حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

فنون يقدمها : محمد صلاح الدين

السينما بعد 25 يناير

الجماهير تابعت أحداث الثورة .. وغابت عن شباك التذاكر!

حسام حافظ

عندما اندلعت ثورة الشباب في 25 يناير الماضي. كانت أجازة نصف العام علي الأبواب. وكانت دور العرض تستعد لاستقبال الموسم بمجموعة من الأفلام العربية والأجنبية. لكن الأحداث التي شهدتها مصر والقلق الذي عشناه خوفاً علي الثورة وعلي الوطن أيضاً. إلي جانب فرض حظر التجول أدي لاغلاق دور العرض. وانصرف الجمهور بالطبع عن كل اهتماماته وجلس أمام نشرات الأخبار يتابع فيلماً واقعياً أكثر إثارة من كل أفلام الأكشن!! شباب يغامرون بحياتهم من أجل التخلص من نظام فاسد حتي كتب الله لهم النصر.

ذكرت غرفة صناعة السينما في تقرير لها ان السينما المصرية خسرت أكثر من مائة مليون جنيه في الفترة ما بين 25 يناير حتي الأسبوع الأول من شهر مارس الحالي. وكان أكثر الأفلام المصرية التي تعرضت للخسارة فيلم "365 يوم سعادة" بطولة أحمد عز ودنيا سمير غانم وإخراج سعيد الماروق. وبلغت خسائره 15 مليون جنيه. يليه فيلم "فاصل ونعود" لكريم عبدالعزيز وإخراج أحمد نادر جلال وبلغت خسائره 10 ملايين من الجنيهات. ثم فيلم "ميكروفون" لخالد أبوالنجا ويسرا اللوزي إخراج أحمد عبدالله. إلي جانب الخسائر التي تعرضت لها الأفلام التي بدأ عرضها في اوائل يناير مثل "678" لبشري وخالد الصاوي إخراج محمد دياب و"بون سواريه" لغادة عبدالرازق و"الوتر" لمصطفي شعبان وغادة عادل!

غياب الجمهور

كانت دور العرض قد فتحت أبوابها في الأسبوع الأخير من فبراير. الا ان الجمهور ظل مقاطعاً لشباك التذاكر. إما بسبب الاهتمام الكبير بالأحداث أو خوفاً من البلطجية وفقدان الأمن أو بسبب حظر التجول وإيقاف العروض المسائية. كذلك تكبدت شركات التوزيع الكثير من الخسائر وهي التي تعتمد علي الفيلم الأجنبي. خاصة في موسم أجازة نصف العام. وكذلك أفلام عيد الحب "الفالنتين داي" الذي وافق 14 فبراير وكله بعد تنحي الرئيس بثلاثة أيام فقط!. بالتالي لم يتابع الجمهور الكثير من الأفلام الهامة التي تم عرضها بالفعل بدون جمهور تقريباً مثل فيلم "اللعبة العادلة" لشون بين وخالد النبوي والذي أثار ضجة قبل عرضه بسبب مشاركة ممثلة إسرائيلية بدور صغير في الفيلم. وفيلم الرعب "القوي الشيطانية" للنجم أنطوني هوبكنز إلي جانب مجموعة من أفلام العائلة التي تعرض في نصف العام مثل: "رحلات جاليفر" لجاك بلاك "ثلاثي الأبعاد" وفيلم "موسم الساحرة" لنيكولاس كيدج وأفلام الرسوم ثلاثية الأبعاد "الدب يوجي" و"تانجلد" وأفلام الأكشن "المحترف" و"أنا رقم 4" و"الطفلة الغامضة" و"الدبور الأخضر" بالاضافة إلي أفلام عيد الحب "اجري وراءها" لآدم ساندلر وجينفر أنيستون و"الحياة كما نعرفها" و"المقدس" من إخراج مخرج الروائع جيمس كاميرون الذي قدم تايتانيك وأفاتار اللذين حصدا أعلي إيرادات في تاريخ السينما. وبدأ الأسبوع الماضي عرض أهم الأفلام التي حصلت علي جوائز الأوسكار هذا العام وهما فيلم "خطاب الملك" الذي حصل علي 4 جوائز أوسكار أحسن فيلم وإخراج وتمثيل وسيناريو إلي جانب فيلم "المصارع" الذي حصل علي جائزتي أوسكار.

هل يعود الإنتاج؟

من ناحية أخري تبدو خسائر السينما المصرية مرشحة ان تتضاعف إذا لم تعد الحياة لطبيعتها مرة أخري ويبدأ تصوير أفلام الصيف القادم حيث توقفت استوديوهات السينما تماماً خلال أحداث الثورة. ويحاولون الآن عودة التصوير لكن حظر التجوال الليلي المفروض مازال يؤثر علي عودة العمل خاصة في استوديوهات السينما. فقد توقف تصوير فيلم "المصلحة" لأحمد السقا والجزء الثالث من "عمر وسلمي" لتامر حسني و"المركب" لرغدة و"بيبو وبشير" لمنة شلبي و"إكس لارج" لأحمد حلمي و"واحد صحيح" لهاني سلامة. و"مارينا" لحمادة هلال إلي جانب الأفلام التي تم الانتهاء من تصويرها ولم يتحدد موعد عرضها مثل فيلم "أسماء" لهند صبري و"الفاجومي" لخالد الصاوي و"كف القمر" للمخرج خالد يوسف.

مكاسب الثورة

لكن يقول الفنان خالد أبوالنجا: ان مكاسب الثورة أكثر بكثير من الخسائر مثل اهتمام العالم بمصر سواء أثناء الثورة أو بعدها وظهور الأفلام التسجيلية التي صنعتها القنوات الأجنبية عن الثورة. وهي أفلام تعكس حقيقة ما فعله الشباب وكيف حبست مصر أنفاس العالم.. وقد انتهي المخرج الأمريكي الشاب مايك فراح من إخراج الفيلم الروائي القصير "ثورة مصر علي الفيس بوك" بطولة توب بيشوب وإيمان مورجان ويحكي عن كيفية استخدام الشباب المصري لموقع الفيس بوك في الاعداد للثورة حتي ان حكومة مبارك تنبهت لذلك وبادرت بقطع خدمة الانترنت لكن بعد فوات الأوان!

السينما التسجيلية

كذلك قام العشرات من مخرجي الأفلام التسجيلية والوثائقية من تصوير ساعات طويلة لاحداث الثورة مثل المخرج الشاب محمد حمدي الذي قام بتصوير 35 ساعة كاملة لاحداث ميدان التحرير. كذلك المخرج إياد صالح الذي قام بتصوير 14 ساعة من المظاهرات. والمخرج والناقد صلاح هاشم الذي جاء من فرنسا وقام بتصوير موقعة الجمل والمخرج هيثم الصاوي الذي قدم يوميات الفنان التشكيلي كريم عثمان أثناء الثورة واعتصامات ميدان التحرير الذي أصبح مزاراً للوزراء والسياح الأجانب.. كذلك يرصد المخرج مصطفي عزت التغيير الذي حدث لسلوك الشباب بعد الثورة وكيف تغيرت النظرة إليهم. كان البعض يعتبرهم شبابا مستهتراً. لكنهم أثبتوا جديتهم واصرارهم علي تطهير مصر من الفساد. وهكذا فإن السينما خسرت الكثير من الأموال ولكنها كسبت أجيالاً جديدة من السينمائيين يستحقون تقديم سينما شابة تليق بالحدث الكبير الذي صنعوه!

الجمهورية المصرية في

24/03/2011

 

السياف العظيم!

محمد صلاح الدين 

* من غير المعقول أن يفتقد كل السينمائيين مرة واحدة القدرة علي ابتكار وسيلة لجذب الجمهور إلي دور العرض مرة أخري.. خاصة وان الكرويين قد نجحوا في اعادة الدوري.. أم أن السينمائيين كلهم تركوا الفن دفعة واحدة واصبحوا يعملون في السياسة!!

* من يقرأ قصيدة نزار قباني "السياف العظيم" يدرك أن الفن سلاح رهيب لمن يعرف قيمته.. يتلامس مع مشاعر الناس وحاجتهم حتي في أحلك الأوقات.. مازلت أتذكر قوله: "أيها الشعب أنت من ارث جدودي.. فالمفروض أن أركب عليكم إلي يوم القيامة"!!

* لذلك يصر الحكام العرب بالذات علي أن الشعوب العربية لا قيمة لها.. إما إن تخضع أو تموت.. ليس من حق أحد أن يختار.. والخيرة فيما يختاره الجزار!!

* في سويقة الجدل السياسي الدائر ينسي السادة الجدليون ان نسبة البطالة بين الشباب والكبار زادت بعد الثورة.. وهذا معناه زيادة الجريمة والبطش والإرهاب والناس جعانة. يتحدثون عن الديموقراطية والناس لا تسمعهم.. فلا صوت يعلو الآن فوق صوت المجرمين وقطاع الطرق والحرامية!!

* لم يقترح أحد مثلا ان تقوم الحكومة بحصر كل العاطلين ويتم التحقيق معهم تمهيدا لإلحاقهم فورا بمصانع كبيرة ومحترمة تنتج شيئا له قيمة يصلح للبيع في الداخل والخارج.. بدءا من المنسوجات وحتي الأدوات المنزلية والأثاثات.. عيب أن يكون ثلث شعبنا عاطلاً. وثلث آخر بيفكر يعطل. والثلث الأخير قرفان من الطريق!!

* من المساوئ التي اكتشفت في النظام السابق هي مسألة تعصيب العيون.. وهي فكرة سادية أخذتها وزارة الداخلية عن إسرائيل النازية.. من حقوق الإنسان الاساسية أنه لا يجب إلغاء أو تقييد أي حاسة من حواسه لأي سبب كان.. ومن يفعلها وجب عليه عقاب الدنيا والآخرة!!

* بعد ازالة ميدان اللؤلؤة في البحرين.. حمدت الله ان النظام القديم عندنا لم يزل ميدان التحرير.. الحكام إذا اعتقدوا أنهم معصومون سعوا بأقدامهم إلي التهلكة. وضلوا سواء السبيل. ووجدوا عاقبة ذلك ثورة الشعوب. وسخط التاريخ!

* وصدق عبدالرحمن الكواكبي حين قال: "ما من مستبد سياسي إلا ويتخذ لنفسه صفة قدسية يشارك بها الله"!! وقد أسسها فرعون "لا يسأل عما يفعل وهم يسألون".. وهذا بالضبط ما فعله كل الطغاة علي مدار التاريخ!!

* غريبة أن زلزال اليابان هاج وماج يوم "جمعة" أيضا.. بقي أن نعرف ما اسم هذه الجمعة الغاضبة الساحقة الماحقة؟!

* لماذا روتانا بالذات تتاجر وبشكل فج بشعب مصر إلي هذه الدرجة.. يا تري الأمير يحاول تبرير جرائمه في توشكي.. أم تبرير شروره في تجميد كل مطربينا في ثلاجة الاحتكار لصالح الخليجيين؟!

* ينسي بعض الناس أن سبب إلقائهم في النار هو حصائد ألسنتهم!!

* المنطقة العربية بأسرها تتغير.. وقادة فلسطين مازالوا يتمسكون بالسلطة.. حماس وفتح يعتقدان أنهما أكبر من الشعب باصرارهما علي الاختلاف.. بل وعلي الحكم.. ألا يوجد عندكم ميدان للتحرير.. ولا حتي لؤلؤة؟!

Salaheldin-g@hotmail.com

الجمهورية المصرية في

24/03/2011

 

مقعد بين الشاشتين

ريا وسكينة .. والفن الثوري الجديد

بقلم : ماجدة موريس 

* لا ينسي أحد منا مسرحية ريا وسكينة باستعراضاتها الساخرة والقدرات المتميزة لكل العاملين بها من المؤلف والمخرج إلي النجوم والكومبارس. خاصة البطلتين "ريا وسكينة". أي شادية وسهير البابلي. اللتين قدمتا ثنائيات غنائية بديعة منها أغنية "الدور" التي تلخص موقف الأشخاص الذين أوقعتهم أقدارهم في طريق الموت.. "الدور الدور.. موعودة ياللي عليك الدور" وقد استغل بعض المبدعين من الشباب الأغنية وايقاعها السريع لتقديم كليب ساخر ينتقل بالمعني من تلك القصة إلي قصة أخري. أكثر عصرية وعمومية. وهي قصة رئيس وزوجته وابنه وبطانته أوقعتهم أعمالهم في طريق القصاص. وحيث استطاع صناع الكليب ابتكار شكل فني مميز لهؤلاء. فبدوا كأعضاء فريق يلعب اكروبات ويرقص ويغير ملابسه كما تفعل راقصات الاستربتيز أحياناً. احتفظ مخرج أو مخرجو الكليب بصور وجوه أقطاب النظام السابق فقط. وأضافوا لها القبعات والملابس والرقصات من خلال الامكانيات الكبيرة لبرامج الفوتوشوب والجرافيك واستطاعوا تقديم عمل فني أخّاذ. شديد القوة وشديد المرارة والسخرية من هؤلاء الذين لعبوا علينا سنوات طويلة أعطيناهم فيها الاحترام وأخذنا منهم الاستغلال في كل مجال ونهب ثرواتنا وأرضنا.. إنه الفن حين يستخدم في وصف هؤلاء بأبلغ الأساليب وأكثرها بلاغة وخفة ظل. فأنت لا تمل من الضحك وأنت تري هؤلاء "الكبار" الذين كان الاقتراب منهم ممنوعاً وقد تجردوا من هذا القناع المزيف وبدوا كأنهم فرقة "علي بابا" والباقي معروف. وللأسف. وربما للضرورة. حجب هؤلاء المبدعون الذين صنعوا الكليب اسماءهم. ولكن هذا لا يهم الآن. فالأهم هو هذا العمل الفني الذي يعيد تشكيل الصور والمعاني والأشكال ويركبها علي نحو خلاق.. وقد رأيت مثل الكثيرين غيري الكثير من الكليبات علي "الفيس بوك" والمواقع الاجتماعية الأخري علي الانترنت. بعضها مباشر. وبعضها قادر علي تقديم ملاحظات عميقة في صور ساخرة. ولأن الثورات الشعبية وسلوك الرؤساء أصبحا من ظواهر هذا العام. فإن التعامل معهما اجتذب عدد كبير من فناني الثورة المجهولين والذين قد نعرفهم لاحقا حين يكشفون عن أنفسهم بعد الاستقرار. وبرغم الكليبات العديدة عن الثورة المصرية والأغنيات والكلمات التي يثير بعضها الشجن والبعض الآخر البكاء وكذلك بعض الكليبات عن الثورة التونسية وعن هروب بن علي إلا أن القذافي هو ملك هذه الكليبات بلا منازع فهو الشخصية الأكثر إثارة للجدل فيما يخص سلوكه الشخصي وأسلوبه في الخطابة أما أزياؤه فهي ضمن أكثر المواد انتشارا في هذه الكليبات وللدرجة التي تجعلك أحيانا تتساءل: هل هو انسان حقيقي أم روبوت؟ ومن الملاحظ في هذه الأعمال كلها هو ظهور بن علي والقذافي وحدهما بينما كان مبارك بصحبة العائلة والبطانة وبعض الوزراء هل هو تخصص مصري؟.. ربما .. لكننا هنا أمام نوع من الفن الساخر ليس جديدا تماما لكنه متطور هنا وقادر علي استلهام الحدث وروح اللحظة والتعبير عنهما بمهارة من خلال أدوات جديدة فالكليب مسمي قديم يخص الأغاني المصورة والتي اخترعت بعد عصر القنوات المتخصصة ولكنه هنا تحول إلي فن سياسي من الدرجة الأولي ملائم لزمن السرعة وأدوات صناعته أي التكنولوجيا الرقمية المتطورة وقياسا علي هذا السيل من الأعمال فإنني أتوقع حركة فنية نشطة في السنوات القادمة فعلي مواقع الانترنت رغبة شديدة في أجيال جديدة لتقديم فن يعبر عنها ومع ذلك فإن هؤلاء لم يغفلوا عن أجيال سبقتهم وقدمت ما استطاعت من وجهات نظر نقدية بأسلوبها ومنهم الفنان الكبير محمد صبحي الذي وجدت له مقاطع من بعض مسرحياته من بينها "ماما أمريكا" وفيها جزء يقلد فيه الرئيس السابق مبارك بأسلوب فني جمع بين البراعة والسخرية وأشعلت المسرح والحضور وربما يرفض البعض اعتبار هذا موقفا شجاعا ولكنه كذلك بالفعل لأنه تجاوز الخطوط الحمراء التي لم يتجاوزها غيره ولولا هذه التجاوزات والمحاولات من صبحي وغيره من المسرحيين. وكذلك الأمر مع التليفزيونيين سواء صناع الدراما أو البرامج. والذين حاولوا تجاوز الأسقف الحمراء للنقد مراراً. وكذلك السينمائيين الذين تحلوا بشجاعة تقديم أعمال لا تزيف الواقع أو تجمله بل تفضح عوراته وتشير بأصابع الاتهام للنظام. ولولا هذه الأعمال لما أصبح الغضب من الفساد منتشراً. ولما وصل إلي شباب الثورة بهذه الدرجة. فالفن مؤثر. وملهم. وإذا أردنا التأكد من هذا علينا الاستماع إلي أغاني الثورة الجديدة. وتأمل كلماتها لنتأكد أنها تأثرت بعشرات الأعمال التي أبدعها فنانون سابقون علي مائة عام من سيد درويش إلي عبدالوهاب إلي عبدالحليم حافظ وشادية وعفاف راضي وغيرهم. فألحانهم رددت في أيام التحرير من "قوم يامصري" إلي "مصر هي أمي" و"ياحبيبتي يامصر". بل ان ثوار 25 يناير رفعوا قصيدة "وقف الخلق" لحافظ إبراهيم والسنباطي وأم كلثوم شعاراً لهم قبل ان ينتجوا أغانيهم الجديدة وبعد ان أهداهم محمد منير "إزاي".. وبعدها بدأ المد الفني الثوري الجديد. من الميدان إلي الشاشات.. وبالعكس

magdamaurice1@yahoo.com

الجمهورية المصرية في

24/03/2011

 

وفاة نجمة فيلم «التانغو الأخير في باريس»

ماريا شنايدر.. البراءة التي قتلتها السينما!

عبدالستار ناجي  

نعت الأوساط الفنية في العالم وفاة النجمة الفرنسية ذات الأصول الألمانية ماريا شنايدر عن عمر يناهز (59 عاماً) بعد معاناة طويلة مع المرض.

حتى هنا يبدو الأمر عادياً جدا، ولكن الذي لا يعرفه العالم ان هذه الفنانة كانت قد جنت عليها السينما وكتبت شهادة وفاتها منذ الفيلم الاول الذي قدمته وكان بعنوان «التانغو الأخير في باريس»

لقد قابلت ماريا شنايدر ثلاث مرات في العاصمة الفرنسية وفي كل مرة كانت تبادرني كما تبادر بقية الصحافيين «لا تسألونني عن -التانغو-» وفي حديث طويل لها مع مجلة «كاييه دي سينما» -الدفاتر السينمائية- والتي تعتبر احد اهم المطبوعات المتخصصة في السينما في فرنسا، تعترف ماريا شنايدر بان «التانغو» شوه صورتها وألغى كل شيء في حياتها وبات العالم لا يراها، الا تلك الصبية الجميلة التي عاشت ليلة مع مارلون براندو في ذلك الفيلم الاكثر اباحية الذي قدمه براندو مع المخرج الايطالي برناردو برتولوتشي.

ونعود الى البدايات.

اصعب القرارات التي يمكن اتخاذها في مراحل المراهقة، وعليك ان تتحمل نتائجها طيلة عمرك، هذا ما حصل حينما وافقت الفرنسية الشابة ماريا شنايدر (19) يومها، حين وافقت على الظهور عارية في فيلم «التانغو الأخير في باريس» امام أهم نجوم هوليوود والعالم «مارلون براندو».

قدم الفيلم عام 1972 وكان بمثابة الفضيحة الفورية ويحكي قصة اثنين من الغرباء هو ارمل اميركي (براندو) وصبية فرنسية شابة يلتقيان في باريس ويقرران الذهاب بعيدا في مغامرتهما الجنسية، في شقة فارغة تماما، مع اصرار على الا يكشف كل منهما اسمه للآخر، رحلة تتحدث عن الاغتراب بين الجنس والحب.

وحقق الفيلم دويا بين اشد المعارضين وبين المبشرين بميلاد نهج سينمائي جديد، ولكن الدوي يومها كان اكبر من اي شيء، وتوقع الجميع ان تشق ماريا شنايدر طريقها الى العالمية، ولكن بدلا من ذلك انهالت عليها العروض والتي كانت دائما تريدها كنجمة عارية فقط.

وكادت تصاب تلك الصبية ذات الملامح الهادئة بالجنون فكان ان لجأت الى ادمان المخدرات وتعترف بانها اخذت جرعات زائدة مرات عدة من اجل ان تموت وتنهي حياتها.

فكيف لها ان تواجه العالم بتلك الصورة التي ظلت تحاصرها وصناع الانتاج لا يريدون لها الا ان تكون الجسد، وليس المرأة الفكر والانسانة حتى رغم تقدمها بالعمر وظهور الشيب كانت السيناريوهات تأتيها وتريدها ان تتعرى حتى تظل في عيون الناس العارية.

ودخلت ماريا شنايدر حالة من الحزن والكآبة والمرض والصراخ، كانت تصرخ حينما تتحدث الى التلفزيون او الصحافة.

حينها التقت مع المذيع الفرنسي الشهير ميشيل دروكار قالت له بالحرف الواحد: لو ظهرت لي أي صورة من فيلم «التانغو» أو أي مشهد او أي سؤال، فانني سأخرج من الاستديو. واحترم ذلك الاعلامي القدير رغبتها وحدثها في كل شيء الا الألم.

ولكنها كانت تعلم بانها تسير الى نهايتها خصوصا بعد ان انتشر المرض الخبيث السرطان في انحاء متعددة من جسدها التي صورته في اذهان شباب العالم في مطلع السبعينيات.

كانت عليها ان تنسى «التانغو» ولكن ذاكرة العالم ظلت مشغولة بذلك الفيلم، وتلك المشاهد المثيرة التي تقترب في احيان كثيرة من الجنس المباشر.

كانت تسعى لان تعيش حياتها.

ولكن كلما جاء اسمها اقترن ذلك بـ«التانغو» الذي ذهبت اليه بعفويتها وبساطتها وبطفولتها ومراهقتها فاذا بها وكأنها تذهب الى حتفها وقدرها وانتحارها البطيء.

أعوام طويلة ظلت خلالها ماريا شنايدر تحصد عذابات ذلك الفيلم، الذي توقعت ان يفتح امامها ابواب النجومية والشهرة والثراء، فإذا به يفتح امامها ابواب جهنم.

وهنا نقول: ماريا شنايدر النجمة التي قتلتها السينما او البراءة التي قتلتها السينما.  

عمرو واكد يتجه لتأسيس جبهة سياسية

عبدالستار ناجي

اكد الفنان المصري عمرو واكد في اتصال هاتفي معه بأننه في طريقه لتأسيس جبهة سياسية جديدة تهدف إلى «لم شمل» كل من شاركوا في ثورة 25 يناير الذين لا ينتمي أي منهم لحزب سياسي. وأشار الى انه أطلق على جبهته اسم «الجبهة القومية للعدالة والديموقراطية»، ورجح أنه قد يحول هذه الجبهة إلى كيانين يكمل بعضهما البعض وهما «حزب سياسي وجمعية أهلية».

وشدّد واكد على ان سبب إنشائه لهذه الجبهة يعود إلى خوفه الشديد على الثورة التي يحاول الكثيرون ركوبها من أجل مصالحهم الشخصية وطموحاتهم الخاصة. في حين جل الذين حركوا ثورة «25 يناير» انطلقوا من اهداف وطنية بحتة هدفها التغيير.

وأوضح أنه اكتشف أن نحو 80 في المئة ممن شاركوا في الثورة لا ينتمون إلى أي أحزاب سياسية, لا يوجد لهم منابر تعبر عن مواقفهم، ومن هنا برزت ضرورة خلق منبر جديد يكتل هذه الأغلبية. يسعى بشكل اساسي الى لم شمل تلك الكوادر من اجل صوت يظل حاضرا ونابضا بالتحدي.

هذا وعلمت مصادر «النهار» انه يتوقع ان يزور الفنان عمرو واكد الكويت في مطلع الشهر المقبل وذلك للمشاركة في ملتقى سينمائي تحتضنه الكويت.

anaji_kuwait@hotmail.com

النهار الكويتية في

24/03/2011

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)