حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

«ملاكي» فيلم خليل زعرور

الشعـر داخـل الوثيقـة

نديم جرجورة

بات الأمر تقليداً مطلوباً بشدّة: إتاحة الفرصة، دائماً، أمام أفلام لبنانية متنوّعة لعرضها بشكل جماهيري. أي إتاحة الفرصة أمام المُشاهدين المهتمّين بالنتاج السينمائي اللبناني للاطّلاع على كل جديد في صناعة الأفلام اللبنانية. يُفترض بهذا التقليد أن يُصبح قاعدةً أساسية. يُفترض به أن يُشكّل محطّة جوهرية في البرمجة الأسبوعية، وإن لم تكن وتيرة الإنتاج المحلي سريعة. يحقّ للفيلم اللبناني أن يُعرض على شاشة صالة محلّية. يحقّ لصانع الفيلم وفريق العمل أن يتواصلا مع المشاهدين المهتمّين. يحقّ لهما أن يُساهما في تنشئة جمهور سينمائي منفتح على التجربة اللبنانية، ومتابع للإنتاجات السينمائية العربية أيضاً. يحقّ للمُشاهدين السينمائيين فرصة الاطّلاع على ما يحدث سينمائياً في لبنان والعالم العربي أيضاً. في المقابل، يُفترض بهذا الاختبار ألاّ يبقى محصوراً في صالة واحدة، هي صالة سينما «متروبوليس» في «أمبير صوفيل» (الأشرفية). فعلى الرغم من الجهد اللافت للانتباه، الذي صنعته إدارة هذه الصالة على مدى أعوام قليلة فائتة، فإن الأفلام اللبنانية والعربية محتاجة إلى مساحة أوسع، واهتمام أكبر، وحيّز متنوّع الأمكنة الجغرافية أيضاً.

كلامٌ كهذا يأتي عشية إطلاق العروض التجارية للفيلم الوثائقي الجديد «ملاكي» لخليل زعرور. في الثالث عشر من كانون الثاني الفائت، كتبتُ مقالة نقدية خاصّة بهذا الفيلم، الذي شاهدته للمرّة الأولى في «مهرجان دبي السينمائي الدولي»، إذ شارك في المسابقة الرسمية الخاصّة بالفيلم الوثائقي (مسابقة المهر العربي للأفلام الوثائقية)، في الدورة السابعة التي أُقيمت بين الثاني عشر والتاسع عشر من كانون الأول 2010. أثار الفيلم فيّ شيئاً من الحماسة والتواصل. هناك أولاً موضوعه الحسّاس والإنساني: المفقودون والمخطوفون اللبنانيون الذين ضاعوا في متاهات الحرب الأهلية اللبنانية وجنون أمرائها وقادتها الطوائفيين. هناك ثانياً اللغة السينمائية المستخدمة في «ملاكي»، المتمثّلة بالانفتاح على التعبير المتخيّل، وعلى لقاء شخصيات غير معروفة إعلامياً، تحدّثت بوجع وألم وقهر وتحدّ عن آلام الانتظار وخيبات السلم الأهلي المنقوص والهشّ. هناك ثالثاً تلك الطريقة الجميلة في التعاطي مع الصورة الوثائقية: الأمكنة المختارة إشارة إلى رغبة ما في الخروج من الحيّز المعتاد إلى رحاب الخيال الأخفّ وطأة من قسوة الواقع ودراميته المؤلمة. حثّ الشخصيات المختارة على إشاعة مناخ جمالي ودرامي خارج الإطار الضيّق للتقنيات الوثائقية.

للفيلم، إذاً، ميزات عدّة. أولاً: اختياره أهالي مفقودين ومخطوفين لم يظهر معظمهم سابقاً في أفلام خاصّة بهم. ثانياً: إدخال جانب متخيّل، عَكَس واقعاً أعنف من الخيال. ثالثاً: الأمكنة المنتقاة لتصوير اللقطات/ الحوارات مع الشخصيات المختارة. الاشتغال البصري منقسم، بدوره، إلى أمرين: أولاً، هناك السرد المباشر لحالات مختلفة عاشها أهالي المفقودين. والسرد المباشر بدا متشابهاً في المناخ العام للحكاية المعروفة، في حين أن القصص الفردية اختلف بعضها عن البعض الآخر لجهة التفاصيل الصغيرة أو الهامشية، أو المتعلّقة بانفعال من هنا أو بتفكير من هناك. ثانياً، هناك لقطات أعادت صوغ العالم الداخلي للراحلة أوديت سالم (والدة شاب وشقيقته خُطفا في منتصف الثمانينيات، وظلّت تناضل من أجل الكشف عن مصيرهما في إطار لجنة أهالي المفقودين، إلى أن صدمتها سيارة مسرعة فأردتها قبل نحو سنتين)، أي الدخول إلى منزلها، وتلمّس الأشياء التي صنعت فراغاً عظيماً في حياتها. أو الحالات التي فجّرها اختطاف ولديها في واحد من المفاصل البشعة للحرب الأهلية. أو النسمات التي لا تزال قابعة في زوايا المنزل، أو في حجراته، أو في ذكريات ناسه الغائبين. «رتابة» النصّ العام المتعلّق بسيرة الخطف والفقدان بدت، في الجانب المتخيّل، أقدر على إعادة صوغ الحكاية من منظار انفعالي بحت. أو ربما من منظار إنساني أعمق. حادثة السير التي أودت بحياة أوديت سالم باتت جزءاً أساسياً من حكاية الأهالي الذين أرهقتهم الشيخوخة، كما أرهقهم وجع السنين الطويلة، الطالع من أفئدة حطّمها الخطف والفقدان. في السرد المباشر، روت السيدات أوجاعهنّ وأحلامهنّ الموؤودة. روت السيدات الجالسات خارج منازلهنّ (أي في ديكورات أو بلاتوهات جعلها خليل زعرور امتداداً بصرياً لحالات ذاتية) فصولاً من ذاكرة الألم النازف. وفي اللقطات المتخيّلة، غاصت عدسة الكاميرا في الحميميّ. أي في الصمت الأقوى تعبيراً من الكلمات كلّها، وإن حملت الكلمات كمّاً هائلاً من الآلام.

لا أعني بـ«رتابة» النصّ العام انتقاصاً من القيمة الأخلاقية للحكاية. «الرتابة» هنا انعكاسٌ لشعور مفاده أن الحكاية معروفة، أقلّه بالنسبة إلى مهتمّين ومعنيين بالمسألة. أي أن تفاصيل الخطف وآثاره الأولى ومراراته المستمرّة لغاية اليوم، بعد عشرين عاماً على النهاية المنقوصة للحرب الأهلية، متشابهة في حبكتها، ومختلفة في جوهرها. ما فعله خليل زعرور، على مستوى الديكور/ البلاتوه والشقّ المتخيّل، جعل «الرتابة» أخفّ وطأة، وأنضج روحاً في إعادة سرد الحكاية.

 

أفلام الألماني هرتزوغ: «ما وراء التخوم»

مساء أمس الأول الثلاثاء، بدأ احتفالٌ سينمائي جديد في صالة سينما «متروبوليس». التعاون بين «جمعية متروبوليس» و«معهد غوته» في بيروت، هذه المرّة، أفضى إلى تنظيم تظاهرة «ما وراء التخوم»، مرتكزة على إعادة اكتشاف المخرج السينمائي الألماني ورنر هرتزوغ: ثمانية أفلام. إطلاق ستة وعشرين فيلماً من أفلامه منسوخة على أشرطة «دي. في. دي.». معرض صُوَر فوتوغرافية للمصوّر السويسري بيت بريسّر، الذي عمل طويلاً مع هرتزوغ. محاضرة ألقتها الإيطالية غرازيا باغانيلّي (مسؤولة البرمجة في «المتحف الوطني للسينما» في توران) حول سينما هرتزوغ.

هذه محاولة إضافية لاستعادة اختبار سينمائي مختلف. مشاهدة أفلام ورنر هرتزوغ تتكامل ومتعة النظر إلى تلك الصُور، أو الاستماع إلى هذه المحاضرة. أيام قليلة متبقية أمام الراغبين في الاحتفاء بهذا السينمائي. أفلام قليلة أيضاً تتيح فرصة التواصل مجدّداً مع أحد كبار صانعي السينما الألمانية الحديثة.

الثامنة مساء اليوم، يُعرض «الأقزام بدأوا هم أيضاً صغاراً» (إنتاج ألماني، 1970، بالأسود والأبيض، 96 دقيقة، دي. في. دي.، باللغة الألمانية المرفقة بترجمة إنكليزية). الثامنة مساء غد الجمعة، يُعرض «آغيري، غضب الله» (إنتاج ألماني، 1973، بالألوان، 93 دقيقة، نسخة 35 ملم.، باللغة الألمانية المرفقة بترجمة فرنسية). الثامنة مساء السبت المقبل، يُعرض «أعداء حميميون» (إنتاج ألماني، 1999، بالألوان وبالأسود والأبيض في آن واحد، 95 دقيقة، نسخة 35 ملم.، باللغة الألمانية المرفقة بترجمة إنكليزية). الثامنة مساء الأحد في الثالث من نيسان المقبل، يُعرض «قلبٌ من زجاج» (إنتاج ألماني، 1976، بالألوان، 97 دقيقة، دي. في. دي.، باللغة الألمانية المرفقة بترجمة إنكليزية). الثامنة مساء الاثنين في الرابع من نيسان المقبل، يُعرض «نوسفيراتو، مصّاص الدماء» (إنتاج ألماني فرنسي مشترك، 1979، بالألوان، 103 دقائق، ديجيتال بيتا، باللغة الإنكليزية). الثامنة مساء الثلاثاء في الخامس من نيسان المقبل، يُعرض «The Wild Blue Yonder» (إنتاج ألمانيا فرنسا والمملكة المتحدّة، 2005، بالألوان، 81 دقيقة، ديجيتال بيتا، باللغة الإنكليزية).

السفير اللبنانية في

31/03/2011

 

«حرائق» للمخرج الكندي دوني فيلّنوف

إنه لبنان رغم تحايل المخرج

نديم جرجورة 

أثار «حرائق» للمخرج الكندي دوني فيلّنوف، بُعيد عرضه الأول في المسابقة الرسمية الخاصّة بالدورة الرابعة (14 ـ 23 تشرين الأول 2010) لـ«مهرجان أبو ظبي السينمائي» (فازت لبنى آزابال بجائزة أفضل ممثلة عن دورها فيه، في ختام الدورة الرابعة هذه)، جدلاً نقدياً حادّاً. فهو، بإشاراته الكثيرة إلى الحرب الأهلية اللبنانية بمواربة درامية منقوصة، سقط في نزاع مرير بين الرمز والواقع. وهو، بمحاولته التنصّل من حقائق التاريخ ووقائع الجغرافيا من دون أن يبلغ مرتبة التجريد الإبداعي بحجّة أن السينما أوسع من الواقع وأبعد من الحقيقيّ وأجمل من أن تُختصر في محدّدات ثابتة، ظلّ أسير تناقضات شتّى، أبرزها ثنائية الحقيقي والمتخيّل. مُقتَبس هو عن مسرحية للّبناني الكندي وجدي معوّض بالعنوان نفسه. منقول إلى الشاشة الكبيرة بقلم المخرج نفسه. القصّة، بحدّ ذاتها، قاسية: أم تدفع ولديها إلى البحث عن أب متوفى وشقيق «غير موجود» أصلاً في ذهنيهما. وقائع البحث عنهما تؤشّر إلى بلد الأم: إنه لبنان، مهما حاول النصّ المسرحي والكتابة السينمائية التحايل على هذا الأمر، بإكثار الدلالات المعلّقة، وبالاستعانة المرتبكة بالترميز المفتعل وغير الناضج. إنه لبنان، بين عشية اندلاع حربه الأهلية الطاحنة ونهاية العقد الأول من القرن الواحد والعشرين.

تناقضات

غير أن المسعى الجدّي للمخرج الكندي دوني فيلّنوف إلى تحرير نصّه السينمائي من الوقائع هذه، عجز عن تحقيق مراده. هذا التناقض أثّر سلباً على البنية الدرامية لـ«حرائق». أخضعه لقسوة الاختلاف بين أنماط شتّى في صناعة السينما، جمعها الفيلم في طياته الدرامية والفنية، من دون أن يؤمّن حماية فنية وبصرية لكل واحد منها: التشويق والتحقيق البوليسي/ الاجتماعي، في مقابل الغموض والتجريد والرموز والدلالات اللامتناهية، والساقطة في فخّ التضخيم غير المُبرَّر وغير المُترجم درامياً بشكل سليم، الذي أوهن البناء الداخلي للفيلم، وأثقل على شكله الخارجي. غير أن الأهمية الدرامية (أكاد أقول التراجيدية) للقصّة لم يتحوّل بصرياً إلى فيلم سينمائي متماسك. إحدى المشاكل الرئيسة، بعد النقص في مفردات السرد الحكائي السوي: التمثيل. خصوصاً لبنى آزابال في دور نوال مروان. أثار فوز الممثلة بجائزة أفضل تمثيل نسائي في المهرجان المذكور أعلاه استياء لدى البعض، الذي وجدها أقلّ من عادية، وغير قادرة على منح الشخصية حيوية العيش على التخوم القاتلة للحياة والحرب والتبدّلات، على الرغم من ملامحها الظاهرة على الوجه تحديداً، التي بدت أسلم من نطقها، وأفضل من حركتها، وإن سقط التعبير أحياناً في المبالغة. هناك خلل السيناريو أيضاً. السرد مُصاب بأنواع شتّى من المآزق: درامياً وفنياً وإنسانياً. تبديل أسماء الأمكنة والمخيّمات يتنافى والتشديد على أن هذا البلد يُفترض به أن يكون متخيّلاً لا أن يكون لبنان، لم يؤدّ إلى نتيجة إبداعية صافية. الإشارة الواضحة إلى سوريا وإسرائيل والإيحاء بأن الحيّز الجغرافي لبعض الأحداث موجود في الأردن، تصطدم والرغبة الدائمة في التعالي عن الأسماء اللبنانية والفضاء اللبناني. وفي مقابل وضوح هائل في كون البلد المذكور هو لبنان (حرب أهلية بين مسيحيين ومسلمين. وجود فلسطيني مدني ومسلح. مخيّمات. سهى بشارة ومحاولة اغتيالها أنطوان لحد. أحقاد عنصرية مسيحية ضد فلسطينيين مدنيين... إلخ.)، هناك غموض الأسماء والمحاور الدرامية، والعجز المطلق عن إلغاء الجانب الحقيقي في طيات التجريد الدرامي المطلوب.

قسوة

أما قصّته، فقاسية قسوة حروب أهلية عدّة: تبدأ حياة الشابّة نوال مروان، المناضلة المسيحية اليسارية، بتحدّ صعب. تمثَّل هذا الأخير بمقتل حبيبها الفلسطيني، التي حملت منه جنيناً فأرادت الهرب معه لتأسيس حياة عائلية خاصّة بهما، على يديّ أحد أشقائها الشباب المتهوّرين والعنصريين والغاضبين من الوجود الفلسطيني في لبنان برمّته. تبدأ حياتها بـ«جريمة شرف». يولد الجنين. تساعدها جدّتها على الهرب. لكن المولود الجديد يبدأ، هو أيضاً، رحلة من نوع آخر، في مكان آخر وظروف لن تكون أقلّ قسوة وتحطيماً. هذا كلّه نتيجة موت نوال مروان في مهجرها الكندي، وتوصية ولديها التوأمين البحث عن أب (ظنّت العائلة أنه متوفى) وشقيق (بدا أنه افتراضي الوجود). السرد معقودٌ على الأم والابنة في الدرجة الأولى، في إطار «فلاش باك» بالنسبة إلى الأولى، وراهن آنيّ بالنسبة إلى الثانية. النتيجة صادمة: الأب «المتوفى لا يزال حيّاً يُرزق في مهجره الكندي أيضاً. إنه، في الوقت نفسه، شخص آخر (أترك هذا الأمر للمُشاهدة). كان الرجل المذكور قنّاصاً أيام الحرب الأهلية اللبنانية. تحوّل إلى جلاّد وحشي لا يتوانى عن إنزال أقصى العقوبات والتعذيب بحقّ السجناء. هناك، عرفته نوال مروان للمرّة الأولى، من دون أن تعرف هويته الحقيقية بالنسبة إليها.

الصدمة قاسية. لعلّها اللحظة الأجمل في الاشتغال السينمائي، داخل غرفة الفندق، مع الشقيقين التوأم. القصّة غريبة بعض الشيء، لكنها نتيجة حتمية لحرب أهلية وطائفية طاحنة ومجنونة. أما المعالجة الدرامية والسينمائية فمُصابة بمشاكل كثيرة: في سرد الحكاية وتشابك الأزمنة والأمكنة والأداء التمثيلي. إلى جانب لحظات جميلة وقليلة للغاية، كتصوير لقطات وحالات.

السفير اللبنانية في

31/03/2011

 

جيهان فاضل:

الفاجومي حالة ثوريّة أهّلتني للمشاركة في الثورة

القاهرة - هيثم عسران 

رغم ابتعاد الممثلة جيهان فاضل عن المناسبات الفنية والسياسية على حدّ سواء، فإنها شاركت بقوة في «ثورة 25 يناير» منذ اليوم الأول لاندلاعها برفقة زوجها.

عن ذكرياتها مع الثورة كان اللقاء التالي مع جيهان.

·         ما سبب حماستك للمشاركة في الثورة؟

بعد تفجيرات كنيسة القديسين في الإسكندرية بداية العام الجاري، شعرت بأن ثمة غلياناً يسود الشعب المصري، وعندما سمعت بالدعوة إلى التظاهر في 25 يناير نزلت إلى الشارع وشاركت في التظاهرة أمام دار القضاء العالي في وسط القاهرة، غير أنني لم أتخيّل أن تظاهرة غضب قد تتحوّل إلى ثورة غيّرت وجه مصر وامتدت آثارها إلى العالم العربي.

·         لماذا لم تتوقّعي أن تتحوّل إلى ثورة؟

لأن المتظاهرين كانوا يطمحون إلى تجاوز الجدار الأمني المفروض عليهم، وعندما نجحوا في ذلك توجّهوا إلى ميدان التحرير، وتابعوا التظاهر حتى تحوّل الغضب إلى ثورة، لا سيما في «جمعة الغضب»، وفي الأيام الثلاثة التي سبقت هذه «الجمعة» خرجت إلى الشارع وشاركت في التظاهرات.

·         ألم تقلقي من أن تؤثر مشاركتك في التظاهر ضد الحكومة على موقعك على الخارطة الفنية وعدم ترشيحك لأعمال فنية؟

إطلاقاً، لا أحسب الأمور بهذه الطريقة، حتى في العمل لا أختار دوراً لأكون قريبة من شخص يرشّحني لعمل آخر، أوافق على ما أقتنع به فحسب. خرجت إلى الشارع إيماناً مني بأن الفساد وصل إلى درجة لا يمكن السكوت عنها.

·         لكنك لم تتحرّكي قبل ذلك.

لست شخصية ثورية، على رغم أن والديَّ كانا ينتقدان عدم مشاركتي في أي تظاهرات أو اعتراضات نظراً إلى مواقفهما المعروفة منذ الستينيات، وكان لديَّ شعور عام بالإحباط لأن المعارضة منقسمة على نفسها، وبدلاً من أن تؤدي دورها في مواجهة النظام تواجه بعضها البعض، لذا قررت النزول إلى الشارع في تظاهرات 25 يناير.

·         في «جمعة الغضب» كانت المؤشرات تدلّ على أن ثمة أمراً ما سيحدث، ألم يسبب لك ذلك قلقاً؟

خرجت مع زوجي مثل الآلاف من الناس نطالب بالتغيير والقضاء على الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية وإسقاط النظام، ولم أشعر أبداً بالقلق وبأن ثمة خطراً على حياتي، علماً أنني أُصبت برصاصة مطاطية في قدمي أجبرتني على العودة مبكراً إلى منزلي يومها، وقد زادني ذلك إصراراً على الاستمرار في الثورة لإسقاط النظام وخرجت في اليوم التالي.

·         من أين استمددت هذه القوة؟

لا أعرف، أشعر بأن شخصية أخرى في داخلي قامت بذلك، في صباح كل يوم كنا، زوجي وأنا، نقبّل أولادنا ونردد الشهادة ثم نتوجه إلى ميدان التحرير، اليوم كلما أشاهد صور التظاهرات التي انطلقت من حولنا أتعجّب من أين استمدّ المتظاهرون هذه الجرأة.

·         ألم تخشي سيطرة «الإخوان» على الثورة لا سيما أن كثراً شعروا بالقلق من إمكان حدوث ذلك؟

كان المتظاهرون في ميدان التحرير يداً واحدة «إخوان» وغير «إخوان»، من الممكن أن نختلف في الأوقات العادية، لكن أثناء الثورة لم يكن ثمة مجال لذلك، تكاتف الجميع لتحقيق مطالب الثورة، وكانت درجة الاختلاف مقبولة.

·         ما رأيك بالحملة التي تبناها التلفزيون المصري في بداية الثورة لتشويه صورة المعتصمين في ميدان التحرير؟

الثورة لم تقم في ميدان التحرير فحسب، إنما خرجت تظاهرات ضخمة في المحافظات والميادين الكبرى، بتعبير أدقّ لم يكن النجاح ليتحقق للثورة لو لم يتحرّك أهالي السويس والإسكندرية ومدن مصر المختلفة، وقد تعرضوا لعنف أقوى مما تعرضنا له في ميدان التحرير واستمر أياماً، حتى بعد سقوط الشرطة في القاهرة، لكنهم كانوا بعيدين عن التسليط الإعلامي الذي ركّز على ما يحدث في الميدان.

·         هل صُدمت بموقف بعض الفنانين من الثورة؟

لا، لأنني أعرف من يؤيد الثورة ومن يعارضها، المعتصمون في ميدان التحرير هم الذين صُدموا لأنهم انتظروا من الفنانين أن ينزلوا إلى الشارع ويساندوهم، إلا أن ذلك لم يحدث ومع أول اختبار حقيقي تخلوا عن الجمهور الذي له الفضل في ما وصلوا إليه من شهرة، علماً أن تصريحاتهم قبل الثورة كانت تعكس المعاناة التي يعيشها المواطنون والظروف الاقتصادية الصعبة التي يرزحون تحتها.

·         لكنهم برروا مواقفهم بعدم إدراكهم حقيقة ما يحدث ووقوعهم ضحية معلومات وأخبار خاطئة.

لا عذر للجهل لأن الفن منصب، بمعنى أن الجمهور عندما منحني لقب فنانة ألقى على عاتقي مسؤوليات تتعلق بالمعرفة والاطلاع على ما يحدث، فثمة من يصدقني ويسير وفق آرائي، لذا عندما أظهر على الشاشة لا بد من أن أتحدث عما أعرفه وأرتب حديثي، قبل المشاركة في أي برنامج، للتعليق على الأحداث، من هنا لا يجب التفوه بكلمة من دون فهم حقيقة الأمر. أعذر من اختار الصمت وبرر ذلك بأنه لا يعرف في السياسة.

·         هل ساهم فيلم «الفاجومي» الذي انتهيت من تصويره أخيراً في إصرارك على الاستمرار في الثورة؟

بالتأكيد. خلال التحضير للفيلم عقدنا جلسات عمل مع الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم وكان يؤكد أن الثورة قادمة لا محالة ولدى الشعب المصري القدرة على التمرّد على الأوضاع وتحقيق أحلامه، إلا أنني اعتبرت آنذاك أنه متفائل أكثر من اللازم وغير واقعي. «الفاجومي» حالة ثورية أهّلتني للمشاركة في الثورة.

الجريدة الكويتية في

31/03/2011

 

غانم وعبيد وصالح ضيوف ملتقى الكويت السينمائي

فادي عبدالله 

يستضيف ملتقى الكويت السينمائي الدولي (6 - 8 أبريل المقبل) عدداً بارزاً من نجوم الفن السابع، للمشاركة في فعاليات الدورة الأولى لهذا المهرجان السينمائي.

وبهذا الصدد، أكد رئيس ملتقى الكويت السينمائي بدر المضف ان عدداً من النجوم سيشاركون فى المهرجان سواء من خلال أفلامهم السينمائية أو من خلال شخصياتهم الفنية الاعتبارية. وكشف المضف أن الملتقى سيقدم عدداً من الأعمال السينمائية ومنها الفيلم الايطالى 'الأب والغريب' من بطولة النجم العربي عمرو واكد، إضافة إلى فيلم 'ميكروفون' من بطولة الفنان خالد ابو النجا.

وأعلن المضف عن قائمة ضيوف الملتقى التي ستضم كوكبة من السينمائيين من فنانين ومخرجين ومنتجين ومن بينهم؛ خالد صالح، والمخرج محمد خان، ونبيلة عبيد، والمنتج محمد حفظي، والمخرج خالد الحجر، وشريف صبري، ومايا نصري، وسمير غانم، والمخرجة كاملة ابو ذكري، ومجموعة أخرى من فناني العالم العربي.

وأشار إلى إقامة ورش سينمائية في الدورة الأولى للملتقى ومنها؛ 'ورشه الكاميرا الرد' وهي احدث الكاميرات المتخصصة وسيحاضر فيها عبدالعزيز الجسمي وهو من الكوادر المتخصصة فى هذا المجال، إضافة إلى ورشتي: 'استخدام الآي فون والآي باد في التصوير'، و'موسيقى الافلام'، كما يحاضر المنتج المعروف غابي خوري الذى كان وراء العديد من أعمال المخرج الراحل يوسف شاهين في ورشة 'الإنتاج السينمائي'. واشار الى المهرجان سيضم كذلك ورشة عن كيفيه طرح الاعمال السينمائيه في الصالات يقدمها المدير العام للعمليات في شركة السينما الكويتية الوطنية هشام الغانم، كما يقدم السيناريست العربي محمد حفظي ورشة عن كتابة السيناريو، ويناقش السينمائي جمشيد ملكبور فى احدى الورش موضوع 'صناعة الافلام'.

ولفت الى أن الملتقى سيشهد عقد العديد من الموتمرات الصحفية التى ستقام في المركز الإعلامي للملتقى الذي سيكون بمنزلة محطة الاتصال مع فعاليات هذا الحدث السينمائي المرتقب من خلال عرض 30 فيلماً حديثاً داخل المسابقة الرسمية، إضافة إلى عروض تقدم للمرة الأولى فى الكويت.

f.abdulla@aljarida.com

الجريدة الكويتية في

31/03/2011

 

مخرجات كويتيات في ملتقى الكويت السينمائي

فادي عبدالله 

صرح المدير الفني لملتقى الكويت السينمائي الدولي يوسف المالك بأن لجنة اختيار عروض المسابقة التى تضم عدداً بارزاً من الكوادر السينمائية المتخصصة، شاهدت العديد من النتاجات السينمائية لتختار من بينها ثلاثين فيلماً تجسد مرحلة متطورة من الانتاج السينمائي فى الكويت والإمارات والسعودية وقطر ولبنان وسورية، وتعمل على تقديم كم من الوجوه الجديدة فى هذا المجال. وأشار المالك الى ان الملتقى الذي ستنطلق فعالياته فى الفترة من 6 إلى 8 أبريل المقبل سيكون عامرا بالاكتشافات السينمائية الشابة التي تمثل رصيدا ايجابيا سيساهم فى حركة الانتاج السينمائي فى الكويت ودول المنطقة، مبينا أن المسابقة ستشهد حضور عدد من الكوادر النسائية الكويتية الشابة فى مجال الاخراج السينمائي، مما يمثل إضافة إلى رصيد المهرجان والتجربة السينمائية الكويتية بشكل عام حيث ستقدم المخرجة مروة معرفي فيلمها الأول «تويست»، وستقدم المخرجة عنود الزامل فيلمها الأول بعنوان «صابر».

وكشف أن بقية الأفلام المشاركة تشمل «شنب» للمخرج مقداد الكوت، و»أرجوحة» لعبدالله الديحاني و»عليه السلام» لفواز المتروك، و»للون الرمادي» لبشار عبدالحميد، و»على طريقة ديو» لعبدالعزيز بوخمسين، و»توكاى» لعبدالرحمن العسكر، و»الرحلة العظيمة» لمحمد العواد و»الحادية عشرة مساء» لخالد العبدالله، و»بقايا بشر» لمشعل الحليل وجاسم النوفلي، و»المحطة رقم واحد» لصادق بهبهاني، و»الجعدة» لداوود شعيل، و»المظلوم» لخالد توفيق و»كل عام وانت بخير» لعبدالرحمن الخليفي، و»أي وقت» لمبارك المبارك، و»بي كي كويت» لجابر الكناني، و»ساحة الحرب» لحسين عبدال، و»لا زواج» لحسين سلامة، و»الاختيار الاخر» لأحمد ناصر، و»4 حيطان» لابراهيم هدرج، و»ضيافة العميد» لعبدالرحمن الخليفي، و»الاختيار» لفهد النجار، و»سر السعادة» لجود شهاب، و»التفتح» لأحمد التركيت، و»جندي» لمساعد المطيري. واكد المالك أن هذه الأفلام من احدث النتاجات السينمائية، وسيقدم عدد منها عرضه الأول فى الكويت لينطلق بعدها الى عدد من المهرجانات الدولية في منطقة الخليج والعالم، ملمِّحاً إلى أن أفلام الملتقى تتناول الموضوعات بروح شبابية وبشفافية في الطرح والمعالجة.

f.abdulla@aljarida.com

الجريدة الكويتية في

31/03/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)