حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

الشعب المصري يرفض التطبيع.. خاصة بعد الثورة

سميحة أيوب: ولا تعجبني مسلسلات الشيشة والابتذال

القاهرة ـ من محمد عاطف

أكدت سيدة المسرح سميحة أيوب أن الشعب المصري يرفض مبدأ التطبيع وهو ما أرساه الراحل سعد وهبة، ومازلنا نسير على هذا المبدأ ولن نغيره، خاصة بعد ثورة 25 يناير.

عن رفضها رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي قالت سميحة أيوب: اعتذرت لأنني وجدت عيونا كثيرة تطمع فيها، وأنا لست في حاجة إلى الدخول في مشاكل المنصب، ومكانتي الفنية هي الأكثر أهمية عندي.

·         هل هناك خصومة بينك وبين الدراما التلفزيونية والسينمائية؟

*مؤخرا قدمت مسلسلات جيدة مثل 'المصراوية' و'سقوط الخلافة' لكن هناك نوعية من المسلسلات التي تتعرض لصور على الشاشة أراها مرفوضة، مثل تدخين الممثلات للشيشة والمخدرات أصبحت مسألة متداولة بشكل أراه سيئاً، ولا أشارك في الأعمال التي بها ابتذال.

·         ولماذا توقفت مسيرتك السينمائية؟

*لأنني بعد فيلم 'فجر الإسلام' وجدت المنتجين يرشحونني لأدوار الغانية وأنا أبحث عن دور يتوافق مع فكري وثقافتي، لذا قررت التوقف عن السينما الى ان طلب مني الفنان محمد هنيدي مشاركته فيلم 'تيته رهيبة' ووجدت الفكرة تروقني من خلال الجدة التي تحاول تعليم حفيدها سلوكيات لا يواظب عليها رغم أهميتها في حياته ويحدث شد وجذب بينهما، فمن يستطيع فرض كلمته، هذا ما توضحه الأحداث.

·         ما رأيك في الجيل الجديد من الفنانين والفنانات؟

*بعضهم جيد ولديهم الموهبة، وبعضهم يظن أن النجومية والمكانة الرفيعة في الفن باتباع سلوكيات خاطئة مثل التأخر في الذهاب للبلاتوه، وأن يتركوا الجميع بانتظارهم وأن يحاطوا بمجموعات من البشر لا حصر لهم، وهكذا من أمور تفقد الفن جاذبيته ومعناه الحقيقي وتفقد من يفعل ذلك النجومية التي يتمناها ويظن انه سيصل إليها سريعا.

·         بعد سنوات من الرحيل كيف ترين حياتك الزوجية السابقة مع الفنان الراحل محمود مرسي والراحل سعد وهبة؟

*حياتي معهما كانت حالة متواصلة مع الثقافة والفكر والرؤية السليمة لكافة الأحداث بمختلف المستويات ولا أنكر انني استفدت كثيرا منهما في تكوين العديد من الأفكار المهمة، خاصة أن حياتي معهما كانت حوارات مستمرة في كل أمور الثقافة والفكر.

القدس العربي في

18/04/2011

 

المنتج والموزع السينمائي محمد حسن رمزي:

بعد ثورة 25 يناير تتواصل الأفلام التافهة والسينما الأجنبية هربت من مصر الى المغرب

القاهرة ـ من محمد عاطف

المنتجون والموزعون السينمائيون لا يعملون حاليا، ولكنهم يمتلكون الأمل في تطور صناعة السينما بعد الثورة، ويرون استمرار الأفلام التافهة لأنها موجودة في كل العصور.

قال محمد حسن رمزي، المنتج والموزع السينمائي: ليس معنى قيام الثورة أن تتوقف الأفلام التافهة عن الظهور، هذه النوعية موجودة منذ إنشاء السينما، وأذكر أن آسيا وماري كويني قدمت كل منهما فيلمين أحدهما تكلف وقتها 18 ألف جنيه، وهو رقم لم يحدث في ذلك الحين، وفيلم آخر تكلف 3 آلاف جنيه، وعند عرضهما الفيلم الصغير حقق حوالي خمسين ألف جنيه، والفيلم الكبير لم يحقق سوى ثلاثة آلاف جنيه.

أضاف: نحن نعاني من القوانين الروتينية التي وضعها الوزراء السابقون أدت الى ابعاد تصوير الأفلام الأجنبية عندنا، وتوجهت الى المغرب الذي يحقق لها مبالغ طائلة من التصوير على أراضيه.

وقال رمزي: ارتكبنا أخطاء في بعض الأفلام ونعتذر عنها، لكننا في النهاية ننتج أفلاما يرتزق منها الألوف من العاملين بالصناعة وكذلك المحيطون بدور العرض من باعة وغيرهم، وهذا يشير الى اهمية صناعة السينما، اعترف انني ربحت كثيرا من السينما، لكنها تحتاج الى وقوف الدولة بجوارها لأن الشعب حاليا يحتاج الى الراحة والترفيه.

اشار الى ان أهل الشهداء والمصابين في ثورة 25 يناير من حقهم أن يروا نتائج ثورتهم المجيدة، نحن في تغير مثلا منذ أيام كنت أسير في الشارع بسيارتي وألقيت ورقة فأوقفت السيارة وهبطت والتقطت الورقة وألقيتها في أقرب صندوق للقمامة قابلني وهذا من نتائج الثورة.

وقال محمد حسن رمزي: أتمنى في الفترة المقبلة أن نجد سيناريوهات سينمائية عن الحالات التي ظهرت في المجتمع المصري اثناء ثورة يناير، شاهدنا وسمعنا عن ارتباط قوي وحب بين الناس سواء الجيران الملاصقين لبعض أو الذين يسكنون بمنازل بعيدة، حالات التلاحم هذه من المهم أن نعبر عنها جيدا في أعمالنا المقبلة حتى نستفيد مما حدث، وللتأكيد على أهمية الثورة وكيف يمكن استخدام الانترنت والفيس بوك للتلاحم أكثر من المظاهرات والوقفات الاحتجاجية.

القدس العربي في

18/04/2011

 

'الاسـتهلال':

فيلم يحمل أسئلة فلسفية عميقة في قصة جذابة

سليمان الحقيوي  

السينما كحقل إبداعي تخيلي تلتقي بالفلسفة في أحايين كثيرة، خصوصا إذا تعلق الأمر بأعمال تملك القدرة على حملنا على التفكير العميق، وتهبنا بفضل خلقها وابتكاراتها صورا جديدة للحياة، مما يشكل فرصة أمامنا لتجديد فهم الذات والعالم.

على عكس معظم الأفلام الحديثة التي تروم مواكبة الأحداث الجارية من جهة، ومداعبة أذواق الجماهير باعتماد أفكار بسيطة واستهلاكية من جهة أخرى، فإن فيلم 'الاستهلال inception' يأتي لينقلنا الى عالم فني متميز يستخدم فيه المخرج كريستوفر نولان موضوع الأحلام كتعبير عن الزاوية البعيدة في تشكيل الوعي البشري، التي يعاد فيها تشكيل الوعي نفسه، حيث يعود نولان إلى ما يحيط بالعقل البشري من أسرار أو بوصف المخرج نفسه هو: بحث في' الطراز المعماري للعقل البشري'.

ويأتي هذا العمل من منطقة إبداعية خاصة جدا لكنها ليست غريبة على الخط الابداعي لنولان، فهو يمتلك الشغف الكافي للغوص في محيطات اللاوعي، التي تعتبر مرتعا خصبا للسلوكات البشرية والدوافع الكامنة خلفها، فظهرت بوادر هذا الشغف في فيلم 'مومينتو'، حيث يعاني بطل الفيلم فقداناً مؤقتاً للذاكرة، فيبدأ الفيلم من لحظة النهاية في رحلة عكسية مرهقة ومعذبة نحو الماضي، هذا الفيلم بالذات، كشف عن القدرات المميزة لنولان في اقتناص أكثر اللحظات الإنسانية غرابة، ولم يطل الأمر بنولان حتى قدم لنا فيلم 'أرق' مع الممثل الشهير آل باتشينو، الذي راح ضحية الهلوسة البصرية والكوابيس الحية في قصة الفيلم، ورغم أن الرؤية كانت مختلفة عن فيلم 'مومينتو' لكنها أصبحت مرتبطة بالطريقة الإخراجية لنولان وسمة مميزة لأعماله، وصولا إلى فيلمه الناجح 'فارس الظلام' حيث ركز على البواعث النفسية للرجل الوطواط بعيدا عن التناول المستهلك لهذه الشخصية، ويستمر هذا المنحى الابداعي في فيلم 'الاستهلال' الذي استغرق فيه المخرج عقدا من الإعداد، لكن عمق الفكرة جعل المخرج يتريث إلى غاية اكتسابه لشعبية كبيرة ترسخت عند المنتجين بعد فيلم 'فارس الظلام' الذي صنف كواحد من انجح الأفلام في تاريخ السينما، فكان ذلك كافيا لاحتفاء أي شركة إنتاج بفيلم من كتابة وإخراج كريستوفر نولان.

وترتكز قصة الفيلم على فكرة أساس وهي أن الإنسان ليس بإمكانه تذكر بدايات حلمه، ثم الفرق الشاسع بين الزمن الواقعي والزمن في الحلم، وبين هذه العناصر وغيرها تدور قصة 'الاستهلال'، حيث نتعرف على ليوناردو دي كابريو في دور 'كوب' وهو شخص يقوم بالتسلل إلى أحلام الآخرين فيزرع أو يسرق معلوماتهم الحساسة، فيحاول في الفيلم جمع فريق عمل لينضموا إليه في رحلة إلى ما وراء الوعي، وهي رحلة ستنطوي على مخاطر كبرى وستشكل العمود الفقري لقصة الفيلم، سيكلف كوب بمهمة استخراج أسرار ثمينة من عقل أحد الأثرياء، وتسليمها لثري آخر ياباني، وبين الأول والثاني علاقات تنافس اقتصادية، وفي مقابل هذه المعلومات سيتفق الثري الياباني مع كوب على إنهاء مشاكله القانونية المتمثلة في الملاحقة والمحاكمة التي تنتظره في أمريكا، إثر اتهامات ودلائل تؤكد قتله لزوجته، وخطورة فقدانه لابنيه اللذين يعانيان في غيابه. ويلجأ 'كوب' لصنع متاهة أحلام تتكون من ثلاث طبقات، أو ما يسمى 'الحلم داخل الحلم'، وذلك لإغلاق كل المنافذ المحتملة التي يمكن أن تتسرب من خلالها المعلومات المطلوبة، ولكي يتم التسلل تدريجياً نحو خزانة الأسرار التي يحتويها عقل الضحية، فتعترض كوب وفريقه مجموعة من المصاعب أولها اكتشافهم أن الضحية يضع أمنا على أحلامه، حيث سيجد هو وفريقه فريقا آخر يدافع عن مناطق الحلم الحساسة للضحية، وتتمثل الإشكالية الكبرى لكوب في ذكرياته الشخصية المؤلمة، المتعلقة برحيل زوجته 'مال' حيث تبدو الزوجة في عالم الأحلام كعنصر معادٍ وخطر يسعى لإفشال المهمة برمتها، وبعد كل هذه المشاق يؤدي فريق كوب عملا باهر ينهيه هو بنفسه، فينتهي الفيلم على مشهد عودة كوب إلى بلده واحتضانه لطفليه اللذين لم يكن قادراً على استحضارهما في أحلامه الكثيرة.

ولأن نولان يدرك ثقل العمق الفلسفي لفكرته عن الأحلام المشتركة، فقد مزج بين الخط المتشابك للإحداث، والخط العاطفي لكوب، ومن ثم تحويله كأزمة أساسية، وهو ما أبعد الفيلم عن الوقوع في الغموض، حيث يبدو سعي 'كوب'، من كل هذه المجازفة والتهور بالتوغل في مناطق غير مطروقة من قبل في العقل والأحلام المتوالدة من رحم بعضها البعض، منطقياً لكي يخلص نفسه من تأنيب الضمير، المتمثل في اتهامه بقتل زوجته، وهروبه من بلاده وحرمانه من رؤية أبنائه، وبعد الانتهاء من مشاهدة الفيلم، يحس المشاهد بالرضا المقترن بنوع من الامتنان، سواء للمخرج أو الممثلين، فنطرح سؤالا يمس الجانب الذي يجعل من هذا العمل، عملا مميزا عن الأفلام التي تشاطره نفس التيمة أو تلك التي تختلف عنه شكلا ومضمونا، لكن سر فكرة 'الاستهلال' يقوم على التحكم في الأحلام، حيث يمتد الخيال من دون حدود ولا قيود، ومن ثم التلاعب بالأفكار، لتغيير أحداث الواقع وتوجيهها، والملاحظ أن نفس فترة كتابة سيناريو هذا العمل قد شهدت أفلاما تلامس هذا الاتجاه وتدور حول إمكانية زيف العالم، مثل 'المصفوفة 'The Matrix'، الدور الثالث عشر 'The Thirteenth Floor' المدينة الداكنة Dark City'، وحتى 'تذكار Memento' 'الذي يمكننا اعتباره بداية التفكير في الاستهلال، وكلها أعمال منحت نولان أفكاراً عديدة، ساهمت في بناء نصه. لكن بعض ما هو مميز في تجربته يكمن في أن فيلمه لا يسرد قصّة سهلة التتبع والالتقاط، حيث يبدو تداخل الأحداث عائقا حقيقيا في فهمنا للفيلم، لكن المخرج ببراعته حوَل هذا المعطى الذي قد يبدو جانبا سلبيا في ظاهره، إلى عنصر اجتذاب وعشق في فيلم 'الاستهلال'، وهو ما يجعل منه فيلما يخالف معرفتنا السابقة بأفلام الخيال العلمي بحبكة معقدة ومتماسكة في الآن نفسه، تحتاج إلى شحذ حواسك الذهنية، لالتقاط الخيوط الملقاة في ثنايا الفيلم وزواياه الأشد حلكة، حيث يغلب الطابع الداكن كعادة نولان في خلق الكوادر المتتابعة بعمق مكثف في كل حدث من أحداث الفيلم التي تلتقي بذلك التقليد القديم من الروايات التي تخلط بين الحقيقة والخيال وتلغي كل الفوارق بين الأزمنة، ولعل الفيلم الأقرب إلى قصة الاستهلال هو فيلم 'الماتريكس'، إذا أخذنا بعين الاعتبار، عمق الفكرة وطريقة الاشتغال وكذلك الصدى المميز عند الجمهور، إلا أن فيلم الاستهلال استطاع أن يخترق قشرة الواقع وينقل لنا بانوراما الحلم وجمالياته الآسرة.

كاتب من المغرب

القدس العربي في

18/04/2011

 

مخرجون.. يبحثون عن مَخرج

مبارك الدجين 

من أسوأ الأشياء أن يقتل حلمك وهو في مرحلة الرضاعة.. والقاتل هو من كنت تعتقد بأنه السبيل إلى عالم النجومية والأضواء.

العاملون الجدد في أي وظيفة والإعلام على وجه التحديد يواجهون مشكلة فطرية؛ وهي الحساسية المفرطة تجاه زملائهم، ويزداد هذا المرض الجلدي في الوسائل ذات الارتباط المباشر مع الجمهور كالمذيع والصحفي والمخرج.

منَّ نعم الله علينا وبفضل التقنية وزحام الفضائيات انتهى ارتباط العمل الإعلامي بكبار السن ليأتي جيل جديد ومعه حزمة من الأفكار الجديدة والخروج من النمطية كسؤالي ما هي مشاعركم؟ وكيف تثِّمنون رعاية الملتقى السنوي الأول؟

قمة السخرية أن يشرف على هذا الجيل المتطلع أولئك الكبار الذين لم يتنحوا احتراما لأنفسهم، والنتيجة هنا منتج تعيس لا يواكب الركب المرتحل لأن الربان من أعداء التغيير وقليل الطموح بطبيعة الحال.

توفيق الزايدي شاب سعودي لم يكمل عامه الثلاثين، وقد قام بإخراج العديد من البرامج التلفزيونية في عمله بإحدى القنوات السعودية الحكومية، كما يجيد مهارة المونتاج التلفزيوني باحترافية، لكن عينه على فنٍّ لم يحظ بعد بتأشيرة الدخول إلى البلاد (الإخراج السينمائي) لكنه سعى إلى تحقيق ذاته وإثبات نفسه بمنهجية بدائية وبأدوات متواضعة كلفته المال والوقت بالإضافة إلى الجهد.

خلال سنوات تُعد على اليد الواحدة عرض فيلمه الذي كان بعنوان (الصمت) في (مهرجان كان) السينمائي و(مهرجان الخليج) السينمائي بدبي وفي المغرب والإسكندرية وفي أمريكا وفي (مهرجان مسقط) السينمائي حيث حصل خلاله على جائزة الخنجر الذهبي كأفضل فيلم خليجي 2010.

وفي مطلـع هذا العام نال فيلمـه (خـروج) الذي عرض في قصر الأونيسكو ببيروت على جائزة الإبداع الذهبية ضمن المهرجان اللبناني للسينما والتلفزيون الـذي يعد الأول من نوعه على مستوى لبنان والعالم العربي.

عاد المخرج الشاب إلى الوطن منتشيا وصوره تسبقه في الصحف المحلية والعربية فخرا بهذا الإنجاز ليدخل بعد ذلك في تحقيق إداري يسائله ويعاتبه على إقدامه على العمل خارج الجهاز.. صاحبنا يقول: هل الطبيب أو المعلم أو المهندس يلام في إصداره كتابا يحمل اسمه ونحن نقول: هل من مَخرج يُخرج المُخرج؟

(*) نقلا عن صحيفة الوطن السعودية

الـ mbc.net في

18/04/2011

 

غسيل الأموال.. في الدراما السينمائية والتليفزيون

كتب - ناصر حسين 

المتابع لتكاليف الإنتاج السينمائي في مصر حتي عام ألفين يعرف أن ميزانية أي فيلم كانت لا تزيد علي أربعمائة ألف جنيه وإذا زادت لا تصل إلي خمسمائة ألف جنيه.. إلا أن الرواتب تجاوزت الأرقام بعد عام ألفين وبعد أن دخل رجال الأعمال المجال السياسي وأثروا علي المجال الثقافي وبدأت ظواهر الفساد تنتشر بدءا من تلك الفترة.

وقد فتح زواج رأس المال بالعمل السياسي كوارث اقتصادية أثرت كثيرا في مجالات كثيرة منها السينما المصرية.. وقد ساعد نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك رجال الأعمال في الثراء غير المشروع، حيث تبين أن الثراء السريع لا يأتي إلا من خلال الاتجار في السلاح أو الاتجار في الآثار ولأن كلا المجالين أعمال غير مشروعة.. فكان لابد أن يجعلوها مشروعة.

وحتي يقوموا بغسيل الأموال التي حصلوا عليها من العمليات القذرة والمشبوهة فإن أسهل وسيلة إيداع الأموال القذرة بعد تنظيفها الإنتاج السينمائي أو الإنتاج التليفزيوني.. فقد دخل رجال الأعمال المجالين من منطلق أسلوب جديد أطلقوا عليه الراعي الرسمي، حيث يدفع عدة ملايين من الجنيهات في إنتاج أي فيلم أو أي مسلسل علي أن يحصل علي جزء من الملايين التي دفعها لإيداعها في البنوك كعائد من إيرادات السينما أو الدراما التليفزيونية.

وقد ساعد وجود الراعي الرسمي صاحب الأموال القذرة علي ارتفاع أجور الفنانين سواء في السينما أو الدراما التليفزيونية ووصلت إلي الملايين.. وقد تصدق أو لا تصدق عزيزي القارئ أن ميزانية البحث العلمي في مصر التي لا تزيد علي خمسين مليون جنيه يحصل عليها أربعة نجوم في السينما أو الدراما التليفزيونية وتحديدا أجر عادل إمام وغادة عبدالرازق ويحيي الفخراني وعمرو دياب وقد ساعد غسيل الأموال في انتعاش السينما والمسلسلات التليفزيونية خلال العشر سنوات الأخيرة.

ولكن بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير بدأت الحقائق تتضح وبدأ كشف المستور.. واختفي الراعي الرسمي من سوق إنتاج الدراما السينمائية والتليفزيونية.. وبدأ المنتجون يصرخون من ارتفاع التكاليف والطريق المظلم الذي تسير فيه عمليات الإنتاج.. لدرجة أن أحد المنتجين صرح بأن تكاليف الفيلم في هذه الأيام يجب أن لا تزيد عن مليوني جنيه فقط بعد أن كانت تتعدي العشرين مليونا في السنوات الماضية.. وهذا اعتراف صريح وواضح من أن الأعمال التي أنتجت خلال العشر سنوات الماضية والتي أنتجت زواج رأس المال بالسياسة كانت تمول من عمليات قذرة قام بها رجال أعمال فاسدون.. وأن غسيل الأموال في الأعمال الثقافية قد أفسدت عقول الشباب وأن الأرقام التي كان يتقاضاها الفنانون سواء النجوم أو أنصاف المواهب الذين ظهروا خلقت نوعا من الغليان داخل الشباب الذين لا يجدون فرصة عمل ولو بقليل من مئات الجنيهات وليس الألوف.

وكانت عمليات غسيل الأموال التي أدخلها رجال الأعمال من خلال الراعي الرسمي سببا في تدهور الدراما السينمائية والتليفزيونية!

روز اليوسف اليومية في

18/04/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)