حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

محمود عبدالمغني‏:‏

الأعمال الجديدة ستكون أكثر احتراما للمشـاهــد‏..‏ وأكـثر جــرأة

إنجي سمير

يري الفنان الشاب محمود عبدالمغني أن ثورة‏25‏ يناير سيكون لها تأثير إيجابيا علي الفن في المرحلة المقبلة‏,‏ وخصوصا من حيث جرأة الأفكار التي سيتم تقديمها‏.‏ وحول رؤيته للفن بعد الثورة‏,‏ وأهم تصوراته الفنية ومستقبل الدراما في العهد الجديد دار هذا الحوار‏:‏

·         كيف تري مستقبل الدراما بعد أحداث ثورة‏25‏ يناير؟

‏*‏ اري أن هذه الثورة احدثت تغيرا كاملا في مستقبل الدراما المصرية‏,‏ حيث ستكون كل الأعمال القادمة أكثر احتراما لعقلية المشاهد سواء كان العمل كوميديا او اجتماعيا‏,‏ كما ستكون اكثر جرأة‏,‏ تناقش القضايا التي تهم الرأي العام دون مجاملة او الخوف من الرقابة‏,‏ كما كان يحدث في الماضي‏.‏

·         ما الجديد الذي ستقدمه بعد أحداث الثورة؟

‏*‏ كان من المفترض ان ابدأ تصوير مسلسل المواطن اكس ولكنه توقف حاليا لحين الانتهاء من الثورة لمعرفة اذا كان سيتوقف ام ستحدث فيه تغييرات لتواكب الاحداث الحالية‏,‏ والمسلسل ستشاركني البطولة فيه روبي وباسم سمرة ويوسف الشريف وشيري عادل‏,‏ وتأليف محمد ناير وإخراج اسلام خيري‏.‏

ويدور المسلسل في إطار اجتماعي حول المشكلات التي تواجه الشباب مثل البطالة‏,‏ ولن اتحدث عن دوري الآن لحين البدء فيه‏.‏

·         وماذا عن مسلسل وادي الملوك الذي قيل انك رشحت له؟

‏*‏ بالفعل تم ترشيحي له ولكنني رفضته ولا أريد التحدث في أسباب الرفض

·         كيف تعايشت مع البعد الدرامي لشخصية جابر في مسلسل شيخ العرب همام؟

‏*‏ شخصية جابر التي قدمتها من أصعب الشخصيات في حياتي خاصة انها مزيج من الصعوبة والتركيبة من خلال الرومانسية والفروسية والذي ساعدني في نجاح الشخصية الكاتب عبدالرحيم كمال‏,‏ لانه كتب السيناريو بطريقة تجذب الجمهور لمشاهدة العمل دون ملل‏,‏ وايضا فريق العمل بلا استثناء بذل جهدا شاقا والدليل علي ذلك النجاح الذي حصل عليه المسلسل وسط التكدس الرمضاني‏.‏

·         كيف تم تحضيركم لشخصية جابر خاصة أن دورك فيه خليط بين الرومانسية والشر؟

‏*‏ اريد أن أوضح شيئا في بداية القول‏:‏ إن شخصية جابر تجمع بين الرومانسية والفروسية‏,‏ وليس الشر لأنه لو كان شخصا شريرا كان ظلم‏,‏ ولكنه كان يملك قلبا طيبا مع المظلومين وقلبا قويا مع الظالمين والمستبدين والدليل علي ذلك ان لديه قلبا به رومانسية مع شيري عادل التي احبها بكل كيانه والذي ساعدني ان أجمع بين هذا المزيج هوالدراسة الجيدة للشخصية وحفظها وفهمها وكيفية توظيفها‏.‏

·         من وجهة نظرك‏..‏ لماذا لم يحصل مسلسل مذكرات سيئة السمعة علي نفس نجاح شيخ العرب همام؟

‏*‏ لا أعرف السبب لأن مسلسل مذكرات سيئة السمعة‏..‏ عن قصة جيدة وسيناريو جيد‏,‏ ولكن من الممكن أن يرجع السبب إلي التكدس الهائل من المسلسلات في وقت واحد‏,‏ لانه عندما عرض المسلسل بعد شهر رمضان نجح نجاحا لا بأس به‏,‏ كما انني سعيد بتقديمي اعمالا مقتنعا بها مائة في المائة دون تردد‏,‏ وقد قدمت ثلاثة أعمال وعلي الأقل حاز اثنان منها علي نسبة مشاهدة عالية‏,‏ وهما مسلسل شيخ العرب همام ومسلسل الحارة‏.‏

·         ‏**‏ ألم تخف من تقديم ثلاثة أعمال في وقت واحد؟

‏*‏ عندي القدرة علي التركيز في أكثر من عمل‏,‏ وما دامت ادواري مختلفة‏,‏ فلا داعي للقلق كما أنني امتلك القدرة علي الخروج من شخصية والدخول في أخري في ذات الوقت ولو احسست بالفشل في بعض الوقت كنت اعتذرت عن عدم تقديم اعمال كثيرة‏,‏ والحاكم في ذلك هو نجاح الأعمال التي اقدمها‏.‏

·         بالرغم من ادوارك المتعددة‏..‏ الا انك متأخر عن ابناء جيلك‏..‏ فما السبب في ذلك؟

‏*‏ لا يهمني شيء سوي الرضا عن خطواتي الفنية التي اقدمها‏,‏ وانا مقتنع بها تماما‏,‏ كما اري انني من الممكن ان اقدم ادوار بطولة كثيرة ثم اختفي فجأة كما حدث مع البعض‏,‏ ولذلك يجب ان يقتنع كل فنان بأنه بطل في دوره مهما كان صغيرا‏.‏

والبطولة المطلقة ستأتي في وقتها مثلما حدث معي‏..‏ فمعظم اعمالي التي اقدمها الآن تعتبر بطولة مطلقة وأهمها فيلم رد فعل الذي انتظر عرضه‏..‏ ورد فعل الجمهور عليه لانني واثق من نجاحه كما يعتبر من أول الأعمال التي تواكب نتائج الثورة من الأفكار الجريئة‏.‏

·         هل ستقدم اشياء جديدة هذا العام؟

‏*‏ لم اقتنع بعمل سوي المواطن اكس واقرأ عدة سيناريوهات أخري‏,‏ وسأوافق علي أحدها قريبا‏.‏

الأهرام المسائي في

04/03/2011

 

إنت معانا ولا مع الناس التانيين

علا الشافعى 

فى الأيام الماضية ومع الأحداث المتسارعة والمتلاحقة التى أصبحت مصر تعيشها هى وبعض الدول العربية من البحرين إلى اليمن وليبيا تحول معظمنا إلى كائن تليفزيونى لا هم له سوى متابعة الأخبار وآخر المستجدات، ثم الجلوس لمناقشة كل ما يحدث، والفرجة على كل من يرغب فى التحليل والتأويل وصار أغلبنا منساقا ويستمع للمحللين الذين ملأوا الفضائيات من كل صوب واتجاه، وللأسف هم لا يعطون المشاهدين فرصة لبناء وجهة نظرهم الخاصة، أو فرصة حتى لالتقاط الأنفاس، إضافة إلى ضيوف البرامج من شباب ثورة 25 يناير والذين يتعامل معهم مقدمو البرامج بدلع زائد لدرجة تشعرك بأنهم يخشون غضبتهم ويخافون من رد فعلهم بل وصل الأمر إلى درجة «التهنين».

وأرجو ألا يفهم من كلامى بأننى ضد هؤلاء الشباب ولكننى بشكل واضح ضد عدم المهنية التى باتت تحكم العمل الإعلامى، حيث تدور أغلب المناقشات فى البرامج حول: ماذا تريدون وبماذا تحلمون وكيف ترون فلانا أو علان، ولا يملك العديد من مقدمى البرامج سوى الإيماء برؤوسهم والتصديق على كل كلمة يقولها الشباب، وأحيانا تصل الأمور إلى حد إطلاق وصلات من الغزل والمزاح إلى درجة أن واحدة من مقدمات أحد البرامج على قناة النيل للأخبار قالت : «الله على الحماس وشجاعة الشباب بس خدوا بالكوا أنا شباب أكتر منكم «وضحكت بصوت عال، وأيضا التغطية التى قدمها الإعلامى تامر أمين فى برنامج «مصر النهارده» لواقعة الضابط وسائق «الميكروباص».

والأمثلة كثيرة على عدم المهنية من جانب القنوات الفضائية، والمدهش حقا أن للإعلام دورا حيويا فى هذه المرحلة الحرجة والتى تمر بها مصر ولذلك يجب أن يكون إعلاما مهنيا وليس منحازا لأحد، ينطلق من المعلومة الموثقة والرأى والرأى الآخر وليس إعلاما كان يخشى غضبة السلطة إلى إعلام يحاول بكل الطرق استقطاب واسترضاء الشباب، وهو ما انعكس بشكل كبير على آليات الحوار بيننا، وأصبح الكل يسأل «أنت مع مين»؟ وعلت نبرة التخوين والاتهام بالعمالة لكل من يخالف فى الرأى، أو يشعر بحالة من الخوف وعدم الأمان وعدم الثقة فيما هو قادم نظرا لعدم الاستقرار والغياب الأمنى وكأن ردود أفعال الناس يجب أن تكون واحدة، وأعرف الكثيرين من أصدقائى أطلقوا على أنفسهم الأغلبية الصامتة يرفضون بشدة استمرار التظاهرات فى ميدان التحرير، مطالبين الجميع بفرصة لالتقاط الأنفاس ورؤية الصورة بأكملها وإعطاء الفريق أحمد شفيق فرصة لقيادة المرحلة الانتقالية، خصوصا أن الرجل تاريخه المهنى مشرف، وما يعنينا فى هذه المرحلة هو قدرته على الإنجاز، وليس أن من جاء به هو الرئيس السابق حسنى مبارك؛ لأنه بنفس المنطق علينا أن نطالب بمحو كل ما له علاقة بالنظام السابق فى كافة أجهزة الدولة من قضاء ونيابة وبنوك وغيرها لأن من عينهم سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة هو الرئيس السابق.

وأنصح الكثيرين ممن سيبدأون بتوجيه الاتهامات ضدى وضد كل من يخالفهم الرأى بقراءة تعليقات القراء على الموضوعات التى تتناول تطورات الشأن المصرى على موقع «اليوم السابع» وغيره من المواقع الإلكترونية بأن يطالعوا التعليقات بشكل منتظم وهو ما أصبحت أقوم به بانتظام لأبعد نفسى عن مزايدات الفضائيات خصوصا أنها تحمل نبض هذه الأغلبية الصامتة، وتحمل أيضا وجهات نظر تحترم وأحيانا سخرية لاذعة ،حيث ذكر أحد القراء «طيب ماتغيروا الشعب لأنه ينتمى للنظام السابق؟؟».

اليوم السابع المصرية في

04/03/2011

 

البحث عن "محمود المليجي"!!

طارق الشناوي 

أنا قلت من قبل أنا كتبت بدل المرة ألف أنا حذرت من كل الذي نشاهده اليوم أنا أول من تصدى للفساد أنا الذي تنبأت بالثورة أنا أنا أنا.. عشرات بل ربما يصل الأمر إلى مئات من إعلانات البطولة الزائفة التي نراها الآن أمامنا الكل يدعى أنه وأنه فمن هو الشرير من هو "محمود المليجي" إذن؟ إذا كان كل هؤلاء قد شجبوا وحذروا وكانوا هم الوجه المضيء والعنوان الأبرز للشهامة والشرف فلماذا وصلنا إلى هذا المنحدر.. بالتأكيد أغلب هذه الأكاذيب سوف تسقط لأننا نعيش شئنا أم أبينا في عصر النت الكل موثق عبر التسجيلات المسموعة والمرئية والمكتوبة!!

المؤكد أن أقوى برنامج من الممكن أن يشاهده الجمهور ويشارك فيه أيضاً النجوم ولن يتطلب لا تأجير استديو ولا دفع أجور للنجوم ولا نفقات إقامة وفي نفس الوقت سوف يحقق أعلى درجات المشاهدة هو هذا البرنامج الذي نراه الآن على الفضائيات.. إنه يحتاج فقط إلى أن نستعيد أرشيف النجوم ورجال السياسة والإعلام لنرى كيف كانوا يتحدثون عن "جمال مبارك" و"حسنى مبارك" و"سوزان مبارك" و"علاء مبارك" و"زكريا عزمى " و"حبيب العادلي" و"صفوت الشريف" وكيف صاروا يتحدثون عنهم الآن!!

المأزق الذي لم يدركه هؤلاء هو أنه مع انتشار الفضائيات فإن التوثيق بالصوت والصورة صار متاحاً للجميع وعلى مواقع النت تستطيع بضربة إصبع أن تمسك بالفنان أو الإعلامي أو السياسي الذي كان لا يتوقف عن أن يكيل المديح للرئيس السابق ولابنه ثم صار يكيل له الشتائم ويلعنه ويلعن أيامه السوداء هو وولديه وزوجته وكل من ارتبط به بصلة قربى أو نسب!!

كنت أشاهد فنانة قبل أكثر من عام في أعقاب مباراة كرة القدم بين مصر والجزائر الشهيرة باسم موقعة "أم درمان" اعتقدت أن المطلوب هو أن تشتم في الجزائر وتمتدح "حسني مبارك" ولم تكتف تلك الفنانة بهذا القدر أضافت من عندها أنها عاشت سعيدة في عهد "مبارك" وهي تؤكد أنها سوف تطمئن على أبنائها لأنهم سوف يعيشون عصر "جمال مبارك".. هكذا لعب الوسط الفني المصري أسوأ الأدوار في الدفاع ليس فقط عن عصر "مبارك" ولكن أيضاً في التمهيد لابنه جمال.. كنت واثق أن هذه الفنانة لا تعبر عن مشاعرها لكنها تحمى مصالحها ولهذا بعد أن تنحى "مبارك" وتأكدت أنه لن يعود للكرسي مجدداً كتبت على إحدى المواقع الإلكترونية موجهة حديثها لحسني مبارك تقول له كيف تستطيع أن تقابل ربنا في الآخرة ويديك ملوثة باغتيال 300 شابا مصرياً؟!

قرأت قبل أيام قلائل حديثاً للمذيعة "منى الحسيني" أقرب المذيعات اللائى ارتبطن بعصر "حسني مبارك" وكان برنامجها في قناة "دريم" هو أقوى دليل على اختراق الإعلام الحكومي للإعلام الخاص.. كانت مهمة "منى" هي تدعيم "حسني مبارك" والتمهيد لابنه وريثاً مع ذكر بعض سلبيات للفساد على ألا يصل الأمر للرئيس والعائلة الحاكمة.. "منى" كانت هي أكثر مذيعة يتصل بها تليفونياً الرئيس وكانت تتفاخر على كل زملائها بأنها المحظية أكثر لدى "مبارك" ورغم ذلك قالت في حديثها أنها ياما حاربت الفساد وأنها دفعت أيضاً الثمن.. وليست فقط "منى الحسيني" أنها ربما كانت الأبرز على خريطة النفاق الإعلامي الذي انطلق من خارج "ماسبيرو" ليصنع حماية لمبارك ويلعب أيضاً لصالح ملف التوريث!!

أغلب الفنانين وليس فقط النجوم عرفوا أن الطريق الوحيد للحصول على مكاسب من الدولة هو أن تمتدح الرئيس وأن تعلن موافقة مبكرة للتوريث ولهذا كانوا يتسابقون بل و"يتلككون" لإعلان ذلك على الملأ في انتظار مكافأة النظام.. الآن هم في أشد الحاجة لنفاق الشباب الذين قادوا المظاهرات حتى يغفرون لهم خطاياهم.. هم يعلمون أن الجمهور الذي يذهب للسينما ويستمع للأشرطة ويتابعهم في برامجهم هم هؤلاء الشباب 80% من الذين يتعاملون مع الفنون بشغف واهتمام ويشكلون القوة الاقتصادية والبنية التحتية للفن هم الشباب فهم يقطعون تذكرة الدخول لدار العرض و يدفعون ثمن الكاسيت والـ C D ولهذا هم حريصون على التواصل معهم!!

إن الرهان الآن الذي ينتظره الفنانون والإعلاميون وعدد لا بأس به من رجال السياسة هو أن ينسى الناس مواقفهم القديمة ويشاهدوهم في ثوبهم الجديد لقد صاروا مثل البراغيث في قفزاتهم من مكان إلى آخر حيث ثبت أن قفزة البرغوث لو قارناها بحجم الإنسان تشبه أن يتخطى الإنسان بقفزة واحدة ناطحة سحاب.. ولكن كانت المفاجأة هي أن المتظاهرين في ميدان التحرير قبل أن يغادروا موقعهم كانوا يعلمون جيداً من هم هؤلاء المنافقون الذين يريدون أن يرقصوا على كل الحبال!!

ورغم كل ذلك فأنا ضد أن نحكم على الفنان بمواقفه السياسية ولكن بإبداعه الفني أولاً رغم أن التجربة أثبتت أنه من المستحيل أن ينعزل التقدير الفني عن المواقف السياسية خاصة تلك المصيرية مثل الموقف من الثورة المصرية!!

أتذكر أن المخرج العالمي الراحل "إيليا كازان" كان في الخمسينيات من القرن الماضي أحد الأصوات في هوليود التي تشي بأسماء الفنانين الذين توجه لهم تهمة الشيوعية وذلك أثناء ما كان يعرف وقتها بالحرب الباردة بين أمريكا وروسيا وهو ما أطلقوا عليه "المكارثية" نسبة لسيناتور أمريكي اسمه "جوزيف مكارثى" وسقطت المكارثية مع الزمن ولكن الناس لم تنس أبداً أن بعض الفنانين كانوا من بين الوشاة على زملاءهم ولهذا عندما صعد "إيليا كازان" لاستلام جائزة تكريمه عن عطائه الفني قبل 12 عاماً على مسرح "كوداك" الذي يتم فيه إعلان جوائز الأوسكار كانت الصالة تضج ليس بالتصفيق الذي كان يستحقه على مشواره الفني ولكن بالاستهجان الذي يستحقه لأنه كان يشي بزملائه!!

يا ترى كم من النجوم الآن سوف يستقبلون بالاستهجان بسبب تناقضات مواقفهم من الهتاف لمبارك وابنه وزوجته وهو يحكم إلى الهتاف ضد "مبارك" والعائلة عندما سقط من سدة الحكم.. يا ليت الفنانون يتأكدون أنهم بشر ولا يملكون القدرة على القفز مثل البراغيث!!

الكل يؤكد أنه وأنه وأنه وأنهم كانوا الطيبون الأبرياء فمن هو إذن "محمود المليجي"!!

الدستور المصرية في

04/03/2011

 

عثر ابنه على أغنيتين وطنيتين أعدتا لعبد الحليم حافظ ولم يتم تسجيلهما بفرقة موسيقية

كمال الطويل.. موسيقار ثورة يوليو يعود إلينا في ثورة يناير

القاهرة: طارق الشناوي 

كان الموسيقار الكبير «كمال الطويل» هو العنوان الأبرز لثورة 23 يوليو قبل نحو 60 عاما.. المفاجأة هي أن موسيقار يوليو سيصبح هو موسيقار ثورة يناير.. عثر ابنه الموسيقار «زياد الطويل» على أغنيتين وطنيتين وكأنه يعبر عن ثورة 25 يناير أعدهما لعبد الحليم حافظ ولم يتم تسجيلهما بفرقة موسيقية.. يشاركه بالفعل «عبد الحليم» في بروفات واحدة منهما وكان «الطويل» يعزف على البيانو.. الغريب أن الأغنيتين من كلمات «الطويل» ويبدو كأن الموسيقار الكبير يتحدث الآن عن ثورة الشباب يقول مطلع الأغنية الأولى: «آن الأوان يا مصر نشوف عيون فرحانة.. آن الأوان يا مصر يا عطشانة».. أما الثانية فتقول كلماتها التي يشاركه «حليم» غناءها: «بعدما صبرنا بعدما قتلنا بعد أن جوعنا وأن عطشنا فجأة قمنا فجأة يا مصرنا بعثنا».. تخلق عادة الثورات إحساسا جديدا لا أعني بذلك أن نرى ونسمع فقط فنا يتغنى بالثورة بمعناها المباشر ولكن أن تحدث أيضا ثورة إبداعية وطنية واجتماعية وسياسية وأيضا عاطفية ولهذا مثلا في عام 1953 وبعد مرور عام واحد على قيام ثورة 23 يوليو وعند إعلان قيام الجمهورية صرح الفنان الكبير «يوسف وهبي» قائلا اليوم أعلن قيام الجمهورية وأعلن مولد المطرب «عبد الحليم حافظ»!! ومع ميلاد «عبد الحليم» الفني كان الزمن سخيا فلقد ولد «عبد الحليم» ومعه ولد أيضا مجموعة من كبار المبدعين «كمال الطويل»، «محمد الموجي»، «صلاح جاهين» والموزع العبقري «علي إسماعيل» وبدأ فن هؤلاء يبزغ مع قيام الثورة.. بدأ «الطويل» مشواره الفني قبل قيام الثورة ببضع سنوات حيث التحق بالإذاعة المصرية مسؤولا عن قسم الموسيقى ولكنه بسبب موقفه المؤيد لحزب الوفد الذي كان يمثل المعارضة قبل قيام الثورة تم إبعاده إلى وزارة التموين كنوع من توجيه عقوبة له.. بداية «كمال الطويل» كانت تنبئ بتلك الروح الوطنية فلقد كتب والده «زكى الطويل» أغنية كانت هي أغنية المقاومة التي رددها طلبة المدارس في العشرينات من القرن الماضي التي تتحدى الاستعمار الإنجليزي تقول كلماتها «يا عم حمزة إحنا التلامذة».. بدأ «الطويل» مشواره الفني أيضا بكلمات والده حيث لحن لفايدة كامل التي كانت زميلته في معهد الموسيقى العربية الأغنية الدينية «إلهي ليس لي إلاك عونا» ثم بعد ذلك «قل أدعو الله أن يمسسك ضرا» ثم تطلع إلى الأغاني العاطفية وتوجه مباشرة إلى المطرب الذي كان نجما في نهاية الأربعينات ومطلع الخمسينات «عبد الغني السيد» وأثناء البروفة قال له «عبد الغني» قبل أن يغادر الاستوديو معتذرا عن غناء اللحن أو بتعبير أدق غاضبا وساخرا من اللحن والملحن «إيه ده هو انت عامل – كوفاديس –» وكان هذا الفيلم العالمي يضرب به الأمثال في مطلع الخمسينات على الضخامة والفخامة.. أما المطرب الشعبي الكبير «محمد عبد المطلب» فلقد قال له «إيه الأغنية دي ومين المطرب ده اللي قلت ح يقعدنا في بيوتنا» وكان يقصد أيضا السخرية من أول ألحان «كمال الطويل» لعبد الحليم حافظ قصيدة «لقاء».. أما «محمود شكوكو» فإنه لم ينتظر ليستمع إلى اللحن كاملا الذي عرضه عليه «الطويل» بعد إلحاح من «عبد الحليم» اكتفى فقط (شكوكو) بجزء من الكوبليه الأول ونظر شذرا إليه وتقدم منه خطوات قائلا إيه اللحن «الخواجاتي» ده وحتى لا يكررها مرة أخرى فلقد أخذ يطاردهما يريد الإمساك بهما وأفلت «الطويل» و«حليم» بمعجزة من قبضة «شكوكو»!! أراد «كمال الطويل» أن يكون نفسه ولم ترهبه كل هذه الاعتراضات فقدم لنا عشرات من الألحان نقتات منها ولا نزال كلما شعرنا بحاجتنا إلى صدق الأحاسيس ودفء المشاعر.. و«الطويل» برغم كل هذا العطاء الموسيقي على مدى تجاوز نصف قرن لا يعتقد أنه أضاف الكثير ولا حتى القليل للموسيقى الشرقية وللأغنية العربية ولا يعترف بأن عطاءه الفني لا يزال متدفقا في شرايين حياتنا.. بداخل «الطويل» – وقد اقتربت منه بمسافة تسمح لي بأن أراه بحيادية وشفافية – إحساس بالتواضع ليس ادعاء بقدر ما هو قناعة بأن إنجازه الفني لا يستحق كل هذه الحفاوة والتقدير وأن ما يحظى به من دفء سواء من الناس أو الفنانين والنقاد مجرد مجاملة رقيقة لا يملك إلا أن يشكرهم عليها وأتصور أن هذه القناعة أو - إن شئت الدقة - اليقين الذي لا يشوبه أي شك هو سر تميز العطاء رغم الندرة والتردد الدائم الذي جعله يحتفظ بعشرات الألحان أو يجهضها قبل أن تكتمل بحجة أنها لا تضيف جديدا ولا تحمل شيئا مغايرا للسائد.. هناك مدرستان للإبداع الأولى تضع الإبداع بعد المبدع والثانية تضع الإبداع سابقا على اسم المبدع و«الطويل» ينتمي للثانية حيث إنه لا يبدأ بوضع اسمه أولا ثم اللحن ثانيا لكنه يضع أولا إبداعه الفني ثم توقيعه ثانيا إنه لا يبيع اللحن باسمه الذي تحول إلى ماركة مسجلة على الجودة بل يقدم اللحن الذي يضيف إلى اسمه ويضيف الكثير إلى مشاعرنا فلا يبدد هذا الاسم.. شعاره الذي يطبقه هو «الفن قبل الفنان دائما».. إنه يدخل مع كل نغمة يستلهمها في امتحان جديد.. «الطويل» ابن شرعي لـ«سيد درويش»، «القصبجي»، «عبد الوهاب»، «السنباطي»، «زكريا»، «الشريف»، «فوزي» وهو امتداد لكل هؤلاء وفي نفس الوقت بصمة حقيقية لها نبضها الخاص وملامحها التي لا تخطئها الأذن ولا المشاعر.. إنه الشباب والرجولة والتدفق والعنفوان كل هذا تشي به موسيقى «كمال الطويل»!! وضع القدر في مشواره صوتين كانا هما صوته الذي تمنى أن يكونه «عبد الحليم حافظ» و«نجاة» إنهما عنوان الإحساس في الأداء والشياكة والرقة وأيضا العصرية ولهذا كان لهما - من دون أن يقصد أو يقصد - النصيب الأكبر من إبداعه الفني على خريطة «كمال» الفنية!! فهو الذي منح «عبد الحليم حافظ» لحن حقق له جماهيرية – بعد «صافيني مرة» للموجي – وهو «على قد الشوق اللي في عيوني يا جميل سلم» الذي قال عنه «كامل الشناوي» إنه الطبق الطائر الذي حلق به «عبد الحليم» وأول أفلام عبد الحليم «لحن الوفاء» تم الشروع في إنتاجه بسبب النجاح الطاغي لتلك الأغنية وكان اسم الفيلم في البداية «على قد الشوق» قبل أن يتم تغييره إلى «لحن الوفاء».. وهو الذي اكتشف لنجاة طريقا مغايرا حيث كانت في البداية تعيد تقديم أغنيات سيدة الغناء العربي «أم كلثوم» لكن «الطويل» قدم لها «أسهر وانشغل أنا» لنصبح أمام صوت نحتاج إليه، صوت يمتلك كل القوة في الإحساس بديلا عن الإحساس بالقوة!! مع الأصوات الأخرى لا تجد الكثير من الألحان لكنك تلمح دائما اللمحة المضيئة ليلى مراد «القلب بيتنهد» نجاح سلام «أسرار الحب» شادية «قل أدعو الله أن يمسسك ضرا»، «وحياة عنيك وفداها عنيه» قنديل «الغورية» عادل مأمون «ياللي سامعني قول يا نور عيني» فايزة أحمد «ياما قلبي قاللي لأ» وردة «بكره يا حبيبي يحلو السهر» صباح «مال الهوى ياما مال الهوى» شهرزاد «إديني من وقتك ساعة» عفاف راضي «مصر هي أمي» محمد منير «لسة الأغاني ممكنة» ماجدة الرومي «ساعات» محمد رشدي «يا قمر يا اسكندراني» فايدة كامل «إلهي ليس لي إلاك عونا» مدبولي «طيب يا صبر طيب».. أما مع «سعاد حسني» فلم يكن هو أول من قدمها كمغنية فلقد سبقه «الموجي» في فيلم «صغيرة على الحب» باستعراض «عم حزمبل» الذي غنت فيه «ع الحب لسه صغيرة» ولمنير مراد أكثر من استعراض لحنه لها لكن «الطويل» كالعادة وجد «سعاد» ووجدنا معه «سعاد» في «يا واد يا تقيل» و«الدنيا ربيع» و«دولا مين» وغيرها.. التقى «الطويل» بالصدفة «سعاد» فهما من سكان حي الزمالك توقفت سيارتيهما في إشارة مرور فطلبت منه أن يلحن لها.. كانت «سعاد» تريد أن يلحن لها منير مراد «يا واد يا تقيل» ولكن «منير» اعتذر في اللحظات الأخيرة وفجأة اعتبرت أن القدر أرسل لها «الطويل»!! في لقاء إشارة المرور لعب الحظ الدور الأكبر فهما من سكان حي الزمالك تجاورت السيارتان بسبب الضوء الأحمر قالت «سعاد» للطويل أريد لحنا يا أستاذ قال لها «كمال الطويل» على سبيل المجاملة «يا ريت».. ولكنه فوجئ في المساء باتصال تليفوني من «سعاد» وصديق عمره «صلاح جاهين» مؤلف «يا واد يا تقيل» وتغير المسار الغنائي لسعاد حسني منحها «الطويل» أسلوبا مغايرا لما كان يقدمه لها «محمد الموجي» و«منير مراد».. هما تعاملا معها كمطربة.. «الطويل» تعامل مع «سعاد حسني» باعتبارها «سعاد حسني» حالة خاصة فهي لن تغني مثل المطربات ولكن يكتشف «الطويل» وترا مختلفا هو نبض «سعاد» الخاص لا هو طرب ولا هو أداء إيقاعي ولا هو غناء مباشر إنه يتجاوز كل هذه الصفات ليمنحها سحرا خاصا اسمه سحر «سعاد» ولونها الذي لا ينافسها فيه أحد حتى أنها قدمت له الأغنية الوطنية «دولا مين ودولا مين» كلمات «أحمد فؤاد نجم»!! أما مع «أم كلثوم» فلم يزد اللقاء على «والله زمان يا سلاحي» والقصيدتين الدينيتين في الأوبريت الإذاعي «رابعة العدوية» وهما «لغيرك ما مددت يدا» ثم «غريب على باب الرجاء» للشاعر «طاهر أبو فاشا».. الأغنية الأخيرة منعها «الطويل» من الإذاعة ولم يفرج عنها إلا فقط قبل 18 عاما وحكاية عدم اكتمال اللقاء وتوتر العلاقة بين «الطويل» و«أم كلثوم» لها قصة.. «الطويل» هو الذي ألح على «أم كلثوم» بألا تخرج هذا اللحن للناس لأنه وقتها لم يكن راضيا عن اللحن.. حاولت إثناءه لكنه رفض والحكاية أن الموسيقار «محمد عبد الوهاب» دخل الاستوديو أثناء البروفات رحب به «الطويل» لكن «أم كلثوم» لأسباب خاصة بها لم ترتح لهذه الزيارة وكان رأيها أن اللحن – اتشم – وهو تعبير يقوله عادة أبناء الريف ولم يفهم «الطويل» الإسكندراني هذا التعبير – اتشم - وقتها ولكن بعد أن طلب منها ألا تذيع اللحن قالت له ألم أقل لك يا «كمال» اللحن اتشم.. أما الرائعة الوطنية التي كانت السلام الوطني لمصر بعد معركة 56 وحتى 79 عندما وقع «السادات» اتفاقية السلام مع إسرائيل فقرر تغيير السلام الوطني إلى أغنية سيد درويش «بلادي بلادي» لتتواءم أكثر مع المرحلة السياسية الجديدة قال لي «كمال الطويل» إنه أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 56 اتجه إلى البيانو ووضع اللحن وأسمع الموسيقى إلى صديقه الشاعر «صلاح جاهين» وعلى الفور انفعل «صلاح» وكتب «والله زمان يا سلاحي» وتوجه مباشرة إلى «أم كلثوم» التي كانت تقطن بجواره وكانت الإذاعة المصرية أحد الأهداف الاستراتيجية للقصف ورغم ذلك ذهبت «أم كلثوم» ومعها «الطويل» إلى دار الإذاعة لتسجيل «والله زمان»!! قصة أخرى أريد أن أستكملها معكم.. لقاؤه القدري مع «عبد الحليم حافظ» لنبدأها من لحظة خلافه مع «عبد الغني السيد».. فلقد أراد «الطويل» من «عبد الغني السيد» أن يغني بأسلوبه وليس بأسلوب «عبد الغني» حيث كان يجري بروفات أغنية لتترات فيلم اسمه «فجر» ولهذا غادر «عبد الغني» الاستوديو وأنقذ الموقف «عبد الحليم حافظ» الذي كان أحد أفراد الفرقة الموسيقية عازفا على آلة «الأبوا» سجل الأغنية بصوته ورفضت «ماري كويني» منتجة الأغنية التي كانت في تتر فيلم «فجر» رفضت المنتجة تصوير «عبد الحليم» لأنها كانت تريد صورة «عبد الغني السيد» وليست صورة المغمور «عبد الحليم حافظ» وقالت لمخرج الفيلم «عاطف سالم» وجه «عبد الحليم» ليس «فوتوجينيك».. وتواصلت رحلته مع «عبد الحليم» مع الأغنية التي اعتمدته في الإذاعة مغنيا وهي قصيدة «لقاء» والتي بدأت بتعليق ساخر من «عبد المطلب» بعد سماعها وقال هل هذا هو المطرب الذي سوف يقعدنا في بيوتنا.. الأغنية لم تنجح جماهيريا رغم أنها منحت «عبد الحليم» الإطار الرسمي كمطرب لكنه لم ينس رأي «عبد المطلب».. وتعلم «الطويل» من درس «طلب» وعلى الفور لحن لعبد الحليم «على قد الشوق» بل إنه كتب الكوبليه الأول لهذه الأغنية وأكمل بعد ذلك الشاعر «محمد علي أحمد» الكلمات.. يوما ما قال له «عبد المطلب» في نهاية الستينات هل تريد أن تدخل التاريخ يا «كمال» قال له «الطويل» ومين يكره يخش التاريخ أجاب «طلب» كيف تدخل تاريخ الأغنية وأنت لم تلحن لعبد المطلب فكانت أغنية «بتقول وتعيد لمين وتشكي لده وده.. الناس المغرمين ما يعملوش كده» ودخل «الطويل» التاريخ قبل وبعد «الناس المغرمين»!! الأغنية الوطنية كانت هي الشفرة السحرية مع «عبد الحليم» و«صلاح جاهين» بأغنيات «احنا الشعب»، «بالأحضان»، «صورة»، «المسؤولية»، «السد العالي» التي كتبها «أحمد شفيق كامل» و«يا جمال يا حبيب الملايين» التي كتبها «إسماعيل الحبروك» ولهذا فإن «كمال الطويل» اختلف مع «عبد الحليم» على حد قوله عندما بدأ يأخذ دور الزعيم في الأغنية وتوقف عن تلحين أغنيات عاطفية لعبد الحليم لكنه لم يتوقف عن تلحين الأغنيات الوطنية.. كان «عبد الحليم» الستينات أو بتحديد زمني أكثر دقة نهاية الستينات وحتى رحيله عام 1977 في السنوات العشر الأخيرة من عمره كان هناك «عبد الحليم» آخر يتدخل في كل شيء حتى قيادة الفرقة الموسيقية وكان هذا يغضب «عبد الوهاب» ولكن «عبد الوهاب» أكثر مرونة ودبلوماسية من «الطويل»!! كان لحن «بلاش عتاب» هو المحطة العاطفية الأخيرة بينما حتى هذا اللحن كان «الطويل» يريد ألا يستكمله فلقد توقف عند «اللزم» الموسيقية ولم يضعها «كمال الطويل» ورشح لعبد الحليم من يستكملها إما «بليغ حمدي» أو «رؤوف ذهني» ووقع اختيار «عبد الحليم» على «رؤوف» ولكن عندما استمع «الطويل» إلى «اللزم» الموسيقية لم يجد فيها الخيال الفني الذي تمناه في اللحن ولهذا قام «الطويل» بإعادة تلحين اللزم مرة أخرى ليصبح اللحن كاملا للطويل إلا أن اللقاء الفني في الأغنيات العاطفية توقف بينه وبين «عبد الحليم» بعد «بلاش عتاب» وإن كان قبل رحيل «عبد الحليم» اتفقا على أغنية للأبنودي «ولا كل من ضحكت عينيه عاشق ولا كل من فرد الإيدين مشتاق» ورحل «عبد الحليم» قبل أن يردد هذا اللحن ولم يسند «الطويل» الأغنية حتى رحيله لصوت آخر.. على المستوى الوطني فلقد رفض «عبد الحليم» غناء «الباقي هو الشعب» التي غنتها بعد ذلك «عفاف راضي» وبرغم أن البعض يحيل الرفض لأسباب سياسية حيث إن تعبير «الباقي هو الشعب» من الممكن أن يفسر على أساس نهاية القوات المسلحة إلا أن المعنى الذي صاغه «سيد حجاب» بعد هزيمة 67 كان يوجه من خلاله تحية للشعب المصري الصامد ورغم ذلك فإن رفض «عبد الحليم» للغناء يعود في تحليلي الشخصي لأن البطل هو المجموعة وليس الصوت الفرد وحرص «الطويل» على أن عمق فكرة الأغنية يفرض على اللحن أن يعلو صوت المجموعة على صوت المطرب «الصولو» ولكن عبد الحليم بعد ذلك غنى له الأغنية الجماعية «خلي السلاح صاحي» التي كتبها «أحمد شفيق كامل» في بداية حرب 73!! لم تخل العلاقة بين «عبد الحليم» و«الطويل» من قدر من التوتر وذلك عندما تدخلت السياسة فلقد أراد «الطويل» الاعتذار عن تلحين أغنية «صورة» عام 1966 ولكن كانت الدولة تعتبر أن حفل ثورة 23 يوليو الذي يقدم فيه أغنية وطنية جديدة في العادة من تأليف «صلاح جاهين» وتلحين «كمال الطويل» هذا اليوم هو جزء من حالة وطنية امتزجت بالفن ولا يجوز التخلف عنها تحت أي مسمى أو عذر ولهذا فإن «الطويل» عندما اعتذر في منزل «عبد الحليم حافظ» بحجة أنه ليس في مزاج يسمح له بالتلحين وكان حاضرا هذا اللقاء «شمس بدران» وزير الدفاع الأسبق بادره قائلا ومن دون سابق معرفة هل تعتقد أننا نعمل بالمزاج ح تلحن الأغنية سواء كان عندك مزاج أو «معندكش».. واستبد الغضب بالطويل وقرر أن يضع الجميع أمام الأمر الواقع ولهذا اتجه في اليوم التالي لمطار القاهرة الدولي لكي يسافر إلى الخارج واكتشف أنه في قائمة الممنوعين من السفر وعندما استفسر من «د. عبد القادر حاتم» الذي كان يشغل موقع وزير الإعلام قال له «حاتم» شوف صاحبك هو أكيد اللي عملها وأدرك «الطويل» أن المقصود بصاحبك هو «عبد الحليم» وأنه أوعز إلى صاحبه «شمس بدران» بمنع «كمال الطويل» من السفر بحجة الواجب القومي ولهذا ضرب بالصداقة عرض الحائط ولحن الطويل «صورة» حتى لا يجد نفسه خارج «الصورة» ويقف هو والدولة وجها لوجه!! المؤكد أن هذا الموقف ترك جرحا داخل «الطويل» إلا أنه لم يقتل الصداقة أو الحب الذي منح رغم كل شيء «عبد الحليم» مكانة خاصة عند «الطويل» لا ينافسه فيها أحد حتى أنه حزن جدا عندما علم أن البعض أوعز لعبد الحليم في مرضه الأخير أن «الطويل» كان في لندن وعلم بمرضه ولم يزره ولم تكن هذه أبدا الحقيقة ولا أخلاقيات «الطويل».. مكانة «عبد الحليم» لم تغيرها سحب الخلاف العابر، خاصة أن «الطويل» كان يعلم أن «عبد الحليم» عندما يتعلق الأمر بفنه يستخدم كل الأسلحة.. قال لي «كمال الطويل» إنه لم يفقد يوما إيمانه بالثورة المصرية وأغانيه حتى تلك التي تغنت مباشرة باسم «جمال عبد الناصر» كان اسم الزعيم قد ارتبط فيها بالوطن لم يشعر ولو لحظة واحدة بالندم ولكن انكسر بالتأكيد الحلم بعد هزيمة 67!! رحل «كمال الطويل» عام 2003 وتحديدا 9 يوليو (تموز) ولم يلحن أغنيات باسم «أنور السادات» ولا «حسني مبارك» برغم أنهما عرضا عليه كثيرا تلحين تلك الأوبريتات خاصة في عهد «حسني مبارك» وكانت الإغراءات المادية ضخمة لأن أغنيات ثورة يوليو كانت تقدم مجانا بينما أوبريتات أكتوبر (تشرين الأول) كانت ترصد لها الملايين ويحصل الملحن في العادة على نصيب الأسد من تلك الملايين ولكن «الطويل» رفض تماما أن يشارك في مثل هذه الاحتفالات ولم يلحن لاسم أي رئيس بعد «عبد الناصر» بل أكثر من ذلك عندما صار نائبا تحت قبة البرلمان عن حزب الوفد في التسعينات كان هو صوت المعارضة ولاحظ «الطويل» أن «صفوت الشريف» وزير الإعلام في تلك السنوات يتعمد أن يحذف من استجوابه تحت قبة البرلمان كل الكلمات التي ينتقد فيها الدولة بعدها قرر «الطويل» أن يقاطع تلفزيون الدولة الرسمي وقال لي إنه من الممكن أن يسجل للتلفزيون المصري بعد أن يغادر «صفوت الشريف» موقعه كوزير للإعلام ومع الأسف تحقق ذلك بعد رحيل «كمال الطويل» بعامين واعتذر «الطويل» عن كل اللقاءات التلفزيونية احتجاجا على رقابة «صفوت الشريف» وهذا هو سر ندرة تسجيلاته المرئية!! ويبدو أن الموسيقار الكبير لا يزال قادرا على التعبير عن ثورة الشباب من العالم الآخر.. أتمنى أن أستمع إلى أغنيتيه وهو يردد «آن الأوان نشوف عيون فرحانة.. آن الأوان يا مصر يا عطشانة»!!

الشرق الأوسط في

04/03/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)