حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

ثمانية أفلام في تظاهرة الألماني فارنر هرتزوغ

قـوة العبقريـة فـي صناعـة الجنـون

نديم جرجورة

تؤشّر الأرقام، غالباً، إلى واقع الحال. أقول الأرقام، وأقصد بها عدد المُشاهدين. في التاسع والعشرين من آذار الفائت، بدأت تظاهرة سينمائية جديدة بعنوان «ما وراء التخوم»، ضمّت ثمانية أفلام للمخرج الألماني فارنر هرتزوغ (مواليد ميونيخ في ألمانيا، 1942)، ومعرضاً لصُوَر فوتوغرافية التقطها بيت بريسير (مواليد بال في سويسرا، 1952)، الذي زار بيروت وشارك في افتتاح التظاهرة والمعرض معاً. في الأيام الأربعة الأولى، بلغ عدد الذين جاؤوا صالة سينما «متروبوليس» في «أمبير صوفيل» (الأشرفية) مئتين وسبعين مُشاهداً. أربعة أيام، أي أربعة أفلام. المخرج الألماني مستمرّ في نشاطه السينمائي. إنه أحد أبرز ممثلي الموجة السينمائية الألمانية الجديدة. المصوّر الفوتوغرافي مستمرّ في عمله أيضاً. العلاقة القائمة بينهما مبنية على الصداقة أولاً، وعلى العمل المشترك ثانياً: الأول يُنجز أفلاماً، والثاني يُرافق عمليات التصوير لالتقاط الصُوَر الفوتوغرافية المناسبة. معهما، يُمكن ذكر اسم الممثل كلاوس كينسكي: بداية العلاقة الثلاثية نشأت بين المصوّر والممثّل. المخرج جاء لاحقاً.

الصُوَر الفوتوغرافية مُعلّقة على جدران الصالة الأولى في «متروبوليس»، حيث يستمرّ عرض الأفلام المختارة حتّى مساء غد الثلاثاء بعرض «The Wild Blue Younder» (إنتاج مشترك بين ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدّة، 2005، بالألوان، 81 د.، ديجي بيتا، بالإنكليزية) الثامنة مساء. الصُوَر الفوتوغرافية تلك تُقدِّم شيئاً من تفاصيل تلك العلاقة الفنية والإنسانية، خصوصاً تلك التي التقطها بريسير أثناء تصوير هرتزوغ ثلاثة من أفلامه، اشتغل هو عليها مُصوِّراً فوتوغرافياً: «فيتزكارالدو» (1982) الذي افتتح التظاهرة المنظَّمة من قبل «معهد غوته» في بيروت و«جمعية متروبوليس»، و«الكوبرا الخضراء» (1987) و«لا يُقهر» (2001). بالإضافة إلى صُوَر لهرتزوغ وممثّله الأثير وصديقه اللدود كلاوس كينسكي: «جعله ممثِّلَه المفضَّل، على الرغم من العلاقات الخاصّة جداً بينهما»، وهي علاقات صدامية ومتكاملة في آن واحد، ظهر بعضها في الفيلم الوثائقي الذي أنجزه هرتزوغ في العام 1999 عن كينسكي، أي بعد ثمانية أعوام على رحيل الممثّل في لوس أنجلوس، في الثالث والعشرين من تشرين الثاني 1991. وهو الفيلم الذي يُعتبر بمثابة تحيّة سينمائية من مخرج إلى ممثّله، وإلى علاقةٍ زَرَع الممثّل فيها شيئاً كثيراً من توتّره الذاتيّ، الذي أفضى إلى توتّر إبداعي يليق بكبار الفنانين.

لغة الصورة

تقول الحكاية إن بيت بريسير تسلّم رئاسة تحرير مجلة «ذو فيلدج غراي» في منتصف السبعينيات الفائتة. في الفترة نفسها تلك، تعرّف على كلاوس كينسكي، عندما كان الممثل يُصوِّر مشاهده في «مدام كلود» (1977) لجوست جاكان. يومها، قام جاكان، بصفته صديق بريسير، بجمع المصوِّر بالممثّل، الذي اشتهر، من بين أمور أخرى، بسمعته كـ«ممثل صعب المراس». فجأة، «وجدتُ نفسي وجهاً لوجه معه. بعد أن قدّمني (المخرج) إليه بكلمات متسرّعة، غادر صديقي الغرفة مسرعاً. لم أعرف ماذا أفعل. أخرجت نسخة من المجلة وقلتُ له: سيد كلاوس، هل تريد أن تظهر على غلاف هذه المجلة؟ باغته سؤالي. لم أكن يومها قد تجاوزت الرابعة والعشرين من عمري. أخذ المجلة وتصفّحها على مهل، قبل أن يلتفت إليّ متسائلاً: «على الغلاف فقط؟». كان اللقاء لحظة بداية مسار طويل من العلاقة بيننا». تلك العلاقة التي انتهت بوفاة الممثل، والتي أثمرت كَمّاً هائلاً من الصُوَر الفوتوغرافية، وكتاباً بعنوان «كينسكي» صدر في العام ألفين. أما العلاقة بينه وبين هرتزوغ فبدأت بفضل «فيتزكارالدو».

لكن، قبل اللقاء الأول هذا، شاهد بريسير «أغيري، غضب الله» (1972)، أحد الأفلام التي جمعت هرتزوغ بممثله المفضّل، الذي قال عنه مرّة: «كل شعرة بيضاء في رأسي، اسمها كينسكي». يومها، شعر المصوّر الفوتوغرافي برغبة جامحة في العمل معهما: «العلاقة بينهما كانت ظاهرةً على
الشاشة. علاقة غريبة، ساحرة ومدمِّرة». مع أنه لم يكن يرى في السينما مكانه: «أهتمّ بها عندما تمنحني تجربة متطرّفة، كما تفعل أفلام هرتزوغ، أو كما فعلت العلاقة بين هرتزوغ وكينسكي». في النهاية، بات المصوِّر عاملاً في بلاتوهات التصوير السينمائي الخاصّة بهرتزوغ. كان يحمل حقيبة تحتوي على «بوبينات» الخام المصوَّر، وفي الوقت نفسه، يُوثِّق مشاهد الأفلام بكاميراه الفوتوغرافية. في المعرض المرافق لتظاهرة «ما وراء التخوم»، تظهر عبقرية المصوِّر الذي وجد نفسه واقفاً في الحدّ الفاصل بين مهنة التصوير كوظيفة، واللغة الفنية الخارجة من تقنيات المهنة إلى ما هو أبعد من التقاط صورة. أي إلى ما هو وراء المهنة: الإبداع. صُوَرٌ كشفت حساسية اللحظات الطالعة من لقطة أو استراحة أو حركات أو حالات. صُوَرٌ أدرك بيت بريسير، ببراعته المهنية وهوسه الإبداعي، كيفية تحويلها إلى لقطات متتالية عن سيرته هو كفنان، أو مقتطفات منها على الأقلّ، كما عن سيرتي مخرج وممثّل قدّما نماذج حيّة عن قوّة العبقرية في صناعة الجنون، وعن جمال الجنون الذاهب بصاحبه إلى أقصى التعبير الإبداعي الصادم (وهذا ينطبق على الممثل، كما على المخرج أيضاً، وإن بشكل مختلف). هذا الجنون البديع، الذي سبّب خلافات حادّة بين الممثل والمخرج أثناء تصوير «فيتزكارالدو»، إلى درجة أن الهنود العاملين كـ«كومبارس» في الفيلم عبّروا مراراً للمخرج عن استعدادهم لـ«قتل» كينسكي، بسبب سلوكه الفجّ، ووقاحته التي لا توصف، وجنونه «العظيم».

ما شاهده بيت بريسير على الشاشة الكبيرة، عند مشاهدته «أغيري، غضب الله»، حول العلاقة القائمة بين هرتزوغ وكينسكي، شاهده روّاد صالة «متروبوليس» في «فيتزكارالدو» و«أغيري، غضب الله» أيضاً، الذي عُرض مساء الجمعة الفائت، والذي يمكن أن يُشاهدوه في «نوسفيراتو» (1979)، الذي يُعرض عند الثامنة من مساء اليوم. في حين أن الفيلم الوثائقي «شيطاني الحميم» (هذه الترجمة الحرفية مأخوذة عن العنوان الإنكليزي. أما ترجمة العنوان الفرنسي إلى اللغة العربية فهي «الأعداء الحميمين»)، الذي عُرض مساء أمس الأول السبت، أعاد رسم المسار الصدامي العنيف بينهما، وصاغ مجدّداً تلك العلاقة الصعبة، والغضب الدائم الذي عاش داخل الذات المتمرِّدة والمنفعلة للممثِّل، والهوس بإتقان الدور إلى حدود الجنون المطلق. الفيلم الوثائقي هذا شهادة حيّة، أرّخت تفاصيل علاقة مخرج بممثّله المفضّل، من وجهة نظر المخرج نفسه، الذي حمل كاميراه إلى أماكن تصوير بعض الأفلام المشتركة بينه وبين ممثله، والذي جلس أمام عدسة الكاميرا راوياً قصصاً تكاد لا تنتهي عن الممثل وعالمه الخاصّ.

في «أغيري، غضب الله»، الذي قال عنه فرنسيس فورد كوبولا بأن «تأثيره قوي»، وبأن «خياله لا يُصدّق» (تأثير هذا الفيلم على كوبولا ساهم في بلورة مشروعه «القيامة الآن»، الذي حقّقه في العام 1979)، تبدّت للمُشاهد صرامة الإخراج في أخذ ممثليه والتقنيين العاملين معه إلى التخوم القصوى للمضمون الدرامي. الجبال شاهقة. النهر جارف. الصراعات القائمة بين الإنسان والطبيعة في أدغال الأمازون، انتقلت إلى نزاعات حادّة بين الفرد وذاته، قبل أن تُصبح نزاعات بين القيادات. الطبيعة توحي بالجنون. وقيادة القافلة محتاجة إلى شيء من الجنون، للخروج من نفق الخراب. هذا كلّه لا يعثر لنفسه على مكان ما في «الأقزام بدأوا هم أيضاً صغاراً» (1970)، الذي عُرض مساء الخميس الفائت: هنا، العالم مختلف تماماً. الأقزام وتفاصيل عيشهم وتمرّدهم وفوضاهم ومتاهاتهم. الأقزام وصداماتهم. الأقزام وحكاياتهم. فيلم قاس. تصويره بالأسود والأبيض جعله أقسى وأعنف.

السفير اللبنانية في

04/04/2011

 

«العربية متورطة والجزيرة خسرتنا»

نـورا رحـال تغنـي للأسـد: «منحبـك»

سالم زهران 

رغم اختيارها «الرابية» في جبل لبنان مسكناً لها ولطفليها بعد انفصالها عن زوجها اليوناني الجنسية، إلا أن عيني الممثلة والمطربة السورية نورا رحال بقيا على الشام. كما قلبها. خصوصاً في ظل ما تشهده من أحداث تجزم «بأنها صناعة استخباراتية من أعداء سوريا، وفي مقدمتهم «اسرائيل».
وكانت رحال قد استبقت الأحداث مطلقة من حوالى الشهر أغنية بعنوان «منحبك» مهداة للرئيس السوري بشار الأسد، من كلمات الشاعر السوري يوسف سليمان، وألحان الملحن اللبناني هيثم زياد.

وتقول لـ»السفير»: «سألني الشاعر سليمان عما إذا كان من الممكن أن تنتقل اضطرابات الشارع العربي الى سوريا. وكان جوابي حاسماً: «الشعب يحبّ الرئيس الأسد، ولن يحصل الأمر». ثم قرّرنا معاً استباق أي حدث بأغنية تختصر موقف غالبية الشعب السوري تجاه رئيسه، فكانت «منحبك». ولم يخيّب الشعب ظننا فيه».

وتشير رحال الى تحضيرها لعمل فني آخر مشابه، من ألحان زياد وكلمات سليمان.

ولا تبدي قلقاً تجاه الأوضاع في سوريا، مراهنةً على «الشعب السوري المتماسك، بمختلف طوائفه وانتماءاته المناطقية والثقافية، إزاء وحدة سوريا، وخيارات القيادة الواضحة في الدفاع عن الحقوق العربية». علماً أن «المواطن السوري هو عربي قبل اي شيء». وتستحضر رحال مشهد مسيرات التأييد للرئيس بشار الأسد، التي انطلقت في انحاء سوريا كافة، في مشهد عفوي وصادق. لكنها تبدي استياء كبيراً من بعض الإعلام العربي، خصوصاً قناة «العربية»، التي تعتبرها «مشاركة في المؤامرة عبر تأجيج الأحداث، ونقلها لأخبار كاذبة، والترويج لأمور غير صحيحة على الإطلاق» كما تقول.

كما تلفت الى أنها لم تعد تتفهّم موقف قناة «الجزيرة»، الذي وصفته «بالملتبس، بل والشريك في حملة التزوير». مشيرةً إلى خسارة القناة للكثير من رصيدها داخل الشارع العربي والسوري.

وعن الحريات في سوريا، تقول رحال: «يمكن التماس منسوب الحرية العالي من خلال الدراما السورية التي دخلت في الكثير من الأماكن والأمور المحظور دخولها في عدد من الدول العربية، وربما الغربية».

وشكرت الرئيس الأسد في رعايته للفنان السوري، وتشريع أبواب الحرية للأعمال الدرامية الناقدة والساخرة. مؤكدةً أن الرئيس والفنان السوري هما دعاة الإصلاح الحقيقيين، وليس المشاغبين والمعتدين على أملاك الناس وحرماتهم».

يُذكر أن القيادة السورية الرسمية وقفت الى جانب الفنانة رحال عند إصابتها بمرض «السرطان»، وساندتها في محنتها التي خرجت منها بسلامة.

السفير اللبنانية في

04/04/2011

 

زوم

شفافية مفقودة على أهميتها بين الفنان والمنتج والجمهور

محمد حجازي  

سمح توم هانكس لشركة سوني بيكتشرز بأنْ تُعلن عن كونه مرشّحاً لبطولة فيلم يحكي عن الكابتن ريتشارد فيليبس الذي قاد الهجوم على سفينة القراصنة الصوماليين لتحرير ثلاثة رهائن أميركيين مؤخراً·

لقد أعطى الإذن بأن يُعلن عن موقفه هذا·

يعني الى هذا الحد هناك صدقية في نشر اي شيء عن النجوم وهناك احترام للفنان من قِبل الشركة بأن يأذن لها بالإعلان عن أنّه يُفكِّر بالدور المعروض عليه قبل القبول بتجسيده على الشاشة·

خبر استوقفنا بدهشة، خصوصاً أننا نقرأ على مدى الأيام ترشيحات لأدوار يعلنها الفنانون عندنا، أو مكاتبهم الإعلامية، أو المروّجون لهم من العاملين في مجلات باتت مشبوهة لكثرة ما نشرت من أخبار مفبركة ومختلقة من أساسها لمجرد أنّها تريد الـ <سكوب> الذي يؤمن المبيع المضمون حين الصدور·

ما من مسؤولية إطلاقاً في نشر أي كلام أو أي معلومة عن أي فنان ولا حتى مسؤولية، لأن أحداً لا يحاسب ولا يراجع، المهم ملء فراغات الصفحات والأغلفة·

ونعود لنسأل: لماذا نحن حيث لا يعجبنا موقعنا اليوم بينما غيرنا في الدول المتقدمة يقفز الى الأمام مسافات ومسافات لمجرد الصدقية في التعاطي المهني الصحيح·

مثل السلوك الذي اعتمد مع هانكس موجود في عملية التعاطي النموذجية المتبعة غالباً بين طرفي العقود الموقعة بين النجوم وشركات الانتاج بحيث تظهر في التفاصيل كل البيانات المطلوبة، وتوضع الشروط التي اتفق على إنجازها بحيث لا تحتمل اي تأويل من أي نوع، وبالتالي فنحن مثلاً لم نسمع ولا مرة بأنّ فناناً كبيراً ادّعى أمام القضاء بأن الملصق لحظ إسمه في موقع لا يليق به، بينما نواكب غالباً أسماءً كبيرة يرد إسمها في الجنريك عاشر إسم مثلاً في التراتبية وبعد أسماء لممثلين شباب، ولا يحصل بعدها أي ردة فعل·

كذلك تُدفع للفنانين أرقام خيالية بحيث لم ينشر خبر يوماً حول أنّ نجماً أو نجمة أرهقا ميزانية إنتاج فيلم معين، بل يقولون ببساطة إنّ الشريط الذي تكلَّف مثلاً مئة مليون دولار ردّ تكاليفه من عروض عطلتَيْ أسبوع متتاليتين وما تبقّى يكون أرباحاً إلى جيوب المنتجين، وبالتالي يكون الجميع نال نصيبه من النجاح·

هناك يعلنون <لقد كانت إيرادات فيلماً هذا الرقم>·

عندنا لم نسمع منتجاً واحداً يعلن عن أنّه ربح قرشاً واحداً من فيلم صرف عليه، ودائماً يقولون بأنّهم خسروا، وإنّهم يفكّرون بترك الساحة، ويطلبون من النجوم خفض أجورهم كي يستمروا وإياهم في تقديم أعمال جديدة، بينما تكون الحقيقة أنّ المنتج يريد أكبر حصة من الإيرادات لجيبه الخاص، وبالتالي فإن الادّعاء بالخسارة أفضل وسيلة لإسكات مطالب الفنانين والفنيين العاملين معه·

نسأل عن النجاح·· ولا نتعلّم أسُس التواصل الفني وسر المصلحة إذا جاز التعبير، وكأنّ المشتغلين في هذه الصناعة لم يقتنعوا بعد بأنّهم كلّما زادوا في ميزانية تصوير أعمالهم كلما ضمنوا نوعية أفضل، وتسويقاً أوسع وأشمل·

وما الذي يمنع بالتالي المصارحة، ولماذا نحل مشاكلنا علناً، فدائماً هناك قضايا حقوق مسلوبة لفنانين في تعاملهم مع المنتجين، ودائماً تكون صحافة الفن، وهذه الأيام تحديداً في مقص الاتهام لكثرة ما تبثّه من شائعات وأكاذيب على الملأ·

نحتاج إلى شفافية مضاعفة في الاشتغال على مشاريعنا وإلا فإنّ التكاذب المتبادل بيننا لن يجدي في تعديل صورتنا المهتزة فنياً خصوصاً في ميدان السينما·  

نقد

النص والبطولة لـ <سيمون بيغ> و<نيك فروست> مع جرعة كوميديا زائدة

Paul: شبيه عاش متخفياً على الأرض 64 عاماً سبيلبرغ باركه والشريط أعطاه قدرات خارقة عن الإنسان···

محمد حجازي

إسمه عام 82 وهو مولود فضائي لـ سبيلبرغ·

إسمه عام 2011 مزدوج: لكن في صورة وسترن من الغرب الأميركي، ثم في مشهدية كوميدية جميلة وجاذبية تحت اسم · نعم إسمه Paul لكنه أقدم من الجميع بيننا، فهو جاءنا عام 1947 ووجد مَنْ يؤمن التواصل معه وغادر إلى كوكبه هذا العام، فقبل 64 عاماً سقطت مركبة فضائية على كلب في مزرعة أحد المنازل في أميركا، وخرج منها بول ليمضي حياته متخفياً تبحث عنه السلطات وبعض الجهات الامنية الخاصة اضافة الى فضوليين، الى ان عثر عليه وصادقه صديقان يمتهنان الكتابة والنشر هما غرايم ويلي (سيمون بيغ) وغلايف كولينغز (نيك فروست) عندما أرادا البحث عنه في المنطقة التي يقال إن الحادث وقع فيها عام 47·

الممثلان بيغ وفروست وضعا سيناريو الفيلم لذا فإنّ الشريط يحمل روحية مميّزة جداً، ومن خلالها، لأنهما يمتلكان روح المادة التي يشتغلان عليها·

غرايم وغلايف كادا أن يصطدما بسيارة حاولت تجاوز سيارتهما لكنها انقلبت على ظهرها من السرعة الفائقة وتحطّمت، فتوقّف الاثنان وحاولا مساعدة ركاب السيارة، وإذ بمخلوق غريب يتحدث الانكليزية ويشبه E.T كثيراً، يبلغهما بأنّه بخير، لكن غلايف يصاب برعب شديد·

وبعد تفاهم سريع انضم بول الى الصديقين اللذين يفاجأن بأن بول مطارد من ثلاثة رجال امن اغبياء لم يعرفوا ولا مرة كيفية الوصول الى مكان وجوده، ودائماً يفلت من قبضتهم لتواضع ذكائهم·

وتنضم اليهم الصبية روث (كريستن ويغ) ويتعلق بها عاطفياً غرايم ويقدم بول خدمة للصديقين الانكليزيين عندما يشفي عين روث ويعيدها صحيحة سليمة كما كانت، كما ان غرايم حين يصاب لاحقاً برصاصة مباشرة بصدره ويكاد يفارق الحياة يجد من حوله يبكون، بينما تقدّم <بول> وأعاد له جسمه كما كان·

الـ بينغ غاي (سيغورني ويفر) هي التي تدير الرجال الثلاثة، والراغبة في القبض على بول حياً، لكن الانكليزيين يعملان على ايصاله الى مركبته الفضائية حياً وسالماً، بعدما اعطاها اشارة ارضية فهبطت وحملته الى كوكبه·

ويعتبر ظهور المخرج سبيلبرغ في الفيلم نوعاً من مباركة مشروع المخرج غيرغ موتولا المفخخ فعلياً بالكثير من المحطات الكوميدية اللافتة والعميقة، بينما الفكرة مصاغة بطريقة مميزة قرّبت جميع الشخصيات الى المشاهدين·

أدار التصوير لورانس شير، وأشرف على المؤثرات الخاصة والمشهدية لارز آندرسون وآلبرتو مونتانس، فيما شارك في لعب باقي الادوار: ميا ستالارد، جيري اوبت، جيفري تامبور، ونيلسون اسانسيو·  

عروض

Source Code لـ دانكان جونز مع غيللينهال – فارميغا

التحكُّم بذاكرة الجنود لمعرفة حيثيات المعارك···

محمد حجازي

هو شريط ملتبس·· ففي 93 دقيقة يقدّم لنا دانكان جونز عن نص لـ بن ريبلاي استعراضاً لبرنامج تأهيل دماغ ضابط طيّار في سلاح الجو الاميركي أُصيبت طائرته في افغانستان ويجري بالمقابل إخضاعه لعملية تذكّر لما شاهده وعايشه داخل قطار على متنه عبوة ناسفة مدمِّرة قادرة على الإطاحة به كله، وذلك لمعرفة مَنْ هم الذين تورّطوا في العملية، وأين وُضِعَتْ العبوة فعلياً داخل القطار، وهي محاولة للفوز بحالة استباقية من الرصد تُتيح تفادي حصول تفجيرات كبيرة وسقوط ضحايا·

الضابط هو الشاب كولتر ستيفنس (جاك غيللينهال) الذي يُعيده البرنامج الى القطار، ومَنْ كان مع فيه، الشابة كريستينا (ميشيل موناهان) بينما تدير ذاكرته من غرفة العمليات الحسناء كارول غودوين (فيرا فارميغا)، التي تظل تلح في الاسئلة والمشاهد والرصد حتى توصله الى معرفة مكان وضع العبوة داخل القطار الذي سافر على متنه، وكان الناجي الوحيد منه، لكن الذي حصل ان كولتر، نجح في الاختبار ولم يبلغ ذلك الا الى كارول فقد استبق حصول الحادث، وبعد قليل من ابلاغها به، قرأت خبراً عاجلاً على شاشة التلفزيون بوقوع الحادث نفسه·

Source Code هو عنوان الشريط الذي شارك فيه ايضاً جيفري رايت، راسل بيترز، جيمس، أ· وودز، مايكل آرون، كاس أنور، وجو كويدن.  

مجزرة

حامل السيزار: <رجال وآلهة> رؤوس 7 رهبان فرنسيين في الجزائر

محمد حجازي

متأخراً قليلاً وصلنا الشريط المؤثر (Des Hommes et Des Dieux) (رجال وآلهة) من إخراج وحوار (كزافييه بوفوا) وسيناريو إيتيان كومار الذي يقدّم مطالعة إنسانية لعملية اختطاف سبعة من الرهبان الفرنسيين عاشوا في دير جنوب الجزائر، واختفوا عام 96 ، فيما استُعيدت رؤوسهم المقطوعة فقط ولا تزال الظروف المحيطة بمقتلهم غامضة حتى اليوم·

الشريط الحاصل على جائزة لجنة التحكيم الكبرى، فاز مؤخراً بسيزار أفضل فيلم، وهو يرصد حياة ثمانية رهبان (واحد فقط نجا من الاختطاف بعدما اختبأ في آخر لحظة تحت السرير) كانوا على تواصل نموذجي مع أهالي القرية الجزائرية، فكانوا يقدّمون لهم الخدمات الصحية والمساعدات الغذائية، ويزوّدونهم بالملابس والاحذية ويحظون لديهم بالكثير من الرعاية والمحبة، لكن وبين وقت وآخر كان بعض المسلحين يدهمون القرية فجأة ويطرحون أسئلة لا معنى لها، وينظرون الى الرهبان نظرة احتقار، ما أوجب حذر بعضهم ومناقشتهم مع القيّم عليهم كريستيان (لامبرت ويلسون) لمعرفة مدى الحاجة الى الانسحاب من هناك مخافة حصول عمل ثأري من هؤلاء المسلحين·

وتتباين الآراء بينهم، وإذ انسحب قلة منهم فقد بقي ثمانية أرادوا تأكيد أنّ لا علاقة لهم بكل ما يجري ويكفي أنّ السكان مرتاحون لهم، لكن تبيّن أنّ الشر كان حاضراً وتم اختطافهم في وقت مُبكر من أحد الايام ولم يعودوا أبداً·

من الممثلين: مايكل لوندال، اوليفييه، رابوردان، فيليب لودنباخ، جاك هارلن، لوا بيشون، كزافييه مالي، وجان ماري فران، وأوليفييه بيرييه·

اللواء اللبنانية في

04/04/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)