حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

بدأت عروض فيلمه الثاني "شتي يا دني" في الصالات اللبنانية أمس

بهيج حجيج: الفيلم يقدّم إجابات قاسية حول قضية المخطوفين

ريما المسمار

بعد جولة على عدد من المهرجانات السينمائية العربية (أبوظبي، الدوحة ترايبيكا، القاهرة، وهران) والأجنبية (المهرجان الدولي للأفلام المستقلة في بروكسل) وفوزه بعدد من الجوائز فيها، انطلقت أمس في الصالات اللبنانية عروض "شتي يا دني"، ثاني أفلام المخرج بهيج حجيج الروائية بعد "زنار النار" (2004). الفيلم الذي يشكّل عودة ثانية لمخرجه إلى موضوع المخطوفين الذي عالجه في فيلم وثائقي سابق (مخطوفون)، يقدّم حسان مراد وجوليا قصار وكارمن لبّس في الأدوار الرئيسية. تبدأ الحكاية مع عودة "رامز" المخطوف منذ عشرين عاماً إلى عائلته ومدينته.

"المستقبل" التقت المخرج في حوار حول الفيلم.

·         [ آخر مرة التقينا في حوار كانت في نفس هذا المكان قبل أكثر من سبع سنوات. يومها كنت شديد التبرّم من إعراض الجمهور اللبناني عن فيلمك الروائي الاول "زنّار النار". ما هو شعورك اليوم مع إطلاق فيلمك الثاني "شتي يا دني" في الصالات اللبنانية؟ وماذا تتوقّع له؟

- أشعر بالإرتياح. القلق أقل مما كان عليه في ذلك الوقت، وقت "زنّار النار"، لأسباب كثيرة. أولاً هناك جمهور سينمائي في لبنان تكوّن على مر السنوات العشر الفائتة. لعل الأحكام المسبقة على الفيلم اللبناني لم تختفِ تماماً ولكن تراجعت كثيراً. وهذا بفضل بعض الأفلام اللبناني الذي استطاع أن يلاقي الجمهور ويخاطبه. أفلام قدّمت شيئاً إلى الناس من دون أن يكون ذلك على حساب النوعية. وهذا أحدث تحوّلاً في ذائقة الجمهور ونظرته إلى الأفلام اللبنانية.

·         [ تقول "بعض الأفلام" وتنسب التحول في ذائقة الجمهور إلى الأفلام التي لاقت جماهيرية فقط. أفليس للأفلام الأقل جماهيرية دور كما هي الحال في سينمات العالم حيث نعثر على اتجاهات سينمائية كثيرة ولكل منها موقعها ومساهمتها؟

- بعض الأفلام ساهم بشكل مباشر في تقريب الجمهور من الفيلم اللبناني. ولكن المسألة لا تقتصر على شباك التذاكر فقط. فيكفي أن يقرأ شخص خبراً في جريدة عن فيلم لبناني شارك في هذا المهرجان أو ذاك ليتولّد لديه فضول. ولكن الأفلام غير الجماهيرية أيضاً اسهمت ً في كسر الأحكام المسبقة. لذلك أشعر أنني كسينمائي لبناني جزء من هذا الحراك وأنني مرتاح. السبب الثاني هو موضوع الفيلم الذي يتناول قضية تهم الجميع، اي قضية المخطوفين. وأدّعي أن المعالجة التي اعتمدتها ستصل إلى الناس لأن الصفة الأهم في اي عمل سينمائي وفني عموماً هي الصدق. وأنا بكل تواضع كنت صادقاً إلى أبعد حدود في معالجتي هذا الموضوع. العامل الثالث هو تمتع الفيلم بشيء من السمعة الطيبة بفضل مشاركاته في عدد من المهرجانات وفوزه ببعض الجوائز. ولعل العامل الرابع يتمثل في اعتماد الفيلم على اسماء ممثلين معروفين وذوي مكانة في المشهد السينمائي والتلفزيوني اللبناني. بقول ذلك، اشدّد على أنني لا أنتظر أن يكسّر الفيلم شباك التذاكر. فأفلامي ليست تجارية.

·         [هل يخيفك وصف "تجاري" أو "جماهيري"؟ هل تشعر أنه ينتقص من قيمة العمل؟

- كلا لا يخيفني. ولكنني أعرف أن أفلامي لا تندرج في تلك الخانة. لعل الوصف الانسب هو سينما شعبية وليست تجارية.

·         [ في تصريحاتك الاولى حول المشروع لم تركّز كثيراً على مصدر السيناريو. لاحقاً صار اسما سام بردويل وإيمان حميدان يترددان. وأمس في العرض الاول قرأنا على الشاشة ان السيناريو مستوحى او مقتبس عن نص "إنها تمطر أكياساً". فما حكاية هذا النص؟

- انطلقت فكرة الفيلم من نص مسرحي قصير لسام بردويل وإيمان حميدان، وصلني عن طريق شخص ثالث. بعيد قراءتي الاولى له، لم يحرّكني كثيراً. فتركته ومن ثم عدت إليه بعد اشهر لأجد أنه يتّصل مباشرة بموضوع سبق لي تناوله في فيلمي الوثائقي "مخطوفون" قبل عشر سنوات، إنما من زاوية مختلفة. شعرت بضرورة إنجازه. في تلك الاثناء، كنت أبحث عن موضوع وكان أمامي أكثر من خيار. ولكن وجدتني أقرر على هذا النص وأنطلق منه لكتابة سيناريو.

·         [ ولكن أليس غريباً أن النص نفسه الذي لم يحرّكك في البداية صار بعد اشهر ملحّاً على الرغم من أن الصلة بعملك السابق كانت هنالك منذ البداية؟

- ليس في الأمر غرابة. كل ما هنالك أنه في المرة الثانية أيقظ شيئاً في داخلي لم يتوقف اصلاً. فأنا منذ "مخطوفون" أتابع أخبار القضية وتطوراتها وأجمع المعلومات لأرشيفي الشخصي. كما أنني لم افقد الصلة ببعض الناس الذي ظهر في الفيلم الوثائقي. ناهيك بأن خيمة أهالي المخطوفين أمام "الإسكوا" كانت بمثابة الدليل الحي على أن هذه القضية جرح مفتوح.

·         [ تقصد أن الموضوع بدا لك آنياً وساخناً بعد قيام خيمة أهالي المخطوفين؟

- أجل. الموضوع مستمر ومؤثر في الحاضر وليس فقط منتمياً إلى الماضي والذاكرة.

·         [ كيف جرى التعاون مع بردويل وحميدان؟

- بعد أن قررت اقتباس النص، اتصلت بهما والتقينا لمناقشة بعض الأفكار. ولكن لم يتعاطّ اي منهما مباشرة في عملية الكتابة. كانا متعاونين جداً وأحبّا السيناريو. استفدت تحديداً من البحث الذي قامت به إيمان حول المخطوفين العائدين لاسيما من السجون السورية.

·         [ في فيلمك الأول اقتبست رواية الكاتب اللبناني رشيد الضعيف "المستبد". وهنا تقتبس نصاً مسرحياً. كيف توفّق بين هواجسك وأفكارك، أو الأحرى بين إلحاحها، ونصوص الآخرين؟

- أنا من محبّذي الإقتباس في السينما لأن هنالك مئات الأعمال المكتوبة المهمة والتي يتقاطع بعضها مع حساسيّة المخرج. كما أنني من محبّذي العمل الجماعي على السيناريو. وهذا لا يتعارض البتة مع كون الفيلم منتمياً إلى سينما المؤلف أم لا. سينما المؤلف لا تتحدد هكذا، لأن المخرج وإن لم يكن كاتب السيناريو، يعود ويستملك النص. عموماً، أختار النص الذي اشعر أنه كان يمكن أن يكون صادراً عني.

·         [ كم مرة أعدت كتابة "شتي يا دني"؟ وكم اختلفت النسخ بين بعضها وعن النص المسرحي؟

- كما ذكرت، النص كان مسرحياً وقصيراً ولكنه كان يشتمل على الشخصيات الثلاث الرئيسية. ولكن أحداثاً كثية اضيفت وأخرى تم الإستغناء عنها. فاقتباس النص المسرحي أكثر صعوبة من الإقتباس الروائي وأكثر خطورة. شخصية نايفة النجار مثلاً كانت موجودة في النص الاصلي ولكن موقعها في نص سينمائي يشكل تحدياً وخطورة. لم أكن أكيداً من موقعها في السياق الدرامي. ولأجيب عن سؤالك، أعدت كتابة السيناريو اثنتي عشرة مرة. وحتى خلال التصوير، أجريت العديد من التعديلات والحذف والإضافات. أحب هامش الحركة هذا، لاسيما عندما يتعلق الأمر بالحوارات وارتياح الممثل إليها. والمفارقة أن المشكلات الإنتاجية التي واجهت المشروع وأدّت إلى تأجيل انطلاقه غير مرة كانت السبب في عودتي إلى النص ومراجعته. الوقت سمح للعمل أن ينضج ولي أن أتملّكه بشكل كلي.

·         [ لماذا اخترت تصوير المكان أو "المعتقل" الذي يخرج منه "رامز" في بداية الفيلم؟ أليس إبقاؤه غير محدّد أكثر فعالية في بث رعب التجربة وقسوتها؟

- الفكرة كانت أن يخرج من مكان غير محدّد، من لامكان. المعتقل في الفيلم ديكور لا يشبه شيئاً وجو سوريالي مثل قضية المخطوفين برمتها. أين هم هؤلاء؟ في سوريا أو إسرائيل؟ ماتوا ام مازالوا أحياء؟ عدم معرفة الحقيقة تحوّل الحدث إلى اسطورة أو خرافة. مشهد المعتقل أضفته في نسخة السيناريو الأخيرة لربط الشخصية بمكان معيّن من دون التأكيد على هوية هذا المكان.

·         [ ولكنك بتجسيد ذلك المكان المسؤول المباشر عن عذابات آلاف الناس، خفّفت من وقعه وصورته المتخيّلة فبدا أقرب إلى نظارة...

- أعتقد أن الإقامة عشرين عاماً في مكان واحد، وإن كان معتقلاً، تولّد تفاصيل يومية وما يشبه الحياة. لم أشأ أن أدخل في تفاصيل التعذيب والتحقيق، لأنها مطروقة كثيراً في السينما. لذلك اكتفيت بمشهد واحد.

·         [ في الفيلم خطان سرديان: الأول يخص "رامز" وعائلته والثاني يتابع علاقة "رامز" وزينب. هل تقصّدت أن يكون الأول طاغياً على الثاني على الرغم من أن تلك العلاقة هي مصدر الغموض والاسئلة في الفيلم؟

- يمكن قراءة عودة "رامز" من ثلاث زوايا في الفيلم. من وجهة نظر زوجته "ماري" هي عودة أب أولادها وليست فقط عودة زوجها. من هنا تنبع محاولاتها اليائسة لإعادة تركيب العائلة وتعويض ما فاتها. ولكنها تكتشف ان العائد ليس زوجها وليس أب أولادها. بل هو شخص آخر تائه.

من وجهة نظر "زينب"، تشكل عودته أملاً بالنسبة إلى امرأة تنتظر عودة الزوج، بخلاف "ماري" التي لم تستسلم لمصيرها وأكملت حياتها من خلال تربية أولادها وعملها وعلاقاتها. تشكّل "زينب" مرجعية للناس المنتظرين. عودة "رامز" تكسر عزلتها لأنه هو الآخر يعيش عزلته الخاصة. إنه أشبه باللقاء الوحيد الممكن بين "زينب" ورجل آخر غير زوجها.

أما من وجهة نظر "رامز"، فالعودة بمعناها الحقيقي مستحيلة لأنه فاقد الصلة بالماضي والواقع وفاقد الرغبة في كل شيء. ولداه أصبحا أولاد الحياة. هو رجل اضاع مكانه.

·         [ ولكن هذا التركيز على البعد العائلي في عودة المخطوف اضاع على الفيلم فرصة الغوص على علاقة معقّدة كان يمكن أن تكون جوهر الفيلم بجدارة. إحساسي أن الفيلم لم يذهب بعيداً في استكشاف تلك العلاقة المركّبة التي من شأنها أن تفجّر شخصيتي "رامز" و"زينب" معاً.

- العائلة هي مركز الفيلم أولاً بسبب موقعها في حياتنا كشرقيين وثانياً لأنها الأرض الثابتة التي تتفجر عليها التناقضات والاسئلة وكذلك الأجوبة. العائلة هي المكان الديناميكي في الفيلم بعكس حكاية "زينب" الثابتة. في الظاهر، تحتل العائلة الهامش الأكبر في الفيلم. ولكن في العمق، العلاقة بين "رامز" و"زينب" هي قلب الفيلم ولكنها علاقة ميؤوس منها، لا يمكن أن تذهب أبعد. إنها ذلك المركب، رمز الموت والمجهول.

·         [ هل سعيت من خلال هذا الفيلم إلى تقديم إجابات أو خلاصات لقضية المخطوفين؟

- نعم، الفيلم يقدم إجابات عدة وإن كانت سوداوية. الجواب الاول يقدّمه "رامز" الذي يبرهن أن العودة مستحيلة وترميم الحياة أو اختراع حياة جديدة مستحيل ايضاً. الإجابة الثانية نجدها في مصير المخطوف الذي حمّله رسالة إلى عائلته، فإذا برامز يكتشف ان زوجته ماتت وأن أولاده هاجروا. فما تعني عودته في حال عاد؟ والجواب الثالث هو "خليل" زوج "زينب" الذي يتضح أنه مات منذ زمن بعيد بينما هي تنتظره. أعلم أنها أجوبة قاسية ولكن هذا ما توصّلت إليه خلال بحثي.

·         [ هل تحضّ الناس المنتظرين إذاً على متابعة حيواتهم والتطلع إلى الحياة بواقعية؟

- لا استطيع قول شيء. لو كنت مكانهم لفعلت مثلهم.

·         [ في شق الحكاية المتعلّق بالعائلة، ألا تشعر أن الفيلم افتقد مشهد مواجهة بين الاب والأبناء بالمعنيين الإيجابي والسلبي؟ حتى المشهد الذي يجمع الأب والإبن يقطع قبل أن يكتمل إحساسه.

- المواجهة موجودة من خلال تعليقات الشاب والصبية. حالة "رامز" لا تسمح بأن تتحول تلك المواجهة إلى غضب. بالنسبة إلى المشهد الذي ذكرته، عليّ أن أعترف انه من أكثر المشاهد التي أحبّها ولكن بسبب خطأ تقني أعدنا تصويره لاحقاً ولكنّه لم يوازِ المشهد الأول قوة وتأثيراً.

·         [ كيف بنيت شخصية "رامز"؟ كيف تخيّلتها وهي مزيج من المرض والجنون والصدمة؟

- بحثت عن هذه الشخصية طويلاً خلال الكتابة ولكنها لم تكتمل إلا بعد دخول الممثل حسّان مراد على الخط ومساهمته في بلورتها. بهذا المعنى، كتبت الشخصية له تحديداً. اشتغلنا على الحركة والصوت. ودار بيننا نقاش طويل حول ايهما أفضل: التعبير عما يعتمل في داخله بالتوتر الظاهر وسرعة الحركة أم بالبطء؟ اعتمدنا المواصفات الأولى لنولّد تناقضاً بين سعيه إلى الحركة وبين وهن جسده الذي يخونه باستمرار. الحركة تقتله.

·         [ ماذا عن عادة "رامز" جمع الأكياس؟ يُهيّأ للمشاهد أن ذلك سيقود إلى مكان ما ولكنّ ذلك لا يحدث...

- ليس بالضرورة أن نجد تفسيراً لكل ما نقوم به. الفكرة هي اتخاذ هذا الشيء التافه معنى في حياة "رامز". قد ترمز الأكياس إلى كيس التعذيب الذي يخنقه أو ترمز دلالات جمع الأكياس إلى لملمة شتات حياته. ولكنني اخترت ألا أوضّح ذلك. وعلى فكرة، هذا التفصيل مأخوذ من شخصية واقعية وردت في بحث إيمان حميدان.

·         [ "ماري" هي الشخصية الأقل تحوّلاً وأكثر اكتمالاً في الفيلم.

- هذا صحيح. إنها المرأة اللبنانية التي لم تستسلم لقدرها وأكملت حياتها. بخلافها، "زينب" شخصية انطوائية.

·         [ الفيلم يصوّر بيروت من وجهة نظر "رامز" التائه وفاقد نقطة الإرتكاز. هل علاقتك ببيروت مشابهة؟

- هناك اشياء مشتركة بيني وبين "رامز" لجهة العلاقة ببيروت. الفوضى المدينية؛ بيروت الجديدة بجمالها البرّاني فقط؛ فقدان المرجعية.. يشعر "رامز" أن المدينة صارت كبيرة عليه وهذا شعوري أنا أيضاً في بعض الأحيان.

·         [ تعاونت في الفيلم مع مدير التصوير مكسيم هيرو الذي صوّر فيلمك الاوّل. ما هو التصوّر الذي توصّلتما إليه بشأن صورة الفيلم؟

- قبل الإجابة عن سؤالك، أود أن أؤكد على أهمية الفريق التقني الذي وقف إلى جانبي خلال إنجاز الفيلم. فلولا جهد هؤلاء الشباب في المراكز الاساسية على الفيلم لما أنجز الفيلم، في الوقت الذي كنت اقوم فيه بمهام المنتج والمخرج معاً. بالنسبة إلى مكسيم، التعاون معه من جديد عائد لأكثر من سبب. فهو مصور ماهر ومبادر، يقترح أفكاراً وبارع في تحديد الزوايا واللقطات. تجربتنا السابقة على "زنّار النار" منحته معرفة بنوعية الضوء عندنا ثم إنه شغوف بالممثلين والفيلم قائم على الممثلين بالدرجة الأولى. الفكرة كانت أن تكون الكاميرا متنفّسة حتى في المشاهد الثابتة لمنج الصورة حياة. اعتمدنا على الألوان الدافئة النابعة من طبيعة المكان.

·         [ هل اشتغلت كثيراً مع الممثلين؟

- لست من المخرجين الذين يحبّذون إدارة الممثل في كل تفصيل. أوجه الممثل وأترك له هامشاً للحركة والإضافة والإقتراح. وأهمية العمل مع ممثلين محترفين انهم يملكون القدرة على تملّك الدور. فأنا حين أعمل مع حسان مراد، أريد أن يظهر حسان وليس فقط رامز وكذلك بالنسبة إلى جوليا قصار وكارمن لبّس.

·         [ يتردّد أنك في صدد التحضير لعمل جديد. هل لك أن تطلعنا على بعض تفاصيله؟

- في مشروعي القادم سأتعاون مع الصديقة الكاتبة نجوى بركات وسأقوم بتصوير سيناريو من كتابتها، تدور أحداثه بين ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي إبان الإنتداب الفرنسي وموضوعه إمرأة. يتطلّب المشروع إمكانيات مادية كبيرة اي نحو خمسة ملايين دولار وأنا الآن في صدد تحديد ما إذا كان العثور على هكذا تمويل ممكناً.

المستقبل اللبنانية في

25/02/2011

 

خالد الصاوي يعود لاستكمال «الفاجومي» بعد ثورة «يناير»

كتب غادة طلعت 

يستأنف الفنان خالد الصاوي تصوير مشاهد فيلمه «الفاجومي» بعد توقف ما يقرب من شهر بسبب أحداث ثورة 25 يناير خاصة أن الصاوي كان قد شارك في الثورة بعد أن أعلن اعتصامه وامتناعه عن التصوير قبل أن تتحقق مطالب الشباب.

المخرج د. عصام الشماع أوضح أن الفيلم يتبقي له عدة مشاهد قليلة يستغرق تصويرها ستة أيام فقط، وهي المشاهد المتبقية والتي سيتم تصويرها خارجي في عدة مناطق مثل الخطابة وعدد من الشوارع في منطقة السادس من أكتوبر.

الفيلم يتناول السيرة الذاتية للشاعر أحمد فؤاد نجم مع التركيز علي مرحلة مهمة في تاريخ مصر ويظهر في أحداث الفيلم عدد من الشخصيات، ومن بينهم الشيخ إمام الذي يقوم بدوره الفنان صلاح عبد الله ويشارك في البطولة عدد كبير من الفنانين من بينهم السورية كنده علوش وجيهان فاضل والتونسية فرح يوسف وزكي فطين عبد الوهاب وتامر هجرس ويغني محمد منير أغلب أغاني الفيلم بمشاركة الفنان صلاح عبد الله.

من ناحية أخري اتفق خالد الصاوي مع المخرج أحمد عبد الحميد علي البدء في تصوير مشاهد مسلسله الجديد «خاتم سليمان» بداية الشهر المقبل، لحين انتهاء السيناريست محمد الحناوي من كتابة باقي الحلقات كاملة وتسليمها لشركة البركة المنتجة للمسلسل.

ويقوم الصاوي في الأحداث بدور جراح كبير اسمه «سليمان» يواجه عدداً من الأزمات وتدور الاحداث في إطار اجتماعي تشويقي ولم يستقر المخرج حتي الآن سوي علي الفنانة رانيا فريد شوقي في دور زوجته والتونسية فريال يوسف.

روز اليوسف اليومية في

25/02/2011

 

روح الثورة في المشهد السينمائي التونسي والمصري

 جمال السامرائي - الدوحة  

لسنا محررين ، فالتحرير من سمات الشعوب )

ارنستو تشي غيفارا 

هذه الكلمات رسم  تشي غيفارا ملامح الشخصية الثورية بعيدا عن المفاخرة وقريبا جدا من التواضع الذي  يتصف به الثوار، ولعل ما يشبه ذلك في تاريخنا الحديث الثورتين العظيمتين في تونس ومصر ،فلم ينبري احد من ملايين الشعبين ليدعي بأنه مفجر الثورة أو ملهمها ، على الرغم من وجود ثوار لعبوا دورا كبيرا في تأجيج روح الثورة وانطلاقتها ، ومثلما يذكر لنا التاريخ نماذج كبيرة من ثورات قادتها الشعوب وغيرت مسار التاريخ ، مثل الثورة الروسية والفرنسية والجزائرية  ، إلا أننا نجد نموذجا فريدا وحضاريا انطلق من تونس الخضراء ليجد صداه الأول في مصر الكنانة ، ثورة اشتركت فيها كل قطاعات الشعب وبعيدا عن مساعدة الجيش أو استخدام السلاح الذي كان من جانب واحدا فقط يمثله حراس النظام ، ثورة قادتها كل فصائل الشعب  المحامي والطبيب والمهندس والطالب والكادح والمعلم والفنان والعديد من المثقفين والبسطاء والباحثين عن العيش بكرامة ،  الإسلامي والقومي والماركسي والمستقل .... الكل ...... الشعب  ....  تحرر.

من عبودية   الطغاة والمستبدين ....ووسط هذا الزحام الثوري في الشارعين التونسي والمصري ، تتناغم معها  أصوات الفنانين الحقيقيين بلا تردد أو وجل لصوت الشارع الثوري وتشارك أو تؤيد أو تعلن ولاءها للثورة ، ومنهم من يتردد أو ينزوي تحت أي غطاء لينتظر ومنهم من يتوسم في بقايا النظام والسلطة ويتناسون ما أثبته التاريخ الإنساني بأن عمر الطغاة قصير وان الشعوب أبدا لن تموت ، في تونس الثورة خرج العديد من الفنانين الذين شاركوا وأيدوا الثورة وكبرت أسماؤهم وازداد توهج نجمهم بين الجماهير ،  حتى صدحت حناجرهم واسترسلت أناملهم ورقصت طربا خشبة المسرح تحت أقدامهم  ( كما فعلها مسرحيو تونس ) .... كيف لا   ... وهي ثورة شعبهم وثورتهم التي ستتيح  لهم الانطلاق بلا أسوار أو حواجز ...  وبلا خوف من كلماتهم أو ريشتهم أو من ولع المستبد بالنجومية والنرجسية....  هي  الثورة تحلق بالإنسان إلى آفاق رحبة   تتسع للإبداع الحقيقي  وللفن الملتزم ليشترك الجميع في جداريه الغد المشرق غد ... تصبح فيه الألوان أكثر نصعا والأصوات أعذب شدوا والإحساس أكثر صدقا .....

ولاستشراف المستقبل لابد من أن يبدأ الفنانون بإطلاق أقصى ما لديهم من أفكار وإبداعات ، فالفنان عنصر مؤثر ومساهم في التغيير والإبداع ،  ولعل أهمهم الفنان السينمائي ، بسبب الفعل المؤثر الذي تتركه السينما في المجتمع ،وسعة وسرعة انتشارها ،وليس بجديد إذا ما قلنا بان الصورة تعادل ألف كلمة ( مثلما ذكر العلماء المختصون )  ... بالإضافة إلى ذلك استعادة أمجاد الماضي في السينما العربية ومنهما على الأخص السينما المصرية والتونسية ، فبالنسبة للثانية تكاد تكون انقرضت إلا من نتاجات محدودة ولا تليق بالإرث التاريخي لها ، فنحن نستذكر قوة السينما التونسية  وصداها في العقدين  الستين والسبعين من القرن المنصرم، حينما أتحفتنا بروائع من أعمال سينمائية وصل صداها للمشرق والى أوروبا ، وانتعشت أيامها دراسة السينما، وخير مثال لذلك ( إنشاء جمعية الشبان التونسيين ، والتي أصبحت سنة 1968  الجامعة التونسية للسينمائيين الهواة)،  وفي نفس  العقد  تم إصدار مجلة قانون السينما، واستحداث أكثر من ثلاثين دار ثقافة مجهزة بآلات عرض  سينمائي (  16  ملم ) ، كما شهدت  حقبة الستينيات إنتاج عدد من الأفلام  لمخرجين أصبحوا فيما بعد رموزا مهمة للسينما التونسية  وتاريخها ،  منهم  (عمر الخليفي  وحمودة بن خليفة و عبد اللطيف بن عمار  الذي حصل فيلمه ( عزيزة ) على التانيت الذهبي لأيام قرطاج ، وكذلك المخرج ( رضا الباهي ) الذي اشتهر عربيا وعالميا برائعته (  شمس الضباع ) . ولا بد من ذكر السينمائي ( الطاهر شريعة الذي أسس أول دورة لمهرجان قرطاج السينمائي .

وإحقاقا للحق لابد من الإشارة إلى أسماء سينمائية تونسية في زمننا الحالي ، حاولت رغم بطش  وقمع وتضييق الخناق من قبل نظام بن علي ،  النهوض  بقدر الإمكان بالسينما التونسية والحفاظ على موروثها الأصيل ، ومن ابرز تلك الأسماء ( نوري بو زيد و مفيدة تلاتلي ،  وسلمى بكار  ورجاء عماري ، وطارق بن عمار ، وآخرين  ).

من هنا نوجه  دعوة للسينمائيين التونسيين المغتربين بالعودة والمساهمة باستعادة هيبة  المشهد السينمائي التونسي المعاصر من خلال  استنطاق الصورة الفيلمية وما يتناسب مع الزمن الجديد ومحاكاة المجتمع وهمومه ومعاناته واستشراف المستقبل بما يتناسب ومسار التطور الذي تشهده تونس للعبور نحو آفاق رحبة من الإبداع والحرية فالسينما والمجتمع مترابطان ، فهي مرآة تعكس الواقع وتستنطق الحياة اليومية المعاشة من اجل آفاق رحبة تليق  بحجم الثورة العظيمة للشعب التونسي  .

أما في مصر فقد شهدنا منذ انطلاقة الثورة فنانين ملتزمين عبروا بصدق ووضوح عن مؤازرتهم لثورة الشباب بل وشاركوهم وضحوا معهم وكانوا في الميدان ، يهتفون ويصرحون دون خوف أو قلق من بطش النظام لهم ... فارتفعت  أصواتهم متحدية ومنحت شباب الثورة دفقا من الحماسة والصمود ، وشاهدنا ذلك عبر شاشات الجزيرة العملاقة التي تحدت كل الصعاب من اجل نقل صورة الحقيقة وصورة الواقع بكل تجلياته ، شاهدنا  النجمة تيسير فهمي وهي تشارك في التظاهرات والاعتصام والمخرجون والسينمائيون الكبار خالد يوسف ، وداود عبد السيد وخالد أبو النجا وعمرو وأكد ، والموسيقار الكبير عمار الشريعي والفنان العالمي  عمر الشريف ، الذي عبر منذ البدء بوضوح ودون تردد عن مساندته لتلك الثورة العظيمة التي انتصر فيها الشعب المصري على نظام الطاغية حسني مبارك الذي حكم البلاد لمدة ثلاثين سنة . وهو ينحدر بمصر  إلى الهاوية ، مخلفا تركة ثقيلة بالديون والفساد في جميع المجالات تحت وطأة نظام بوليسي قمعي ....

لقد انعكست صورة الواقع المصري خلال حكم مبارك عبر المستوى الهزيل والبائس  للفن بشكل عام وللسينما بشكل خاص إلا ما ندر ، فقدمت العديد من الأعمال السينمائية التي أساءت لتاريخ مصر السينمائي  ، لا سيما  وأنها أول بلد عربي عرف السينما وأسست لقاعدة واسعة ومهمة للسينما العربية ، ولها تاريخها المشرف والطويل ، وأنجبت أسماء عملاقة في السينما ، على المستوى العربي والعالمي ....  وإذا ما استرسلنا في ذكر الأسماء والإعمال الكبيرة في السينما المصرية سيتطلب ذلك العديد من الصفحات ، وهنا نشير إلى من صمد في فترة حكم مبارك ولم ينصاع لمغريات النظام او ان يهبط بمستوى إبداعه إلى أفلام السوق التجاري الرخيص ، ومنهم من  استطاع بحنكته وذكائه أن يستشرف آفاق المستقبل ، فقدم أعمالا جريئة ومميزة وحافظ على اسمه ونجمه ، ولعل في مقدمة هؤلاء يحضر اسم الفنان الكبير المخرج خالد يوسف ، الذي أتحفنا بأعمال كبيرة ومميزة ، مثل ( هي فوضى ، وحين ميسرة ، ودكان شحاتة ) كذلك الفنان المخرج داود عبد السيد الذي رشح فيلمه ( رسائل البحر ) لاوسكار أفضل فيلم  أجنبي ، بالإضافة إلى نجوم التمثيل  التي تتصدرهم ( تيسير فهمي وعمرو وأكد وخالد نبوي وخالد أبو النجا وآسر ياسين ، والعديد من الأسماء اللامعة في سماء السينما المصرية ... نهيب بهم وبكل السينمائيين المصريين ، ان يعيدوا مجد السينما المصرية وان يحلقوا بها إلى آفاق العالمية ، وان ترتقي  بمستوى طموح الشباب المصري العظيم الذي فجر  ثورة الخامس والعشرين من يناير المباركة .

الجزيرة الوثائقية في

25/02/2011

 

تكريم المخرج رومان بولانسكي عن "الكاتب الشبح"

فيلم "الرهبان المقتولين" يفوز بأفضل جائزة فرنسية للسينما 

باريس- رويترز : فاز فيلم "عن الالهة والرجال" Of Gods and Men بجائزة "سيزار" لأفضل فيلم، وهي النسخة الفرنسية السنوية من جوائز الاوسكار.

ويدور الفيلم حول قضية قتل رهبان فرنسيين غامضة لم يتم حلها خلال الحرب الاهلية الوحشية في الجزائر، خلال التسعينات.

الفيلم الكئيب، الذي أخرجه زافييه بيفوا، مستنداً لأحداث قصة حقيقية عن الايام الاخيرة لسبعة رهبان في دير جزائري، انتزع ثلاث جوائز في "سيزار"، حسب ما ذكرت وكالة "رويترز" الاخبارية السبت 26-2-2011.

وعاش الرهبان في دير جنوب الجزائر، واختفوا في 1996 خلال موجة متوحشة من القتل قام بها متشددون اسلاميون وقوات حكومية.

وتم استعادة رؤوسهم المقطوعة، فيما ظلت الظروف المحيطة بقتلهم غير واضحة.

وركز الفيلم على ايقاعات الحياة في الدير، وكيف واجه الرجال التهديد المتزايد للموت العنيف مع تزايد الصراع الاهلي حولهم، متطرقاً ايضا إلى مواضيع عالمية هي الايمان والتسامح الديني.

واستغل مخرج الفيلم خطاب قبول الجائزة ليطالب بانفتاح تجاه المسلمين، قببل الانتخابات الرئاسية الفرنسية في 2012.

وقال بيفوا "لا اريد ان يقول الناس اشياء سيئة عن المسلمين في الحملة الانتخابية المقبلة، وارغب في ان نتحد معهم. هذا هو درس الفيلم".

وحاز الفيلم على نقاط افضل فيلم، كما حصل مايكل لونسديل على جائزة افضل ممثل مساعد لدوره كطبيب الدير.

من جهة أخرى، فاز المخرج رومان بولانسكي بجائزة افضل مخرج عن فيلمه "الكاتب الشبح" The Ghost Writer وهو فيلم سياسي فاز بأربع جوائز.

وذهبت جائزة افضل فيلم اجنبي لفيلم الفيسبوك "الشبكة الاجتماعية" The Social Network.

العربية نت في

26/02/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)