حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

خواطر ناقد

امتحان التحرير و"مفيد" والحلة "البريستو"

بقلم: طارق الشناوي

مجمع التحرير المطل علي الميدان الذي صار عنواناً للثورة كان هو المكان الذي يؤمه كل المصريين من مختلف المحافظات لكي ينهوا إجراءات إدارية عديدة تتعلق بمصيرهم في الحياة، ولهذا مثلاً قبل 20 عاماً اختار الكاتب "وحيد حامد" مجمع التحرير مكاناً لأحداث فيلمه "الإرهاب والكباب".. منذ 25 يناير وهذا الميدان صار هو الضمير المصري الذي يفرز من هم الشرفاء الذين أيدوا الثورة ووقفوا ضد الفساد.. أصبح ميدان التحرير الآن هو المكان الوحيد لاستخراج بطاقة الهوية الوطنية وبرغم أنني أدرك تماماً أن البعض استغل حالة الفوران الثوري في الحصول علي مكاسب ومواقف بطولية لكي يجد نفسه وقد أصبح في بؤرة الثورة والثوريين إلا أن الحقيقة هي أن الميدان صار لديه قانونه بعيداً عمن استطاعوا التلون السريع وهكذا أري تلك المجازفة التي قام بها "مفيد فوزي" مؤخراً بإصراره علي أن يذهب إلي ميدان التحرير بالكاميرا للتأكيد علي أنه ليس مرفوضاً جماهيرياً وأن القائمة السوداء التي احتل فيها مكانة متميزة لا تعبر عن حقيقة تواجده مع الناس إنها بالنسبة له أصبحت قضية حياة أو موت.. التليفزيون الرسمي صار خلال الربع قرن الأخير هو بيت "مفيد" الدائم. في السنوات العشر الأخيرة ظهر جيل جديد من الإعلاميين الذين استندوا مثله إلي خلفية صحفية  أصبحوا مع الزمن هم المطلوبون أكثر لدي الفضائيات إلا أن التليفزيون الرسمي كانت لديه حساباته الخاصة والرجل أحد أذرع النظام السابق وكثيراً ما دافع عنه في مواقف متباينة ولهذا احتفظوا بمفيد في التليفزيون حتي ولو كان في الفريق الاحتياطي.. صحيح إنه في السنوات الأخيرة لم يكن برنامجه "حديث المدينة" يحظي بالقبول الجماهيري الذي كان يتمتع به في الماضي وكثيراً ما كان "مفيد" يكتب مدافعاً عن نفسه في الأبواب الصحفية التي يحررها بقلمه مشيراً إلي أنه يتعرض لظلم في "ماسبيرو" ولم يدرك "مفيد" أن الجرأة في البرامج التي تقدم حتي داخل التليفزيون تجاوزت "مفيد فوزي" وأسلوبه كما أنه لم يطور أدواته ورغم ذلك لم يتم الاستغناء عن "مفيد". وصار تواجده فقط مدعوماً بإرادة سياسية تري أنه لا يمكن إزاحته خاصة وأنه قبل عصر انتشار الفضائيات لعب دوره بكفاءة في تلميع النظام مع التنفيس في نفس الوقت عما يجيش في صدور الناس.. نعم كانت بعض البرامج تلعب دور الحلة "البرستو" التي تنفس البخار شيئاً فشيئاً حتي لا يحدث الانفجار.. كل ذلك بالتأكيد تم باتفاق وترحيب من وزير الإعلام الأسبق "صفوت الشريف" أكبر الداعمين لمفيد وصولاً إلي "أنس الفقي" الذي كان يري أن زمن أسلوب "مفيد" البرامجي قد ولي ولكن كان تواجده مرهون باعتبارات أدبية فلقد لعب الرجل دوره بكل كفاءة منذ نهاية الثمانينيات لدعم النظام.. سقف "مفيد" كان الأعلي وكثافة المشاهدة كانت أيضاً هي الذروة وكما يحدث في دنيا الفن يبدأ الانخفاض التدريجي ثم الانزواء.. "مفيد" شأنه مثل كل فنان وإعلامي لم يتصور في لحظة ما أن النظام سوف ينهار الذي كان يشكل الحماية بالنسبة له حتي لو لم يكن "مفيد" في السنوات الأخيرة أحد أسلحة الدولة التي تقف في الصفوف الإعلامية الأولي!!

"مفيد" هو أول من ابتدع في إعلام الدولة طريقة "الحلة البريستو" أي التنفيس شيئاً فشيئاً حتي لا يحدث الانهيار مع تجنيب دائرة الرئيس أي مسئولية مباشرة.. هاجم بعد ذلك كإعلامي كل الأجهزة ما عدا وزارتي الداخلية وبالطبع الدفاع، أنت بعد ذلك في أمان والدولة سوف توفر لك الحماية.. "مفيد" كان يعيش هانئاً مطمئناً في ظل النظام البائد حتي لو شعر ببعض الانزواء فهذا لا يعني أنه في خصومة إلا أن إسقاط النظام كان مباغتاً.. حاول "مفيد" أن يبدو متوافقاً مع ماضيه في الدفاع الدائم عن "مبارك" بالباطل خاصة أنه لا يستطيع أن يتنكر لأحاديثه ومقالاته التي كان يكيل فيها المديح لمبارك وكل ما يصدر عن مؤسسة الرئاسة حتي لو اصطدمت الرئاسة في بعض المواقف النادرة برأس الكنيسة "البابا شنودة" فإن "مفيد" كان ينحاز لمبارك.. حاول "مفيد" مع سقوط النظام أن يتماسك ولكن كيف؟ مشكلة "مفيد" أنه لا يلتقي مع الناس من خلال صفحة يقرأونها ولكن هو يتوجه مباشرة للناس عبر الكاميرا وفي لقاءات جماهيرية ولهذا فإن الحماية السابقة له من الدولة سقطت بسقوط النظام صحيح إنه ليس من مذيعي التوك شو الذين كانوا يحصدون الملايين الذين تم استبعادهم مؤخراً وبالطبع عدم حصوله علي الملايين ليس قراره ولكن هناك منظومة تحكم "ماسبيرو" تصنف المذيعين وكأنهم مثل رغيف الفرن أبو شلن ورغيف الرصيف أبو 25 قرش أقصد الجيد والممتاز منه ب 50  قرشا.. "مفيد" اعتبروه في "ماسبيرو" أبو شلن وكان قانعاً خاصة أن الحماية الأدبية التي كان يحظي بها كانت تأتي من "صفوت الشريف" وبعد أن غادر الإعلام سقطت.. ثم إن "مفيد" وجد أن هناك نجوماً أكثر بريقاً اقتربوا أكثر من الناس ومساحة الانتقاد التي كانت له ودور حلة "البريستو" صاروا يلعبونه بأسلوب أفضل منه رغم إنه صاحب اختراع الحلة!!

الآن لا »صفوت« ولا »مبارك« ولا دولة ولا شئ يحفظ له الجميل في خدمة النظام السابق هو كالأغلبية من العاملين في الميديا  غيروا جلودهم.. ربما كان إيقاع »مفيد« أبطأ في التغيير ولكنه بدأ يراهن علي القادم ويقدم له أوراق الخضوع والولاء.. هل هذا يكفي؟ إن الأهم هو التأثير، حتي الذين سيلعبون في صف الدولة في النظام الجديد عليهم أن يثبتوا أن لديهم قبولاً لدي الرأي العام ولهذا كانت المجازفة التي قام بها "مفيد" مؤخراً بالذهاب للتحرير ثم خبر الطرد وذهابه للمقهي لحمايته وهو نفس المقهي الذي احتضن "تامر حسني" و "أحمد السقا" من قبل عندما لاحقتهم جماهير التحرير إلا أن "مفيد" أكد أنه لم يكن هو المقصود بتلك المطاردات ولكن فريق العمل وكأنها تفرق.. الناس بالنسبة لها فريق البرنامج هو "مفيد" إلا أن الرغبة في البقاء تدفعه للتكذيب وكأنه يبعث رسالة إلي قيادات التليفزيون الحاليين أنه لا يزال مطلوباً وأن الشباب لم يرفضوه.

هل النظام سوف يلعب بنفس الطريقة القديمة الحلة "البريستو"؟.. الشاشة الرسمية التي أراها الآن لا تجد فيها أي توافق ولا تشي بأي بارقة أمل. تستطيع أن تجد »سامي الشريف« رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون وهو لديه قوة لا تقهر لأنه يستند إلي المجلس الأعلي للقوات المسلحة في إسناد المنصب إليه لكنه لم يغير شيئا ملموساً، المناخ الحالي هو الذي من الممكن فقط لمفيد أن يتواجد فيه حيث إن الثورة في التليفزيون لم تغير شيئاً سوي وجوه.. نعم هم لا غبار عليهم كلهم شرفاء ولا توجد ملاحظات سلبية ولكن الإبداع يحتاج إلي عقليات أخري وتمرد لم استشعره حتي الآن.. صحيح إنهم لم يحصلوا علي فرصة إلا أن تاريخ كل القيادات الجديدة في "ماسبيرو" علي مدي ربع قرن لم يشي بأي شئ.

يستمر "مفيد" في ظل المعادلة الحالية التي تنحو إلي اتباع ما تعود عليه الأقدمون إلا أن السؤال لو تخيلنا أن الدولة سوف تواصل اللعب بأسلوب الحلة "البريستو" ألم يأت موعد انتهاء العمر الافتراضي لتلك الحلة.. علي الأقل للذين فشلوا في اجتياز امتحان ميدان التحرير؟!   

أخبار النجوم المصرية في

21/04/2011

 

EUC فساد التعليم والسينما أيضا

بقلم: د.وليد سيف 

توفر لعرض فيلم EUC أكثر من سبب ليشكل علامة فارقة بين أفلامنا . فهو أول فيلم يخرج إلي دور العرض بعد قيام الثورة التي أحجم خلالها المنتجون عن ضخ أفلام جديدة  لأسباب ليست خافية علي أحد . و هو أيضا يمثل عودة التعاون بعد سنوات من الخصام بين قطبي الإنتاج و التوزيع : الشركة العربية  و المجموعة المتحدة .. حيث تتقاسم العربية و المجموعة توزيع الفيلم . علي جانب آخر يمثل الفيلم أحد المحاولات المستميتة لمواجهة سينما النجوم بالاعتماد علي وجوه جديدة في بطولة جماعية .

وهي الظاهرة التي تأسست بقوة مع فيلم أوقات فراغ لنفس البطلين عمرو عابد و كريم قاسم و من تأليف عمر جمال وهو أيضا مؤلف فيلمنا . وهي تجربته الثانية في التعاون مع المخرج أكرم فريد بعد فيلمهما السابق عائلة ميكي الذي إعتبرناه مع بعض التحفظات تجربة جديرة بالتقدير في تناوله الجريء لواقع  الأسرة المصرية و ما يحيطها من فساد إجتماعي  يدفعها نحو هاوية الضياع و الإنفلات الأخلاقي عبر سلسلة متصلة من الأخطاء و التنازلات تتراكم لتكاد تتحول إلي خطايا و كبائر مالم ننتبه . كان هذا التعاون يشي بحالة من الإنسجام بين المخرج و المؤلف ، توقعنا لها أن تشهد مزيدا من النجاح في التجربة الثانية .

جامعات البطالة

بداية ينتقل الثنائي من مشكلة الأسرة لمشكلة التعليم . وهي بالفعل قضية في غاية الخطورة ففساد التعليم هو الخطر الذي يهدد مستقبل الوطن . و تحول جامعاتنا إلي مؤسسات لتخريج العاطلين و ضعاف المستوي علميا و عمليا و ثقافيا أصبح حديث الساعة و مصدر قلق علي هذا الوطن  . في EUC نحن نتعرض للحكاية  من خلال ثلاث شبان يجتازون إمتحان الثانوية العامة بدرجات ضعيفة و يلعب أدوارهم عمرو عابد و كريم قاسم و محمد سلام . يمثل كل شاب منهم صورة من صور الضياع فعمرو عابد غارق في العلاقات الغرامية علي برامج الشاتنج ، أما كريم قاسم فهو ضحية قسوة الأب  و خلافاته مع الأم ، ثم يأتي سلام كشخصية ضعيفة و مرتبكة لا تتوقف مشاجراته مع أخته الصغيرة ووالدته في ظل هجرة الأب .

في المشاهد الأولي ينجح أكرم فريد في أن يضفي حالة من التدفق إعتمادا علي حوار عمر جمال الساخن و مواقفه الصادقة وقدرته البارعة علي تصوير شبابنا في حياتهم العادية و سلوكياتهم التي تبدو أقرب للطبيعية . يساعد علي تحريك الإيقاع ما تتيحه مسألة التنقل في الأماكن من ثراء و تنوع للصورة والديكورات بين بيوت الشباب الثلاثة أو في لقاءاتهم في الشوارع و المقاهي . و لكن الأحداث فيما بعد ستأخذ منحي آخر يفرض إستقرارا في مكان شبه ثابت لمعظم المساحة المتبقية من الفيلم . فالشبان في ظل محاولاتهم التعتيم علي الدرجات الضعيفة التي حققوها في الثانوية العامة  ، لا يجدوا سبيلا سوي إبتداع كذبة عن جامعة جديدة سينضمون إليها . و لتدعيم الكذبة يضطرون إلي عمل موقع علي النت للجامعة و لكنهم يفاجأون بطلبات تتوالي للإلتحاق بها . و أمام إغراء المبالغ الرهيبة التي يمكنهم الحصول عليها من هذا المشروع الوهمي لا يجدوا أمامهم سوي التمادي في اللعبة . و يساعدهم علي هذا وجود ڤيلا خالية تحت تصرف صديقتين لهما .

نقطة اللاعودة

و هكذا نحن أمام نقطة إنطلاق رائعة لفكرة جديدة و مفعمة بالخيال و الروح و الحركة بصرف النظر عن تشابهها مع الفيلم الأمريكي ( مقبول ) . و لكن مع الأسف ، من الآن فصاعداً سترتبك الدراما و سيعاني الإيقاع من حالة ركود أمام تفاصيل طويلة و مشاهد ثرثارة و شخصيات لا تدفع الحدث للأمام . في هذه المشاهد يسعي أكرم فريد لرأب صدع الدراما بالإنتقالات السريعة و الإيفيهات الشبابية و الموسيقي الصاخبة و حيل المونتاج و الكومبيوتر بتقسيم الكادر أو سرعة تحريك الصورة . و لكن كل هذه الأمور ليس بإمكانها أن تصلح أو تخفي عوارا دراميا واضحا . يتمثل هذا العوار بشكل صارخ حين يتظاهر الطلاب مطالبين بحقهم في التعليم الذي لم  يظهر له أثرا في جامعتهم ، مع أن هؤلاء الشباب لم نري منهم سوي أنماط للطلاب الفاشلين و الفتيات الساقطات و الشباب المدمنين .

ويصل التزييف إلي أشده حين يقف جد أحدهم الذي إستدعوه ليقوم بدور صاحب الجامعة المزعومة ، ليلقي خطبة عصماء عن مساويء التعليم التقليدي و أن جامعتهم سوف تكون ساحة للعلم الحقيقي والمتجاوب مع رغبات الطلاب و ميولهم . و هكذا يطرح السيناريو رؤيته لواقع التعليم الفاسد و مقترحاته لتعديله بهذه السذاجة و التهافت ، و من خلال شخصية عجوز مخرف أداها لطفي لبيب طوال الوقت بأسلوب كاريكاتيري . و لم يتح لها السيناريو أي مساحة لنتعرف عليها أو نكتشف فيها أي جوانب مضيئة..و إهمال شخصية الجد و شخصيات الطلاب بل و الأبطال أنفسهم جاء نتيجة الإنسياق وراء الإفيه و الإستسلام  لشخصيات طغت علي مساحات من الفيلم ، يأتي علي رأسها شخصية مدير كافيتريا الجامعة ..و التي  يبدو أن حوارها مرتجل للسخرية من شاعر شاب إشتهر هذه الأيام . و ربما توقع صناع الفيلم أنها سوف تفجر حالة من الضحك الهيستيري .

سيطرة الهزل

وفي ظل هذا التشتت الدرامي و الإنفلات التمثيلي و الإستسلام لمشاهد حوارية طويلة يهبط الإيقاع كثيرا دون تدخل من المونتيرة مها رشدي التي ربما لم تجد مفرا من إستغلال أكبر قدر ممكن من المادة المصورة حيث تكاد تمثل مدةعرض الفيلم زمنيا الحد الأدني . و إذا كان الفيلم يمثل أحد إجتهادات السينما في مواجهة أزمتها الإقتصادية بالإعتماد علي وجوه جديدة و أماكن محدودة في تصويره ، فإن هذا كان يلزم دعمه بالإهتمام بالدراما و الحرص علي منطقية الأحداث و ضبط مقادير الجد و الهزل حتي يستقيم العمل .

إجمالا لم تكن تجربة EUC هي المأمولة من فريق عمل شاب أكد كل أفراده قدراتهم من قبل و علي رأسهم المخرج و المؤلف . كان وجود كل منهما باهتا في هذا الفيلم رغم ظهور ملامح عبرت عن وجودهما .. إن أزمة هذا الفيلم في رأيي تتعلق بأنه يسعي إلي إنتقاد فساد التعليم منطلقا من زمن سينمائي رديء و أزمة إقتصادية طاحنة يعاني منها الفيلم المصري . أعتقد أن الثورة كفيلة بأن تصلح الكثير في كلا المجالين و أن تتهيأ ظروف أفضل لفنانين يمتلكوا الموهبة و الطاقة و التوجه الصحيح و لا ينقصهم سوي التركيز نحو الهدف و العمل في ظروف وواقع أفضل.

إعتذار  واجب

كتبت في مقالي السابق عن فيلم لمح البصر للمخرج يوسف هشام أنه عن إعادة مشاهدة للفيلم ولكن المقصود في الحقيقة إعادة قراءة لمقالي السابق عن الفيلم حيث أنه لم يعرض تجاريا حتي الآن ، لذا لزم االتنويه و الإعتذار .

أخبار النجوم المصرية في

21/04/2011

 

بحب السينما

"الوتر".. النشاز: فيلم بوليسي يعتمد على التوتر والغموض

بقلم: إيريس نظمي 

علي وتيرة أفلام أجاثا كريستي يقدم لنا المنتج والمخرج مجدي الهواري فيلما مثيرا للانتباه بعكس أفلامه السابقة.. فأول فيلم له »٥٥ اسعاف« لم يكن يبشر بنجاح الهواري كمخرج، لقد اخرج من قبل أربعة أفلام.. و»الوتر« هو الفيلم الخامس له.. واعتبره البداية الحقيقية له كمخرج.. وهو فيلم مختلف عما قدمه في أفلامه السابقة.

ويعتبر »الوتر« من الأفلام البوليسية التي تعتمد علي التوتر والاثارة والتشويق والغموض ويتناول مقتل شاب حسن راغب »أحمد السعدني« الموزع الموسيقي في فرقة القاهرة السيمفوني.. ففي المشاهد الأولي نري الشاب ملقي علي الأرض مغرقاً بدمائه.. وبنتان إحداهما تقود السيارة بسرعة جنونية فتصدم بائع مناديل ورقية.. وهي مايسة »غادة عادل« اما الثانية فتجري بسرعة لتصل الي البحر. وبهذا يلمح المخرج الي القتلة!

يتولي التحقيق ضابط المباحث محمد سليم »مصطفي شعبان« انسان يشعر بالذنب معقد نفسيا.. لحدث وقع في حياته وهو قتل زوجته.

يشك الضابط في كل من حوله.. ومن كان لهم علاقة به.. ويكتشف ان القتيل كان سيء السمعة بوهيمي متعدد العلاقات العاطفية. ليعتمد المخرج بعد ذلك علي أسلوب »الفلاش باك«- العودة الي الوراء- فيغوص الي اعماق كل من يظن انه القاتل وكأنه محللا نفسيا.

ويتهم ضابط المباحث الشقيقين »مايسة« و»منة« غادة عادل واختها مروة الأصغر وهما عازفتا العود والتشيللو حينما يكتشف العداوة والغيرة بينهما. كما يكتشف ايضا انه كان يقيم علاقة مع الاختين في وقت واحد.. وتكتشفها الأختين.

يتصور ايضا ان »سوسن بدر« والدة مايسة واختها للدفاع عن بناتها وانصرافها الي رغباتها مع الزوج وهو رجل لاتفارقه زجاجة الخمر.. لم يكتف بالزوجة لكنه انتهك جسد بناتها.. كما يتهم الضابط بواب الشاليه الذي يمكن ان يقتله لسرقة امواله.. وتلعب التيمة علي هذه الشخصيات.

>>>

ويتعرض الفيلم للضغوط النفسية التي تعرضت لها »مايسة« في سن الطفولة عندما اغتصبها زوج الأم جنسيا. اما الضابط المحقق فقد قتل زوجته حينما اكتشف خيانتها له.

والفيلم يعتمد معظمه علي اسلوب الفلاش باك لدرجة تشتت المشاهد الذي يركز منذ البداية علي معرفة القاتل.

ويظل ضابط المباحث مطاردا للقاتل الحقيقي في خياله واحلامه حتي يكتشف ان حسن راغب »أحمد السعدني« لم يكن سوي وترا شاذ او نشاز اقترف كل الموبقات.. وهو الذي افسد اللحن الجميل في الفيلم.. وهو مثل زوج الأم الشرير الذي اغتصب الفتاة وهي طفلة فتسبب في ضياعها في مقتبل العمر وحينما وجد صورا للشقيقين يرتبط في علاقة غرامية في وقت واحد.

في البداية نتعاطف معه.. لكن بعد فترة من عرض الفيلم بدأ هذا الشعور يتلاشي.

ان الفلاش باك المتكرر المتداخل افسد الفيلم وشتت المشاهد الذي حاول صياغة الفيلم وترتيبه في ذاكرته.. فقد اراد المخرج استعراض عضلاته المهنية واستعان بالتصور لتلافي عيوب الحوار الركيك.. فلم يترك السيناريو شخصية الا ووجه لها اصابع الاتهام فاهتز ايقاع الفيلم واصاب المشاهد بالملل.. وفي النهاية يتورط في جريمة قتل زوج الأم الذي اراد اغتصاب »مايسة« من جديد.

استخدام الموسيقي التصويرية

الحوار ضعيف جدا وغير مناسب لفيلم كهذا لذلك استغل المخرج الموسيقي التصويرية وهي احسن ما في الفيلم لتنوب عن الحوار.. لكنها الموسيقي الراقية والسيمفونيات التي جذبت المشاهد العادي الذي لايعرف الموسيقي القديمة »زرياب«!

ولعب التصوير دورا هاما جدا مع الأحداث بفعل الاضاءة التي تناسب الموقف.

>>>

الفيلم به الكثير من النواحي الايجابية والسلبية فهو يشد المشاهد لمحاولة فهمه واستيعابه لكن الموسيقي الجميلة تدخلت كثيرا في الفيلم فليس كل مشاهد يستمع الي السمفونيات والموسيقي الراقية التي تشد الا لطبقة معينة من المتحضرين.

اداء معظم الممثلين اداء جيد ومتميز خاصة غادة عادل التي تحولت الي وحش كاسر.. يبدو هذا من ملامحها الحادة.. ويضاعف مشاعر الانتقام.. كان يبدو عليها القوة والتوعد التي إختزلتها في داخلها بفعل تراكم المآسي التي تعرضت لها منذ طفولتها وهي اغتصاب زوج الأم لها وهي طفلة.. وجعلتها تتعامل مع الآخرين كالرجل الوحشي هذا الدور الجديد تماما عليها  فالسيجارة لاتفارق شفتيها ونظرتها الحادة طوال الفيلم و»النيولوك« التي ظهرت به لقد اثبتت غادة عادل انها تصلح لكل الأدوار.

اما ضابط المباحث المعروف بقوته وهو مصطفي شعبان.. فقد بدا عليه الضعف كضابط شرطة فتجده ضعيفا علي عكس البنات التي مثلن الجانب القوي!

ولأول مرة نجد ضابط بوليس انسان ضعيف عكس كل ضباط الشرطة.

ايضا احمد السعدني الذي يصعد كالصاروخ ليقوم بأدوار البطولة.

ينطبق هذا ايضا علي مروة جودة.

وبالرغم من الدور الصغير الذي مثله اشرف زكي الا انه كان مميزا الفيلم به الكثير من النواحي الفنية الجميلة لكن كان يمكن ان يساعده المونتاج في اعادة صياغته.

أخبار النجوم المصرية في

21/04/2011

 

الفن السابع أصبح ثامناً

رسالة الدوحة: عاصم بكري 

السينما كما نعلم هي الفن السابع ذلك لانها من قبل جمعت فنون ستة وهاهي اليوم تضيف اليها الفن الأعظم، فن الحياة!

فيما مضي اقتصرت علي الرسم، الموسيقي، الشعر، الرواية، المسرح، الديكور ولم تكن السينما سابعة بحكم ترتيبها وانما بحكم تجميعها لهذه الفنون جميعا في داخلها فهي لم تستقل عنها وانما احتوتها، اما كونها صارت ثامنة فلأنها تمازجت وائتلفت مع اعظم الفنون واصدقها واكثرها حرارة، واعلاها ذروة، وانقاها حقيقة، اذ يخلو من كل صنعة، ويبرأ من كل زيف وتكلف، انه فن الحياة، »انا نحن نقص عليك احسن القصص« نعم انه احسن القصص لانه قصص الحياة نفسها، وليس اعادة تشكيلها مرة اخري. هذا الفن الثامن هو (السينما التسجيلية الجديدة) التي عرفت نموذجا ساحرا مجسما لها وهو فيلم (أكاذيب محرمة).

أجلس في الظلام المنير اشاهد ذلك الفيلم الحدث، تتداعي ذكرياتي عن طالب في كلية الاعلام جامعة القاهرة اثناء محاضرة لمادة السينما التسجيلية، يخط بيمينه علي ورقة امامه (كل حدث في الحياة يجب ان يكون دراميا والا سقط حتما من الذاكرة الحية للتاريخ، هذه السينما التسجيلية عليها ان تتشبث بعناصر البناء الدرامي لتنجو من الغرق في بحر النسيان)، ثم تتداعي الذكريات الي مشاهد لبرنامج المذيع المثقف الراحل (عبدالرحمن علي) (سينما لاتكذب ولاتتجمل) تعرض نماذج حية للتجارب الانسانية التي اكتملت اجزاء من دراميتها دون تدخل من صانع، ثم اعود الي اللحظة التي اجلس عندها في قاعة السينما بفندق شيراتون في الدوحة اشاهد ذلك الفيلم الرائع (اكاذيب محرمة)، ومعه اجد نظريتي وقد اصبحت محل التطبيق المثالي، واري خيالي وقد سرت فيه حياة الواقع وروح الحقيقة. هي دراما تسجيلية تسجيلية لان اشخاصها- اماكنها- احداثها- كلهم حقيقيون، ودرامية لانهم جميعا يؤدون نفس ادوارهم حارة اشد من حرارة عفويتها وصادقة اكثر من تلقائية التقاطها.

ادركت من حينها ان شهر ابريل من كل عام سيكون موعدي مع (الدوحة) متابعا بشغف لهذا المهرجان، طالما زلت حيا ارزق.

مهرجان الجزيرة الوثائقية الذي يبدأ بعد ايام دورته السابعة هو رغم بساطته ملتقي للثقافات، ملتقي يتم دون صخب ملتقي يتم دون الحاح او تدبير، يتم لان اطرافه يريدون لا اللقاء وحسب وانما الالتقاء ولعل هذا درس للسياسيين الذي مافتأوا يحدثوننا عن جهودهم في تجنب اثار ما اسموه (صدام الحضارات)، درس بسيط موجزه ان التقاء الثقافات وتمازج الحضارات لايتم عبر وسائط ومفاوضات وليس هو صفقة توزن فيها القيم في مقابل المصالح، وانما هو التقاء قيم انسانية وبالحاح من اطرافها المعبرة عنها، الحاح فرضه الاحتياج لمعرفة الاخر الذي ادرك ان يقيني بمعرفة الحياة لن يكتمل دون ادراك حياته.

علي كل سيكون باذن الله موعدي معكم لمتابعة الانتاج السينمائي لهذا المهرجان الذي يبدا اليوم ويستمر حتي الاثنين القادم من نفس الشهر، والذي تتراوح افلامه ما بين انواع ثلاثة هي (الفيلم القصير) وهو الذي يقل عن ٠٣ دقيقة و(الفيلم المتوسط) الذي يقل عن ساعة ثم (الفيلم الطويل) وهو الذي تزيد مدته علي ساعة كاملة، هذه الأنواع الثلاثة حتمت مسابقات ثلاث، لكل منها جوائز مستقلة، مضافا الي هذه المسابقات مسابقة (افق جديد) والتي يعمد فيها المهرجان الي تشجيع الكوادر الجديدة غير المحترفة علي خوض التجربة بطريقة جادة ومسئولة، وقد اسفرت هذه المسابقة في الاعوام السالفة عن مفاجأت حقيقية، بل ان من شأنها ان تجعل الفيلم التسجيلي حاضرا وبقوة في وجدان الاجيال السينمائية القادمة.

انه زمن السينما التسجيلية الجديدة أو  بالأخري زمن الفن الثامن.

أخبار النجوم المصرية في

21/04/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)