حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

أحمد ماهر:

الثورة هزمتنى وأظهرت قصورًا فى خيال السينمائيين

خالد محمود

«اللحظات التى عشتها فى ميدان التحرير لم استطع حتى وقتنا هذا أن انفصل عنها بدنيا وذهنيا، بل اعتقد أن ذكرياتى كلها محيت وحل محلها كل الذكريات التى عشتها فى الميدان وكأنها لحظة ميلاد جديدة بالنسبة لى، حتى إننى لم اتذكر أنى سينمائى ولى مهنة علىّ أن أمارسها، واعترف أن ثورة يناير هزمتنى أمام نفسى وأظهرت مدى عجز خيالى وقصوره لأنها كانت أسرع وأجمل من أى توقع، أن الثورة لم يتنبأ بها أحد إلا الثورة نفسها».

هكذا وصف المخرج أحمد ماهر المشهد الذى عاشه ويعيشه الآن.. ذلك المشهد الذى بدأت ملامحه الأولى تتشكل لحظة دخول ميدان التحرير معلنا عن مخاض جديد له.

ماهر فى هذا الحوار يرفع الستار عن مشاعر وأحاسيس وأحلام ورؤى وماض وواقع ومستقبل عاشه كله فى لحظة واحدة.

●هذه المرحلة التى يتغير فيها المجتمع والمواطن المصرى هل وضعتك فى دائرة جديدة حول كيفية التعامل سينمائيا، بمعنى هل هناك أفكار ما بدأت تتولد أم لا؟

ــ لم أشعر يوما أن هناك أمرا شخصيا ومؤرقا ومنتميا لى جدا مثل هذه اللحظة، والتى تحولت إلى أهم حدث، بل واكتشفت أن اغلب اللحظات التى أجلس فيها بمفردى لا يشغلنى شىء مثل هذا الحدث، ومن أول لآخر لحظة لم اخرج من الحدث على المستويين الذهنى والجسدى من ظهر يوم 25 يناير متجها لميدان التحرير إلى آخر يوم. فبمجرد خروجى من مجال ميدان التحرير أشعر بالبعد عن الشىء الجاذب لى بقوة. وعندما جاءت الدعوة لخروج الناس لأعمالهم بعد تنحى الرئيس والرغبة فى عودة الحياة لطبيعتها لم استطع تطبيق ذلك على نفسى فلست قادرا على العودة للحالة التى كنت عليها قبل الثورة، حتى المشاريع التى أنوى عملها الآن بعد انتهاء الحدث لست قادرا على عملها إطلاقا لأنى أصبحت سريع الغضب والتوتر، ولذلك بعد أن سألتنى عن مشاريعى السينمائية الجديدة تذكرت أنى سينمائى ولى مهنة أخرى يجب علىّ عملها لكن عندما كنت موجودا فى التحرير لم استسغ فكرة التصوير نهائيا، ولا مهتما باستثماره، ولم أكن أعلم ما الذى اهتم به سوى اللحظة التى اتواجد فيها بالميدان، بل واكتشفت أنه حدث لى هزيمة على المستوى المهنى ناتجة عن تصوراتنا من أن أى شخص يعمل فى مجال الفن والثقافة يتصور أن لديه تصورا للمستقبل ورؤية اوسع للصورة أكثر من أى شخص آخر، ولديه استنتاج لما يمكن أن يحدث ومخاوف وشكوك، ولذلك اكتشفت أن كل هذا تمت هزيمته وأن الواقع تجاوز الخيال بمراحل ووجدنا ان تصوراتنا وخيالنا ككتاب وفنانين وسينمائيين لم تصل لهذه المرحلة.

● لكن الفن لابد أن يكون شاهدا حيا على اللحظة؟

ــ الفن خطوة أبعد ودورها ليس لحظيا، وإنما دوره سابق أو تالٍ، ولذلك فتلك اللحظة تحتاج إلى جدال فى كل شىء أولها فى تلك المفاهيم الخاطئة التى كانت مرسخة عندنا، فأنا ــ قبل الثورة ــ كنت شخصا فى غاية اليأس من كل شىء ولم يكن لدى أى لحظة تفاؤل أو شىء يبعث على المستقبل، وعندما وقع ذلك الحدث وخرجت منه وجدت أنه لابد أن أعيد حساباتى مرة أخرى لأنى تساءلت كيف أننى أعمل فى مهنة كهذه ولا استطيع تخيل أو توقع مثل هذا الحدث؟، والمفاجأة جاءت من الشعب وليس منى ولذلك عليّ الآن أن أكون مع الشعب لأسامح نفسى وألحق به وبالثورة التى سبقتنى وسبقت كل ردود الأفعال.

هناك أشياء كثيرة جدا حدثت رأيتها وخائف لذاكرتى تعجز عن الاحتفاظ بها، وما حدث لى هو أن كم الزخم من الذكريات عن أشخاص وأماكن ولحظات كانت لدى عن المنطقة التى ولدت وعشت فيها تم محوها تماما وحل محلها لحظات وذكريات أخرى أكثر أهمية وأقوى فى الحضور، فلا أتذكر من ميدان التحرير إلا عندما اعتصمنا فيه وضربنا البلطجية ولا اتذكر من كوبرى قصر النيل إلا المظاهرات التى شاركت فيها وغيرها، والواقع عندما هدأت وفكرت فى الموضوع شعرت بالألم والخوف والتعب وكلها أحاسيس كانت من المفترض أن تحدث لى أثناء الحدث ولكنى شعرت بها لاحقا، وفكرت فى أنى من الممكن أن أتخلص من كل هذا عن طريق صنع فيلم ــ على اعتبار أنه الشىء الوحيد الذى أعرف عمله ــ، لكن قررت تأجيل فكرة عمل الفيلم إلى أن وجدت اتصالات من بعض الجهات الانتاجية تطلب منى نقل تجربتى عن تلك اللحظات فقلت لهم إن التسجيلى ليس وقته والروائى متخوف من عمله، وعندما ألحوا علىّ أعدت التفكير مرة أخرى وفكرت فى عمل حاجة أبعد فيها عن الواقع نهائيا لأنه أكبر بكثير من صنعه، وهناك موضوع لدى هو قديم ولكنى أعيد صياغته وبلورته حاليا من خلال الحدث الذى جرى، وكان الموضوع ــ قبل صياغته ــ ينتهى بحدوث الخطر والكارثة ولكن لا يؤدى لهذه النتيجة الحادثة على أرض الواقع «الثورة». وكما ستكون هناك بهجة بالانتصار هناك مشاعر حزينة قاسية.

● لماذا؟

ــ ما أحزننى هو ما بعد الثورة لأنى رأيت كما من الاشخاص مقسمين لفرق الأول يندرج تحت ما أسميه «كرنفال الاضطهاد» لأن كل واحد خرج يقول إنه مضطهد وذلك على اختلاف الشرائح، وهناك فريق آخر ادعى أنه مصاب وهذا ليس مخيفا، ولكن هناك آخرين استغلوا الثورة لأمجاد شخصية وهذا هو الشىء المهين بالفعل لأن الثورة ليست خامة لصناعة أغانٍ وأفلام سريعة فهى شىء ممكن تصنع عنها أفلام ناضجة توثقها وكتب تحللها وأغانٍ لمعانٍ أعمق بكثير عما ظهر مثل (يحميكم ويحرسكم).

● لكن هناك اعمالا فنية أوحت بحدوث هذا التغيير؟

ــ لا يوجد من تنبأ بالثورة إلا الثورة نفسها وأى كلام غير ذلك ليس فى محله، والحقيقة أن الفن ليس تنجيما ولا بلورة زجاجية أرى فيها المستقبل، فالفن يحلل واقعا ويدرس الماضى ويحذر من مستقبل.

● وأنت فى منتصف الطريق كيف ترى المشهد إذن؟

ــ المنتفعون عرفوا كيف ينفذون من خلال الثورة لتحقيق مكاسب شخصية فى حين أن فاعلى الثورة الحقيقيين مازالوا فى أماكنهم، وهذا ما يدعو للخوف والقلق، نحن نتحدث عن الديمقراطية، ولكن عندما نأتى لتطبيقها نجد السؤال المحير أين هؤلاء الذين تلاعبوا بالمجتمع رغم إدانتهم فى كثير من الوقائع والأحداث؟، لابد من محاكمتهم، وكذلك خروج الجماعات الاسلامية فى توقيت قبل الانتخابات؟ وموقف الاخوان المسلمين؟، فهؤلاء الجماعة بدأوا على استحياء يوم جمعة الغضب وكذلك إعلان الجماعة ــ فى بدايات الثورة ــ عن عدم مشاركتها رسميا فى أى مظاهرات ثم وجدناها عند أول اختبار تحولت لتساند الحزب الوطنى فى تأييد التعديلات الدستورية، فمن متى كان يتفق الحزب الوطنى والاخوان المسلمين؟. فعندما يعيدنا الاخوان للوراء ويسيسون الدين لصالحهم ويقولون إن من يقول لا للتعديلات حرام شرعا، فلم يمت الشهداء حتى ينتفع الإخوان والحزب الوطنى، بل ووصل الأمر إلى اجتماع السلفيين والجماعات الاسلامية معهم، وأصبحنا نواجه 3 توجهات دينية أصولية، وتكتشف أن الدستور تحول لشقاق يتمثل فى تخويف الاخوان من المسيحيين وتخويف المسيحيين من الاخوان وأصبح هناك كثير من الفزاعات، فهل هذا ما جنته الثورة؟

للأسف أن ميزة الثورة تحولت لعيبها الآن، وعدم وجود قائد لها أصبح عيبا.

بل وأرى أننا لم نفعل شيئا سوى خلع الرئيس ومحاولة لترقيع الدستور فقط ــ دستور مبارك ــ، فكل الوقت الذى تم استغراقه فى التعديلات كان من الممكن أن يستغرق لعمل دستور جديد.

● إذا كنت ترى أن المشهد ليس مبهجا.. فما هى النهاية؟

ــ لست متشائما، ولكن النهاية طويلة على تخيلها، فهناك أكثر من نهاية، فحاليا نحن أمام نهاية مخزية لأن الثورة مازالت تحتاج إلى تفعيل، فالنظام ترك لنا الخراب وليس دولة لأن كل المؤسسات معطلة سواء الدستور أو الأحزاب المليئة بالخراب وغيرها من الأشياء، وأتوقع أزمة ستحدث لو تم عمل الانتخابات البرلمانية ثم الرئاسية لأن الأولى كلنا متأكدين أن المجهزين لها هم الاخوان والحزب الوطنى، وتخيل أن الثورة قامت بهذه القوة ويتحول البرلمان لخليط من كلتا الجهتين؟، وهذا سيؤدى لعمل احتجاجات وستطول مدة عدم الاستقرار، وأى رئيس جمهورية سيكون على شيئين هو أنه لو جاء عن طريق تلك التعديلات سيكون ديكتاتورا آخر ولو غيّر الدستور وفعل انتخابات برلمانية فعندئذ سيكون مجرد راقص على الحبل، وسنعود لزمن توفيقات البرلمان.

● تقول إن الشعب لابد له من تقرير مصيره، ورغم أنه قرره بالفعل بالاستفتاء تراه مغيبا؟

ــ هل يعقل بعد ما حدث للشعب من طاقة أن أقوم باستغلالها وأرجعه مرة أخرى للغيبوبة؟، وأجد أن كل المنتفعين لم تخفهم الثورة على الإطلاق، وهم يريدون عودة الأمور لما كانت عليه خوفا على مصالحهم، وهم يسمون الثورة اسماء مائعة كـ«انتفاضة الشباب» و«ثورة الشباب» و«ثورة سلمية» و«ثورة الجيل الجديد»، وكلها مسميات تهدف لتهميشها وسحب قوتها وتحويلها لكيان رخو من الممكن التعامل معه، وإن لم تثبت الثورة قوتها وأن يثبت الشعب أنه غير قادر للتغيب والتنويم مرة أخرى سيعتقد هؤلاء أنها مجرد إفاقة.

● وماذا عن الفنانين؟

ــ مازلت أجد أن جزءا كبيرا من السينمائيين مازالوا فى الغيبوبة وأشعر بالخزى لأنهم كانوا غير فاعلين، وأن جزءا كبيرا من كبار الفنانين ــ على اختلاف تنوعاتهم ــ كان دورهم هامشيا للغاية وغير مؤثر، أما جيل الشباب من الفنانين فوجدوا فى الثورة تناغما مع أحلامهم وآمالهم، أما البعض من جيل الستينيات فوجد الثورة مجرد حدث عابر، وعلينا أن ننتبه إلى أننا أخطأنا فى معرفة الجمهور لأننا تعاملنا على أنهم جهلاء ومغيبون ومضللون ويستسهلون، فأنا شخصيا عانيت من هذا الفكر عندما صنعت فيلما ليس له علاقة بمفاهيم السوق، حيث تمت مهاجمتى من كل من يمثلون فكر النظام تحت ادعاءات «الافلام الغامضة وغير المفهومة وأفلام المهرجانات وأن الجمهور لا يرغب سوى فى التسلية وانه أبسط من ذلك بكثير»، فى حين أنى أرى أنه فى تلك اللحظة وارد جدا أن يعرض فيلم (المسافر) ويستوعبه فمستوى ذكاء الجمهور أكبر بكثير، ولذلك علينا أن نتدارك ذلك الجمهور ونصنع أفلاما تناسبه وتناسب فكره، ولا نتعامل مع الجمهور كما كنا نتعامل معه قبل 25 يناير عن طريق السلعة السريعة.

وأنا قبل الثورة كنت أكتب فيلما عن علاقة ثقافتين ببعض تداخل الحضارة المصرية مع الثقافة الغربية وليس فى مواجهتها، وأحاول إظهار ما الذى يمكن أن يصنعه هذا التداخل من خلال فكرة رئيسية تميز الثقافتين وهو فيلم اسمه «بأى أرض تموت»، وسيقوم ببطولته ممثلون أوروبيون ومن مصر سيكون عمرو واكد، أما فيما يتعلق بالفيلم الذى سيكون فى علاقة تماس مع الثورة واسمه «دم ومية» فلم آخذ أى قرار بشأنه على الاطلاق ولست متأكدا من صنعه أم لا.

الشروق المصرية في

06/04/2011

 

 

هتف لها «أنجيلنا نحن نحبك» حتى من لم يشاهد أفلامها

الممثلة أنجلينا جولي في مخيم للاجئين على الحدود التونسية الليبية

تونس: المنجي السعيداني  

حلت أمس الممثلة الأميركية أنجلينا جولي بمخيم اللاجئين المعروف باسم «مخيم الشوشة» الواقع على بعد سبعة كيلومترات من الحدود التونسية الليبية باعتبارها سفيرة نوايا حسنة لشؤون اللاجئين.

وكانت زيارتها مفاجئة لجميع الحاضرين في المخيم وسرعان ما انقشعت علامات الدهشة لتتحول إلى استقبال حافل من قبل عشرات الآلاف من الوافدين على المخيم من ليبيا. واحتفى بقدومها حتى أولئك الذين لم يشاهدوا في السابق أفلامها. وكانت الممثلة الأميركية تحت حراسة مشددة من قبل قوات الجيش التونسي وهتف اللاجئون الذين تنتمي أغلبيتهم إلى بلدان أفريقية وبلغات متعددة «أنجيلنا نحن نحبك». وتأتي الزيارة كما صرحت بذلك لجذب الاهتمام إلى محنة اللاجئين هناك.

وطافت الأميركية أنجلينا جولي في أرجاء المخيمين (مخيم الشوشة ومخيم ثان بصدد الإعداد) وتحدثت مع ممثلين عن المفوضية العليا للاجئين ومع عدد من سكان المخيم.

وقال لها لاجئ من نيجيريا: «تعبنا من البقاء هنا، نريد العودة إلى نيجيريا، ساعدونا على الرحيل».

وقال آخر من ساحل العاج «إنهم لا يهتمون بنا فبلادنا تخوض الحرب». فيما عبر لاجئ من الكونغو عن سعادته بزيارة أنجلينا جولي «رغم أنه لم يشاهد أيا من أفلامها».

وصرحت أنجلينا في السابق «لا نريد أن ننظر إلى الخلف ونحمل ذنب موتهم. وفيما نشهد هذه الأزمات في غرب وشمال أفريقيا لا بد لجميع الأطراف أن يحترموا حق الإنسان الأساسي في أن يتوجه إلى مكان آمن، كل ما أسأله هو أن يتم حماية المدنيين، وعدم التعرض لهم أو أذيتهم».

وفر أكثر من 400 ألف شخص من ليبيا إلى تونس ومصر والنيجر والجزائر وتشاد والسودان منذ فبراير (شباط) عندما اندلعت الاحتجاجات على حكم العقيد معمر القذافي. ووصل أكثر من نصف هذا العدد إلى تونس.

ودعت أنجلينا جولي إلى تقديم دعم دولي للفارين من الصراع الدائر بليبيا وزيادة المعونات لمن هم داخل البلاد. وقالت في بيان للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، كما ذكرت وكالة «رويترز» «أبلى المجتمع الدولي بلاء حسنا في تعزيز جهود الإغاثة الملحوظة في تونس... لكن لزاما علينا مع استمرار عبور 2000 شخص الحدود يوميا ألا ندع التمويل يجف ونحن بحاجة لاستمرار قوة الدفع».

ودعت أيضا إلى إجراءات للسماح لمنظمات الأمم المتحدة والوكالات غير الحكومية بالوصول إلى ليبيا وتوزيع معونات عاجلة تشمل إمدادات غذائية وطبية.

وقالت المفوضية العليا إن صندوق جولي - بيت الذي أسسته أسرة جولي غطى نفقات إجلاء 177 شخصا جوا واشترى سيارة إسعاف لمساعدة تونس في جهود مساعدة المصابين. وأضافت المفوضية أن هناك نحو 2500 شخص من دول تمزقها الحروب ولا يستطيعون العودة لديارهم.

وكانت أنجلينا جولي قد زارت في شهر مارس (آذار) أفغانستان والتقت هناك عددا من اللاجئين الأفغان إثر عودتهم إلى بلادهم. وطالبت الممثلة الأميركية في السابق بحق المدنيين في السفر من وإلى ليبيا، وحق المدنيين العالقين في ليبيا ويرغبون في مغادرتها بالحصول على المساعدات اللازمة من الدول المجاورة لليبيا، وأكدت أيضا على ضرورة احترام كل الأطراف للحقوق المدنية والعمل على ألا يتأذى أي مدني.

وكانت شائعات قوية قد ترددت أخيرا في «هوليوود» حول اعتزام أنجلينا جولي اعتناق الإسلام قريبا، بعد اهتمامها الشديد بمبادئ الحضارة الإسلامية خلال المدة الأخيرة، ومحاولاتها المتواصلة لتعلم اللغة العربية.

وكانت النجمة الأميركية قد رسمت وشما واضحا على جسمها لكلمة «العزيمة» بحروف عربية. كما أهدت زوجها الممثل براد بيت قلادة ماسية تحتوي على رسالة حب سرية مكتوبة أيضا بحروف عربية.

وتبلغ الممثلة الأميركية أنجلينا جولي من العمر 32 سنة، بدأت مسيرتها مع السينما عام 1982 مع فيلم «أتطلع إلى الخروج». وحصلت في الأعوام التالية على عدة أدوار مميزة مثل دورها في فيلم «فتيات مضطربات» سنة 1999، و«اختفى في دقيقة» سنة 2000. ولعبت أول بطولة مطلقة لها سنة 2001، من خلال شخصية البطلة «لارا كروفت» ذات القدرات الخاصة والتي تستخدمها في محاربة الشر في كل مكان.

الشرق الأوسط في

06/04/2011

 

مقتل مخرج «أولاد آرنا» يثير صدمة وغضبا فلسطينيين

فلسطينية أبيه ويهودية أمه تثيران جدلا حول قوميته.. رغم أنه ترك إسرائيل وعاش في مخيم جنين

رام الله: كفاح زبون 

ما زال الشارع الفلسطيني مصدوما من خبر مقتل المخرج الفلسطيني الشهير جوليانو ميرخميس الذي يحمل الهوية الإسرائيلية، وقضى في مخيم جنين، أول من أمس، برصاص مسلحين مجهولين.

وأعلن الفنانون والمسرحيون الفلسطينيون أمس يوما تضامنيا مع جوليانو، وطاروا إلى مسرح الحرية، الذي كان يديره في مخيم جنين، واعتصموا في المكان، في وقت فتحت فيه مسارح أخرى في الضفة وفي الداخل الفلسطيني أبوابها لتقبل العزاء بجوليانو.

وقتل مخرج الفيلم المشهور «أولاد آرنا»، الذي يتناول قصص 10 أطفال من جنين كان يدرسهم جوليانو المسرح مع والدته «آرنا»، قبل أن ينتقلوا لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي بالسلاح بعد الانتفاضة الثانية، بعد تلقيه عدة تهديدات سابقة، تطلب منه مغادرة مخيم جنين، بتهمة أنه يقود تطبيعا في المكان.

وينحدر جوليانو من مدينة الناصرة، وولد عام 1958 لأب فلسطيني، وهو القيادي في الحزب الشيوعي الإسرائيلي صليبا خميس وأم يهودية هي «آرنا» التي طالما ناضلت من أجل القضية الفلسطينية.

كان جوليانو يدير «مسرح الحرية» في جنين في السنوات الأخيرة، جنبا إلى جنب مع الناشط السابق في كتائب الأقصى التابعة لفتح، زكريا الزبيدي، ومثل جوليانو عدة أفلام إسرائيلية وأميركية منها فيلم «عازفة الإيقاع الصغيرة».

وأثار جوليانو اهتمام الصحف العالمية عندما قدم رواية «مزرعة الحيوانات» للكاتب الإنجليزي جورج أوريل على مسرح الحرية، وأخرج مؤخرا مسرحية «الكراسي» التي عرضت في رام الله.

غير أن فيلمه «أولاد آرنا»، الذي استغرق إنجازه 10 سنوات، كان الذي أشهره كثيرا، وسلط الفيلم الضوء على حياة الفلسطينيين في مخيم جنين؛ إذ تابع الفيلم حياة 10 من الأطفال الذين تدربوا على المسرح، وتتبع سير حياتهم حتى كبروا وتحولوا من خشبة المسرح إلى خشبة المقاومة.

ورافقت كاميرا جوليانو هؤلاء الشبان، منذ أن كانوا أطفالا، وكيف كانوا يحبون ويتدربون على المسرح، حتى اضطروا شبانا إلى الدفاع عن المخيم في لقطات فريدة وخطرة، وقد قضى بعضهم.

ومعروف عن جوليانو تأييده للمقاومة المشروعة للفلسطينيين، ومرة وصف درعا تلقاها من كتائب الأقصى بأنها أغلى من الأوسكار.

وأربكت عملية قتل جوليانو السلطة الفلسطينية، التي أصبحت قدرتها على ضبط الأمن على المحك. وفورا أدان رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف سلام فياض، بشدة، «جريمة» قتل جوليانو ميرخميس. وقال فياض، في تصريح صحافي مكتوب: «إن هذه الجريمة البشعة لا يمكن السكوت عنها إطلاقا، وهي تشكل انتهاكا خطيرا يتجاوز كل المبادئ والقيم الإنسانية، وتتناقض مع عادات شعبنا وأخلاقه في التعايش».

وأكد فياض أنه أعطى تعليماته للأجهزة الأمنية للعمل الحثيث على مدار الساعة من أجل إلقاء القبض على الجاني ومحاكمته، مشددا على أنه «لا يمكن التهاون في التعامل مع هذه الجريمة أو غيرها، كما لا يمكن السماح، تحت أي ظرف من الظروف، بالفلتان والعبث بالأمن».

واعتقلت الأجهزة الأمنية في جنين مشتبهين بقتل جوليانو. وأشار القائد السابق للجناح العسكري لحركة فتح في جنين، زكريا الزبيدي، إلى اعتقاده أن ميرخميس وقع ضحية صراع القوى على الساحة الفلسطينية، وأن قاتله هو فلسطيني تلقى الدعم من منظمة فلسطينية قوية، أو من دولة.

واستنكرت رابطة المسرحيين الفلسطينيين جريمة اغتيال المخرج ميرخميس، وقالت، في بيان: «لن يوقف هذا الاعتداء الحركة المسرحية عن المضي قدما في صنع مستقبل لأطفالنا ولأجيال فلسطين المقبلة يكون منارة لهم في التصدي لكل حركات التجهيل والعنف واستخدام القوة لخلق وقائع على الأرض لا تخدم أي أجندة وطنية أو إنسانية».

وبعد مقتل جوليانو، أثير جدل حول قوميته، وعرفه البعض بالفلسطيني، والبعض بالإسرائيلي، والبعض بالفلسطيني - الإسرائيلي، كونه يحمل الجنسية الإسرائيلية، وأبيه فلسطينيا وأمه يهودية.

وقال الشاعر الفلسطيني غسان زقطان، على موقعه على «فيس بوك»: «علينا أن ننتصر لفلسطينية جوليانو ميرخميس؛ ففي هذا نضال ومقاومة للاحتلال ولذوبان هوية المبدع الفلسطيني في ظل سرقته من فلسطينيته تماما كما تمت سرقة مكاننا وتاريخنا وأطباقنا وهوائنا ومائنا وما يسرون وما يعلنون؛ لذا علينا مقاطعة أي صحيفة تنشر خبر وفاة مخرج إسرائيلي هو جوليانو؛ لأن هذا اعتراف فاضح وعاهر بإسرائيل، لا يليق بمن اختار أن يعيش في المخيم ليس كمكان إبداعي فقط إنما كتكريس لشرط الوجود في ظل انعدامه، ولو عنوة.. جوليانو الفلسطيني مرحبا بك في أرض الحياة!».

وقتل جوليانو، الذي يعيش في جنين منذ سنوات، في الذكرى التاسعة لمعركة جنين، التي خلد هو بعض فصولها في بعض أفلامه.

وأثار التوقيت استفسارات كثيرة، حول الجهة المستفيدة من تغييبه.

وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط»: إن جوليانو تعرض لتهديدات سابقة، بعضها جاء في بيانات وُزعت في المخيم وتتهمه بقيادة «التطبيع» هناك.

كان مسرح الحرية نفسه، الذي يديره جوليانو مع الزبيدي، قد أُحرق في وقت سابق لهذا السبب.

وسيشيع جوليانو إلى مثواه الأخير اليوم الأربعاء؛ إذ سيسجى جثمانه في مسرح «الميدان» في حيفا. قبل أن تنطلق مسيرة الجنازة في شوارع المدينة العربية، إلى حاجز الجلمة عند مدخل جنين، لإلقاء نظرة الوداع على المدينة والمخيم اللذين عاش فيهما، ثم إلى مقبرة كيبوتس «راموت منشيه».

وقال التجمع الوطني الديمقراطي في الداخل: «إن التجمع يندد بجريمة اغتيال الفنان والمناضل الفلسطيني جوليانو ميرخميس، ويرى في هذه الجريمة البشعة اغتيالا سياسيا لشخصية عُرفت بدفاعها عن مبادئ الحرية وعن حرية الشعب الفلسطيني ومناهضتها للاحتلال وللصهيونية».

الشرق الأوسط في

06/04/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)