حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مبارك قال عن زوجي .. واحد اسمه سعد مش عاجبة التطبيع!

سيدة المسرح سميحة أيوب:  الفساد طال كل شيء في حياتنا.. والثورة أكسبتنا القوة

حوار : انتصار دردير

لم تكن المرة الأولي التي يحتفي بها عربياً ويجري تكريمها دولياً.. لكن سيدة المسرح الكبيرة سميحة أيوب حين ذهبت مؤخراً إلي الشارقة كان إحساساً جديداً يحركها وروحاً جديدة قد لبستها وكان الاحتفاء بها مختلفاً.. لقد جاءت من مصر تحيطها روح الفخر بعد ثورة ٥٢ يناير البيضاء.

في حوارها مع ملحق »الفنون« فتحت الفنانة سميحة أيوب النار علي الفاسدين مؤكدة أن التخلص منهم كان حلماً قاده الشباب بمهارة واندفع وراءهم المجتمع كله.. متحدثة عن »عبقرية الكراسي« التي دفعت بأصحابها للالتصاق بها ومؤكدة أن مشهد سقوط رءوس الفساد أقوي من أي عرض مسرحي.. ومحذرة من »ثورة جياع« إذا لم يسعي الجميع للعمل من أجل مصر.

·         < قلت للفنانة سميحة أيوب: حصلت علي تكريمات عربية ومصرية عديدة.. كيف جاء تكريمك مؤخراً في إمارة الشارقة؟

قالت: هذا التكريم جاء مختلفاً في كل شيء وكانت الأجواء المحيطة به مثيرة.. أشعرتني أنها لحظة ميلاد جديدة لكل شيء حولي.. التكريم عبارة عن تقدير خاص وجائزة قدمها لي الأمير سلطان القاسمي حاكم الشارقة وفيه يتم اختيار شخصية عربية كل عام لتكريمها علي تاريخها وسيرتها.. شعرت بسعادة التكريم والاحتفاء الذي صاحبه لكنني شعرت أن روحاً جديدة تسللت إليه هي روح ثورة ٥٢ يناير.. لا ننكر أن نظرة العرب جميعاً لمصر فيها تقدير كبير دائماً لكن هذه المرة شعرت بفخر وكان الحديث كله ينصب علي مصر.. كانت المفاجأة حلوة ومدوية.

·         < إذا كانت ثورة ٥٢ يناير مفاجأة لهم.. فهل كانت كذلك بالنسبة لك؟

بصراحة.. لم أتخيل أن الشباب المصري يستطيع أن »يطلع الطلعة دي« وينجح في تغيير نظام كبس علي أنفاس المصريين طويلاً ومع إصرار الشباب اكتسبنا نحن القوة والجرأة وذهبنا لنقف جميعاً معهم، فتحولت لثورة شعبية بكل المقاييس.. وأجمل ما فيها أنها لم تكن تحمل مطالب شخصية.. كانت المطالب واحدة حرية وعدالة اجتماعية.. ولهذا ذهبت إلي ميدان التحرير ثاني يوم المظاهرات وسعدت بإصرار هؤلاء الشباب.

·         < وهل تخيلت »ماسورة الفساد« التي انفجرت في وجوهنا جميعاً؟

كنا نعلم أن الفساد موجود والرشاوي منتشرة والظلم واقع علي معظم الناس لكننا اكتشفنا أن الفساد كان فوق العقل وتغلغل إلي الجذور وطال كل حياتنا لهذا كان الانفجار قادماً في كل الأحوال.

·         < سقوط رءوس الفساد.. كيف ترين مشهد سجن طرة الآن؟

أراه مادة لمسرحية واقعية رائعة.. وأشعر أحياناً أننا أمام فيلم أسطوري.. وكنت أقول لو أنني مؤلفة لاتخذت من سجن طرة بمن يحويهم الآن موضوعاً لمسرحية ستحقق نجاحاً كبيراً.. واستفادة يتعظ منها الناس.

·         < لو أن زوجك الفنان الراحل سعد الدين وهبة كان بيننا الآن.. هل توقعتيه مؤلفاً لمسرحية من وحي الأحداث الحالية؟

منذ اندلعت أحداث العراق وأنا أقول »فينك يا سعد« وكررت نفس الأمر مع أحداث ثورة ٥٢ يناير.. كنت سأشاهده في صفوف الثوار ثائراً وكاتباً.. لقد حملت مسرحياته رائحة هذه الثورة خاصة مسرحية »الأستاذ« التي أوقف الرئيس السابق أنور السادات عرضها بعد أيام وأراها تصلح لتقديمها الآن وكان الفنان محمد صبحي ينوي تقديمها فعلاً.. لقد كان سعد دائماً صلباً في وجه الحق والقومية العربية وأذكر أن الرئيس السابق مبارك قال في أحد أحاديثه »طلع لي واحد اسمه سعد وهبة مش عاجبه التطبيع« وكان يسخر من موقف سعد المناهض لكل أشكال التطبيع مع إسرائيل.

·         < ضبابية المشهد الحالي بما توحي لك؟

أنا متفائلة أن الثورة سوف تغير كثيراً من الإنسان المصري، سوف تجعله يفكر في مستقبل بلده بعد أن حاصر النظام السابق الناس في اللهاث وراء لقمة العيش.. لكنني أتمني من كل الناس أن تعمل وتترك القوات المسلحة والحكومة لتتفرغ للمهام الأصعب.. نريد أن نتعامل بتحضر يليق بتحضر الثورة نفسها.. نعم هناك مطالب إنسانية ومشروعة لناس تعرضوا لظلم بشع لكن كيف يستجاب لها إذا كنا نخسر كل يوم المليارات بسبب توقف السياحة وكيف نقنع المستثمرين الكبار أن يأتوا في ظل هذه الفوضي.

·         < كيف تنظرين لثنائية »الكرسي والسلطة«؟

لا أعرف هل الذين يجلسون علي الكراسي يتذكرون من سبقوهم.. نعم للسلطة سحر وقوة لكن حين يتذكر كل منهم أنها »لو دامت لغيره ما وصلت إليه« سوف يفكر أنه سوف يرحل يوماً ما وعليه أن يقيم العدل أيا كان موقعه.. والمشهد الحالي يعظ من لا يتعظ.. وأذكر أن الرئيس القذافي زار مجلس الشعب المصري في إحدي المرات وسألوه عن الديمقراطية فقال مفسراً إنها »ديموكراسي« أي الدوام علي الكرسي.

·         < وما توقعاتك لما يحدث في ليبيا؟

ليبيا بلد عظيم عاش أهلها سنوات يتطلعون للحرية.. أتمني أن يرحل عنها القذافي لكي يستقر أهلها ويعيشوا ويتنفسوا الحرية.

·         < من ترشحين لرئاسة الجمهورية.. وما رأيك في ترشيح سيدة لهذا المنصب.. وهل ترحبين باستمرار »كوتة المرأة«؟

لم أستقر علي أحد.. وأتمني أن يظهر شخص لم يكن في الحسبان تتفق عليه الأغلبية »عايزين شاب مصري أصيل زي عبدالناصر« وأنا شخصياً لا أصنف البشر كرجل وامرأة فلو ظهرت امرأة تملك من الرؤية والمصداقية والقدرة علي الحكم فلم لا.. لقد حكمت شجرة الدر مصر لمدة ثمانين يوماً ثم أزاحوها لكونها امرأة.. من حق المرأة أن تمارس حقوقها ورغم أننا مازلنا في مجتمع ذكوري لكنني أري أن تتاح الفرصة للمرأة للمنافسة.

·         < الأجور المليونية بين قيادات التليفزيون السابقين وبعض الفنانين.. كيف كنت تتابعينها؟

أصابتني الدهشة الممزوجة بالحزن وأنا أسمع عن الملايين التي كانت تذهب لفنانين عاديين موهبة ومكانة وليسوا عباقرة مثلاً حتي إنني شككت أنها عمليات غسيل أموال.. فبعض الفنانين كانوا يحصلون علي أرقام فلكية ويستحوذون علي ثلاثة أرباع الميزانية ولهذا كان الإنتاج يظهر هزيلاً فناً وفكراً!

·         < وما رأيك في شعار »كله حصري علي التليفزيون المصري«؟

كتب نهاية الدراما لأن التليفزيون أهدر الملايين واشتري »الترام« ولم يستطع أن يعوض ما أنفقه علي مسلسلات تافهة.. كانوا يحصلون علي توقيع النجم أو النجمة ثم يختلقون قصة لإرضائه وإرضائها ولهذا ظهر المؤلفون الترزية مثل ترزية القوانين تماماً.

·         < إذن فقد قفز إلي الصورة نجوم لا تستحق؟

نعم.. لقد توارت المواهب الحقيقية وقعدوا في البيت وتصدر النجومية أنصاف المواهب.

أخبار اليوم المصرية في

15/04/2011

 

صباح السبت

مأساة سعيد مرزوق!

بقلم: مجدي عبدالعزيز 

المخرج السينمائي الكبير سعيد مرزوق يعيش هذه الأيام محنة صحية جديدة بعد إصابته بشلل نصفي حيث يخضع للعلاج داخل أحد المستشفيات منذ عدة شهور عقب عودته من ألمانيا في شهر فبراير الماضي، وهو في حالة نفسية سيئة علي إثر قيام الأطباء هناك بعملية بتر ساقه اليمني بسبب غرغرينا ناتجة عن مرض السكر.

وعلي الرغم من قيام الأطباء الألمان بتركيب ساق صناعية لسعيد مرزوق إلا أن حالته النفسية تدهورت بشكل كبير ودخل مرحلة الاكتئاب بعد أن تراكمت عليه الديون ومصاريف العلاج وهو الأمر الذي يتطلب الإسراع في تحمل الدولة لكل نفقات علاجه خاصة أن نقابة السينمائيين كانت قد ساهمت علي قدر استطاعتها في تدبير الموارد المالية اللازمة لإنقاذ الفنان القدير ولكن لأسباب كثيرة عجزت عن الاستمرار في تقديم الدعم والمساندة له في مواجهة تلك المآساة .

وقد علمت من المنتج محسن علم الدين صديق سعيد مرزوق أن مجموعة كبيرة من السينمائيين أسرعوا بالاتصال بوزير الثقافة عماد أبو غازي لاستعجال صدور قرار علاجه علي نفقة الدولة تقديراً لتاريخه وعطائه الفني الطويل.

والمخرج السينمائي الكبير سعيد مرزوق يعد واحداً من أهم مخرجي السينما المصرية علي الرغم من قلة إنتاجه إلا أنه استطاع من خلال أفلامه القليلة أن يصبح من العلامات البارزة فقد بدأ نجمه يلمع بعد أن أخرج فيلمه الملون »الخوف« إنتاج رمسيس نجيب وبطولة سعاد حسني ونور الشريف حيث تتابعت بعد ذلك خطواته علي الشاشة الفضية وقدم أفلاماً علي درجة كبيرة من الأهمية لعل من أفضلها علي الإطلاق »زوجتي والكلب« و»المذنبون« و»الصديقان« و»المرأة والساطور« و»هدي ومعالي الوزير« و»المغتصبون« و»جنون الحياة« و»دائرة الرعب« مروراً بأعمال أخري متميزة ولكن يظل فيلمه الشهير »أريد حلاً« بطولة فاتن حمامة قمة هرمه السينمائي فقد قفز باسمه إلي المستوي الدولي. فقد كتبته القديرة حُسن شاه وفتحت به ملف المشاكل الشائكة للمرأة المصرية.

وفي هذا العمل المهم أريد حلاً  اتجه مخرجنا سعيد مرزوق إلي اتباع أسلوب جديد في الإخراج وهو ما عرف باسم التسجيلية الإنسانية للمواقف الدرامية لمعاناة المرأة المعذبة مع زوجها والحائرة داخل ساحات المحاكم الشرعية تبحث عن حقوقها كإنسانة لها حقوق آدمية مثل غيرها من البشر في جميع أنحاء العالم المتحضر.

ويحسب لهذا الفيلم الذي صنعته حُسن شاه وسعيد مرزوق أنه قاد ثورة من القوانين في مجال الأحوال الشخصية أعادت للمرأة في مصر حقوقاً كثيرة وضعتها علي الطريق الصحيح وبالتالي فقد نال هذا العمل العديد من الجوائز المحلية والعالمية وأصبح مع أفلامه الأخري الشهيرة »زوجتي والكلب« و»الخوف« و»المذنبون« من أهم مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية.

ولم يتوقف عطاء المبدع سعيد مرزوق عند حد الأعمال السينمائية بل اشتمل أيضاً علي مجموعة من الأعمال التليفزيونية من أهمها »أعداء الحرية« أول فيلم سينمائي للشاشة الصغيرة حصل به علي جائزة مهرجان ليبزج بألمانيا عام ٦٦٩١ ثم بهرنا بالمسرحيات ذات الفصل الواحد التي صورها سينمائياً وقامت ببطولتها فاتن حمامة وكلها من كتاب توفيق الحكيم »مسرح المجتمع« وهي »أريد أن أقتل« و»توحة« و»النائبة المحترمة« و»بيت من النمل« وغيرها من الأعمال الأخري التي كانت آنذاك حدثاً فنياً مثيراً علي شاشة التليفزيون المصري.

وإذا كان سعيد مرزوق قد اشتهر بين زملائه في الوسط الفني باسم المخرج المؤلف حيث كان يكتب القصة والسيناريو والحوار فإنه من المؤكد كان ينبغي عليه أن يفكر في أن يحول قصة حياته لعمل فني فمنذ طفولته وعبر سنوات شبابه ونضجه حتي احترافه للإخراج السينمائي، والدراما هي جزء مهم في تكوينه النفسي والإنساني، أي أنه مادة درامية خصبة تصلح لأن تكون تفاصيلها في إطار حدوتة مثيرة بأحداثها تخطف العقل والقلب والعين.

إنني أردت بهذه السطور السريعة أن أرسم بورتيريها بالكلمات عن مخرجنا الكبير سعيد مرزوق الذي يمر بظروف صحية دقيقة وحرجة تستدعي الوقوف إلي جانبه وانتشاله من محنة تدفع به إلي حافة الموت بعد أن أصبح قعيداً لا يقوي علي الحركة ونفدت موارده المالية وبات وحيداً مع شريكة عمره، ولا يسأل عنه سوي قلة ضئيلة من الأصدقاء بينما تناساه آخرون كانوا يومياً يترددون عليه ويقضون معه ساعات الليل والنهار ثم انفضوا من حوله بعد أن تعرض لغدر الزمن وانحسرت عنه الأضواء.

صلوا معي من أجل شفاء المبدع القدير سعيد مرزوق ومصر لن تنسي أبداً ابناً من أبنائها أعطي عصارة فكره وجهده لإثراء وجدان الناس بمختلف تياراتهم الاجتماعية والفكرية والإنسانية.

أخبار اليوم المصرية في

15/04/2011

 

معركة تُبرز صعوبة تبنّي الفنون الحرّة في المجتمعات المحافظة

لماذا أفسد هذا المخرج بهجة الإمارتيين السينمائية؟

صلاح أحمد من لندن  

دُعي مخرج أميركي - إيراني للمشاركة بفيلم وثائقي في بينالي الشارقة السينمائي 2011 الحالي. لكن الغضب إزاء مساهمته تعدّى لجنة المهرجان ليلتف برداء سياسي يلقي الضوء على مدى تقبل المجتمعات المحافظة لفنون لا تعترف بالخطوط الحمراء.

ربما كان على القائمين على شؤون مهرجان الشارقة السينمائي البينالي الحالي التفكير مرتين قبل دعوتهم المخرج الأميركي - الإيراني كافح زاهدي للمشاركة. ذلك أن تاريخ هذا المخرج وحده كفيل بالتعارض مع العديد من قيم المجتمعات المحافظة.

فأكثر أفلامه نجاحا حتى الآن هو شبه الوثائقي «أنا مدمن للجنس»، بينما كان سابقه ثمرة لمتابعة الكاميرا له وهو يجرب شتى أنواع «الفطر السحري» أو «فطر الهلوسة». ومع ذلك فقد دُعي زاهدي - الذي تصفه «لوس أنجليس تايمز» بأنه «خليط من المخرج والممثل الكوميدي وودي ألان والمخرج الوثائقي مايكل مور» - للمشاركة في مهرجان الشارقة، مع مخرجين آخرين لتقديم أفلام قصيرة لعرضها في هذا مهرجان العام الحالي.

شروط مخفيّة

كانت الشروط الوحيدة التي طرحها القائمون على شؤون المهرجان على اولئك المخرجين هي ألا يزيد طول الفيلم عن 20 دقيقة، وألا تتعدى ميزانيته 15 ألف دولار توفرها «مؤسسة الشارقة للفنون» وهي الجهة التي تقف وراء البينالي منذ إطلاقه للمرة الأولى في 1993.

لكن زاهدي (50 عاما) يقول أنه نُصح، لدى اتصاله بمسؤولي المؤسسة، بالالتزام بثلاثة شروط أخرى إذا رغب في عرض فيلمه: الأول ألا يحتوي على العري الذي يبيّن العورات. والثاني ألا ينتقص من قدر النبي محمد. والثالث، ألا يسيئ الى الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة.

ويقول زاهدي، الذي نشأ في لوس انجليس ويحاضر حاليا في «نيو سكول» بمانهاتن، نيويورك، إنه لم يعترض على الشرطين الأول والثاني. لكن الثالث، على حد قوله « أزعجني نوعا ما.. وإلى درجة أتت مني بردة فعل خارج نطاق المتوقع من شخص مثلي، وهي أن هذا التحدي في حد ذاته يستلزم مني الموافقة على المشاركة».

خطاب سينمائي إلى الحاكم

توجه زاهدي الى الشارقة خلال الشتاء الماضي مصطحبا زوجته وطفلهما إضافة الى طاقم إنتاج سينمائي صغير. وكانت الفكرة هي ان يوثق أحداث زيارته هذه وأسبابها بدون ان يكون له تصور مسبّق عما يبحث عنه. وكانت النتيجة هي فيلم وثائقي مدته ساعة يتجاهل مرارا وتكرار الالتزام بالشرط الثالث المتعلق بالحاكم.

ويقول زاهدي: «الفيلم لا يوقّر أحدا.. لكن هذا هو نوع الأفلام التي أخرجها.. لا توقير لشيء أو شخص، لأنني ضد المبدأ نفسه.. لا شيء فوق النقد». ويمضي قائلا: «اعتقد أن الناس يعتقدون أنني أفهم خطوط الشرق الأوسط الحمراء العديدة فقط لأن أبويّ إيرانيان. ما لا يدركه هؤلاء هو أنني أميركي». بل يضيف أنه لم يسمع بالشارقة مطلقا قبل اتصال مؤسسة الفنون به لدعوته الى المشاركة في المهرجان.

وإدراكا منه الى أن الفيلم بصورته تلك لن يجد اي فرصة للعرض، قرر أن يخضعه لعملية مونتاج «متهور» على حد قوله. فصار الفيلم عبارة عن خطاب مفتوح الى الشيخ سلطان القاسمي يرجوه فيها أن يسمح بعرض الفيلم في هيئته الأصلية بعيدا عن مقص الرقيب.. لكن هذا الجهد انتهى، كما هو متوقع، الى حظر عرض الفيلم بقرار غاضب من لجنة المهرجان.

غضب الإماراتيين

يخوض زاهدي الآن معركة ضد «مؤسسة الشارقة للفنون» حول مصير الفيلم، الذي سمّاه «موضوع للبينالي»، وما إن كان سيعرض في أي مكان آخر. فالشهر الماضي أرسل له محامو المؤسسة خطابا يطالبونه فيه بأن يدمّر أي مشاهد في فيلمه المحظور تتصل سواء بالشارقة أو مؤسسة الفنون، وعلى الخصوص تلك التي تأتي بذكر لحاكم الامارة.. بعبارة أخرى، أن يدمّر الفيلم بأكمله - وأن يمتنع عن عرضه بصورته تلك في أي مكان وإلى الأبد.

ويذكر أن من المشاهد التي أغضبت الاماراتيين بشكل خاص رقصة على طريقة «بوليوود» تؤديها مجموعة من أطفال الآسيويين في أحد الميادين العامة ويأتون فيها بحركات تشبه الصلاة الإسلامية على وقع أنغام الموسيقى الهندية. وقد أُرسل اليه خطاب في هذا الخصوص ينبهه الى أن مشهدا كهذا غير وارد بأي شكل من الأشكال لأنه مسبب للصدمة.

سبب الغضب الحقيقي

رغم أن زاهدي يدرك الآن أن ذلك المشهد يمكن ان يفسر باعتباره تجديفا تبعا للقوانين الاماراتية وكان له ان يرمي به في غياهب السجون على الأقل، فهو يقول إن هذا بحد ذاته ليس هو الدافع وراء تهديده بالمقاضاة في حال عرض الفيلم في اي مكان آخر.

ويضيف أن الدافع الحقيقي هو غضب الأسرة الحاكمة إزاء إشارات الفيلم العديدة الى قوانين العمل الاماراتية التي ظلت محل نقد دولي قال إنها تتجاهل حقوق العمالة الوافدة التي تشكل إحدى أكبر عمادات الاقتصاد، وخاصة الأيدي العاملة من الدول الآسيوية.

بنفضيل أيضا

يذكر أن بينالي الشارقة الحالي لم يخل من مشاكل كبيرة أخرى . فهناك المخرج الجزائري مصطفى بنفضيل الذي أدى عرض فيلمه عن الحرب الأهلية في بلاده الى إعفاء مدير مؤسسة الفنون، جاك بيرسيكيان، من منصبه بأثر فوري - بناء على أمر مباشر من القصر. وسبب الغضب هذه المرّة هو ان الفيلم يحتوي على ما قيل إنه إيحاءات جنسية واصحة، وعلى ذكر اسم الله في مواضع يجب ألا يذكر فيها.

ويذكر ان بيرسيكيان نفسه لم يشارك في اختيار هذا الفيلم. لكن من فعلوا دافعوا عن قرارهم بالقول إن اللغة المستخدمة لازمة للإشارة الى عمليات الاغتصاب الواسعة النطاق التي كان يقوم بها المتطرفون طوال سني الحرب.

إيلاف في

15/04/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)