من تلقاء نفسه خاصة انها تهين ذكاءه!

·         يعرض لك الآن أيضا فيلم المركب مع المخرج عثمان أبو لبن, وهو من أفلام التشويق هل يؤثر عرض فيلمين عليك بالإيجابية أم بالسلب؟

احب ان أوضح انني لم اصور هذه الأفلام في وقت واحد.. ولكن المشكلة انها عرضت في نفس الوقت وهو امر لايخصني وانما يعود إلي شركة الإنتاج والتوزيع,. ولكن من يشاهد دوري في فيلم إذاعة حب يستحيل ان يتعرف علي شكلي في فيلم المركب.

·         المتابع لأفلامك يري انك لاتهتمين بالعمل مع نجوم ستار وانك تشاركين في أفلام ابطالها من الشباب فما السبب؟

لانني لااهتم بنظرية النجم الاوحد داخل العمل فجودة الفيلم لاترتبط بوجود نجم داخله أم لا؟ فأنا بالنسبة لي افضل العمل في فيلم يتضمن عناصر النجاح من قصة واخراج وممثلين مناسبين للدور, عن العمل في دور غير مناسب لي مع نجوم ستار تلك وجهة نظري! ولكن هذا لايعني انني ضد ان يكون هناك فيلم فيه نجم ونجمة ستار ولكن ما اطلبه ألا نستهزئ بنوعية الأفلام الأخري التي لاتتضمن نجوما.

·         تشاركين في فيلم ساعة ونصف وهو علي غرار فيلمي الفرح وكباريه حيث الأحداث في مكان واحد؟

تلقيت اتصالا من منتج العمل وعرض علي الفيلم وبالفعل قمت بقراءة السيناريو في ساعات قليلة لاعجابي الشديد به ووجدت نفسي في هذا العمل من خلال شخصية سناء الطبيبة واعتقد ان هذا الفيلم سيكون مفاجأة للجمهور.

الأهرام اليومي في

13/07/2011

 

سينما بعد الثورة‏..‏ التقنية أولا

محمــد نصــر  

بدون اجر وبعدد قليل من الممثلين ومواقع التصوير في الشارع أو شقة صغيرة‏,‏ فما المتبقي اذن لإنتاج فيلم؟ جهاز كمبيوتر محمول متطور للمونتاج وكاميرا للتصوير‏,‏ يبدو أن آخر عنصرين مكلفان!, علي ما يبدو أن الامر لم يعد كذلك. الواضح التطور الذي حل علي تقنيات التصوير والمونتاج جعلت إمكانية إنتاج فيلم بدون تكاليف تقريبا أمرا ممكنا, وسينما بعد الثورة في مصر, يبدو انها تتجه بقوة لهذه الفكرة, ان تكون الأفلام بدون تكاليف تقريبا معتمدة علي المشاركة المختلفة بدون أجر أو أجور محدودة, وتصبح التكلفة كلها في عملية إعداد نسخة الفيلم للعرض السينمائي. الكاميرا الرقمية وتطورها بدخولها مجال الفيلم منذ الثمانينيات حتي حصلت افلام مصورة بالكامل بهذه الكاميرا علي جوائز عالمية بدءا من فيلم راقصة في الظلام حتي وصلنا لحصد جوائز الأوسكار والبافتا بفيلم Millionaire slum dog المليونير المتشرد. ما يجعلنا نفكر في تقنية الكاميرا الرقمية هو الظرف الزمني الذي تعيش فيه مصر الآن, وتعيشه صناعة السينما المصرية التي تبدو أنها في لحظة ترقب لا تنتهي, فشركات الانتاج السينمائي يصعب عليها الرهان بإنفاق أي أموال علي إنتاج أفلام سينمائية مصورة علي كاميرا السينما التقليدية, خاصة أن تكاليف إيجار الكاميرا وما يصاحبها من معدات أخري وعلب خام مكلفة لدرجة تجبر الشركات علي التفكير العقلاني جدا! في التعامل مع صناعة السينما خاصة أن التسويق أيضا بات غير مضمون, وقد يستمر الامر إلي بداية العام المقبل فيما سيعد أسود عام في تاريخ الفيلم المصري خاصة أن الافق لا يبدو فيه أي محاولات لإنتاج أفلام روائية طويلة الا بعض الخطوات المجهولة مثل ما تقوم به شركة افلام مصر العالمية التي نأمل أن تخرج لنا بأفلام جيدة من خلال المسابقة التي اعلنت عنها الشركة لانتاج أفلام روائية طويلة. لكن أمام عقلانية شركات الانتاج الكبري, يبدو أن الشباب العامل في هذه الصناعة لم يجد أمامه إلا التحرك الفردي, ووجد الحل في كاميرا رقمية صغيرة تستعمل فعليا في مصر وبشكل محدود منذ نحو ثلاثة أعوام تقريبا وهي المتعارف عليها باسم مجموعة D1  أوD5  أوD7  هذه الكاميرات الصغيرة في الحجم التي اضيف لها كارت خاص بتصوير الفيديو وصلت لمستوي جودة في الصورة يسمح بعد أن يتم نقل الفيلم علي شريط السينما ان تحتفظ الصورة الرقمية بجودة تصل إلي 50% من الصورة المصورة علي الخام التقليدي. بدأ استخدام هذه الكاميرات في مصر علي يد احدي القنوات العالمية, اثناء قيامها بتصوير افلام تسجيلية لن تعرض علي شاشات السينما, تعرض فقط في القنوات أو توزع علي اسطوانات ولكن انتاج هذه الافلام سمح للمصريين العاملين في مجال التصوير أن يتعرفوا علي هذه الكاميرا ومميزاتها, حتي وصل الامر لانتاج فيلم روائي طويل منفذ باحدي هذه الكاميرات وهو فيلم ميكروفون والذي عرض خلال عام 2010 وتشهد فترة ما بعد الثورة أول فيلم يتم انتاجه بجهود افراد وليس مؤسسات وهو فيلم 18 يوم, الفيلم مقسم إلي مجموعة افلام قصيرة تحكي عن ثورة 2011 من خلال مواقف انسانية بسيطة, وبعيدا عن النقد الذي تم توجيهه لصناع الفيلم قبل وبعد واثناء عمل الفيلم وعرضه في مهرجان كان, فإننا امام تجربة سينمائية تستحق الدراسة خاصة أن هناك خطة لتحويل الفيلم لتقديمه في دور العرض بشكل تجاري, لربما وبالفعل وافقت عليه الرقابة علي المصنفات الفنية يشجع استخدام الكاميرا رخيصة الثمن علي عودة الانتاج خاصة اننا دائما نتحدث عن ازمة في صناعة السينما, ونظل نتحدث ونتحدث ويبقي عنصر المال هو العنصر القادر علي تحديد هوية صناعة الفيلم المصري, لانه بدون تمويل لن تكون هناك سينما في مصر بل سيبقي الامر محاولات عشوائية واجتهادات اشخاص.

السينما المصرية الآن ليست في مفترق طرق, لانه صراحة لم تعد هناك طرق, السينما المصرية الآن لا تعاني من أزمة, لأنه لم تعد هناك سينما مصرية الطابع, ولكن ما هو واضح اننا أمام فرصة لإيجاد سينما مصرية جديدة لا تلغي ما قبلها ولكن تستطيع تحقيق طفرة عما سبقها, بدءا من الادوات وأولها أدوات رخيصة التكلفة وثانيها اختيار الموضوعات وثالثها تطوير الاماكن المخصصة لتدريس فن الفيلم حتي تستطيع مواكبة التطور الذي نحلم بتحقيقه في هذه الصناعة الممتعة, فبهذا الترتيب بدأ فن الفيلم في العالم, اللعبة البصرية مبهرة في بدايتها ثم بدأ البحث عن موضوعات لتقديمها ثم انتهي الامر بمعاهد ومدارس لتعليم هذا الفن بهدف استمرار صناعة ترفيهية مربحة.

الأهرام اليومي في

13/07/2011

 

جيم كاري‏..‏ وكوميديا خيالية جديدة

هناء نجيب‏

فيلم مستر بوبر والبطاريق بطولة جيم كاري من نوعية الأفلام الكوميدية العائلية حيث يميل جيم كاري إلي تقديم أفلام خيالية يثبت فيها جدارته وقد نال عنها جوائز عالمية عديدة ومن أهمها فيلم القناع عام 1994 الفيلم مأخوذ عن قصة بنفس الاسم, للكاتبين فلورنس وريتشارد أتو وتر اخرجه مارك ووتر والسيناريو لسين أندرس وجون موفيز.. ويشارك في بطولته كارلو جوجنيور أماندا إنجيلا لانسبوري فان والشابة مارلين كارول جان والطفل ديلان وشال توم الصغير. يحكي الفيلم حياة رجل أعمال يعمل مندوب عقارات في شركة كبيرة, جميع صفقاته ناجحة ولكن انشغاله بعمله جعله يهمل اسرته, فانفصلت عنه زوجته أماندا وابتعد عنه أبناؤه توم وجان واكتفي باللقاء معهم في عطلة نهاية الأسبوع. تتغير حياة بوبر عندما ارسل له أبوه قبل وفاته صندوقين بداخلهما هدية تحتوي علي ستة بطاريق ومعهم خطاب يحثه علي ان يجمع شمل اسرته ولايفعل مثله وينشغل عنهم بالعمل.. حاول بوبر ان يعيد الصناديق ولكنه لم يفلح وازداد الأمر تعقيدا عندما حضرت الأسرة كلها للاحتفال بعيد ميلاد توم الصغير ووجدوا البطاريق, واعتقدوا أنها هدية للابن. بدأ بوبر يفقد اهتمامه بالعمل وركز علي كيفية رعاية البطاريق, هذا الاهتمام جعله يفقد صفقة شراء مطعم اثري قديم تملكه سيدة عجوز فان مما جعل شركته تفصله عن العمل لإهماله. ولكن رفض بوبر ان تستغل حديقة الحيوان بيعهم مما جعل ـ فان تحترمه وتعطيه الصفقة لكي يبيع المطعم ولكنه رفض وفضل ان يظل المطعم علي ماهو عليه كأثر تاريخي لمدينة نيويورك. بل قام بتحديده, مما جعل زوجته تعود إليه مرة أخري وكذلك أبناؤه. ان الفيلم رغم انه كوميدي خفيف إلا انه لم يقدم نصيحة للأهل فإنهم لايهملون اسرتهم علي حساب عملهم ولهثا وراء المادة.. استغل المخرج خفة دم تيري علي تعامله مع البطاريق, وجاء خيال المخرج الواسع ليجعل من البطاريق كائنات لها احاسيس تجاهبوبر مما انعكس علي المتفرج في الانجذاب للفيلم.

الأهرام اليومي في

13/07/2011

 

هوامش سينمائية :

استقالة رجل السينما الأول‏!‏

نادر عدلي

هناك أخبار غامضة وغير مفهومة تنشر في الصحف المصرية علي الرحب والسعة‏,‏ ولكنها من المستحيل أن تنشر في أي جريدة محترمة في العالم‏!..‏ فلا أحد يعرف ما المقصود من الخبر, أو ما الهدف منه, أو من المستفيد من نشره؟!.. ولكن في كل الأحوال الخبر ينشر.. بمجرد إرساله للصحف ـ ليصبح غموض الخبر هو نفسه مصدر إثارته التي تدعو للفضول؟!.. ودعونا ندخل في الموضوع مباشرة, مثلا نشر خبر منذ شهر يقول: استقالة رئيس شركة مصر للصوت والضوء والسينما من عضوية مجلس إدارة غرفة صناعة السينما.. وبعد الخبر باسبوعين نجد خبرا آخر يرفض الاستقالة المسببة.. وبعد اسبوعين آخرين نجد السينمائيين يتظاهرون لاسترداد أصول السينما من الشركة التي قدم رئيسها المهندس عصام عبدالهادي استقالته المسببة التي رفضت؟! ثلاثة اخبار زي الفل, ولكن من المستحيل أن تفهم منها شيئا, ولم تتبرع أي جريدة برفع الغموض, لماذا استقال الرجل؟!.. ولماذا رفضت استقالته؟!.. ولماذا يريد السينمائيون التخلص من هذه الشركة ورئيسها لاسترداد أصول السينما, بينما غرفة صناعة السينما ـ التي هي أساسا من أجل السينمائيين ـ لا تريد استرداد أصول السينما؟!.. ومتي نشرح سر هذه الاخبار الغامضة في عجالة, يجب أن نشير أولا إلي أنه لا يوجد مسئول في مصر حتي الآن ـ لا قبل الثورة ولا بعدها ـ يتطوع بتقديم استقالته لله في لله, وقصة هذه الاستقالة ان المهندس الذي لوح بالاستقالة ـ المسببة ـ أراد تهديد غرفة صناعة السينما التي يرتبط أعضاء مجلس ادارتها بمصالح عديدة مع شركة الصوت والضوء والسينما التي يرأسها المهندس المستقيل, وقد لجأ لهذه الحيلة حتي يضمن ان تظل أصول السينما تابعة لشركته, بعد أن أصبح من المؤكد عودتها لوزارة الثقافة لتصحيح خطأ وقع منذ 17 سنة تحت مسمي خصخصة السينما, وقد تم توزيع معظم الاصول علي مجموعة من المحتكرين, مما جعل السينما إلي ما وصلت إليه من أزمات ومشاكل وتدن في الصناعة والانتاج والتسويق.. ولكن هذه الأصول ـ وهذا موضوع يطول شرحه ـ تحقق ارباحا بالملايين لشركة المهندس المستقيل وبعض أعضاء مجلس إدارة الغرفة, وبالتالي يريدون اخماد ثورة السينمائيين من أجل اعادة الاصول والنهوض بالسينما! أطرف ما في الاخبار التي نشرت خاصة الاستقالة, أن أي أحد لم يسأل نفسه: ما هي علاقة المهندس عصام عبدالهادي بالسينما؟.. والطريف أنه بحكم رئاسته لهذه الشركة يصبح الرجل الأول للسينما في مصر؟!.. حد فاهم حاجة!!

الأهرام اليومي في

13/07/2011

 

رحيل مطربة الشيماء 

عاطف أباظة

رحلت الفنانة سعاد محمد عن عمر يناهز ‏85 ‏ عاما تاركة وراءها تاريخا طويلا من الغناء تجاوز ‏300‏ أغنية مابين دينية وعاطفية فقد قدمت سعاد محمد في مشوارها الفني فيلمين كممثلة هما فيلم فتاة من فلسطين شاركها بطولته واخراجه محمود ذو الفقار وفيلم انا وحدي مع الفنانة ماجدة اخراج بركات. وأشهر أفلامها مشاركتها بالغناء في فيلم الشيماء بطولة سميرة أحمد واخراج حسام الدين مصطفي. وهي من مواليد تلة الخياط في بيروت في فبراير 1926 من ام لبنانية واب من اصول مصرية هاجر من بلدة أبو تيج من محافظة أسيوط. واكتشفها زوجها الأديب الصحفي محمد علي فتوح ودام الزواج بينهما 15 عاما. ثم قررت اعتزال الفن لتربية بناتها حتي عادت في الفترة الأخيرة للغناء في دار الأوبرا المصرية.. من أشهر أغانيها وحشتني وإذا الشعب.

الأهرام اليومي في

13/07/2011

 

 

جون مالكوفيتش:

السينما مليئة بالأوهام

كارلوفي فاري – القبس 

يختزن في شخصه عدة شخصيات دفعة واحدة، فهو ممثل ومخرج وكاتب سيناريو ومنتج، ومثقف يجيد عدة لغات، لذلك يعتبر من الوجوه السينمائية الأكثر إثارة للجدل في العالم.

جون مالكوفيتش الأميركي الذي يعشق أوروبا، يعتبر معلما في الأدوار الصعبة وأيضا في الأدوار الجذابة الساحرة، لكنه حافظ على الدوام على الصفات المميزة بشخصه، أما نجمه السينمائي فيشع منذ أكثر من 30 عاما، ورغم ذلك لا يبدو أنه يتجه نحو الانطفاء على المدى المنظور.

جون مالكوفيتش، الذي ولد وترعرع في الوسط الغربي لأمريكا، يختلف في علاقته مع الصحافيين عن الآخرين في انه تعود على الوسط الصحفي منذ صغره، لأن والديه عملا في هذا المجال، وقد اثر ذلك فيه إلى درجة انه فكر مرة بالاقتداء بهما والعمل في الصحافة.

احتراف التمثيل

وقد اهتم بحماية البيئة، الأمر الذي ألهمه لدراسة هذا الفرع في الجامعة، غير أن القدر أخذه بعيدا عن ذلك، فخلال الدراسة بدأ في الاهتمام بمسرح الهواة، وهذا المجال هو الذي تغلب في النهاية لأنه قرر آنذاك احتراف التمثيل.

أسس في السبعينات مع عدد من المتحمسين بينهم الممثل المعروف غيري سينيز مسرحا أصبح اليوم مشهورا جدا في شيكاغو هو ستيبينوولف الذي أصبح الحب الكبير له.

يعتبر مالكوفيتش التمثيل المسرحي أنه أكثر صعوبة من التمثيل السينمائي قائلاإن الفيلم مليء بالأوهام، أما في المسرح فلا يمكن الاحتيال.

ويضيف: أمام الكاميرا يمكن فعل أي حيلة إلى درجة انه يمكن لكم أن تتظاهروا بممارسة الحب كما أن التأثيرات السينمائية قادرة على خلق أي وسط تريدونه أما المسرح فهو عنكم فقط وعما تجيدونه وتتقنونه .

وربما لعب هذا الأمر الدور الرئيسي في طول المدة التي استغرقها حتى يستقر على الشاشة السينمائية.

عمل سينمائي

بدأ عمله السينمائي عام 1978 غير أن فيلمه الأول الكبير حل بعد 6 أعوام من ذلك، لأنه آنذاك رشح لأول مرة للحصول على جائزة الاوسكار عن دوره الذي مثله كرجل أعمى في فيلم «أماكن في القلب»، وقد مثل بعد ذلك العديد من الأفلام منها «على خط النار» الذي رشح أيضا للاوسكار.

حياة شخصية

أما أهم أفلامه فهو «معارف خطرين» الذي تداخل مع حياته الخاصة لأنه بسبب هذا الفيلم وتجاوز التمثيل فيه إلى الواقع مع زميلته ميشيل بفيفير انتهى زواجه الأول من زميلة أخرى له هي جيليني هيدلي، وفي النهاية تخلى جون عن ميشيل أيضا ووجد شريكة حياتية جديدة له أكثر شبابا وهي نيكوليتا بيران التي لا يزال يعيش معها إلى اليوم وله منها ولدان.

ورغم الحب القائم بينهما إلا أن هذه العلاقة لم تكن سهلة وقد شهدت العديد من الأزمات كادت تنتهي عدة مرات بالطلاق.

ولا يخفي مالكوفيتش إعجابه الكبير بالنساء حيث يقول انه كان على الدوام يمتلك عددا أكبر من الصديقات وليس من الأصدقاء، وأنه يعجبه في النساء أن مناعتهن أكبر من الرجال نفسيا، كما انه يثمن لديهن المقدرة على الإصغاء ويصمدن أكثر في الازمات، كما أن اغلبهن لديهن في داخلهن فزاعة الأمر الذي يشده إليهن ويبدو أن هذه الكيمياء تعمل في الاتجاه المعاكس لذلك يمتلك مالكوفيتش في مختلف أنحاء العالم مجموعات من المعجبات به والمشجعات له يتصفن بالإخلاص له.

مالكوفيتش يعتبر أوروبا حبه الآخر، فعائلته هي خليط كرواتي ـ فرنسي مع جذور اسكتلندية يفتخر بها ولذلك يتردد بكثرة إلى أوروبا.

ويؤكد انه ليس من نجوم هوليوود الذين لا يستطيعون العيش بدون هوليوود، ولكنه بالمقابل لا ينسى وطنه حيث يقول إنه يشعر على الدوام بأنه إنسان من الوسط الغربي للولايات المتحدة.

مالكوفيتش، وعلى غرار العديد من الزملاء له في هوليود، لم يقتصر إبداعه على التمثيل، بل جرب الإخراج أيضا حيث قام كما قال، بإخراج أفلام لأهداف مادية فيما نفذ أفلاما للفرح.

خلال وجوده في مهرجان كارلو فيفاري السينمائي الدولي عام 2009 سئل عن الدور الذي شعر به أكثر من غيره بأنه يتطابق مع نفسه، فقال لم يحدث ذلك في أي دور وربما كان الأقرب إلى ذلك في فيلم «قولوا لي كوبريك»، حيث يقول كنت في هذا الفيلم أتجول حول العالم كتاجر، وأتظاهر بأنني المخرج ستانلي كوبريك الأمر الذي يشبهني، فأنا أتجول حول العالم الآن وأتظاهر بأنني جون مالكوفيتش.

القبس الكويتية في

13/07/2011

 

حقيقة الكائن عند لارس فون ترير

كتب: زاهر الغافري  

المخرج الدنماركي لارس فون ترير، مخرج إشكالي، ودائماً ما تثير أفلامه عندما تعرض، نقاشات صاخبة لا تهدأ. آخر هذه النقاشات ما حدث في مهرجان كان الأخير في مؤتمره الصحافي عندما أبدى تعاطفه مع هتلر واتهم بمعاداة السامية، فقررت اللجنة المنظمة للمهرجان استبعاده باعتباره شخصا غير مرغوب فيه مع الإبقاء على فيلمه الجديد «ميلانخوليا»، وقد نفى المخرج في ما بعد التهم الموجهة إليه، وقال إنه لم يكن جاداً وان أقواله كانت أقرب إلى الدعابة. إنه مخرج فيه من الجرأة بحيث لا يتوانى عن قول الحقائق بصورة واضحة، دون أن يتنازل، لا فنياً ولا مبدئياً. ففي واحد من أفلامه التي تم عرضها في أوروبا Dogville، وهو فيلم رأى فيه كثير من من النقاد انتقاداً صريحاً لأميركا، رغم أن الفيلم يتساءل على نحو عام حول حقيقة الكائن الإنساني أينما كان.

إن موضوعة الطيبة والقسوة والأنانية والهمجية تظهر هنا كثيمات يلعب عليها المخرج باقتدار كبير، وعلى نحو يكاد يكون تجريدياً، رغم أن الفيلم يصور بلدة صغيرة ومعزولة في الولايات المتحدة الأميركية.

ثم ان المخرج نفسه كما صرح للصحافة لم يذهب مطلقاً إلى الولايات المتحدة. لكنه قدم امثولة غاية في العمق على صعيد طرح الموضوعات الإشكالية مستخدماً هذه المرة طرائق السينما الصامتة والمسرحة. يكشف الفيلم من ضمن ما يكشف عن الخراب الإنساني والإحباطات البشرية المتتالية على نحو يكاد لا يترك أملاً لهذا الكوكب الذي نعيش فيه. وإذا كان بريشت في مسرحيته الإنسان الطيب، يترك النهاية على شكل سؤال مفتوح حول موضوعة الخير والشر في العالم، فإن المخرج الدنماركي في هذا الفيلم بالذات، يغلق على نحو تام أية إمكان للتفاؤل.

تبدأ حكاية الفيلم بمجيء، غريس، (تلعب دور البطولة نيكول كيدمان) على نحو غامض إلى بلدة بعيدة، ولأنها غريبة يساعدها كاتب أو مفكر من القرية موفراً لها الأمان، ينقلنا الفيلم إلى اكتشاف تدريجي للحياة اليومية في البلدة، وتقرر غريس المساهمة والانغماس في مساعدة الناس لكنها تكتشف، كما نكتشف نحن ظهور النوازع العدوانية عند أهل البلدة من الحسد والأنانية والاستغلال، لتصل ذروة الهمجية عندما يتم تعذيب الغريبة بشتى الطرق. ورغم أن علاقة الحب الأولية بينها وبين مثقف البلدة فإنه يذهب في ما بعد إلى انتقامه الشديد منها عندما يتصدر للوشاية بها، إلى أهالي البلدة. بعض هذه الموضوعات تطرق إليها لارس فون ترير، وان بكيفية مختلفة ومن زوايا نظر متعددة، في أفلامه السابقة. ففي فيلمه «عناصر الجريمة» الذي شاهدته في نيويورك والذي أخرجه قبل أكثر من عشرين عاماً، يتناول فيه أحداثاً غامضة عن جريمة قتل لنكتشف أن بطل الفيلم يلجأ في نهاية المطاف إلى مصر وفي عيادة طبيب نفسي مصري، حيث تبدأ الاعترافات وتأنيب الضمير، وفي فيلمه الآخر «تكسير الأمواج» الذي حاز إحدى جوائز مهرجان كان السينمائي، يقدم ترير أمثولة عن ضياع الحب في محيط قاس وغير إنساني على الإطلاق، كما قدم سلسلة تلفزيونية عن مستشفى المجانين في الدانمارك، بالإضافة إلى فيلمه (رقص في الظلام) الذي حاز جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان في عام 2000.

إن الموضوعات (الكبيرة) التي تطرق إليها لارس فون ترير منظوراً إليها في بعدها الزماني والمكاني، تنزع عنها الصفة الأخلاقية المطلقة. إنها تأكيد على الصيرورة الإنسانية ونفي لماهيات الميتافيزيقا في إطارها المثالي. إن حلم الإنسان على الأرض يدمره الإنسان نفسه.

الجريدة الكويتية في

13/07/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)