حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

جيمس فرانكو يتألق ورحمان يبدع وبويل يدهشنا

«127 ساعة».. لا يأس مع الحياة

عبدالستار ناجي

شاهدت فيلم «127» ساعة لداني بويل في مرحلة مبكرة من ديسمبر الماضي، في الايام الاخيرة لاغلاق قبول الافلام المرشحة للاوسكار، وقد حرصت على ان اتأخر في الكتابة عن هذا الفيلم، بسبب «شخصي» جدا، حيث لم استطع يومها، تحمل تلك المشهديات القاسية التي يتضمنها الفيلم ومن اجل تجاور تلك الحالة فضلت العودة لمشاهدة الفيلم بشكل اكثر هدوءا واكثر قربا في التماسك مع الحرفيات السينمائية التي قادها مخرج «فذ» هو البريطاني داني بويل صاحب فيلم «المليونير المتشرد» تلك التحفة السينمائية التي اقتربت كثيرا من الموزاييك الانساني والاجتماعي للهند.

وتعالوا نشاهد الفيلم من جديد سويا، فنحن امام عمل سينمائي على نص حقيقي، لمتسلق الجبال الاميركي ارون رالستون تصدى لكتابته الى السينما سيمون بوفوري «الذي كان قد عمل مع بويل في فيلم «المليونير المتشرد». ونروي لكم الحكاية باختصار شديد. ففي ذات صباح، وكعادته يقوم متسلق الجبال «ارون رالستون» باخذ دراجته، والمضي في رحلة تقوده الى الجبال والمرتفعات، من اجل ممارسة هوايته، في تلك الانحاء، التي طالما عرفها وعرف اسرارها وتفاصيلها بل انه يكاد يعرف كل «حجر» في تلك الجبال.

وخلال رحلته يحمل معه كاميرا الفيديو، وعدته اللازمة للتسلق، ولعل الجزء الاول من الفيلم، يأتي وكأنه يمهد للحدث الاكبر فما نشاهده من مغامرات خلال الطريق، وايضا لقائه مع الفنانين «كريستي وميجان» وما سيكون المحور الاساسي لهذا الفيلم، الذي صنعته داني بويل، بميزانية ضيقه «18» مليون دولار «مبلغ صغير قياسياً بافلام هوليوود» وتمضي الرحلة الى حيث التحدي الحقيقي للذات والقدر «127» ساعة هي القصة الحقيقية للمغامر «الذي قام بها متسلق الجبال الاميركي ارون رالستون، من اجل انقاذ نفسه، بعد ان سقط في هوة سحيقة، في واد منعزل وخلال سقوطه سقطت على يده حجرة كبيرة جعلت يده تنحشر لتعيقه عن الحركة، والخلاص وعليه عندها ان يواجه قدره، فاما الاستسلام والنهاية والموت او التحدي لكل شيء. خلال تلك الساعة والايام يستدعي رالستون ذاكرته ايامه.. علاقاته مع اسرته، وامه ووالده، يتذكر طفولته يبوح بكل شيء امام الكاميرا، يكتشف لحظات عمره وزمانه ومغامراته، كل ذلك يدعوه لاحقا لان يفجر بداخله التحدي، حيث لا يأس مع الحياة، وهي حينما يستدعي تلك الذكريات والحكايات، فانه يجد بها الحب الكبير وايضا الدافع للاستمرار في الحياة والحب.

لحظات من التغيير والتأمل والاكتشاف للذات وايضا الظروف التي ذهب اليها وكأنها المستحيل، ومواجهة القدر المحتوم. فيلم يذهب في الحديث عن الارادة والتحدي وتفجير المقدرة الذاتية، ويتجاوز المستحيل. لقد كان رالستون بين الموت والموت، وبين الاستسلام والاستسلام، ولكنه بين هذا وذاك، يختار شيئا اخر هو الحياة والتحدي.

فيلم به كثير من الشفافية، والتحليل والعمق، وايضا كثير من القسوة لمواجهة ذلك الظروف، قسوة تجعل النجم جيمس فرانكو يذهب بعيدا في تحليل وتقمص الشخصية، بالذات وهو يعيش لحظات الانتقال من حالة درامية اخرى فمن النزق ولربما التهور، الى التحدي الحقيقي ومواجهة اقصى درجات الالم، حينما يقرر ان يقطع يده كي يخلص نفسه من تلك الصخرة، التي جعلته يذهب الى تفجير ذاته، وقدراته، فكم من الصخور تحيط بنا. وكم من التحدي علينا ان نفجر داخل ذواتنا حتى نعود الى الحياة.. فيلم يبدو للوهلة الاولى قاسياً.. وحاداً.. ولكن حينما نذهب الى التحصيل، تجده بركاناً من الاحاسيس.. كلما ذهبت اليه اكتشفت زاوية وفكرة وموضوعاً جديداً، عامراً بمفردات التحدي وقيم العشق للحياة وللاخرين الذين يحيطون بنا، ويملؤون حياتنا املا.. فيلم مأخوذ عن قصة حقيقية، تحولت لاحقا الى عنوان للارادة.. ومواجهة اليأس والقدر.

نص اصلي كان قد كتبه ارون رالستون، والتصدي لاعادة الكتابة سيمون بوفوي، ليضيف الكثير من التداعيات بالذات فيما يخص تلك الاستعددات للزين.. والطفولة.. والعلاقات.. وهنا نحن أمام كاتب يمتلك رصيداً ضخماً من الانجازات وله «موسم المطر- والمليونير المتشرد» وفول مونتي» واخيراً سمكة السالمون في اليمن» وهو عمل سينمائي مرتقب من بطولة المصري عمرو واكد.

اما المخرج داني بويل، ذلك البريطاني الذي ما انفك يدهشنا عبر رصيد من الاعمال، ومنها، المليونير المتشرد، وسن شاين» و28 يوماً لاحقا»، والشاطئ» وغيرها، وهو يميل الى الاعمال التي تعتمد التحليل. ومعهم الموسيقار الهندي ا. ار. رحمان «الله راخارحمان» ذلك الموسيقار المبدع الذي انطلق من مدراس في الهند ليذهل العالم، عبر رصيد ضخم من الأعمال والنتاجات وهو اليوم احد أهم سفراء الموسيقي التصويرية الهندية في العالم.

ولدور - ارون رالستون يطل علينا الممثل الاميركي جيمس فرانكو، الذي ظل لسنوات حبيس افلام المغامرات مثل دوره في سلسلة افلام سباين رمان، ومن قبلها في التلفزيون جنرال هوسبيتال، وهو هنا يطل بشكل مختلف، اكثر احساساً بالشخصية،.. واكثر احساسا بالنقلات الدرامية.. والتفاعلات مع كل اشارة.. لحظة.. حتى حينما يذهب الى العالم، فإنه يذهب من أجل امل.. في الحياة.. ولكن بشكل اكثر عمقاً.. وتأثيراً وقد اضطر فرانكو الى ان يخفض وزنه، بناء على طلبات المخرج لاكثر من 20 كيلو غرام، حتى يكون لائقاً للشخصية، وهذا ما كان.. ويبدو ان تلك المعطيات ستقربه الى الاوسكار، بعد ان ترشح للجائزة.. ويكفي انك حينما تخرج من الفيلم، يظل جيمس فرانكو والمه هو الحاضر.. من اجل تحضير الذات الى الامل.. والحياة.. ومواجهة القدر. فيلم «127 ساعة» فيلم لا يفارقنا.. حتى حينما تضئ الصالة اضواءها.. بل يذهب معنا الى حياتنا.. يحفزنا.. ويدعونا الى التأمل والفعل.

anaji_kuwait@hotmail.com

النهار الكويتية في

02/03/2011

 

كيس دقيق..البحث عن الهوية الحقيقية بين ثقافات مختلفة

بروكسل – من محجوبة أغوزال  

خديجة سعدي لوكير تروي قصة فتاة ممزقة بين نمط العيش والمراهقة في المغرب وحلم الطفولة في بلجيكا.

يجري حاليا تصوير فيلم "كيس دقيق"، وهو إنتاج بلجيكي مغربي مشترك، من إخراج خديجة سعيدي لوكلير، بآيت أورير، حسبما علم لدى المنتجين البلجيكيين.

والفيلم الطويل "كيس دقيق"، الذي تصور مشاهده في المغرب وبلجيكا، من إنتاج "صحراء بروديكسيون"، و"الشركة السينمائية الأوروبية"، و"ت-شين ت-شين للإنتاج"، بدعم من المركز السينمائي المغربي.

وسيتواصل تصوير هذا العمل السينمائي بالمغرب، الذي بدأ في 14 فبراير الماضي، لخمسة أسابيع، بعد تصوير المشاهد الأولى من هذا الفيلم ببلجيكا خلال كانون الأول/ديسمبر المنصرم.

ويحكي هذا الفيلم الطويل (90 دقيقة) قصة سارة، الطفلة مغربية الأصل ذات الثماني سنوات، والتي ترعرعت خلال سبعينيات القرن الماضي ببروكسيل وسط أسرة استقبال كاثوليكية.

هذه التلميذة المجدة، والقارئة النهمة، يعدها والدها البيولوجي بقضاء عطلة نهاية الأسبوع في باريس، لكنه بدلا من ذلك، سيأخذها إلى عائلتها في المغرب حيث سيتركها قبل أن يرحل مسرعا تاركا إياها دون تفسير لما يجري.

لم يكن من بديل أمام سارة، التي باتت سجينة خيار والدها، سوى الرضوخ للأمر الواقع. وأن تحيى حياة طفلة مغربية صغيرة، الحياكة هي المدرسة الوحيدة التي ستفتح أماهما.

وتمر السنين، وتكبر سارة فتبلغ السابعة عشرة، ويبدو أنها تحيى حياة مستقرة. لكن الرغبة في الرحيل ومعانقة بلجيكا حيث قضت طفولتها، وحيث المدرسة والكتب وحياة الحرية التي تتصورها، مازالت تراودها.

وفيلم "كيس دقيق"، الذي يعد أول عمل روائي طويل للمخرجة البلجيكية من أصل مغربي خديجة سعدي لوكلير، عبارة عن سيرة ذاتية خيالية، تحكي عن "مغامرة إنسانية"، والتي تسلط من خلالها المخرجة الضوء على إشكالية الاندماج وثنائية الثقافات و"البحث عن الهوية الحقيقية".

وأوضح المنتج البلجيكي كيتان دافيد أن طرح إشكالية العودة إلى البلد الأم وإلى الجذور أمر مألوف، لكن فيلم "كيس دقيق" يتناول حالة شابة ولدت ببلجيكا، حيث قضت طفولتها، قبل أن تكتشف في مراهقتها ثقافة وتقاليد ونمط العيش في بلدها الأم، حيث ستجد الحب والعطف بين عائلتها، لكنها ستظل ممزقة بين رتابة الحياة في المغرب وحياتها بأوروبا.

وأضاف أن سارة ستغادرالمغرب في نهاية المطاف بمرارة، حيث تعلمت أن تحب، مقتنعة بفقدان شيء مهم، لكنها أيضا أقوى أكثر من أي وقت مضى، ومقتنعة بأنها ستحيى أخيرا الحياة التي تحلم بها.

ووجهت المخرجة الدعوة للمشاركة في هذا العمل للممثلين المغاربة عبد الرؤوف وسعاد صابر ولطيفة أحرار وحسن فلان وفوزي بنسعيدي ومحمد عاطفي وجواد السايح وخديجة جمال وفضيلة بنموسى، إلى جانب ممثلين مغاربيين مقيمين ببلجيكا وفرنسا، كسمايين وحفصية حرزي ومهدي الذهبي والكوميدية هيام عباس.

وأكد كيتان دافيد أنه إضافة إلى عملية من الانتقاء والمجموعة المتميزة من الممثلين، تم أيضا إشراك ساكنة آيت أورير في هذا العمل الدرامي، فدور "ميمونة" جدة سارة تجسده إحدى نسوة البلدة، فضلا عن الكامبرسات، مبرزا أن معظم أطوار القصة تجري بآيت أورير.

وقال المنتج البلجيكي، العاشق للمغرب، إن آيت أورير "مركز حضري في ازدهار مطرد، ومدينة صغيرة ساحرة تسير على طريق الحداثة مع المحافظة على طابعها التقليدي الأصيل، ومكان رائع بمناظره المذهلة، يقع عند مفترق الطرق بين مراكش وورزازات.

وشدد على أن جميع الأشياء التي وظفت في الديكور والتصوير (من أزياء ونسيج وأثاث ...)، والتي تحيل على سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، تم اقتناؤها أو استئجارها في عين المكان، مشيدا بالأجواء الحميمية التي تسود بلاتوهات التصوير، بعد أسبوعين من انطلاق هذا العمل.

وقال إن "كل شيء يسير على ما يرام وفي تناغم تام"، مضيفا أن طاقم التصوير، الذي يتألف من نحو خمسين فردا، يضم تقنيين شباب من بلجيكا والمغرب، مشيدا ب` "التبادل" و"الشراكة" بين المنتجين المغاربة ونظرائهم البلجيكيين.

وتبلغ تكلفة هذا الفيلم، الذي من المقرر أن ينزل إلى قاعات العرض خلال السنة المقبلة، نحو 2ر2 مليون دولار.

يشار إلى أن المخرجة خديجة لوكلير، التي تخرجت سنة 1997 من المعهد الملكي للدراما ببروكسيل، واشتغلت مديرة لعمليات الانتقاء (الكاستينغ)، أخرجت ثلاثة أفلام قصيرة هي "كامي"، الذي يشكل مدرستها السينمائية، و"سارة"، وهو أول عمل قصير مهني لها والذي توج في عدة مهرجانات دولية كمهرجان دبي ونامور وميامي وميلانو، ثم "كرة من الصوف".(ماب)

ميدل إيست أنلاين في

02/03/2011

 

بما يليق بمصر بعد 25 يناير

فنانو مصر يُطالبون بعودة الفن لمكانته في وسط نظيف ومستقل

القاهرة - دار الإعلام العربية  

سينما نظيفة ومستقلة تحلّق نحو العالمية، عودة المسرح إلى مكانته الحقيقية، استعادة الدراما التلفزيونية مكانتها الرائدة، وعادة الأغنية المصرية إلى أصالتها وتدعيم حقوق الملكية الفكرية لمختلف الفنون هذه كانت بعض الأهداف الرئيسة التي حددها خبراء تحدثوا لـ"العربية.نت" من أجل وسط فني يليق بمصر بعد 25 يناير.

وطالب بذلك فنانون شبان شاركوا في الاعتصام بميدان التحرير بوجود رقابة أخلاقية حقيقية على الفن، مؤكدين أن الحفاظ على ثورة 25 يناير يجب ألا يقتصر فقط على الفساد السياسي والمالي، لكن الأهم محاربة الفساد الأخلاقي.

وأكدوا ضرورة إعادة الرقابة على جميع الأعمال الفنية على اختلاف مسمياتها وتصنيفاتها بما يتوافق مع مبادئ الدين وتقاليد المجتمع، وألا تخدش هذه الأعمال الحياء بمشاهد خارجة أو ألفاظ بذيئة، مطالبين في الوقت ذاته بإلغاء الرقابة السياسية التي تقمع الحريات، ليمكن مناقشة جميع القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية بحرية واحترام.

القدرة على صياغة العمل الفني من جديد

إلى ذلك طالب الفنان عزت العلايلي بضرورة النظر إلى الأرضية الأدبية التي يتم التعامل بها في المجال الفني، وأن نكون على درجة عالية من الثقافة والوعي، ومراعاة التقاليد الاجتماعية، لافتاً إلى أن مصر بها العديد من الإمكانيات البشرية القادرة على صياغة العمل الفني من جديد.

وأوضح أن هناك من يريد توحيد النقابات كلها، وهناك من يريد تخصصها ولا يمكن أن يتم ذلك إلا بعد دراسة مستفيضة، للوصول إلى مرحلة الاستقرار.

ومن جهتها شددت الفنانة سميرة عبدالعزيز على الاهتمام بالنصوص الدرامية، والفصل بين الكسب المادي وبين أي عمل فني، مطالبة بضرورة الرقي بمستوى المخرجين الشباب، ومشيرة إلى رغبة العودة إلى دور مؤسسة السينما في تبني أفكار الشباب حديثي التخرج.

وطالبت عبدالعزيز باستمرار تخصص كل نقابة على حدة، مبررة بأن لكل منها طبيعة ومهام خاصة، وتوحدها سيخلق مشاكل عديدة، مشيرة إلى أنه لا مانع من وجود اتحاد للنقابات الثلاث.

وأشارت الفنانة سميرة أحمد إلى أن الفترة القادمة ستتعامل مع المجال الفني بالكيف وليس الكم، إضافة إلى ضرورة النظر في إنتاج عدد من الأعمال ضمن إطار عمل جيد محترم لإخراج عمل يصل إلى الناس، مع التخلص تماماً من إنتاج الأفلام التي لا تراعي المعايير المهنية.

وأكد المؤلف بشير الديك أن الأعمال الفنية بحاجة إلى تغيير خريطتها الدرامية، وذلك لأنها الأسرع في الوصول إلى الجماهير، وعليها أن تظهر المصريين الحقيقيين الذين تجلت شخصيتهم في ميدان التحرير، وتناقش كل القضايا الحيوية.

وأضاف أنه يستعد خلال الفترة القادمة لعمل درامي عن "حادث القديسين" تلك الكارثة التي وحدت الشعب المصري مسلمين ومسيحيين، وبعدها سيسعى إلى إنجاز عمل درامي عن الشاب خالد سعيد الذي راح ضحية التعذيب.

ورأى المخرج داود عبدالسيد أن الفترة القادمة ستعتمد على السينما المستقلة التي تكسر النمطية السينمائية والإنتاجية السائدة أمام أجيال جديدة، لكن هذا يتوقف على مدى تقبل الجماهير، "لا يمكننا أن نفرض سلعة إلا إذا كانت ستجد قبولاً من الجمهور".

الحرية والالتزام والشباب

وقال الناقد الفني رفيق الصبان إن الحياة الفنية ستستعيد حيويتها وطاقتها من خلال ثلاثة أشياء "الحرية والالتزام والشباب"، باعتمادها على الشباب الذين يضعون نصب أعينهم الالتزام، وظهر هذا جلياً من خلال أذواق الشباب في اختيارهم الأغاني والشعارات أثناء الثورة، لافتاً إلى أن الجمهور أصبح الآن صاحب الفكر الأول.

وأضاف الصبان أن ذلك أصبح مشاهداً من خلال إعادة النظر في غالبية الأعمال الدرامية الحالية حتى تتلاءم مع ما بعد الثورة، وتابع: "نحن مقدمون على فترة جديدة بلاشك، وقيمة العمل هي الوتر الذي سنلعب عليه الفترة القادمة بعيداً عن أي ابتذال".

وأفادت الناقدة ماجدة خيرالله بأن السينما المصرية ينقصها نظام إنتاجي على درجة فنية عالية ودرجة كبيرة من الوعي، وأفلام ذات مستوى فني راقٍ لا تهدف فقط إلى الربح، فلابد للسينما المحلية أن تأخذ خطوات جادة نحو العالمية عبر طريق الاهتمام بالعمق الإنساني في اختياراتنا وإحداث التوازن في اهتمامات الجمهور المحلي والعالمي.

ويأمل السيناريست أحمد عبدالله باستحداث إدارة تنظم عملية ترشيح الأفلام المصرية وخروجها في المهرجانات العالمية تجنباً لما حدث في السنوات الأخيرة من خروج أفلام إلى المهرجانات لا تمثل مصر، وبالتالي تعطي للعالم انطباعات غير حقيقية.

لافتاً إلى ضرورة وجود لجنة من وزارة الثقافة تكون مسؤولة عن ترشيح الأفلام وليست مجرد لجنة تحكم اختيارها علاقات شخصية ومصر لديها الإمكانات وقادرة على الوصول إلى العالمية، متوقعاً تغير الصورة النمطية عن الشباب، واختفاء معظم الأجور المليونية.

الأغنية مرآة المجتمع

وأشار السيناريست أبوالعلا السلاموني إلى أن تحكم المنتج والنجم والدعاية من أهم المشاكل التي واجهت الدراما، فالمنتج يبحث عن النجم الذي يحقق إيرادات ضخمة، ما أصاب الكيان الدرامي بالخلل والتفكك، فأصبح الكاتب مجرد "ترزي" يفصل السيناريو على قياس النجم، وهذا ما يجب أن يتغير في المرحلة الجديدة.

أما السيناريست كرم النجار فيرى أن أزمة الدراما بين الإعلام والإعلان، لذلك فإن البداية تكون بإصلاح الهيكل الإداري والعودة إلى فكرة الأعمال الجيدة وقيمة النص الدرامي، والبعد عن التجارة، مؤكداً أن كل صناع السينما يعلمون حدود تدخل كل منهم في العمل الفني، وعلى الجهاز الإداري المتقاعس الاهتمام باكتشاف المواهب لضخ دماء جديدة في الأسرة الفنية.

وعن حال الأغنية المصرية شدد الملحن حلمي بكر على أنه لا يمكن طرح رؤى ومقترحات مستجدة حتى تستعيد الأغنية مكانتها، مؤكداً ضرورة معرفة من هو الفنان الذي يحمل لواء الأغنية، وأين الصدق في تناول اللحن والأداء.

وأضاف بكر أن رفع مستوى الاغاني المصرية يأتي بوجود علاقة بين المضمون المقدم والمرحلة الجديدة وقبول الشباب ليحمل نوعاً من التجديد والفكر، إلى جانب أن يقوم كل من مثلث الأغنية الأساسي "المؤلف والملحن والموزع" بدوره وفقاً للخيال والفكر الإبداعي لكل منهم.

وفي السياق قال هاني مهنا إن الأغنية سواء وطنية أو عاطفية أو دينية هي مرآة المجتمع، بينما معظم الأغاني الحالية استهلاكية وتجارية ناتجة عن تخبط اجتماعي، حتى الأغاني العاطفية والرومانسية كلها فاسدة، والجمهور تجاوبه معها من باب الفضول ليس إلا.

ويؤكد مهنا أنه غير راضٍ عن جميع الأغاني الوطنية الحالية لأنها لا تواكب الحدث، مبرراً ذلك بأن ثورة 25 يناير التي بدأت شبابية وتحولت إلى شعبية أفضل 1000 مرة من ثورة 1952، لذلك لابد أن تكون أغانيها أفضل من 1952 ومع الأسف استحضرنا الأغاني القديمة وذلك لأنها أغانٍ معمّرة.

وقال إننا في حاجة إلى البحث عن الكلمة التي تساوي الحدث ونرجع إلى كلمة الحب الكلاسيكية الصادقة ويكون هناك سمو المعاني الحوارية، وأيضاً تحقيق مقولة "إدي العيش لخبازه" لأن المؤلف له رأيه وأيضاً المغني والملحن فكل منهم له إبداعه وخياله الخاص.

الأعمال المسرحية بمواهب حقيقية

وباستياء قال إبراهيم سيد (فنان استعراضي بفرقة رضا) إن الفن الاستعراضي واجه التجاهل خلال الفترة الماضية على الرغم من أهمية هذا الفن ودوره في الحفاظ على التراث الفني والمصري، مشيراً إلى أن معظم جمهور هذا الفن من الأجانب ويحرصون على متابعته في كل زيارة لهم.

وتابع سيد: إننا بحاجة إلى هيئة مستقلة تنظم عملية دخول المسابقات والحفلات حتى يمكن تمثيل مصر بصورة رسمية بدلاً من الدخول بصفة عشوائية، بالإضافة إلى تحديد معايير معينة لمن يدخل إلى عالم الفن بالوراثة، هذا مع النظر في التجاهل من جانب الإعلام.

وذكر رشدي الشامي (عضو المسرح القومي) أن من أحلامي أن يتجه العمل المسرحي والشعبي إلى أعمال كمسرح الأرابيسك والأعمال الكلاسيكية بالاعتماد على مواهب حقيقية يتم اكتشافهم وتأهيلهم والارتقاء بمستواهم، لأنهم الأساس وهم القادمون، مضيفاً أنه يأمل في عمل مسرحي تتوافر فيه كل عناصر العرض بالإضافة إلى التمويل، ولا ينضم لأي عمل فني غير ما يصلح فقط للدور.

وتمنى أن يتولى هيئة المسرح فنان متخصص لا موظف أو إداري، مطالباً بضرورة وجود نقابة خاصة بالمسرحيين.

العربية نت في

02/03/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)