حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

«أقوي الرجال».. ما ضاع حق وراءه فتاة شجاعة

كتب محمود عبد الشكور

يمكن أن نعتبر الفيلم الأمريكي «true grit» الذي عرض تجاريا في مصر تحت اسم «أقوي الرجال» الدليل القوي علي ما كنت أراه دائمًا من أن أفلام الغرب الأمريكي قادرة علي الاستمرار واثارة الدهشة والاعجاب بشرط أن يصنعها المبدعون لا المقلدون، هذه النوعية التي صنعت مجد حفنة من النجوم والمخرجين تعطي مساحة واسعة لتقديم دراما قوية تجمع بين المغامرة والحركة، كما تسمح باستغلال امكانيات السينما في الصورة والمونتاج والموسيقي، وتستوعب أيضا التعبير عن أفكار إنسانية لا تنتهي كالبحث عن الحقيقة أو البحث عن العدالة أو مفهوم القوة والضعف، «أقوي الرجال» هو التجسيد الحي لكل هذه المزايا التي تمنحها هذه النوعية شبه المنقرضة بعد سنوات من المجد والتألق، ويرجع تميز «أقوي الرجال»، الذي رشح لعشر جوائز أوسكار من بينها المنافسة علي أوسكار أفضل فيلم، إلي الثنائي الموهوب الأخوين «جويل وإيثان كوين» اللذين كتبا الفيلم للسينما عن رواية لـ«تشارلز بورتير»، ثم اخرجاه بهذه الصورة اللامعة، فأثبتا من جديد أنهما لا يكتفيان فقط، بالتجول بين أنواع مختلفة من الأفلام في تجاربهما المتنوعة، ولكنهما يضيفان إلي كل نوع يقدمانه حيث يضعان بصمتيهما الساخرة، ويقومان بتعميق موضوعهما لكي يستوعب قضايا إنسانية ووجودية وفلسفية في بعض الأحيان.

هناك أفكار كثيرة يطرحها «أقوي الرجال» أهمها بالتأكيد التمسك بالحصول علي الحق، والتمسك في نفس الوقت بأن يكون ذلك بأقصي قدر ممكن من العدالة، ما ضاع حق وراءه مطالب، ولكن الشرط الأول لتحقيق هذه المعادلة أن يتحلي الإنسان بالشجاعة الحقيقية ليست القضية في شجاعة المغامرة التي ستوفرها الرحلة لمطاردة خارج عن القانون قتل والد بطلتنا التي لا يزيد عمرها علي 14 سنة ولا شجاعة امتطاء الخيول وإطلاق الرصاص واجتياز الصحاري والوديان، وكلها من «أيقونات» أفلام الويسترن التي لا غني عنها، ولكنها شجاعة مواجهة الشر بالعدالة وشجاعة عدم التراجع في سبيل تحقيق هذا الهدف، وفي شجاعة الاستعداد لتحمل خسائر هذه المواجهة الصعبة، ليست العدالة في «أقوي الرجال» مفهومًا مثاليا، ولكنها فكرة قابلة للتحقيق بقدر ما تسمح لنا إنسانيتنا، نعم سيتحقق هدف الانتقام في النهاية، وستكون هناك خسائر، وسيكون هناك ضحايا، ولكن الشجاعة الحقيقية في الرحلة والسعي وليس في النتيجة التي يضمن تحقيقها نوع أفلام الويسترن أكثر ربما مما يضمن تحقيقها الواقع، سيموت الأشرار كما هو متوقع، ولكنك ستخرج أقل ارتياحًا من أفلام الويسترن التقليدية ذلك أن الأخوين كوين جعلا الشجاعة في رحلة الدفاع عن الحق والعدل وليس في النتيجة، وجعلا الثمن الذي دفعته بطلتنا مزعجًا، وفي المشاهد الأخيرة، ورفعا شعارًا مهمًا هو مفتاح الفيلم كله يقول: لا يوجد شيء مجاني في الحياة. إلا نعم الله، ويعني ذلك أن التصرف الشرير لابد أن يواجه بالعقاب وأن يدفع صاحبه الثمن، ولكنه يعني أيضًا أن الدفاع عن الحق والعدل له أيضا ثمن، وعلينا أن نكون مستعدين لدفعه في كل الأوقات.

تقول الخطوط العامة للحدوتة، إن الفتاة الصغيرة «ماتي» «هايلي ستيفيلد» قررت أن تأخذ حق والدها فرانك روس الذي قتله مجرم أمام أحد الفنادق في مدينة بعيدة، وسرق منه قطعة ذهبية وحصانًا، كان يمكن أن تسكت «ماتي»، وأن تعيش مع أمها واخويها الصغيرين، ولكنها اختارت أن تستعيد حقها، وبأقصي ما تسمح به ظروف العدالة، ذهبت إلي البلدة التي وقعت فيها الجريمة، ولجأت أولاً إلي المارشال الذي أخبرها أن القاتل المعروف واسمه «توم تشيني» «جوش برولين» هرب ولجأ إلي قبيلة هندية بعيدة، وأدركت بالتالي أن العدالة الرسمية قاصرة فاختارت اللجوء إلي العدالة غير الرسمية من خلال صائد المجرمين ونائب الماريشال السابق «رستو كوجبرن» «الرائع جيف بريدجز» الذي وافق بعد جهد علي مهمة اصطياد «تشيني» مقابل 100 دولار يدفع نصفها مقدمًا، ثم انضم إلي «ماتي» حارس من تكساس هو «لابيف» «مات ديمون» يستهدف أيضا الوصول إلي «تشيني» لمحاكمته علي جريمة قتل أخري لأحد أعضاء الكونجرس، ولأن «ماتي» اختارت أن تتابع قضيتها بنفسها، لذلك صممت علي أن تصطحب «كوجبرن» و«لابيف» في رحلة البحث عن الحق والعدالة.

اللافت أن الإطار العام للأحداث لا يخرج عن التيمات التي تعالجها أفلام الويسترن، ولكننا نلاحظ اختلافات مهمة خاصة في رسم الشخصيات التي قدمت بعيدًا عن المثالية المألوفة في أبطال هذه الأفلام، صحيح أن «ماتي» تبدو أكبر من سنها في شجاعتها وعقلها وذكائها، ولكن الشخصية مقنعة، بالنظر إلي ارتباطها بأب كان يدربها علي رحلات الصيد، وأثناء الرحلة ستعاني «ماتي» وستخاف وستصرخ، يكاد الفيلم يقول لنا إن هذه البيئة التي لم تستقر فيها بعد مؤسسات قوية تحقق العدالة تحتاج جيلا جديدًا من هذا النوع، «ماتي» لا تملك في الحقيقة إلا شجاعتها واصرارها علي استعادة حق والدها، إنها حتي لا تعرف كيف تطلق النار، أما البطلان الآخران فهما أقل مثالية من أبطال الويسترن الكبار «جاري كوبر» أو «جون وين»، «كوجبرن» سكير لم يحترف مهنة اصطياد المجرمين إلا بعد أن فشل في حياته العائلية، وبعد أن فشل في أن يكون محاميا أو صاحب مطعم، بل إنه يعترف أنه سرق بنكًا اسرف في رفع سعر الفائدة، الرجل أيضًا بعين واحدة، وشديد الشراسة لدرجة أنه قتل 23 مجرمًا خلال اربع سنوات بعضهم هاجموه بأدوات بسيطة جدًا، «لابيف» بالقطع أكثر وسامة إلا أنه لا يخلو أيضًا من الاستعراض الكاذب، كما أنه كان علي وشك الموت وتحطمت أسنانه، أي أننا في جميع الاحوال أمام شخصيات ابعد ما تكون عن الصورة المثالية التي تقدمها كلاسيكيات الوسترن، حتي علي جانب الشر، فإن شرير الفيلم الأصلي القاتل «توم كشيني» يبدو غلبانًا جدًا مقارنة باشرار أفلام «الويسترن» بل إن لقاء «ماتي» به يتم بالصدفة وبشكل مفاجئ، ونري تشيني وهو يتعرض للإذلال من زعيم العصابة «ندبير» وربما يكون مقصدوًا أن يكون الشر باهتًا بهذه الطريقة للابتعاد عن اللون الأسود القاتم في «الويسترن الكلاسيكي، ولكنه بلا شك اضعف قليلاً من قوة الدراماخاصة في الجزء الأخير من الفيلم لدرجة أن ثعابين الصحراء كانت أكثر خطرًا علي «ماتي» من «توم تشيني».

لكن الفيلم الذي اراد ما هو ابعد من الحدوتة بمناقشة فكرة التمسك بالعدالة من خلال كلام «ماتي» الدائم عن محاميها، وعن لجوئها إلي صائد مجرمين تعترف به المؤسسات الرسمية وتستطيع محاسبته، رغم ذلك فإن الفيلم لا يتنازل عن كل تفصيلات أفلام الويسترن الساحرة هنا مجتمع يقع في منتصف المسافة بين التحضر والبدائية، محكمة منظمة ومحامون جنبًا إلي جنب مع حياة برية متوحشة تمتلئ بالجثث المشنوقة، بنادق ومسدسات جنبًا إلي جنب مع السكاكين، ورغم أن «ماتي» لم تكن تمانع في القبض علي «تشيني» واعدامه بالطريق القانوني كما حدث لبعض المجرمين في بداية الفيلم، إلا أن الحكاية تنتهي بقيامها بقتل «تشيني» بالرصاص دفاعًا عن نفسها، هنا نهاية تنتمي أكثر لعالم الويسترن التقليدي، ولكن ما هو غير تقليدي فعلاً أن نكتشف أن «ماتي» التي تروي الأحداث بصوتها فقدت ذراعها في نهاية المغامرة بسبب التسمم نتيجة لدغة ثعبان، ثم نعرف أن كوجبرن مطارد المجرمين انتهي به الأمر في نهاية حياته بالعمل في سيرك، وأن بطلتنا لم تتزوج أبدًا، وهذا هو معني الثمن الذي يجب أن ندفعه طالما أن الهدف هو العدالة. «جويل» و«إيثان كوين» استاذان في قيادة الممثلين وفي خلق الجو وفي فهم طبيعة أنواع الأفلام وفي اختيار أماكن التصوير وفي بناء المشهد بصورة متماسكة، وهناك روح عالية من السخرية الخفيفة المعلنة في افلامهما، هناك مشاهد بأكملها تمتزج فيها الجدية والسخرية إلي درجة واضحة مثل مشهد المحكمة، ومشهد شنق المجرمين الثلاثة في أول الفيلم، ومشهد محاولة «كوجبرن» إتقان التصويب وهو سكران، ومشهد محاولة «كوجبرن» انقاذ حياة «ماتي» بعد أن لدغها الثعبان، عالم الغرب الذي احببناه يعود هنا بلمسات خاصة في الصورة والايقاع، استغلال مدهش لكل مفردات المكان، في مشهد المحكمة مثلاً، يبدو «كوجبرن» في الظل ولكن في الخلفية شلال من الضوء يكاد يعبر عن أنه طاقة النور التي ستقود «ماتي» إلي حقها، «جيف بريدجز» رشح عن دوره في الفيلم للاوسكار بعد أن فاز بالجائزة في العام الماضي عن دور المغني السكير في فيلم «قلب مجنون».. لقد نجح هنا في التعبير عن شخصية فظة ولكنها لا تخلو من الطرافة بل والأبوة «هايلي ستيفيلد» رشحت عن جدارة لأوسكار افضل ممثلة عن أدائها لدور «ماتي».. تمتلك «هايلي» الحضور والقبول، وقد كانت ممثلة راسخة تمامًا في مواجهة الغول «بريدجز» بعكس «مات ديمون» الذي كان باهتًا وغريبًا عن المكان والنوع أيضًًا.

هناك أخيرًا خيط رفيع بين فيلم «لا وطن للعجائز» للأخوين كوين، وبين فيلمها «أقوي الرجال» العملان يناقشان مفاهيم الحق والعدل والخير والشر، ولكن لا وطن للعجائز يتحدث عن هذه المفاهيم بمعناها المطلق، لذلك ينتهي نهاية متشائمة تمامًا بل وعبثية أيضًا، أما «أقوي الرجال» فهو يتفاعل أكثر مع الواقع وكأنه يقول في النهاية أننا نستطيع الحصول علي الحق والعدل بقدر ما تسمح انسانيتنا وقدراتنا، وأن الشجاعة في الارادة والسعي وعدم التراجع وليس في أن نحقق كل ما نرجوه، وعلينا ألا ننسي دائمًا أنه لا يوجد شيء مجاني إلا النعم الإلهية وأولها العقل الذي لولاه لما كانت لدينا القدرة علي الاختيار الحر.

روز اليوسف اليومية في

13/03/2011

 

الفكاهة السوداء في شريط الدفن 

قيس قاسم

التفكير في الموت ليس أمرا غريبا على البشر، لكن التفكير في الإعداد لمراسم دفن رجل ما زال على قيد الحياة هو بالتأكيد أمر نادر، وفيه من الغرابة الكثير، وهو يثير الفضول والتحفز لمعرفة الدوافع الحقيقية للقيام بمثل هذا العمل، وهذا بالضبط ما اقترحه علينا المخرج آرون شنايدر في فيلمه الروائي الأول «دفن»، الذي أبقى مشهده الأول احساسنا بالترقب قائما واستبعد من أذهاننا ظلال الفكاهة المحتمل، حتى صدمنا بلقطة ظهر فيها رجل خرج من بيت كان يحترق، وقد أحاطت بجسده ألسنة النار وهو يولي هاربا الى المجهول.

بعد هذا المشهد التأسيسي القصير والمبهم نعود الى مدينة تينيسي الأميركية في ثلاثينيات القرن الفائت، الى أطراف الغابة المحيطة بها حيث يعيش رجل عجوز، في كوخ منعزل، حياة لاصلة لها أبدا بأي كائن كان. انه فيليكس بوش (الممثل روبرت دوفال) في عزلته، التي امتدت أكثر من أربعين عاما، نسج الناس خلالها قصصا غريبة حوله وصوروه كرجل غامض، يقتل البشر ويؤذي كل من يقترب من مسكنه المسحور.

أما بالنسبة اليه فكانت عزلة اختيارية، هرب فيها من ماضيه الى أطراف الغابة وعاش فيها حياة شبه بدائية، اعتمد فيها على ما كان يصطاده من حيوانات برية ونام على سرير صنعه بنفسه وبالقرب منه وضع صورة لإمرأة لم نعرف عنها شيئا. حتى حين نزل الى المدينة لأول مرة، ظل الرجل مبهما بالنسبة الينا، وزاد لقاؤه مسؤول أحد مكاتب الدفن هناك من هذا الابهام والالتباس، خصوصاً بعدما طلب منه ترتيب مراسم جنازته كاملة قبل أن تحين لحظة موته! هل أراد الرجل ان يدفن نفسه حيا، كما قرر منذ أربعين سنة خلت؟ بهذا السؤال المحير تبدأ الحكاية في التشكل التدريجي، كما أرادها آرون شنايدر، متخذا لسردها سياقا زمنيا متداخلا أطر من خلاله حوادثها ورسم ملامح شخوصها بروية وصبر لافتين.

وفي الوقت ذاته وبدخول العجوز فيليكس المدينة، كسر الفيلم من عزلته وعزلة بطله، وأخذت تفاصيله في الظهور عبر عملية الدفن ومراسم الجنازة.  فالعجوز حين قابل صاحب مكتب الدفن فرانك كوين (الممثل بيل موري) اقترح عليه إقامة مراسم الجنازة مقابل مبلغ من المال يدفعه المشاركون فيها. قبل كوين المقترح من دون تردد خصوصاً وانه كان يعاني كسادا بسبب قلة الموتى، فيما كان العجوز يرمي من خلاله الى اعلان الحقيقة على الملأ، ليسمعها الناس على لسانه لا على لسان غيره.

وعلى ذاك الخط دخلت شخصيات رئيسة، من بينها: الراهب تشارلي جاكسون، والسيدة ماتي دارو (قامت بدورها الممثلة سيسي سبيسك).  لقد أحب العجوز في شبابه هذه المرأة، في أول الأمر، لكنه تركها في ما بعد ليرسو حبه الكبير عند شقيقتها المتزوجة التي بدأت قصته معها وانتهت بوقائع تراجيدية.

ظهور الشخصيات التدريجي في «الدفن» كان يجري مثل عملية تحميض الصور الفوتوغرافية، بطيئاً لكنه ومع الوقت يبدأ في الوضوح، وهكذا كان الشأن مع قصة فيليكس لكن بفارق كبير، تمثل في الحاجة الى اعلان تفاصيلها بنفسه لا على يد آخر سواه، وهذا ما تم في نهاية الأمر.

 لقد اعترف العجوز أمام الناس بتفاصيل تلك الليلة الرهيبة التي تعارك فيها مع زوج حبيبته ونشب حريق هائل في بيتهم على إثر سقوط مصباح زيت على الأرض، ليموت بسببه الزوج وزوجته حرقا، فيما هرب هو وجسده تلتهمه النيران.  منذ تلك اللحظة قرر الهروب من المدينة والعيش في عزلة تامة، محتفظا بذكريات حبه وبصورة المرأة التي تسبب في موتها.

 اعترافاته أمام الناس شكلت خلاصا روحيا له، كان في أمسّ الحاجة اليه قبل أن يموت وتموت معه الحقيقة، وبالنسبة الى الذين ارتبطت حياتهم به كانت اعترافاته بمثابة مشاركة لهم في فعل الخلاص ذاته.

في «الدفن» تجلت فكرة الخلاص والذنب بأعلى درجاتها ولم تنحصر في شخص واحد. والعزلة الظاهرة، المعلنة إحتوت داخلها تشابكا حياتيا معقدا عكس درجة تعقيد الكائن البشري نفسه. وعلاقة مساعد مدير المكتب الشاب بودي (الممثل لوكاش بلاك) بالعجوز ليست وليدة اللحظة التي دخل عليه كوخه ليتفاوض معه على ترتيب جنازته بل امتدت الى طفولته، الى اللحظة التي التقت عيناه بعيني الرجل المنعزل وهو يرمى عليه حجرا، كبقية أقرانه الذين كانوا يتسللون خلسة الى كوخ العجوز ليزعجوه بطرق عدة والخوف يملأ أجسادهم وأرواحهم.

كان اللقاء الأول هناك بين رجل غامض وطفل يلهو، واليوم اتخذ اللقاء بعداً انسانيا حين اكتشف بودي انه أزاء انسان سوي شفاف ومعذب، وحال المرأة التي أحبته يوما ماتي، لم يكن أقل تعقيدا، فقد ظلت تريد معرفة مقدار حبه لها رغم كل السنين، وكم كانت دهشتها عظيمة حين دخلت كوخه لتجد صورة أختها بالقرب من رأسه، حينها أدرك الى أي اتجاه انساق قلب الرجل، والكاهن، الذي بنى له فيليكس كنيسته، كان الوحيد الذي يعرف حقيقة ما جرى في تلك الليلة الرهيبة، لكنه كان يريد من العجوز اعلان تفاصيلها بنفسه، فهذه مهمة الرجل المتهم ومحاميه وليست مهمة الراهب الذي يملي ضميره عليه كتمان سر المعترفين أمامه.

كل هذه الوشائج تفاعلت بهدوء وظهرت في شكلها النهائي حين اجتمعوا حول قبره ليدفنوا جسده وقد توقف عن الحراك بالفعل.

بين الفعلين، الدفن «المزيف» والحقيقي كانت الحقيقة تراوح مكانها طيلة زمن الشريط الذي شدنا بغرائبيته وقوة أداء ممثلين جسدوا شخصيات أبطاله بشكل رائع، خصوصاً الممثل المخضرم روبرت دوفال الذي لعب بطولته وعمره يناهز اليوم الثمانين عاما، أدى خلالها أدوارا مميزة في أفلام مهمة، منها: «العراب»، «القيامة الآن»، «الطريق»، «قلب مجنون» وغيرها الكثير.

«غنوميو وجوليت»: شكسبير في فيلم تحريك

قصة فيلم التحريك «غنوميو وجوليت» مقتبسة من مسرحية شكسبير الشهيرة «روميو وجوليت» والعنوان يوحي بوضوح الى ذلك رغم التغيير الطفيف فيه. المخرج كيلي أسبوري حول المسرحية التراجيدية الى كوميديا أبطالها تماثيل بابا نويل التي تزين بعض الحدائق الخاصة. والحكاية، التي اعتمدت نظام العرض الجديد «دي 3»، ركزت على الصراع العائلي عبر اشراك البشر كأطراف رئيسة فيه ومغذية له، من خلال قصة جارين وصلت خلافاتهما الى حد القطيعة والكراهية فإتخذ كل واحد منهما لونا خاصا به يميزه عن الآخر ويجسد اختلافه. الجار الأول صبغ بيته وكل ما فيه باللون الأزرق والثاني اختار الأحمر. بالألوان نفسها طليت تماثيل زينت حديقتيهما، التي عكست صراع أسيادها عليها. فالتماثيل الزرقاء كانت تكره الحمراء وتتصارع معها، والإثنان يبتكران طرقا ذكية لالحاق أكبر ضرر بالطرف الآخر. استمر هذا طويلا الى أن حدث شيء غريب غيّر كل قواعد اللعبة، فقد أحب الشاب غنوميو الأزرق جوليت الحمراء، فثارت ثائرة أهليهما ودخلا في صراع انتهى بقبولهما بالأمر الواقع خصوصاً وأن الشابين برهنا عن قوة وعظمة الحب وتعارضه مع الكراهية.

شركة والت ديزني المنتجة لأهم أفلام التحريك لم توفق هذه المرة في تقديم عمل مميز، واكتفت بالرهان على التقنية الجديدة من دون الاهتمام بالجوانب الفنية الأخرى فجاء «غنوميو وجوليت» دون مستوى انتاجها السابق مع ما فيه من معالجة لا بأس بها لمسرحية شهيرة. غير أن أكثر ما يثير الحيرة أن الفيلم لا يخاطب ولا يبدو انه معني بمخاطبة الأطفال قدر اهتمامه بالكبار وكأنه يريد تذكيرهم برومانسيات كلاسيكية عبر فيلم تحريك، وبهذا تجاوز قاعدة مهمة في الصنعة السينمائية لا يمكن في ظل غيابهما تقديم شريط ناجح وهي أن لكل فيلم تحريك متلقياً وعلى صاحب العمل تحديد المتلقين الذين يريد توجيه فيلمه اليهم، وإلا ضاع الجهد والهدف، وهذا تقريبا ما حدث مع «غنوميو وجوليت».

الأسبوعية العراقية في

13/03/2011

 

السينمائيون يرفضون العودة للوراء بعد الثورة

وليد أبوالسعود 

ثورة ثورة حتى النصر.. هتاف تردد صداه كثيرا فى ميدان التحرير بأصوات شبابية هادرة حاملة معها آمالا كبيرة وكثيرة فى التغيير للأفضل وفى قلب هذه الجموع كان السينمائيون يهتفون ويشاركون فى أمانى وأغانى وأحلام النصر والغد الأجمل ولأنهم ما زالوا فى طريق البناء الطويل للوطن حاملين معهم هموم ومتاعب وتطلعات مهنة لا ترضى إلا بالأفضل ولأنها مهنة صرخت كثيرا وبصوت عالٍ مدوٍ انها تستحق أفضل من هذا كان لابد لها من ثورة لتنسف وتتخلص من كل النظريات القديمة التى عطلت عجلة السينما كثيرا.

والشروق هنا وكما شاركت ورصدت حلم وطن كامل فى التغيير ترصد ثورة السينما المصرية

فى البداية تؤكد المنتجة والمخرجة ماريان خورى أن المعجزة التى حققها الشعب المصرى كانت حلما جميلا أجمل ما فيه كونه حلما شعبيا لا يستطيع أى شخص أو جهة أن ينسبه لنفسه وبالتأكيد سيكون لهذا التغيير الحادث أثر كبير على كل نواحى حياتنا ومنها السينما بالطبع حيث سيصبح من حقك تصوير ما تريده فى أى وقت تريده وخصوصا مع تطور الكاميرات وأكدت ماريان أنه حتى لو كان الفيلم به صور مهزوزة من أثر الجرى بالكاميرا سيتقبلها المشاهد لأنها حقيقة. ونحن فى عصر يسمح بثورة سينمائية شاملة فى الموضوعات وطريقة التنفيذ واختفاء الرقابة أو تقليلها جدا ونفت ماريان وجود تغيير فى مكنة العرض فورا لكونه شيئا مرتبطا ارتباطا وثيقا بالناحية الاقتصادية لكنها تتجه للتطور مع وجود تقنية الديجيتال وهو ما بدأ ظهوره منذ فترة مع الثرى دى لكنها متفائلة بالمستقبل جدا وبموضوعاته وترى اننا مقبلون على فترة خصبة جدا وجديدة تتغير فيها الخريطة السينمائية بأسمائها وبمؤسساتها.

وشاركها المخرج أحمد ماهر نفس التطلعات مؤكدا أننا يجب أن نعترف بشىء قبل الحديث عن الثورة السينمائية وهو ان هناك كما من المنتفعين فى كل المجالات يحاولون حاليا أن ينسبوا الثورة لهم ويؤكد ماهر أنه رصد هذا مع الثلاثة أيام التى سبقت التنحى والطريف أن هناك مجموعة من الفنانين ممن عارضوا الثورة أو كان موقفهم منها موقفا ينتمى للحياد السلبى ممن يظهرون حاليا ويتحدثون عن الثورة. ولو دخلنا فى صلب الحديث عن ثورة السينما يؤكد ماهر انه وكما كان هناك خطاب ساذج من نائب الرئيس المخلوع يتحدث فيه عن عدم استحقاقنا كمصريين للديمقراطية هناك خطاب مشابه حاول بعض تجار السينما فرضه طوال الفترة الماضية على الجمهور والسينما ذاتها وأكد ماهر أن الثورة التى حدثت لم تكن موجهة ضد مبارك فقط بل هى ثورة على كل القيم الفاسدة التى سادت طوال فترة حكمه وخصوصا فى المجال الثقافى حيث إنها لم تنتج فى معظم أوقاتها إلا كل ردىء فى الفنون باستثناء عدة تجارب يمكن حصرها وهو شىء مثير للحزن أن يكون لدينا هذا العدد القليل من التجارب الجيدة طوال 30 عاما وصعب أن نتخيل تغيير تجار القيم المنحطة ولكن أهم شىء وأهم من القوائم السوداء أن المتلقى الذى لفظ النظام السابق الخرب سياسيا هو من سيلفظ الخراب الفنى ولو اعتقد التجار أن الجمهور سيقبل ما كان يقبله من قبل سيكون ساذجا بمعنى أن الشخص الذى لم تخدعه خطابات مبارك لن ينخدع بفيلم ساذج ولابد أن يشعر الصناع أن الفترة القادمة لا تحتاج لخداع.

وسيظهر صناع جدد والوقت يفرز رجاله ومن لمع فى الماضى فهو لمع لأنه كان يشبه المناخ الذى ساعده على هذا اللمعان ولكنه لن يلمع حاليا فالزمن قد تغير ويجب أن يتغير والسينمائيون اكتشفوا جمهورهم وهو أيضا اكتشفهم والمنتجون الفاسدون سيلفظهم الجمهور كما لفظ الشعب السياسيين الفاسدين وأكمل ماهر أنه يعتقد أن بعض مهرجى العصر الماضى سيحاولون التلون وتلبية رغبة الجمهور الجديد ولكن الجمهور سيلفظهم كما لفظ حتى الرغبة فى رؤية صورة مبارك وعمر سليمان وهو شىء لن يتحقق حالا بل سيأخذ وقته. ومصر قامت بقفزة زمنية رهيبةعلى كل المستويات ومن لا يملك المؤهلات لن يتواكب مع هذه الفترة وكرر أحمد انه شىء سيأخذ وقته وهو عصر محتلف بإمكانيات مختلفة والمهم أن يواكب فكرك ما يحدث حاليا على الساحة ويؤكد ماهر أن من لم يشارك فلن يفهم وهذه الثورة أعادت تعرف السينمائيين على مجتمعهم ويجب أن تكون لدى السينمائيين قدرة على الابتكار.

أما الممثل آسر يس فكان متفائلا جدا وبادرنا قائلا إنه يثق فى حتمية التغيير والذى سحدث فى جميع المجالات ولكنه سيكون تدريجيا وستكون هناك مقاومة بيروقراطية بالطبع من بعض من كانوا يستفيدون من النظام القديم ولكن كل هذا سيختفى مع وجود خطة قومية للبناء وصنع افلام عن الثورة وعن انتصار 1973وينصح آسر بالهدوء ووضع إطار درامى جديد وسليم بطريقة مختلفة فى التفكير ورؤية للمستقبل ومملوء بالأمل ويثق أن الثورة يجب أن تكون داخل السينمائيين أنفسهم وان يتوحدوا ويقدموا فنا وعدم كبت أى افكار وفن حقيقى ذى موضوعات تهتم بآلام الشعب وهمومه ويحلم آسر بنهضة أيضا فى مجال المسرح وأن تعود وزارة الثقافة لدورها الحقيقى فى دعم الفنون وكونها معملا لرعاية التطوير والأفكار الجديدة.

وبصوت يغلب عليه الحماس بادرنا السيناريست خالد دياب مؤكدا انها فرصة لتقديم الكثير والكثير من الأفلام وهو كسيناريست لديه كنز من المشاعر والموضوعات السينمائية المهمة التى سيكتب عنها ويؤكد خالد أن الرقابة ستختفى أو على الأقل يتقلص دورها كثيرا ولو كان البعض يخاف من إنتاج أفلام ضخمة التكلفة نتيجة للفساد الذى كان يسود مصر سابقا فبالتأكيد سيستثمر أمواله حاليا ومصر أصبحت مكانا آمنا للإنفاق ويتوقع خالد زيادة جرعة الحرية وأن تكون السينما شابة أكثر مع تقلص سطوة الكيانات الاحتكارية الكبرى ويؤكد خالد أنه شخصيا سيقوم بالإنتاج بالطبع لن يستطيع إنتاج أفلام ذات تكلفة عالية لكنها أفلام ذات مواضيع وجودة عالية وهذا هو المهم.

أما السيناريست والمنتج محمد حفظى فأكد أن ثورة السينما قادمة.. قادمة لن يستطيع أن يوقفها احد ولكننا نحتاج لوقت أطول كى نقوم بتقديمها بعمق أكثر وألا يستغل البعض الثورة كنحتاية أو وسيلة للتربح منها ولكن يجب أن نأخذ وقتنا حتى نتفهم الثورة ويعتقد حفظى أن دور النجوم التقليديين سيتراجع ويتقلص لصالح نجوم جدد لن يختفى بالطبع لكنه سيتراجع فالثورة تحتاج دماء جديدة للتعبير عنها.

وكان المخرج والسيناريست أحمد عبدالله فخورا وهو يؤكد أنه على المستوى الشخصى يعتبر أن فيلمه «ميكروفون» يحرض على الثورة ويدلل على هذا أن أزمته مع الرقابة أنه استعمل الكتابة بالجرافيتى فى الفيلم وكان فى إحداها مكتوب على الحائط فى أحد المشاهد «الثورة تبدأ من هنا» وأضاف عبدالله أنه يؤجل حاليا دوره كسينمائى فما يشغله حاليا هو دوره كمواطن وأن تتحقق جميع مطالب الشعب المصرى وهو لا يستطيع أن يفكر حاليا كسينمائى ويغزل نفسه عن عدم تحقق جميع مطالب الثورة حتى الآن. وحول اختفاء السينما التى يعتبرها البعض تجارية أكد عبدالله أن الجمهور اذواقه مختلفة وستظل موجودة كأفلام ترفيهية ولكن يجب أن نفكر دوما عن توجه الفيلم ومن سيشاهده ويتوقع أحمد أن يرتفع سقف الديمقراطية فى السينما وأن يسمع السينمائيون بعضهم البعض مع وجود فرص أفضل لتقبل السينما المستقلة وإلا يفرضوا عليها طريقة معينة فى التفكير وأن يزداد التجريب فى السينما وأن يتم كسر الخوف من المغامرة ويتم استعمال كاميرات جديدة ومواضيع متمردة ومختلفة.

ويتفق معه المخرج والسيناريست والمنتج أيضا إبراهيم بطوط أن الحرية ستكون قادمة أكثر وأن السينما المستقلة ستكتسب جرأة أكبر وقدرة أكثر على النفاذ للسوق وللجمهور العادى الذى تغير وأصبح منفتحا اكثر للمواضيع التى تمسه هو شخصيا ويتوقع بطوط أن يهتم المنتجون والموزعون بإتاحة فرصة أكبر لعرض هذه الأفلام وأن يرفض الجمهور ما كان يتم فرضه عليه من قبل.

وهو ما شاركهم فيه تامر حبيب الذى أكد أن الموضوعات ستختلف بالطبع وستعطى رؤية جديدة مثلما حدث بعد ثورة يوليو ولكنه يطالب الكتاب وهو منهم بدراسة ما يقدمونه وان يكون يحمل روحا فرحة ومتفائلة بما حدث فنحن لا نحتاج لبكائيات نحتاج لروح تعطينا الأمل حتى ونحن نتحدث عن الشهداء وضرب حبيب مثلا بأغنية فدائى لعبد الحليم ومدى ما تعطيه من أمل وتفاؤل، ونفى تامر أن يكون التغيير سريعا أو شاملا وشبه ما كنا فيه من قبل ببئر عطنة مغلقة ولكنه تم فتحها وستقوم الشمس بتطهيرها وأكد حبيب أن عجلة التاريخ تدور وبالطبع ستفرز ثورة السينما أبطالها الجدد.

أما المنتجة والممثلة والموزعة إسعاد يونس فبدأت حديثها بالتأكيد على أنه وحتى الآن لا يوجد تحرك سينمائى للشركات الكبرى لكنها على اتصال بمجموعة من السينمائيين الشبان وهى شخصيا تؤمن بأن السينما لابد أن تخلع ثوبها القديم وتنفضه ولابد أن تعطى السينما الفرصة للجيل الجديد وهى شخصيا كمنتجة قررت أن يكون هذا هو توجه شركتها فى الفترة القادمة ويجب أن تكسر السينما تابوهاتها كما كسرتها مصر وحول تغير سريع فى نوعية الأفلام أكد أنه صعب حاليا وخصوصا انها مرتبطة بالدول التى تجاورنا ومنها دول تمر بنفس الظروف حاليا ونعانى من مشكلات فى التسويق ولكنها ستحاول حل هذه الأزمة من خلال صناعة أفلام جديدة وتستطيع أن تحقق مكسبها من السوق الداخلية.

وحول لفظ السوق لمجموعة من الأسماء للفنانين بادرتنا أنه لا يمكن نسف تاريخ فنان ممتد لأكثر من 30 عاما لأنه لم يستطع فهم ما حدث ولكن فى الوقت ذاته الخريطة ستتغير وتحتاج السينما لتصعيد عدد كبير من الوجوه الجديدة لتملأ الفراغ وهى سياسة شركتها فى الفترة المقبلة مؤكدة فى الوقت ذاته انها دوما تتبع سياسة الفرص الجديدة للشباب وخصوصا أنها تحاول منذ فترة دخول عالم هؤلاء الشباب وتتعلم لغتهم وتحادثهم كثيرا جدا على الفيس بوك وأكدت إسعاد يونس أنها تتوجه ومن خلال الشروق بالدعوة لشباب المبدعين لعرض مشروعاتهم عليها من خلال افلام طويلة مدتها ما بين 75 و 90 دقيقة وهى تؤكد أن الكاميرات الأخرى والديجيتال ستدخل المنافسة هى الأخرى ويجب أن تتقبلها الشركات نتيجة للظروف الاقتصادية والتكنولوجية والعالمية.

أما المخرج محمد خان فأبدى تخوفه من وجود استغلال لما حدث وعدم نضج وخصوصا انه فى مهده ونحن ما زلنا فى البداية ويجب أن نعطيعها وقتها لتكتسب العمق الذى نريده لأفلامنا العمق.

وحول تغير موضوعات السينما أكد خان أنه شىء يمكن اعتباره فى علم الغيب بالنسبة للسينما القادمة وكل شخص حر فى رأيه طبقا لحرية الرأى وطالب خان بعدم وضع محاكم تفتيش وأن تخضع موضوعات الافلام وابطالها لرأى الجمهور فهو الذى سيحدد من هم أبطاله وماذا سيرغب فى مشاهدته وخان شخصيا لا يرغب فى مشاهدة أفلام كـ«بون سواريه» وأكد خان أنه نفسه يشعر بالحيرة وزمن القصة كأحداث وهو ده اللى هيلعب دوره فمثلا فى فيلمه «زوجة رجل مهم» لم يقدمه بعد أحداث 77 مباشرة بل بعدها ببعض الوقت واكد المخرج الكبير أنه لا يجب أن نلوى الموضوعات حتى لو كانت مكتوبة فى زمن معين. وأكد خان أن التغيير سيحدث تدريجيا والسينما المستقلة ستأخذ فرصتها وستنهض وأكد محمد خان أنه وقبل الثورة مباشرة كان سيبدأ فيلمه الجديد مع المنتج محمد حفظى وبتقنية الديجيتال «قبل زحمة الصيف» كتابة غادة شهبندر وكل احداثه كانت ستحدث صيفا وتحدث خان أيضا عن كونه يرى أن مشروعه «المسطول والقنبلة» هو الأنسب لهذه المرحلة والذى عانى تعطيلات كثيرة رقابية ومن الداخلية والفيلم كان واصل كسيناريو لمباحث امن الدولة وكل ده كان شفهيا وكانت ملحوظاته ما فيش معتقلات أيام حسنى مبارك وخصوصا أننى كنت سأقدم رؤيتى انا للأحداث وهو فيلم مناسب لهذا التوقيت تماما وتمنى محمد خان أن يتم تقديمه قريبا.

وشارك المخرج أحمد نادر جلال سابقيه فى توقعه أن السينما ستسمر بنفس قوتها وان تقل سطوة الرقابة كثيرا فى الفترة المقبلة ولم ينف أنه بالطبع شعبية الفنانين ممن كانوا ضد الثورة ستتأثر كثيرا وإن كان قد طالب الجمهور بألا ينسى تاريخهم ولو كان بعضهم قد أخطأ وحول الكوميديا الهزلية التى كانت تقدم قبل الثورة اكد انه ضدها طوال عمره وهى أفلام يصفها طوال الوقت بأفلام التيك آواى وحول نوعية الأفلام القادمة أكد أنه ستكون هناك أفلام كثيرة عن الثورة وإن كان يتمنى الانتظار حتى تتضح منجزات الثورة وأبعادها وخصوصا أنها لم تنته حتى الآن وهو شخصيا يرى أنهم قدموا أفلاما قبل الثورة أشارت للفساد القائم وقتها مثل «واحد من الناس» وبالرغم من أن فيلمه الأخير «فاصل ونعود» قد تأثر كثيرا بالثورة إلا أنه سعيد بما حققته الثورة من نتائج وحول طبيعة الإنتاج مستقبلا أكد أن الفترة الحالية قد تكون غير واضحة المعالم بعض الشىء لكنه ومع الاستقرار المتوقع ستشهد السينما رواجا ورخاء لم تعرفه منذ فترة طويلة وأكد أحمد ثانية رغبته فى اختفاء الأفلام السطحية التافهة وأن يعود الفن لتشكيل ذوق ووجدان الجماهير وليس العكس.

الشروق المصرية في

13/03/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)