حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

فيلم "الفنان" نموذج مثالي لفيلم الإبداع والخيال

أمير العمري

خلال مشاهدة الفيلم الفرنسي "الفنان" L’artist يتساءل المرء وهو يتابع المشاهد المتعاقبة من الفيلم الطريف الذي يعتبر مغامرة فنية كبرى، عن ماهية الفن، عن جوهر الإبداع السينمائي تحديدا، ما الذي يشدنا في السينما، في الأفلام التي تثري خيالنا ووجداننا؟

وتتداعى الأفكار في ذهن المرء وهو يشاهد ويتأمل ويتعجب من قدرة الفنان السينمائي على الابتكار في الخيال، والإحاطة بكل التفاصيل الصغيرة والدقيقة في رسمه للشخصيات، في تجسيده للديكورات، في محاكاته للأساليب، بل وفي قدرته أيضا على المحاكاة الساخرة.

أليست السينما في الأساس، هي فن رواية قصة ممتعة، والقدرة على التعبير عن العلاقة بين شخصين أو مجموعة من الأشخاص في قلب الدنيا، عن المشاعر والأفكار، عن الصراعات الصغيرة، عن قسوة الحياة وعن سعي الإنسان الدائم من أجل التغلب على قيود المكان والزمان، والتحليق فوق الواقع حتى إذا اقتضى الأمر، ولو بالخيال الجميل؟

هذه التساؤلات جميعها تتداعى في ذهن المرء وهو يتابع فيلما بعبقرية الفيلم الفرنسي الذي أثار إعجاب الجميع عند عرضه في الدورة الرابعة والستين من مهرجان كان السينمائي، وكان بعض النقاد قد توقع له الحصول على الجائزة الكبرى للمهرجان، وكان في رأيي الشخصي، يستحقها دون شك، ذلك لأنه تمكن من الوصول إلى "جوهر" فن السينما والتعبير عنه بثقة وتمكن وحرفية رفيعة، وترك بصمة لا تمحى في ذاكرة المشاهدين.

"الفنان" فيلم أخرجه الفرنسي ميشيل هازنافيسيوس Michel Haznavicius   الذي عرف بأفلامه المثيرة التي تدور في عالم الجاسوسية ولكن بأسلوب المحاكاة الساخرة لأفلام الجاسوسية القديمة أيضا (من الستينيات خاصة أفلام جيمس بوند التي قام ببطولتها شون كونري) والتي تحمل عنوان "أوه إس إس 117" OSS 117.

وقد اختار هذه المرة أن يجعل فيلمه يدور على نمط الأفلام الأمريكية الصامتة، وقد صوره بالألوان ثم حوله إلى الأبيض والأسود، وحدد مقاييس العرض في نسبة 4 إلى 3 التي كانت شائعة في الماضي، واستخدم اللوحات المكتوبة التي تقطع الحدث لتعلق أو تشرح أو تلخص بعض كلمات الحوار الذي لا نسمعه بالطبع، وجعلها بالانجليزية. ورغم استعانته بالممثل المفضل لديه جان ديجاردان Jean Dujardin الذي سبق أن قام ببطولة أفلام الجاسوسية التي أخرجها، وبزوجته الممثلة الفرنسية الأرجنتينية الأصل بيرنيس بيجو Bérénice Bejo التي سبق أن قامت أيضا ببطولة فيلم "القاهرة، عش الجواسيس" لمخرجنا هذا، إلا أنه استعان بعدد كبير من الممثلين المساعدين الأمريكيين والبريطانيين، وجعل الأحداث كلها تدور بالطبع، في لوس انجليس وهوليوود في العشرينيات، وصور فيلمه في شوارع هوليوود القديمة وداخل الاستديو، كما استعان بمؤلف موسيقي منح الفيلم رونقا خاصا بتيماته الموسيقية التي تحاكي الموسيقى المصاحبة للأفلام الأمريكية الصامتة خاصة مع هيمنة نغمات البيانو الإيقاعية الناعمة.

قصة الفيلم بسيطة ومثيرة: نحن في عام 1927.. أمامنا ممثل ونجم من كبار نجوم الفيلم الأمريكي الصامت يدعى جورج فالنتين، ينتقل من فيلم إلى فيلم، يفرض شروطه والمنتجون في ذلك العهد يستجيبون له، فهو "معبود الجماهير". ننتقل إلى عام 1929، حينما بدأت هوليوود تتجه الى الفيلم الناطق.. الأمر الذي يقاومه بل ويرفضه فالنتين رفضا تاما، لأنه لا يعتبره فنا (كان هذا موقف شارلي شابلن لسنوات طويلة بعد دخول الصوت إلى السينما، فقد ظل يخرج الأفلام الصامتة حتى عام 1940 في فيلم "الديكتاتور العظيم"). ومن خلال هذه الفكرة يطرح الفيلم فكرة الفن الرفيع في مقابل الفن التجاري، والتساؤل حول: هل يجب أن يستجيب الفنان لمتطلبات العصر والصناعة، أم من الأفضل أن يتمسك بمبادئه الفنية، وهل يتعين عليه في هذه الحالة أن يدفع الثمن؟

فالنتين يقابل أثناء افتتاح أحد أفلامه على مدخل دار السينما فتاة جذابة تطلق على نفسها "بيتي ميللر" تتميز بخفة الظل والقدرة على الحركة، تستغل وجوده وتظهر في عدد من الصور معه لتلفت الأنظار إليها، فهي ممثلة ثانوية تتطلع إلى النجومية في هوليوود.

يقع فالنتين في حب بيتي، بل ويرشحها للظهور في دور صغير بأحد أفلامه رغم اعتراض المنتج، وأثناء التصوير لا يستطيع أن يمنع نفسه من التفكير فيها فيضطرب أداؤه ويضطر المخرج إلى إعادة التصوير مرات ومرات.

ما يحدث بعد ذلك أن نجم هذه الممثلة يصعد بقوة لكي تصبح إحدى نجوم الفيلم الناطق، في حين يتضاءل حضور فالنتين، بعد أن تجاوزه العصر وأصبحت طريقته في الأداء لا تجذب جمهور السينما الجديد، وبسبب احجامه عن اقتحام مجال الفيلم الناطق بدعوى أن "الجمهور يأتي لكي يتفرج علي وليس لكي يستمع إلي". وسرعان ما تتراكم عليه الديون، فيضطر إلى الاستغناء عن خدم منزله، ويبيع أثاثه كله، ولا يظل مخلصا له سوى سائقه "كليفتون" الذي يرفض الانصراف بل ويصر لفترة على انتظاره بسيارته الفاخرة يوميا أمام منزله، وكلبه الصغير المخلص الشجاع الذي ينقذه من الموت بعد أن كاد أن يختنق مع احتراق منزله بعد أن حطم في نوبة غضب عارم، كل جوائزه ومقتنياته، ثم أشعل النار في شرائط أفلامه القديمة كلها يأسا من استعادة نجوميته.

غير أن "بيتي ميللر" لا تزال تتذكره وتحمل له حبا كبيرا في قلبها حتى بعد أن أصبح بائسا ، وهي تمد له يد المساعدة من بعيد دون أن تجعله يعلم، ويدفعها حبها له إلى العودة لانتشاله الى الحياة من جديد.

ورغم وجود الكثير من المشاهد الكوميدية الخفيفة في سياق الفيلم، إلا أننا أساسا أمام مأساة حول صعود وسقوط ممثل في هوليوود بسبب تغير المناخ السينمائي، وهو أمر لايزال يحدث حتى يومنا هذا.

وفي الفيلم الكثير من المشاهد التي تحاكي ما سبق أن رأيناه في أفلام أخرى كلاسيكية شهيرة خاصة "متروبوليس" لفريتز لانج، و"المواطن كين" لأورسون ويلز، كما أن هناك بعض النغمات الموسيقية المقتبسة من الأفلام الصامتة القديمة، في إشارة تقدير وتحية إلى هذه الأفلام التي لعبت دورا في تشكيل وعينا ووعي المخرج الفرنسي (من مواليد 1967) بالسينما.

ينجح المخرج كثيرا في مطابقة أسلوب الإخراج في هوليوود الصامتة: الإيقاع السريع، الحركة داخل المشهد، تصميم الديكور واختياراه لزوايا التصوير، الإضاءة الناعمة مع تجسيد التناقض الواضح بين الكتل والفراغات، المبالغة قليلا في الأداء التمثيلي، وينجح بالتالي في اضفاء أجواء أفلام هوليوود الصامتة على فيلمه هذا دون أن يفقد طابعه الشخصي. وإن كان الافراط في محاكاة بعض النغمات الشائعة من أفلام أخرى شهيرة (مثل "دوار" لهيتشكوك مثلا) قد ساهم في "تغريب" شعور المتفرج بالفيلم أحيانا.

لكن مخرجنا هذا لا يتوقف فقط عند المحاكاة بل يبتكر الكثير من المشاهد الطريفة التي تضفي على الفيلم طزاجة ورونقا خاصا مثل ذلك المشهد الذي يدور اثناء الحلم في عقل الشخصية الرئيسية (فالنتين) الذي يحلم بدخول الصوت إلى عالمه الصامت.. حيث يصبح لريشة وهي تسقط صوتا ضخما، فينهض من نومه مفزوعا!

ويبرز كثيرا دور الممثل الفرنسي الكبير جان ديجاردان الذي قام بدور فالنتين، بحضوره القوي وقدرته على التنويع والانتقال من المرح إلى الحزن، ومن الرقة الشديدة إلى الغضب، وتجسيد معالم المأساة والانهيار على ملامح وجهه، وتعبيره عن الحب وعن التألم، وعن الكبرياء الذي يرفض الرضوخ.. وهو يبدو مثل مزيج مجسد من دوجلاس سيرك وإيرول فلين وفريدريك مارش وكلارك جيبيل.

كما تثبت برنيس بيجو في دور بيتي، حضورها القوي كممثلة تملك القدرات الاستعراضية، والأداء العاطفي، وروح المرح التي تجعلها تبقى حاضرة في ذاكرة الجمهور.

أخيرا.. فيلم "الفنان" عمل شجاع أيضا لأنه يهجر الصوت المجسم ويدير ظهره لتقنية الفيلم ثلاثي الأبعاد، والشاشة العريضة، لكي يعود إلى عصر البراءة الاول.. عصر السينما.

الجزيرة الوثائقية في

30/06/2011

 

شروط .. أكاديمية بغداد للسينما

فجر يعقوب 

تبدأ المخرجة العراقية "ميسون الباجه جي" حديثها في فيلم ( أكاديمية بغداد للسينما ) من حيث يفترض أنها ستنتهي.

ثمة شريط مصور يعود إلى زمن بهي وجميل ويمكن خداعه ببساطة لأنه يذكر بطفولة "الباجه جي" نفسها وهي تروي  شيئا من سيرتها " الآفلة ".

يمكن استنطاق المفردة ذاتها ، أو التخلي عنها بسرعة قياسية ، إن أردنا استكمال الحديث عن فيلم المخرجة الهولندية "شوشني تان"، وقد بثته فضائية الجزيرة مؤخرا .

تروي "الباجه جي"، وهي ابنة ديبلوماسي عراقي عتيق  أمّن لها إمكانيّة حتى أن تحتفظ بشريط مصور عن طفولة ذهبية لم تتوفر – ربما – لزميلها المؤسس معها للأكاديمية "قاسم عبد"، وهو يشاركها مخاض توليد مدرسة للسينما في العاصمة العراقية، وإن اشتركا في حضانة منفى واحد جاءا منه، وفي رأسيهما فكرة واحدة، تكمن في  استباق أشد اللحظات هولا في حياة العراقيين بالكاميرا الرقمية الخفيفة، فلم يعد فيها مكان لمنح دراسية تأخذ بعين الاعتبار إمكان توثيق     و" تضبير " كل تلك اللحظات الماضية التي لا تعود.

هذا ما تفعله المخرجة الهولندية حين تستدعي شيئا من طفولة "الباجي جي". حتى لو بدت على شيء من التظاهر، إلا أن ثمة ما يوحي بأن الأكاديمية السينمائية في طريقها نحو التحول إلى صرح غير مؤقت، ولا يعرف الديمومة أو الاشتعال في نفس الوقت، فثمة ما هو متموّت هنا. لا تكفي رائحة الموت.. لا يكفي انتشال الجثث المتفحمة من تحت الأبنية المدمرة.

قصص الاغتيالات لا تتوقف؛ حتى تلامذة الأكاديمية لا يتوقفون عن الحديث عنها بشيء من التكثيف والتبئير والايجاز المستقيم .

المخرج "عماد علي" الذي انتهى أخيرا من تصوير فيلم وثائقي جديد عن الحريات الصحافية في العراق يدرك معنى هذا الإيجاز.

هو يحل ضيفا عليها لا منتسبا لها ، إذ لا يمكن له أن ينسى محاولة اغتياله حين كان يصور فيلمه ( مقهى الشهبندر ).

هنا يروي حكايته أمام الطلاب المستجدين، حديثه يخيف.. أو حديثه لا يشفي الغليل، ويروي ظمأ السامعين، وليس في ذلك انتقاص من المعنى .

فحياة كل واحد من هؤلاء المستجدين يمكن أن تتحول هدفا لقتلة غامضين يخيفهم ما يصور ويوثق.

قتلة متسللين بين الجموع القليلة المتوفرة للدراسة؛ ربما لا يدركون كنه ما يدور على هذه الأشرطة ، ولكن من يقف خلفهم يدرك تماما معنى أن يُخطف أو يُقتل مصور، أو مخرج .

أفلام كثيرة صوّرت في مناطق خطرة في أوقات سابقة؛ بعض المشاهد أخذت على عجل.. بضع دقائق لم تكن تكفي حتى لوضع الكاميرا على حامل أو حتى على محمل الجد، كان يصور خلالها مشاهد كاملة من الفيلم ؛ من يمكنه أن يصدق أن تصوير فيلم في هذا الحيز المشتعل يشكل هاجسا من أي نوع ؛ ليس كل ما يصور يمكن إضافته إلى مجد الفيلم .ليس كل ما يصور يمكن إضافته إلى رمق السينما الخالصة.

بعض ما صور يستحق مجد الإضافة إلى الإيجاز السينمائي بالطبع حتى لو لم يكن متوافرا صارما على هذا الرمق.

هذا هو ملخص تجربة المخرج العراقي الشاب "عماد علي" وقد حمل عكازيه الحديديين، وفي صدره بضع رصاصات وحسرة وصدى لألم لايغادر.

هو لايمتلك يقينا مثل طفولة المخرجة "الباجه جي"..الألم لا يلمع بعكس الطفولة السعيدة التي لا تستعاد.

الألم لا يغادر أصحابه بالسهولة المتوقعة، بعكس الطفولة الملونة، لكنه لا يبقى خارج إطار الكادر السينمائي الذي يبشر به "قاسم عبد" على سطح الأكاديمية؛ السطح الفقير بالمكونات السينمائية والإضاءة.

هنا البلاتوه الوحيد يتحدد من قدرة هؤلاء الطلاب والطالبات على الاستمرار بطرح الأفكار عن أفلام وثيمات ورؤى جدية يلمسها بعضهم في أفلام زملاء لهم نجحوا في تصويرها رغم كل الحصار المضروب على مصوبات الكاميرات الخفيفة والعدسات التي لا تخفف من غلواء الحرب والدمار واستنطاق كل ما هو مسكوت عنه .

من المؤكد أن سطح الأكاديمية لا يشبه معظم السطوح المجاورة له.

هنا تتدرب العيون وتجرب وتتردد، ليس كل المستجدين متفرغين لبناء الكادر  والأفلام والفصول والروايات التي تقال عن طريق الصور؛ هناك حياة صعبة تقبع خلف ظهورهم ، بعضهم يجيء من دكان الحلاقة ليروي فصولا من قصص مرعبة عاشوها أثناء الحرب على العراق وما تبعها من إنعدام أمني.

الحلاقة العصرية ممنوعة .. بقاء حبة البندورة المؤنثة إلى جانب الخيار ممنوع..ثمة ما يوحي بوجود علاقة غير شرعية.

كانت بعض الأحاديث التي تجيء من هؤلاء المرحلين لا تصدق، لكن الأفلام توثق ما بقي من تلك المرحلة السوداء حين لم يكن الإنسان مكلفا في بقائه أو رحيله.

ربما نجا "عماد علي" من موته، لأنه تظاهر بالموت بعد أن تلقى رصاصاتهم؛ ولكن من قال إن قلبه لم يمت، ولم ينفجر مرارا قبل أن يجد من ينقله إلى المشفى.

ربما صدفة صناعة الأحداث التي توجد في بعض أنواع السينما هي من أنقذت علي .. ربما الإيجاز والتكثيف هما من قاداه إلى مقتل زوجته.

ليس مقهى "الشهبندر" الذي كان منيفا يوما هو من يروي سيرته بالرغم من وجود سيرة له.

ما يُروى هو سيرة "عماد علي" الذي كان يحقق فيلما عنه.

تأسست الأكاديمية بعد عام من الحرب على العراق ولم تصمد، فقد تم تفجيرها؛ لم يكن ثمة من يريد بقاءها أو الاستمرار بها.

لماذا هناك فتية يلمحون إلى إمكانية تعلمهم فنون التصوير والاضاءة والإخراج. ثمة مايقلق في الجو . يجب تدمير الأكاديمية ونزع المصطلح من رؤوسهم . ماحدث حينها ليس هو المقلق بحد ذاته ، فهذه سيرة الحروب نفسها حين تنشب وتميل نحو تدمير كل ماهو حي وقابل للعيش . المقلق هو نزع القدرة على التفنن ووجود طرائق الفن التي يطمح إليها الباجه جي وعبد أو يطمحان إلى تحقيقها بين طلاب وطالبات الأكاديمية.

أعيد ترميم الأكاديمية، ولكن لم يكن ممكنا ترميم النفوس من الداخل بالرغم من شجاعة المتنسبين الجدد.

كل واحد فيهم تقبع خلفه قصة يمكن تصويرها في فيلم، كل واحد فيهم معرض للاغتيال بطريقة "عماد علي".

هذا جزء من سيناريو لم يكن مكتوبا؛ لم يضع أحد بحسبانه أن يستثمره في بلاتوه معد خصيصا للتصوير، ما تؤمنه الأكاديمية المخنوقة هو سطح على ظهر مبنى للتدرب، وتدريب العين على التقاط كل ما هو سانح في هذا الحياة حين لا يعود ممكنا استيفاء شروط الحياة ذاتها في فيلم، أو في أكاديمية لا يمكن لها أن تحقق شرط الجودة المطلوبة.

( أكاديمية بغداد للسينما ) يمكن أنها تفترض عن حسن نية امكانية تحقيق شرط لتعلم السينما، رغم وجود السينما على بعد أمتار منها من دون امكانية تحقيقها على شريط ممغنط ودال على قوة هذا الفن في إبعاد شبح الفتاوى، التي لا تستقيم مع طفولتي الباجه جي وعبد، حتى حين لاتلتقيان على شريط من نفس النوع .

الجزيرة الوثائقية في

30/06/2011

 

كارلوفي فاري تحتضن السينما العالمية

الياس توما من براغ :  

تحولت مدينة كارلوفيفاري الواقعة غرب تشيكيا والمشهورة بمصحاتها المعدنية إلى عاصمة مؤقتة للسينما العالمية على مدى تسعة أيام مع انطلاق فعاليات الدورة 46 لمهرجانها السينمائي الدولي بمشاركة 199 فيلما منها 179 من النوع الروائي والوثائقي الطويل والباقي عبارة عن أفلام قصيرة. المدير الفني للمهرجان كارل اوخ أشار إلى أن 12 فيلما منها فقط ستتنافس فيما بينها على الجائزة الرئيسية للمهرجان وهي كرة أرضية من الكريستال مشيرا إلى أن فعالية هذا العام تتضمن 50 عملا هي الأعمال الأولى لمخرجيها ونحو 60 فيلما عالميا تعرض للمرة الأولى.

ويتضمن مهرجان هذا العام المسابقة الرئيسية للمهرجان ومسابقة الأفلام الوثائقية ومسابقة إلى الشرق من الغرب إضافة إلى تصنيفات أخرى مثل أفاق ونظرة أخرى ومنتدى المستقلين... وعلى خلاف الدورات السابقة للمهرجان تم في هذا العام إعطاء اهتمام خاص للمبدعين الشباب اليونانيين الذين حققوا خلال الخمسة أعوام الماضية نجاحات بارزة في مختلف المهرجانات السينمائية الدولية.

مهرجان هذا العام وفق مديره الممثل التشيكي المشهور ييرجي بارتوشكا سيكرم الممثلة البريطانية جودي دنيش التي تؤدي دور "إم " في سلسلة أفلام جيمس بوند لدورها في أغناء السينما العالمية وذلك بمنحها كرة أرضية من الكريستال كما سيكرم الممثل والمخرج والمنتج الأمريكي جون تورتورو امن خلال منحه جائزة مدير المهرجان.

وسيحضر فعاليات دورة هذا العام الممثل والمخرج والمنتج الأمريكي المشهور جون مالكوفيتش الذي يقدم مجموعة ملابسه الجديدة للرجال.

وعلى الرغم من أن المهرجان لا يلقى دعاية وشهرة عالمية كبيرة على خلاف مهرجان كان بالنظر لغياب النجوم البارزين فيه إلا أن هذا المهرجان يعتبر من اشهر المهرجانات السينمائية الدولية ويحمل التصنيف " أ" على غرار مهرجانات كان وطوكيو وبرلين والبندقية أما تنظيم المهرجان الأول منه فقد بدأ في عام 1946.

المهرجان يتميز بمشاركة كبيرة من المشاهدين ولذلك ستعرض الأفلام هذا العام في 15 دار للسينما دفعه واحدة ولهذا يتوقع حضور عشرات الآلاف من المشاهدين لهذه الأفلام ومناقشتها مع مبدعيها في ندوات خاصة  وكان نحو 127 ألف مشاهد قد شاهدوا عروض الدورة الماضية للمهرجان الذي يعتبر الأهم بالتأكيد في وسط وشرق أوروبا وأكثرها احترافية وتنظيما.

ميدل إيست أنلاين في

29/06/2011

 

سميرة الناطور تدلي بشهادتها في ختام مهرجان 'إنسان' السينمائي

رام الله (الضفة الغربية) - من علي صوافطة  

الفنانة الفلسطينية تقدم شهادة مؤلمة عما شهده مخيم تل الزعتر من حصار طويل قبل اقتحامه من قبل قوات الكتائب اللبنانية.

أسدل الستار ليلة الأربعاء على المهرجان السينمائي "انسان" في رام الله بالضفة الغربية بشهادة حية للفلسطينية سميرة الناطور عن احداث مجزرة تل الزعتر قبل عرض فيلم الاختتام "لان الجذور لا تموت - قصة تل الزعتر" للمخرجة اللبنانية نبيهة لطفي.

وجلست سميرة - وهي من مواليد مخيم تل الزعتر في لبنان عام 1961 لأبوين فلسطينيين لاجئين - امام جمهور المهرجان الذي نظمته الجمعية الفلسطينية للفنون السينمائية في الهواء الطلق في اطار ما يعرف بـ "سينما الشارع" لتقدم شهادات مؤلمة عما شهده المخيم من حصار طويل امتد اشهر قبل اقتحامه من قبل قوات الكتائب اللبنانية وارتكاب ما وصف "بالمجرزة" فيه.

وتصف سميرة الشاهدة على ما جرى في تل الزعتر في شهر اغسطس/اب عام 1976 بانه "ابشع مجزرة في التاريخ بحق الشعب الفلسطيني". وقالت "مخيم تل الزعتر يقع في الجهة الشرقية من بيروت. فيه اكبر تجمع فلسطيني في لبنان. وقت المجزرة هناك من يقول ان عدد سكانه كان 30 الفا. هذه المعلومة مغلوطة. العدد كان 60 الف لاجئ تعرضوا لحصار شديد استمر اشهر قبل ارتكاب المجزرة."

وصفت سميرة الناطور نجاتها من تلك المجزرة بالاعجوبة وتحدثت عن حالات قتل بشعة منها اطلاق النار على 60 ممرضا كانوا يقدمون الاسعافات لجرحى المخيم.

وقالت "من ابشع عمليات القتل التي جرت انه تم ربط رجل من ساقيه بسيارتين وتحركت كل سيارة باتجاه. عائلات كاملة قتلت في المخيم. معارك بطولية خاضها المدافعون عن المخيم الذين اشتبكوا بالسلاح الأبيض بعد نفاد ذخيرتهم."

وتسكن في ذاكرة سميرة مشاهد مؤلمة اخرى منها مشهد لاحد افراد الكتائب "يأخذ طفلا رضعيا من حضن امه ويرميه بكل قوة ولا أحد يعرف ماذا حدث له."

وروت سميرة الناطور كيف أن نسوة قضين وهن بانتظار دورهن للحصول على قطرات ماء اسن من حفرة في الارض ليطفئن بها ظمأ ابنائهن وتحدثت عن نقص الطعام والدواء وعن رائحة الموت التي كانت تفوح من كل مكان.

واكمل فيلم "لان الجذور لا تموت - قصة تل الزعتر" الذي اختار منظمو المهرجان ان يكون فيلم الختام بعد عرض خمسة أفلام روائية عربية وأجنبية تتناول موضوع حقوق الانسان روايات الشهود التي لا تقل قسوة عما روته سميرة. يضاف الى ذلك صور من مشاهد الدمار الذي لحق بالمخيم وكثير من الجثث التي كانت تنتشر في ساحاته.

وحرصت مخرجة الفيلم على الاستعانة بقصاصات من اخبار الصحف التي كانت تصدر اثناء حرب المخيم منها ما هو مؤيد لسكانه واخرى معارضة اضافة الى صور حية للمعارك التي استخدمت فيها الاسلحة الخفيفة والثقيلة واخرى لكثير من القتلى بينهم نساء قال شهود انهن حملن السلاح وقاتلن الى جانب الرجال الذين توفي عدد كبير منهم لنقص الدواء.

وقال يوسف الشايب مدير المهرجان في كلمة له في حفل الختام ان فيلم تل الزعتر "أحد الوثائق التاريخية المهمة التي كان لا بد ان تقدم في هذا المهرجان."

وافتتح مهرجان "انسان" بالفيلم الهندي "اسمي خان" الذي حقق حضورا عالميا لافتا لمناقشته قضايا هامة مثل العلاقة بين الهندوس والمسلمين والمعاناة التي يعيشها المسلمون في الولايات المتحدة بعد احداث 11 سبتمبر/أيلول عام 2001 .

وتبع ذلك عرض فيلم "نهر لندن" للمخرج رشيد بوشارب والذي يتمحور حول تفجيرات لندن التي وقعت عام 2005 تلاه الفيلم الافغاني "اسامة" للمخرج صديق بارماك ويتحدث عن عمل المرأة في افغانستان. ومن مصر عرض فيلم "بنتين من مصر" للمخرج محمد امين الذي يناقش مشكلة العنوسة. كما قدم المهرجان الفيلم الايراني الاميركي "رجم الثريا" للمخرج الايراني كيروس نورستيه وهو مبني على قصة حقيقية عن رواية للصحافي الفرنسي فريدوني ساهييبجام لرجم ايرانية حتى الموت عام 1980 في احدى القرى الايرانية بتهمة الزنا.

وقال يوسف الديك رئيس الجمعية الفلسطينية للفنون السينمائية ان الفكرة من تنظيم هذا المهرجان وسط الشارع - حيث اقيم في ساحة بلدية رام الله - "خلق نوع جديد من ثقافة سينما الشارع.. سينما الشعب بكل افكارها .. لدعم ثقافتنا الفلسطينية وتعزيز سينما الهوية وسينما المقاومة."

ميدل إيست أنلاين في

29/06/2011

 

القرار: العنف في الصّغر = الإجرام في الكِبر

ميدل ايست أونلاين/ دمشق 

فيلم سوري يؤكد أن تعرّض الأطفال لسوء التربية والظلم في طفولتهم يحوّلهم في المستقبل إلى عصابات سرقة وتهريب وتجارة مخدرات.

افتتح مساء في صالة سينما "كندي دمر" فيلم "القرار" للمخرج فيصل بني المرجة الحائز ذهبية الأفلام الروائية الطويلة في مهرجان بيروت السينمائي الدولي.

وقام مخرج الفيلم قبل عرضه بتكريم طاقم عمل الفيلم ثم كرم عددا من المبدعين السوريين الفنان أديب قدورة الفنانة فاديا خطاب الكاتبة والناقدة ديانا جبور مهدياً نجاح الفيلم إلى المخرج السوري العالمي الراحل مصطفى العقاد.

ويتناول الفيلم قضية الأطفال الذين يتعرضون لسوء التربية والظلم في طفولتهم ما يجعلهم في المستقبل عصابات سرقة وتهريب وتجارة مخدرات مركزاً في رسالته على أن التربية تترك أثرها على مسيرة الإنسان كلها من حيث العمل والعلاقات الاجتماعية ثم التبعات الحياتية والشخصية والسلوكية.

ويعرض الفيلم خلال 73 دقيقة قصة ربيع وطارق وهما طفلان صديقان في الحارة نفسها نشأ كل منهما في ظروف استثنائية فالأول تم تدليله بطريقة مبالغ بها والثاني تم استغلال طفولته بطريقة خاطئة فكان أبو طارق يجبر ولده على العمل وإهمال المدرسة ما ولد عنده الكراهية والعدائية للمجتمع وجعله ينحرف تجاه أعمال السوء.

ويطرح الفيلم قضيته بأسلوب مباشر وبطريق الفلاش باك المبالغ بها أحياناً حيث يتذكر الشاب ربيع تفاصيل حياة الطفولة من خلال المشكلات والمآسي التي يمر بها في شبابه مرجعاً كل ما يمر به إلى الذكريات الأليمة التي عاشها هو وصديقه طارق على الرغم من أنه يكمن في داخله أنساً عاطفياً ومحباً وودوداً إلا أنه يتصرف خارجاً عن المبادئ في رد فعل مباشر على قسوة الحياة.

الفيلم سيناريو وإخراج فيصل بني المرجة وبطولة فاديا خطاب ربيع الأسمر خالد القيش نسرين الحكيم عبد الحكيم قطيفان رندة مرعشلي مظهر الحكيم عصام عبه جي أحمد مللي رجاء يوسف ومن تركيا ويسي الزين وآخرون.

وأشارت بطلة الفيلم الفنانة خطاب في تصريح لسانا ان فيلم القرار يعتبر من الأفلام الجيدة والعميقة في تناول قضية الاهتمام بالاطفال بشكل كبير من ناحية وإهمالهم أيضا من ناحية ثانية وما لهذا الأمر من نتائج في تأسيس المستقبل.

وتحدث مخرج الفيلم فيصل بني المرجة عن الفيلم قائلا إن النموذجين الذين يقدمهما الفيلم يعبران عن قضية اجتماعية هامة فالطفل المدلل الذي لا يسأله والداه عن حياته وتصرفاته يكون من السهل انحرافه والطفل الذي يتعرض للظلم أيضاً يؤدي إلى شخصية عدائية وهاتان التجربتان أدتا إلى ولادة مجرمين في المستقبل.

وقال بني المرجة إن رسالة الفيلم الأساسية هي لا للدلال المفرط ولا لاضطهاد الأطفال.

بدوره أشار الفنان الأسمر عن عمله في الفيلم اعتمدت كثيراً على جهود واحترافية الفنانين الممثلين في الفيلم على اعتبارا أنني مغن وخاصة وأن الفيلم يحوي الكثير من المشقات فهو ليس مجرد أغنية أو فيديو كليب.

وعبر الأسمر عن فرحته الكبيرة التي ظهرت بعد النجاح وكانت من خلال الجائزة الذهبية في مهرجان بيروت السينمائي مشيراً إلى أن هذا النجاح يعود إلى جهود طاقم العمل كاملاً من مخرج وممثلين وفنيين.(سانا)

ميدل إيست أنلاين في

27/06/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)